الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: الأخ العزيز أبو أنس قرأت اليوم كتابتك الجميلة عن الفنان سعيد المغربي، وكنت قد ألمحت في مداخلة سابقة الى هذا الفنان الذي كان يشعل مدرجات الجامعة في الأمسيات الثقافية والسياسية والفنية بأغنياته الثورية، وكنت دائما ما أذهب اليه في غرفته بالحي الجامعي ومن تلك اللقاءات تولدت العديد من الأغنيات الثورية، كان سعيد المغربي يحب فلسطين والفلسطينيين جدا، لذلك كان يصر على أن يقصر جلساته مع الفلسطينيين وخاصة أحد زملائنا في كلية الآداب وهو الأخ أكرم أعمير الذي كان ملازما للسودانيين لا يذهب ولا يأكل الا معهم ، سعيد المغربي كان بالفعل أحد علامات ذلك العهد النبيل، سأكتب عنه ما تسعفني به الذاكرة المنهارة ان شاء الله تحياتي سيف الدين عيسى

Quote: عمر عبدا لسلام ....حامل رايتنا في رباط **************************************************** لقد لفت انتباهي الأصدقاء من مدينة الشجرة قبل وقت من الزمان وفي أوقات متقاربة ، خاصة الإخوة : شرف خلف الله ، على عبدالرزاق ، وأخيرا عبدالقادر سعيد صالح .لذلك العمل الرائع والجهد المقدر الذي يقوم به الأخ عمر عبدالسلام تحت عنوان { إلى الذين تسللوا إلى مدينة فاس المغربية}. والذي شاركه نفر من كرامنا .ويبدو أن لك في الشجرة معجبين وأحباب أخى عمر ..ولاغرو فذاك المربع الصغير من المعمورة قد منحنا صداقة أصيلة وأخاء رفيعا وجماعة وفية ، ظلت ترعى على الدوام وذلك الود الذي تعرفه . ولاعلم لدي أن موقع آخر فاق الشجرة في عطائها إلا مدينة شندي ، تلك البقعة التى إنتقت خيار شبابها ودفعت بهم إلى بلاد المغرب . ليمنحوا إيقاعا فريدا من الإلفة والمحبة والصداقة الصافية ، وكان فخرنا الدائم هو الإنتماء إليهم وإلى أمثالهم . والحق أقول أخى عمر أن العاصمة والأقاليم المختلفة تنافست فيما بينها فأختارت كل منطقة صفوة الصفوة من فلذات أكبادها وأودعتهم ذلك البلد الحبيب الذي سمى من قديم الزمان ببلاد المغرب . فالتقت دروبنا هنالك ..وكان ماكان ...كان الصحب كلهم نجوم إكتمل بهم وبوجودهم بدر حياتنا في سماء صافية الأديم ، شكلنا معهم دروبا من الحياة كانت مليئة بالورود والرياحين ، كانت مهرجانا من الفرح ، كانت من أجمل أيام العمر التى مضت ، بل كانت هي بمنزلة الربيع من الزمان ..لاشكوى فيها ولاتبرم . التقينا باناس كنا نجد ذاتنا في ذواتهم ، ونسعد بالانتماء إليهم ، تذوقنا معهم الحلو من طعم الحياة ، وفهمنا برفقتهم ماذا تعنى كلمة السعادة وعرفنا معنى كلمة الجمال ، فشكرنا الله سرا ثم جهرا على ماأنعم علينا به وهو تعالى الذي ذكر أهل الفضل بالفضل حين قال في محكم تنزيله – ولئن شكرتم لأزيدنكم – وصدق المصطفى حين قال { قيدوا النعم ، فقيل كيف يارسول الله . قال بالشكر . وأكاد أجزم أخى عمر ، ان تلك الأيام والليالى لو وضعت في كفة وبقية عمرنا في كفة أخرى ، لرجحت تلك الأيام بفارق كبير ، ولو وزع ماحوته من صفاء وحب ووفاء لكفى الآلاف وفاض . ومازال ذاك الحب والوفاء الذي تزودونا بهما من تلك البلاد الجميلة المضيافة ، هما الزاد على الطريق لمستقبل آت . وهما الطاقة الوقادة التى حدت بالأخوة في المشرق