ارتياد أمكنة ....لا تقاس ...بالرائحة

هبنى من لدنك ..لغة حافية..
فالطريق سالكة...والخطوة شوك
لن تئن الحروف لحظة أن تطأ الجمرة
أو تزيل عن رمش الحبيبة ..
آخر ما التصق بخديها من عناء ليلة فاترة العطاء....
هزى بجزع شوقك ايتها العصافير
المكسوة بفخار لحظة العذوبة...
هل يستوى جرحك اللدود ...
بوجهك المرسوم حرفاً ناطقاً
على لافتات شوقى الأزلى ...
كنت قابعاً فى ركن قصى
من ذاكرة الأشياء ..
لم يتساقط القمح
من شواهق السنبلة
نحو سفح الإمكان
...لم تتعبأ آنية الزمن المتاح ...
بصليل الثوانى ...
الفتيات السابقات لعهدهن المضىء ..
غمرننى
شئت ثم أبيت
أبيت ...ثم شئت
أسبلت( موفى) قدرتها الخارقة على الإنغماس ..
لم يعد لليمامة زرقاء ...
لم يعد للفجر غايته الكبرى
وعباءة شيخنا الغارق ميكافيلى
تسع بوحه الطافر من شغف قريتنا
التى حملها فى جيبه السفلى الأيسر
مدينة من سابع المستقيلات عن وظائف الإطالة..
والحلم أحدب الظهر..
لم تعد قريتنا فى جيب ذلك المأفون .
..سوى علبة تبغ ..
ولا يبلغ طولها العرضى
سوى المسافة بين آهة مستطرقة
وآهة ترتمى بثقلها الأرجوانى ..
خلف ظلال لوحة رسمتها ذات يوم ..
وظللت أبحث عنها بين طيات الشجو المقيت ...
لم تعد للزرقة بحرها الغارق
حتى أذنيه فى أتون شهوة الإنزلاق...
لم تشق (موفى) عصا طاعة
نهد جزيرة باغتها القراصنة القدامى
وتوالى على جسر صدرها رجال العصابات ..
تسبقهم رماحهم المجتزأة حداً
من قعقعة الصوارم ....الجدب..
لم يكن بوسعها الحديث..
لم يتسنى لها الغضب...
أفيقى ...افيقى ..
فأنت إمرأتى التى وزعت صوتها
على مداخل ومخارج مدينتنا الزائغة فى جسد العالم
شوكة انزلقت ...انغرست فى باطن الكف .
.وتناقلتها الشرايين فيما بينها
حتى حطت بمقصورة القلب.....
تلك الوسيلة المتوفرة
لجعل حارس الليل بعيداً عن مداخل الروح...
قريباً من الجدل العدمى .
.الموروث القطبى
المعطوف على لاشىء..
فيا أيها الوطن
الخرائط القديمة غارقة فى أطلس القواطع
السككك العالقة ...تمور ....
وتفر من خطوة تتلمس مشوارها الممتد
عبر مشاوير لا تصل
الشوق بدين مفرط السمنه ....
.الإمكان قزم موغل فى القصر...
فالشوق معبره حبل معلق ..
.والإمكان مقصده نجمة وبينه وبين النجمة
قدرة القفز العالى ...وعمودية التجاوز الحر ...
الأطفال هنالك بين ارتماءة الشفق ..
.وصحو المسادير
غارقون فى التباس .
..لغة ولغة
أب وأب
أم و أم
مرجيحة زاحفة ...
وأخرى ...لها خاصية جذر البصل ....
ورأس النعامة
مسامات الرمل ...ورياحات القيامة
صدف البحر الأرجوانى ..
وجنوح النهر القديم ...
واقتحاماته لغرف الشلال العاشر....
هنالك حيث لا تنسدل الستارة الحمراء..
لا تقهقه ا لحظة التو
فى صالة مسرح الليل الغجرى
تجلجل بأركان اللهفة لالتقاء ساكنين
أو قصة مدينتين
أو اتقاداً محدود النبرة
والعثرة والإرتماء
لايصمد السياج فى وجه الإختراق
ولا تصمت الجمرة الحارقة عن كلامها المباح
لاتذرو الرياح رماد الأسف العميق
لا يشهق الناى ..لمجرد لمحة
لا ينبس الجوع ببنت قمحة
لا يحفل التانغو بآخر و أول
ولا يتحول الثبات الراسخ ...فى ذهن الكوالح
لا تستدر المداخن عطف الروائح ...
لاتنتهى القصة بعواقب ونهايات
لا تنتهى الرقصة ....تحت أقدام الجميلات
العطر مورق فى شجرة الحناء .
.والعشب يتلوى بلا ساقين تحت غطاء الروح
الرمل ... مسام ...
الوطن غاص بوحشته ...بدهشه تفغر فاها...
بأسئلة محملة ببراكين الإذابة ...
فأسالينى أيتها الجميلة شيئاً أنا فاقده...
أسألينى وطناً أتخلل خصلات شعره بأصابعى التى ترينها بكفيك
وأسبل عليه جفناً سينطبق على ثلاثتنا....
اغترفى من نهر أذابنا فى قاع صبره وأعاد تشكيل قدراتنا ....
لتسقى ....شتلة ورثتها حلماً عن حد...
أذبتها فى قوانين الإفاضة ..لتنمو وتكبر ...
تكبر وتنمو
فأهز بجزعها ......
أو أدع جريدها ركنى المفضل فى مقهى
فى محطة ما ...
فى وطن ...أمسكت بى رياحه المستباحة..
ولم تعصف بوجهى أعاصيرة المنتقاة .
.من أجمل عناصر حبييتى ..
ومن أبعد وديانها صرخة ..
ومن أقصى غضبها إلى أوج سكونها...
الى التباسها الأبدى بمحطة .
.موسومة بقطاراتها العائدة.....