مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-30-2024, 04:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2007, 06:26 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20179

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد (Re: osama elkhawad)

    وهنا كلام عن النفري:
    ب - النفري : نثر السر في المواقف

    "كل جزيئة في الكون موقف " (النفوي)

    لقد غاب النفري منذ ترون في سريم المواقف. واستنفر فيها المعنى الوجداني لأسرار التجربة الروحية كما لو انه الصدى المجهول للحقائق المجهولة وقدم في مفارقة استنطاقه المجهول للمجهول أحد النماذج الرفيعة للاخلاص في الواقف. وليس اعتباطا إلا أن نعرف عن ملامحه وحياته (الشخصية ) شيئا، لقد جعل من غيبته هذه نموذجا للاخلاص في المواقف والسر الكامن وراء ابداعه. وكشف عن أن الصيرورة الروحانية للمبدع في إبداعه اتتناهى إلا في المواقف. والمواقف حركة لا تتناهى.

    فإذا كانت المفارقة الخالدة للاخلاص تقوم في أن المرء حالما يرى الحق يضعف، فإنه في ضعفه قادر على حمل الكل. وذلك لأن تذوق الحقيقة يلزم الروح بخوض مغامرة غرامها الدائم. مما يجعل من المواقف الحد المتناهي والتام لمغامرة الابداع. وهي عملية لا تتناهى بفعل ذوبان الأنا في فعل الحق (الابداع ).

    فالذوبان في فعل الحق هو بالقدر نفسه التمظهر المتجدد للروح الصوفي المبدع في شيوخه، والمتجلي عند كل صوفي في ابداعه. وقد حققه النفري في المواقف ! أي في البداية والنهاية والحركة بينهما أو كل المعاناة المتراصة في تأملها وارتجافها أمام حقائق المطلق، بحيث لا تترك فراغا بينهما، إذ ليس الفراغ هنا سوى الوقوف (أو الوقفة )، وهي الفكرة التي عبر عنها في أحد مواقفه قائلا:

    أوقفني في قف وقال لي.

    إذا قلت لك قف فقف لي لا لك !

    إننا نعثر في انتزاع الوقوف من الوقوف، أو الأنا من الأنا اللهيب من النار أو الأزيز من الريح عل مساعي الروح المبدع تذليل مكوناته المختلفة، والاندماج في وحدة المعاناة التامة. فـ "الوقوف لي " هو الوقوف للحق لا للأنا، أو الذوبان في فعل الحق. بمعنى غياب أصوات الأمر والنهى وتحويلهما الى نغم المعاناة الذائبة في اخلاصها للحقيقة.

    الانسانية في رحمة الوجود (الالهية ) والتي بدونها لا قيمة ولا أثر ولا معنى لكل ما هو عائم. فالوحمة تضفي المعنى على الخطاب والفعل والزمن ولولاها ينحل كل شي ء في فعل الزمن وعبث استمراريته. بينما الزمن هو الوقفة الخاطفة في اللامتناهي. أو أنها الموقف المتناهي في اللامتناهي والذي يعطي للجوء الانساني في كل حال لمصادره الحقة قيمته في الخطاب والفعل والزمن. أي أن لجوء الأنا للكل يجعل الكل جزءا منها وهو الإدراك الذي يحول تحقيق الأنا _أنت في وحدة الرؤية والمواقف. ولا تعني هذه الوحدة عزلة الأنا أو انكفاءها في غار التخلي عن كل ما هو موجود. على العكس ! فهي الوحدة التي يصبح فيها الضحك والبكاء والصمت والكلام سواء. لأن كلا منها نابع من صدق المعاناة وتراص المكونات. آنذاك تصبح لغة الضمير هي لغة المطلق. وصوت كل منهما صوت الآخر:

    إذا عرفت كيف تقول اذا قلت لك قف لي

    فقد فتحت لك الباب، فلا أغلقه دونك!

