السودان ما بين الإحياء والتحديث

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2011, 08:36 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان ما بين الإحياء والتحديث

    لا أدري كيف دخلت في هذه المنطقة ..
    ولا أدري إلى أين سيقودنا هذا الممر الضيق..
    ولكن ...
    سأحاول قدر الإمكان الجمع بين مفهومي (الإحياء والتحديث)، باعتبار عدم التناقض، لأن مصطلح الإحياء الثقافي يبدو مناهضاً للعصر وخارجاً من تناقضات المقاومة "للجديد" ـ وهذا من الأخطاء الشنيعة المسكوت عليها ـ بمعنى حصره في استنساخ الظاهرة "من التاريخ" أو استحضار تصوراتها وأفكارها المتعالية في الذاكرة المحلية، وفرضها قسراً على الراهن. على افتراض أن الأساليب القديمة تحول دون تفكيك الهوية.
    أظن "بدرجة ما" تم اختطاف المصطلح لأن "الإحياء" كـ"مفهوم" يشير إلى نوع من الشفاعة لأنظمة التاريخ وضوابطه الموسومة بالديمومة ـ خصوصاً، في ظل مخاوف من محركات "فوقية" قد يتنزل بعضها بأفكار ساذجة وصادمة أو غير متجانسة مع تراكيبنا وقد تشوبها "فرضاً" استثناءات القطيعة النهائية مع "الوعي المحلي". علماُ بأننا "نحن" ـ كغيرنا من شعوب الدنيا، نُعبِر عن "خصوصية" لها صياغة ومسار يؤكد تقاليدنا وأنظمتنا الداخلية "الراسخة" في إنتاج المعرفة وتلقيها ـ بوصفنا تمثيلاً "رمزياً للماضي". في واقع الأمر "نحن" خلفية ثقافية تاريخية حاضرة، تؤكدنا وتحدد موقفنا من "الراهن" كوسيط وشريك فاعل في توجيه أفعاله واتخاذ قراره وتحديد موقعه.
    القطيعة "التامة" مع الماضي تحدث شرخاًَ وتؤكد على جهل "أصيل" بجدلية الصراع وأدوات المستقبل واستشرافه ـ حين نكرس علناً لقهر التاريخ وحين نستقدم "عملياً" آليات القفز "خطأً"على التراكيب والبنائية القائمة. قد يعنى هذا "تأكيداً" العماء واستنساخ أورام العظمة وإسقاطها عنوة على الواقع.
    ألمهم: أن فكرة "الإحياء المختطفة" "إن جاز التعبير" والتي يتنادى حولها البعض، في نوع من الاستحضار للماضي وإحلاله بتفاصيله على الواقع ـ تتعارض مع روح التغّير التاريخي ـ فكل زمن له أساليبه ووسائله ومعاييره.
    أعتقد جازماً بأن خوفنا على الهوية، غير مبرر، لأن مكوننا الثقافي على مستوى "الفردي والجمعي" أقوى بكثير مما نتصور ويحتوي في أصوله الباطنة على قوة اختزالية ومقدرة إجهاضية هائلة ظلت تمكننا "على مر التاريخ" من تفكيك "الوافد" وإعادته لمادته وعناصره الأولية وأحياناً تسعى لانتقاء تبعثره كمفردات اختيارية يسهل استيعابها على تراثنا وإرثنا، ليغدو هذا الوافد الغريب مكوناً من مكوناتنا، ورافداً من روافدنا وجزيئاً من كياننا "الكلي"، القابض المحوري.

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-18-2011, 05:48 PM)

                  

10-17-2011, 09:54 AM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    استاذ صلاح
    في انتظار التكمله
    تابر
                  

10-17-2011, 10:43 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    ماذا تود أن تقول يا صلاح

    نحنا بره ولا جوه التاريخ، الذي أعني به ما سيكون

    فما قد كان عرفنا أمره وسكنا فيه دهرا ولم نفد

    أكثر من اجترار فعل الآخرين والراهن ملبد بنذر

    اشام كلها فبماذا تبشرنا (عند بأس اليأس) وقد

    جاء الشتاء
                  

10-17-2011, 09:40 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الاستاذ: Aymen Tabir
    الاستاذ: محمد عبدالجليل:
    التغيير قادم شاء من شاء وأبى من أبى (على النمط التونسي أو الليبي.. وغالباً على السوداني فقد سبقنا الجميع ..).
    ما يزعجني ـ المناداة "بخصوصية الحالة السودانية" بمعنى الخشية من صراعات جهوية وعرقية قد تأتي متزامنة مع "الاحتجاجات".. على كل حال لا أحد يدعي إمتلاك حقائق المستقبل .. ولكن من جانبي أراها "مخاوف غير مبررة" واعتبرها "نوع من دعاوى الترهيب وتأكيد للتركيع والخنوع" من باب، سياسة القبول بالأمر الواقع..
    حتماً الثورات تأتي بمتغيرات "جوهرية وفعلية" على كافة المستويات المعرفية والقيمية والأخلاقية.. وهذا ما نعلمه وما شهدناه وما نراه ونلمسه "الآن" في اليمن "انتفت كل الخلافات والمرارات بين الجنوب والشمال" حتى الحالة القبلية أصبحت رافداً للثورة ..
    لم يعد أمامنا من خيار ونقولها بوضوح: الثورة هي الضامن الوحيد المتبقي لوحدة المتبقى من السودان..
    الثورة "السودانية" بدأت ولن تتوقف حتى تكتمل فصولها.. صحيح أننا لم نصل بالاحتشاد العام لمرحلة ما يسمى بـ"الكتلة الحرجة" والتي لا يتوقف بعدها شيء.. ولكن اليمن بدأت بثلاث سنوات من لحظة انطلاق الثورة ..ومصر بمثلها أو ما يقاربها ..
    "هنا" أحاول أن لا أكتب "فقط" وإنما أسعى "بقدر ما استطيع وما تمكنني معارفي" من الربط بين إرثنا الحضاري وأنظمة المستقبل.. لأن التساؤل وارد ومشروع (ثم ماذا بعد.؟..). اسقط في يد الشباب المصري والتونسي، بعد الثورة.!!. مما قد يتيح المجال لأشكال أكثر تنظيماً أو اكثر تطرفاً ـ وقديماً قيل: "السعيد من أتعظ بغيره".. خصوصاً وأننا نعلم أن إرثنا الحضاري عريق وأن التجربة السياسية السودانية "مختلفة" وأقوى بكثير من تجارب أخرى..
    نقول: سقوط نظام الانقاذ "محتوم" ـ
    المهم كيف ننظر "نحن" "الآن" للمستقبل ..
    سأحاول بقدر الإمكان المواصلة ..

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-17-2011, 09:48 PM)

                  

10-18-2011, 08:02 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    أيمن تابر ـ والأبناء "الشباب" :
    الأمل يطلع منكم ..
    أعتمد عليكم في تصعيد هذا الحوار ..
    أنتم الأصلح والأجدي والأفضل في إدارة زمنكم ...
    لنحاول معاً ...
                  

10-18-2011, 11:21 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    الاخ : محمد عبدالجليل :
    الإبن: تابر:
    أظنه..
    يحاول الخروج "علينا"..
    يحاول الخروج على محاولاتنا واستماتاتنا لإدراج مشروعة في فوضى الأفكار اليقينية ـ
    هذا الجيل ـ يحاول الخروج بجسده من "جنازتنا"..
    يحاول بقدر الإمكان كسر حلقة اليأس والبلبلة والارتباك والخوف والهزيمة ـ
    "نحن" لم نعد نملك إجابة غير استدراج أسئلته الغضة الملحة "إلى أسئلة آخرى" إلى إجابات غامضة لا تعرف طريقاً إلى الحل البسيط غير المعقد.
    إن صدقت النوايا ـ "وسط هذا المتاح من الأثيري العميم" ـ ربما قادت المقاربة التفاعلية "بيننا وبينهم" في مسألة القيمة الكشفية لمفاهيم "جديدة" ـ وإن كنت غير متفائل ومتابعاً لصمت وخشية المفكر السوداني "العجوز" من حوار الهزيمة والمشاريع المجروحة ـ كأنما "هم" ونحن أمام (حقل ملغوم ومحرم)، بات في حكم المؤكد تجريم العبث معه أو نقد نصه أو حتى مجرد معاينته..
    لا شيء يجمعنا "بهم" لا شيء يلم شتات حوارنا، غير آليات فكرية "دفاعية" معقدة ـ تعود أساساً إلى قراءة ملتبسة للواقع وإلى "فئة" "خائفة ومرتبكة ومذعورة" تعمل على تقنين النصوص والانتاجات الإبداعية الخلاقة ـ كأنما نحن أمام مؤسسة غير رسمية أو شبكة، تعمل بتجانس وتخطيط متواتر لإنتاج القمع والتأسيس للإحباط والشرعنة للبلورة "القهرية" لهوية "المناضل" لأقصى درجة ممكنة من التنميط ـ أو الدمج "قسراً" داخل المؤسسات التقليدية "القائمة" .. والله لم يعد الحال كما كان ـ هذا الجيل لم يعد يحتملنا ـ لم يعد يحتمل توظيفاتنا الأيديولوجية لمشاريعه وأطروحاته الفكرية ـ المصيبة "نحن" لم نعد نؤثر في أبنائنا "نهائياً" خصوصاً وأننا لا نملك غير جدولة مفصلة ونموذج خطابي للمدونة التراثية السياسية ـ ربما نحتاج لخطاب جديد، يخرج "منا علينا" وينظر جيداً في معطيات الواقع. خصوصاً وأننا نعلم ودائماً ما نؤكد على استمرارية وتجدد فعالية "العقل الإبداعي" بالتوازي مع مسيرة الفعل الإنساني.
    نص المعادلة الأزلية "كما تبدو": (لا شيء نهائي، لا شيء ثابت "الكل متحرك").

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-18-2011, 11:33 AM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-18-2011, 12:20 PM)

                  

10-18-2011, 04:34 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: لأن مكوننا الثقافي على مستوى "الفردي والجمعي" أقوى بكثير مما نتصور ويحتوي في أصوله الباطنة على قوة اختزالية ومقدرة إجهاضية هائلة ظلت تمكننا "على مر التاريخ" من تفكيك "الوافد" وإعادته لمادته وعناصره الأولية وأحياناً تسعى لانتقاء تبعثره كمفردات اختيارية يسهل استيعابها على تراثنا وإرثنا، ليغدو هذا الوافد الغريب مكوناً من مكوناتنا، ورافداً من روافدنا وجزيئاً من كياننا "الكلي"، القابض المحوري.

    دا فهم عميق جدا يا استاذ صلاح ..
    ابجورتك المرة دي باين حتضيء لينا الدرب بقوة 240/ V ..
    أتابع.
                  

10-19-2011, 12:01 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: دا فهم عميق جدا يا استاذ صلاح ..
    ابجورتك المرة دي باين حتضيء لينا الدرب بقوة 240/ V ..
    أتابع.

    الاستاذ الجليل:
    محمد علي طه الملك :
    شكراً ..
    الانترنت ـ يوفر فرصة نادرة لعصف ذهني يكسر الجغرافيا ـ
    أتمنى استمرار تواجدك ـ
    خصوصاً وأننا ندرك "تماماً" قدراتك الفكرية والابداعية ـ

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-19-2011, 01:17 PM)

                  

10-20-2011, 00:21 AM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    استاذي العزيز /صلاح هاشم السعيد
    الود والتقدير
    وعذرا لغياب لم يكن متوقع ، ولكن تاكيد ومتابعه لهذا البوست والذي احس بان فيه ضرورات بحث وتفكير مطلوبه قبل الرد وهذا ما زاد من تاخري ، في البدء دعني ابدي اعجابي باللغه الراقيه التي صغت بها موضوعك او فكرتك ودعني ارتبها بهذا الشكل اذا ان التعامل مع الافكار يتيح مساخه لحوار اطول اتوق فعلا اليه فلك الود اذ جعلت محفزات التفكير تعمل بجد في سبيل (المفاكره) مع ما كتبت في المداخلتين المهمتين اعلاه واللتين اعتقد بانهما جمله من حوارات طويله وواسعه دمجت في نص معقد بعض الشيء ولكن محفز للخوض فيه دون تردد وكما قلت بنفسك في صدر البوست

    Quote: لا أدري كيف دخلت في هذه المنطقة ..
    ولا أدري إلى أين سيقودنا هذا الممر الضيق..
    ولكن ...

    و(لكن) هذه هي المحفز الذي اتحدث عنه ، وانا معها تماما ولتكن بدايه .
    مدخلي هنا سيكون نفس البدايه التي تناولتها والتي مهدت للفكره (الموضوع) برمته والتي لا اخفي عليك اخذت مني عدة مناحي في اعادة ترتيب حواشيها واعادة ترتيب مداخله عندي وكما قلت انك تكتب بشكل مختصر لتعقيدات تحتاج الكثير من التفصيل وهذا جميل كما اسلفت ولندخل في معمعة الفكره وما آلت اليه عندي بعد محاولات القراءه المتانيه مره واثنين قلت :

    Quote: سأحاول قدر الإمكان الجمع بين مفهومي (الإحياء والتحديث)، باعتبار عدم التناقض، لأن مصطلح الإحياء الثقافي يبدو مناهضاً للعصر وخارجاً من تناقضات المقاومة "للجديد" ـ وهذا من الأخطاء الشنيعة المسكوت عليها ـ بمعنى حصره في استنساخ الظاهرة "من التاريخ" أو استحضار تصوراتها وأفكارها المتعالية في الذاكرة المحلية، وفرضها قسراً على الراهن. على افتراض أن الأساليب القديمة تحول دون تفكيك الهوية.


    وتحديدا ساحاول فعل ما فلت بالضبط اي محاولة (الجمع) ولاكون بعيدا من زيادة تعقيد المترتبات على المصطلحين الواسعين خاصه من المنطلق الثقافي والاجتماعي والسوسيولوجي الفلسفي في معناه البعيد والذي اشرت اليه في مقدمتك والذي باعتقادي يقود للدخول في (حوش ) واسع من الجدل خاصه وانك تحدثت عن استنساخ الظاهره التاريخيه وهو بمعنى آخر إعادة انتاج الذاكره وهذا بحاله (مطب )جدلي كبير ساعود اليه لاحقا .. نعود للكلمتين / المصطلحين / الفكرتين (الإحياء) او الـ Rebirth - Revive -or to bring something back to life او vivifying و(التحديث) To produce something new أو Inchoate حاجه جديده تماما بمعني contriving لشي جديد تماما ولا علاقه له بما سبق واتمنى ان اكون قد استوعبت الكلمتين فيما تحملان من تضمين تناولته في طرحتك لان هذا مهم جدا في تقريب الفكره والتعامل معها ، وطالما اننا فرغنا من وضع مفهوم للاثنين او تعريف لغوي يمكن التعامل معه بسهوله افترضتها متسرعا وزاد من تعقيدها ربطك للإصطلاحين كما قلت بالـ(التاريخ) وتفكيك (الهويه) وكلاهما محاور شائكه تمتاز بخصوصيه وحساسيه عاليه في البحث فيهما ولكن هذا بالتاكيد لا يعفي من ضرورة تناول الفكره وانعكاساته على الواقع وبخاصه ان (السودان) وفي الراهن ما نحتاجه هو إعادة التنظير لفهم الواقع الحالي ومحاولة استشراق القادم ، ما حدث من انفصال وما يحدث من صراع عميق بين المركز والاطراف او دعنا نسميه جدل المركز والهامش هو عمق الفكره ولكن دعنا الآن لا نلبس الموضوع الفكرتين اي الإحياء والتحديث فهذا سيقودنا لما قد يطول على هذه المداخله المتعجله .

    و قلت :

    Quote: أظن "بدرجة ما" تم اختطاف المصطلح لأن "الإحياء" كـ"مفهوم" يشير إلى نوع من الشفاعة لأنظمة التاريخ وضوابطه الموسومة بالديمومة ـ خصوصاً، في ظل مخاوف من محركات "فوقية" قد يتنزل بعضها بأفكار ساذجة وصادمة أو غير متجانسة مع تراكيبنا وقد تشوبها "فرضاً" استثناءات القطيعة النهائية مع "الوعي المحلي". علماُ بأننا "نحن" ـ كغيرنا من شعوب الدنيا، نُعبِر عن "خصوصية" لها صياغة ومسار يؤكد تقاليدنا وأنظمتنا الداخلية "الراسخة" في إنتاج المعرفة وتلقيها ـ بوصفنا تمثيلاً "رمزياً للماضي". في واقع الأمر "نحن" خلفية ثقافية تاريخية حاضرة، تؤكدنا وتحدد موقفنا من "الراهن" كوسيط وشريك فاعل في توجيه أفعاله واتخاذ قراره وتحديد موقعه.


    وحقيقي وقفت ايضا في ما قلت هنا اذ وجدتني قد امسكت بطرف الخيط ولكن فجاه فقدت اتجاهي وبخاصه فيما يتعلق بالشفاعه للانظمه التاريخيه وتاثير (الفوقي) بافكاره التي لا تتناسب مع تراكيبنا ووعينا المحلي ، وساحاول انتظار توسيع لهذه النقطه بشكل اوضح لاعود لها لاحقا ، لا اريد التعجل في تناول ما لاتقصده ، ولكن سامسك في خيط آخر وهو (خصوصيتنا) انا لدي اعتقاد ان هذه الخصوصيه كانت (نغمه) افضت إلى مآسي تاريخيه ما لم يتم التعامل معها ستكون دوما نار يخفيها رماد وهذا بالطبع يقودني لاتفاق ضمني لما قلت في جزئية معرفيتنا وتعاملنا مع الواقع بفهم ـ واختلف اذ اننا الماضي بكل تبعته وثقله وليس فقط بشكل رمزي تعاقب الأجيال لا ينفي مسؤليتهم فيما فعل السابقون من قبلهم .. التراكم التاريخ يفضي إلى هكذا مسؤلويه تاريخيه ، قبل سنوات اعترف الكنديون (البيض) بما اقترفه اجدادهم في حق اصحاب الارض ( السكان المحليين - الهنود) وقفت الحكومه في البرلمان لتعلن اعترافها التاريخي بالتركه الثقيله التي خلفها الاجداد للابناء من ذنوب وبدات محاكمات علنيه لكل التاريخ (هل يصب هذا في تعريفك للإحياء هنا ؟؟) لو كان إذ هناك ضروره لرحله تاريخيه جاده للماضي واعادة افكيكه والاعتراف به ككل متكامل وليس كاجزاء تقبل المزايده والنقصان وهذا تحديد يصب في ما انتهيت اليه باننا خلفيه تاريخيه ثقافيه حاضره ، ما لم نعيد انتاج معرفه واعيه تاريخيا وثقافيا تمتد خارجنا إلى الآخر سنظل أزمة الماضي والراهن والقادم ايضا وليس شريك كما تفضلت في تحديد هويته ، وسنعيد الحديث هنا مستقبلا لارتباط هذه المفصله بعظم القادم .
    وقلت ايضا

    Quote: القطيعة "التامة" مع الماضي تحدث شرخاًَ وتؤكد على جهل "أصيل" بجدلية الصراع وأدوات المستقبل واستشرافه ـ حين نكرس علناً لقهر التاريخ وحين نستقدم "عملياً" آليات القفز "خطأً"على التراكيب والبنائية القائمة. قد يعنى هذا "تأكيداً" العماء واستنساخ أورام العظمة وإسقاطها عنوة على الواقع.

    حقيقه ما قلت ولكن اود ان اضيف انا التاريخ لم يعد كما كان عليه من قبل يمكن الاشاحه بالوجه بعيدا عن قبحه ، لقد اصبح شبحا يطارد الحاضر بكل قبحه ايضا وما لم نعلن الوقوف والتعامل بوعي مع هذا الشبح فسيسكن دارنا مدى الحياه ولن يفارقها وستظل الارواح رهينه له ، لقد فشلت كل ادوات القمع وإلا لكانت الجبهه الإسلاميه ونظامها قادرين على قمع المتحرك الآن وأعني إعادة انتاج اشكال القمع التاريخي للأزمه ، لقد حاولوا فعلا ولكن هل نجحت مساعيهم هذا التفكيك المؤلم للهويه يا استاذ صلاح مستمر وسيستمر إلى حين انتهاء مهام القراءه التاريخيه التامه الآن لشكل من الاتفاق محدد للقبول والرفض بين الجميع .
    ساناقش مثالا هنا فيما يتعلق بما اسميت آليات القفز وتاكيد العمى والعمى هو بالتاكيد عمى البصيرة التاريخيه والقراءه الصحيحه للماضي ما يترتب عليه قراءه خاطئه ايضا للراهن والمستقبل ، فمثلا لو اخذنا مثال حديث الحركه الإسلاميه بصوره عامه عن "فهم الصحوه " والذي حاول اسلاميونا تسميته "بالمشروع الحضاري " وتخبط المشروعين في السياقات التاريخيه بنفس عمى البصيره الذي تحدثنا عنه فخذ مثالا اعتراف الترابي الضمني والذي ارتكز عليه برهان غليون في "فلسفة التجدد الإسلامي " ايما ارتكاز في حوار التجديد هذا وفي قراءة ازمة الحركه الإسلاميه من داخلها فالترابي يخلص إلى ما معناه ان الصحوه نتجت عن وعي بالتخلف ورفض له وبحث عن بديل يتناسق والعقيده فيقول عن الإسلام المعاصر بأن صدمة المسلمين الحقيقه كانت في المقابله بالحضاره الغربيه التي احسوها من المد الغربي وتطور وسائل الاتصال الحديث ، فانكشف ضعفهم الثقافي والاقتصادي والسياسي مقابل تطور كل ذلك في الغرب ويصور الصدمه التي اصابتهم في مراحل تمر من الانبهار إلى الإنصار وإلى إعادة التفكير في العودة إلى القديم ، ولكن لم تكن تلك الأزمه إذ ان غياب الاعتراف بالجمود الذي ساد في مقابل التطور والتقدم الحضاري الذي انتشر ، إذا ما لم يتم فك لـ (الجمود) وإعادة قراءه مواكبه للراهن لن يتم حل المشكل التاريخي بمشاريع وهميه وامنيات فمثلا التطور مرتبط بالعلم والعلم مرتبط بالديمقراطيه والحقوق وهذا ما لا يمكن اخضاعه للاماني ولكن يتم فقط بالانقلاب للخروج من القديم إذا التناقض هنا كيف يمكن انجاز الإنقلاب في ظل التمسك بالقديم ؟
    وهذا تحديدا ما قلته انت هنا :

    Quote: ألمهم: أن فكرة "الإحياء المختطفة" "إن جاز التعبير" والتي يتنادى حولها البعض، في نوع من الاستحضار للماضي وإحلاله بتفاصيله على الواقع ـ تتعارض مع روح التغّير التاريخي ـ فكل زمن له أساليبه ووسائله ومعاييره.

    ولكن :
    قلت :
    Quote: أعتقد جازماً بأن خوفنا على الهوية، غير مبرر، لأن مكوننا الثقافي على مستوى "الفردي والجمعي" أقوى بكثير مما نتصور ويحتوي في أصوله الباطنة على قوة اختزالية ومقدرة إجهاضية هائلة ظلت تمكننا "على مر التاريخ" من تفكيك "الوافد" وإعادته لمادته وعناصره الأولية وأحياناً تسعى لانتقاء تبعثره كمفردات اختيارية يسهل استيعابها على تراثنا وإرثنا، ليغدو هذا الوافد الغريب مكوناً من مكوناتنا، ورافداً من روافدنا وجزيئاً من كياننا "الكلي"، القابض المحوري.

    اتفق مع ما اعتقدت جازما بان لا خوف على الهويه ، ولي طلب ان امكن في تفكيك السبب الذي سقت في سياق الحديث عن المكون الثقافي مره أخرى ففيه ما يستحق النقاش بعد ان تضيف او توسع من ماعونه إن امكن وما اعنيه هنا من هو (الوافد) ؟ومن هو (غير الوافد) لنسميه المستقر او صاحب المكان وكيف يكون الوافد مكونا من مكوناتنا ورافدا من روافدنا وهو (وافد) ؟
    في الجزئيه السابقه حوار وكلام سياتي لاحقا بعد ان تتكرم بتوسيعه لمزيد من فهم الفكره .
    استاذ صلاح
    شكرا جزيلا لهذه المساحه التي اتاحت فرصه لمشاركه وتحفيز عليها في واقع مشغوليات كثيره لا تتيح حوارات جيده كهذه فشكرا لبوستك ولكل المتداخلين ولسعة صدرك واتمنى ان اكون لم اطيل عليك ولكن اكيد لي عوده وتكمله لهذا النقاش .
    لك الود والتقدير
    تابر

    (عدل بواسطة Aymen Tabir on 10-25-2011, 09:05 PM)
    (عدل بواسطة Aymen Tabir on 10-25-2011, 09:11 PM)

                  

10-20-2011, 08:29 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    الاستاذ الجليل: محمد علي طه الملك:
    ماذا لو قلنا أن الوجدان السوداني ما زال يحتفظ بجوهره الأول الذي يحتوي على قيمه ومورثاته التي صاغها بفطرة سليمة وعقل صاف نقي.!!.
    ثورات الربيع العربي (قامت فعلياً على الاستبداد القهر والمطاردة والمنع واعتراض الحياة، ورمزياً على قلب طاولة خضار وصفعة من امرأة).
    لم يكن البو عزيزي "فيلسوفاً" أو مصلحاً اجتماعياً ـ ولا أظنه جاء انتقائياً بافتراضه مفكراً نظرياً أو سياسياً ضليعاً، لحظة ارتكاب حماقة الانتحار ـ ما حدث لم يكن إلا تأويلاً قيمياً وأخلاقياً للمتوارث من المسألة الثقافية المحلية. أي أنه تصرف وفق "قهر" خارجي لرجولته واعتداد ذاته بمكانته كرجل "ملزم" ومعني "تماماً" في ذاكرته الثقافية بالمواجهة وتوفير لقمة العيش استنادا على مرجعيته وتراكيبه "الداخلية" الأصلية ومفاهيمه حول ذاته ومكوناتها وقيمتها "النهائية" ـ ما حدث "على رمزيته" قلب الدنيا رأساً على عقب ـ واحدث جلبة أرغمت العالم على فتح قلبه "تجاهنا" بعد إغلاق وازدراء..
                  

10-20-2011, 08:47 AM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: والله لم يعد الحال كما كان ـ هذا الجيل لم يعد يحتملنا ـ

    لم يعد يحتمل توظيفاتنا الأيديولوجية لمشاريعه وأطروحاته الفكرية


    وعلي ما اعتقد اخي صلاح ان هذا هو السبب المباشر لخيبتنا الحاليه

    والتي جعلتنا كالمزيج غير المتجانس مع ابنائنا في هذا الزمن المر

    وعليه هي التي اخرت اي انتفاضة علي النظام القائم او الحاكم في السودان

    ____________________

    الابن ايمن تابر يبدو ان لديه الكثير ليقوله وهو يمثل الجيل الذي لا يعرف الهزيمة -اتمني ان اكون متفائلا-

    وارجو تواصله مع عمنا صلاح لاثراء البوست

    لنقرا افكار شبابية قد تزيح عنا غشاوة فشلنا
                  

10-20-2011, 09:04 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    الأستاذ: أيمن تابر :
    سؤال : إنت كنت وين .؟؟؟..
    هذا ما عنيته وما كنت أثمناه وأنتظره .!!.
    ولا أظنه "يحق لأي منا" في هذه اللحظات المفصلية من تاريخنا أن تبعده المشغوليات أو حتى المسئوليات عن إدارة الحوار ..
    ما تفعله هنا .. يستحق تماماً أن تفرد له مساحة من الوقت، مهما كان حجم مشغولياتك.
    معذرة : أعلم أنها مسألة شخصية ولكن ما أثارته مداخلتك من قضايا أساسية ـ دفعني إلى قولي هذا. .
    عموماً : مداخلة ـ مهمه وعميقة ..
    لي عودة
    وأرجو أن نستمر في إدارة هذا الحوار ـ ربما يقودنا لشيء..

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-20-2011, 09:15 AM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-20-2011, 09:18 AM)

                  

10-20-2011, 11:18 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: وارجو تواصله مع عمنا صلاح لاثراء البوست

    طارق :
    ما بنقدر نقول شي ـ
    اتساوينا في الصلعة وفتناك في الشيب.
                  

10-20-2011, 02:02 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    عزيزي الاستاذ صلاح السعيد..
    جميل هذا العصف الذهني الذي سحبتنا إليه بمقدمتك العميقة الضافية ..
    وإن جاز لى نثر حواش حول تساؤلك هذا..
    Quote: ماذا لو قلنا أن الوجدان السوداني ما زال يحتفظ بجوهره الأول الذي يحتوي على قيمه ومورثاته التي صاغها بفطرة سليمة وعقل صاف نقي.!!.

    لقلت تماما هو ذك..
    هو نفسه معمل الوجدان الجمعي ..
    الذي ظل على مدى تأريخه الوجدوي ..
    ينقي ويعتصر بمعمله القيمي..
    كافة الحضارات والمعارف التى ساكنته..
    ويعيد إنتاجها لتساوق قيمه وموروثاته..
    ولو لم يمتلك تلك الخاصية الفريدة في استيعاب الآخر..
    البشري منه والثقافي ..
    لكان حاله حال الشعوب المنزوية في ركن من التأريخ.
    Quote: ثورات الربيع العربي (قامت فعلياً على الاستبداد القهر والمطاردة والمنع واعتراض الحياة، ورمزياً على قلب طاولة خضار وصفعة من امرأة).
    لم يكن البو عزيزي "فيلسوفاً" أو مصلحاً اجتماعياً ـ ولا أظنه جاء انتقائياً بافتراضه مفكراً نظرياً أو سياسياً ضليعاً، لحظة ارتكاب حماقة الانتحار ـ ما حدث لم يكن إلا تأويلاً قيمياً وأخلاقياً للمتوارث من المسألة الثقافية المحلية. أي أنه تصرف وفق "قهر" خارجي لرجولته واعتداد ذاته بمكانته كرجل "ملزم" ومعني "تماماً" في ذاكرته الثقافية بالمواجهة وتوفير لقمة العيش استنادا على مرجعيته وتراكيبه "الداخلية" الأصلية ومفاهيمه حول ذاته ومكوناتها وقيمتها "النهائية" ـ ما حدث "على رمزيته" قلب الدنيا رأساً على عقب ـ واحدث جلبة أرغمت العالم على فتح قلبه "تجاهنا" بعد إغلاق وازدراء..


    صدقت..
    حيث لامس الموقف على الرغم من فجائيته ..
    عاطفة جمعية فجرت دبوسة ثورته على حين غرة..
    الحراك الذي أحدثه وسيحدثه الربيع العربي ..
    يكتنز العديد من المدلولات الايجابية كثيرها مستتر..
    وإن بدى جليا تصاعد وعي شعوب الربيع العربي..
    بمثالب وهنات تجربة جماعة الاسلام السياسي في السودان..
    فبدت التجربة السودانية..
    وكأنها كانت بمثابة فأر تجارب ..
    لطموحات واجتهادات تلك الجماعات على النطاقين العالمي والاقليمي..
    لعل النظر في طبيعة الانظمة التي واجهها الربيع العربي..
    ومقارنتها بما هو كائن في السودان..
    نجد أن الشعب السوداني تجاوز ما يماثلها منذ انتفاضتة في ابريل..
    متقدما الربيع العربي بعقود..
    وبذات خطاه السابقة لوعي الشعوب المحيطة..
    سوف ينتج مستقبله آجلا أم عاجلا..
    متجاوزا تجربتة الآنية التى فرضت عليه ..
    واقعدت معادلات نموه وتطوره ..
    مستعينا (بمفاعل) قيمه وموروثه كما نوهت..
    الدرب يا استاذ مرق من الموية.
                  

10-22-2011, 11:34 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد على طه الملك)
                  

10-22-2011, 12:45 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    معذرة :(قررت تقسيم هذه المداخلة)

    الأستاذ: أيمن تابر :
    صادفت خميس وجمعة ـ والقذافي :
    اشيد "تماماً" بما أحدثته هنا من (تفكير) يمكن له أن يبدأ مدخلاً لحوار مطول ـ أتمنى أن يكون تصعيدياً وخالياً من التعقيدات.
    التساؤل مشروع ومهم ـ وهو الأصل وإن كنت أخشى من الحشر"على نفسي وغيري" في خانة المدافعة حتى لا تنقاد الأحاديث أو تتجاوزنا الخطى إلى مساجلات تعريفية أو تسابق على "تشريحية" تبعدنا عن الموضوع "الأساسي". على كل حال أرانا نتفق على "الكليات". من جانبي سأعمل جاهداً على الإجابة من خلال العام ـ محاولاً بقدر الإمكان الابتعاد عن هدم العموميات "المطروحة" بالتعاطي مع الكليات بمحاور الانتقائية التجزيئية ـ لقناعتي الجازمة بأن النقلة إلى المفاهيم الكلية هي ما ينقصنا.

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-22-2011, 06:00 PM)

                  

10-22-2011, 12:47 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    (2)
    يتحدد المعني الدقيق لكلمة (إحياء) بما تضاف إليه ـ وهنا أضفتها للثقافة ـ وسميتها مختطفة في محاولة لإخراجها من نمطية التفاسير الاستنساخية المنادية بالإسقاط على الواقع دون النظر في متطلبات الراهن، .وربما أيضاً من تلك "العقول القافزة" أو المنادية بتجاوز وإلغاء كلي (للقيمة) المحلية المنتجة على مدى قرون طويلة وفق معايير "ثقافية" داخلية، بـ(افتراض المقدرات الحضارية والإنسانية كمنتج للقيمة) ـ علماً بأنه لا يمكن إرساء حضارة دون استشعار الحاجة إلى تأسيس منظومة أخلاقية قيمية، وأظنه حتى في "المعاصر" يصعب "نفي" نسب انتماء الأخلاق في نسقها التصوري لتبرير ذاتها كـ(دولة). بالرغم مما نراه من تداخل أو تنميط أو تحديد للسياسة العامة للحقيقة من قبل "السلطة الحاكمة" ـ بمعنى أن مؤسسات "دولة الإنقاذ" "مجازاً" ـ ما زالت تسعى إلى تحقيق مشروعها الفكري "الخاص" لحماية مصالحها "الخاصة" وإن جاء ذلك على حساب إنهدام السودان وشتاته.

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-22-2011, 01:10 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-22-2011, 01:32 PM)

                  

10-22-2011, 12:50 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    (3)
    على كل حال: التاريخ السوداني لم يبدأ عروبياً بافتراض أن إنساننا، على أقل تقدير "النيلي" كذات منفعلة وفاعلة يظل "أبداً" مشدوداً إلى رصيد وجداني هائل ورصيد معرفي وارث حضاري وتاريخي حيوي ضارب في القدم ومتجاوز للمؤكدين على بداية التاريخ لحظة دخول العرب "علينا" أو على شرق أفريقيا عموماً ـ هذه سذاجة لا يمكن الركون إليها ولا يمكن لهذا التداخل أن يكون بذلك الأثر "الإفتراضي" المنتظم والمؤكد في العقلية العروبية السودانية ـ لأن وصول العرب أستقدم ثقافة على منطقة شهدت بدايات تشكل الأنسنة أو الظهور الأولي للإنسان "الذي تفرعت منه كل أجناس الدنيا"،
    السؤال الذي يفرض نفسه "هنا": هل يمكن لثقافة أن تبتلع حضارة بهذا العمق.!! ـ أظن أن إنسانا سيظل "دوماً" مرتكزاً على بنائية من إرثه الحضاري ـ وأؤكد على "حضارة" باعتبار قيام تفسيرها المادي "كبناء" على ذات ثقافتها ـ أظننا ما زلنا نقوم على تأسيس وعلى علاقات فكرية ووجدانية "معقدة وعابرة للتاريخ" ظلت "أبداً" حاضرة وتعبر عن ذاتها من خلال تراميز شديدة الرهافة، كأنما تنهضنا "عميقاً" في الإيحاء والتكثيف للأنماط التعبيرية المختلفة، بافتراضها "أساسنا" ومرتكزنا الأصيل على الظلال الشكلانية الحائكة لمكوناتنا الخارجية.