وأعنى به السودان حمل الراية خفاقة . بدأت أول مابدأت بلجنة منتخبة برئاسة الزعيم محمد البشير صالح واستقرت الآن في ايدي الأخوة الفاضل : الاستاذ احمد عثمان المحامي ، عبدالقادر سعيد صالح ورفاقهم الميامين ، وهم يحققون تحت ظلها إنجازا إثر إنجاز ، ويقودون السفينة بحنكة ودراية ويضربون نموذجا للوفاء هو حديث الركبان ، ويحتلون موقعهم المميز تحت سماء الخرطوم . وبين الزعيمين تداولت لجان وبذل جهد مقدر يجنى الكل ثماره اليوم .. نفس هذه الطاقة حدت بك أخى عمر ..وأنت في رباط الفتح لتتصدى للمسئولية ورفع راية أخرى باسم خريجو المغرب .وذلك البوست الرائع والفكرة العظيمة والعمل المقدر ، لقد كانت لى فسحة من الوقت قضيتها بين صفحات البوست ، وتوقفت عند كل محطة من محطاته ، وطفت حول محراب الذكريات الخالدة ، وكانت جولة ليست ككل الجولات ..إبتسم فيها لحظة ,اضحك في أخرى وتسيل الدموع من أخريات ..فهي محطات كنا قد مررنا بها في واقع حياتنا ، وعشنا فيها بعض ايامنا ، وحملنا منها جميل ذكرياتنا ، وحملناها جزء من بعضنا ..وذواتنا ..وبالطبع أخى عمربلد بتلك الصفات لن ينقطع الحنين اليها ..وستبقى يقظة في الحنايا والفؤاد . إن الذي قمت به أخى عمر من خلال البوست لهو عمل عظيم وخالد ، زانته كلماتك الحلوات التى تدل على معدنك الأصيل وحبك لكل من ينتمي إلى تلك الديار بصلة .. وقد قيل أن الكلمة الحلوة تعلو المسرات جميعا...فلك شكرنا الذي لاينقطع ، ويكفى أخى عمر أنك جمعتنا ونظمت صفوفنا تحت راية البوست تماما كما فعل الأخوة في السودان ، فلله دركم وأنتم تتقدمون الصفوف وتطوفون بنا حول محراب تلك الذكريات الخالدة . ولاشك أن وجودك في بتلك الديار يمنحنا ويمنح ماتجود به من جهد ، بعدا وعمقا وهي ميزة لاتتوفر إلا للذين آثروا البقاء في تلك البلاد الحبيبة ...فما أسعدهم . كما أن وجودك هناك يربطنا بماضينا التليد ويجمع شملنا من خلال البوست بعد ان تفرقت بنا السبل وهي كما تعلم سنة الله في الأزل فأضحت تلك المحطة هي الواحة التى تطيب فيها النفوس ، وتستريح فيها الأنفس ، وتلامس عيوننا من خلالها أحرف أناس عرفنا وأحببنا . أسعدكم الله كما أسعدتمونا واسعد كل عمركم وأوقاتكم..والشكر لكل من أسهم فأدخل السرور في النفوس . وقد آن الأوان أن يستجيب لكل من تسمح ظروفه ، لذلك النداء حينما أذنت في الناس وقلت { إلى كل من وطأت قدماه جامعة فاس بظهر المهراس ..أين أنتم ؟؟ أجعلوا من حروفكم لحظات تعيد وتؤرخ لحقب جميلة } وكم هو جميل أن تشارك أيها الصديق ولو بالقليل من الكلمات ، فليس ماتجود به قليل ، فهو تاريخ يفرح القلوب ويثلج الصدور . التحية لك أخى عمر ..وحتما لنا لقاء آخر في محراب الذكريات بإذن الله . **** مختار البكري ولاية نورث كارولاينا ...الولايات المتحدة الأمريكية

(عدل بواسطة omer abdelsalam on 06-25-2007, 06:51 PM)