    فعندما يبلغ الصوفي معرفة كيفية القول في " قف لي " أو بلوغ ما أسميته بالامتثال الواعي للمطلق، يصبح خطابه هو خطاب الحق (والحقيقة ) المجرد. فهو يفارق آنذاك الجميع، لأنه فرد وما سواه مزدوج، ويصبح الوحيد القادر على رؤية الحقيقة لأنه واحد مثلها. فهو يستمد مثاله من مثالها:

    إنما نختلف في الضد

    وما في رؤيتي ضد

    وهو الأمر الذي يجعل هن دخول (أو وقوف ) الصوفي في طريق المطلق دخولا مفتوحا لا متناهيا، أو متناهيا في المواقف لا غير. أما الوقوف في المواقف بالنسبة له فشبيه بالنار:

    الوقفة نار!

    الوقفة نار الكون

    المعرفة نور الكون

    المعرفة تأكل المحبة

    والموقفة نار تأكل المعرفة

    فالوقفة هي انار التي تأكل (أو تحرق ) كل شيء لأنها تشهد _,المرء أن كل ما غيرها سواها، وأن كل ما فيها ينبغي أن يلتهب كالابداع. ولهذا طالبه الحق المتسامي أحد الواقف قائلا:

    إذا رأيت النار فقع فيها

    فإنك إن وقعت فيها انطقت !

    وإن هربت منها طلبتك وأحرقتك !

    أو أن يقول في موقف آخر :

    إذا لم تكن في أمري كالنار

    أدخلتك النار

    أي أن مغامرة الابداع الحق تفترض الاحتراق التام بلا بقية ولا شاردة. إذ ليس الانطفاء هنا سوى الاشتعال، وليس الهروب سوى الحرق. وبالتالي فإن مطالبته إياه بأن يكون كالنار هو مطالبة الروح المبدع بالحركة الدائمة، ومن هنا استنتاجه القائل بأن الوقفة نار أو استقرار في حركة أو ابداع يلتهم في أعماقه كل ما هو قابل للاحتراق باعتباره الاشعاع الدائم للوجود والصيرورة. لأن حقيقة الابداع لا تتناهى إلا في المواقف. وحقيقة المواقف حركة لا تتناهى. وهو المعنى الذي أراده النفري في قوله :

    لا ديمومة إلا لواقف

    ولا وقفة إلا لدائم!

    انها الديناميكية المرافقة لمغامرة الفناء في الحق والبقاء في الحقيقة. فمن أطرافها تتكون وحدة الابداع، أي البداية والنهاية المتلألئة في سحر السر المختبيء وراء الحركة المتنفسة في جريها الدائم، كالتنفس بين جرعات الماء للعطشان، وكاللقاء في الحلم واليقظة للمحب الهائم، إذ لا ديمومة بالفعل في المواقف، تماما كما انه لا وقفة إلا لدائم، لأن كلا منهما يفترض وجود المعنى، الذي قصده النفري في أحدى مخاطباته :

    ياعبد قف في موقف الوقوف

    وانظر الى كل شيء واقف بين يدي

    وأنظر الى السماء كيف تقف

    وأنظر الى الارض كيف تقف

    وأنظر الى الماء كيف يقف

    أنظر الى النار كيف يقف

    أنظر الى العلم كيف يقف

    أنظر الى المعرفة كيف تقف

    أنظر الى النور كيف يقف

    أنظر الى الظلمة كيف تقف

    أنظر الى الحركة كيف تقف

    أنظر الى السكون كيف تقف

    أنظر الى الدنيا كيف تقف

    أنظر الى الاخرة كيف تقف

    أنظر الى قلبك كيف يقف

    أن لي قلوبا لا تقف في شيء!