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-22-2011, 01:18 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-22-2011, 01:25 PM)

                  

10-22-2011, 12:53 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    (4)
    الأمر برمته "معقد" ولم يدرس "تماماً" باعتبار أن المثقف السوداني انشغل بدراسة بداياته العروبية دون النظر لأبعد من ذلك ـ ما زال "حالنا" ملتبس ـ ربما لم يفت الوقت للتفكير في إعادة الاستقراء الماضي وفهم موقعه من "مكوناتنا" ..
    برغم كل شيء يمكننا القول بأننا :
    "نحن" ما زلنا ورثة لمكون حضاري "عميق"، أسلمنا لنوع من "الإمساك بمعنى الحياة" ـ ومكننا من استيلاد "التأكيد" كمعنى ومغذى وقيمة للوجود وكتبرير لجدلية الصراع والاستمرار والحوار والمواجهة، كـ(نسق عام لإدارة الحياة) وكصيغة لتحقيق نتائج "فعلية" على المستوى الكلي للمحصلة النهائية. "ربما" نكون قد تجاوزنا الكثير من الثقافات عندما استصحبنا في حراكنا التاريخي أسلوب تأويلي بديع وخلاق للتفسير والتعبير والمواجهة، استطاع أن يتحمل مسئولية خدمة المقابل الثقافي، ليس للتوصيف والبيان واستيفاء الشرط الوظيفي فقط، ولكن استيفاءً للغرض الجمالي أيضاً.
                  

10-22-2011, 12:56 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    (5)
    لا أظنني مخطئاً إذا قلت أرانا.. أو أن "بعضنا" يقف في ذلك الجزء الموازي من العالم الذي يصعب فهمه أو تفسيره إلا بالخروج إلى ما وراء التأمل والعقل وحقائق الوجود، وكأن وجودنا يتأكد في ذلك الجزء المفعم الغامض، حيث لا ثابت في التمام ولا متناه في الجمال.
    المشكلة الحقيقية أن ميراثنا الحضاري ـ على أقل تقدير، قبل "لحظة انهزام كوش على يد الأشوريين" وتراجعها جنوباً لتكون الفترة المروية ـ تعجلت لتخلص نفسها، فتخطت إنسانها، وتوقفت هناك بغير زي، في تمام كمالها، في انتظار جمهورها الذي ما زال يعاني عثراته وأوهامه .

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-23-2011, 09:01 AM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-23-2011, 09:02 AM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-23-2011, 09:05 AM)

                  

10-22-2011, 01:24 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    إنني لا أكذ ب
    ولا اعتدي على ملكية غيري
    ولا ارتكب الخطيئة
    وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء
    إنني لا اقتل شخصا دون جرم يستحق القتل
    ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعي
    ولا أدفع بخادم استجارني إلى صاحبه
    ولا أعاشر امرأة متزوجة
    ولا انطق بحكم دون سند
    ولا انصب الشراك للطيور المقدسة
    أو اقتل حيوانا" مقدسا"
    إنني لا اعتدي على ممتلكات المعبد -الدولة-
    أقدم العطايا للمعبد
    إنني أقدم الخبز للجياع
    والماء للعطشى
    والملبس للعري
    افعل هذا في الحياة الدنيا
    وأسير في طريق الخالق
    مبتعدا عن كل ما يغضب المعبود
    لكي ارسم الطريق للأحفاد الذين يأتون بعدي
    في هذه الدنيا والى الذين يخلفونهم والى الأبد


    خاليوت بن بعانخي - معبد البركل
    الاستاذ صلاح..
    تحياتي..
    فقط ليكتمل المعنى..
    منقول..
    من بوست سابق للاخ عادل امين.
                  

10-22-2011, 01:43 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد على طه الملك)

    شكرأً لك أستاذنا : محمد على طه الملك ـ
    وشكراً للأستاذ والأخ: عادل أمين ـ
                  

10-25-2011, 09:02 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    تلك هي المداخله التي اردت تحويلها عذرا مره اخرى ولكن لا ادري ما المشكله في ترتيب المداخلات

    (عدل بواسطة Aymen Tabir on 10-25-2011, 09:08 PM)

                  

11-06-2011, 03:07 PM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    تحية...

    عند استقصاء وتحليل مدي تعامل انسان السودان مع الوافد الثقافي يظل هذا الوافد يتشكل وفق ذهنية صيغت في عمقها السحيق باصل بضاعتها غير المزجاة فغدت هي صاحبة االفرشاة في التلوين والنكهة والمذاق بما يؤكد المقدرة التفكيكية التي ذكرت وبما لا يدع مجالا في الذوبان او التشكل من جديد حيث ان الجذور ضاربة في عمق حضاري عصي علي الابتلاع..

    يقول الناس مثلا -اسلام اهل السودان وهم في ذلك يمزجون بين الحضاري والمعتقدي والثقافي_ واعتقد ان الحضاري بقدمه وتمدده في الحاضر هو سيد الموقف لجهة التصالح مع الناس والاشياء..

    سنعود ..وفي كفينا حصيد التناول علي شاكلة تمددك الانيق عبر يراع صادح التامل والاستقصاء...


    كل سنة وانتم طيبين
                  

10-22-2011, 01:45 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: الأستاذ: أيمن تابر :
    صادفت خميس وجمعة ـ والقذافي :

    استاذي العزيز / صلاح هاشم السعيد
    التحيه والتقدير الكبير لشخصك ، واتمنى ان تعفني من كلمة استاذ هذه ، وساكون فرح جدا بكلمة الابن والتي ناديتني بها من قبل ، فانا لن اكون استاذ في حضرتكم وحضرة اساتذه اخرين اقدرهم مروا من هذا المكان وساهموا فيه وما انا الا طالب علم يبحث دوما عن اجابات لاسئله تقلقه . فلك الشكر مرات ومرات على حوار انا مستمتع به على مستوى شخصي ويفتح ابواب لحوارات قادمه اجمل .
    اما عن القذافي فكلنا انفقنا وقتنا وليومين لا نزيح عيوننا عن شاشة التلفاز ويحتوينا التضارب حينا والغموض حينا كحال كل ردود الافعال
    قلت :
    Quote: اشيد "تماماً" بما أحدثته هنا من (تفكير) يمكن له أن يبدأ مدخلاً لحوار مطول ـ أتمنى أن يكون تصعيدياً وخالياً من التعقيدات.
    التساؤل مشروع ومهم ـ وهو الأصل وإن كنت أخشى على نفسي من الحشر أو غيري في خانة المدافعة حتى لا تنقاد الأحاديث أو تتجاوزنا الخطى إلى مساجلات تعريفية أو تسابق على "تشريحية" تبعدنا عن الموضوع "الأساسي". على كل حال أرانا نتفق على "الكليات". من جانبي سأعمل جاهداً على الإجابة من خلال العام ـ محاولاً بقدر الإمكان الابتعاد عن هدم العموميات "المطروحة" بالتعاطي مع الكليات بمحاور الانتقائية التجزيئية ـ لقناعتي الجازمة بأن النقلة إلى المفاهيم الكلية هي ما ينقصنا.

    شكرا لاشادتك ولكن هي محاوله خاصه كانت لتفكيك خطابك ليس لانه معقد ولكن هدفي كان توسيع مواعين الحوار اذ احسست بالضروره لذلك تعميم للفائده واثراء لروح الحوار وتلك (الفكفكه) لم يكن الغرض منها التشريح ولكن كانت عملية قراءه بصوت مسموع مع (هاي لايت) لبعض النقاط التي تستحق العوده لها في جسم الحوار .
    انا متفق معك كما قلت على الكليات ولكن كانت هي طريقتي الخاصه في القراءه والتعليق على خطابك لم اقصد بها تطويل او تعقيد بقدر ما سعيت للاهتمام بكل تفصيله من كتابتك بغرض منحها ما تستحق اذ انها استحقت ذلك عموما لا خلاف هنا اتمنى ان تواصل في منهجك الذي تراه لتكملة هذا الحوار الجيد وساعيد ترتيب كتابتي ومداخلاتي وما يتفق مع خط البوست العام .
    ونواصل
    تابر
                  

10-22-2011, 02:13 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    ولدنا : تابر :
    لا بأس عليك ـ كنت متأكداً من توجهاتك ـ وأنت نفسك أوضحت ذلك في مدخلك ـ
    عمك أيضاً مستمتع بحوارك ـ خصوصاً وأننا ندرك تماماً أنك من جيل ربما "متعدد" وأكثر تنوعاً ومعرفة بإختلاف المعطيات والوسائل ـ ربما جاءت فرصتكم أكبر للحوار والتلقي المعرفي ـ ولا أظنك تدري معاناتنا في الحصول على كتاب ـ بالأمس أنزلت ببساطة كتاب ـ وتذكرت معاناتنا في الحصول على نسخة منه ـ
    بالتأكيد : أعتمد وأعول عليك كثيراً في إدارة هذا الحوار واستمراريته ـ
    كتابتك حفزتني تماماً للمواصلة ـ
    رجاءً لا تبتعد ...
    ومعذرة إن كنت قد أخطأت ...

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-22-2011, 02:44 PM)

                  

10-22-2011, 02:36 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    نحن بالتأكيد نختلف "كثيراً" وجملة وتفصيلاً مع (بعض) الوارد في مسلة خاليوت ولد بعانخي ـ لكننا لا نملك الاختلاف مع القيم الاجتماعية والأخلاقية التي أوردها في قوله:

    إنني لا أكذب
    ولا اعتدي على ملكية غيري
    ولا ارتكب الخطيئة
    وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء
    ...............................
    ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعي
    ولا أدفع بخادم استجارني إلى صاحبه
    ولا أعاشر امرأة متزوجة
    ولا انطق بحكم دون سند
    ......................
    إنني أقدم الخبز للجياع
    والماء للعطشى
    والملبس للعري.......................
    وأظن أن جد الكرو كان يقصدنا عندما قال:
    لكي ارسم الطريق للأحفاد الذين يأتون بعدي
    في هذه الدنيا والى الذين يخلفونهم والى الأبد

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-22-2011, 02:42 PM)

                  

10-22-2011, 06:12 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    الأخوة والأبناء :
    نرجع لموضوعنا ,,
                  

10-22-2011, 07:11 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: ولدنا : تابر :
    لا بأس عليك ـ كنت متأكداً من توجهاتك ـ وأنت نفسك أوضحت ذلك في مدخلك ـ
    عمك أيضاً مستمتع بحوارك ـ خصوصاً وأننا ندرك تماماً أنك من جيل ربما "متعدد" وأكثر تنوعاً ومعرفة بإختلاف المعطيات والوسائل ـ ربما جاءت فرصتكم أكبر للحوار والتلقي المعرفي ـ ولا أظنك تدري معاناتنا في الحصول على كتاب ـ بالأمس أنزلت ببساطة كتاب ـ وتذكرت معاناتنا في الحصول على نسخة منه ـ
    بالتأكيد : أعتمد وأعول عليك كثيراً في إدارة هذا الحوار واستمراريته ـ
    كتابتك حفزتني تماماً للمواصلة ـ
    رجاءً لا تبتعد ...
    ومعذرة إن كنت قد أخطأت ...

    استاذنا / صلاح
    ساخذ هذه المداخله فرصه شخصيه للحديث عن جيلي رغم انني لا ادعي تمثيله ، ولكن
    انا من جيل ولد ليجد ان دماء يوليو 71 مازالت تجري على ارض السودان ونميري ما زال يطغى في جبروته فتعلمنا طرق باب السجن بحثا عن الأباء واللمهات قبل ان نطرق ابواب المدارس والحدائق العامه ، فتعلمنا ان الظلم كريه وقبيح ، ولكن برغم ان هناك من يطغى في الدنيا هناك الكثيرون من يحملون هم الناس ليل نهار يدافعون هنا وهناك عن ما يرضي العباد ولا يخافون في ذلك لومة لائم ، فتعلمنا ان نعي الدرس مبكرا ان ننضج في وقت كان من المفروض ان نكون فيه مجرد شياطين لا يكلون ولا يملون من اللعب واللهو ، عرفنا من وقت مبكر اننا على عاتقنا مسؤوليه يجب ان نستعد لها ، وراسنا مليء بكثير من الاسئله بدانا ننقب نقرا ونبحث ، واصطفينا صغارا مع طلائع هذا الشعب في انتفاضته في مارس/ابريل 85 ، وفرحنا ايما فرح وتنسمنا عبير الديمقراطيه الحقيقيه وفخرنا بانجاز شعبنا وانجازنا ، ولكن تلك الديمقراطيه حملت ما حملت ، وتهنا في اسئلة اخرى اكبر واخطر اذ اننا (شفنا الشارع مره تانيه متظاهرين ومنددين ! ) انتفاضة السكر! ولكن كرباج البوليس كان هذه المره من فريقنا ممن تحالفنا سويا بالامس سويا لنغير للافضل ، فطفر سؤال (إذا للديمقراطيه مشاكلها ايضا ونضالها مختلف ؟ ) ودعك عن حرب الجنوب ومبادرات السلام وووووووووو باختصار نحن جيل مثقل بالتساؤلات منذ ولادته الشيء الوحيد الذي نفخر به اننا نشكل اجاباتنا وفق قناعاتنا وفق ما يرقى لامالنا وحلمنا ، ونتحمل مسؤولية هذه الخيارات وهذه الاحلام ، تمردنا في حدود احترامنا لما سبقنا على ما يجعلنا ند له ولكن برصيد يكفي للحوار معه ، ومازال هذه الحوار متصلا ـ مثلنا مثل غيرنا فرحنا واحبطنا نجحنا وفشلنا ساهمنا وتقاعسنا احيانا ز
    اما عن القراءه والكتب فاعترف بان حظنا كان افضل ونحن شاكرون لذلك جزيل الشكر ، ما فرحت به ايادينا من كتب كان كافيا لسبر اغوار بعض التساؤلات وفتح الآلاف غيرها ، اذا يااستاذي من الممكن ات تسمينا جيل الأسئله الصعبه !
    ولكن هي العولمه وما تتيح مثلك ادهش الآن بتنزيل كل ما اريد من كتب من السايبر وما اسهل (الكليك) لتجد كنز في انتظارك ، فهنيئا لنا بانتصارات هذا العصر
    محبتي
    تابر
                  

10-23-2011, 07:24 AM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: أيمن تابر ـ والأبناء "الشباب" :
    الأمل يطلع منكم ..
    أعتمد عليكم في تصعيد هذا الحوار ..
    أنتم الأصلح والأجدي والأفضل في إدارة زمنكم ...
    لنحاول معاً ...

    استاذ صلاح
    التحايا
    شدتني هذه النقطه وعدت اليها كما يقولون لشيء في نفسي . بالامس حظيت بحضور احتفاليه مصغره هنا في الدوحه باكتوبر 21 ، وخلال هذه الاحتفاليه المصغره شارك اشخاص انتموا لاجيال متعدده واختلفت الأراء ما بين الممجد والمخلد لثورة الشعب والمؤمن بالثورات لاحداث التغيير الذي ننشد ، والمندد بتقاعس الثورات عن احداث هذا التغيير ، والمتحامل على الاطراف جميعها والممتعض من كل حصاد التجربه السودانيه والشاكي من حيلة الشعب وهو يعيش التخلف عام بعد عام . وبيني وبين نفسي لخصت المساله في نقطتين ، الأولى : الحوار بين الأجيال المتعاقبه ـ ازمه ـ تستحق الوقوف عندها ، هذا الفصل التاريخي بين التراكم التاريخي لم يشهد حوارا معلن لكل تجربه ولم يتم انتقال بشكل او بآخر للتجربه من جيل إلى جيل ، وده سبببو حاجتين : غياب التوثيق والكتابه وكنكشة الرواد السياسيين في إدارة الشان العام منذ قديم الزمان ، فما المسجل والمكتوب عن اكتوبر كتجربه او عن مارس ابريل او عن اي مرحلهخ تاريخيه من حياتنا يصل لفتح حوار محايد ، وكيف يمكن لاجيال الرواد التحلي بروح الصبر في قبول نقد الآخر لتجربتهم لما يراه البعض انتقاصا او نكوص ؟ لنعود لذلك لاحقا .
    والنقطه الثانيه : اننا في حوجه لاعادة منفستو التغيير الذي نريد ، في حوجه لجذب الناس لتبني شكل التغيير الذي نصبو اليه وجعله مسؤليه جماعيه لا تقف عند فرد او جماعه ، نحن في حوجه لإعادة صياغة الوعي بمفاهيم التغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في برنامج جماهيري شامل يعيد المسؤوليه للجماهير صاحبة الحق والمنفذ للتغيير ، وهذا لن يتم ما لم يفتح حوار جماهير يعالج التناقض المتراكم الآن ويبصر بالخطوات القادمه ، يعيد احترام التاريخ ويرسم خارطة طريق للقادم ولكن بمعايير المسؤوليه الجماعيه .
    الدمار الذي نعيشه مسؤلية كل الاجيال في تحديد مخارج الطواريء والطريق للخروج من الأزمه ، وكما قلت لنحاول جميعا ، ولكن ليس فقط بفهم المحاوله ولكن بضرورة انجاز تغيير كامل في جملة المفاهيم والممارسات ولتكن مسؤولية القوى السياسيه ، منظمات المجتمع المدني ، الناشطون السياسيون ، المثقفين وكل قطاعات الشعب لتكن "مسؤوليه تاريخيه" في اعادة ترتيب الماضي ووضع تصور للقادم والراهن !
    ونواصل
    تابر
                  

10-22-2011, 06:51 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    استاذ / صلاح
    Quote: التغيير قادم شاء من شاء وأبى من أبى (على النمط التونسي أو الليبي.. وغالباً على السوداني فقد سبقنا الجميع ..).
    ما يزعجني ـ المناداة "بخصوصية الحالة السودانية" بمعنى الخشية من صراعات جهوية وعرقية قد تأتي متزامنة مع "الاحتجاجات".. على كل حال لا أحد يدعي إمتلاك حقائق المستقبل .. ولكن من جانبي أراها "مخاوف غير مبررة" واعتبرها "نوع من دعاوى الترهيب وتأكيد للتركيع والخنوع" من باب، سياسة القبول بالأمر الواقع..
    حتماً الثورات تأتي بمتغيرات "جوهرية وفعلية" على كافة المستويات المعرفية والقيمية والأخلاقية.. وهذا ما نعلمه وما شهدناه وما نراه ونلمسه "الآن" في اليمن "انتفت كل الخلافات والمرارات بين الجنوب والشمال" حتى الحالة القبلية أصبحت رافداً للثورة ..

    التغيير بمسوغات الازمه يحتاج إلى الوعي صمام امان لنجاح الثوره .. الوعي بالواقع ما قبل التغيير (ثوره شعبيه / انتفاضه شعبيه/ عصيان مدني الخ ) ومهام ما بعد التغيير ، نحن كما قلت استاذ/ صلاح اصحاب تجربه تاريخيه لا ينكرها إلا مكابر ، وشعبنا رغم ما يقال الآن لم ولن يسلم حراك الجماهير مستمر منذ اليوم الأول صبيحة انقلاب الجبهه المشؤوم وحتى هذه اللحظه ، قدم الشعب السوداني الغالي والرخيص في منازلة قمع الانقاذ المتعالي ولا يزال والتغيير حتميه لابد منها ان طال الزمان ، وما حملات الاعتقال الاخيره إلا دليل لرعب الطغمه من الحراك الجماهيري الممتد ، ولكن كما تزعجك دعاوى الترهيب انا مشغول بما بعد التغيير ، نعم الديمقراطيع علاج لكل الازمات ، ولكن آلية الحوار هذه يجب ان تتبلور الآن وبخاصه الحديث عن كل المسكوت عنه وكل محظورات السياسه السودانيه ، لا مجال (للغطغطه) ودفن الرؤوس في الرمال ، على القوى الحزبيه والافراد والجماعات ومنظمات المجتمع المدني التغلغل في نسيج الاسئله المطروحه الآن بحث عن إجابات ، نحن لن نحدث التغيير لنقف بعد ذلك ونتلفت (اها بعد ده شنو ؟) ، المؤسف ان الحوار مبتور والترهيب كما قلت اكثر ولكن من جانب قوى واتجاهات لها المصلحه في دفن الاجابات وشغل الناس بتحويل بعض التساؤلات الى (تابوهات) بتخويفهم بكلمات اصبحت تاخذ موقع الصداره في بورصة الاتهام السياسي (كالعنصريه والجهويه ) والتاريخ ..الخ ، إذا لا بد من قبول الحوار لابد من تصفية رئة الشعب السوداني من غبار السنين الماضيه وسنوات تشويه الاسلاميين المؤدلج حتى تعود العافيه لجسد هذا الشعب وهذا لن يتحقق إلا بقبول التحدي الفكري في الوصول إلى إجابات تدحض الترهيب ، انا لا اخاف من اتهامي باي تهمه يراها غيري كجزء من راهني او ماضي ولكن على صاحب الاتهام الاستماع جيدا لدفاعي يجب ان نتحاور حتى يدينني واعتذر عن جرمي او ارد اتهامه فيتعتذر عن اتهامي ! وان لا يفسد هذا اي قضيه بيننا !
    وساعود ببعض التساؤلات التي ارى انها من الضروره بمكان وواجب الدخول فيها كخط مواز لاحداث التغيير وعلى راسها (جدل المركز والهامش ) كمثال !
    ونواصل
    تابر
                  

10-23-2011, 08:41 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)
                  

10-24-2011, 06:32 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: بمثالب وهنات تجربة جماعة الاسلام السياسي في السودان..
    فبدت التجربة السودانية..
    وكأنها كانت بمثابة فأر تجارب ..
    لطموحات واجتهادات تلك الجماعات على النطاقين العالمي والاقليمي..
    لعل النظر في طبيعة الانظمة التي واجهها الربيع العربي..
    ومقارنتها بما هو كائن في السودان..
    نجد أن الشعب السوداني تجاوز ما يماثلها منذ انتفاضتة في ابريل..
    متقدما الربيع العربي بعقود..
    وبذات خطاه السابقة لوعي الشعوب المحيطة..
    سوف ينتج مستقبله آجلا أم عاجلا..
    متجاوزا تجربتة الآنية التى فرضت عليه ..
    واقعدت معادلات نموه وتطوره ..
    مستعينا (بمفاعل) قيمه وموروثه كما نوهت..
    الدرب يا استاذ مرق من الموية.



    الاستاذ: محمد علي طه الملك :
    أظنها ملاحظة أستحقاق ـ خاص ـ
    وكأنها تجربة جاز لنا أن نخوضها "حتى نخرج منها .. "
    أظننا تخطيناها ـ بينما ما زال على الربيع العربي خوضها أو "إجترار" مناكفة منطق العصر وشرعنة الواقع ومشاريع المستقبل بالإحالة إلى "أمثلة" الماضي ـ أو حتى إعادة إنتاج التجربة السودانية ـ ربما يفاجيء المستقبل ثورات العرب بما لا تتوقعه أو تستوعبه ـ
    أملاحظة دقيقة ـ بالفعل سبقنا الربيع بخطوة ـ وهذا "تحديداً" ما أخرنا عن الأحداث ـ ما زال لدى الشعوب العربية خيار أن تخوض تجربة الإسلام السياسي ـ بينما ننطلق "نحن" من واقع كوننا إجتزنا تجربة "الإنقاد" ـ
    ما يبعد شبابنا ويؤخره عن الحراك "أسئلة المستقبل وليس طبيعة الواقع"..
    لولدنا "تابر": كل الحق في الأسئلة الجارحة.
    (ثم ماذا بعد..!!!.)
                  

10-24-2011, 07:49 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: الحوار بين الأجيال المتعاقبه ـ ازمه ـ تستحق الوقوف عندها ، هذا الفصل التاريخي بين التراكم التاريخي لم يشهد حوارا معلن لكل تجربه ولم يتم انتقال بشكل او بآخر للتجربه من جيل إلى جيل ، وده سبببو حاجتين : غياب التوثيق والكتابه وكنكشة الرواد السياسيين في إدارة الشان العام منذ قديم الزمان ، فما المسجل والمكتوب عن اكتوبر كتجربه او عن مارس ابريل او عن اي مرحلهخ تاريخيه من حياتنا يصل لفتح حوار محايد ، وكيف يمكن لاجيال الرواد التحلي بروح الصبر في قبول نقد الآخر لتجربتهم لما يراه البعض انتقاصا او نكوص ؟ لنعود لذلك لاحقا .


    ولدنا العزيز: تابر ..
    لكم المستقبل ولنا الذكريات ..
    إن جاز لي: يمكن تلخيص موقفكم من الحوار كالآتي:
    ما يخشاه "جيلكم" أن تأتي لحظة تلهث فيها الايدولوجيا والتنظيمات السودانية خلف فوضى المتغيرات دون أن تدركها ـ خصوصاً وأن الربيع العربي يناهض الأنظمة القائمة وأمام عينه "تجربة" لم يخضها وربما يرى فيها مخرجاً ـ ماذا فاعل جيلكم بعد اليأس "النهائي" من فتح عقول الإنقاذيين على "حوار عقلاني يجري في مناخ من حسن النية والتأمل النقدي للذات". وماذا بعد انهيار المعسكرات الفكرية "على المستوى" شرقاً وغرباً" . ربما جيلكم يعاني رعب التيه في واقع يحاصره لدرجة الاختناق.. يعاني من غياب تام للرؤية في ظل النفي "الكلي" لأمثلة الماضي. الزمان والمكان لكم "الآن".. ربما تأتي لحظة نطالبكم فيها بصناعة المستقبل..
                  

10-24-2011, 09:38 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    ولدنا تابر:
    ربما كنا من جيل أكمل أو أكملته معاركه
    ولكم الحق في الحوار أو بتعبير أكثر دقة "جرد الحساب" حتى لا تتكرر التجربة.
    سأبدأكم منا (من هناك):
    أقولها صريحة وأؤكدها لكم "تماماً" :
    ((نحن من جيل لم يأخذه خياله لأبعد من معارفه))
    وإن ادعينا غير ذلك ـ ربما كنا أكثر حراكاً وواقعية وحميمية ـ لكن "الآن" لم يعد فينا من ينادي بالتفاسير أو بحتمية الأفكار العابرة للتاريخ.! كل ما في الأمر: "نحن" جئنا من زمن تجاورت فيه مكونات تحفيزية متعددة ـ عشنا ومتنا في زمن مؤدلج خرج من صلب المقاومة.
    ربما على "جيلنا" أن يتحمل مسئولية "وضوح الرؤية" مسئولية إعتقاده الجازم في "الفكرة" وفي "المستقبل" ـ مسئولية ثقته في طبيعة الخير والأشياء ـ إرتكانه إلى منطق حلمه وغفلته واهماله للتطورات وحراك واقعه وانفعالاته ـ ربما كان الخطأ في ذات الصمود والاستمساك بالمبادئ ـ في ذات الاعتقاد "الجازم" في الفكرة العابرة للتاريخ . في ذات الإصرار على تحنيطنا في نوع من القطيعة مع "الواقع" وربما في منعنا "لأنفسنا" حتى من "التأويل" الذي كان بإمكانه يصنع "بديلاً" بافتراضنا "في ذلك الوقت" "جيل" له تصوراته المعرفية لصناعة انفعالاته "المرحلية" لتجديد واقعه "على أقل تقدير".
    أظننا حشرنا أنفسنا في نوع من علاقة "العهد" النهائية ـ ولم ننظر "تماماً" في الديناميكية الداخلية والخارجية للمستجدات الظرفية، والتي كان بإمكانها أن تسند القراءات المستقبلية في مدانا الزمني "المحدود" .
    الخطأ المميت في ظني : في استنادنا "حينها" على واقعنا المعرفي، ربما الخارج من التجربة الإنسانية "فقط" ـ أظن أن المشكلة الحقيقية كانت فينا "نحن" في إعتقدنا وفي إرتكاننا لاستقراء المستقبل من تجارب التاريخ وهذا تحديداً ما أقعدنا فـ(لم يأخذنا خيالنا لأبعد من معارفنا) ـ ربما كانت الكارثة في الحتمية التاريخية وجمود ثوابتها ـ في تلك المبادئ الصارمة ـ في الإصرار على وجود حقيقة أزلية ـ في الصمود ـ في الإيمان بالمستقبل ـ وفي الانطلاقة القوية باتجاه المستقبل من التاريخ ـ

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-24-2011, 09:41 AM)

                  

10-24-2011, 02:31 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)
                  

10-25-2011, 07:31 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    متابعة --------------
    ربما كان على جيلنا الذهاب لأبعد من معارفه ـ
    أبعد من (ما رأى وما كان يرى في حينه) ..
    أن يستخدم مخياله وتصوراته لإحداث مستقبل "ما" ـ
    ربما لأن الخيال غالباً ما يكون "عبقرياً" وأهم من المعرفة ـ "على قول شيخ العلماء إنشتين" ـ
    لكن.. هذا بالتأكيد لا يعني إلغاء التاريخ ـ
    سقوط المعسكرات الفكرية العالمية ـ ترك مساحة فارغة في الذهنية "السودانية" لتستبد بساحاتها "الذاكرة العرقية" ـ كأنما "نحن" في حالة من الرجعية "ارتدادية".
    ما حدث في السودان: سوء فهم للحالة القومية وعدم مقدرة على إدراك الواقع الجديد "ناهيك" عن فهم أهمية (توظيف الدولة) لمواجهة استحقاقات المرحلة التاريخية.
    تحت رعاية "الدولة" تم الإقرار لحالة عرقية "مستنسخة" من "الذاكرة القبائلية" من "قرون سابقة" كـ"منتج" فعلي للعنصرية وتحت رعاية الدولة تم استنفار التاريخ واستحضار "المرارات والمظالم" في مواجهة العنف الخطابي و"الاستقدام المر" لأشراط مجتمعية "تصاعدية" تتنافي تماماً مع المرحلة القومية.
    بناء الحقد بين الثقافات والأعراق على فكرة التمايز القبائلي كما أراه بـ(وجهين) بمعنى أنه ينتج نوع من الاستعلائية العدائية في مواجهة الكراهية "كقيمة ارتدادية" للحفاظ على الوجود والبقاء لذات الكيان القبلي "المكروه"..

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-30-2011, 08:02 AM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-03-2011, 06:51 AM)

                  

10-25-2011, 09:06 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    حذفت لخطا في انزال الماخله في تسلسلها الصحيح

    (عدل بواسطة Aymen Tabir on 10-25-2011, 09:10 PM)

                  

10-25-2011, 09:09 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    Quote: على كل حال: التاريخ السوداني لم يبدأ عروبياً بافتراض أن إنساننا، على أقل تقدير "النيلي" كذات منفعلة وفاعلة يظل "أبداً" مشدوداً إلى رصيد وجداني هائل ورصيد معرفي وارث حضاري وتاريخي حيوي ضارب في القدم ومتجاوز للمؤكدين على بداية التاريخ لحظة دخول العرب "علينا" أو على شرق أفريقيا عموماً ـ هذه سذاجة لا يمكن الركون إليها ولا يمكن لهذا التداخل أن يكون بذلك الأثر "الإفتراضي" المنتظم والمؤكد في العقلية العروبية السودانية ـ لأن وصول العرب أستقدم ثقافة على منطقة شهدت بدايات تشكل الأنسنة أو الظهور الأولي للإنسان "الذي تفرعت منه كل أجناس الدنيا"،
    السؤال الذي يفرض نفسه "هنا": هل يمكن لثقافة أن تبتلع حضارة بهذا العمق.!! ـ أظن أن إنسانا سيظل "دوماً" مرتكزاً على بنائية من إرثه الحضاري ـ وأؤكد على "حضارة" باعتبار قيام تفسيرها المادي "كبناء" على ذات ثقافتها ـ أظننا ما زلنا نقوم على تأسيس وعلى علاقات فكرية ووجدانية "معقدة وعابرة للتاريخ" ظلت "أبداً" حاضرة وتعبر عن ذاتها من خلال تراميز شديدة الرهافة، كأنما تنهضنا "عميقاً" في الإيحاء والتكثيف للأنماط التعبيرية المختلفة، بافتراضها "أساسنا" ومرتكزنا الأصيل على الظلال الشكلانية الحائكة لمكوناتنا الخارجية.

    استاذي العزيز / صلاح هاشم السعيد
    ونواصل كما وعدت واعتذر عن غياب تفرضه غصبا ظروف العمل لكنني مرابض هنا حتى النهايه ، فهذه (حواريه) ذات طعم خاص وبعد عميق في حوار كنت اتمناه طويلا .
    اعكف هذه الايام بشغف وحزن عميق على دراسة للفقيد والفقد الكبير د/ محمود الزين والذي رحل عنا فجاة الشهر الماضي ولم ندر عنه الكثير ولكنه كنز وباحث اتمنى ان ياتي يوم يدرس ارثه للاجيال القادمه كرصيد لما نصبو اليه من فهم لكثير من التساؤلات والتعقيدات التي تحيط بواقعنا وتكتنفه ، ودراسة د/الزين هي الاخيره التي نشرت هنا بعد وفاته بعنوان :

    هل تَحَقـــــّق "السودان الجديــــــــــد" ديموقرافيّـــــــــاً ؟
    محاولة لقراءة مدلولات الخارطة السكانية الراهنة
    وساتداخل من خلال (كوتيشنات) في دراسة د/الزين تصب في جهة ما من حوارنا حول الإحياء والتحديث ولنبدا بهذا المدخل ، في الفهم التاريخي كوسيله للتنقيب عن منشأ الازمات والتحليل من خلال قراءه واضحه للتاريخ بعين مدركه يقول د/الزين

    Quote: في مثل تناولنا هذا للتاريخ الحديث للسودان يجدر بنا في البدء الإشارة إلى أن التاريخ المكتوب عن هذه الفترة ينطوي علي كثير من الغموض والثغرات والتجنِّى والتي هي في الواقع نتاج لتدخل السياسة الواعي في كتابة التاريخ من جهة والقصور المنهجي من جهة أخري. فتدخلات السلطة في كتابة التاريخ وإعادة كتابته جعله مشحون باللاتاريخية واصبح واحداً من الخطابات التي تؤسس لعلاقات الهيمنة/القمع؛ بل أكثرها خطورة لما يسببه من وهن فى النظام السياسى والإقتصادى فى السودان ناجم أصلاً عن الفشل فى الإستفادة من "الموارد الثقافية" والطبيعية السودانية وتوظيفها لمصلحة بناء الدولة الوطنية وترسيخ قيم العدل والديمقراطية. ولهذا فان النظر إلي هذا التاريخ بعين الحذر والتفحص أمر لابد منه، وبنفس القدر هذا ينطبق علي الدعوة إلى نبشه وإعادة كتابته

    وانا اتفق مع ذلك فهو اس الخطأ في كل القراءات التي عمقت من الازمه ، إذا اردنا التفكير في الراهن والقادم لابد لنا من نبش المتركم التاريخي واعادة تحليله لابد من مواجهة الأسئله السهله والصعبه على السواء ، وانظر لما يقول هنا :
    Quote: فالتاريخ الحديث للسودان هو في الواقع تاريخ التثاقف الذى تؤسس له وتوجهه مؤسسات المجتمع الأهلى فى جدله مع استراتيجيات التسلط المرتبطة ببِنَى استعمارية ووطنية نخبوية، أو هو، فى مستو ما، تاريخ مقاومة السودانيين المستمرة لأشكال التسلط الجديدة التى لا تتواءم مع نظمهم السياسية ومؤسساتهم الأهلية التاريخية أو رؤيتهم للكون المتسامحة إجمالاً؛ ومقاومتهم لواقع الندرة الذى نجم عن هذا التسلط. وهكذا فإن هذا التاريخ فى مراحله الاولى، كما سوف نبيِّن، هو تاريخ تثاقف وتلاقح إجتماعى بين وحدات إجتماعية وثقافية وسياسية متنوعة وفى مراحله الاخيرة هو تاريخ إستقطاب حاد يتبدى مشحون "بالسياسي" المكرِّس بالضرورة للمركزية والذى صارت كل الانشطة الاجتماعية تكتسب معانيها وتستعير مفرداتها منه كمرجعية تحددها أجهزة الدولة القمعية. طابع التثاقف والتلاقح (أو الإتجاه نحو الإندماج بين الكيانات السودانية) فرضته شروط داخلية تاريخية وجغرافية ودينية. أما الاستقطاب والإفراط في "السياسي" والعنف المرتبط به (وهو ما أسس ويؤسس للإنقسام) فقد أسهمت فى خلقه بشكل مباشر شروط خارجية مكتسبة من الفعل العسكري الذي تمثَّل فى لحظة الغزو (التركى والإنقليزى) ثم قام ( بتأديب) المقاومة وأورث فيما بعد جهاز دولة تسلطى للحكومات الوطنية.

