|
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" (Re: قلقو)
|
عزيزي قلقو سلامات
آسف على تأخري في التعقيب على الرعب الذي أصابك بعد قولي "انهم يستبدلون استبداد الأمن باستبداد اللحى". و سأعقب على ذلك من خلال أيراد آراء بعض المثقفين العرب حول صعود الأسلام السياسي بعد الربيع العربي-الجزيرة نت-. و أبدأ بالقول بأنني لم اندهش مثلما اندهش الكثيرون لفوز الإسلام السياسي،فقد لاحظت إبان الربيع العربي أن هَّم الاسرائليين الأساس كان هو أن من يرث الربيع العربي سيكون الإسلام الراديكالي،و تلك كانت قراءة صحيحة. فالمراقبون العرب انخدعوا بغياب الشعارات الدينية من الاحتجاجات.
و يرجع بعض الكتاب العرب فوز الإسلاميين الراديكاليين و السلفيين لعدة أسباب. يعتقد الكاتب السوري ياسين الحاج صالح أن الناس صوتوا لمن يعرفونه ويثقون فيه، معتبرا أن التيارات الأيديولوجية غير الإسلامية عجزت عن تقديم نموذج متكامل ينال ثقة الناس. من جهتها تعتبر الكاتبة الليبية رزان المغربي أن الإسلاميين فازوا لأنهم كانوا هناك لسد الفراغ. وترجع ذلك النجاح أيضا إلى "انكفاء التيارات العلمانية واليسارية، وعدم امتلاكها للمال، وانحصارها في المدن الكبرى والنخب الثقافية".
وتفسر الروائية المصرية ميرال الطحاوي إفراز الصناديق للمدّ الإسلامي بأن انتشار الفساد السياسي "يجعل العامة يعتقدون أن الحل يكمن في اختيار من يخاف الله، في ظل ضعف سلطة الدولة في السيطرة على الفساد"، معتبرة أن انحصار المنافسة في مصر بين من يسمون بالفلول والإخوان المسلمين جعل النتيجة محسومة مسبقا.
من جهتها تحصر الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس مسببات هذا النجاح في فشل عدة تيارات كانت تدّعي أنها الحل الأمثل، وإن كانت قد نبهت أيضا إلى أن "فشل أي تجربة سياسية لا يعني فشل الأفكار التي قامت عليها". وشددت صاحبة ديوان "لوعة الهروب" على أن صعود الإسلاميين ليس نتيجة قناعة راسخة وإنما "موقف إجباريّ استدعته اللحظة الراهنة وما تحمله من توترات.. كغريق يتوسّل بقشة".
ويجزم الروائي اليمني علي المقري بأن الشعوب العربية اختارت الحركات الإسلامية ردا على قمع السلطات الماضية لكلّ من يخالفها في الرأي، "ولهذا من الصعب القول إنّ الحركات الإسلامية قد استحوذت على السلطات بمفردها، وسيصعب عليها أن تسلك مسلك السلطات القديمة في إلغاء الآخرين".
و قد تعددت التوقعات حيال ما ستؤول إليه المجتمعات العربية بعد صعود الإسلام السياسي .فهناك من يقول بأن هنالك مبالغة في التخوّف من الإسلاميين مثل كاتبنا السوداني أمير تاج السر الذي قالت عنه الجزيرة نت: ويتحدث صاحب "صائد اليرقات" بدوره عن مغالاة البعض في التخوف لأن "هذه التيارات مثلما صعدت بالنهج الديمقراطي، يمكن أن تذهب بالنهج نفسه بعد تجربتها".
وتقول الكاتبة الليبية رزان المغربي "لا أشاطر الآخرين الخوف من صعودهم"، مشيرة إلى ضرورة أن يكتشف الناخب البسيط كيف تتأثر حياته تحت حكمهم. وتتكهن الكاتبة بتراجع التيار الإسلامي على الصعيد الانتخابي "نظرا لقصر نفس برامجهم ومشاريعهم".