    ولايقف فيها شيء

    هي بيني وبين

    كل واقف بين الملك الى الملكوت

    إن وقوف الأشياء هو “حركتها” في مقاماتها. إذ لكل منها موقف له حدوده إلا القلب (الانساني المبدع ). فهو لا يقف في شيء. ولا يقف فيه شيء. وحركته الدائمة هي مواقفه الدائمة، بفعل وجود كل ما في الوجود المادي (الملك ) والروحي (الملكوت ) بينه وبين المطلق. انه يخترق الكون في كل مكوناته، وفي كل اختراق له موقف ومن هنا فكرة النفري عن "أن

    الكون موقف. والحقيقة الخالدة فيه تقوم في الا يستقر القلب في مستقر. ولا يعني عدم الاستقرار سوى ديمومة الحركة وتوقفها أو استمراريتها وانقطاعها، هي ما تعطي لكل منهما معناه. إذ لا معنى لديمومة بلا توقف، وتوقف بلا ديمومة. وعلى قدر كل منهما يتوقف قدر الآخر.ومنه موقف النفري:

    معرفة لا وقفة فيها مرجوعها الى جهل

    الوقفة يقين سرمدي لا ظن فيه.

    ليس في الوقفة واقف وإلا فلا وقفة

    الوقفة صمود. والصعود ديمومة

    كالانقطاع الجميل في النغم، وكالحشرجة المتلهفة لابتلاع نفس يعطي للغناء

    استمراريته. أي ذاك الذي تذوب في الضرورة والمعنى ويتصير فيه ما أسماه النفري بـ"ماوراء المواقف ":

    الكون موقف!

    وكل جزئية في الكون موقف !

    وهي الرؤية التي تجعل "الواقف لا يقر على كون، ولا يقر عند« كون » لأنه واقف في كل موقف خارج عن كل موقف ولا يعني ذلك سوى "خروجه " الدائم في حركته، أو ارتباطه الدائم بالكون وأجز ائه وتحرره منها في الوقت نفسه، ومن هنا فكرة النفري القائلة بأن أدمن تعلق بالكون عرض عليه الكون »، بينما حقيقة "ماوراء المواقف " تقوم في رؤية المطلق والارتباط به. أي في حقيقة الارتباط بالحقيقة والتحرر من رق ما سواها:

    من لم يقف بي، أوقفةكل شيء دوني

    ومن راني شهد أن الشيء لي

    ومن شهد أن الشيء لي لم يرتبط به.

    أي أن الوقوف بالمطلق هو الذي يحرره من السقوط في ما لا قيمة له،. لأن الوقوف بالمطلق هو الذي يحرره من الانصياع لكل ما هو عابر وعارض وجزئي:

    فالواقفة تعيق من رق الدنيا والاخرة

    وفيها يسقط قدر كل شيء

    فما هو منها ولا هي منه

    وتصبح هي ذاتها القدر الذي تتراكم فيه الهموم في كل واحد لتحرره من قيوده أيا كانت، وتتخلل وجده المحزون الفاعل في كل ما هو موجود. أو ما أسماه أحيانا بالهم المحزون. أي ذاك الذي يعتصر كل ما في القلب ليفرغه عما سوى حقيقة الهم. فإذا كان لكل شيء قلب، كما يقول النفري، فإن قلب القلب همه المحزون. فـ"الهم المحزون كالمعول في الجدار المائل ". أي إن أخرجته هدم الجدار وإن أبقيته هدمه أيضا. لأنه يفترض في ذاته، كما هو الحال في كل ابداع حق، البقاء في حيز الحقيقة لا ترميم ما هو عرضة للانهدام والانحلال. أي الا يبقى معلقا في موقفه. ولهذا طالب المرء بأن يخرج من همه لكي يخرج من حده. وأن يقف بهمه بين يدي الحق ويحتفظ حاله بأن يرى الحق في همه لا يرى همه في همه !