    وما اكثر ما بعدنا من هكذا رؤيه ، لو نظرنا في عمقها لوجدنا الكثير من الاجابات البديهيه التي يمكنها تفنيد التازم المستمر للمشكل السوداني ، هنا يكمن المدخل للرؤيه الصحيحه لاعادة الترتيب لهذا الشان ووضع خارطة طريق له . ببساطه شديده دراسة هذا التثاقف والتلاقح مهمه بعيدا عن التشدد ، بوعي وعلميه مفرطه لايجاد اجابات .
    شوف د/ الزين بقول شنو هنا : (ودي حته مهمه شديد - الاسئله وحدها وبشجاعه!)
    Quote: قصْدنا من هذه الورقة هو الإسهام فى إثارة بعض الأسئلة والإسهام فى إدارة حوار عقلانى نخرج به من دائرة الخوف المسيطر والهرج السياسى الذى يعمى الأبصار إلى بر التفكير الهادئ الهادى الذى لن تتحقق وحدة البلاد وأمنها وسلامتها إلا بإعماله. وهذا التفكير يتطلَّب مواجهة الأسئلة الصعبة بدلاً من دفن الرؤوس فى الرمال والإرتكان للإجابات السطحية أو إنكار الحقائق القائمة التى تثيرها تلك الأسئلة الصعبة. ومن بين الأسئلة المهمة فى هذا السياق سؤال يرتبط بتحقيق الدولة المدنية الديموقراطية وهو ما إذا كانت النخبة العروبية الإسلاموية المهيمنة على جهاز الدولة مستعدة للتعاطى مع واقع ثقافى جديد يتجذَّر الآن داخل قلعتها التاريخية (الخرطوم)؛ أي إستعدادها للتخلِّى عن إستعلائها الثقافى التاريخى. مثل هذه الأسئلة يجب أن تواجهها القيادة السياسية ليس على صعيد الحلول اليومية—مستوى إدارة الأزمة—و إنما ضمن نظرة إستراتيجية تهدف قبل كل شئ للحفاظ على وحدة السودان وكرامة شعوبه.
    لقد تصاعدت فى الآونة الاخيرة أصوات عديدة لا لكى تبرهن على وجود إستعلاء ثقافى وعرقى بالسودان فحسب بل ولترفضه وتنادى بإنهائه إذا اراد السودانيون البقاء معاً فى دولة موحدة. نحن نعتقد أن هذا الاستعلاء موجود ومتجذِّر وأن محاولة إنكاره غير مفيدة. فهو كثقافة موجود على كل الصُعُد، دينية ولغوية وعرقية ومهنية ونوعية (gender)، بين الشمال والجنوب، بين الغرب والوسط‘ بين قبائل تنتمى للعرق الواحد، بين أفخاذ القبيلة الواحدة بل وأحياناً بين أفراد الاسرة الواحدة. ولكننا نعتقد أنه ليس أصلاً راسخاً فى "الثقافة السودانية". إذ أن هنالك أسباب تاريخية وجيوسياسية وثقافية شكلتها التدخلات الخارجية وكرَّستها النخب السياسية هى التى قادت لما يمكن أن يطلق عليه إستعلاء ثقافى وعرقى وأسست لما يمكن أن نطلق عليه "السودان القديم" وهو سودان إستند إلى حدٍ كبيرٍ على إلغاء "الإختلاف". إلا أن نفس هذه الاسباب تتبدل الآن تبدلاً كبيراً مما يدفعنا إلى القول أن ضمانات بقاء ذلك الاستعلاء الثقافى والعرقى قد بدأت تهتز وأن فرص بناء "السودان الجديد" القائمة على الإعتراف بالآخر صارت كبيرة بسبب التعبئة المتزايدة فى صفوف المهمشين الداعين للديموقراطية والعدالة الإجتماعية من جهة وبسبب تراجع أو هزيمة الإستعلائيين من جهة أخرى. لكن ما نركز عليه هنا كسبب يجعل فرص بناء "السودان الجديد" كبيرة هو التغيُّر، أو بالأحرى الاتجاه نحو (التوازن) فى "ميزان القوى السكانى/الإثنى"‘ إذا صحَّ التعبير‘ الذى ظل مختلاً لما يزيد عن قرنٍ ونصف من عمر السودان الحديث.
    ننطلق من فرضية أساسية وهى أن المجتمع السودانى أو المجموعات ذات السمات المشتركة المكونة له هو إلى حد كبير ظاهرة سابقة على الدولة السودانية بشكلها المركزى الحالى وأن السودانيين كانوا يألفون بعضهم البعض قبل قيام هذه الدولة. فإذا أخذنا كتاب الطبقات، مثلاً، كسِفْر عبَّر عن "حدود" المجتمع فى تلك المرحلة نجد أنه حشد بين دفتيه "سودانيين" كُثُر أولياء وشعراء وصالحين هم فى الواقع ينتمون حينها إلى كيانات سياسية شملت كل ممالك شمال السودان الحالى وضمت شعوبا سودانية اكبر من أى رقعة جغرافية لأي من الممالك القائمة حينها. نضيف إلى ذلك ان هذا المجتمع السودانى كان آخذاً فى التشكَُل وأنه كان ربما سوف يحقق وحدته السياسية المغايرة لما هو عليه الان لولا أن قطع طريق تطوره التدخل الإستعمارى. والآخير هذا، أى التدخل الإستعمارى، لم يشوِّه سيرورة التاريخ هذا فحسب بل وَسَمَه بطابع التناحر والشقاق والاستقطاب الذى كبح انطلاقة السودان بالرغم من توافر كافة الموارد الداعمة لهذا الإنطلاق. نزعم أن تشكُّل الخارطة السكانية، أو بالأحرى التدخل السافر فى تشكيلها كمثل أن يجبر الغزاة الأتراك سكان أقاليم كاملة على النزوح إلى أقاليم اخرى (وهو ما سنفصِّله فى هذه الورقة) قد خلق شرطاً نادراً لتحقق تلك السيرورة الشائهة وأضفى نوعاً من "المشروعية" على الخطابات الإستعلائية التى تسببت فيما بعد فى كل الحروب واشكال الغبن المختلفة التى عانى منها غالبية السودانيين. فالتوازنات السكانية/الإثنيَّة المختلفة فى حراكها التاريخى الطبيعى أسست للسلام فى السودان لفترات طويلة وسادت الحروب حين اختلت هذه التوازنات.

    السؤال الاهم يا استاذ / صلاح هو كيف يمكن للنخب السياسيه والمثقفين والقوى المؤمنه بالتغيير الاجتماعي والسياسي والثقافي من تبني هكذا تساؤلات والاعتراف بها والمساهمه في الاجابه عليها ؟ في احدى مداخلاتك ذكرت شيئا اذا لم اخطيء عن حوارنا مع الانقاذ فهل تعتقد ان هؤلاء الماسطون على زمام السلطه بالقمع والكبت والقتل قادرون على الدخول في حوار مثل هذا ؟ اعتقد ان الحركه الإسلاميه برمتها وحتى هذه اللحظه عاجزه عن إدراك وجود تجذر للازمه بهكذا عمق ، انهم يغمضون اعينهم عن حقيقة التاريخ ويكابرون بلا اي مسوغات سوى نظرتهم الاستعلائيه ونكرانهم للآخر ، لا سبيل للخلاص من كل هذا التراكم سوى بالخلاص منهم وهو الطريق الوحيد لاجبارهم على استيعاب ضرورة التراجع والبحث عن مدخل في هذا الحوار الذي لن تنتظر نتائجه لاحد ولكن ستعبر فوقهم وذلك هو المسار الطبيعي للتاريخ الذي لا يتوقف انتظار قطاره في محطات المتقاعسين والهاربين من مواجهة مسئولياته !
    ونواصل
    ـــــــــــــ
    تابر
                  

10-26-2011, 01:17 AM

سناء عبد السيد
<aسناء عبد السيد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 2093

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    متابعة لصيقة

    بوست قيم جداً .. و طرح راقي يا استاذ صلاح
                  

10-26-2011, 12:46 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: سناء عبد السيد)

    Quote: متابعة لصيقة

    بوست قيم جداً .. و طرح راقي يا استاذ صلاح


    شكراً :
    بنتنا : سنا ء ..
    وكتر خيرك كتير ـ
                  

10-27-2011, 10:43 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)
                  

10-27-2011, 11:54 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    معذرة :
    لم استطع حتى الآن التنازل عن حقي في التعديل ..
    ....................................
    ولدنا: تابر :
    أعجبتني ورقة البروف ـ
    لكن برغمي "أختلف مع جزئية" الدعوة للتمازج ـ باعتبار أن القضية ليست في التنوع من حيث هو حالة "هويات متعددة" ـ وإنما في الوعي بالفارق، وطريقة التعاطي وامتلاك جدلية التعايش "من عدمها" ـ باعتبار الوجود الفعلي لـ(شريك) ما بعد "الأنا" الفردي في الامتلاك ... ربما نعود لذلك لاحقاً...
    ولدنا العزيز: تابر :
    هل يجوز لنا أن ننادي بحتمية "هزيمة الواقع" بافتراض العلاقة الجدلية بين المعاصر وهزائم التاريخ .!!.
    والسؤال الأهم : هل يظل الماضي ثابتاً ونهائياً "في الزمان والمكان" ـ أم يتجدد حسب رؤيتنا وتفاسيرنا طبقاً للمعاصر .. وهل يجوز القول بأن الماضي بعد انقضائه "يتحول إلى حالة" أو ينتقل إلى مرحلة كونه فكرة متحولة وليست ثابتة و"معتدى عليها" أصلاً من قبل "الذات" كسلطة "انتقائية" أو على أقل تقدير "تجزيئية" بغرض التحوير أو التأويل والتفسير ـ بالتأكيد نحن ننتمي "بشكل ما" للماضي ـ بافتراض أن الإنسان "ذاكرة" في كليات وعيه بالوجود ـ بمعنى أن أي إدعاء امتلاك التاريخ قد يعني إدعاء "إمتلاكنا نحن" باعتبار أن التاريخ "فكرة" تحكمها المنطلقات وزاوية النظر والرؤية وتوجهات "لا نتفق عليها في الغالب الأعم" ـ
    وأظننا نتفق في أن مرجعية الرأي والكتابة تعود للذات الكاتبة ـ باعتبار وجود قراءات ومستويات نظر متعددة باختلاف التجربة والرؤية ـ العزاء لنا وفينا .. وأغلبنا يتفق على أن المسألة كلها تتصل بالمعرفة ـ "معرفة وجودنا الإنساني في سائر مساراته" ـ
    لا أراني مخطئاً إذا قلت بأن التاريخ السوداني لم يكتب بعد. لأن التدوين شيء، وكتابة التاريخ (كبناء فكري) شيء آخر "مختلف تماماً".. ربما كنا نتقن سرد الوقائع والتفاصيل، دون الاستحضار الكلي للحياة والأحداث بعنفوانها وكامل تجربتها ومحاولة استقرائها كفوائد للمستقبل.. ربما كانت النقلة من تدوين التاريخ إلى كتابته هي ما ننتظره وينقصنا. ربما كان علينا المطالبة بتاريخ يؤسس لمفاهيم وقيم ومطالب ومبادئ حديثة في بناء الدولة والسياسة والديمقراطية.
    عموما يمكن القول بأن: رواية التاريخ ليست "محصلة" وإنما بعد لخبراتنا في الموضوعي الخارجي ـ الصوابية ويقينية التطابق الكلي لتاريخ غير قابل للتأويل، "أسطورة" نحب تصديقها ـ بافتراض أن "كيفية وجوده ليست مسئولة عن كيفية رؤيتنا له"، ذلك على الرغم من إدراكنا واعترافنا المسبق، بأن إحلاله أو استقدامه يستمد حيويته من درجة الاستبطان والقدرة على استحضار تصوراتنا واعتقاداتنا حولنا "نحن" تحديداً ـ المشكلة الحقيقية ولدنا تابر: أن التاريخ ليس مؤهلاً بشكل أفضل لاستيعابه من إضفاء القيمة والمعنى لحياتنا ـ في نهاية الأمر رواية التاريخ حيازة شخصية راجعة إلى زاوية المنظر وأساليب المعالجات.
    يتبع ______________
                  

10-29-2011, 08:09 AM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: لا أراني مخطئاً إذا قلت بأن التاريخ السوداني لم يكتب بعد. لأن التدوين شيء، وكتابة التاريخ (كبناء فكري) شيء آخر "مختلف تماماً".. ربما كنا نتقن سرد الوقائع والتفاصيل، دون الاستحضار الكلي للحياة والأحداث بعنفوانها وكامل تجربتها ومحاولة استقرائها كفوائد للمستقبل.. ربما كانت النقلة من تدوين التاريخ إلى كتابته هي ما ننتظره وينقصنا. ربما كان علينا المطالبة بتاريخ يؤسس لمفاهيم وقيم ومطالب ومبادئ حديثة في بناء الدولة والسياسة والديمقراطية.


    اخي صلاح

    اتفق معك تماما بان تاريخنا السوداني لم يكتب بعد

    وانما ما كتب كان عباره عن تدوين لوقائع استحضرها او حضرها من كتبوها

    ولكن من هو المفترض ان يكتب التاريخ ؟؟

    هل يكفينا من حضر الوقائع ان يكتبه؟؟

    اقصد المؤرخ هو الاكاديمي ام السياسي ؟؟؟
                  

10-29-2011, 08:26 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    كتب الأستاذ / صلاح هاشم السعيد:

    لا أراني مخطئاً إذا قلت بأن التاريخ السوداني لم يكتب بعد. لأن التدوين شيء، وكتابة التاريخ (كبناء فكري) شيء آخر "مختلف تماماً".. ربما كنا نتقن سرد الوقائع والتفاصيل، دون الاستحضار الكلي للحياة والأحداث بعنفوانها وكامل تجربتها ومحاولة استقرائها كفوائد للمستقبل.. ربما كانت النقلة من تدوين التاريخ إلى كتابته هي ما ننتظره وينقصنا. ربما كان علينا المطالبة بتاريخ يؤسس لمفاهيم وقيم ومطالب ومبادئ حديثة في بناء الدولة والسياسة والديمقراطية.

    ========================

    نتابع
                  

10-31-2011, 10:47 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: خي صلاح

    اتفق معك تماما بان تاريخنا السوداني لم يكتب بعد

    وانما ما كتب كان عباره عن تدوين لوقائع استحضرها او حضرها من كتبوها

    ولكن من هو المفترض ان يكتب التاريخ ؟؟

    هل يكفينا من حضر الوقائع ان يكتبه؟؟

    اقصد المؤرخ هو الاكاديمي ام السياسي ؟؟؟


    الأخ: طارق ميرغني:
    قد لا نعرف على نحو يقين المكونات المنطقية "لحركة الإنسان" في التاريخ ـ والتي تتخذ من محصلة الممكنات بـ"الضرورة" معنىً وختاماً لمسيرة البشرية ـ كأنما التاريخ "عدم بدئي" يؤسس لشهوة الحياة وبنبثق منه شكل "الآن" بافتراض أن "ختامه" كمالاً لـ"قيام العقل" في الواقع والمنتظر ـ
    نحن نعترف بأن للتاريخ منطقة الداخلي "الغامض" ـ لكن العقل يظل هو المهيمن والمسيطر وفقاً لمنطق ذات التاريخ ـ
    عندما نتحدث عن "التاريخ الإنساني" ـ أرانا نتحدث عن "حراك واعي" ـ نتحدث عن وقائع تداخل عليها "العقل" مستصحباً تصوراته لمستقبله ـ
    ربما يجوز الذهاب "مع البعض" إلى القول بأن "العقل هو جوهر التاريخ".!!..
    الأخ: طارق
    لست متأكداً
    ولكن حسب ظني ..
    دراسة التاريخ بافتراضه ذاكرة فاعلة ـ تتطلب منا رؤية، لذات "بنية الوعي" الخاصة بمكونات الراهن لـ(تحديد الغرض من البحث) ـ "أراها نقطة هامة" كأنما هي محاولة لتمكين العقل من "المستقبل"، بالنظر لاحتياجاته ومتطلبات "إحداثه" في "الراهن" ـ أظنها "حالة وعي" بنا وبطموحاتنا وإشتهاءاتنا.
    من زاوية آخرى ـ دراسة التاريخ قد تعني نقد منهجية السائد وفضح الأوهام التي تتحكم بالمخيال التقليدي العام، فمعاينة التاريخ تعني استنطاق قوانينه، وتحليل رموزه، وفك شفرته أثناء عملية البحث والاستقصاء عن القسمات الفارقة، والمحركات الحقيقية الفاعلة في المنظومات الفكرية المختلفة، وأثناء عملية البحث في الأنماط السائدة والمسيطرة في جدلية الواقع والفكر. دون التقيد أو بلحظة أو استدعاء "حتمي" لتاريخ معين ليبسط قوانينه وآليات جريانه على الحاضر أو على (العقل) ـ
                  

10-31-2011, 01:31 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    لا شيء يحدث ...
    صمت
                  

10-31-2011, 06:52 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    من أقوال : أيمن تابر :
    Quote: التغيير بمسوغات الازمه يحتاج إلى الوعي صمام امان لنجاح الثوره .. الوعي بالواقع ما قبل التغيير (ثوره شعبيه / انتفاضه شعبيه/ عصيان مدني الخ ) ومهام ما بعد التغيير ، نحن كما قلت استاذ/ صلاح اصحاب تجربه تاريخيه لا ينكرها إلا مكابر ، وشعبنا رغم ما يقال الآن لم ولن يسلم حراك الجماهير مستمر منذ اليوم الأول صبيحة انقلاب الجبهه المشؤوم وحتى هذه اللحظه ، قدم الشعب السوداني الغالي والرخيص في منازلة قمع الانقاذ المتعالي ولا يزال والتغيير حتميه لابد منها ان طال الزمان ، وما حملات الاعتقال الاخيره إلا دليل لرعب الطغمه من الحراك الجماهيري الممتد ، ولكن كما تزعجك دعاوى الترهيب انا مشغول بما بعد التغيير ، نعم الديمقراطيع علاج لكل الازمات ، ولكن آلية الحوار هذه يجب ان تتبلور الآن وبخاصه الحديث عن كل المسكوت عنه وكل محظورات السياسه السودانيه ، لا مجال (للغطغطه) ودفن الرؤوس في الرمال ، على القوى الحزبيه والافراد والجماعات ومنظمات المجتمع المدني التغلغل في نسيج الاسئله المطروحه الآن بحث عن إجابات ، نحن لن نحدث التغيير لنقف بعد ذلك ونتلفت (اها بعد ده شنو ؟) ، المؤسف ان الحوار مبتور والترهيب كما قلت اكثر ولكن من جانب قوى واتجاهات لها المصلحه في دفن الاجابات وشغل الناس بتحويل بعض التساؤلات الى (تابوهات) بتخويفهم بكلمات اصبحت تاخذ موقع الصداره في بورصة الاتهام السياسي (كالعنصريه والجهويه ) والتاريخ ..الخ
                  

10-31-2011, 11:09 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    فوق
    لحين عوده
    ــــــــــــ
    تابر
                  

11-01-2011, 00:31 AM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    Quote: العقل يظل هو المهيمن والمسيطر وفقاً لمنطق ذات التاريخ


    مشكور اخي صلاح
                  

11-03-2011, 09:32 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: طارق ميرغني)

    كتب الاستاذ: طارق ميرغني :

    والله لم يعد الحال كما كان ـ هذا الجيل لم يعد يحتملنا ـ

    لم يعد يحتمل توظيفاتنا الأيديولوجية لمشاريعه وأطروحاته الفكرية

    وعلي ما اعتقد اخي صلاح ان هذا هو السبب المباشر لخيبتنا الحاليه
    والتي جعلتنا كالمزيج غير المتجانس
    مع ابنائنا في هذا الزمن المر وعليه
    هي التي اخرت اي انتفاضة علي
    النظام القائم او الحاكم في السودان
                  

11-03-2011, 10:42 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    صادفتني
    هذه الكلمات للشاعر الفلسطينى توفيق زياد :
    لأنا لا كما الكبريت
    نضىء لمرة ونموت
    ولا كنا كنيران المجوس
    نضىء نضىء من مهد الى لحد
    لأن وظيفة التاريخ ان يمشى كما نملى
                  

11-03-2011, 08:45 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    العزيز استاذ/ صلاح هاشم السعيد
    عيد مبارك عليك وعلى الأسره .. ويعود على كل سودانا بديمقراطيه تزيح قبح واقعنا وتفتح ابواب القادم واسعه لضوء يكفي وقوفنا من جديد بقوه املا بمستقبل تزهر اشجاره حبا وسلام
    وفي ما يخص حوار الإحياء والتحديث والتساؤلات العميقه في هذا الرابط اجدني اسير على مهل وبصبر حميم في كل خطوط الموضوعات التي لامسنا اطراف البعض وعمق البعض الآخر منها واقول ان هذا الخيط سيكون الحوار فيه طويلا ومفتوحا لقيمته وعلى ثقه انه سيجلب عدد آخر من المشاركين (آملا) ، وانتهز الفرصه لاقول لكل من تداخل شكرا لمتابعه وبخاصه الاستاذ طارق .
    عدت هذه المره بقالب جديد حول (الهويه) هي رؤية واحد من مثقفينا ، اعجبني تفكيكه لخطاب الهويه وتناوله له ، ساشارك به لتعميم الفائده وليكون محورا مساندا يصب في بعض ما تناولنا عن الهويه والتاريخ اتمنى ان تتنال الدراسه اعجابك وتعود علينا كما عودتنا بتربيطات لما طرح وزوايا اخرى للحوار ولطولها ساحاول تقسيمها لثلاثة اجزاء .


    جدلية المركز والهامش
    وإشكال الهوية في السودان
    د/ أبكر أدم إسماعيل
    Quote: مقدمة:
    لقد ظلت قضية الهوية في السودان، تطرح في الرواق المثقفاتي من أيام المجادلات حول ما إذا كان (شعب السودان) "شعب عربي كريم" أم "شعب سوداني كريم" في مباراة سليمان كِشّة وعلى عبد اللطيف، كقضية فكرية سياسية. وقد أخذت المسألة بعد ذلك منحى أدبيا يمكن تلمسه في محاولات حمزة الملك طمبل لتأسيس خطاب (سوداني) موازِ أو مقابل للخطاب العروبي السائد، المتمثل في مذهب البنا والعباسي وغيرهما. واستمرت المسألة حتى الستينات، إذ ظهر جيل أكثر حداثة، حيث ذهب هؤلاء الإنتلجنسيا إلى افتراض خيارات لهوية (السودان). فمنهم من نزع إلى العروبة، ومنهم من نزع إلى الأفريقية، ومنهم من مضى في سبيل التوفيق بين الاثنين ليصل إلى ما عرف بمدرسة الغابة والصحراء أو الآفروعروبية. وقد آثر آخرون غموض السودانوية. وانصب جل أبناء هذا الجيل أخيرا فيما أسماه محمد جلال هاشم بالسودانوعروبية. ولكن القضية عادت إلى حقل السياسة مرة أخرى مؤخرا، وهذه المرة من خارج (الخطاب الرسمي) أي خطاب أيديولوجيا المركز، وفرضت عليه بأجندتها الحربية، وبذلك تجاوز سؤال الهوية إطاره الأدبي المثقفاتي وسياقه الذاتي، وأخذ طابعاً شعبياً وبعداً موضوعيا، واعتلى سلم الأولويات في حلبة الشجار الدائر في السودان.
    إن الهوية ـ في رأينا ـ قضية أيديولوجية في المقام الأول. لأنها في الواقع جزء من محددات تحقيق المصالح المادية أو المعنوية أو الاثنين معا. لذلك مهما تدثر الناس حولها بالأكاديمية أو المدرسية والدرجات العلمية أو المناهج النقدية ـ وكل ذلك له قيمته ـ إلا أن المسألة تبقى في جوهرها هي هي، ولا تكون الأفضلية لباحث أو كاتب في هذا الموضوع إلا بمقدار ما يزودنا به من معرفة (بالواقع) وما يتميز به من شجاعة في الطرح.
    لكن يا ترى، ما هي هذه الهوية؟ وما مشكلتها في السودان؟
    فبالرغم من ولع الكتاب السودانيين بالتعريفات، وولع العروبيين منهم "بالمناجد" و"التأصيل"، فقد خاب مسعانا في الحصول على تعريف. وتبقى الحقيقة، وهي أن (الهوية) ليست بأي حال من الأحوال (شيئا) واضحا و(متفق عليه)، ومعروف سلفاً للدرجة التي لا تستدعي تعريفه. ومن هنا، توكلنا على الله، وحملنا فأسنا وقلنا نحتطب بالقدر الذي يضيء لنا الأبعاد الضرورية للمفهوم، وعلاقته بالقضية في السودان.

    مقاربة مفهومية:
    عتبة أولى: إنسان/حيوان: يقوم فعل الحيوان على الفطرة، والأسد لا يحتاج إلى مشروعية ليأكل الخروف، بل يكتفي بدافع الحاجة لأكله وكفى، ولكن الإنسان كنوع بيولوجي تأهل تاريخيا لامتلاك الوعي بنفسه وبالعالم من حوله. ربما كان هذا الوعي هو الدافع لاختلاق (أسطورة آدم) للتأكيد المعنوي على وقائعية تميزه عن الحيوانات الأخرى، وبالتالي مشروعية تسخيرها، والمشروعية هي التبرير العقلي للفعل، إذ لا تكفي الحاجة لوحدها كمبرر في وجود (العقل) و(الوعي). لماذا وكيف؟؟ فعندما يذبح الخروف مثلا فإن ذلك يبدو عادياً بالنسبة لغالبية الناس، ولكن إن ذبح شخص، فإن المسألة تأخذ طابعاً آخر، وتنشأ سلسلة من المواقف والأفعال تجاه هذا الفعل الأخير تبدأ من الشعور بالفظاعة، وتنتهي بالإنتقام. ومن مقاربة الحالتين يظهر اللامفكر فيه، وهو أن الألم الذي يحسه الخروف مساوٍ على الأقل لذلك الذي يحسه "الشخص" وأن الخروف يحب الحياة كما نحبها. وهذا ما يورطنا فيه وعينا. فالأسد لا يفكر في ذلك مطلقا. إذن كيف نجرؤ على ذبح الخروف؟ لأجل ذلك لابد من تغييب جزء من الوعي بآلية "اللاتفكير" في الموضوع ـ أي ألم الخروف وحبه للحياة ـ حتى تسلك المسألة وتأخذ مشروعيتها المعنوية بالإضافة للمشروعية المادية (الحاجة) أو الحيوانية ، سمها كما شئت، واستساغة ذلك بحكم العادة. وما يشجع على ذلك كله هو الفارق النوعي بين الإنسان والحيوان.
    عتبة ثانية: الشخص والقرابة: ففي حالة ذبح الشخص يتكون لدى الناس "شعور" بالفظاعة، ويبدون درجات متفاوتة من ردود الأفعال، بمقدار القرابة بمعناها العام. وهذه القرابة إما أن تكون انتماءا أساسياً في علاقة إثنية ثقافية بكل ما تحمله من مضامين؛ أو انتماءً ثانويا عرضياً في علاقة العمل والمهنة أو السكن أو الإقليم أو الطبقة الاجتماعية؛ أو انتماءً وضعيا في علاقة المواطنة والدولة.
    عتبة ثالثة: تعقيدات الوعي الجمعي: وقياساً على ما سبق، وفي أمور أخرى فقد تطورت علاقات البشر باتجاهات مختلفة ونشأت تقسيمات وفوارق عديدة. ففي وقت ما كان الناس ينقسمون إلى أحرار وعبيد، ونساء ورجال يهيمن بعضهم على البعض ويسخره، وقد تصل المسألة في النظر إلى الآخر إلى ما يقارب وضعية الخروف في مثالنا ـ كما في النظريات العرقية، مثل شعب الله المختار والجنس الآري والرجل الأبيض والنازية والفاشية والعروبة والبراهمية.. إلخ ـ وهكذا حاول البعض إعادة إنتاج (أسطورة آدم) في الحقل الإنساني لتأكيد تفوقه الإثني/الثقافي. وفي كل ذلك هناك "لامفكر فيه" وهو (كينونة الآخر وحاجته الإنسانية). هذا اللامفكر فيه أدى إلى خلق (المشروعيات) عبر آليات التغييب وترسخها بحكم العادة أو الإرث حيث تشرعنت الفوارق بمرور الزمن في الوعي الجمعي.
    ومن أمثلة اللامفكر فيه في الوعي الجمعي؛ العقائد الدينية؛ فالمسلمون مثلا، لا يرون في بقرة الهندوس (المعبودة) إلا مضحكة، ولكن الهندوس يرونها بمقدار (الله) عند المسلمين. كما يرون (الله) من زاويتهم هم كما (البقرة) في عين المسلمين. أي أن الآلهة متساوين بعيون عابديهم، في الوعي الجمعي باللامفكر فيه. ولكنهم غير متساوين بالمفكر فيه وبالأحكام.
    عتبة رابعة: المواطنة والدولة: فالسوداني عندما يذهب إلى أي بلد آخر، فلنقل مصر مثلان فإنه يجد معاملة مختلفة عن المصريين في أمور كثيرة، فمثلا لا يمكن أن يجد نفسه في كشف المتقدمين للخطة الإسكانية لاعتبارات وضعيته الأجنبية.
    وفي كل ما سبق ذكره، فإن الشخص (هو) أو الجماعة (هم) بضمير الكينونة هذا لا يتحددون إلا إزاء (آخر) أو (آخرين)، وإلا لا يكون هناك معنى لهذا الضمير في الواقع، ما لم يوجد فارق موضوعي. وإذا جردنا الضمير بإرجاعه إلى المصدر (الهوية) فيمكن أن نعرفها في هذا السياق بأنها: كينونة وانتماء مبنيان على أساس فارق موضوعي يكون مبررا للتحيز (مع أو ضد) بلامفكر فيه أحياناً وبمفكر فيه أحيانا أو بالاثنين معا في أحيان أخرى. وقد يكون هذا الفارق الموضوعي:
    1ـ نوعياً: كما في حالة إنسان/حيوان. أو؛
    2ـ أساسيا: كما في حال كيان إثني ثقافي/كيان إثني ثقافي آخر. أو؛
    3ـ عرضياً ثانوياً: كما في حال علاقات العمل، السكن والطبقة الاجتماعية. أو؛
    4ـ وضعياً: كما في علاقة مواطنين/أجانب أي مواطن دولة/ دولة أخرى.
    وفي الحالة الأخيرة؛ فطالما أن الأمريكان أمريكان، والمصريين مصريون، والسودانيين سودانيون، فما هي المشكلة في السودان؟
    المشكلة في السودان هي أن علاقة المواطن بدولته مأزومة، فهي قائمة في داخلها على أساس فارق (أساسي) بتحيزها ـ أي الدولة ـ لكيان إثني ثقافي يقوم باستثمارها إقصائيا ويفرض توجهاته ضد كيانات إثنية ثقافية أخرى. وهذا لب موضوع بحثنا.

    ونواصل
    ــــــــــــــــــــــــ
    تابر
                  

11-03-2011, 08:48 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    متابعة لدراسة د/ابكر ادم اسماعيل
    Quote:
    خلفية تاريخية:
    السودان بحيزه الجغرافي، وحدوده السياسية القائمة اليوم، كان ـ وما يزال ـ فضاءا تقطنه مجموعات إثنية ثقافية متنوعة عرقياً وثقافيا ومتفاوتة تاريخيا ومتوزعة في أرجائه. وما زال بعضها يعيش في بيئاته الطبيعية التاريخية بنمط عيشه الخاص وتركيباته الاجتماعية وقيمه وعاداته ولغاته وعقائده. وقد تطورت بعض الكيانات النيلية وأسست لها نظما حضارية متقدمة كما في الدولة المروية في شمال السودان. وعلى هذا الأساس، كان مفهوم الدولة جزءا من ثقافة تلك الكيانات، وهو وجه من وجوه التفاوت التاريخي مع الكيانات الأخرى التي لم تصل إلى مرحلة الدولة بعد. ويمكن افتراض تخالط تلك الكيانات مع بعضها بدرجات متفاوتة، كما يمكن افتراض انشقاق وتفرع بعضها واستقلالها تاريخيا، وقد لا يكون ذلك متأكداً منه (تاريخيا) ولكن الدراسات الاثنوغرافية والتحليلات الثقافية تدعو لأخذ هذه الافتراضات في الحسبان في سياق الحديث عن (تاريخ السودان القديم)، وخاصة في العصور المسيحية.
    أما في العهد الإسلامي، فقد دخلت إلى السودان الكيانات والثقافة العربية الإسلامية على شاكلة (الاستعمار الاستيطاني)، وظلت تكتسب لها مواقع فيه ضمن كياناته وثقافاته المتعددة. وهي في ذلك مسنودة بخلفيتها الإمبراطورية من الناحية المادية، ومن الناحية المعنوية بما يعرف بـ(المد الحضاري) العربي الإسلامي، الذي من أهدافه بالطبع إعادة إنتاج الآخر داخل (الهوية) الإسلاموعربية أو على الأقل إلحاقه بسياقها الحضاري. هذا النهج الاستتباعي قد يبدو عاديا ومفهوما ومعقولا في إطاره العام في ذلك الوقت، ولكن استمراره بعد انهيار الحضارة العربية الإسلامية أصبح إشكالياً بالإضافة لإشكاليات أخرى في بنية ومحددات الثقافة العربية الإسلامية نفسها وكيانها الاجتماعي في السودان، مضافا إلى ذلك الملابسات التاريخية التي جعلت من هذه الثقافة (المأزومة) (مركزية) في الوضعية التاريخية للدولة السودانية. ويمكن مناقشة هذه الإشكاليات في الأبعاد التالية:
    أولا: الإشكاليات الداخلية أو أزمة الثقافة الإسلاموعربية: المتمثلة في نزعة الهيمنة والإقصاء المتشددة وتجليها في:
    أ/ البطرياركية الأبوية القائمة على التشدد العرقي: فعبر ميكانيزم النفي البيولوجي للرجال في معادلة التزاوج الأحادية الاتجاه، التي يأخذ فيها الكيان العربي ولا يعطي، تم طبع أجزاء عديدة من شمال وأواسط السودان بالطابع العربي عرقيا وثقافيا، وعبر الأسلمة ـ أي التحرك عبر المقدس ـ تم ويتم التوسع.
    ويقوم ميكانيزم النفي البيولوجي للرجال (الاستعراب العرقي/الثقافي) على تزوج الرجال العرب بنساء (الآخرين)، وتكون الذرية وفق البطريركية الأبوية (عربية) ولا يعترف بمكونها الآخر. البنات يتزوجن حصريا في الكيان العروبي، أما الأبناء الذكور فيواصلون طريق الأسلاف، وهكذا بمرور الزمن ينمو الكيان العربي على حساب الكيانات الأخرى التي تتآكل في نهاية المطاف.
    أما الأسلمة، فعبر الدعاة ـ الفكي، والطريقة الصوفية ومؤسسات التعليم الحديثة لاحقا ـ يدخل الناس الإسلام، وهو بالطبع يتضمن "أيديولوجيا العروبة" خاصة في تفسيراته السنية ومسوغاته لعلوية المؤمن والعربي وتشريعاته في حصر زواج المسلمة. وتلقائيا يصبح العرب (أو بالحد الأدنى يتم تصويرهم على أنهم) أعلى شأنا عرقياً باعتبارهم على الأقل "حاملي الرسالة الأصليين"، وهكذا يواصل الكيان العربي تغلغله. وتبقى المشكلة فيما يولده هذا النهج من وقائع الاستعلاء العرقي والاجتماعي خاصة في وجود التعددية والتباين العرقي والثقافي في ظل هيمنة الكيان الإسلاموعروبي على جهاز الدولة.
    ب/ نمط الاقتصاد الريعي العشائري (الطفيلي): ومعروف تاريخيا عن العرب والثقافة العربية ومن ثم الثقافة الإسلاموعربية احتقار المهن والحرف والعمل اليدوي باعتباره عمل العبيد أو الموالي. فحتى القطاع الحضري ـ غير الرعوي ـ يتبنى هذا النمط من الاقتصاد القائم على استثمار السلطة والتجارة التي لا تعنى بالإنتاج. ومن ثم التمسك بالجوهر العبودي في تقسيم العمل. وهذا النمط يتطلب بالطبع فرض (هويات) جزئية في المجتمع أي سادة (أحرار) وعبيد.
    ج/ النزعة الاستبدادية المتشددة: فبسبب نظام التراتبية الاجتماعية القائمة على التشدد العرقي، ونمط الاقتصاد الطفيلي الذي يستلزم ليس فقط امتلاك السلطة بل الاستبداد بها، فقد كان وما يزال وعي السلطة في هذه الثقافة وعياً استبدادياً، والاستبداد لزيم الإقصاء، والإقصاء يتطلب في الواقع فرض هويات جزئية حتى في المجتمع الواحد لتحجيم وعي التنافس على السلطة مثل ما كان يوضع من أحاديث لتبرير ذلك كـ(الأئمة من قريش).
    ثانيا: الإشكاليات المتعلقة بصيروة الكيان الإسلاموعروبي في السودان:
    فيما يختص بسؤال الهوية، فإن أهم الإشكاليات، هي آثار ما نسميه بـ(عقدة النقص) تجاه العروبة لدى الكيانات الإسلاموعربية في السودان. وهذه ـ في رأينا ـ مرتبطة بظروف تاريخية معينة؛ حيث أن الغالبية الساحقة من الناقلين للثقافة الإسلاموعربية للسودان هم من (الأعراب) الذين يمثلون الكيانات الهامشية بين العرب، وهم ليسوا ذوي جاه ولا علم، فكان من الطبيعي أن ينقلوا معهم واقعهم مؤسطراً، وبالتالي اختلاط الحقيقة بالادعاء على مستوى الفكر والأنساب. ومع مرور الزمن وإعادة إنتاج "النوستالجيا" لذلك الزمان وذلك المكان الماورائيين المقدسين أصل و(مركز) الثقافة الإسلاوموعربية التاريخي، كان الناتج تضخم الوعي الأسطوري. بيد أن تطور العلوم في العصر الحديث كشف الحقائق المتعلقة بهم مما أدى في تقديرنا إلى خلق عقدة النقص تجاه العروبة، ومن ثم التشدد فيما لا يستدعي تشدداً، خاصة في قضية "الهوية السودانية" ومحاولة التأكيد على (عروبة) السودان بمناسبة وبدونها. وهناك طبعا أسباب أخرى لذلك سنناقشها لاحقاً.