بل يرى بعض الكتّاب أن لفوز الإسلام جوانب إيجابية.اعتبرت الكاتبة ميرال الطحاوي، التي كانت في فترة سابقة منخرطة في تنظيم الإخوان المسلمين، نجاحهم اختبارا حقيقيا لهم "ولكل هذا التاريخ من التبشير بإصلاح الدنيا والآخرة.. هذه الانتخابات هي البداية وليست النهاية، تخولهم المحاولة ولا تعطيهم شارة الانتصار". ويستغرب الكاتب السوري ياسين الحاج صالح كل هذه الهستيريا والتخوف قائلا "من فضائل وصول الإسلاميين إلى السلطة أن يخرجوا من موقع الضحية التي تنال العطف إلى موقع المسؤولية العمومية التي تتعرض للوم".
و هنالك من يشكّك في الإسلام السياسي ومنهم صاحب هذا البوست. ويعبِّر الكاتب السعودي يوسف المحيميد عن شعوره "بالقلق من أن تأتي هذه الأحزاب عبر الفتوى، وأن تستخدم الأدوات غير الشرعية في تكفير من يصوّت لمسلم لا يصلي أو لقبطي أو علماني أو ما شابه.. فهذا أمر غير نزيه..".
ويعود كاتب رواية "الحمام لا يطير في بريدة" إلى الوراء قليلا ليُذّكر بمسار هذه الأحزاب "التي حرّمت الثورة في البداية ثم امتطتها، وهي التي حرّمت الانتخابات.. لكنها دخلتها مستخدمة كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة.. وفي حال استيلائها على برلمانات دول الربيع العربي، علينا أن ننتظر ثلاثين سنة أخرى وثورة جديدة، لأنها لا تؤمن بتداول السلطة". ويعبِّر ياسين الحاج صالح عن شيء من التخوف لأن "النموذج الاجتماعي السياسي للإسلاميين متقادم، وقليل التوافق مع الحرية مبدأ لجميع الأفراد".
ويرى اليمني على المقري صاحب "اليهودي الحالي" أن "المشكلة لا تكمن في من سيصعد إلى السلطة بانتخابات ديمقراطية، وإنما في تعريف الانتخابات والديمقراطية.. هل هي مجرد طريقة للصعود إلى السلطة أم أنها حياة سياسية واجتماعية عامة؟".
و في رأيي ان إحساس الإسلام السياسي بالتميُّز الروحي يجعله في موقع المحتقر للآخرين و الناظر إليهم ككفار و لذلك يمكن أن تؤلف الفتاوى لممارسة القتل و الغش و الخداع دراء لل"فتنة" و مجاراة "فقه الضرورة" و غيرها من الآليات التي تهدف لسحق الآخر المخالف،و الذي ينظر إليه ككافر و خارج عن الملّة و..و.. وغيرها من الصفات التي تجعل تصفيته واجبا دينيا يثاب عليه.
يقول حيدر ابراهيم في كتابه الهام" مراجعات الإسلاميين السودانيين-كسب الدنيا و خسارة الدين- ص 6 عن إحساس الإسلامويين بالتميز:
جمعت الحركة الاسلامية في تنظيمها، بين الشمولية والقدسية والقيادة الكارزمية، لذلك وجدت صعوبة في ممارسة النقد والنقد الذاتي ومن ثم المراجعة. فقد طغي الاحساس بالتفرد بين الاسلامويين، وتملكهم احساس الطليعة المؤمنة – كما ذكر (مكي) في إحدي المناسبات. كل هذا تسبب في قدر كبير من المكابرة، والشعور بالعصمة، وامتلاك الحقيقة المطلقة، وبعيدين عن المؤمن التّواب والنواب ثم يواصل دكتور حيدر في صفحتي 6 و 7: يبدو أن الأخوان المسلمين والاسلامويين عموما، قد اقتنعوا بأنهم "شعب الله المختار"، باعتبار الأمانة الفكرية والرسالية التي اصطفاهم القدر لتحملها. فالاسلامي (..وى) يمتاز عن الشيوعي والطائفي والعلماني والقومي. وهذا إصطفاء ونعمة من الله، كونه مسلما ثم يهديه الله إلي جماعة تعمل علي إعلاء كلمة الدين. ويظهر هذا التصور عن الذات في كثير من مظاهر السلوك والمعاملة مع الآخرين. وهو أكثر بروزا في المجال السياسي وقد جاءت ممارسات العنف من هذا التصور. فالاسلاموي يعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة التي تسمح له بأخذ القانون في يده. ويبرر فعله بأنه يمكن أن يغيّر أو ينهي عن المنكر بيده أو لسانه (أن ينصحك أو حتي يسبك أو يزجرك لو تماديت). وأنظر لهم الآن كيف يسمون سلطة الغلبة والانقلاب "التمكين" ويصلونها بالله: "والذين إن مكّناهم في الارض". وهذه الخصلة متعمقة في ثقافة وتكوين الاسلاموي بالذات المنظم.