    ان الخروج من الهم يعادل الفناء فيه والبقاء في حقائقه. فالهم يفني الأنا ويبقيها في حقائق إدراكها الوجداني لكل ما هو موجود. أو في معاناتها الحق والابتلاء التام به. لأن القلب الذي يرى الحق يصبح محلا لبلاء. وليس البلاء هنا سوى الاقبال الكامل للقلب صوب الحق. والذي يصبح فيه كل فعل بلاء:

    تعرفي إليك بلاء

    أنا أصل البلاء

    أحببت فيك البلاء

    أظهرت لك البلاء

    كرهت منك البلاء

    انكارك للبلاء بلاء

    إن تحول الحب والكراهية والمعرفة والانكار الى بلاء يعني تحول البلاء الى محك القلب ومقياس وجده (وجدانه ) تجاه كل ما هو موجود.

    إذا رأيتني كان بلاؤك بعدد كل شيء

    وكان كل شيء بلاءك!

    إن التعامل مع الأشياء والظواهر والأحداث يجري من خلال تحويلها الى أشيائه وظواهره وحوادثه الداخلية. فرؤية المطلق تجعل الطب المبدع في امتحان روحي مزمن. لأن كل شي ء يصبح آنذاك بلاءه الخاص. انه يصبح موزعا في ترابطا بين الأبد والآن على مثال الفكرة التي قالها النفري:

    قلوب العارفين ترى الأبد

    وعيونهم ترى المواقيت

    وهي الحالة التي تجعله يقف "بعدد كل شيء" وتجاه كل شيء له موقف. بمعنى تحول المواقف الى محك ومعيار الروح المبدع في اخلاصه للحقيقة. وذلك لأن تحول الهم والبلاء الى بؤرة الروح المبدع يعني بلوغ الروح المبدع مداه الأقصى في المواقف. وليس المقصود بالمدى الأقصى هنا سوى الأبعاد اللامتناهية في "الآفاق والأنفس". بحيث تجعل كل جزيئة فيها موقفا. إذ ليس الآفاق والأنفس سوى الكون، والأبعاد القائمة فيا هي أبعاد الوجود. وليس الروح المبدع في الكون سوى سفينة في بحر. ووجوده (الروح ) هو وجده الخالص وكل ما سواه غارق :

    أوقفني في البحر

    فرأيت المراكب تغرق

    والألواح تسلم!

    فالوقوف في بحر الحقيقة يفترض الانحلال فيا. والسلامة هي مجرد طوفان الجسد أو أجزائه المتجزئة كما أن الفرق هو الانحلال في الكل. وهو الادراك الذي يستلزم المغامرة والمخاطرة والتحدي:

    هلك من ركب ولم يخاطر

    فأي معنى للركوب بلا مخاطرة ؟ والا فركوب المبدع شبيه بسفر حقيبة من حقائب المسافرين لا قيمة لما فيها. لأن حقيقة الابداع هي

    المخاطرة الدائمة، والقدرة على تصور النفس (الذات ) منحلة في الكل الحي

    للوجود:

    إذا وهبت نفسك للبحر فغرقت فيه

    كنت كدابة من دوابه !

    وهي المفارقة التي تعكس في ومزيتها الحقيقة القائلة، بأن لكل روح مبدع ألواحه تتراءى فيها حروف بلائه وهمومه، ومن هذه الحروف تتألف كلمات مخاطراته المخطوطة والممحية باعتبارها مواقف. وفي (مواقف ) النفري تآلفت حروف معاناته في نثر كلمات الاخلاص للحقيقة.

    وهو اخلاص وجداني يبتديء بالسماع للحق وينتهي بخلق الأنا الكونية. وهو سماع يفترض إدراك المقام الحقيقي للروح المبدع باعتباره موقفا متحررا ملتزما تجاه كل جزيئات الوجود:

    قال لي: أعرف مقامك مني،

    وأقم فيه عندي!

    فرأيت الكون كله،

    جزئية في جزئية موصولة ومفصولة.

