عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-15-2004, 00:04 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقلت وصلة البوست إلى منبر الفكرة الحر (Re: Abureesh)

    أورد الأخ أسامة الخواض بعضا مما سبق أن قلته له في بوست "الأفروعروبية"، فقال:

    Quote: ثم قام الدكتور النور حمد بالتعليق الاتي:

    أرجو أن تفرد بوستا منفصلا توضح لنا فيه الدعائم التي بنيت عليها أنت إشارتك للأستاذ محمود محمد طه. فإن ما أشرت إليه، لا تفيد في تأسيسه، إلا الدراسة الممنهجة، الموثقة، الممحصة، المتأنية، المدعومة بالإثباتات من نصوص الأستاذ محمود محمد طه، ومن نصوص غيره، مما يمكن أن يعينك علي موضعة فكر الأستاذ محمود، في الناحية التي أشرت إليها.


    ومع ذلك، فإلأخ أسامة الخواض، لم يفعل، فيما أرى، شيئا أكثر من مجرد فتح بوست جديد!! أما بقية ما ذكرته له، من ضرورة الدراسة الممنهجة، الموثقة، الممحصة، المتأنية، فلا أرى أن الأخ اسامة قد بشيء من ذلك، على الإطلاق! والنصوص الثلاثة، القصيرة، التي تفضل الأخ أسامة بإيرادها من كتاب أسس دستور السودان، الذي كتبه الأستاذ محمود محمد طه عام 1954، لا تدعم من قريب ولا من بعيد، ما ذهب إليه. وقد جرت تلك النصوص، كما يلي:

    Quote: يجب أن نعلم أنه مهما كان شعبنا السوداني متأخرا في بعض جهات البلاد، فانه ليس لدينا سبيل لتربيته إلا باعطائه فرصة التجربة كاملة، حتي يتعلم بالممارسة المباشرة لادارة شؤونه، فيجب أن نعترف له بكامل حقه في الرقابة علي أعمال الحكام والنواب


    Quote: إن هذه الحقوق قد تبدو كثيرة علي شعب بدائي كالشعب السوداني، وخاصة في أقاليمه، ولكن ليس هناك علي الإطلاق سبيل صحيح لترقية أي شعب الا بوضعه أمام مشاكله واعطائه الفرصة ليتعلم من أخطائه، علي أن تنظم جميع أجهزة الحكومة بشكل يعينه في هذا الاتجاه، فالمشرع، والقاضي، والاداري والبوليس، جميعهم يجب أن يعملوا في العلن..


    Quote: هذا، وهناك حق، كثيرا ما أريد به باطل، وهو أن الشعب البدائي يحتاج الي تربية قبل أن يستحق ممارسة السيادة، وهذا تسويغ للحكم المطلق، ووجه الحق أن الشعوب تحتاج الي تربية، بيد أن الحكم المطلق لا يربيها تربية الأحرار، وإنما يربيها تربية العبيد، وهو بذلك لا يعدها للديمقراطية، وانما يعدها للاذعان والانقياد، ونحب أن ننبه الي الخطر الماحق المترتب علي هذا الاتجاه، ونحب أيضا أن نؤكد أنه ليس هناك طريق لتربية أي شعب تربية حرة الا بوضعه أمام مشاكله، ومحاولة أعانته علي تفهمها، والتفطن الي طرائق حلها بنفسه، حتي يطرد تقدمه الي تحقيق الديمقراطية المباشرة.


    وأول ما أحب الإشارة إليه في شأن هذه النصوص، أنها كتبت في مواجهة ما كان يعتقده غالبية السياسيين السودانيين، من أن دعوة الحزب الجمهوري، إلى إقامة جمهورية سودانية ـ وقد كانت الدعوة الوحيدة من نوعها، وقتها ـ دعوة سابقة لوقتها، وغير عملية. فجماعة الأشقاء، كما هو معروف، قد كانت تدعو للوحدة مع مصر تحت التاج المصري، في حين كان جماعة الأمة يرفعون شعار "السودان للسودانيين" ليقيموا حكما ملكيا، يكون تاجه على رأس السيد عبد الرحمن، تحت الرعاية البريطانية. وقد كانت دفوع كل من جماعة الأشقاء، وجماعة حزب الأمة أن السودانيين شعب بدائي، وليسوا في مستوى النظام الجمهوري. ولذلك، فإن الذين يدعون لـ "جمهورية سودانية"، ليسوا سوى مجرد مثاليين، حالمين.