Quote: عبد الإله زمراوي..مرحبا بك شاعرا ..وصوتا أصيلا ******************************** جاء متدفقا عطاء ..كالسيل من عل ..ليحتل مكانا مرموقا وسط الشعراء عامة . شعراء خريجي المغرب خاصة والذين هم فخرنا ...أمثال : محجوب البيلي ، وأبومدين خليفة وزملائهم الآخرين ....وأعنى به هنا أخي العزيز عبدالإله زمراوي الذي كان ظهوره في الساحة الشعرية موضع فخرنا وزهونا وإعزازنا ..فقد كانت القبائل العربية في قديم عهدها تنظر لميلاد شاعر جديد وسط القبيلة بمنظار المباهاة والتفاخر والإعزاز ، وتقام الاحتفالات لذلك المولود الجديد لأنه يمثل صوتا جديدا للقبيلة ، يتحدث باسمها ويرفع رايتها و يمجد تاريخها ويخلد أمجادها . ونحن خريجي الجامعات المغربية ، قبيلة الأخ عبدالإله ..والقبيلة عندنا تعني التعرف والتواصل ، ويحق لنا أن نفخر بمقدمه الميمون وعطائه المميز . إضافة ثرة لشعرائنا الذين احتلوا مواقعهم تحت الشمس .. فهم فخرنا عندما يتباهى القوم بالكلمة الحلوة الجميلة المعبرة والشعر الرصين . والأخ عبدالإله يسير الآن بخطوات شخص واثق من قدراته وعطائه وإبداعه . ولاشك أن الزمن كفيل بإثبات ماأقول ..وأتمنى له من كل قلبى التوفيق والنجاح وهو يملك مقوماته وأدواته .ولعل ذلك الموقع الجغرافي الفريد شلالات niagara قد فعل فعلته ، وايقظ شاعرية الأخ زمراوي ، فهو موقع ساحر خلاب ، ولازلت أذكر تلك الوقفة التى وقفتها قبالة الشلالات قبل سنوات مضت ، ووردت في خاطري الآية الكريمة : { الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار } صدق الله العظيم . فهي لوحة فنية وخضرة دائمة وشلالات متدفقة من علو شاهق ومنظر بديع . فلله درك أخى زمرازي ..كيف إخترت ذلك الموقع ذو الجمال الفريد وأخترت أن تكون واسطة العقد بين زملائي : عمار خلف الله ، وعماد فاروق ...وكأن المكان أستمد سماحته من سماحة هؤلاء الإخوة الذين كانوا وآخرين يتقدمون صفوفنا عندما يذكر سماحة الأدب والعلم والرزانة ودماثة الأخلاق والتواضع وإحترام الآخرين .وكانوا وآخرين لايسع المجال لذكرهم الآن هم ممثلينا عندما ينادي المنادي بتلك الصفات وبأصحاب تلك الصفات أن يتقدموا. وصدق رسول الله حين قال : ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة . تلك أخى عبدالإله أسماء لها رنين وإيقاع موسيقي يفرح القلب بذكرها . وأنت تنضم إلى زملائك الشعراء من خريجي الجامعات والمعاهد المغربية ، لدينا أمنية نضعها بين أيديكم ولاشك أنكم قادرون على تحقيقها يوما ما ، وأنتم الذين رضعتم من ثدي المغرب الجمال والبهاء وجرت في عروقكم مقومات الإبداع والفن والذوق الرفيع والمنية هي ان تكتبوا لنا من الشعر ماتيسر ، لنخلد به أيامنا تلك والتى عشناها واستودعناها في الذاكرة ، وهي من طيب ذلك البلدالطيب ، والذي لانقول أنه وطننا الثاني بل هو تؤام وطننا السودان ..نريد شعرا نردده في مجالس انسنا ..وعندما تجمعنا المجالس والملتقيات والأمسيات الطيبات ، ونجد ذواتنا وأيامنا الحلوة بين سطوره وطياته .وأظن ذلك الطلب وتلك الأمنية حق مشروع لنا وأمر ميسور لكم ، وليس عصيا لأمثالكم ، فالذي قال القول للبيلى : أحبك نيلا وعهدا قديما وعشقا مقيما تمدد من خاصرتي والفؤاد وقال : وذاكرتي أنت فيها ..كما كنت دوما ..خليطا من الصندلية والعفة البدوية . فالذي قال مثل ذلك القول حري أن يجود بأجمل منه . أما الأخ عبدالإله فله القدرة والموهبة ليقول أحلى من الذي قاله حين قال : خد أسيل ... والخدود الناعمات أخذت مني كل أشعاري الحزينة وبعض قلبي قلوبنا معكم ....ودعواتنا لك بالتوفيق والنجاح وطول العمر وإثراء الساحة الشعرية بكل جميل وبديع ونأمل أن نرى دواوينكم الشعرية في المكتبات قريبا . وللإخوة كل المنى ..ولك أخي عبدالإله صادق مودتي . ****** مختار البكري ولاية نورث كارورلاينا الولايات المتحدة