    وهو سماع يحدد موقف المبدع في انتمائه الخالص للحق باضمحلال كل ها هو طاريء ومشروط وعرضي:

    لا تجعل الكون من فوقك ولا من تحتك

    ولا عن يمينك ولا عن شمالك

    ولا في علمك ولا في وجدك

    ولا في ذكرك ولا في فكرك

    ولا تعلقه بصفة من صفاتك

    ولا تعبر عنه بلغة من لغاتك

    وأنظر إلي ! كيف كنت وكيف أكون

    ولا يعني اسقاط الكون والصفات واللغات سوى جمعها وصهرها في النظر الى الحق، ومن خلال النظر الى ما كان ويكون لأن الحق هو الكائن والكينونة الخالدة في -اقف الصوفي و"محاكاته " فالحق يطالبه بالا يميل مع المائلات أيا كانت في المكان أو العلم والوجد والذكر والفكر والصفات واللغات أي انه يطالبه بالاستقامة في المواقف، أو ما أسماه النفري أيضا بحفظ المقام :

    احفظ عليك مقامك

    والا ماد بك كل شيء

    مقامك هو الرؤية

    فقفت في رؤيتي

    وإلا اختطفك كل كون !

    ولا يعني حفظ المقام سوى حفظ عهد الانتماء الحر للحق. لأنه يفترض الاقامة في رؤية الحق. فهو الشرط الوحيد الذي يحرر الانسان من الانسياق وراء كل ما هو طاريء. لأن الوجود هو تكون وتكوين دائمان. والانتماء الحقيقي له يفترض الرؤية الدائمة للحق فيه. والا تحول المبدع الى كيان تختطفه الكائنات. بينما جعل النفري من الواقف (المبدع ) ذاك الذي:

    لا منظر في السماء يثبته

    ولا مرجع في الأرض يقر فيه

    لا بمعنى عدمه في فراغ الوجود، ولا تململه المعذب بين السماء والأرض، بل استقلا ليته الحرة، لأن الثبات في السماء أو الاستقرار في الأرض هما عبودية مقنعة و" مرض " الاختيار السيىء:

    أوقفني في الاختيار

    وقال لي: كلهم مرضى!

    أي كل منهم مريض في اختياره لا يتجاوزه. لأنه اذا كانت استقلالية الموقف أو حريته الحقيقية تقوم في اختيار الحق، فإن حقيقة الاختيار هي في الحقيقة نفسها وفي صدق مكابدها. أنها كالباب في البوابة وكالحجارة في الطريق. فلا باب لها مستقل عنها ولا طريق لها غيرها. أن حقيقة الاختيار في اختيار الحقيقة. وهي المعادلة التي تكشف في أعماقها عن تناسق الروح المبدع في رؤيته للجمال والحياة باعتبارها كلا واحدا. فهي الرؤية التي توصله الى اكتشاف محدود يته ومن خلالها رؤية الابتسامة الخالدة للوجود:

    أوقعني في الاختيار

    وقال لي: كلهم مرضى!

    ما لي باب ولا طريق

    كلك خلق فماذا تروم ؟!

    فرأيت السد قد أحاط بي

    ورأيته في السد يضحك!

    إن إحاطة الذات بذاتها (أو احاطة المبدع بذاته المبدعة ) تكشف له فيها قيمة المعنى الوجداني في تجاوز "الاختيار المريض " أو الجزئي والعابر. انها تكشف له عما في قيود الالتزام بالحقيقة من جمال كالذكرى في ذاكرة الأطفال والدعاء في صراخ النساء. أي قيود الوجدان المخلصة في معاناة اختيارها للحق :

    اذكرني كما يذكرني الطفل

    وادعني كما تدعوني المرأة

    فهما الذكرى والدعوة اللتان تكشفان عما فيهما من "اختيار" سار في المعاناة (أو الحقيقة ) نفسها. إذ الابداع العظيم هو ابداع أطفال. ومن هنا فكرة الصوفية عن انهم "أطفال في حجر الحق " أي أطفال يلعبون في حضن الحقيقة أو المطلق إذ لا وجدان أصدق في دعوته من وجدان المرأة.