    معرفة المناخ السياسي الذي كتبت فيه هذه النصوص، وهي السنوات القليلة، التي سبقت نيل الإستقلال، إضافة إلى معرفة نوع الحجج التي كانت تساق، وقتها، من جانب الأشقاء، وحزب الأمة، من أجل استبعاد الخيار الجمهوري، وأقامة نظام ملكي، أو شبه ملكي، في السودان، تمثل في مجموعها، أمورا ضرورية جدا، لابد من أستصحابهما، عند مقاربة هذه النصوص.

    في كتابه "أسس دستور السودان"، الذي خرج في النصف الأول من الخمسينات، وقبل خروج الإنجليز، بسنتين، دعا الأستاذ محمود إلى إقامة جمهورية، سودانية، ديمقراطية فيدرالية. والنصوص التي أوردها الأخ اسامة، فصدت إلى تفنيد حجج "بدائية" الشعب السوداني، التي كانت مرفوعة، من جانب النخب المتعلمة في حزبي الأمة والأشقاء، في وجه الجمهوريين، الذي كانوا يدعون لكي يصبح السودان جمهورية، يمارس شعبها نظاما ديمقراطيا تعدديا. وكل الحجج التي ساقها الأستاذ محمود في النصوص التي أوردها، الأخ اسامة الخواض، تؤكد على ضرورة أعطاء الشعب حق الممارسة، ليتعلم منها بالتجربة العملية. وألا يكون هناك وصي عليه، يخبره بقدوم اللحظة، وتحقق الشروط التي بها يستحق إقامة نظام جمهوري. فالأستاذ محمود كان يرى أن يوضع الشعب أمام مشاكله، رغم حالة التخلف، التي تحيط به، ليتعلم بالممارسة.

    نعم، لا أجادل في أن الأستاذ محمود قد تبني وصف الشعب السوداني بالبدائية من سياق ردوده على ما كان يروج له خصومه السياسيون وقتها. غير أن ذلك التبني، لم يكن تبنيا استعلائيا، كما حاول أن يشير الأخ اسامة، وإنما تبني لحقيقة واقعية، وهي أن البلاد بلاد متخلفة، في عموم حالها. وهي بلاد، كلما بعد فيها الإقليم عن المركز، كلما كان حظه من التخلف أكثر. والتخلف المعني هنا، هو ضعف الأخذ بأساليب الحداثة، في الإقتصاد، وفي البنيات التحتية، وفي الخدمات، بكل اشكالها، وعلى رأس الخدمات، التعليم، وأهم ما في التعليم، معرفة مجرد القراءة والكتابة. ولا ينتظر، بطبيعة الحال، أن يمارس شعب، تبلغ فيه نسبة الأمية تسعين في المائة، النهج الديمقراطي، بشكل فعال. ولذلك فإن وصف الشعب بـ "التخلف"، و"البدائية" ليس وصفا استعلائيا، متأثرا بالخطاب الكولونيالي، كما يزعم الأخ أسامة الخواض، وإنما هو وصف لواقع متخلف فعلا. وهذا ما من أجله قال الأستاذ، لخصومه في حزبي الأشقاء، والأمة، أن وصف الشعب السوداني بالتخلف، كلمة حق أريد بها باطل. وحقيقة الأمر، أن واقع الحياة في السودان، وخاصة أريافه البعيدة، لا يزال واقعا متخلفا عن نبض العصر، حتى بعد مرور خمسين عام على صدور كتاب "أسس دستور السودان"!!

    فهل القول أن أقاليم السودان قد كانت ـ ولا تزال ـ بقاع متخلفة مقارنة بمركزه، قول منكر؟ ولو كان قولا منكرا، فلماذا إذن، هذه الحرب الدائرة في كل بقاع السودان الآن؟ والتي هي، فبي بعض صورها، بعمر الإستقلال، إلا قليلا؟ ولماذا الحديث عن مظالم المناطق المهمشة. ثم لماذا كانت هذه الهجرة الماساوية، التي طوقت خواصر المدن، بمدن الصفيح، والكرتون، التي تنعدم فيها أبسط الخدمات، وأبسط صور العيش الكريم. ألم تكن تلك الأقاليم طاردة لبنيها، بسبب تخلف أساليب العيش فيها؟ لم يقل الأستاذ محمود، ولا غيره، فيما أعلم، أن التخلف، في حياة الأقاليم، ناتج بسبب صفات جينية مشرجة في سكان الأقاليم، تمنعهم من التقدم. وإنما التخلف حالة ناتجة عن ملابسات تاريخية، عمقتها كثير من الممارسات السياسية الخاطئة.