    ثالثاً: أيديولوجيا الأصالة:
    فبعد انهيار الحضارة العربية الإسلامية، وظهور حضارة الغرب كمنافس وهيمنتها مؤخرا، تمت الاستعاضة عن الاعتراف بالواقع والسعي للتقدم بمحاولة إعادة إنتاج الزمن الحضاري العربي الإسلامي المقدس ـ بواكير الإسلام وأيام المد ـ أي (الزمن المستعاد) لاسترجاعه في الوعي على أمل استرجاعه في الواقع. وقد تلقف الكيان الإسلاموعروبي في السودان هذه الأزمة وزادها من عنده بوعيه الأسطوري وعقدة نقصه المذكورة، وصار الأمر كالتالي: فبالرغم من مركزية الكيانات الإسلاموعروبية في السودان، إلا أنها تعي نفسها وتتصرف كهامش لمركز ثقافي آخر يمثله زمانيا (الزمن المستعاد) ومكانياً الجزيرة العربية. فنشأت المركزية المركبة للإسلاموعروبية في السودان. ومن هنا يقوم عدم الاعتراف بمحصول الواقع، حتى المؤسلم والمستعرب نفسه، والسعي لتأصيله هو الآخر على أساس (الزمن المستعاد والجزيرة العربية). وتصبح نزعة الاستتباع في السودان مركبة، فهي ليست استتباعاً لواقع حضاري مشكوك في حضاريته فحسب، وإنما محاولة الاستتباع للماضي أيضا.

    ونواصل
    ــــــــــــــــــ
    تابر
                  

11-03-2011, 08:51 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    Quote: جدلية المركز والهامش:
    هي منهجياً، الوضعية التاريخية للدولة التي تجمع فيها كيانات (ماقبل برجوازية =ما قبل رأسمالية) متنوعة ثقافيا ومتمايزة عرقيا ومختلفة دينيا ومتفاوتة تاريخيا، في شكل الدولة الحديثة. وتقول الفرضية أنه غالبا ما تقوم بعض هذه الكيانات بالسيطرة على جهاز الدولة وتستثمره إقصائيا على مستويات عديدة، وتتحول المحددات الثقافية من لغة وآداب وفنون وعادات وتقاليد وعقائد وتراتبيات اجتماعية إلى أسلحة أيديولوجية، ويتمفصل العرق واللون مع الطبقة وتقسيم العمل، والديني مع السياسي، والمذهبي واللغوي مع الاجتماعي، وتكون النتيجة وضعية تاريخية مأزومة ويكون الصراع فيها صراعا شاملا، صراع هويات ضد هويات، صراع كل ضد كل، صراع ثوابت ومتحولات عند كيان اجتماعي ما ضد ثوابت ومتحولات عند كيان آخر. هذه الوضعية نسميها جدلية المركز والهامش التي هي ليست بالضرورة قائمة على البعد الجغرافي، بل هي جوهريا تمركز وتهميش عرقي وثقافي وسياسي واقتصادي وديني. وقد تأخذ أبعادا مذهبية في الدين الواحد، وتتطور بإعادة إنتاج نفسها في شكل أزمات متصاعدة. وتتعارض هذه الوضعية التاريخية جوهريا مع الديمقراطية والتنمية مما يقود إلى أقصى تجليات أزمتها في الحروب الأهلية وأزمات الهوية.
    فبعد صنع الدولة الحديثة في السودان، مع عهد الاستعمار التركي المصري 1820ـ1885م، نشأت فيه مركزية الكيانات الإسلاموعربية بسبب تفوقها النسبي على الكيانات الأخرى وبسبب توجهات الاستعمار في التعاون مع هذه الكيانات، وخاصة الحضرية منها، بالإضافة لرغبتها هي في التعاون معه لتمكين وضعها. وقد ملكها الاستعمار أهم أدوات السيطرة، ألا وهي جهاز الدولة الحديثة وفتح شهيتها من خلال تطوير الأسواق والتجارة على شاكلة الاقتصاد الطفيلي. وبسبب انتشار بعض أبناء الكيان الإسلاموعروبي من التجار المعروفين بالجلابة في أصقاع السودان واستنزاف ثرواته لمصلحة (أوطانهم) الطبيعية في أواسط وشمال السودان عبر تجارة الرقيق وجلب العبيد وتسخيرهم كأيدي عاملة، بالإضافة لأشكال التجارة الأخرى غير المتكافئة، مما زاد تفوق هذه الكيانات التي أسست لما يمكن أن نسميه قومية عربية في السودان. وتدشن ذلك في زمن المهدية بسبب التحولات الديموغرافية التي أحدثتها حروبها وأيديولوجيتها ومن ثم انكباب الكيانات الأخرى في ماعون الإسلاموعروبية بشروطه الإقصائية المذكورة آنفا. وبسبب ضآلة الوعي السياسي لهذه الكيانات والتزام أغلبها أنماط الاقتصاد الاكتفائي البسيط، فقد ظلت "مفعول به" وآلت إلى ما هي عليه الآن فيما يعرف بـ"الكيانات المهمشة" أو الهامش.

    التطورات:
    ولأن الاستعمار عادة لا يكون معنيا بتطوير المستعمرات على أسس (العدالة) كما يدعي، وإنما على أسس الاستغلال حسبما يقتضي الظرف، فإنه بالتالي تمسك بالسير مع التوجهات التي كانت تفرزها الديناميات الداخلية (الاستغلالية أصلا) في المستعمرات مع إجراء بعض التعديلات التي تخدم مصالحه بالدرجة الأولى.
    ولأن الرأسمالية الغربية قد بلغت سن الرشد في نهايات القرن التاسع عشر، فكان من استراتيجياتها تعديل توجهات الإنسان بشكل من الأشكال بما يتوافق مع مصالحها على المدى البعيد. وبما أن الأنظمة العبودية تتناقض مع توجهات الرأسمالية (التي تستلزم أفراداً مستقلين لسوق العمل ولسوق السلع)، فكان لابد من (تحرير العبيد) ـ ليس من أجل سواد عيونهم طبعا ـ وتأسيس نمط الدولة الوطنية (شكل الدولة الحديثة) الذي يتواءم مع تلك التوجهات كقناة تسلكها إجرائيا على الأقل. فكان من أولويات الاستعمار الإنكليزي في السودان أن قام بإلغاء مؤسسة الرق. وقد كان لذلك وقعاً صعباً على الكيانات الإسلاموعروبية بمساواتها ضربة لازب هكذا مع العبيد ـ شكلياً على الأقل ـ أمام الدولة والقانون. وهذا في رأينا من أهم الأسباب التي قادت إلى تشدد الخطاب في التأكيد على عروبة السودان ونفي الآخرين ـ أي العبيد ـ من (السيرة) و(الذات) السودانية (الرسمية)؛ أي الكيان المسيطر اجتماعيا فطالما لا مفر من (سودان) الدولة فليكن الشعب السوداني (شعب عربي كريم)، وليس فقط لأن الاستعمار الإنكليزي "هزم ثورتهم [المهدية] واغتصب بلادهم وكاد أن يحتويهم بحضارته الأوروبية" كما يقول يوسف فضل، فهم في ذلك متعاونون لحد كبير في عهده.
    وقد ظل خطاب المركزية الإسلاموعروبية المعبر عن أيديولوجيتها مواصلا تشدده في تعابير مثل "شعب عربي كريم" ليواجه بالخطاب الآخر (شعب سوداني كريم) ويستمر في مشاتمات أولاد الهاشماب (محمد أحمد محجوب وأحمد يوسف هاشم ومحمد عبد الحليم) لأولاد الموردة ـ أو عبيد الموردة بالمسكوت عنه ـ (محمد وعبد الله عشري الصديق وآخرين) بعد الانشقاق ومواجهة الأخيرين لخطاب التشدد (الأرومي) بخطاب الموهبة. وقد اندثرت سيرة هؤلاء الأخيرين بسبب هيمنة خطاب المركزية ومآلات أصحابه بعد ذلك. فقد أصبح محمد أحمد محجوب رئيسا للوزراء وأحمد يوسف هاشم اعتلى رئاسة القضاء، أما محمد عبد الحليم فوصل إلى رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ممثلا للسودان مما يكشف دور الانتماءات الإثنية الثقافية في عملية الـ Access to Power.
    وقد ثار الجدال مرة أخرى في مجال الأدب، وقد انبرى حمزة الملك طمبل لمواجهة الخطاب العروبي الذي يمثله العباسي والبنا كما ذكرنا، في مقالاته التي جمعها في كتابه (الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه، 1928م) في محاولة للجم الغلو. ولا ننسى الخلفيات الاجتماعية الاقتصادية والسياسية التي تعبر عنها خطابات الأدب، فكل التعبيرات الهويوية هي في الواقع نابعة من الحراكات الاجتماعية. ويمكن أن نقول أن الخطاب الموازي أو اللاجم للخطاب العروبي هو نتاج صحوة الكيانات الأخرى (المدينية خاصة) التي لا يعبر عنها خطاب العروبة. ولكن بالإضافة لسطوة الكيانات العروبية وغياب التوازن الكمي للآخرين، فيمكن عزو ضعف الخطاب (السوداني) الموازي لعوامل أخرى. فأصحابه لم يجدوا في الواقع سنداً حضارياً أو ماضوياً يتكئون عليه للتباهي. فمبادئ المساواة المفترضة ضمنا في الهوية (السودانية) على أساس الدولة الوطنية لا تجد لها سنداً إلا في خطاب التنوير الغربي وهو في ذلك الوقت يمثل الاستعمار موضوعيا، ولا (يجوز) تبني نظرياته أو على الأقل يصعب تبنيها علناً. أما الاتجاه نحو الإسلام مجرداً هكذا فغير ممكن لأنه ملغم بالاعتراف بالتقسيم العبودي والاستعلاء العروبي اجتماعياً، على الأقل على مستوى تفسيراته الفقهية. لقد كان هذا التعقيد هو السبب وراء تبني النخب المدينية لشعار (وحدة وادي النيل) في محاولة لإسقاط صورة مصر على سودان متخيل أو التطلع لصورة مصر كسقف لوعي ذلك الجيل باعتبار أن المسائل العرقية لم تعد ذات وزن كبير، قدر ما هي الحال في السودان، بالإضافة للسطوة (الحضارية) لمصر على مثقفي السودان. وقد ظهرت في تلك الفترة تنظيمات مثل اتحاد القبائل الذي كان على عبد اللطيف عضوا فيه، والاتحاد السوداني واللواء الأبيض، والكتلة السوداء فيما بعد، تلك التنظيمات التي كان يغذيها شعبيا كيان المنبتين قبلياً ـ أي الأجيال الأولى من أبناء العبيد المحررين ـ بالدرجة الأولى، تلك التنظيمات التي كانت تبحث عن هويتها ضمن هوية (شعب السودان) خارج الأطر العشائرية الطائفية السائدة التي تمثل المركزية الاسلاموعربية، وهذا البحث من قبل المنبتين قبلياً لابد أنه نابع من ومدفوع بوضعيتهم الشاذة كأبناء عبيد محررين، تعلموا واكتسبوا وعياً جديدا بذواتهم تجاوز عتبة التحرير الشكلية في وسط سادتهم القدامى المهيمنين اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.
    وعلى هذا الأساس يمكننا افتراض عدم وضوح الرؤية بالقدر الكافي بالنسبة لخطاب (السودانية) الموازي لخطاب (العروبية) مما أوقعه في ماعونه في نهاية المطاف، الأمر الذي دفع الباحث محمد جلال هاشم إلى تصنيفه (جوهريا) كامتداد للخطاب الإسلاموعروبي. وذلك لعدم توفر الشروط التاريخية لاكتمال (خطاب مواز أو مقابل) في ذلك الوقت.
    أما فيما يتعلق ببعض الكيانات الإثنية الثقافية الأخرى، في جنوب السودان وجبال النوبة، فقد خضعت لسياسات المناطق المقفولة Closed District Policies في الفترة من 22ـ1947م. وفي تقييمنا لذلك، فنحن لسنا من أنصار (جملة وتفصيلا) لأن الاستعمار هو جوهريا استغلال مادي وإعادة إنتاج ثقافي أو إلحاق واستتباع حضاري، أي علاقة تابع بمتبوع. وبهذا الفهم فإننا ننظر إلى المسألة على أساس أن الكيانات الأثنية الثقافية غير الإسلاموعربية في السودان، كانت تتعرض لاستعمار مزدوج؛ الاستعمار الانكليزي الخارجي، والاستعمار الاسلاموعروبي الداخلي. وبالتالي، فإذا كان لابد من (نظر) للمسألة فليكن بمنظور هذه الكيانات المقفولة نفسها The Closed Entities Paradigm وليس بمنظور المركزية الأروبية Eurocentric Paradigm أو منظور المركزية الإسلاموعربية Islamoarabocentric Paradigm . فبمنظور الـClosed Entities ، وبعبر النتائج، فإن أهم (إيجابيات) الاستعمار الانكليزي في السودان، أنه قام بإلغاء مؤسسة الرق أولاً ثم ألحقها بسياسات المناطق المقفولة، مما ساهم في محافظة هذه الكيانات على هوياتها. والمنطق في ذلك هو أنه إذا كان لابد من (مسرحية الثعلب في حظيرة الدجاج)، فالأقل سوءاً هو (ثعلب واحد) وليس ثعلبين أو أكثر، خاصة إذا كان هذا الثعلب الواحد على شاكلة (العدو العاقل) وهو بكل تأكيد خير من (العدو الجاهل). ولنترك المنطق (الصرف) جانباً، لنتجه إلى ماهية هذه السياسات الخاصة بالمناطق المقفولة التي أصبحت شماعة الخطاب الرسمي يعلق عليها أخطائه في إدارة مشكلات السودان وتسببه فيها. وتتلخص أهم ثلاثة بنود منها في:
    1ـ محاصرة تجارة الرقيق. مع العلم بأن (الجلابة) الذين التزموا بهذا البند سمح لهم بالعمل في المناطق المقفولة طيلة سريانها.
    2ـ الحفاظ على هويات الكيانات المقفولة باعتبار واقعها، وتوجيهها (غرباً) في أسوأ الأحوال.
    3ـ منع تسرب الأمراض التناسلية Venereal Diseases المتفشية في شمال السودان إلى الجنوب (العذري) في ذلك الوقت. ونأمل أن نجد من بين البحاثة الشجعان من يستطيع أن يفتح لنا صفحات من تاريخ الدعارة في السودان وعلاقته بأركيولوجيا الثروات المسكوت عنها، حتى نستبين أهمية هذا البند في الواقع.
    وبالطبع ظل الخطاب الرسمي يغيّب مضمون هذه البنود ويصر على أن سياسات المناطق المقفولة هي السبب في مشاكل السودان ويعتبرها أساس أسس المنطق (التبريري). ولكن الواقع هو أن هذه السياسات قد عوقت مشروع الاسلاموعروبية الاستغلالي وفي لحظة حاسمة من لحظات نهوضه الاسترجاعي لبناء الدولة العبودية بآليات الحداثة. لذلك كان التباكي والعويل والصراخ، وتحميل هذه القوانين ما لا يمكن أن تحتمله. فإذا سلمنا جدلاً بأحقية المركزية الإسلاموعروبية في فرض هويتها على هذه الكيانات وحسب مزاجها؛ وهي التي احتاجت لما يزيد عن الاثني عشر قرناً لتعريب وأسلمة شمال السودان فحسب، وقد كانت هذه المناطق المقفولة مفتوحة أمامها في ظل الدولة الحديثة من 1821 وحتى 1922م، ولمدى قرن من الزمان كانت تقيم فيه الزرائب والأديام مثل ديم زبير ولم تعرب ولم تأسلم تلك المناطق والكيانات، فما الذي يجعلها قادرة على أسلمتها وتعريبها في 25 عاماً هي عمر هذه السياسات كقوانين وما لا يزيد عن 15عاما تنفيذاً؟ ثم ها هي الآن كيانات ومناطق أخرى في شرق السودان وغربه وأقصى شماله تقف نفس موقف المناطق المقفولة وكياناتها، في الحرب وفي السلم، فهل كانت هذه أيضاً مقفولة بقوانين سرية لم نسمع عنها؟ (الله أعلم).
    على كلٍ، فأنه بعد تأسيس نوع من الحياة الحضرية وانتشار التعليم وتخرُّج أجيال جديدة من أبناء الكيانات المهمشة ودخولها معترك الحياة المدينية، تم اكتشاف الفوارق وأسس السيطرة وربما أبعادها التاريخية وأشكال الهيمنة والإقصاء المادي والمعنوي. فكان الجنوبيون الأبدر صحوة بعد كيان المنبتين قبلياً وأبناء العشائر غير العربية من المدينيين والانتلجنسيا.
    وأثناء ذلك المخاض جاء الاستقلال، الذي يمكن أن نسميه "هجمة البدو"، فقد ورثت المركزية الاسلاموعربية جهاز الدولة وهشمت جو (العدالة النسبية) التي كانت توفرها دولة الحكم الانكليزي (الاستعمار) وبدأت تستثمره إقصائياً على كافة المستويات (الأمر الذي كان يمنعها منه الاستعمار الانكليزي نسبيا) وفرضت سيطرتها من خلال نخبها وطوائفها. أما على مستوى الهوية فقد سعت لفرض هويتها على السودان عبر مؤسسات التعليم وأجهزة الإعلام من خلال مشروع بوتقة الانصهار على أساس الثقافة الإسلاموعربية التي تغلف بإسم "القومية" بالمعنى السوداني للمصطلح كمصطلح من مصطلحات الترميز التضليلي للخطاب. وفي البداية كان لغياب التوازن الكمي والنوعي على مستوى الوعي أثره في اكتساح هذا التوجه الملغم ـ بتعبير الناقد حسن موسى ـ فقد كانت الغالبية الساحقة للمتعلمين والمسيطرين على مفاصل الدولة هم أبناء المركزية الإسلاموعروبية ومواليهم. ولكن كان لليسار دوراً لاجماً للغلو والتطرف نسبة لوعيه بـ(ديالكتيك) المسألة الذي يمكن أن يولد النقائض التي ستطيح بوضعية المركزية. ولكن هذا اليسار المنتمي اجتماعياً لهذه المركزية المهيمنة كان متواطئاً أيديولوجيا، إذ أن موقفه من فرض الهيمنة الإسلاموعربية هو موقف تكتيكي وإجرائي متستر (بالأممية) وليس موقفا مبدئيا.
    وبالرغم من كل شيء، فلم يكف الخطاب المتشدد عن الإطلال برأسه من هنا وهناك. وها هو السيد إسماعيل الأزهري ـ رئيس الدولة ـ يدلي بشهادته: " … أشعر في هذا المنعطف بأنني مضطر لأعلن أننا نعتز بأصلنا العربي، بعروبتنا، وبكوننا مسلمون .. العرب جاءوا إلى هذه القارة كرواد، لنشر ثقافة أصلية، وإعزاز مبادئ سامية، أشاعت العلم والحضارة في كل بقاع أفريقيا، وفي وقت كانت فيه أوروبا غارقة في دياجير الظلام والجهل والكهنوت والتخلف المريع.. أن أجدادنا هم الذين حملوا المشعل عالياً وقادوا قافلة التحرر والتقدم.." أما التجاني عامر فيكون أكثر إفصاحا، وفي تبريره لعروبة السودان يقول "كان الغزو السلمي للقبائل العربية منتشراً في كل أرجاء السودان الشمالي والشرقي والغربي بالنسبة التي اقتضتها حياة العرب وطريقة عيشهم. فسكن المستقرون والزراع على ضفاف النيل. وانتشر الرعاة في شرق البلاد وغربها وقد ظلوا كما ذكرنا [يكرر هنا مدخل مقالته] يحررون ويعربون بين السلالات المحلية حتى صار السودان كله عربياً في ثقافته ومسلماً في عقيدته". وما بهذه المقولات من مغالطات تاريخية هو جزء لا يتجزأ من إكليشيهات الخطاب الرسمي. وتنفضح هنا نزعة الاستعلاء المسكوت عنها عند أطراف أخرى. ولكن المشكلة كما يرى د. موسى الخليفة هي أنه "إذا كانت ثقافة قد افترضت أن لغتها هي الأحسن، ودينها هو الأحسن، وعنصرها هو الأحسن [وهذا ما ظلت تشيعه المركزية الاسلاموعربية في مؤسسات التعليم وأجهزة الإعلام في السودان] فإنها تربي مواطنها بالإسقاط بأن الثقافات الأخرى أقل. وعند النظر للمشاكل الموجودة في السودان، خاصة المشاكل العنصرية، نجد أنها ناجمة عن هيمنة ثقافة معينة والنظر إليها على أنها متقدمة ومختارة. وهذا يتأسس على مفهوم أن هناك ثقافة أعلى Superior وثقافة أدنى Inferior، وبالتالي صار هناك مفهوم اجتماعي باختلاف درجة بين العناصر المختلفة".
    وفي سياق التأرجح بين التشدد ولاجماته، برزت في الستينات خطابات داعية (للاعتراف) بالمكون الأفريقي للذات السودانية. وسنحاول تلمس الظروف التي تساوقت لبروز هذه الخطابات، والخلفيات التي شحذت همم "المثقفاتية" للاندفاع لهذا الاتجاه الذي تبدى توفيقياً؟
    هناك في رأينا عدة أسباب لذلك، منها ما هو داخلي في الحراك الاجتماعي، ومنها ما هو خارجي.
    على الصعيد الداخلي، فقد تنامى نوع من الوعي (القومي) لدى أبناء الكيانات المهمشة خاصة فيما يعرف (سابقا) بمشكلة الجنوب وبروز إشكالات الحرب الأهلية. وقد شهدت الستينات أيضاً تنامي وعي كيانات إثنية ثقافية (غير جنوبية) كقوى سياسية تجاوزت حاجز التخويف الأيديولوجي المجهّز في الدمغ وأختام الاتهام بالعنصرية، الذي كان وما يزال من أهم أسلحة أيديولوجيا الهيمنة المركزية الاسلاموعروبية. وقد خاضت تلك الكيانات الانتخابات في فترة الديمقراطية الستينية مثل مؤتمر البجا الذي تأسس عام 1958م، واتحاد جبال النوبة، ووحدة غرب السودان، هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإنه كما ذكرنا، من خلال توسع قاعدة التعليم والحياة الحضرية والتراكم الكمي والنوعي لأبناء الهوامش في حلبة الصراع فقد تطور وعيهم بذاتهم وبمصالحهم في ظل الهيمنة الثقافية والإقصاء المادي والمعنوي المتمثل في العنصرية الاجتماعية والاستعلاء العرقي، وتجلي ذلك في توزيع الثروة وتقسيم العمل، ومن ثم بينونة الطبقيات ذات الطوابع العرقية. هذا بالإضافة لاطلاع المتعلمين منهم على فلسفات التقدم عامة. ولما لتطور أجهزة الاتصال من أدوار، ومما لا شك فيه أن كان لذلك دور في محاصرة الأيديولوجيا المركزية وشروطها الإقصائية وإكساب الآخرين مساحة للتحرك. ولكنها بالطبع لها خبرة تاريخية كبيرة في المواجهة، فكان تنامي التيارات الدينية التي أصبحت تهدد الجناح العلماني داخل الأيديولوجيا المركزية نفسها، مما دفع هذا الجناح للاتجاه الآخر سواء تكتيكيا ـ على الأقل في سعيه للجم الجناح الديني من جهة، واحتواء نهضة الكيانات الإثنية الثقافية الأخرى من جهة ثانية. وبالطبع لكل أيديولوجيا نظام خطابها القادر على التوسع والامتداد دون أن يفقد اتصاله بمحوره متى ما تعرض للضغوط الداخلية أو الخارجية. وذلك من خلال (فضفضة) المعايير عبر سلسلة من الترميزات التضليلية لمجابهة التكاثر الكمي والنوعي (الواعي) للذين لا تنطبق عليهم أو يعدون خارج هذه المعايير الأيديولوجية السائدة في حلبة الصراع كاستراتيجية خطاب تمهد الطريق لإعادة الإنتاج(في بوتقة الانصهار على الأساس الاسلاموعروبي في حالة السودان) ومنع الاستقطاب الذي يمكن أن يطيح بمشروع الهيمنة برمته وبما يستضمنه من مصالح مادية ومعنوية.
    ولما كان ما هو(أفريقي) في الواقع مصدر (إشانة)، بسبب احتقار اللون الأسود، وبسبب تاريخ مؤسسة الرق قريبة العهد التي لا تتيح أي فرصة (للتباهي) بأصل أفريقي، أو كسب الوجاهة أو تحقيق مصلحة مادية على هذا الأساس لاعتبارات مرتبطة بالتقسيم العبودي في الوعي الاسلاموعروبي السائد؛ فلم يكن ممكنا بهذا الشرط التاريخي الاعتراف بأفريقية (العرب) و(أولاد العرب) أي (أولاد السراري بالمسكوت عنه)، ناهيك عن الإندغام في أفريقية العبيد أولاد العبيد أولاد الخديم "في بلد يتبرأ فيه الناس من العرق الزنجي تبرؤهم من الجذام" كما يقول عبد الله بولا.
    ولكن على الصعيد الخارجي، فقد كانت الستينات فترة للتحولات. فظهور نماذج القادة الأفارقة (المحترمين) أمثال الأب جوليوس نايريري، وجومو كينياتا، ونكروما ولوممبا الذين ملأت سيرهم الأناشيد التي باتت تغنيهم في أرجاء الدنيا، في أيام صعود الأممية، وباتوا مصدر احترام أكثر من غالبية قادة العرب والمسلمين والبيض، فكان لابد أن يكون لذلك أثرا، ودافعا نفسيا ومعنويا للوعي (الأفريقي) المكبوت للتعبير عن نفسه. خاصة بعد انفتاح الاسلاموعروبيين السودانيين على العالم واكتشاف هامشيتهم ومنقصة عروبتهم بالنسبة للعرب وحتى في مصر القريبة حيث يعتبرهم (الشارع) ليس أكثر من (سمارات). ثم تنامي خطاب الخصوصيات في مواجهة الهيمنة الحضارية الغربية وأثره حتى في الخطاب العربي. وفي هذا الجو كان لابد من إيجاد مخارج من هذه الورطة وردم الهوة النفسية، إما بالتشدد الخطابي لتأكيد الإدعاء (العروبة) ـ وهذا ما حدث على مستوى الوعي الجمعي الاسلاموعروبي في السودان ـ أو الاعتراف بمنطق الواقع بالنسبة لأقلية من المثقفين لا تستطيع تنكب طريق المغالطة (بالظاهر والمشكوف) في حال وضعيتها الجهيرة. وقد كانت تلك ـ في رأينا ـ هي الظروف التي تساوقت لبروز خطاب الآفروعروبية، تكتيكيا على الأقل كمحاولة لرسم الطريق لإعادة التوازن النفسي للكيان الإسلاموعروبي. وهذا يعني في الأساس الاعتراف بمكونهم (هم) الأفريقي، وليس بأفريقية الأفارقة في السودان. ويشاركنا في هذا الرأي الباحث محمد جلال هاشم الذي ذهب إلى ذلك من قبل. هذا هو الأساس الذي قام عليه الوعي الآفروعروبي الذي تلقفه الآخرون من المثقفين المتحلقين حول حلبة الخطاب الرسمي واعتبروه تنازلا (ولا حتى تحلم بيه) وتعلقوا به (والغريق يتعلق بالقشة). وكانت النتيجة هزيمة الوعي القومي (الوطني) وإعادة إنتاج الأزمة. وبعبرة النتائج فقد كانت الآفروعروبية ليست أكثر من شكل من أشكال التواطؤ الأيديولوجي مع المركز محور الأزمة في الوضعية التاريخية للدولة السودانية ـ جدلية المركز والهامش. فمواقف أصحاب الألمعية صلاح أحمد إبراهيم ومحمد المكي إبراهيم المؤيدة للإنقاذ، وتوجه د. محمد عبد الحي نحو حزب الأمة وعودته في أواخر أيامه للحظيرة الإسلاموعربية وتحفّظ النور عثمان أبكر عن إكمال إفادته في قوله "لست عربياً … ولكن!" تكمّل الدلالة، أي التمهيد (الرصين) لسير الهيمنة الإسلاموعربية التي آلت في النهاية إلى (المشروع الحضاري).
    أما المتحلقون حول خطاب الآفروعروبية من دعاة السودانوية فقد تاهوا في سديم صنعوه بأنفسهم بتجاوزهم للواقع وأسس إشكالاته، وتغاضيهم عن ذكر حقائقه المتعقلة بآليات الهيمنة والإقصاء، إذ لم يمتلكوا الشجاعة في قول أن (أم المك عزباء) بالسوداني أي (ثيّب) بالعربي الفصيح. أو أن (البغلة في الإبريق)، واكتفوا بالحلم وبـ(الذاتي) في المسألة وتركوا ما هو موضوعي، فلم تأخذهم الرجل الواحدة بعيدا باتجاه الحلم.
    ولكن الواقع اليوم تجاوز أطروحات الآفروعروبية بالذات، لأن قضية الهوية في السودان لم تعد مسالة "ذاتية" سودانية يبحث لها عن متكأ عربي أو أفريقي أو آفروعروبي أو سودانوي. كما لم تعد مشكلتها محصورة في الترميزات الاستفزازية مثل إكليشيه "منذ دخول العرب السودان" في الإجابة على طلب الجنسية السودانية، أو تسمية شارع في العاصمة (القومية) باسم الزبير باشا أكبر تاجر رقيق في السودان، ولا حتى في تجاوز قوانين الجدوى الاقتصادية واختيار مسقط رأسه (الجيلي) لإنشاء محطة تكرير البترول المجلوب من آباره في الجنوب كما سبق وتم جلب العبيد. ولكن المسألة تبدت أبعادها في الواقع المادي المتعين: في التراتبية الاجتماعية، والـAccess to Power ، وفي تقسيم العمل، وفي تجليات ما يسميه د. منصور خالد بالتعالي العنصري المستتر والأبرتهايد الديني.
    وقد (جاهد) د. فرنسيس دينق لإبراز هذا الجانب ولكنه حصره خطيا في علاقة (شمال ـ جنوب) مما أنقص خطابه الماضي في سبيل الكشف عن الاشكالات الحقيقية للهوية في السودان المتعددة الخطوط.
    وسنحاول أن نسرد هنا بعض الأمثلة على ما ذهبنا إليه:
    فبالرغم من إلغاء مؤسسة الرق (رسميا) إلا أنها ظلت ممارسة شعبية في الكثير من المجالات.
    فاجتماعيا؛ ما زالت معادلة التزاوج الأحادية مستمرة لحد كبير. وإذا كانت المسألة مفهومة ومقدرة في القطاعات الريفية المغلقة، فإنها ما زالت تفعل فعلها في القطاعات المدينية وكان من آثارها الطبقية العرقية البائنة. واستمرار الوعي الاجتماعي على أساس التقسيم العبودي عبر ما أسميناه بميكانيزم النفي البيولوجي للرجال في معادلات التخالط الاجتماعي. هذا بالإضافة للتدجين المتصاعد للمرأة في السودان كأثر مباشر لهذا النمط من الوعي الاجتماعي.
    أما اقتصادياً؛ فما زال تقسيم العمل العبودي واقعاً، فقد تم إعلاء العمل الذهني على العمل اليدوي/الجسماني ـ باعتباره عمل العبيد ـ بما لا يقاس ووزع على كل فريق حظه. ومما لا يمكن أن تخطئه العين هو تجلي هذا الوعي في الواقع. فالغالبية الساحقة من (الخدامين) و(الخدامات) أي (العبيد بالمسكوت عنه) هم من أبناء الكيانات السوداء التي كانت مصدرا لتجارة الرقيق وللاستغلال العبودي. وكذلك الغسالين والكناسين ومنظفي المراحيض في كل مكان، والأعمال الحرة الشاقة في تشييد المباني والخفراء فغالبيتهم من الكيانات السوداء (جنوبيون ونوبة وغرّابة وبقارة). في الوقت الذي نجد فيه أن الغالبية الساحقة من (أصحاب الياقات البيضاء) وخاصة المراكز العليا، هم من المندوكروز Mandocoroos (جمع مندكورو ـ أي أصحاب الآذان الحمراء ـ بتعبير أهلنا في الجنوب)، بالإضافة للمنتمين إليهم قيمياً وثقافياً (مواليهم).
    وفي نفس السياق تدخل اللغة واللون في تقسيم العمل (الرسمي) فكل من لديه (لكنة) محروم من العمل في أماكن معينة مثل الأجهزة الإعلام والعلاقات العامة بسبب (الأحادية الرسمية للغة العربية) واحتقار اللغات الأخرى خوفاً من إبراز وجه السودان (غير الحضاري!) وهذا بالإضافة لتقلص أعداد (الملكونين) عامة في مؤسسات التعليم العالي وما يستتبعها من وظائف، بسبب اشتراط النجاح في اللغة العربية لمنح الشهادة السودانية ومن ثم تضاؤل فرص هؤلاء في عملية الـAccess to Power.
    أما موضوع اللون، فسواد لون الإنسان السوداني [كذا] كفيل بإبعاده عن العمل في جهاز مثل التلفزيون!! فهناك تواطؤ غير معلن على (الحد الأدنى من اللون) للعمل كمذيع أو مذيعة في البلد الإسمه السودان. هذا بالإضافة للتوجهات العشائرية في الخدمة العامة طبعاً.
    أما على مستوى الملكية وتوزيع الثروة في السودان، فمثلا في مشروع الجزيرة تم توزيع الأراضي الزراعية في المشروع على أبناء الكيانات ذات الأصول العربية بحجة أنهم ملاك سابقين للأرض قبل قيام المشروع. بينما ترك أبناء الكيانات الأخرى يعيشون في الكنابي كعمال منذ تأسيسه في العشرينات. وقد ظل هذا التوجه مستمرا بعد الاستقلال وحتى الآن دون أن تقوم الدولة (المستقلة) التي غيرت كل شيء بمراجعة وضعية توزيع وتمليك الأراضي الزراعية ومراعاة ظروف سكان الكنابي (المزارعين الحقيقيين) المستقرين منذ ذلك الوقت. وقد ظل هذا التوجه قائما عند تأسيس امتداد المناقل بعد الاستقلال. ولكن الحجج التي كانت تساق لتبرير عملية توزيع الأراضي وتمليكها في الجزيرة، تم التخلي عنها عندما تعلق الأمر بمناطق الزراعة الآلية في جبال النوبة والنيل الأزرق وأعالي النيل. بل قامت الدولة بإزالة القرى وطرد المواطنين لإقامة المشاريع التي تم توزيعها على تجار المدن وكبار (البيروقراطية) المدنية والنظامية، الذين في غالبيتهم ليسوا من تلك المناطق.
    أما تجليات القضية في السكن وتركيب المدينة السودانية، فواضح للعيان وزيارة واحدة إلى الأحياء (الراقية) ذات الطوابق وأخرى للغيتوهات Ghettos أي الأحياء الشعبية جداً تكفي للتأكد من الأزمة وتغني عن المجادلات. ومن أمثلة التوجهات المنحازة من قبل الدولة، عندما تم ترحيل كرتون شمبات إلى الحاج يوسف الجديدة، فقد قسمت الأراضي ووزعت إلى أسر كبيرة وأسر صغيرة ودرجة رابعة فيما سمي بـ(الوحدة الوطنية) ـ وهذه واحدة من الترميزات التضليلية ـ كان التقسيم في الواقع قائم على أسس عرقية وجهوية، إذ احتل أبناء المناطق المهمشة (الزنوج والبقارة) الذين هم في الواقع الأسر الكبيرة ـ بالمعيار العددي ـ مساكن الدرجة الرابعة ذات المساحات الضيقة (200متر مربع) والتي تخلو من خدمات الكهرباء والماء. بينما وزعت منازل الأسر الكبيرة وغالبية الأسر الصغيرة (الأوسع والأفضل المزودة بخدمات الكهرباء والماء) لأناس آخرين ذوي أصول عرقية وجهوية مختلفة.
    أما فيما يتعلق بما يسمى بالسكن العشوائي، فبالرغم من أن معظم الأحياء السكنية في العاصمة مثلا، غير مخططة وينطبق عليها عملياً تعريف السكن العشوائي، إلا أن التكسير والإزالة تطال غالباً المناطق التي يقطنها أبناء المناطق والكيانات المهمشة بالدرجة الأولى. وبطريقة مهينة، وبدون تعويضات على الخسائر المادية. في الوقت الذي تترك فيه مناطق أخرى مجاورة تنطبق عليها كل المعايير الموضوعية، لا لسبب إلا الأصول العرقية والجهوية لقاطنيها.
    ويتجلى تحيز الدولة على الأساس العرقي في ظاهرة (الكشات) (خاصة في أيام النميري)، حيث كان يتم القبض على المواطنين (السود) وترحيلهم (عراة إلا من سراويلهم الداخلية) إلى أقاليمهم بحجة تفريغ المدن من المتبطلين.
    وأخيراً، المماحكة في إيجاد حلول للحرب الأهلية لأنها ببساطة تدور في المناطق المهمشة، ويتضرر منها بالدرجة الأولى أبناء هذه المناطق. بل واتجاه الدولة إلى سياسة الإخلاء والتنزيح القسري بمد نطاق الحرب إلى مناطق كان في إمكان الحكومة السيطرة عليها ولكنها تتركها كمناطق علميات وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إليها (بسبب مركزية الطرق ـ حيث أن الطرق دائماً تبدأ من المركز ـ وسيطرتها عليها) وكل ذلك بهدف تهشيم السياق الإثني الثقافي والجغرافي الطبيعي لهذه المجموعات بغرض مسح هويتها بواسطة سياسات هوامش المدن عبر المنظمات الإسلامية. وتكشف ذلك التقارير والدراسات المتعلقة بالحرب في جبال النوبة وإثارة الحكومات للفتن العرقية في غرب السودان، وأخيرا بالهيكلة المبتدعة للإدارة الأهلية وتحيزها لبعض القبائل ضد الأخرى.
    الصدام القومي ومأزق الإسلاموعروبية في السودان:
    إن الوضعية التاريخية للدولة السودانية ـ كما ذكرنا ـ هي وضعية مأزومة بسبب ميكانيزمات التمركز والتهميش القائمة على التحيز على أساس الفارق الإثني الثقافي، ومن ثم استثمار جهاز الدولة إقصائيا وتمفصل العرق واللون مع الطبقة وتقسيم العمل، والديني واللغوي والجهوي مع السياسي، فمن الطبيعي أن ينشأ صراع الهويات. ولأن هذه الوضعية تتناقض جوهريا مع الديمقراطية والتنمية، فكان لابد من أن تتولد المضادات الأيديولوجية للمركزية المسيطرة. والآن، بعد تتويج مشروع المركزية الإسلاموعربية في السودان نفسه في نظام الجبهة الإسلامية (المشروع الحضاري) الذي أخرج المسكوت عنه إلى حيز الممارسة العلنية، وتشديد الخطاب في قمة تجلياته الدينية لمواجهة نهوض القوميات وخاصة المسلمة منها، وبعد تفشي الحروب الأهلية، فقد وصلت الأزمة إلى قمة تجلياتها. والواقع هو أن ما تفعله الجبهة الإسلامية كان دافعه وعيها الحقيقي بمهددات هذا النهوض القومي للمركزية الإسلاموعربية وهيمنتها ومكاسبها التاريخية. إن الشراهة في النهب والتفكيك والاستيلاء والعنف الزائد هي في الواقع محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ـ لذلك سمو أنفسهم "ثورة الإنقاذ" ـ لإحساس النخبة الإسلاموية باحتمالات ما يمكن أن تؤول إليه الأحداث وحتى لا تخرج من المولد بدون حمص قبل (التحول التاريخي) فهي كانت تسابق الزمن للخروج بأقل الخسائر عامة وبأكبر المكاسب الحزبية خاصة، لذلك أقنعت نفسها بدور الوصي على الكيان. وجملة القول، أن الإسلاموعروبية في السودان في مأزق خطير، فالتاريخ قد كشف عورتها التاريخية، والواقع قد أنتج أو في طريقه إلى إنتاج مضاداتها الأيديولوجية المكافئة قوة ووعياً، وهي من جانب آخر عاجزة عن التخلي عن مكاسبها غير المشروعة في سياق الدولة الوطنية في السودان.
    الريتوريكا وازدواجية الخطاب الإسلاموعروبي في السودان:
    ففي سياق تأرجحه بين (الإسلامي) و (العروبي) من جهة، و(الوطني) و(الأممي) من جهة أخرى، فإن الخطاب الإسلاموعروبي ظل مستنداً في جله على النزعة البلاغية والإنشائية العاطفية (الريتوريكا) المستترة وراء الترميزات التضليلية كالقومية، والأمة السودانية والوحدة الوطنية وبقية المصطلحات المذكورة، بالإضافة لاستضمان إكليشيهات التعددية والتنوع كديكور خطابي يقوم بطلاء برنامج (بوتقة الانصهار) التذويبي سبب المشاكل في السودان. وبذلك فهو محدد بوعي (الهيمنة والإقصاء). ولا ننسى تضامن جميع أطرافه في المغالطة إزاء وقائع الاسترقاق التي تدور في السودان هذه الأيام.
    من جانب آخر هو أيضا خطاب مزدوج ومتناقض ويقوم على مبدأ الكيل بمكيالين؛ ففي مواجهة (الغرب) يستعمل كل أدوات النبذ للهيمنة والقهر الثقافي وإلحاق الحضاري بحجج خصوصية القيم الثقافية والدفاع عن الهويات الحضارية والدينية، ورفض آليات الإقصاء القائمة على اللاتكافؤ بين المركزية (الغربية) وهوامشها في العالم الثالث، والدعوة إلى إعطاء الفرصة للثقافات والحضارات المختلفة للمساهمة (بعدالة) في تحديد ملامح الحضارة الإنسانية؛ وكل ذلك صحيح في رأينا؛ لأنه بالرغم من أن حياة البشر في تحولات مستمرة، وأن مسألة الانتماء والهوية "قابلة للتغير والتبدل وهي مع ذلك مفهوم ديناميكي قادر على التكيف" إلا أن المسألة لا تتأتى بضربة لازب أو بالإكراه لأن منظومات القيم التي تشكل معنى حياة الإنسان في مجتمعه لا يمكن إزالتها جزافاً وبمبررات (برانية) بل هي عزيزة ولا تشترى إلا بعملة (التاريخ). ولكن هؤلاء الإسلاموعروبيين أمرهم عجب! فبمجرد الانتهاء من الخطب الموجهة إلى الخارج، والالتفات إلى الداخل، يدعون ذلك دبر آذانهم وأعينهم ويصادرون حق الآخرين بـ(التلفُّظ بهذا المنطق) مدخلين أياديهم في جيوبهم الأيديولوجية مخرجين الدمغ والأختام والسكاكين. فكل داعية لحقوق خصوصية ثقافية وإثنية في السودان عنصري. وكل متكلم عن حقوق سياسية للقوميات الأخرى وشائر إلى حقيقة هيمنة ومركزية الإسلاموعروبية، معادٍ وكائد للعروبة والإسلام، وربما عميل للغرب. وكل مطالب بعدالة اقتصادية للأقاليم (المهمشة) داعية للتشرذم وتفتيت وحدة الوطن. والجهة الوحيدة المصرح لها بالكلام هي (الإعترافية الرسمية) أي مركزية الذات الاسلاموعروبية التي لا يتجاوز اعترافها الأعور ـ الذي يسكت عن ممارساتها التاريخية ـ تسويد أوراق المؤتمرات والدساتير والقوانين التي لا تساوى قيمة الحبر الذي تكتب به. ويظل هذا (الاعتراف) في حد ذاته شكلا من أشكال الاستعلاء، طالما هناك جهة (ترانسدنتال=أولية ومسلمة سابقة لإجراءات المنطق) (تعترف) (كاعتراف الأب ببنوة إبن الحرام تفادياً للمشاكل) وتفترض في نفسها أنها هي التي (توزع) الحقوق دون أن تسمح بمناقشة المصدر الذي (اشترت منه ملكية الدولة) الذي أعطاها هذا الموقع الاعترافي التوزيعي المعطاء.