    ان الانحلال التام في وجدان الحق (أو الحقيقة ) يصهر قيود الاختيار ويسكبها في موقف الوجوب المتسامي من خلال الاستماع الدائم للحق أو الاستماع الدائم له بإبداع الـ "نعم " أو الايجاب المتسامي:

    ما سمعوا مني قط !

    لو سمعوا مني ما قالوا: لا !

    لأن الحقيقة "نعم " لا "لا".إذ الـ"لا" في أفضل أحوالها هي الرد المناسب على معاناة المواجهة (ردة الفعل ) لا مكابدة الابداع وتلقائيته الذاتية. أي أن كل ما يلزم الذات المبدعة هو حرق ذاتها الدائم في أتون الاخلاص للحقيقة :

    المماليك في الجنة

    والأحرار في النار!

    فلا هدوء ولا وداعة في الابداع، بل نار عادتها صدق الوفاء للحق :

    ما أنت في وجودك

    أفي منك لي في عدمك

    وهو وفاء يستمد وجوده من نفي الوسائط، لأن نفيها هو شرط الانحلال التام في وجدان الحق :

    أليت لا أقبلك وأنت

    ذو حسب أو نسب

    فالتحرر من الأنساب والأسباب يعني البقاء في حيز الانتماء التام للحقيقة، أو في حيز الابداع الحق. فهو الأسلوب الذي يستجمع الذات في ابداعها ويحررها من رق الأقوال والأفعال الجزئية والمتجزئة :

    حكم الأقوال والأفعال حكم الجدال والبلبال

    وحكم الجدال والبلبال حكم المحال والزلزال

    فإن جمعتك الأقوال فلا قرب

    وإن جمعتك الأفعال فلا حب!

    بينما حقيقة القرب والمحبة أو الانحلال الوجداني في معاناة الحق والحقيقة يستلزم صهر المتناقضات في الذات واعادة تكوينها (بنائها) في الرؤية الحية للأنا الكلية، مثل رؤية "خلاعة " الأنا في لباسها واستقرارها في استمراريتها وعملها في علمها وموتها في نومها وانبعاثها في يقظتها وبالعكس إذ:

    المشاهد الذي به تلبس هو الشاهد الذي به تنزع

    والمشاهد الذي به تستمر هو الشاهد الذي به تستقر

    والمشاهد الذي به تعلم هو الشاهد الذي به تعمل

    والمشاهد الذي به تنام هو الشاهد الذي به تموت

    والمشاهد الذي به تستيقظ هو الشاهد الذي به تبعث

    أي رؤية الأبعاد المعنوية المتوحدة في الأقوال والأفعال (أو الابداع ككل ). فاللبس هو النزع سواء في الباطن أو الظاهر، أو الروح والجسد، كما أن شهود الاستمرار، سواء في الأفعال أو المواقف، هو عين الثبات فيها. وينطبق هذا على العلم، بمعنى أن حقيقته وقدره مجسدان في العمل. إذ الابداع عمل وقدره وعظمته على قدر ما فيه من علم أو اخلاص للحقيقة. والنوم واليقظة هما الموت والانبعاث بمعايير الرمز والواقع والضرورة والواجب.

    ان رؤية الأبعاد المعنوية المتوحدة في الابداع ككل تؤدي بالضرورة الى بلوغ حقيقة كون الانسان (المبدع ) هو معنى الكون : أنت معنى الكون.