(عدل بواسطة omer abdelsalam on 07-03-2007, 07:21 PM)
(عدل بواسطة omer abdelsalam on 07-03-2007, 07:24 PM)
(عدل بواسطة omer abdelsalam on 07-04-2007, 07:30 AM)
(عدل بواسطة omer abdelsalam on 07-04-2007, 07:32 AM)

Quote: كلية الآداب بفاس تخرج المناضلين والمثقفين وملكات الجمال ======================================== منذ أن وطأت أقدامنا جامعة فاس في أواخر السبعينات ، كانت كلية الآداب تمثل لنا حالة فريدة لم نجد لها تفسيرا في البداية ، كنا نحن طلبة العلوم السياسية والحقوق ، ننظر لطلبة كلية الآداب بشئ من الإعجاب والدهشة ونلاحظ ان هناك فروقا واضحة بين الكليتين ، فكان كل اسم يشار له بالبنان ، يأتي من كلية الآداب ، كانت هناك أسماء بدت لنا من العمالقة عندما تمر بساحة الجامعة تلفت اليها الأنظار ويتهامس الطلبة فيما بينهم ويتحلق الجميع حولهم حين يقفون او يجلسون : حسن السوسي ، سعيد المغربي ، ثريا ....الخ الأول على سبيل المثال منظرا ايدولوجيا من الطراز الرفيع يحدثك عن المذاهب الفكرية والفلسفية كأنه احد فطاحلة الفكر العربي ، سعيد المغربي فنان ومطرب يتغني باغاني الثورة والنضال كأنك إمام مرسيل خليفة أو الشيخ امام ، ثريا كانت ثريا بالفعل ، من الطالبات الاتي لايترددن في مصارعة الرجال فكريا ، بسيطة في هندامها ، متواضعة تجلس مع الكل ، وكانت معجبة بالطلبة السودانيين تجالسهم ، تسمعهم وتحكي لهم عن حياتها ونضالها ، فوق كل ذلك كانت في غاية الجمال ، ولكن لم تكن تعر هذه الميزة اهتماما ، ولم تستغلها لتتعالى بها على بنات جنسها، والافت أن كل طالبة تتمتع بقدر من الجمال اللافت كانت وقتها تنتمي لكلية الآداب ، فقد كانت زيارتنا للكلية ليس فقط للإستماع لفطاحلة من الأستاذة كانوا يدرسون فن في مدرجاتها أمثال العلامة عبدالله الطيب ، وحسن حنفى وبنت الشاطئ ، ومحمود اسماعيل ، بل كنا نتصيد بنظراتنا تلك الوجوه المليحة من حسناوات الكلية . هكذا كنا نرى في طلبة كلية الاداب ، انهم متميزون وحتى الطلبة السودانيين بالرغم من قلتهم في هذه الكلية فكانوا وللحقيقة والتاريخ ، إعلاما تركوا خلفهم بصمات لاتمحي ، فيكفي ذكر : المسلمي ، سيف الدين عيسى ، عزالدين المهدي ، عادل الزين ، اخلاص عبدالعزيز ، انس الشيخ ، ادريس مصطفى . قرأت اخيرا مقال في أحد الصحف المغربية يتحدث عن فوز واحدة من طالبات كلية الآداب هذا العام بعرش ملكة جمال حب الملوك { الكرز } وهو كرنفال سنوي ينظم في ضواحي مدينة فاس ، حول جنى محصول الكرز الذي تشتهر به المنطقة ، وتنتخب خلاله اجمل فتاة فيجرى لها مراسيم وطقوس احتفالية خاصة . وعادت بي الذاكرة الى كلية الآداب ، لتؤكد أن انتخاب { خديجة } خريجة آداب جامعة فاس ملكة جمال حب الكرز هذا العام ، هو أمتداد لما عرفناه عن هذه الكلية الرائعة التى ظلت منذ عهدنا بها تخرج المناضلين والمثقفين وكذا ملكات الجمال .

