الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: ذكرت لك في مداخلة سابقة أنك تمتلك قلما يستمدد من ذاكرة مدرارة، ومن معين وافر من الذكريات، لكننى اشعر أن هذا القلم يرعف أحيانا ويركز على تفاصيل صغيرة قد لا تضيف كثيرا ولكنها لا تؤثر على عافية السرد وروعة الوصف الآسر، لو شددت لجام قلمك في بعض المنعطفات المتعلقة بحياة أناس أحببناهم حد الوله، وعشقناهم عشقا يتجاوز كل السلبيات، وأكثر ما شدنا الىهم تعلقهم بتقاليد عريقة وموروث رائع. ربما استعمرتنا مواقف بعض الذين عرفناهم، حبوبة مع مختار البكري وساكني الليدو مثلا، كانت أما حقيقية، لم تبخل بعاطفتها وحنانها وحبها لكل من كانت له صلة بتلك الدار العامرة، ثم للا زهور وأسرة عبد الله الطيب، تلك هي البيئة التي عشقناها، وهي ليست بيئة أغنياء أو مترفين، بل بيئة ترف الزاهدين. البيئة التي وصفها محمد شكري في الخبز الحافي لم نعرفها طوال اقامتنا في تلك المدينة الساحرة. لم تكن حياتنا فيها خالية من صعوبات المعيشة، لكنها حتما كانت خالية تماما من مظاهر القبح، لم يكن مجتمعنا السوداني هنالك مجتمع ملائكة، وهو أيضا لم يكن مجتمع شياطين، كنا أترابا تتقارب مستوياتنا الثقافية والمعرفية، وتحكم تصرفاتنا مثل سودانية، وبذلك اسدلنا ثوبا من الجمال، وهو ذات الجمال المتبادل بيننا وبين من عرفنا من المغاربة، والذين ما يزال بعضهم يطالعوننا من خلال هذا البوست الرائع. أعلم أخي عمر أنك تكتب عن المغرب بمداد الحب، ولأنك أنت محور كتاباتك والمغرب يأتي من خلال علاقته بك، لا من خلال علاقتك أنت به، فقد تنفلت بعض الصور وبعض المشاهد التي قد تخدش الصورة التي يرسمها الناس عن المغرب.. ونواصل ان شئتم سيف الدين عيسى مختار