ثم يتحدث على لسان المحبوب عبد السلام عن تزوير الاسلاميين للانتخابات بدون ذرائع فقهية ص 52: ويكشف بعد عشرية كاملة عن الممارسات المشينة للاسلامويين في الانتخابات، حين يقول: "أخيرا لجأت قيادة المؤتمر الوطني في معركتها الضروس لفوز مرشح القيادة وهزيمة تحالف الهامش الي اباحة التزوير، وهو خلق استشري بغير فقه ولا تقوى في منافسات الحركة الاسلامية مع خصومها في اتحادات الطلاب ونقابات المهن وبرعت فيه الأجهزة الخاصة للمعلومات والأمن." (ص161) ولكن ما لم اكبره في الكاتب ذلك التعليق الذي أراد به تبرئة شيخه، يكتب: "واذ أن التزوير ظل سريا ومكتوما حتي عن الأمين العام للحركة لم يتح لأي من أجهزة الحركة أو عضويتها النهي عن منكره ومحاسبة مقترفيه، بل دأبت العناصر الغافلة لانكاره حتي عندما بلغ خاصة اجهزتها ضمن سنن الله في المجتمع والتي تدير الفوضى علي من يمارسها علي الآخرين الي داخل بيته." (ص161)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 12-04-11, 08:32 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | معاوية الزبير | 12-05-11, 04:44 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 12-06-11, 07:48 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | سجيمان | 12-06-11, 08:04 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | بله محمد الفاضل | 12-06-11, 08:07 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | امال حسين | 12-06-11, 09:17 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | Mohamed Abdelgaleel | 12-06-11, 12:46 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 12-07-11, 04:24 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | Sabri Elshareef | 12-07-11, 05:20 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 12-07-11, 06:42 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | بله محمد الفاضل | 12-07-11, 08:05 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | محمد ميرغني شاطر | 12-07-11, 06:59 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | سيف اليزل الماحي | 12-07-11, 09:15 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | Sabri Elshareef | 12-07-11, 08:54 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | Sabri Elshareef | 12-08-11, 08:48 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 12-09-11, 08:06 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | فضيلي جماع | 12-09-11, 05:58 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | Sabri Elshareef | 12-09-11, 08:11 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | امال حسين | 12-09-11, 08:37 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | فضيلي جماع | 12-10-11, 05:47 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | فضيلي جماع | 12-10-11, 05:49 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | فضيلي جماع | 12-10-11, 05:39 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | Sabri Elshareef | 12-11-11, 04:50 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | Sabri Elshareef | 12-12-11, 01:55 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 12-12-11, 05:59 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | قلقو | 12-12-11, 09:12 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 12-15-11, 06:03 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 12-17-11, 06:38 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | Sabri Elshareef | 12-17-11, 06:45 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | بهاء بكري | 12-17-11, 08:45 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 12-19-11, 09:08 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 12-30-11, 03:48 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | Sabri Elshareef | 01-12-12, 04:09 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 01-14-12, 01:58 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | Sabri Elshareef | 02-02-12, 04:25 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 02-02-12, 12:30 PM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 02-07-12, 07:47 AM |
Re: في انتظار "البرابرة \الزنادقة الملتحين" | osama elkhawad | 02-08-12, 04:40 AM |
|
|
|