    نواصل
    ــــــــــــــــــــ
    تابر
                  

11-03-2011, 08:55 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    عذرا اضطررت لاضافة جزء رابع بدلا عن ثلاث لتسهيل عملية قراءة البحث/الدراسه
    Quote:
    المآلات المحتملة وآفاق الحلول:
    كما ذكرنا، أن جدلية المركز والهامش، هذه الوضعية التاريخية المأزومة قد وصلت أزمتها (في السودان) إلى قمة تجلياتها بتفشي الحروب الأهلية. ومنهجياً، ليس بمقدورها إعادة إنتاج نفسها واستمرارها مرة أخرى، وتبقى مآلاتها في الاحتمالات التالية:
    1ـ قيام الثورة: وذلك بتشكل كتلة تاريخية Historical Mass عبر تحالف الكيانات المهمشة مع قوى الوعي والتقدم في (المركز) للإطاحة بهذه الوضعية التاريخية التي باتت تضر بغالبية الناس في السودان بمن فيهم السواد الأعظم من أبناء المركز أنفسهم. وبالتالي تأسيس الأوضاع بشروط جديدة تستند على حقيقة التعددية وتلتزم بتوجهات العدالة والمساواة والتعايش السلمي، والارتفاع بقضية الهوية المشتركة ـ هوية الدولة ـ من الظرفية إلى التاريخ (أي لكل هويته والدولة للجميع) حتى يحكم التاريخ في مسألة (الذاتية السودانية) جيلا بعد جيل. أو؛
    2ـ التسوية التاريخية: إن لم يتيسر قيام كتلة تاريخية ناضجة وقادرة على إنجاز فعل الثورة لأي أسباب أو تداخلات أخرى، فتبقى المسألة مرهونة بمقدار التنازلات التي يمكن أن تقدمها النخبة الإسلاموعربية (يمينها ويسارها) واستعداد قوى الوعي والمهمشين للتضحية للاتفاق على برنامج حد أدنى مثل (ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية) والالتزام به مما قد يؤدي ـ على المدى الطويل ـ إلى التحولات الضرورية، وإنجاز ما كان يمكن أن ينجزه فعل الثورة. أو؛
    3ـ الانهيار: فإذا استمرت المساومات السياسية التي لا تعنى بجوهر المشكلة، واستمر العجز عن تشكيل كتلة تاريخية ناضجة (وعيا وقوة) وعجزت المركزية عن تقدير الواقع حق قدره وأصرت على مشروعها، فيبقى احتمال الانهيار على شاكلة الصوملة أو تفتت الدولة السودانية إلى أقاليم متحاربة. ولا تستبعد التدخلات الخارجية كنتيجة طبيعية لذلك. وقد يكون انفصال الجنوب البداية لهذا الانهيار، وربما ساعد ذلك في إعادة الإنتاج للأزمة في السودان الشمالي واستمرار الوضعية فيه إلى حين اكتمال نهوض قوميات الأخرى والدخول في مأزق جديد. مع احتمال نشوء نفس الأزمة في الجنوب إن لم يستفد الجنوبيون من الدرس التاريخي.

    خاتمة:
    إذن فقضية الهوية في السودان، معقدة للغاية. ولا يمكن حلها بآليات الحسم الظرفي والطلاء التنظيري المثقفاتي. ولم يعد ممكنا التحايل على الواقع بدعاوى الحرص على وحدة أو مشتركات واقعية أم مفترضة. وأن المشكلة في جوهرها ليست في نظام الجبهة الإسلامية فحسب بل في الوضعية التاريخية وهيمنة (المركزية الإسلاموعروبية) برمتها. وبالتالي بات من الضروري مناقشة هذا الواقع بوضوح حتى تقوم علاقات المستقبل ـ إن أريدت ـ على الحقائق الكاملة والوعي الكامل وليس على (التلغيم) بالأجندة السرية أو الغش والتدليس، لأن من هو جاهل بالحقائق اليوم لابد عارف بها غداً. ومن لا يملك سلاحاً اليوم يدافع به عن هويته وحقه المستلب تاريخياً، فلابد مالكه غداً. وقد يكون سلاحاً ذرياً فليس ذلك بمتعذر في عالم اليوم. وهنا لن تغني المجادلات عن الحق في شيء.
    وإن أردنا أن نبقى سوياً فلابد من العمل على إعادة تأسيس (الدولة) على (شرعية الاختلاف). ولتبقى المشتركات زاداً للمسير. وعلى رأي عبد الله علي إبراهيم "فأهدى السبل إلى السلام والنهضة الثقافية في السودان هو الإقرار بقوامين أو أكثر للثقافة السودانية" ولسياسات الدولة السودانية. وعلى حد قوله "أن يكف أبناء الشمال العربي المسلم عن خلع حضارتهم بدعوى الهجنة" ولكن الأهم في رأينا هو أن يكف (هؤلاء) ومعهم عبد الله على إبراهيم عن فرض هويتهم على (الدولة السودانية) وأن يقروا بحقائق التاريخ. وهي (نعم) أن الحضارة العربية الإسلامية كانت في يوم من حضارة عظيمة، ولكنها أكملت دورتها وانهارت كما انهار (الاتحاد السوفيتي). ونرجو من الدكتور عبد الله على إبراهيم أن يبصر أهله بأن التاريخ ليس (بعيراً) يمكن قيادته إلى حيث نشاء (الرُّجعى). وأن (النهر لا يمكن عبوره مرتين). ولهم بعد كل ذلك مطلق الحرية في تنكب هذا الطريق. لكن دون أن يحاولوا سوقنا معهم فيه. وأنه كما للهجناء الحق في أن يكونوا عرباً أقحاحاً أو يدّعون، فللآخرين أيضاً حرية أن يكونوا دينكا ونوبا وفور وبجا. وأن يدّعوا الأنجلوساكسونية والفرانكوفونية والأمريكانية والكنغولية والآرية كما تُدّعى العروبة، وأن ينضموا إلى الكمونولثية وحلف شمال الأطلنطي كما هم منضمون إلى جامعة الدولة العربية، دون أن يصادرهم الإسلاموعروبيون عبر أجهزة الدولة بادعاءات الحفاظ على هوية حضارية (للسودان).
    د. ابكر ادم اسماعيل
    القاهرة ـ ديسمبر 1999م


    المصدر :
    مدونة الاستاذ/سامي صلاح
    الرابط :
    http://samifm.blogspot.com/2011/10/blog-post.html
    ونواصل
    ـــــــــــــــــــــ
    تابر
                  

11-05-2011, 02:28 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    أيمن تابر
    محمد عبدالجليل
    محمد على طه الملك
    طارق ميرغني ـ
    كل عام وأنتم بخير ـ
                  

11-07-2011, 02:51 PM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    تحية...

    اتساقا مع مدلولات العصف الذهني حين الغوص في تحليل الواقع الراهن وحالة الاشتباك الجدلي في كيفية تحديد المسار نحو ضوء ينغرس في جوف العتمة المخطط لها ان تسود كحالة تجهيل كاداة من ادوات السلطة والتسلط..يجدر والحال في تقديري كالذي وصفت ان نرتب بغية ايجاد ركائز حوارية حتي نضع في سلتنا البحثية مدلولات السعيد وفق التحديد المفاهيمي الذي اشار اليه تابر مع الاشارة اللافته ذات الاهمية والتي جاءت في اضاءة الاخوان محمد علي طه المك -وعادل امين...طارق ميرغني..

    عطفا علي ذلك اري اننا حواريا امام ما يلزم نحو:

    تلمس مقتضيات الخطاب الجديد الذي يشير اليه السعيد وتساؤلاته الموحيةعنه وتحديد بنيويته الحضارية وكشف ملامح تاثيرها علي الانسان السوداني ويقوم ذلك في تقديري علي الركائز الاتية:

    كيفية تنشيط الذاكرة الحضارية للانسان السوداني بزعم انه مصاغ عبر تواريخ تلكمو الحضارات ومساهمته فيها وصياغتها لتركيبته الوجدانية مرورا بكوش- نبته - مروي.

    المدلول الديني والمدلول الحضاري ...(هل يستطيع الثقافي ابتلاع الحضاري)

    الوجدان السوداني واتساعه القيمي( راجع اضاءات المك- عادل امين ) في مقابل احابيل الادجلة باسم الدين .. والشراك التي تحاول السلطةجر الانسان السوداني اليها بضيق افقها واختزالها لتاريخه.

    احيلكم الي مداخلتي السابقة واكرران البيئة الديمقراطية كاملة الدسم هي البيئة الحاضنة لاجل حسم الصراع لتاكيد الوجداني والحضاري والثقافي علي حد سواء..
                  

11-09-2011, 10:27 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    Quote: اتساقا مع مدلولات العصف الذهني حين الغوص في تحليل الواقع الراهن وحالة الاشتباك الجدلي في كيفية تحديد المسار نحو ضوء ينغرس في جوف العتمة المخطط لها ان تسود كحالة تجهيل كاداة من ادوات السلطة والتسلط..يجدر والحال في تقديري كالذي وصفت ان نرتب بغية ايجاد ركائز حوارية حتي نضع في سلتنا البحثية مدلولات السعيد وفق التحديد المفاهيمي الذي اشار اليه تابر مع الاشارة اللافته ذات الاهمية والتي جاءت في اضاءة الاخوان محمد علي طه المك -وعادل امين...طارق ميرغني..

    عطفا علي ذلك اري اننا حواريا امام ما يلزم نحو:

    تلمس مقتضيات الخطاب الجديد الذي يشير اليه السعيد وتساؤلاته الموحيةعنه وتحديد بنيويته الحضارية وكشف ملامح تاثيرها علي الانسان السوداني ويقوم ذلك في تقديري علي الركائز الاتية:

    كيفية تنشيط الذاكرة الحضارية للانسان السوداني بزعم انه مصاغ عبر تواريخ تلكمو الحضارات ومساهمته فيها وصياغتها لتركيبته الوجدانية مرورا بكوش- نبته - مروي.

    المدلول الديني والمدلول الحضاري ...(هل يستطيع الثقافي ابتلاع الحضاري)

    الوجدان السوداني واتساعه القيمي( راجع اضاءات المك- عادل امين ) في مقابل احابيل الادجلة باسم الدين .. والشراك التي تحاول السلطةجر الانسان السوداني اليها بضيق افقها واختزالها لتاريخه.

    احيلكم الي مداخلتي السابقة واكرران البيئة الديمقراطية كاملة الدسم هي البيئة الحاضنة لاجل حسم الصراع لتاكيد الوجداني والحضاري والثقافي علي حد سواء..

    الاستاذ: محمد الكامل عبدالحليم :
    كل عام وأنت بخير ـ
    كنت أنتظرك ـ لم أكن مخطئاً عندما قلت أن مداخلاتك الرائعة: "ترتبنا وتضعنا في الإطار الصحيح .."
    معذرة : ارتكبت حماقة الاحتفال ـ
    لذا أنتبهت للمداخلة الآن "فقط" ـ
    ما يحيرني ـ صمت المقكر والكيانات ـ وجميعهم يعلم أن :
    ما يقلقنا ويشتت أبنائنا أسئلة المستقبل وليس طبيعة الواقع ـ
    أراها أسئلة حقيقية و"جديدة" نابعة من موسوعية هذا الجيل وتعدده ـ اسئلة لا تقبل اليقين وتناقضنا بكل وضوح وترفض التسليم المطلق لخطاباتنا السابقة ـ اسئلة ترغب في الفهم والبدائل وتنادي بالبحث إعمال العقل.
    من جانبي .. أراها أسئلة تقبل التحدي وقد تخلق "المعني المنتظر" ..
    ربما علينا مساعدة هذا الجيل في نقد الوثوقيات و الدوغمائيات و الأفكار الجاهزة ـ
    ربما علينا "نحن" أنفسنا ـ نبذ أشكال التعصب الفكري و المذهبي والاعتقاد الجازم بصوابية أقكارنا ..
    وأظنني "هنا" رأيت "ضرورة" الإنتباه لقيمة ميراثنا الانساني والحضاري "كمحصلة لتجارب استغرقت آلاف السنين.." علماً بأن الانقاذ عملت منذ مجيئها على تحطيم كال ما هو انساني "يؤسس لمعقولية الحياة باعتبارها "قيم واخلاقيات ومعايير وكرامة وإعتداد بالذات والانتماء ... الى آخره من مدلولات تؤكد قيمتنا وتفسر معنى وجودنا وتواجدنا على هذه البسيطة ..
    محمد الكامل :
    أربكتني تماماً رؤية الدكتور : ابكر آدم اسماعيل ـ حتى الآن لا أدري كيف أنظر إليها ـ كأنما هي: زاوية مغايرة ـ أقله "لم اعتد عليها."..
    لك الشكر ..
                  

11-09-2011, 12:48 PM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    مشكور اخي ايمن تابر علي الاهتمام

    وكل عام وانت وكل المتداخلين بالف خير
                  

11-09-2011, 01:55 PM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: طارق ميرغني)

    تحية...

    الوقوع في شراك التاريخ لقراءة الخط الذي يسير اليه اتجاه الهويةيخلق عادة جدليات تاخذ البعد الانثربولوجي متاها لا يتيح فضاءا انسانيا قابلا للتوافق حول الابعاد الحقيقية للازمة..وبالتالي التفريق ما بين ما هو اثني او ثقافي او سياسي مصادما بذلك اوجه ومقتضيات وراهن الجغرافية البشرية كوعاء لاثنيات سمها او قوميات او ثقافات في حدها الادني المتصالح..

    تحميل الاسلامويعربي اوزار التاريخ ووضع الامر برمته لجهة المعالجة اما نحو الثورة او التصالح وفق مفهوم دكتور اسماعيل باعتبار الاسلاموعربي كان دوما صاحب الهيمنة واستغلال الاخرين وما عداه طوائف مستغلة حسب طرحه يضع الصراع في قالب غير منهجي ولا يقوم علي التحليل الناجز للمجتمع سابقا وراهنا ودور علاقات الانتاج في تاطير الواقع ماديا وجدليا..اذ ان الامر لم يكن يتشكل وفق معتقد او هيمنة باسم المعتقد والدين.

    البحث عن الهوية والتنظير لها لا يتاتي بادعاء الحكمة او التعبير عن فداحة او نتائج الاختلال التنموي وربطها بهمينة عرقية او ثقافية وتاصيل ذلك تاريخيا بطرح يتجلي فيه الغبن كنتيجة وسبب في ان.

    المستعمر عندما جاء لاستغلال الثروات لم يكن في المبتدا عابئا بالجغرافية البشرية لكنه استفاد في تكريس واقعها غير المتداخل فانشا المركز وابقي علي الاطار السكاني لتقصير الظل الادراي فاتينا لنسلك مسلكه ولم يتمدد خيالنا السياسي نحو تداخل الثقافي والاثني لكن فضاءنا السياسي ظل رهنا بتخلف الفكر حينما يستخدم كاداة اقصاء كما يحدث اليوم وكاداة فرز لنكون امام مهددات التشطير لوطن كان يتخلق انسانيا منذ كزش-نبته- مروي ..سنار..

    البهو الحضاري منذ تلكمو العصور ظل يرفد الانسان السوداني بتشكيل بانورامي نفسي ممدود عصي علي الادجلة بل ظل هذا التشكيل يحمل فرشاته ملونا كل وافد ثقافي جديد..انظر اضاءة محمد علي طه المك - عادل امين لتري مدي نكهةومذاق الاتساع القيمي ليرتد اليك بصرك عن اتساع وامتداد حدودنا وفضاءاتنا الاخلاقية وتميز سماتنا المعتقدية المخنوقة الان بفكر احادي تسلطي...اعني سماحة الاتساع الانساني بعيدا عن محددات المعتقد..

    لم يشير دكتور اسماعيل الي نموذج درافور تاريخيا ودوره الثقافي والحضاري في زمان ما ..(الملاح الذي نستطعمه الان كان احد الروافد الثقافية الواردة من درافور ايضا) فتامل..

    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 11-09-2011, 02:50 PM)

                  

11-10-2011, 11:12 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    ولدنا العزيز: تابر ـ
    إنتبه للأستاذ: محمد الكامل عبدالحليم :
    أراه "مفكر مهموم .."
    سأعود إليك ـ ولكتابة الدكتور : ابكر آدم ..
    حقيقة الأمر شغلتني كثيراً ـ
                  

11-11-2011, 11:39 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: (ثم ماذا بعد..!!!.)

    الإخوة الكرام..
    كل عام وأنتم بخير..
    في إطار ما رفدتموه من أفكار نيرة واجتهادات بحثية اضاءت مسارات متنوعة..
    أسمحوا لافرغ دلوي مع دلائكم ..
    فبئر الوطن عميق وحبالنا مهترئة والعطشى كثر..
    خاصة بين شبابنا من هذا الجيل ..
    كما نبهنا الأستاذ السعيد على ضوء مداخلات الشاب النابه ( تابر) واضاءات الإخوة الكرام..
    من الآخطاء الفادحة في حق أي وطن جغرافي لم تتشكل فيه هوية جامعة مانعة بعد..
    تحميل بعض (هوياته العرقية ) كافة أخطاء فشل تأسيس الدولة وتحقيق النزعة الوطنية والتكامل الاجتماعي..
    أو كما قال الأستاذ محمد الكامل:
    Quote: تحميل الاسلامويعربي اوزار التاريخ ووضع الامر برمته لجهة المعالجة اما نحو الثورة او التصالح وفق مفهوم دكتور اسماعيل باعتبار الاسلاموعربي كان دوما صاحب الهيمنة واستغلال الاخرين وما عداه طوائف مستغلة حسب طرحه يضع الصراع في قالب غير منهجي ولا يقوم علي التحليل الناجز للمجتمع سابقا وراهنا

    من المعلوم أن الدولة القطرية نشأت عند مبتدأ ظهورها على مفهوم الهوية الجامعة ..
    التي اصطلح على تعريفها بالدولة القومية ( المانيا – ايطاليا..الخ)..
    ولعل الحقيقة التى لا يمكن تجاوزها أن الدولة السودانية الحديثة ..
    لم تنشأ على نمط المفهوم القومي..
    حالها كحال العديد من الدول التى تشكلت وفق اجراءات ورؤية استعمارية..
    كان يعنيها في المقام الآول فرض الهيمة السياسية ..
    على أكبر مساحة جغرافية خازنة للموار الطبيعية التي يحتاجونها..
    دون أدنى اعتبار لهوية السكان وتنوع ثقافاتهم والنمط العادل لنظام حكمهم..
    هذه الحقائق التأريخية شكلت خلفية واقعية للعديد من الدول التى نالت استقلالها الوطني فيما بعد..
    بعضها أدرك من الوهلة الآولى أن هيكلها الجغرافي لم ينشأ على أساس قومية الهوية ..
    فسارعت في إعادة هيكلة الدولة وتشريعاتها ونظم حكمها..
    ليتسنى لها استيعاب التباينات الإثنية والثقافية والتنموية بين كياناتها المتساكنة ..
    لكي يمضي التعايش السلمي بينهم سلسا..
    وتظل قنوات التواصل والتلاقح والاندماج الاجتماعي فيما بينها غير موصدة ..
    الى حين نشوء هوية وطنية تتعلق بحبلها الأفئدة..
    وفشلت أخريات في تحقيق هذه الغاية ..
    فتعرضت وحدتها الجغرافية للاهتزاز والتفتت..
    ألآن ولجت الدولة السودانية شئنا أم ابينا من بوابة التفتت الجغرافي..
    كنتيجة طبيعية لتراكم الفشل في استعاب وادارة التنوع..
    غير أن وقف الإنهيار التام لا يعالج بنبش امراض اجتماعية وتفلتات في معاني الإنسانية وحقوقها..
    وقعت أحداثها فيما قبل أو بعد نشوء دولة السودان الحديث..
    حتى الظلامات التي صحبت محاولات تأسيس الدولة الوطنية إبان مراحل تأريخية مختلفة..
    ليس من المنطقي تحميل اخفاقاتها لتباين الهويات العرقية..
    ذلك لأن مرد تلك الإخفاقات مفاهيمية بحتة ..
    تمثلت في ضيق مواعين الوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي في استيعاب التنوع ..
    وشروط إدارته بطريقة تكفل العدالة للجميع..
    وهذا الضيق ليس مرده تباين الهويات العرقية..
    بل الولادة القيصرية للدولة على يد المستعمر من جهة..
    وقصور ظل الررؤية السياسية المثلى لادارة البلاد بين من تولوا زمام الحكم في العهد الوطني ..
    لعل الحديث عن الهوية العرقية ومحاولة تصنيفها كحامل لتبعات الفشل الاجتماعي والسياسي ..
    رؤية ضالة ومضلة لا تعمي البصائر عن استشراف كنه المشكل ..
    بل تٌصرفها عن ابتداع العلاج الأمثل بتعميق تعقيداتها وتجذير مثالبها ..
    في اوساط الكيانات البشرية المتساكنة في الحيز الجغرافي للسودان..
    إن ازمة البلاد ليست في تباين هوياته العرقية بقدر ماهي في تباين رؤى قواه المستنيرة ومؤسساته الحاكمة ..
    وفشلها المتراكم في استيعاب معاني التنوع والاستبشار به كحافز ايجابي ودافع مشروع ..
    لاعادة هيكلة شكل الدولة وتشريعاتها ونظم حكمها..
    بحيث ينتصب ميزان العدل محققا مفاهيم المشاركة الحقيقة في السلطة وقسمة الثروات واحترام ثقافة الآخر..
    أو كما احكم الأستاذ السعيد الوصفة :
    Quote: ((نحن من جيل لم يأخذه خياله لأبعد من معارفه))

    لقد نشط المحللون والكتاب في الآونة الأخيرة وهم ينقبون عن جذر ازمة الوطن..
    وضغطوا لتشكيل رؤية حول مفهوم مصطلح (الإسلاموعربية )..
    وهو مصطلح له مرجعية تأريخية..
    عنوا به فيما عنوه من دلالات ..
    التفريق بين الهوية الإسلامية بمحمولها الجامع ..
    والاسلام العروبي بمحموله العرقي..
    فالهوية الاسلامية الجامعة ذات مضمون ديني رسالي ..
    يسع البشرية جمعاء..
    مثله في ذلك مثل ما تقدم من رسالات ..
    لاتحمل جوازا قطريا ولا جنسية عرقية ..
    ولعل مصطلح الإسلاموعربية يستمد جذره من مرجعية (الفكر المهاجري ) إن صحت النسبة و الاصطلاح..
    وهو ذلك الفكر الذي اسس شرعيته على فرضيتين ..
    الهجرة والقرشية..
    ثم رفدها المفسرون والمجتهدون اعتمادا على خيار اللغة التى نزل بها القرآن الكريم..
    معتبرين خيار اللغة دلالة تكريمية تميز العرق العربي وتمنحه الأفضلية على من سواهم..
    على الرغم من أن اللغة نسبت إليهم اصطلاحا دون سند قطعي بأنهم وحدهم من ابتدعوها..
    بل تشير بحوث اللسانيات أنها تناسلت من لغات ولهجات عدة كانت بالجوار..
    تكونت من خلائطها تراكيب المضرية الحجازية ..
    ثم عملت قريش بحكم مركزها العقدي والتجاري ..
    على تعزيز مكانتها وإشهارها من خلال ماعرف تأريخيا بسوق عكاظ قبل أن يتنزل بها القرآن الكريم..
    ولعل تسمية اللغة بالعربية لاتعدو دلالاتها الدلالات العامة..
    التى سميت بها لغات حية أخرى كلانجليزية والقيرمانية ..الخ ..
    على الرغم من غياب الدليل القطعي بوحدانية ابتداعهم لها..
    صحيح لقد كرس الفكر المهاجري علو كعب القرشيين ولغتهم..
    غير أن أثر هذا التمايز لم يكن قويا في اوساط القوميات التي اعتنقت الاسلام من غير العرب..
    بما فيهم بلاد السودان ..
    ولعل من اقوى الدلالات على ذلك..
    تخلي المهاجرين العرب عن هوس النقاء العرقي الذي جبلوا علية في جزيرة العرب..
    ( تخيروا لنضفكم فإن العرق دساس)..
    ولجوئهم للتزاوج من أهل البلاد ليكتسب وجودهم شرعية التمتع بكافة الصلاحيات..
    تلك حقيقة لاينكرها إلا مكابر أو مغرض..
    حتى وإن تمسكت أجيال لاحقة بنسبتها للعرق العربي وأسست هويتها الثقافية عليها ..
    أخلص من ذلك للقول بأن الهويات العرقية كيفما كانت ..
    يأتي تصنيفها كمعرّف ذاتي لا تشكّل خطرا على الكيانات المتساكنة..
    ما لم يتم استغلالها في انكار حقوق الآخر المختلف أو التجني علية..
    ولعل المسارات الواقعية التى تأسست بموجبها الدولة السودانية الحديثة كما أشرت بعالية..
    تْبعد محددات الهوية العرقية عن تبعات الفشل والإخفاق والمظالم التي صحبت ظهور الدولة بسلطانها وصلاحياتها الواسعة..
    صحيح لقد ميز نظام الدولة منذ عهود السلطنة الزرقاء اللغة العربية على ما سواها..
    غير أن شيوع العقيدة الاسلامية بين الأكثرية كان الرافد الأقوى لعلو كعبها..
    كقاسم مشترك يسر عملية التواصل الاجتماعي وتبادل المصالح بين الافراد والكيانات ..
    ولو كانت الكيانات المتساكنة في السودان..
    تملك هوية ثقافية واحدة قبل وصول الاسلام ..
    مثلهم مثل الاتراك والفرس وغيرهما من القوميات التي اعتنقت الاسلام ..
    لما اصبحت اللغة العربية اللسان التعبيري المشترك فيما بينها..
    ولما كانت تلك هي الخلفيات التي دعمت بروز الثقافة العربية على ما سواها قبل ظهور الدولة الحديثة..
    فلا اتفق مع الساعين لتحميل الهوية تبعات قصورنا الفكري والسياسي في إعادة هيكلة الدولة وتشريعاتها..
    لكي تستوعب التنوع وتتجنب مثالبه.
                  