    وهو المعنى الممكن في حالة تمثل وتمشيا الفكرة القائلة بأن :

    الحقيقة وصف الحق

    والحقيقة أنا !




    http://www.nizwa.com/volume19/p32_42.html
                  

العنوان الكاتب Date
مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad01-23-07, 06:29 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عادل عبدالرحمن01-24-07, 07:09 AM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad01-24-07, 07:07 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Khalid Kodi01-25-07, 06:20 AM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Salah Musa01-25-07, 09:26 AM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Salah Musa01-25-07, 09:26 AM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد مطر قادم01-25-07, 11:20 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد esam gabralla01-25-07, 11:52 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عادل عبدالرحمن01-25-07, 01:19 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عادل عبدالرحمن01-25-07, 01:36 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد esam gabralla01-25-07, 02:03 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد esam gabralla01-25-07, 02:05 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عبدالله الشقليني01-25-07, 02:05 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Emad Abdulla01-25-07, 10:25 PM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa01-26-07, 02:41 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عادل عبدالرحمن01-26-07, 03:27 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad01-26-07, 11:35 PM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad01-27-07, 07:24 AM
        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa01-28-07, 04:27 AM
          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad01-29-07, 08:02 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد على عمر على01-31-07, 01:27 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-01-07, 01:48 AM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa02-01-07, 02:19 AM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Haydar Badawi Sadig02-01-07, 02:26 AM
        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-03-07, 02:16 AM
          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-03-07, 02:42 AM
            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-03-07, 03:07 AM
              Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-03-07, 10:40 PM
                Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-04-07, 00:10 AM
                  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-04-07, 07:18 AM
                    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-04-07, 09:44 AM
                      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-04-07, 09:59 AM
                        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-04-07, 10:22 AM
                          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa02-04-07, 04:38 PM
                            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-05-07, 02:06 AM
                              Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Marouf Sanad02-05-07, 04:52 AM
                                Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-05-07, 10:01 AM
                                  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-05-07, 09:17 PM
                                    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-05-07, 11:38 PM
                                      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-06-07, 07:26 PM
                                        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-07-07, 01:58 AM
                                          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-08-07, 08:32 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد صديق عبد الهادي02-07-07, 05:31 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد د.معز عجيمي02-08-07, 05:47 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد الجندرية02-10-07, 03:36 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد تراث02-10-07, 10:37 PM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-11-07, 07:39 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-11-07, 12:28 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-11-07, 12:28 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa02-12-07, 02:37 AM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-14-07, 06:18 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Abdelmuhsin Said02-14-07, 06:33 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد الجندرية02-14-07, 04:40 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-15-07, 07:16 PM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد تراث02-22-07, 10:46 PM
        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد د.معز عجيمي02-23-07, 03:41 AM
          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-23-07, 06:18 AM
            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-23-07, 06:26 AM
              Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-23-07, 08:32 AM
                Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-23-07, 08:39 AM
                  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-23-07, 08:58 PM
                    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد بدر الدين الأمير02-24-07, 08:38 PM
                      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Abuelgassim Gor02-24-07, 08:57 PM
                        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عبد المنعم ابراهيم الحاج02-24-07, 11:33 PM
                          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-25-07, 02:11 AM
                            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa02-25-07, 08:11 PM
                              Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-26-07, 06:51 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد أبوذر بابكر02-26-07, 06:59 AM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Randa Hatim02-26-07, 07:18 AM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-26-07, 08:49 AM
        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-27-07, 05:12 AM
          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عبد المنعم ابراهيم الحاج02-27-07, 05:37 AM
            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-27-07, 07:12 AM
              Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa03-01-07, 06:31 AM
                Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad03-01-07, 06:50 AM
                  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Sami Talab03-02-07, 07:30 AM
                    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad03-08-07, 01:44 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد هاشم الحسن03-08-07, 04:27 AM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad03-09-07, 03:33 PM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad03-16-07, 07:44 AM
        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad03-20-07, 10:13 PM
          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa03-22-07, 06:38 PM
            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad04-06-07, 05:25 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad04-06-07, 06:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de