(عدل بواسطة omer abdelsalam on 07-29-2007, 12:04 PM)
(عدل بواسطة omer abdelsalam on 07-29-2007, 07:15 PM)

Quote: الغرفة 478 قد يبدو هذا العنوان غريبا, ولا يحمل أي دلالة ,ولكنه يلخص و يحمل سر حياة عاشها إخوة من بلاد وأوطان مختلفة . كانت الغرفة في الطابق الرابع بالحي الجامعي بظهر المهراز , لا تتجاوز مساحتها 20 مترا, بها أربعة أسرة. ولكنها لم تكن تضيق عن احتواء جزءا من قارة إفريقيا وآخر من آسيا كنا أربعة : مسلمي الزين موسى من السودان(أول طالب سوداني بفاس) – وطلال العزاوي من العراق (أول طالب عراقي بفاس) – ويوسف من تشاد(أول طالب تشادي بفاس كان بمثالة سفير لبلاده التي لم يكن لها سفير في المغرب وكان زوج أخته السفير بالجزائر يكلفه بصرف المنح للطلبة اتشاديين مع رعاية شؤونهم . كان الأخ طلال يأخذ منه الدولار ليسلمه لأخيه الطبيب بصفرو ويعطيه الدرهم, لأن الطبيب كان يسافر سنويا إلى رومانية ليزور أصهاره فكان يحتاج إلى الدولار الذي كان سببا في طلاقهما في النهاية ) –وعمر حيمري من المغرب نتقاسم الغرفة 478 ونطلق عليها اسم (الأفرو أسياوي ) لم يكن أحدنا يشعر بالغربة الاجتماعية أو الثقافية أو الدينية . لم يكن لاختلاف الأوطان أثر على تعايشنا وانسجامنا إلى درجة الأخوة في الله , ومن يومها علمت أن الساسة هم الذين يفرقون بين بني البشر لمصالحهم الدنيئة ,ولخبث في سريرتهم جبلوا عليه , كان كل منا يفعل ما يحلو له ,ويدخل متى شاء, ويخرج متى شاء, يقول رأيه بحرية ولا يتلقى من مستمعيه إلا الإعجاب والتقدير لرأيه . كنا في بداية الأمر نختلف فقط حول الشاي إذ كنت أحبذ الشاي الأخضر (هو ما يشرب في المغرب) وكان الإخوة يفضلون الشاي الأسود,(وهذه أيضا من فعل الاستعمار فهو الذي عودنا شرب الشاي ليكسب من وراء ذلك ) ولكن سرعان ما تخليت عن عادة الشاي الأخضر وتشبثت بالشاي الأسود.لم ينه الأخ يوسف السنة معنا لأنه فضل السكن خارج الحي (كان متزوجا وربما التحقت به زوجته ). سكن مكانه الأخ مغراوي يحيى من المغرب . كانت الغرفة 478 تستقبل باستمرار الإخوة من سوريا أذكر منهم الأخ أغا نذير (المؤذن بالحي الجامعي) من سوريا والأخ عدنان والأخ بسام من سوريا ، والأخ فاروق من الأردن كان كلامه كله ابتسامة ومحبة. من أطيب خلق الله, لم نعرف أنه ضابط في المخابرات الأردنية, إلا بعد أن أنهينا الجامعة , وما علمنا عليه من سوءوكم أتشوق إلى أخباره .أما الإخوة السودانيين الوافدين لأول مرة إلى المغرب فكان لابد أن يمروا بالغرفة 478 من أجل الاتصال بالأخ مسلمي وربما الاستفادة من تجربته , لم نسأل يوما أحدهم عن سبب زيارته, بل نضيفهم بالشاي الأسود بالغرفة ونتناول سويا طعامنا بالمطعم الجامعي .كان الأخ مسلمي بتكفل بالتسجيل لمن يريد الدراسة بفاس, وينسق مع إخوة الرباط, حتى يسهل مأمورية الإقامة والتسجيل لمن يريد الذهاب إلى الرباط .بعد مدة سافرت مع الأخ مغراوي إلى الرباط ففوجئنا ببعض بالإخوة السودانيين المقيمين بالرباط (حي المحيط) ولم يكن لنا معهم سابق معرفة , يزوروننا ويضيفوننا , وكانوا يعرفون عنا أكثر مما كنا نتوقعه, ويكنون لنا من الاحترام والمحبة ما لا يمكن أن تصوره , ويطلقون على غرفتنا 478 اسم (سفارة السودان بفاس) (يتبع إن شاء الله)

(عدل بواسطة omer abdelsalam on 08-12-2007, 11:29 AM)