11-12-2011, 07:16 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد على طه الملك)

    (1)
    ولدنا العزيز: تابر:
    نحن ننظر للآخر من خلال وعينا الخاص وليس في ذاته كموضوع "معرفي" قابل للتفكيك أو التفسير ـ ربما انسياقاً وراء الرغبة في امتلاكه وتوجيهه أو إحالته إلى "نص" يدعم فكرة أو رؤية أو يخدم فئة أو وجهة نظر جاهزة ومسبقة و"سهلة" ـ إذن يمكن القول بأن هناك نوع حادث من تبديل السرد ـ حقيقة الأمر نحن ننظر لـ(تقليد) قد يكون مشابهاً للآخر أو الأصح نحدث أو نؤكد على تلاعب داخلي يمكننا من السيطرة وتحمل عبء الإدراك دون واجب إعطاء رأي، بمعنى إحالة الآخر إلى ظاهرة تجليه كعارض، يفرض حلوله "التعاطي" ـ والمعضلة الحقيقية أننا نفعلها من خلال معطياتنا أو وفق مفاهيمنا المحلية الخاصة، وننسى تماماً في وعي الاختلاف: أن الأنا الخاصة هي نفسها الأنا الأخرى ضمن احتمالاتها ـ بمعنى أن "الآخر" يماثل تخارجاتنا "نحن" في محصلة النتائج ـ على فرضية التعددية الظرفية "المكانية والزمانية" وارتباطهما باختلاف التجارب ـ علماً بأن خياراتنا "الخاصة" لا تنجو أيضاً من خبراتها ومن احتمالات الواقع ـ وعلى ذلك يمكن النظر "إلينا"، وإلى ظرف حيواتنا الأخرى بافتراضها "نحن" المختلفة.
    يتبع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  

11-12-2011, 09:14 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    (2)
    التبشير بمنجز تجديدي قائم على تدبير إلغاء الآخر بوصفه "دنساً" مقابل تقديس الذات أو تبرئتها بافتراضها "ضحية" ـ أو توجيه الاتهام أو التهكم على الارتكاز القيًّمي والأخلاقي لثقافة الآخر ـ أراه نوع من إدعاء امتلاك الحقائق في أدب القيامة على الضمائر والمصائر ـ أيضاً إخضاع التاريخ للمجزوءات والمغالطات و"المجادعات" المقصودة أو البريئة ـ تدعم "شرطاً" دعوات المواجهة والتصعيد التي تجد صداها بين أروقة الحزب الحاكم ـ ربما هناك ضرورة لـ"ترشيد" التاريخ بقدر من "المعقولية" في اختبار النصوص ـ والله الكتابة في واقعنا هذا "عذاب" ـ كأنما هي فعلاً "جغمسات" أو هيروغليفيات أضاعت حين "لغوستها" "حجر رشيدها" ـ كأنما "نحن" مجرد بيادق لا تملك الإمساك بلحظة أو مستقبل يطرح شروطاً أكثر إنسانية ـ
    أرانا "نحن" لسنا مع الفرجة وضد كل من يشهد لاهياً هذه المفارقة المتناحرة والمتنازعة "ما بين مركزية وقبلية جهوية"، وإن لم نكن من دعاة "المفاضلة" باحتساب مآلات المحصلة النهائية "ماذا جنينا من هذه أو تلك.!!".. والمصيبة أن (فينا من يدعي أو يريد أن يكون "مرشد القضاء للأقدار"). كسباً للوقت وقصراً للكلام: لا أنوي "هنا" محاكمة فكر الدكتور ـ ربما كان يتحدث من زاوية "مُرة" أقله "مجروحة" لم ندركها "تماماً" (والمثل بقول: الأيدو في النار ما ذي الإيدو في الموية) . عموماً وإن كنت من دعاة التفاؤل في المسألة السودانية إلا أنني لست متفائلاً.!!. أرى "كيانات وتكتلات" قد تؤدي "قسراً" إلى افتراق.
    يتبع ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-16-2011, 07:44 AM)

                  

11-12-2011, 10:34 AM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    تحية...

    ياخذنا الاستاذ محمد علي طه المك في حصيده المعرفي نحو ركائز معرفية اري انها لازمة وضرورية نحو السير قدما في تناول اسئلة الهوية وذلك باستخدام المصطلح الدقيق حتي يسير الحوار بقيمة معرفية مضافة تضع المدماك في مكانه الصحيح وصولا الي البناء بابعاده المرجوة..

    لذلك لابد من فض الاشتباك بين ما هو ثقافي وما هو حضاري وما هو سياسي وخلال ذلك قد يغزل الفكر مساره لا للتوصيف او النقد او اجترار اية قوالب فكرية او الدفاع عنها او استخدامهاكفرضيات يتم البناء علي اساسها انما السعي نحو استيلاد الافكار من رحم الواقع وتحت ظلال ظرفه الحاد المتقاطع في كل الاحيان حتي يخرج الجنين الفكري دون حاجة الي اجهزة التنفس او الحاضنة الصناعية و دون افكار مسبقة او ادانات للتاريخ...

    التاريخ فعل فعلته في تخلق الانسان السوداني في اطار حدود الجغرافية المرسومة اقتدارا من قبل المستعمر فكانت الجغرافية البشرية والتساكن هو علامة الاستفهام التي عصيت علي الخيال السياسي الوطني في صوغها في اطار مشروع انساني... مشروع انساني يلملم الاطراف الجغرافية ليغزل منها ثوبا وطنيا مميزا ومتميزا تحقيقا لذاك التساكن متكئا علي حضارات سادت واسهمت في التخلق لوجدان نصدح داخليا بتجلياته لكننا لا نفلح في التعبير عنه .. دع عنك دعاوي الهيمنة باسم المعتقد والذي ما كان يوما ولم ياتي الا للتصالح الانساني نحو تساكن يتوافق مع السعي في الارض سلاما وخيرا...

    سنعود بعد المذاكرة لندلو بما يضيف او يفيد..
                  

11-13-2011, 01:01 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    ليس عيبا أن نختلف؛ لأن ذلك من لوازم الحياة الإنسانية.
    دمغ الشمال بمثقفيه وأحزابه وكيانته بـ"التواطؤ" ـ بافتراض أن همه الأوحد "التكريس لهيمنة ثقافة أحادية" ـ إدعاء مبالغ فيه.
    الآخر المختلف ليس موضوعا للنبذ والإقصاء والخصام والعداء المتبادل.
    أتفق مع أخونا: محمد الكامل عبدالحليم ـ في قوله: (تحميل الاسلامويعربي اوزار التاريخ ووضع الامر برمته لجهة المعالجة اما نحو الثورة او التصالح وفق مفهوم دكتور اسماعيل باعتبار الاسلاموعربي كان دوما صاحب الهيمنة واستغلال الاخرين وما عداه طوائف مستغلة حسب طرحه يضع الصراع في قالب غير منهجي ولا يقوم علي التحليل الناجز للمجتمع سابقا وراهنا ودور علاقات الانتاج في تاطير الواقع ماديا وجدليا..اذ ان الامر لم يكن يتشكل وفق معتقد او هيمنة باسم المعتقد والدين).
    في الراهن لا توجد معالجة منطقية لما ذكره الدكتور عن "معادلة التزاوج الأحادية" وحين قوله: (عبر ما أسميناه بميكانيزم النفي البيولوجي للرجال في معادلات التخالط الاجتماعي) والكل يعلم أن هذه المعادلة "التراتبية الصعبة" موجودة وممارسة بين جميع القبائل السودانية وحتى بين القبائل العربية "نفسها" ونعلم أن بعض القبائل النوبية في الشمال لا تتزاوج مع القبائل العربية ـ أيضاً قبائل جنوب السودان تمارس ذات النمط، وفي الشرق والغرب ـ حتى في أوربا وآسيا وكل بقاع الدنيا ـ (الشمال ليس استثناء ولا السودان) ـ
    ليس بهذه البساطة نحاكم المفاهيم الاجتماعية: "فهي متعلقة بالقبيلة والأرض والميراث والمفاهيمي والدفاع عن الكيان والمكون وعن الذات الثقافية وعن الخصوصية .. ومتعلقة بمرارات وتعديات وانكسارات واستحقاقات تاريخية ـ أراها مفاهيم عميقة ومتوارثة ولا يمكن إلغائها بقرار وقد تحتاج إلى معالجات وزمن.
    ليس الأمر بذات الأهمية في "المسألة القومية" ـ عموماً لا يمكن حصر "معضلة" السودان ومخارجها في "معادلة التزاوج" وإن كانت "حقيقة" ـ القضية في كيفية "إدارة" التنوع "شرطاً" في إطار دولة وطنية "تأكيداً" لاستحقاقات سياسية واقتصادية وتنموية.
                  

11-13-2011, 04:29 PM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    تحية...نسير قدما نحو استيلاد الافكار نحو كيفية ادارة التنوع كشرط لاستيفاء الاستحفاقات التي اشار اليها السعيد وفي بالنا تجارب مماثلة يقوم دستورها علي المعالجة المجتمعية للتنوع..

    فتح قنوان الثقافة عبر التفاعل فيما بينها صادحين بالمشترك او بحثا عنه والاضاءة حوله والاضافة اليه عبر تساكن هادئ وفي اطار تجمعات سمها تنموية او سكانية محدد فيها الانتاج ووسائله وخطط نموه وتطوره يجعل الفعل الانساني ناجزا في تجلياته المفضية للتفاعل والتعامل والفهم المشترك وميلاد ثقافات جديدة جديرة بالبقاء لان اصلها التساكن والشراكة الانسانية في الوجود...(من هنا ياتي العصف الذهني وفي بالنا المخيال الثقافي للمجتماعات وضرورة الاتساق معها ظنيا او مرحليا او خططيا)..

    الحديث عن المؤثرات الحضارية والثقافية باستحلاب تجلياتها الانسانية قد يمطر او يتدفق منه المزيد من فرضيات التساكن وفرص التفاعل كمعبر او قناة للتواصل الانساني وفق حباله الممدودة منذ الازل الحضاري..ويحدث ذلك ببرامج يتم صياغاتها لابراز تلكمو التجليات الحضارية الممتدة عبر الازمنة و عن تاثيرها المراد الاضاءة بشأنه كما اسلفت.

    اما عن البئة الحاضنة للحراك المخطط له فلا تتاتي علي وجه الاطلاق عبر الهمينة تحت اي دعاوي او مسميات...

    سنعود

    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 11-13-2011, 08:15 PM)

                  

11-13-2011, 08:34 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    التحية لكم جميعا
    شكرا لهذا الجهد العظيم في اضافة إضاءات اعتقد بانها غيرت مسارات هذا الحوار بشكل معرفي جميل جدا فالتحيه لـ :
    محمد عبدالجليل
    محمد على طه الملك
    وصاحب البيت أ/صلاح هاشم السعيد
    كل عام وأنتم بخير ـ وعذرا لغياب مع متابعه لصيقه فرضته ظروف مرضيه ، وسابتدر مداخلاتي القادمه بالوقوف على بعض المساهمات السابقه والتي تستحق الوقوف عندها والرجوع اليها لاهميتها في بنيان هذا الحوار .
    ولتكن البداية بمقولات محمد الكامل :
    Quote: عند استقصاء وتحليل مدي تعامل انسان السودان مع الوافد الثقافي يظل هذا الوافد يتشكل وفق ذهنية صيغت في عمقها السحيق باصل بضاعتها غير المزجاة فغدت هي صاحبة االفرشاة في التلوين والنكهة والمذاق بما يؤكد المقدرة التفكيكية التي ذكرت وبما لا يدع مجالا في الذوبان او التشكل من جديد حيث ان الجذور ضاربة في عمق حضاري عصي علي الابتلاع..

    يقول الناس مثلا -اسلام اهل السودان وهم في ذلك يمزجون بين الحضاري والمعتقدي والثقافي_ واعتقد ان الحضاري بقدمه وتمدده في الحاضر هو سيد الموقف لجهة التصالح مع الناس والاشياء..


    وفي اعتقادي ان الجزئيه الأولى المتعلقه بشكل التعامل التاريخي لإنسان بلاد السودان مع الوافد الثقافي من الواجب تناولها وفق المنظور التاريخي التحليلي لتلك الفتره او في شكل التغيير الديموغرافي الذي احدثته تلك الوفودات او الهجرات ومدي تقبل البيئه المستقبله لواردات الوافدين ، وقد أذهب للاتفاق مع ما اوردت استاذ/محمد الكامل إلى الحد الذي اتفق فيه ضمنيا مع قليل من التحفظ مع فكرة ان الوافد امتلك الفرشاة لتلوين وفق معطيات التحولات السياسيه والإقتصادية التي منحت لاحقا هذا الحق ، ولكن الصوره السابقه كانت اكثر طبيعيه في شكل الانخراط في بنية الوعي السائده ما قبل ذلك ويعجبني جدا ما ساقه د/الزين في الدراسه التي اوردت اعلاه بما اورد من طبقات ودضيف الله في رسم ابعاد الصوره الحياتيه الناتجه ما بعد صول الوافد والتي كانت تحمل إلى حد بعيد نوع من الاندماج السلس وفق معايير ثقافيه - اجتماعيه - سياسيه واقتصاديه لم تصل لحد الصراع حتى ذلك الوقت مما سهل اندماج الوافدين في اشكال الحياه السائده ون محاولة التغيير لاستيعابها للمكون الوافد بما له وما عليه ولكن التغيير الذي احدثه تصدع البنيان السياسي والاقتصادي وما صاحبه من ندرة في الموارد الطبيعية أعاد تشكيل الاشياء بمعطيات جديده مختلفه تماما عن ما سار عليه الحال ، لذلك تجدني اميل هنا إلى إرجاع التحول الذي طرأ للسياسي والاقتصادي الذي طغى على الثقافي الاجتماعي السائد إن سلمنا بهيمنة المشيخه والقبيله على شكل السائد حينها فما حدث من اعادة توزيع للسلطه وسيطرة على الموارد الطبيعية هذا التحول في تركيبة الطبقه والشرائح الاجتماعيه بمفاهيم العمل وتقسيماتها نسف شكل التطور الطبيعي لما ساد من طبيعه مسالمه اتحت حينها نوع من الاندماج في عمق السائد وساعود لتفكيك ذلك ، ولكن قبل الخروج من مقولات أ/ الكامل وجب طرح سؤال مهم جدا حول التاريخ كمرجعية لدراسة هذه التمحورات والتحولات ، باي المفاهيم والمواقف كتب هذا التاريخ الذي نستند عليه ؟ هل هو محايد بما يكفي الآخذ به كمرجعيه نقديه وتحليليه ؟ ام انه كتب بطريقة (غير محايده) تحتاج إلى الخروج منها لافق أبعد في مواعين تستوعب تحليل ما لم يتوافر لنا وإعادة قراءته حسب مفاهيمنا ووعينا الذي نعرف بمعاييير قد تكون هي ايضا غير محايده إذ اننا نفكر بمعايير وعينا الراهن ؟ مع الأخذ بعين الاعتبار مقولة السعيد :
    Quote: لا أراني مخطئاً إذا قلت بأن التاريخ السوداني لم يكتب بعد. لأن التدوين شيء، وكتابة التاريخ (كبناء فكري) شيء آخر "مختلف تماماً".. ربما كنا نتقن سرد الوقائع والتفاصيل، دون الاستحضار الكلي للحياة والأحداث بعنفوانها وكامل تجربتها ومحاولة استقرائها كفوائد للمستقبل.. ربما كانت النقلة من تدوين التاريخ إلى كتابته هي ما ننتظره وينقصنا. ربما كان علينا المطالبة بتاريخ يؤسس لمفاهيم وقيم ومطالب ومبادئ حديثة في بناء الدولة والسياسة والديمقراطية.

    واعجبني جدا إعادة صياغة المحاور التي قمت بها استاذ/الكامل واتفق معها تماما :
    Quote: عطفا علي ذلك اري اننا حواريا امام ما يلزم نحو:

    تلمس مقتضيات الخطاب الجديد الذي يشير اليه السعيد وتساؤلاته الموحيةعنه وتحديد بنيويته الحضارية وكشف ملامح تاثيرها علي الانسان السوداني ويقوم ذلك في تقديري علي الركائز الاتية:

    كيفية تنشيط الذاكرة الحضارية للانسان السوداني بزعم انه مصاغ عبر تواريخ تلكمو الحضارات ومساهمته فيها وصياغتها لتركيبته الوجدانية مرورا بكوش- نبته - مروي.

    المدلول الديني والمدلول الحضاري ...(هل يستطيع الثقافي ابتلاع الحضاري)

    الوجدان السوداني واتساعه القيمي( راجع اضاءات المك- عادل امين ) في مقابل احابيل الادجلة باسم الدين .. والشراك التي تحاول السلطةجر الانسان السوداني اليها بضيق افقها واختزالها لتاريخه.

    واضيف عليها قراءه مستقبليه لشكل القادم حسب رؤى المتداخلين المختلفه .
    ونواصل
    ـــــــــــــــ
    تابر
                  

11-14-2011, 11:32 AM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    تحية...شكرا تابر علي التناول الجاد...


    للتنويه ولمزيد من توضيح اتساقي مع مدلولات السعيد عن المقدرة التفكيكية للاصل تجاه الوافد احاول ان الوافد هو الذي تشكل وفق (الانظمة الداخلية) التي يشير اليها السعيد اي ان المخزون الحضاري عند الاصل كان عصيا علي الابتلاع فاصبح الاصل يلون ذلك الوافد بفرشاته وهذا يتسق ايضا مع توضيحك عن انخراط الوافد في بنية الوعي السائد...

    شكرا مرة اخري ومعا نحو استقراء يضيف طالمانحن نرتب لحوار مفيد
                  

11-14-2011, 12:40 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد على طه الملك)

    نواصل ...
    وكسرا للعاده يقول درويش :
    " الوطن
    عليه أن يُصاب بالسُل
    كي لا ينسى أن له رئَةً,
    وعليه أن ينام في العراء
    كي لا ينسى أن لهُ سماءً أخرى.
    وعليه أن يعمل خادماً
    كي لا ينسى أن لهُ مهمه وطنيه."
    ونعود لما سبق من مداخلات واود الخوض هنا في مقولات الملك يقول :
    Quote: من الآخطاء الفادحة في حق أي وطن جغرافي لم تتشكل فيه هوية جامعة مانعة بعد..
    تحميل بعض (هوياته العرقية ) كافة أخطاء فشل تأسيس الدولة وتحقيق النزعة الوطنية والتكامل الاجتماعي..


    واعتقد ان الاستاذ/محمد علي طه الملك قد لخص عضم موضوعنا في ما سطر هنا وانا اتفق بان ذلك خطأ وخطأ جسيم محاولة تحميل بعض الهويات العرقيه المسؤلية التاريخيه وحدها دون غيرها في حال توافر الشرط الذي تناوله أ/الملك واعتقد ان الشرط هنا هو تشكل (الهويه الجامعه) حسب ماربطها الملك بحجم المسؤوليه ، ولكن هل هي "الوحده الوطنيه " تلك الهويه الجامعه ام انها شكل أرقى للدمج وانتفاء التمييز ؟ كيف يمكن الوصول إلى ادلجة كم التناقضات المتراكمه واعادة تعبئتها في هذه الهويه الجامعه ؟ وايهما افضل التنوع باحترام حق الآخر ام الانصهار وباي معطيات ؟
    ولكن في تحديد المسؤليات التاريخيه لا يمكن تقسيمها حسب الطلب يتم التقسيم حسب الدور الذي لعبته كل شريحة في منظومة التفاعلات والتغيرات التي تطرأ على حياة الجماعه ، واقع الحال يقول بان هناك مجموعات كبيرة بدأت تعيد قراءة تلك المعطيات التاريخيه وتحليلها من واقع التراكمات التي سبقتها .. لا يوجد حل او مخرج إلا بالاجتهاد ، الأجتهاد في تثبيت القراءات الصحيحه ومناقشة الاخرة بعقلية تضبط الفهم العلمي لتلك المعطيات حتى لا يتم الإنجراف بعيدا عن الهدف الاساسي واعطاء الفرصه للبعض من تهميش الآراء الاخرى ، إذا علينا بالاجتهاد العلمي والبحثي (المحايد ) وصولا لمعرفه محايده يمكن منحها شهادات ثقه من الجميع .. والسبيل لذلك هو الافتراض والقبول إلى حين نهاية التباحث !
    كذلك جاء في مقولات الملك :

    Quote: ألآن ولجت الدولة السودانية شئنا أم ابينا من بوابة التفتت الجغرافي..
    كنتيجة طبيعية لتراكم الفشل في استعاب وادارة التنوع..

    في اعتقادي ان الولوج إلى هذه البوابة كان حتمية تفرضها الظروف الموضوعيه ، جملة التغيرات السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه التي لم ينتبه لها الكثيرون من قبل (ليس من باب بكاء الماضي اي بعد فوات الآوان ) ولكن كما قلت ما حدث صاحبه تراكم فشل وفشل ذريهع في فهم التناقضات المختلفه التي غزت التركيبه السودانيه من زمن سابق ، من الذي يدير التنوع ؟ بالتاكيد التنوع يبدأ من نظام الدوله في الاعتراف بالآخر وحقوقه بالتقسيم العادل للثروات وتوفر الخدمات المتساويه ، التنميه المتوازنه لكل قطاعات الدوله تتيح خلق المواعين التي يصب فيها هذا التنوع ايجابا وليس سلبا . ولكن هل لعبت المجموعات الثقافيه والقوى السياسيه اي دور في تقويم شكل الدوله بالدفاع عن هذه التنميه المتوازنه التي تحدثنا عنها ؟
    واتفق تماما مع كل ما تفضلت به هنا :

    Quote: إن ازمة البلاد ليست في تباين هوياته العرقية بقدر ماهي في تباين رؤى قواه المستنيرة ومؤسساته الحاكمة ..
    وفشلها المتراكم في استيعاب معاني التنوع والاستبشار به كحافز ايجابي ودافع مشروع ..
    لاعادة هيكلة شكل الدولة وتشريعاتها ونظم حكمها..
    بحيث ينتصب ميزان العدل محققا مفاهيم المشاركة الحقيقة في السلطة وقسمة الثروات واحترام ثقافة الآخر..

    إذا علينا ان نبدأ بتخصيب الأرض وحرثها ونظافتها جيدا لهكذا غرس ! من هنا تاتي حتمية اسقاط النظام في السياسي الخروج من عمق زجاجة التجربه الاسلاميه الداميه التي غرستها الحركه الإسلامية اسودانية في جسد هذا الوطن بمخالب شرسه مزقت هذا الجسد وارهقته ، يجب توفير بيئة ديمقراطية تتيح اقل اشكال المدنية والحرية للجميع في اعادة قراءة الخارطه من جديد ، فرز الماضي وتثبيت الحاضر واستطلاع هوية المستقبل .
    ونواصل
    ــــــــــــــ
    تابر
                  

11-15-2011, 12:51 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    الأخوة والأبناء:
    معذرة :
    السؤال:
    ـ لماذا يهتم العالم بدراسة المحلي من الثقافات، بينما نسعى "نحن" لتغييبها وهدمها.!!.
    ـ ألا يجدر بنا محاولة فهمها.!!.
    ـ ألا يمكن لتجلياتها الناشطة الحية أن تنير العالم يوماً ما.!!.
    الثقافات والحضارات لم تنجز اعتباطاً ـ وأرى أن الفرقة "مفتعلة" في وعي الاختلاط في العلاقة الإشكالية بين الثقافة والمعاصرة ـ لأن وجود أحدهما لا ينفي الآخر ـ
    نحن ندرك "تماماً" بأن الحياة مكان "عمل" قد يصعب اختزاله في حياة ثقافية بديلة ـ إلا أن الدولة "الحديثة" في ذاتها "هجين" ـ أي أنها كانت وما زالت تمثل "معادلاً وصفياً" قائم "أصلاً" على المتوارث من نظم وقيم وسياقات وأعراف وتقاليد وشرائع ـ ذلك بافتراض اعترافنا المسبق والمؤكد بـ(المقدرات الحضارية والإنسانية كمنتج للقيمة) ـ أي أن التعايش ليس مستحيلاً ما بين الدولة والمستويات المحلية المستقلة بشكل أو بآخر كنوع من التقنين للاعتراف بالمختلف في إطار تحرير الذات والعلاقة المتوازنة.
    عموما لتلافي البني التعسفية ومخاطر الزوال أثناء محاولة الرد على إفقار الطبقات وإقصاء البشر في "الدولة السودانية" بإمكاننا النظر في مكوننا الثقافي المحلي الذي يتصف بتنوع وثراء في أشكال التنظيم الممكنة اجتماعياً وحضارياً.
    "إذا ما نظرنا جيداً" في تاريخنا قد نجد أننا أنجزنا مشروعنا ـ والأهم "أننا" أنجزنا (صيغاً حضارية متفردة) ظلت تمكننا على مدى العصور من التأسيس لشكل من أشكال صياغة الوجود ـ ربما "حان الوقت" للنظر في بعض مكوناتها الممكنة والبديلة ـ بافتراضها "إرثاً حضارياً نادراً" واستشفافاً حقيقياً لمعنى الاجتماع والاستمرار وإمكانية التآلف والقبول والتعايش مع البني الثقافية والأخلاقية بالغة التنوع ـ ربما: تمكنا من إحداث "انقلاب ما بشكل ما".
    على كل حال ميراثنا الحضاري ليس اجتراء نظري على الواقع، فقد تمكنا "دوماً" من ممارسة مسئولتنا وفرض وصياتنا على منعطف التاريخ ـ ربما جاء الوقت للاعتراف بأن "حراكنا العام" في التاريخ يؤكدنا كـ"تفسير" وتحقيق مادي، ارضي، وواقعي ملموس لمشروعنا ـ بمعنى آخر يمكن القول بأن جوهرنا "الحضاري والثقافي" ظل قائماً ومرتكزاً على فهم عميق وإدراك "كلي" للحظة التاريخية بافتراض الوعي بجدلية الحراك بين "الممكنات" وتعقيدات الحياة الواقعية.
    ربما علينا أن نختار بملء حريتنا أن نعيش في المكان نفسه مع "الجلاد" وأن نرفض أسلوب الحياة والمعايير المهينة والقابضة على رقابنا ـ ربما لم نكن عالقين تماماً في الفخ ـ ربما بإمكاننا التصرف والعيش "منذ الآن" كما لو أننا نلنا أساساً حريتنا ـ فما يتولد في المخيلة من أفكار قد يصبح حقيقة.

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-15-2011, 12:55 PM)

                  

11-16-2011, 09:34 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    كتب الملك :
    Quote: من المعلوم أن الدولة القطرية نشأت عند مبتدأ ظهورها على مفهوم الهوية الجامعة ..
    التي اصطلح على تعريفها بالدولة القومية ( المانيا – ايطاليا..الخ)..
    ولعل الحقيقة التى لا يمكن تجاوزها أن الدولة السودانية الحديثة ..
    لم تنشأ على نمط المفهوم القومي..
    حالها كحال العديد من الدول التى تشكلت وفق اجراءات ورؤية استعمارية..
    كان يعنيها في المقام الآول فرض الهيمة السياسية ..
    على أكبر مساحة جغرافية خازنة للموار الطبيعية التي يحتاجونها..
    دون أدنى اعتبار لهوية السكان وتنوع ثقافاتهم والنمط العادل لنظام حكمهم..
    هذه الحقائق التأريخية شكلت خلفية واقعية للعديد من الدول التى نالت استقلالها الوطني فيما بعد..
    بعضها أدرك من الوهلة الآولى أن هيكلها الجغرافي لم ينشأ على أساس قومية الهوية ..
    فسارعت في إعادة هيكلة الدولة وتشريعاتها ونظم حكمها..

    الملك :
    الطبيعي "المفترض" أن تفرز الشعوب دولها ـ
    لكن ما حدث في السودان ـ وافريقيا عموماً ـ
    أن الدولة تكونت بحجم أطماع المستعمر أو بحجم قدراته العسكرية ـ دون النظر في فوضى التكوينات السكانية.
    وبالرغم من أن السودان تلقى صدمات قوية واختراقات وصلت حد الاحتراب والإنفصال
    إلا أن المثقف السوداني ظل "شكلانيا" في جهده المعرفي والفلسفي ومنحازاً لـ"شرط الوضوح" والنتيجة جاءت في معالجات وصيغ رغم وضوحها فانها سطحية وفاقدة للمعنى واكثر غربة من الواقع.
    ربما علينا التشكيك في العقل السوداني ونقد أدائه على الصعد المعرفية ـ

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-16-2011, 12:31 PM)

                  

11-16-2011, 02:31 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: يقول محمد المهدي المجذوب في قصيدته (انطلاقة) والتي ألفها بمدينة واو العام 1954م
    فليتِي في الزنوج ولـي ربـابٌ تميـلُ به خطاي وتستقيــمُ
    أُجشِّمه فيجفلُ وهـــو يشكـو كما يشكو من الحُمَةِ السليـم
    وفي حِقْـوَيَّ من خـرزٍ حـزامٌ وفي صَدُغَيّ من وَدَعٍ نظيـم
    وأجتـرع المريسةَ فـي الحواني وأهْــذِرُ لا أُلام ولا ألــوم
    طليـقٌ لا تقيـّدني قريـــشٌ بأحساب الكــرام ولا تميـم
    وأُصرعُ في الطريق وفي عيوني ضبابُ السُّكْرِ والطّربِ الغَشوم


    و

    Quote: يقول الفيتوري :

    قلها لا تجبن… لا تجبن
    قلها في وجه البشريه
    أنا زنجيٌّ..
    وأبي زنجي الجدِّ
    وأمي زنجيه
    أنا أسودْ … أسودْ
    لكني حرٌ أمتلك الحريه
    أرضي أفريقيه
    عاشت أرضي
    عاشت أفريقيه

    ويقول السعيد :
    Quote: إلا أن المثقف السوداني ظل "شكلانيا" في جهده المعرفي والفلسفي ومنحازاً لـ"شرط الوضوح" والنتيجة جاءت في معالجات وصيغ رغم وضوحها فانها سطحية وفاقدة للمعنى واكثر غربة من الواقع.