Quote: غضبة السوداني تعودنا أن نلتقي يوميا بالغرفة 478 ومنها ننطلق إلى المطعم لتناول وجبة الغذاء معا, ثم نقوم بجولة قصير بساحة الحي الجامعي,(كنا نسميها بالدورة الشرفية) أحيانا نأخذ صورا جماعيةو وبعد ذلك نرجع إلى الغرفة لإعداد الشاي الأسود الذي كان يتناوله معنا باستمرار طالب مصري ويلقي علينا محاضرته المملة حول القومية العربية ,والاشتراكية المصرية ,وبطولات عبد الناصر ... (كان عقله مشدودا إلى لسانه وأذنيه ) كنا نتظاهر بالاهتمام بما يقول, دون أن نكترث بحكيه المقيت. وما أن يحين وقت محاضرة المساء, والذي يبدأ في الغالب في الثانية بعد الزوال حتى يهرول مسرعا إلى كلية الحقوق .استمر على هذا الوضع أكثر من شهرين. (يشرب الشاي ويحاضر ونحن نستمع ) وذات يوم قام الطلبة بإضراب عن الدراسة فاقترح علي الأخ مغراوي أن نذهب إلى الملاح لقضاء حاجة لنا وأثناء عودتنا اقترحت عليه زيارة الإخوة السودانين الذين كانوا يدعوننا وبإلحاح لزيارتهم في مسكنهم الجديد وافق صاحبي على الفكرة بعد تردد .طرقنا الباب فتح الأخ مصطفى أبو إدريس الباب رحب بنا الجميع وكان القلق باد عليهم شرعوا في تهيئ الشاي الأسود طبعا, لكن مدة التهيئ استغرقت وقتا طويلا كثر الحديث والتشاور فيما بينهم .لم يستطيعوا إخفاء غضبهم , وانزعاجهم ,تعجبنا لهذا التصرف المشين .كانت أعيننا تقول كيف يدعونا لزيارتهم وبإلحاح ,ثم يهينوننا؟ أومأت لصاحبي بالانصراف. لكن الإخوة السودانيين أصروا على شرب الشاي معهم إزداد تعجبنا من هذا التصرف ولم نفهم أي شيء.ونظرا لعلاقة المودة التي تربطنا والاحترام المتبادل بيننا لبينا رغبتهم .وحضر الشاي ولكن الإخوة السودانيين لم يحضروه فازدادت حيرتنا, وقلقنا, وندمنا ,على الزيارة الغير مرغوب فيها ,ولم نقل شيئا خرجنا حيارى نجر أذيال الخيبة .لم يكلم أحدنا الآخر .فكل واحد منا كان مشغولا بحل هذا اللغز الذي ما عهدناه عند الإخوة السودانيين .وفي الغد التحق بنا الإخوة السودانيين كالعادة بالمطعم, وأخبرونا بأنهم رحلوا من المنزل الذي كانوا فيه, وطوينا الصفحة, ولم نثر الموضوع من جديد ,ولكن كان شيئ ما في نفسي لم يهدئ, وظل يطالبني بمعرفة سبب تصرف أطيب خلق الله هذا التصرف.ولم أهدأ حتى أخبرني الأخ مصطفى, والأخ كامل, بالقصة وملخصها, أن أستاذنا المصري ,المحاضر, الاشتراكي, القومي, الناصري , الثوري الذي أتعبنا بإعداد الشاي له , كان يسكن معهم, ورفض زيارتنا,بحجة أن الجامعة في إضراب, ونحن مغاربة ,ولا بد أن البوليس كان يلاحقنا ليتجسس علينا ,وحتما سيكتشف أننا على اتصال بالسودانيين. وبما أنه يسكن معهم, فلابد أن يلحقه الأذى هو الآخر ولذلك حجز الكؤوس وأواني إعداد الشاي وأغلق عليه الباب .لم يرض الإخوة السودانيين بهذا السلوك ,فتخاصموا معه, وحملوا أمتعتهم ورحلوا إلى منزل آخر بالليدو. وما هي إلا يومين أو ثلاثة ؛حتى جاء أستاذنا المصري زائرا لغرفة 478, وربما كان في جعبته محاضرة أخرى عن الأخوة العربية ووحدة الأمة .ولكنه أساء التقدير, إذ أغلق الباب في وجهه مطرودا غير مأسوف على معرفته .ومن يومها لم أره ولم أسمع عنه . ********** عمر حيمري مدينة وجدة المغرب

(عدل بواسطة omer abdelsalam on 08-13-2007, 07:24 PM)
(عدل بواسطة omer abdelsalam on 08-14-2007, 06:46 PM)