    يا استاذ صلاح هذا الثقافي معبأ بكم من الاحتقانات الفكريه والتناقضات اتت سابقا بالسلبي والايجابي معا ، سنعود للثقافي والتاريخي حالما نصل إلى مشارف بدايات في حوار الهوية ، وما اعقد التناول في الثقافي وما يحتاجه من حساسية في تناوله تماما ككل اطراف القضية التي خضنا فيها ، عموما سياتي موعد قادم للحديث عن تناقضات وبدايات التفكير المثقفاتي في صراع الهوية والحضارات ما بين افروعربية وعربية عربية وإفريقية خالصة ومدارس اخرى اختارت الوقوف بين بين !
    لنثبت اننا اتفقنا انه لو كان هنالك مخرج واحد للمعالجات وتقصي أبعاد رؤية للقادم فالطريق المعرفي والعلمي البحثي بحيادية هو الموصل لنتائج اتمنى ان لا تنتهي "شكلانيه" كما ارشف ما قبلها الاستمرارية البحثية ستحدث تلك الومضة التي نحتاج لإضاءة عتمة بعض الاشياء .
    ونواصل
    ــــــــــــــــــــــــ
    استاذ محمد الكامل عبد الحليم سعدت ايضا بالحوار معك وما زال للحوار بقية ما زالت طور المراجعه وسنعود ، تقديري لمساهمتك (ونواصل )

    تابر

    (عدل بواسطة Aymen Tabir on 11-16-2011, 02:38 PM)

                  

11-16-2011, 11:09 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    العزيز أيمن تابر :
    من أمر الأشياء في هذا الكون خيانة الذات ــ لذا أحاول بقدر الإمكان ـ وأري أن هذا الانترنت إذا ما أحسنا استخدامه يمكن أن يتيح فرصة نادرة للعصف الذهني ـ أنظر أين نحن ـ ليس بالضرورة البحث عن جماهيرية أو إثارة ـ وليس مهماُ أن يمر على هذا البوست ألآلاف أو شخصين ـ المهم التفكير والحوار (الهادئ العقلاني) ـ وحتى لا تختلط الأمور : بالرغم من أن عمك شايقي "أصلي" (بجرفو وقريرو) لكن لم أشك يوماً في أفريقيتي ـ هكذا اعتراف لا يحتاج لشاعر بحجم محمد المهدي المجذوب ـ لأن الهوية لا تقتصر على مادة الجسم وصورته، باعتبار أن الفرد (حامل وناظم لعناصرها) كونه صورة أو ذاكرة مصغرة عن الرهان العام ـ عموماً الهوية تحركنا وتحدد علاقاتنا بالبيئة والوجود والآخر والموضوعي الخارجي، أي أنها تبني معرفتنا بذواتنا كما أنها تحافظ على وحدتنا الداخلية وعلى عناصر بقائنا واستمرارنا. أظنها إشكالية سودانية محورية، لا يمكن القفز عليها أو تجاوزها أو الإدعاء بعدم حدوثها كـ"معضلة" ـ
    تابر: لا يجوز تحميل الشعر أكثر من ما يحتمل ـ أو إنتظاره في الإجابة على المعضلات العامة .
    شاركني "من هنا" الأساتذة : عبدالحليم والملك ومحمد عبدالجليل وطارق ميرغني ـ في بوست سابق تحت أسم (حماقات حسين خوجلي) ـ وأثرنا نقاشاً حول الهوية ـ منذ أشهر قليلة : (أظنه كان جيداً)..
    http://174.36.244.211/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq...312368885&page=0&pb=
    لي عودة لـ"الشكلانية" وأيضاً نقد العقل السوداني ـ

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-16-2011, 11:13 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-16-2011, 11:19 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-16-2011, 11:32 PM)

                  

11-17-2011, 09:09 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    تابر:
    معذرة "هناك خطأ" في الرابط الذي وضعته على المداخلة السابقة ـ على كل حال "إن رغبت" يمكن البحث بالاسم أو اسم البوست.
    ولدنا العزيز: أيمن تابر :
    من جانبي أحاول بقدر الإمكان عدم الخروج على الموضوع المطروح أو الملامح الممسكة بجوانبه "بغض النظر عن النتائج" ـ حقيقة الأمر لي رأي في طريقة تفكيرنا وربما رؤيتنا المغلوطة للأمور ـ وأرى أن هناك ضرورة للاعتراف بالأخطاء ببساطة (ما هي المحصلة النهائية.!!.. لا شيء غير الفقر والشتات والاحتراب والدمار والإنقسام (والمزيد من التقسيم "قريباً").
    استميحك أنت والزملاء عذراً في استقدام كتابة "سابقة" كنت قد أجريتها قبل عدة سنوات ـ وأسميتها (في نقد العقل السوداني). ربما تحمل بعض الإشارات أو الملامح أو شيء من هذا القبيل:
    Quote: في نقد العقل السوداني:
    لو تمكنا من فك طلاسم الجهة الغامضة "الموسومة بالديمومة" للثقافة المحلية. لو تمكنا من سبر تجلياتها الناشطة الحية رغم محاولات تغييبها وإجراءات هدمها ونسيانها. ألا يمكن لهذه القِوى الداخلية الكامنة أن تنير العالم يوماً ما .!! ربما كنا في أمس الحاجة لاستعادة وعينا الشامل وكياننا الطبيعي قبل الانخراط في الحداثة، قبل الانفصال عن الطبيعي والتحول إلى كائن حضري رمزي. أليست غائية الحياة في ذاتها، في ذات خصوصيتها، ألا نجعل منها سياقاً فكرياً بحتاً.! أن نتحرك في محيطها الطبيعي ونسترجع هناءات الحضور الحسي دونما وسائط تضع الأشياء خارج نطاق وعينا وإدراكنا ـ ألا يحق لنا أن نفكر في استعادة مقدرتنا على فهم الحقيقة مباشرة دون تمهيد منطقي استدلالي، أن نستعيد طاقتنا في الاستيعاب والوثب المباشر لجوهر الأشياء دون تضاد مع الممارسة ودون القفز على المنطق أو العقل ـ ويبقى باطن الفرقة مفتعلاً في تنافر وعي الاختلاط في العلاقة الإشكالية بين الثقافة والمعاصرة. لأن وجود إحداها لا ينفي الآخر ـ الثقافات والحضارات لم تنجز اعتباطاً ـ الحياة المعاصرة أخذتنا بعيداً عن هذا التوازن الدقيق في المنظومة الأخلاقية والقيّمية وعن معادلة انفعالنا وتفاعلنا وتصالحنا مع الموضوعي الخارجي في جوهره وطبيعة موضوعه ـ أراها ثقافات في تمام كمالها بالرغم من استمرارها في إيداعها ـ إلى أين يقودنا هذا التسارع إذا ما ركضنا خلفه.! ـ وماذا لو تخلفنا عنه.! ـ المعادلة أصعب مما تبدو عليه ـ ولكن هذا لا ينفي مقاربتها والنظر في عينها بل ونبشها ونقدها في صميم جوهرها ـ
    يقول برهان غليون في كتابه "اغتيال العقل": "نحن نعتقد أن الأزمة أعمق من الكثير من مظاهرها وهي ليست مرتبطة بزعيم أو سياسة جزئية ثقافية أو اقتصادية ولا حتى بنظام معين أو بالأنظمة عامة باعتبارها تشكل تعبيراً عن مصالح اجتماعية جزئية، وان انحباس كل تقدم اجتماعي وسياسي هو أكبر دليل على أن الأزمة تتجاوز السطح الى العمق".
    وفي موضع آخر يقول: "بالتأكيد لا يخوض المثقفون معركتهم على أرضية متماثلة ولا يطرحون اشكالياتهم على المستوى نفسه من العمق والتجربة. فمنهم من يكتفي بكيل التهم للأشخاص أو الأفراد أو الأحزاب، ومنهم من يرتفع إلى مستوى نقد الإيديولوجيا ومصارعة المفاهيم، ومنهم من يعيشها كمعركة سياسية فلا يرى منها إلا السلطة مقارنين محاسن الدولة الحديثة مع مساوئ الدولة القديمة أو العكس، وآخرون يذهبون أبعد من ذلك فيجعلون من المجتمع نفسه وثقافته التاريخية الخصم الحقيقي لهم حتى يكون لنقدهم طابع النقد الكلي والشامل".
    من دلالات مادة عقل كما جاء في لسان العرب : الجامع لأمره، مأخوذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه، وقيل "العاقل" الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها، أخذ من قولهم قد اعتقل لسانه إذا حبس ومنع من الكلام والمعقول ما تعقله بقلبك , والعقل التثبت في الأمور والعقل: القلب، والقلب العقل, وسُمي العقل عقلاً، لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك، وبهذا يتميز الإنسان عن سائر الحيوان، ويقال: لفلان قلب عقول، ولسان سؤول، وقلب عقول: فهم. وعقل الشيء يعقله عقلاً أي فهمه).
    ما هو العقل وكيف يتطور.! ما علاقته بالجسد.!
    العقل حادث عرضي "غير ضروري" باعتبار أن غيابه لا يلغي الموجود وحضوره لا يمنح شرعية لطبيعة وقانون الوجود. ذلك على الرغم من أنه مخلوق خارج المادة مثله مثل القانون الطبيعي للوجود، إلا أن وجوده معلقاً ومتعلقاً بوسيط لا يحضره ولا يقوم إلا بقيامه ويفنى بفنائه جسداً. العقل شيء مختلف تماماً عن "المادة الحيوية البيضاء داخل الجمجمة" وان كانا مرتبطان في الزمان والمكان، لكن العقل يأتي لاحقاً ولا يحقق امتيازه إلا في معادلة درجة وعيه بالوجود والموجود. أنت عقلك إذن أنت تساوي ما تعلم ـ لذا قيل أنا أفكر إذن أنا موجود ـ لكن ماذا إن لم يكن الجسد.! إذا وجد "المخ" "منذ البدء" مفرداً، وتركت مادته خارج الجسد على "طاولة" مثلاً.! هل يتمكن من التعرف على ذاته وإدراك طبيعة وجوده الحسي والمادي.! بالطبع لن يقود هذا الشكل من الوجود المبهم إلا لـ(وجود لا واعي). الوعي في ذاته فكرة فالمادة الحيوية لا يتسامى وجودها إلى "العقل" إلا من خلال (الحواس الخمس) أي عبر الجسد الذي يشكل وسيلتنا الوحيدة للتلقي والتفاعل والتعبير والتغيير والتأثر والتأثير في الخارجي المادي.
    أريد هنا أن نغرق في السذاجة والفجاجة حتى يكتمل حضور "ذات العقل الذي أوصلنا للمتاهة" ونحن بصدد الدخول على قضية يتسم موضوعها بالغلو أي بوقوعها جزئياً أو كلياً خارج دائرة الوعي والإدراك. قضية "العقل الجمعي السوداني" معضلة بحجم وطن وانتهاك مصير امة.
    علينا الاتفاق أولا على وجود فجوة تتعلق بمناهج التفكير وتتلخص في العزلة والتكلس والضمور وتتمحور حول التباسات التجزيئية في التحور والانعتاق. فجوة لا يمكن قياسها إلا بمعايير التدفق الداخلي لجوهر موضوعنا العقلي وقدراته المعرفية والفكرية. إن فهمنا المغلوط للعموميات في التعاطي مع الكليات بمحاور الانتقائية التجزيئية، التي في أصلها تربط ما بين المتباينات، إنما يؤكد على العشوائية ويدعم الغوغائية في دعاويها للانغلاق ومعاداة المشاريع الحداثية بإعلانها عدواً مما يسهل من عملية إقصائها وتحييدها كفاعل إيجابي في المستقبلي ألانجازي والاستشرافي. نقول أن هذا الانغلاق المتطرف للعقلية السودانية وموقفها الرافض لأي رؤية حوارية وإلحاحها على الإجماع القاطع والمحدد والانحياز التام نحو الثابت على حساب المتغير والسائد على حساب المتجدد في مجتمع متعدد الثقافات والسحن والمحن، أدى للتعصب والتورط في صراع عقيم دفعنا ثمنه الملايين من الأنفس. إضافة إلى العلائق المزمنة من عدم المقدرة على التعرف على الراهن وعدم الإصغاء للمنطق كضرورة لازمة لرؤية استشرافية مختلفة لاحتمالات التفكير والتغيير والتعايش والبحث عن عوالم بديلة يحل فيها الحوار بدل الصراع، هذه المتباينات إنما تشير لضعف مهيض في مقدرتنا على الاستجابة للديناميكية الحية لهادر الوقت وتؤكد على جمودنا ورفضنا الاختلاط في "زمن هذا العالم" الذي حرمناه ومنعناه على أنفسنا كمفهوم ورؤية حوارية تتيح المقارنة والمقاربة والمجاورة والقبول. إن تخلفنا عن فهم معايير الوقت أدي إلى سقوطنا تحت وطأة المتغيرات وتراكم التفاعلات، بما يتضمنه الزمن من حركية وقوى دافعة لإبدال الوقائع والحقائق. الآن فقط .. علينا الاختيار ما بين الفناء والاستجابة لأسئلة الراهن الملحة والإصغاء للموضوعية ومنطق الأمور.
    لا بد من وجود خلل، علة ما، في طريقة تفكيرنا بمعدل الانشطارات وحجم الموت والشتات والتمزق وضياع الأحلام.. هناك أسئلة شائكة وعويصة إذ كيف لعقل أنتج حضارات ما قبل التاريخ "نبتة وكوش" إن لم يكن ساذجاً أن يصل بنا إلى هذا الدرك من الدمار وانهيار الآمال. ربما بدأت أزمته بلحظة الاكتمال والقطيعة مع الخارج وإعلان العزلة والالتصاق بالمتوارث من أوهام وأساطير والارتهان الأزلي لعقلية نهائية ثابتة تحكم تفكيرنا وسلوكنا عبر الزمان والمكان. رغم كل ما حدث ويحدث حولنا، ببساطة ودون اجتهاد أو تعب حكمنا على أنفسنا بالفناء حين خرجنا لمواجهة القرن العشرين بذهنية القرن التاسع عشر. أقول ذلك لأننا تخلفنا عن العلوم الإنسانية "للعقل الجمعي، العالمي العام" باعتباره مجموعة عقول تكاملية أحدثت طفرات على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والصناعية. ولأننا ونحن الآن عند المفترق وفي اللحظة الهاوية، نعاني من إغلاق العقل وانفصال الفكر عن الواقع. خلاصة القول أن الذهنية السودانية لم تتمكن من المتابعة فغاب عنها هاتفها الداخلي الذي يهديها إلى الصواب. ربما كان فهمنا الخاطئ والثابت لفكرة (الاكتمال) أهم عثراتنا عبر التاريخ، لأن الاكتمال في ذاته يعني حالة من الوجود المتغير عبر الزمان والمكان ـ بمعنى أن اكتمال القرن التاسع عشر لا يصلح للعصور اللاحقة بحكم الديناميكية وجدلية التاريخ. حتى العقل السوداني المفرد يتحمل جزء من مسئولية وصولنا للمفترقات فهو يعاني من الانفصام والاغتراب بين فهمه الداخلي ومحيطه الخارجي ويتناقض في موقفه الوجودي الملائم لشروط بقائه وانتمائه. كأنما يقف ضد ذاته، خارجاً على طبيعة وجود واقعه الفعلي والعملي بحيث لا يسعى في تعقب المتخفي للظاهر ولا ينجح في تعقب الإمكانية العائمة للأفعال والظواهر، كأنما لا يستطيع التمييز بين "المحاكاة والانعكاس" في أصل علاقاته التنافسية السوية والمنطقية مع محيطه الخارجي البعيد والقريب، كأنما لا يفهم دوره "تماماً" في إنتاج المعرفي ويتخلف "نهائياً وكلياً" عن إدراك دور المعرفة في إنتاجه. ما زال العقل السوداني يرزح تحت سيطرة المستقطع من أفكار وآليات إقصائية للمنطقية والمعقولية، كأنما يلجأ من الواقع للمثال تحت المتوارث من مفاهيم الفروسية على حساب المنطق والعقل. حتى اجتهاداتنا العقلية الفردية تتصف بالذاتية ولا تنتمي إلى التجريبية العلمية. عقلنا الجمعي ما زال ينتظر المعجزات رغم التسارع المعرفي والتكنولوجي ورغم الديناميكية الجديدة والتفاعل والتقلبات التي تسم المجتمعات من حولنا. اختلطت العلاقات فلجأنا إلى الماهيات وإحالة الفعل إلى كلام والواقع إلى احتمال نفترضه ونخضعه لمفاهيمنا. لم نعد نرغب في التحاور مع محيطنا الحيوي القريب ولا النظر في اشتراطاته واختلافاته العميقة. فضلنا الفصل بين الحياة والفكر والخروج على الراهن في تطلعنا للمماثلة وفرض المثال على الأنموذج. إلى متى نحيل ظواهر الراهن والتعقد الحالي إلى هواجس الريبة ومشاعر الفريسة والعقلية التآمرية.!
    إلى متى ننفر من الاختلاف والتنوع.!
    متى يتوقف نزيف الكلام.!!
                  

11-18-2011, 06:28 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    قلت :
    Quote: على كل حال: التاريخ السوداني لم يبدأ عروبياً بافتراض أن إنساننا، على أقل تقدير "النيلي" كذات منفعلة وفاعلة يظل "أبداً" مشدوداً إلى رصيد وجداني هائل ورصيد معرفي وارث حضاري وتاريخي حيوي ضارب في القدم ومتجاوز للمؤكدين على بداية التاريخ لحظة دخول العرب "علينا" أو على شرق أفريقيا عموماً ـ هذه سذاجة لا يمكن الركون إليها ولا يمكن لهذا التداخل أن يكون بذلك الأثر "الإفتراضي" المنتظم والمؤكد في العقلية العروبية السودانية ـ لأن وصول العرب أستقدم ثقافة على منطقة شهدت بدايات تشكل الأنسنة أو الظهور الأولي للإنسان "الذي تفرعت منه كل أجناس الدنيا"،
    السؤال الذي يفرض نفسه "هنا": هل يمكن لثقافة أن تبتلع حضارة بهذا العمق.!! ـ أظن أن إنسانا سيظل "دوماً" مرتكزاً على بنائية من إرثه الحضاري ـ وأؤكد على "حضارة" باعتبار قيام تفسيرها المادي "كبناء" على ذات ثقافتها ـ أظننا ما زلنا نقوم على تأسيس وعلى علاقات فكرية ووجدانية "معقدة وعابرة للتاريخ" ظلت "أبداً" حاضرة وتعبر عن ذاتها من خلال تراميز شديدة الرهافة، كأنما تنهضنا "عميقاً" في الإيحاء والتكثيف للأنماط التعبيرية المختلفة، بافتراضها "أساسنا" ومرتكزنا الأصيل على الظلال الشكلانية الحائكة لمكوناتنا الخارجية.

    وقلت:
    Quote: لأن مكوننا الثقافي على مستوى "الفردي والجمعي" أقوى بكثير مما نتصور ويحتوي في أصوله الباطنة على قوة اختزالية ومقدرة إجهاضية هائلة ظلت تمكننا "على مر التاريخ" من تفكيك "الوافد" وإعادته لمادته وعناصره الأولية وأحياناً تسعى لانتقاء تبعثره كمفردات اختيارية يسهل استيعابها على تراثنا وإرثنا، ليغدو هذا الوافد الغريب مكوناً من مكوناتنا، ورافداً من روافدنا وجزيئاً من كياننا "الكلي"، القابض المحوري.

    وكتب: أيمن تابر :
    Quote: ولي طلب ان امكن في تفكيك السبب الذي سقت في سياق الحديث عن المكون الثقافي مره أخرى ففيه ما يستحق النقاش بعد ان تضيف او توسع من ماعونه إن امكن وما اعنيه هنا من هو (الوافد) ؟ومن هو (غير الوافد) لنسميه المستقر او صاحب المكان وكيف يكون الوافد مكونا من مكوناتنا ورافدا من روافدنا وهو (وافد) ؟
    في الجزئيه السابقه حوار وكلام سياتي لاحقا بعد ان تتكرم بتوسيعه لمزيد من فهم الفكره

    وكتب :الملك :
    Quote: د نشط المحللون والكتاب في الآونة الأخيرة وهم ينقبون عن جذر ازمة الوطن..
    وضغطوا لتشكيل رؤية حول مفهوم مصطلح (الإسلاموعربية )..
    وهو مصطلح له مرجعية تأريخية..
    عنوا به فيما عنوه من دلالات ..
    التفريق بين الهوية الإسلامية بمحمولها الجامع ..
    والاسلام العروبي بمحموله العرقي..
    فالهوية الاسلامية الجامعة ذات مضمون ديني رسالي ..
    يسع البشرية جمعاء..
    مثله في ذلك مثل ما تقدم من رسالات ..
    لاتحمل جوازا قطريا ولا جنسية عرقية ..
    ولعل مصطلح الإسلاموعربية يستمد جذره من مرجعية (الفكر المهاجري ) إن صحت النسبة و الاصطلاح..
    وهو ذلك الفكر الذي اسس شرعيته على فرضيتين ..
    الهجرة والقرشية..
    ثم رفدها المفسرون والمجتهدون اعتمادا على خيار اللغة التى نزل بها القرآن الكريم..
    معتبرين خيار اللغة دلالة تكريمية تميز العرق العربي وتمنحه الأفضلية على من سواهم..
    على الرغم من أن اللغة نسبت إليهم اصطلاحا دون سند قطعي بأنهم وحدهم من ابتدعوها..
    بل تشير بحوث اللسانيات أنها تناسلت من لغات ولهجات عدة كانت بالجوار..
    تكونت من خلائطها تراكيب المضرية الحجازية ..
    ثم عملت قريش بحكم مركزها العقدي والتجاري ..
    على تعزيز مكانتها وإشهارها من خلال ماعرف تأريخيا بسوق عكاظ قبل أن يتنزل بها القرآن الكريم..
    ولعل تسمية اللغة بالعربية لاتعدو دلالاتها الدلالات العامة..
    التى سميت بها لغات حية أخرى كلانجليزية والقيرمانية ..الخ ..
    على الرغم من غياب الدليل القطعي بوحدانية ابتداعهم لها..
    صحيح لقد كرس الفكر المهاجري علو كعب القرشيين ولغتهم..
    غير أن أثر هذا التمايز لم يكن قويا في اوساط القوميات التي اعتنقت الاسلام من غير العرب..
    بما فيهم بلاد السودان ..
    ولعل من اقوى الدلالات على ذلك..
    تخلي المهاجرين العرب عن هوس النقاء العرقي الذي جبلوا علية في جزيرة العرب..
    ( تخيروا لنضفكم فإن العرق دساس)..
    ولجوئهم للتزاوج من أهل البلاد ليكتسب وجودهم شرعية التمتع بكافة الصلاحيات..
    تلك حقيقة لاينكرها إلا مكابر أو مغرض..
    حتى وإن تمسكت أجيال لاحقة بنسبتها للعرق العربي وأسست هويتها الثقافية عليها ..
    أخلص من ذلك للقول بأن الهويات العرقية كيفما كانت ..
    يأتي تصنيفها كمعرّف ذاتي لا تشكّل خطرا على الكيانات المتساكنة..
    ما لم يتم استغلالها في انكار حقوق الآخر المختلف أو التجني علية..
    ولعل المسارات الواقعية التى تأسست بموجبها الدولة السودانية الحديثة كما أشرت بعالية..
    تْبعد محددات الهوية العرقية عن تبعات الفشل والإخفاق والمظالم التي صحبت ظهور الدولة بسلطانها وصلاحياتها الواسعة..
    صحيح لقد ميز نظام الدولة منذ عهود السلطنة الزرقاء اللغة العربية على ما سواها..
    غير أن شيوع العقيدة الاسلامية بين الأكثرية كان الرافد الأقوى لعلو كعبها..
    كقاسم مشترك يسر عملية التواصل الاجتماعي وتبادل المصالح بين الافراد والكيانات ..
    ولو كانت الكيانات المتساكنة في السودان..
    تملك هوية ثقافية واحدة قبل وصول الاسلام ..
    مثلهم مثل الاتراك والفرس وغيرهما من القوميات التي اعتنقت الاسلام ..
    لما اصبحت اللغة العربية اللسان التعبيري المشترك فيما بينها..
    ولما كانت تلك هي الخلفيات التي دعمت بروز الثقافة العربية على ما سواها قبل ظهور الدولة الحديثة..
    فلا اتفق مع الساعين لتحميل الهوية تبعات قصورنا الفكري والسياسي في إعادة هيكلة الدولة وتشريعاتها..
    لكي تستوعب التنوع وتتجنب مثالبه.

    كتب : عبدالحليم:
    Quote:
    البحث عن الهوية والتنظير لها لا يتاتي بادعاء الحكمة او التعبير عن فداحة او نتائج الاختلال التنموي وربطها بهمينة عرقية او ثقافية وتاصيل ذلك تاريخيا بطرح يتجلي فيه الغبن كنتيجة وسبب في ان.
    المستعمر عندما جاء لاستغلال الثروات لم يكن في المبتدا عابئا بالجغرافية البشرية لكنه استفاد في تكريس واقعها غير المتداخل فانشا المركز وابقي علي الاطار السكاني لتقصير الظل الادراي فاتينا لنسلك مسلكه ولم يتمدد خيالنا السياسي نحو تداخل الثقافي والاثني لكن فضاءنا السياسي ظل رهنا بتخلف الفكر حينما يستخدم كاداة اقصاء كما يحدث اليوم وكاداة فرز لنكون امام مهددات التشطير لوطن كان يتخلق انسانيا منذ كزش-نبته- مروي ..سنار..
    البهو الحضاري منذ تلكمو العصور ظل يرفد الانسان السوداني بتشكيل بانورامي نفسي ممدود عصي علي الادجلة بل ظل هذا التشكيل يحمل فرشاته ملونا كل وافد ثقافي جديد..انظر اضاءة محمد علي طه المك - عادل امين لتري مدي نكهةومذاق الاتساع القيمي ليرتد اليك بصرك عن اتساع وامتداد حدودنا وفضاءاتنا الاخلاقية وتميز سماتنا المعتقدية المخنوقة الان بفكر احادي تسلطي...اعني سماحة الاتساع الانساني بعيدا عن محددات المعتقد..

    أولاً : تحية إجلال وتقدير ـ تستوجب منا القيام حتى يأذن لنا البعض بالجلوس ـ احتراماً لهذه الإسهامات والتساؤلات المهمومة ـ وتحية خاصة لولدنا : أيمن تابر باعتبار يفاعته وصغر سنه ـ الأمر الذي يؤكد ضرورة "الحوار" مع هذا الجيل بافتراضه أكثر قابلية لفهم مشاكل عصره وربما "معالجتها" ـ علينا "نحن العجايز" الاعتراف بسوء الفهم وخلل الرؤية للمرحلة القومية أدى "تحديداً" إلى خلل في الفعل على مستوى إدارة الحياة والدولة ـ وعلينا أيضاً الاعتراف بالهزيمة في كامل "المحصلة النهائية" باحتساب الكم الهائل للموت والدمار والشتات.
    أظنه ليس من حقنا توجيه أو تصويب "هذا العصر" ربما "فقط" "محاورة أبنائنا" ـ لأن القادم مصيرهم "هم" وعليهم مسئوليته ـ "ليس تفضيلاً" ولكن علينا "أولاً" إقرار الفارق والاعتراف بتشكلهم المغاير وتعدد مصادرهم المعرفية وتنوعها، بينما عانينا نحن من محدودية "التلقي" وانعدام وسائل التعبير والحوار ـ "أيضاً لا ننسى استمرارية الحوار في ما بينهم وممارسة الكتابة التي مكنتهم كافراد من اكتشاف ذات رؤيتهم وتفكيرهم قبل اكتشافنا أو غيرنا" ـ حتى نحن افدنا من الانترنت، لولاه ما "تحدثنا وما كان هذا العصف الذهني" لو جاءت وسائط الاتصال في "زماننا" لما وصلنا لهذا المنحدر.
    -------------------------------

    كل من دخل المنطقة "نازحاً مستوطناً أو لاجئاً أو غازياً" في نظري يعتبر وافداً والسؤال مطروح عن آليات التعامل المحلية "مع هذا الوافد" ـ شمال السودان بتركيبته الحضارية تمكن "تماماً" من "الوافد" حتى الكيانات المتعصبة والجاليات المتشنجة التي استوطنت المنطقة، تم كسرها وليها لتفقد ذاكرتها الثقافية وانتمائها العرقي والعَقدي ـ خصوصاً عندما يشكل هذا الوافد خطراً عليها، فهي تعمل على توليد أزمته الخاصة المنقضية لتخليصه من ذاته، وفك ارتباطه وتماسكه وهتكه وهدمه وإفراغه من محتواه ـ وأعتقد أن هذا ليس حصراً علينا فكل الثقافات لديها آلياتها في التعامل مع الوافد مع الفارق إن كانت ممسكة بجوهر حضاري ـ عموماً "خلخلة تماسك الوافد" أراها مقدرة حضارية ـ حتى المصريين يعتدون تماماًَ بقدرتهم على تفكيك الوافد واستيعابه.
    للقبائل النوبية في شمال السودان "وسائلها" المغايرة في استيعاب الوافد ـ لننظر دخول المماليك "منطقة دنقلا" الشايقية لم يستوعبوا حضورهم واستمروا في مناوشات طويلة مع المماليك، حتى لحظة انسحابهم إلى شندي وانزوائهم في التاريخ ـ "قد يرى البعض استسلاماً أو سلبية في تصرف "الدناقلة" تجاه المماليك، ولكن بنظرة فاحصة "نجد" أنها طريقة في المواجهة ـ ربما .. لو ظل المماليك مع الدناقلة "لكانوا الآن" جزءً تستقوي به المنطقة ورافداً لكيانها القابض المحوري.
    حمل قدوم العرب إلى المنطقة "ثقافة" في مواجهة حضارة عريقة ـ لأن الصحراء تنتج "ثقافة" وليس "حضارة" ـ علماً بأن نشوء حضارة يتطلب الاستقرار أولاً ـ بافتراضها تفسيراً مادياً للثقافة. وأظنه من الواضح أن لا يمكن لثقافة أن تبتلع حضارة.
    يتبع ــــــــ

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-18-2011, 08:43 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-18-2011, 09:22 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-18-2011, 09:50 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-19-2011, 07:57 AM)

                  

11-19-2011, 01:17 AM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    السودان ما بين الإحياء والتحديث
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    لدي إقتراح ان وجد التثنيه من جمعكم الكريم هنا فسيتيح نوع من التطوير لمحصلة هذا المجهود ، انا اقترح مراجعة جملة الاسئلة والمداخلات جميعها وصياغة تداخل يعبر عن وجهة النظر الشخصيه في كل القضايا وطرحها مرة واحدة من طرف كل منا بحيث تاخذ شكل الورقه المبسطه لكل المواضيع في نص واحد ، وبعد طرحها يمكننا التداخل على ضوء هذه الورقات المطروحه ووجهات النظر بتطويرها بالحوار حول جسد المساهمه المقدمه مما يسهل حصر الموضوعات وترتيب الحديث وتغطيته لكل اطراف الموضوع وان كان بتجميع المداخلات كلها في شكل موحد.. مهم كل ما قيل ونوقش هنا واجد لدي صعوبه في محاولة التداخل مع كل مساهمه على حده لذا فضلت الشروع في صياغة وجهة نظري بصورة تقديم مداخلة متكامله تغطي كل الموضوع برمته في مره واحده على ان اعود للحوار حولها .
    اتمنى ان يجد اقتراحي القبول من الاستاذة/ السعيد/ الملك / الكامل / طارق
    مع تقديري للجميع
    ـــــــــــــــــ
    تابر
                  

11-18-2011, 10:33 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    العم العزيز أ/صلاح هاشم السعيد
    التحايا والود
    قلت في المداخله السابقه :
    Quote: العزيز أيمن تابر :
    من أمر الأشياء في هذا الكون خيانة الذات ــ لذا أحاول بقدر الإمكان ـ وأري أن هذا الانترنت إذا ما أحسنا استخدامه يمكن أن يتيح فرصة نادرة للعصف الذهني ـ أنظر أين نحن ـ ليس بالضرورة البحث عن جماهيرية أو إثارة ـ وليس مهماُ أن يمر على هذا البوست ألآلاف أو شخصين ـ المهم التفكير والحوار (الهادئ العقلاني)

    حقيقة توقفت عند مداخلتك ولا اخفي ان قلت التبست بعض الاشياء لدي في ما يخص مداخلتي السابقه ، فاحترت بين الربط بين مداخلتك ومداخلتي ام الفصل بينهما ، ولكن على كل فضلت العوده الى مداخلتك قبل استمراري في الموضوع جوهر البوست ، أولاً انا اتفق معك ان الإنترنت اصبح مرجع بحثي هام للسهولة في الحصول على المعلومة وبالفعل إذا ما احسنا استخدامه فسيغدو بوابة معرفية لا يمكن الانفكاك منها ولما لا فبنقرة كي بورد ترسل معلومتك إلى الألاف بل الملاييين حول العالم الذي اضحى اصغر من قريه بل غرفه صغيره يتقاسمها كل البشر .
    عن الجماهيريه او الإثاره حقيقه لا ارى إشاره إلى ذلك في هذا البوست إذ ان قيمته في جدية المتداخلين في خلق (عصف فكري ) حول موضوع عام ولكنني اختلف مع انه من المهم جدا مرور المئات بل الألاف من هنا واتمنى لو ثبت بكري البوست في اعلى المنبر وقد دعوت مجموعه من الناس للتداخل وقراءة هذا البوست وثبته عبر صفحتي في الفيس بوك أكثر من مره ، ما الهدف من البحث او الاجتهاد الفكري في قضية عامة إن لم تستدعي مشاركة اكبر قدر من الناس في تناولها وتوسيع محاور الحديث فيها ، وما زلت اتمنى تداخل الناس بالعشرات في هذا الموضوع على نفس النسق الذي ندير به حوارنا (عصفنا الفكري) كما اسميناه فهو يخدم العام بشكل مباشر ، اما التفكير والحوار الهادي العقلاني فهو ضرورة انتاجنا لخطوه في فتح نافذه للتفكير بهذا النسق (العقلاني) في تناول القضايا .
    قلت ايضا :
    Quote: تابر: لا يجوز تحميل الشعر أكثر من ما يحتمل ـ أو إنتظاره في الإجابة على المعضلات العامة .

    الشعر انعكاس للعام ، خطاب متطور الوعي الجماهيري المحرك والمؤرخ في احيان لصيرورة الصراعات الاجتماعيه والسياسيه والاقتصاديه ، لعب دور هام في عكس الكثير من القضايا الهامه وعبء للكثير من التغييرات المهمه ايضا .. انا شخصيا من الغارقين في بحر الشعر ، اكتبه احيانا وادمن قراءته كثيرا وكان في مداخلتي تمهيد لدخولي إلى الثقافي من زاوية الهوية والتاريخ فوددت التمهيد لذلك عندما اتت المناسبه بحديثك عن الثقافي .
    عموما يا استاذي العزيز اظننا جميعا هنا متفقون على حوار ماهل لا حدود او تاطيرات لما سيصل اليه او اين ومتى ينتهي .. فالموضوع واسع جدا والبحث فيه مرهق كمجمل الحالة السودانية عامة ، ربنا يقدرنا جميعا ونصل لنقطة حتى ولو قريبة من الشاطيء في خوضنا وسباحتنا هذه في بحور معقده وهائجه برياح عاتيه معلنه ومخفيه .
    لك كل الود والتقدير
    ونواصل
    ــــــــــ
    تابر
                  

11-19-2011, 09:30 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: Aymen Tabir)

    Quote: حقيقة توقفت عند مداخلتك ولا اخفي ان قلت التبست بعض الاشياء لدي في ما يخص مداخلتي السابقه ، فاحترت بين الربط بين مداخلتك ومداخلتي ام الفصل بينهما

    ولدنا الغزيز: أيمن تابر :
    احياناً ـ مداخلاتنا لا تنجو من إنفعالات لحظية ـ حقيقة الأمر ـ كتبت المداخلة مباشرة بعد محادثة "تلفونية" مع صديقي "طارق ميرغني" ـ وتحدثنا حول "مسك العصاية من النص" ـ وأن البعض "يخشى النظام ويخاف المعارضة ويتقى النقد" ـ وكان حديثنا في الأساس حول طبيعة البوستات الفكرية ـ وأنها ليست جماهيرية ـ وأنه إذا جاء العنوان مثيراً أو مرتبطاً بأسم شخصية عامة أو به تلميحات أو إن قلت في العنوان ـ توجد صور و فيديو ـ فسيتداخل الآلاف ـ ربما أنعكست تداعيات حديثنا على مصادفة المداخلة ـ معذرة ولدنا العزيز "هرمنا..".
    Quote: الشعر انعكاس للعام ، خطاب متطور الوعي الجماهيري المحرك والمؤرخ في احيان لصيرورة الصراعات الاجتماعيه والسياسيه والاقتصاديه ، لعب دور هام في عكس الكثير من القضايا الهامه وعبء للكثير من التغييرات المهمه ايضا

    أتفق معك ـ لكن للشعر طبيعة ذاتية ـ ليس لدي شيء "ضد الشعر" ولي نصوص يمكن تسميتها "جمالية أو غنائية أو حتى شعرية نثرية.." حقيقة الأمر لا أدري تماماً ـ بعضها منشورة في منتدى التوثيق الشامل "فصاحة الألوان" ـ لكن ما نحتاجه الآن : الوضوح وليس الرمزية ـ النقد والمواجهة وليس المجاملة ـ نحتاج إلى أنقلاب فكري عام "واضح وصريح" .. فقط لو عاينا "المحصلة النهائية" "لا شيء" فقط لو نظرنا في فشل "مشروع الدولة السودانية" بحجم القتل والشتات والدمار والجوع .... الخ.
                  

11-19-2011, 05:56 PM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    تحية ...الاعزاء المتداخلين واصحاب المبادرات الشاحذة للتفكير...

    السياق العام ينبئ باحباط لا يسعف المرء للتامل او الاستذكار...لكن المحاولات يجب ان تستمر...لجهة رمي الحجر في بركة التفكير الساكن(المحبط)...التاسيس لفكر حواري يجب ان يكون سيد الموقف...الاجمل هو ان يضيف المرء الي قائمة معارفه واصدقاءه شخوص امثالكم يبحر معها في زورق واحد...

    المطلب الاخر ان نتحلق حول فكرة الحب وبما يحمله من فضاء بهيج للتسامح وللسير معا في الدروب والمسالك الوعرة(في كل الاحيان يا تري؟)... دروب الفكر ..التفكير...الحوار...وبالصدق الذي لا تستقيم بدونه الاشياء..

    (لا توجد صور)...هل تشفع علامات الاستفهام؟.. لكم الحب والاحترام...
                  

11-20-2011, 10:58 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    Quote: تحية ...الاعزاء المتداخلين واصحاب المبادرات الشاحذة للتفكير...

    السياق العام ينبئ باحباط لا يسعف المرء للتامل او الاستذكار...لكن المحاولات يجب ان تستمر...لجهة رمي الحجر في بركة التفكير الساكن(المحبط)...التاسيس لفكر حواري يجب ان يكون سيد الموقف...الاجمل هو ان يضيف المرء الي قائمة معارفه واصدقاءه شخوص امثالكم يبحر معها في زورق واحد...

    المطلب الاخر ان نتحلق حول فكرة الحب وبما يحمله من فضاء بهيج للتسامح وللسير معا في الدروب والمسالك الوعرة(في كل الاحيان يا تري؟)... دروب الفكر ..التفكير...الحوار...وبالصدق الذي لا تستقيم بدونه الاشياء..

    (لا توجد صور)...هل تشفع علامات الاستفهام؟.. لكم الحب والاحترام...

    الاستاذ: محمد الكامل عبدالحليم :
    كيفك ـ
    مشكلتنا (نفسنا قصير) ـ سريع نزهج ونخرج تاركين المشاريع معلقة ـ لو استمرينا ربما "أضفنا شيئاً" ـ أعرف أن المطروح قضية شائكة ومتشعبة ومرتبكة ومخلخلة بقضايا تاريخية ومتعلقة بالهوية والاجتماعي والتبدلات قديماً وحديثاً ـ
    ـ أعول عليكم كثيراً في هذا النقاش واستمراريته ـ واعول على ولدنا: تابر ـ باعتباره رؤية مغايرة ـ
    ـ تلقيت رسالة من الملك ـ اعتذر فيها عن غيابه ـ واتوقعه قريبا ـ
    خليكم قراب ـ
                  

11-21-2011, 12:29 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    الأخوة والأبناء:
    متابعة لأحاديثنا نقول:
    "حضارياً" تلقت المنطقة الصدمة واستوعبت القدوم العربي "كما ورد سابقاً" ـ أي تم إدراجهم داخل المشروع الحضاري المحلي ـ وعليه يكون من الصعب قراءة هذا التلاقي أو شكل الاستيعاب الذي تم على أنه "عربياً صرفاً" وإن احتفظ بمفاهيم الفروسية كنمط متوارث من مخلفات المجتمع الرعوي ـ أيضاً لا يجوز الانكفاء على "العروبة" لاعتبارات "جينية أو لغوية" والإدعاء "قسراً" بأنها صالحة لأن تكون "مطابقة للهوية".
    لا اعتراض لي على التفاسير الحداثية حين قولها: بأن الهوية هي: (ما يدعيه الشخص لنفسه) ـ على خلفية الدعوة للتصالح أو حل الإشكال "الاشتباكي" ومنعاً للنفي من الجماعة ـ لأن هذا يعني أو يؤدي إلى قبول محاولات البعض على مستوى "ألفردي" أو على مستوى الجماعات والقبائل "الصغيرة" في التجمع أو الانتماء الحاشد لقبيلة قابضة أو مسيطرة ثقافياً وسلطوياً.
    السودان يشهد ردة جماعية نحو تفتيت المجتمع وإلغاء فكرة "التجمع" في أحزاب جامعة "للقبائل" أقصد تحديداً "الاتحادي والأمة" لصالح الفئة أو القبيلة التي تشكل دوائر صغيرة داخل المجتمع ـ لذا قامت الاحتجاجات والتظلمات على مفاهيم تسعى لإلغاء التميز الفردي أو السياسي أو "المهني الإداري للدولة" لحساب التميز الفئوي.
    ربما علينا الاعتراف بأن (الثقافة القبلية) ضاربة في حياتنا ـ وأن مصطلح الهوية "عندنا" ما زال مرادفاً للقبيلة، كونها جزء "أصيل ومتأصل" في مركبنا الذهني ويمثل المحرك الفعلي للجمعي في "العقلية المحلية" ـ وبأننا لا نستطيع التخلص من تأثيرها على مستوى الدولة والسياسة العامة ـ وبذلك نحن لا نستطيع أن ننكر دور الفئوية والجهوية من تبعات على مخرجات (المنجز القومي العام).
    ونحن نتساءل إن كان بالإمكان اعتبار القبيلة ضمن مؤسسات المجتمع المدني باعتبارها ممثلة لمنظومة "اجتماعية سياسية تقليدية" والاعتراف بأنها تتصف بتنوع في أشكال التنظيم الممكنة حضارياً واجتماعياً وسياسياً.؟!!.. أو إن كان بالإمكان للتعددية القبلية أن تمثل بديلاً أخلاقياً أو جزئياً عن التعددية السياسية.!. وهل يمكن التعايش ما بين هيمنة شاملة ومستوى محلي مستقل "بشكل أو بآخر" وأن يشكل هذا التعايش نوعاً من الاندماج أو شكل سياسي أو مشاطرة تسمح للمناطق أو القبائل بإدارة شئونها بنفسها.؟!. بدلاً من جعلها وكيلاً عن دولة لا تُرى أو مركزية قابضة على مصالحها..
    ربما علينا فتح الباب أمام قراءة (سوسيو/ثقافية) كون مكوننا مرتبط جوهرياً بالفئة التي تشكل دوائر صغيرة في المجتمع وتقسم العمل والأدوار داخله.
    أيضاً يمكن النظر لمجتمع القبيلة باعتباره "إرثاً في معالجة الانقسام"، فالقبيلة نفسها "إرثاً انقسامياً" قائم على أساس العشائر، نظراً للتماثل الموجود والمتحقق "فعلياً" بين أفراده المتعاقدين والمترابطين في حلقات تكون وحدة القبيلة وتعطيها طبيعة متشابكة عائلية وسياسية.

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-21-2011, 10:51 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-21-2011, 11:02 PM)

                  

11-21-2011, 11:09 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    كتب الأستاذ: محمد الكامل عبدالحليم :
    Quote: الحديث عن المؤثرات الحضارية والثقافية باستحلاب تجلياتها الانسانية قد يمطر او يتدفق منه المزيد من فرضيات التساكن وفرص التفاعل كمعبر او قناة للتواصل الانساني وفق حباله الممدودة منذ الازل الحضاري..ويحدث ذلك ببرامج يتم صياغاتها لابراز تلكمو التجليات الحضارية الممتدة عبر الازمنة و عن تاثيرها المراد الاضاءة بشأنه
                  

11-22-2011, 10:18 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    (2)
    هل نستطيع ترتيب هذا الزمن السوداني .!!.
    يصر البعض على "ضرورة" هدم القبيلة بدءً بإلغاء حضورها في السلطة على أنها مثلبة اجتماعية أو نظام متخلف "يجب التخلص منه" ـ وهي نظرة وإن ذهبنا إليها متسامحين ـ إلا أنها لا تقدم البديل "الواقعي" الممكن لإحلال العلاقات القبلية "بوسائلها القوية النافذة والمتشابكة" في دولة قبائل متشاكسة ومتناحرة "كما نعرفها".
    ربما أردنا الانتقال إلى ما نسميه مصطلحاً بـ(الحداثة) عن طريق الاحتكاك بالمستعمر ـ كما في "العالم العربي وأفريقيا عموماً" "كلنا" لم ننضج على نار التصنيع التي نضج عليها العالم الأوربي. لذا لا يمكن الحديث عن تطبيقات حداثية "بمفاهيم غربية" ـ الأكيد أن تطورنا لم يبني على إنتاج مادي أو معرفي حديث "يمكن من المقارنة أو المقاربة" ـ نحن دولة قبائل ـ ثقافتنا وتفكيرنا وعلاقتنا ونشاطاتنا الاقتصادية والاجتماعية ـ كلها قائمة على هذه المفاهيم ـ حتى أحزابنا السياسية قائمة في صلبها على أساس قبلي، فلا يعقل أن يتجمع كامل الشمال وكامل الشرق تحت راية (الختمية) وكامل الغرب وبعض الوسط تحت راية (الأنصار) ـ بافتراض "وجود" قناعة فردية في الانضمام للحزب، علماً بأنها أحزاب لا تقدم برنامج "سياسي إقتصادي" واضح ولا تستند إلى أيديولوجيا ثابتة. على كل حال أراها تجمعات "قبلية" قامت لمواجهة المسألة القومية "حينها". وأرى أن "المفاهيم القبلية" تحديداً أجهضت محاولات الأحزاب الحديثة في الدعوة للانتماء القومي "بديلاً" عن القبيلة ـ أي بمعنى التنادي للاجتماع تحت لواء "البرنامج والنظرية" بغض النظر عن الجهة أو العرق أو اللون.
    يبدو أننا تعودنا أن ننصع أحزابنا بأشكال تعكس التصور الضيق للمجتمع ـ حتى صرنا نشعر وكأن كل حزب جديد يعني "قبيلة جديدة" تؤمن الاستقرار والحماية ـ كأنما نحن أمام نوع من "العصبية الحزبية المحدثة" تؤمن لأعضائها السيطرة والتفوق على جميع المستويات "الاقتصادية والسيادية وحتى الاجتماعية".
    خلاصة القول : ما يعرفه السودان من حداثة، هو مجرد "شكل" بسبب إجراءات الاقتباس السهل.
    "الحداثة الغربية" التي يتبناها ويدعو لها البعض تبدو لي متناقضة مع التركيبة العامة للدولة السودانية ـ ربما علينا إيجاد (حداثتنا الخاصة)، إذ كيف يمكن الحديث عن نموذج غربي، مع الإصرار على نقل أشكال العلاقات والمصالح والصراعات الجهوية إلى السياسة العامة للدولة، حداثتنا شكلية لأنها تحتفظ "شكلياً" بمؤسسات مدنية "شكلية"، تعرف "تماماً" أنها شكلية وبلا قيمة، ولا يلتفت إليها ولا يلقى لها بالاً.
    بناء الدولة "الوطنية" يحتاج إلى إرادة مؤمنة بالاجتماع المتساوي.

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-22-2011, 10:20 AM)

                  

11-22-2011, 11:29 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    الأستاذ صلاح السعيد..
    في كتابك الأخير هذا..
    أراك تدير رقابنا بقوة لنشهد عرينا الفكري..
    وتمسحنا بابداعات فكر الغير..
    لا بل مدى اصرارنا على ملاءمته لواقعنا الموصوف بالتخلف..
    كأني بك تذكر بالاستغلال الغير مرشّد لواقعنا..
    لجهة إنفاذ مشاريع وطروحات فكرية بعيدة عنه تماما ..
    لا بل مؤلمة ومدمرة لنسيجه الاجماعي..
    الواقف على قوائم التكوينات الاجتماعية الأولية ..
    وفقا لتصنيفات مدارس الفكر الاجتماعي..
    ..
    سوف أجلس مع رفاقي في الصف حتى تُكمل.
                  

11-22-2011, 06:59 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد على طه الملك)

    الدولة أسيرتنا.!!.
    بدءً: يجب أن نعي "تماماً" بأن القبيلة مرتكزة في جوهرها على عقلية ولاءات ووشائج نهائية قاطعة ومانعة ومنغرسة في أعمق أعماق وجدانها ـ وأنها عميقاً من الداخل تستوي على تقاليد وعلى تراتبية وأشراط قِيميّة وأخلاقية "محددة ومؤكدة ولازمة ونهائية". بمعنى أنها مبنية "أصلاً" على حيز من تحالفات وأطر مهيمنة بقدر ارتكازها على رابطة قرابة أو علاقات نسب ووحدة عشائرية ـ إذا أسلمنا أو اعترفنا بأننا "دولة قبائل" يكون أمراً متوقعاً أن تؤثر هذه التركيبة "القابضة" على علاقات الدولة وعلى المنظمات الأبعد عن القبيلة.
    حالياً لا يمكن الحديث عن "التمازج" باعتباره من خصائص مجتمعات أنجزت ثورتها الصناعية "الخاصة" وقامت كبناء على منجزها المادي والمعرفي (الخاص) أو شعوب أفرزت دولها، أو دولة ولاءات "لا قبلية" بصفتها "تجمع مصادفات" في نموذج أمريكا "حيث تم محو القبيلة وإحلالها بالشتات".
    علينا أن نقر بالأخطاء ـ وبأننا لم نهتد "حتى اللحظة" إلى رؤية حقيقية أو نظرية يمكن لها أن تفسر تاريخنا وحضارتنا تفسيراً مقنعاً وشاملاً ـ وأن كل النظريات الوافدة "بضجيجها وزخمها" لم تستطع كسر الإطار الفكري للعقلية المحلية "القبائلية" ـ

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-22-2011, 07:03 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-23-2011, 06:37 AM)

                  

11-23-2011, 06:42 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: الأستاذ صلاح السعيد..
    في كتابك الأخير هذا..
    أراك تدير رقابنا بقوة لنشهد عرينا الفكري..
    وتمسحنا بابداعات فكر الغير..
    لا بل مدى اصرارنا على ملاءمته لواقعنا الموصوف بالتخلف..
    كأني بك تذكر بالاستغلال الغير مرشّد لواقعنا..
    لجهة إنفاذ مشاريع وطروحات فكرية بعيدة عنه تماما ..
    لا بل مؤلمة ومدمرة لنسيجه الاجماعي..
    الواقف على قوائم التكوينات الاجتماعية الأولية ..
    وفقا لتصنيفات مدارس الفكر الاجتماعي..
    ..
    سوف أجلس مع رفاقي في الصف حتى تُكمل.

    الاستاذ: محمد علي طة الملك :
    ربما ينقذنا العصف الذهني ـ واصرار الوصول إلى نتيجة ..
                  

11-23-2011, 08:36 AM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: الوطن

    عليه أن يُصاب بالسُل

    كي لا ينسى أن له رئَةً,

    وعليه أن ينام في العراء

    كي لا ينسى أن لهُ سماءً أخرى
    .
    وعليه أن يعمل خادماً

    كي لا ينسى أن لهُ مهمه وطنيه."


    ومعكم في الصف حتي يكتمل
                  

11-23-2011, 08:54 AM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    تحية....

    نجاح التركيبة القبائلية القابضة في التاثير علي علاقات الدولة وعلي المنظمات الابعد عن القبيلة حسب طرحكم يعطي شقين من شقائق التحليل فقد ينهض كدليل علي عدم مقدرة الوافدالحضاري او الثقافي علي تفكيك (الاطار الفكري)حسب توصيفكم او عدم الخضوع للادجلة بسبب الموروث الحضاري كما أزعم واشير.. او قد ينهض كمؤشر عن درجة التخلف من منظور راهن وليس من منظور رصد التطور الاجتماعي او ما اقتضته حركة التاريخ الاجتماعي كاحد ضرورات المجتمع في ظرف ما من ظروف نشأته..

    لا نبحث عن تاريخنا بقدر اهمية البحث عن كيفية اتاحة الفرص للتخلق الامن للمجتمع سياسيا او من حيث ضرورات التساكن والمهاداة بين اطيافه المتنوعةاثنيا وثقافيا .اما محاولة ايجاد نموذجنا الخاص المتوافق مع ذهنيتنا الراهنة فقد يضعنا من حيث التحليل او الرصد امام منعطف الساكن المتخلف امام المتحرك المامول....

    الاجدر بالبحث ليس من نحن انما ماذا نريد ان نكون... التفريق بين ما هو حضاري وما هو ثقافي في اتجاه تحليل الهوية يختلف بطبيعة الحال عن رصد وتحليل الواقع السياسي بابعاده الاجتماعية القابلة للتنظير ..

    عليه يبدو لازما تحديد موضوع العصف الذهني بداهة قبل ان نوغل في التناول الافقي دون ركائز معرفية.

    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 11-23-2011, 09:03 AM)

                  

11-24-2011, 10:57 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    البركة في السودان
    البركة فيكم وفينا ـ
    في الرجل المناضل الرمز : التجاني الطيب ـ
    كان صديقاً للوالد ـ التقيته عدد من المرات ـ
    واعرف ثباته ـ وقوة اصراره على الحق ـ
    كان عصي على التنازل و الانكسار
    لم يعرف "قطعاً" لحظة ضعف
    له الرحمة والمغفرة بقدر مجاهداته الفكرية وبقدر شجاعته وثباته على المبدأ والخير أو ما يراه "الحق"
    له المغفرة والرحمة بقدر تجرده وبقدر تضحياته وبقدر ما قدم لوطنه ـ
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    إنا لله وانا اليه راجعون
                  

11-24-2011, 12:46 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    الأستاذ صلاح السعيد..
    رحم الله الأستاذ التجاني الطيب وأسكنه فسيح جناته..
    أحر التعازي لأهله ورفاقه..
    إنا لله وإنا إليه راجعون.
    ..

    Quote: الدولة أسيرتنا.!!.
    بدءً: يجب أن نعي "تماماً" بأن القبيلة مرتكزة في جوهرها على عقلية ولاءات ووشائج نهائية قاطعة ومانعة ومنغرسة في أعمق أعماق وجدانها ـ وأنها عميقاً من الداخل تستوي على تقاليد وعلى تراتبية وأشراط قِيميّة وأخلاقية "محددة ومؤكدة ولازمة ونهائية". بمعنى أنها مبنية "أصلاً" على حيز من تحالفات وأطر مهيمنة بقدر ارتكازها على رابطة قرابة أو علاقات نسب ووحدة عشائرية ـ إذا أسلمنا أو اعترفنا بأننا "دولة قبائل" يكون أمراً متوقعاً أن تؤثر هذه التركيبة "القابضة" على علاقات الدولة وعلى المنظمات الأبعد عن القبيلة.
    حالياً لا يمكن الحديث عن "التمازج" باعتباره من خصائص مجتمعات أنجزت ثورتها الصناعية "الخاصة" وقامت كبناء على منجزها المادي والمعرفي (الخاص) أو شعوب أفرزت دولها، أو دولة ولاءات "لا قبلية" بصفتها "تجمع مصادفات" في نموذج أمريكا "حيث تم محو القبيلة وإحلالها بالشتات".
    علينا أن نقر بالأخطاء ـ وبأننا لم نهتد "حتى اللحظة" إلى رؤية حقيقية أو نظرية يمكن لها أن تفسر تاريخنا وحضارتنا تفسيراً مقنعاً وشاملاً ـ وأن كل النظريات الوافدة "بضجيجها وزخمها" لم تستطع كسر الإطار الفكري للعقلية المحلية "القبائلية"


    دعني أمرّ خباً على ماتفضلت به من عصف..
    تحت عنوان الدولة أسيرتنا..
    من الدلالات الراسخة لذلك الأسر في الذهن الشعبي..
    المقولة الشهيرة ( إن فاتك الميري ادردق في ترابه )..
    والميري هنا يشير الى الدولة وسلطتها..
    هذه المقولة تكشف قدراً وافراً من اللا مبالاة واللا موالاة للدولة الحديثة..
    كسلطة ونظام يملك قوامة على تنظيم العلاقات بين الأفراد في المجتمع..
    ويكشف أن تهافت الذهن الشعبي إبتغاء سلطتها..
    لم يكن يوماً بدافع تحقيق المصالح العامة..
    بل لإصابة مصلحة خاصة أو فرض سلطة على الآخرين..
    وتلك عينها الثنائية التي باتت ملازمة لسلوك السياسين والرسمين في الدولة..
    وغيبت مفاهيم الشفافية والدقة والحرص على المنجزات التي تحقق المنفعة الكلية..
    وتبني أواصر المحبة ..
    وتؤسس لبنية اجتماعية قومية أو وطنية متساوية ..
    وكأن العصبية الموروثة من الطبيعة القبلية..
    أحيلت لتسبغ طبيعة ومنهج الكيانات السياسية علمانية كانت أم عقائدية..
    وتسربت لتدغم الكيانات البعيدة عن السياسة كالكيانات الصوفية والسلفية..
    فبدت بكليتها لعين المراقب المحايد..
    تكتلات على الرغم من طابعها المدني لم تفلت من طبائع (العقلية المحلية القبائلية) كما تقول..
    ويبلغ اللأمر أقصى مراحل الخطر..
    حين تنتقل العدوى للمؤسسات العسكرية ..
    وتصيّرها بديلة عن الطابع المدني للدولة ..
    ومن ثمّ القيّمة على تنظيم العلاقات في المجتمع ..
    عندها لاتصبح الدولة مهددة في وجودها فحسب..
    بل يغشى الخطر تلاحم النسيج الاجتماعي نفسه..
    ويصيب الشلل تلقائية قدرته في استيعاب الآخر البشري والثقافي ..
    فتنزع كياناته نحو تدابير المواجهة..
    تما كما هو حالنا الآن.

    (عدل بواسطة محمد على طه الملك on 11-24-2011, 01:54 PM)

                  

11-24-2011, 07:15 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد على طه الملك)

    الدولة أسيرتنا..
    نعم..
    لأنها لم تأت في إطار التطور الطبيعي لكياناتنا الاجتماعية..
    بل فُرضت قسرا علينا..
    ووضعت كلكل مؤسساتها فوق هامات تكويناتنا المحلية..
    فتململت..
    ثم ثارت..
    وقاوم المجتمع منهجها التعليمي على حداثته..
    ( ما بدخل مدرسة المبشّر عندي معهد وطني العزيز)..
    على الرغم من أن المعهد نفسه لم يكن أصيلاً في ثقافة الأرض..
    غير أنه تسرب مع غيره البشري بتوءدة ..
    وتمهلا بيننا بلا فروض..
    فقبلناهما دون تزمر أو مقاومة..
    وجدونا نعلي مقامات زعمائنا ونقدسهم ونقيم فوق جثامينهم الصروح والأهرامات..
    فأمهلونا لنقيمها قبابا وأضرحة.. فوق جثامين الأولياء والصالحين..
    وجدونا نعزف المعازف ..
    ونولم لها..
    ونقرع الطبول..
    ونصطف راقصين على إيقاعاتها الساخنة المدوية..
    فأمهلونا لنقرعها وشاركونا وتمايلوا معنا على إيقاعاتها ذاكرين حامدين الله وحده ..
    ركبوا البحر معنا حيث ركبنا..
    وحرثوا الأرض حيث حرثنا..
    وسرحوا معنا حيث سرحت أنعامنا..
    هكذا جاء تلاحمهما وتلاقحهما مع ثقافة الأرض..
    دون ازدراء أو اقصاء أو تعالٍ..
    لا كما فعلت الدولة الحديثة عند مجيئها غازية..
    وتفعله بعض التنظيمات الحديثة الآن ..
    بعد استيلائها على مقومات الدولة..
    فازداد ما صار إليه واقعنا اشتعلاً.

    (عدل بواسطة محمد على طه الملك on 11-24-2011, 07:50 PM)
    (عدل بواسطة محمد على طه الملك on 11-24-2011, 07:58 PM)

                  

11-25-2011, 05:58 AM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد على طه الملك)

    تحية....شكرا لمزيد الاضاءة...

    الدولة كنموذج واطار وفكر حضاري قد يتعارض ولا يزال مع ذهنيتنا الوالغة حتي الان في ارتباطها الغيبي بالمفهوم القبائلي الذي اشار اليه السعيد والدوران في فلك قوته القابضة وجودا وعدما مقرؤا ذلك مع محاولات العسكر (مسنودا باجندة او فكر تسلطي او خلافه) لتذداد صناعة التجهيل تارة بحمل شعار الدين او بالمغامرة والباسها فيما بعد الثوب المتوافق ظنا مع استمرارية البقاء في السلطة...
    ليذداد التخلف تبعا لذلك( ونصبح بين الحزاني حزنهم بارد الدمع والعبرات) كما قال شاعر امتي يوما (حين صارت بعينيك كل القصائد قطنا)...اذا جاز الاقتباس ..

    نحن مواجهون بالسعي نحو الخروج من براثن التخلف بمزيد من الضوء والنور...باشعال النور في العقول وتحرير الانسان من قبضة الفقر واتاحة الفرصة للتخلق الامن للمجتمع لتتساكن طوائفه الثقافية بمفرداتها الايجابية(فقط) عبر النور الذي اشرت اليه وعبر دروس التاريخ باستحلاب تجليات انسانه القديم حضاريا او حتي بقراءة السياق الحضاري القديم ومفرداته في التصالح المفضي الي الخير والبقاء..
    نقد العقل السوداني رهين باجتهادات المتخصصين المجتهدين ويسير ذلك جنباالي جنب مع محاولات القوي المستنيرة في المجتمع وقواه الوطنية المهمومة بمحاربة الجهل والتجهيل والمهمومة ايضا بايجاد البيئة الديمقراطية الحاضنة لاي تفاعل ايجابي نحو الحق والخير والعدل..

    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 11-25-2011, 06:02 AM)
    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 11-25-2011, 06:03 AM)

                  

11-26-2011, 06:45 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    كتب الأستاذ:
    محمد علي طه الملك :
    Quote: وكأن العصبية الموروثة من الطبيعة القبلية..
    أحيلت لتسبغ طبيعة ومنهج الكيانات السياسية علمانية كانت أم عقائدية..
    وتسربت لتدغم الكيانات البعيدة عن السياسة كالكيانات الصوفية والسلفية..
    فبدت بكليتها لعين المراقب المحايد..
    تكتلات على الرغم من طابعها المدني لم تفلت من طبائع (العقلية المحلية القبائلية) كما تقول..
    ويبلغ اللأمر أقصى مراحل الخطر..
    حين تنتقل العدوى للمؤسسات العسكرية ..
    وتصيّرها بديلة عن الطابع المدني للدولة ..
    ومن ثمّ القيّمة على تنظيم العلاقات في المجتمع ..
    عندها لاتصبح الدولة مهددة في وجودها فحسب..
    بل يغشى الخطر تلاحم النسيج الاجتماعي نفسه..
    ويصيب الشلل تلقائية قدرته في استيعاب الآخر البشري والثقافي ..
    فتنزع كياناته نحو تدابير المواجهة..
    تما كما هو حالنا الآن.
                  

11-28-2011, 10:30 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: الدولة أسيرتنا..
    نعم..
    لأنها لم تأت في إطار التطور الطبيعي لكياناتنا الاجتماعية..
    بل فُرضت قسرا علينا..
    ووضعت كلكل مؤسساتها فوق هامات تكويناتنا المحلية..
    فتململت..
    ثم ثارت..
    وقاوم المجتمع منهجها التعليمي على حداثته..
    ( ما بدخل مدرسة المبشّر عندي معهد وطني العزيز)..
    على الرغم من أن المعهد نفسه لم يكن أصيلاً في ثقافة الأرض..
    غير أنه تسرب مع غيره البشري بتوءدة ..
    وتمهلا بيننا بلا فروض..
    فقبلناهما دون تزمر أو مقاومة..
    وجدونا نعلي مقامات زعمائنا ونقدسهم ونقيم فوق جثامينهم الصروح والأهرامات..
    فأمهلونا لنقيمها قبابا وأضرحة.. فوق جثامين الأولياء والصالحين..
    وجدونا نعزف المعازف ..
    ونولم لها..
    ونقرع الطبول..
    ونصطف راقصين على إيقاعاتها الساخنة المدوية..
    فأمهلونا لنقرعها وشاركونا وتمايلوا معنا على إيقاعاتها ذاكرين حامدين الله وحده ..
    ركبوا البحر معنا حيث ركبنا..
    وحرثوا الأرض حيث حرثنا..
    وسرحوا معنا حيث سرحت أنعامنا..
    هكذا جاء تلاحمهما وتلاقحهما مع ثقافة الأرض..
    دون ازدراء أو إقصاء أو تعالٍ..
    لا كما فعلت الدولة الحديثة عند مجيئها غازية..
    وتفعله بعض التنظيمات الحديثة الآن ..
    بعد استيلائها على مقومات الدولة..
    فازداد ما صار إليه واقعنا اشتعلاً.

    الأستاذ الجليل : محمد على طة الملك:
    لك التحايا والشكر على تلميحاتك وإشاراتك الدقيقة الموحية...
    لفتني قولك ((غير أنه تسرب مع غيره البشري بتوءدة .. وتمهلا بيننا بلا فروض)) وقولك: ((تلاحمهما وتلاقحهما مع ثقافة الأرض..دون ازدراء أو إقصاء أو تعالٍ..)) باعتبار وجود إمكانية أو آلية لنوع من "التداخل المتمهل" على ما أسميته "أنت" بـ"ثقافة الأرض" باعتباره "تفهما" قد يحدث قبولاً أو تحوراً أو "تطوراً طبيعياً" وأظنك أوردت على سبيل المثال: المستويين: "الروحي العقدي" و"التعليمي" ـ أي أن هذا القبول أو التداخل جاء باعتباره انتظاماً مفتوحاً على السياقات الثقافية والاجتماعية القائمة وليس استعلاءً أو استرقاقاً تركيعياً للمنطقة "في حينه" ـ أتفق معك "تماماً" ـ
    "أيضاً" باستطاعتنا النظر "من زاوية أخرى" (تراها وتؤكدها "أنت" وقد أشرت إليها عدد من المرات..) باعتبار أن هذا القبول المميز لـ"حضور الآخر المختلف" يعتبر شكل من أشكال الامتلاك أو الاستحواذ الحضاري .. بالتواطؤ مع تصورات "القادم" حول ذاته وثقافته وقد يصل مرحلة القبول التحويري لبعض مفرداته: (على سبيل المثال: اللغة والدين) لكن "تحديداً" في نوع من التمويه والتداخل في سياقاته وهويته ـ كأنما هي منحة تمايز بشرط تمثله لشرط المنطقة، على اعتبار أنه استناد آخر يتمثل أنموذجها الحضاري بفرض المنظومة الداخلية والتراكيب الأساسية على الوجود العام ـ عموماً، هذه حالة يمكن النظر إليها بزاوية خصوصية المنظومة الحضارية وصعوبة اختراقها وكسرها أو ليها.
    تماشياً مع الرؤية العامة .. لو قلنا بأن دخول المستعمر لإفريقيا ـ أحدث انقطاعاً أو تحويراً في المد الحضاري "بفرض نظام الدولة واستقدام أنماطاً تعليمية "مغايرة" ـ وانعكس هذا على "مجمل" مجريات التطور الطبيعي للقارة ـ لأن الاستعمار "ببساطة" لا يهدف لاستنزاف الثروات والموارد الطبيعية "فقط" ـ إنما يؤسس أيضاً لحالة ذهنية ويسعى لفرض أسلوب وطريقة تفكير ونظرة إلى الحياة بغرض الاستمرارية ـ وفي حقيقة الأمر هذا النوع من الغزو ـ قد يفعل أكثر مما تفعله الغزوات الفيزيقية الغاشمة ـ على كل حال (في ما يخصنا) لم يفعل الانجليز بنا، ما فعله الفرنسيون حين خرجوا بعد أن علقوا هوية مستعمراتهم ما بين فرنسة ومحلية ـ حتى الأتراك لم يتمكنوا منا بالرغم من أن الصدمة كانت أقوى ـ بطريقة ما نجونا ـ
    حقيقة الأمر ـ الهيمنة تحتوي على نظام يقوم على فرض وصاية وأسلوب للحياة والفكر مع وجود تصور وحيد للحقيقة يسود المجتمع ويمحو كل الوجود البشري من عادات وأخلاق ومبادئ وتاريخ. وأظننا نتفق في أن هذا لا ينفي وجود مقومات أو آليات "ثقافية وحضارية" للاستيعاب والمقاومة.
    أما ما يخص المسألة التعليمية في "أفريقيا"، قد نلاحظ أنها قامت "قبل دخول المستعمر" مرتكزة على (نمط تعليمي) سمّي حديثاً "بالتعليم التجريبي" ـ علماً بأن (المذهب التجريبي) يعتبر من أفضل المذاهب العلمية لاعتماده بالأساس على التجربة، مما يتيح فرصة عملية لاختبار الاستنتاجات للتأكد من تطابقها مع الحقائق الموضوعية.
    التعلم بالتجربة قديم قدم الإنسان "نفسه" الأمر الذي أتاح فرصة وصول "البشرية" إلى مراحل متقدمة وساعدها على التطور وبناء حضارتها عن طريق الملاحظة والتجريب والوصول إلى النتائج الأكيدة ومعرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع الظواهر وتفسيرها. لكنه لم يتحول إلى منهج علمي إلا في نهاية العصور الوسطى.
    يمكن القول بأن الحضارات في جزء أصيل منها قامت على التجريب أو على معرفة يقينية أو مجربه على نحو مطلق على "البيئة المحيطة اجتماعية كانت أو مادية" .
    ما زالت قبيلة الماساي تتبع "نظام فصول عمرية" لأغراض "الفروسية" وتركيز مفاهيم قبلية "ذاتية وعامة" متعلقة بالأعراف وبالعادات والتقاليد والقيم والمثل والأخلاق... وغيرها.
    الأمريكي : "الكس هلي" ـ"بتفصيل جيد" في كتابة المعروف "الجذور" أشار إلى هذه المدارس الأفريقية بافتراضها مؤسسات تعليمية قائمة قبل دخول المستعمر.
    السؤال: ماذا لو تركت أفريقيا.. أو ماذا لو تركنا "نحن" "تماماً" لتطورنا الطبيعي.!!..

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-28-2011, 12:12 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-28-2011, 01:52 PM)

                  

11-28-2011, 07:53 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    شرفني الأستاذ:
    محمد الكامل بمحادثة تلفونية مطولة ـ اسعدتني كثيراً ـ
    الدنيا ما زالت بخير ..
                  

11-29-2011, 06:08 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    Quote: الدولة كنموذج واطار وفكر حضاري قد يتعارض ولا يزال مع ذهنيتنا الوالغة حتي الان في ارتباطها الغيبي بالمفهوم القبائلي الذي اشار اليه السعيد والدوران في فلك قوته القابضة وجودا وعدما مقرؤا ذلك مع محاولات العسكر (مسنودا باجندة او فكر تسلطي او خلافه) لتذداد صناعة التجهيل تارة بحمل شعار الدين او بالمغامرة والباسها فيما بعد الثوب المتوافق ظنا مع استمرارية البقاء في السلطة...
    ليذداد التخلف تبعا لذلك( ونصبح بين الحزاني حزنهم بارد الدمع والعبرات) كما قال شاعر امتي يوما (حين صارت بعينيك كل القصائد قطنا)..

    الأخ: محمد الكامل عبد الحليم
    قطعاً السودان "دولة قطرية" وجوهرياً "دولة لا وطنية" تحتل المجتمع، وقطعاً "هي" الآن في طور التفكيك النهائي الكلي "كأنموذج" ـ ولا عجب لأن "واقع الآن" إفرازة "بدهية" لسوء الفهم لـ"معنى الاجتماع" وتطبيق عملي للغباء والعماء وعدم التطلع لمشروع يمكنه إحداث نقلة نوعية في اتجاه الدولة الوطنية.
    أساس المشكل في الاستعمار وفي تنصيب جهاز حاكم "كيفما اتفق" قصد منه إحداث "عبء محلي وقوة قمع داخلي" عبر "سلطة وأجهزة قمعية أو أمنية".. لكن "في نظري" الإشكال الحقيقي يتمثل في قيام (دولة) على هامش هذا التنصيب "الاعتباطي" لـ"جهاز حاكم" وإفرازه غير المحسوب "أصلاً" لدولة غير مقصودة "أصلاً" قامت في حيز أو جغرافيا متناقضة بصورتها التجزيئية وظروف نشأتها الاستثنائية ـ بمعنى أن محمد على باشا عندما فكر في غزونا لم يعنى بقيام دولة "سودانية" بقدر ما أراد مستعمرة يستغلها. المهم أن تداعيات تنصيب "جهاز حاكم" لجغرافيا المستعمرة التركية "جنوب مصر" أنتج "دولة قطرية" متناقضة ثقافياً وعرقياً، "فقط" للتمييز أطلق عليها أسم "السودان" ـ حدث ذلك رغم وجود الأمة القديم ورغم إرثنا "الثر الغني" في بناء (الدولة) منذ الأسرة الخامسة والعشرين في دولة كوش..

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 11-29-2011, 09:18 PM)

                  

11-30-2011, 07:19 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    يا أخوانا :
    أين أختفى ولدنا : أيمن تابر؟؟؟!!!..
    لعله بخير ...
    ارسلت له بالامس رسالة داخلية ولم يرد ..
    العارف دريو بالله يورينا الحاصل ..
                  

12-01-2011, 01:49 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان ما بين الإحياء والتحديث (Re: صلاح هاشم السعيد)

    استاذنا صلاح هاشم السعيد
    شكرا لاهتمامك وسؤالك ، وكعادتك دائما تهتم وتسال وتتابع .. ما عدمناك
    اما عن غيابي ، فقسرا ..
    اثقلت علينا سحابات الحزن في الايام الماضيه فلم تترك متسعا لوقت ولا نفس للكتابه ..
    رحل استاذي ومعلمي تجاني الطيب بابكر فترك هوة سحيقة من الصمت والغياب المفاجيء ، فاربكنا فقد انسان وهامة كهامته ولكنها مشيئة الله ليبقى مقعده شاغرا لن يجرؤ احد على الاقتراب منه .. جمعني به الكثير رحمه الله ..
    وشاءات الأقدار ان ترحل جدة زوجتي الحاجه /أمنه بت همرور بساعات قبل استاذي التجاني وانما قطار الموت قد توقف ذلك اليوم لينتقي اخيارنا في يوم واحد في رحلته للابدية .. فتضاعف الحزن .. لهم الرحمة والمغفرة ولنا الصبر الجميل !
    وعد بالمواصلة قريبا برغم ضيق ذات الوقت .. فانا جزء من مشروع دورة الالعاب العربية بالدوحة والتي ستبدأ يوم 9 فاصبحنا نعمل ما يزيد عن 12 ساعه في اليوم متواصلة ..
    متابع لكل ما كتب وبدات كما وعدت بتبيض ورقة تشمل كل الموضوعات التي نوقشت ، ساعمل عليها واحرص على نشرها هنا قريبا ..
    لك ولكوكبة (السودان ما بين الإحياء والتحديث ) بدون فرز ـ الملك ـطارق ميرغني ـ محمد الكامل ـ محمد عبد الجليل وكل المتداخلون والمتداخلات الود والتقدير
    ونواصل
    تابر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de