    تبنينا نحن، مثقفي العالم الثالث، لصرعات ما بعد الحداثة، ومحاولة محو المقابلات من شاكلة متخلف، ومتقدم، لن تفيدنا في النهوض بأحوالنا. بل بالعكس، فإن تبنينا لخطاب بعض تيارات ما بعد الحداثة، العامدة إلى تحطيم التراتبية hierarchy ، وتفكيكها، وتبطيح الأشياء فوق بساط أفقي، حتى تصبح بلا رأس، ولا قعر، يخلط الأمور، خلطا ذريعا، ويعشي عن الرؤية، ويجعل الأشياء كلها سواء. ويصعب، من ثم، التمييز، بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، وبين الأمام والخلف، وبين التقدم والتأخر. وهذا في تقديري، هو تنبي الخطاب الكولونيالي في أبهى صوره. أعني الخطاب الكولونيالي، أو قل النيوكلونيالي، المندس في أقنعة "إنسانوية" جديدة، وصرعات خرج بها علينا منظرو ما بعد الحداثة، وتكنوقراط الرأسمال، من مسوقي العولمة بمعنى تكريس الهيمنة الرأسمالية. في هذه الأقنعة يظهر بعض مفكري ما بعد الحداثة، الإشفاق على وصفنا بالبدائية، والتخلف، في حين أن ما يقومون بعمله كل يوم، هو الذي يجعل البدائية والتخلف، هما مصيرنا الذي لا فكاك لنا منه. نحن نموت كل يوم، وبمئات الآلاف، بسبب جشع الرأسمال الغربي، وعدم اكتراثه بحيواتنا، وبمصيرنا كبشر. فماذا يضرنا إن جرى وصفنا بالبدائية، منهم أو من غيرهم؟؟!!ا وسأعود إلى لمس هذه النقطة لاحقا.

    أما النقطة الثانية، فهي نقطة قد كان للأستاذ عبد المنعم عجب الفيا، فضل السبق إليهاز وتتخلص في أن الأستاذ محمود قد فرق بين "الحضارة" و"المدنية". وأعتقد أن تفريق الأستاذ محمود محمد طه، بين الحضارة والمدنية، من أكثر ما يميز فكرته، وهو يرسم معالم المدنية الجديدة التي حلم بها. وأحب أن أرود ما ورد على قلم الأستاذ محمود محمد طه، في أمر هذا التفريق، في كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام"، الذي صدرت طبعته الأولى، في عام 1967:

    Quote: المدنية غير الحضارة، وهما لا يختلفان اختلاف نوع، وإنما يختلفان اختلاف مقدار .. فالمدنية هي قمة الهرم الاجتماعي والحضارة قاعدته.

    ويمكن تعريف المدنية بأنها المقدرة على التمييز بين قيم الأشياء، والتزام هذه القيم في السلوك اليومي، فالرجل المتمدن لا تلتبس عليه الوسائل مع الغاية، ولا هو يضحي بالغاية في سبيل الوسيلة. فهو ذو قيم وذو خلق

    ويمضي الأستاذ محمود قائلا:

    Quote: على هذا الفهم الدقيق، فإن المدنية الغربية الحاضرة ليست مدنية، وإنما هي حضارة، وهي ليست مدنية لأن موازين القيم فيها قد اختلت، فتقدمت الوسيلة وتأخرت الغاية. ولقد ورد في "رسالة الصلاة" قولنا ((إن المدنية الغربية الآلية الحاضرة عملة ذات وجهين: وجه حسن مشرق الحسن، ووجه دميم .. فأما وجهها الحسن فهو اقتدارها في ميدان الكشوف العلمية، حيث أخذت تطوع القوى المادية لإخصاب الحياة البشرية، وتستخدم الآلة لعون الإنسان: وأما وجهها الدميم، فهو عجزها عن السعي الرشيد إلى تحقيق السلام، وقد جعلها هذا العجز تعمل للحرب، وتنفق على وسايل الدمار أضعاف ما تعمل للسلام، وأضعاف ما تنفق على مرافق التعمير.

    فالوجه الدميم من المدنية الغربية الآلية الحاضرة هو فكرتها الاجتماعية، وقصور هذه الفكرة عن التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة .. حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة، وفي الحق إن العجز عن التوفيق بين هاتين الحاجتين: حاجة الفرد، وحاجة الجماعة ظل آفة التفكير الاجتماعي في جميع عصور الفكر البشري.

    وهذا التوفيق هو، إلى اليوم، القمة التي بالقياس إليها يظهر العجز الفاضح، في فلسفة الفلاسفة، وفكر المفكرين، ويمكن القول بأن فضيلة الإسلام لا تظهر، بصورة يقصر عنها تطاول كل متطاول، إلا حين ترتفع المقارنة بينه وبين المذاهب الأخرى إلى هذه القمة الشماء.)).. هذا ما قلناه في "رسالة الصلاة" يومئذ، ونقول اليوم إن من آيات اختلال موازين القيم في هذه المدنية الغربية المادية، أن الشيوعية الروسية أعطت اعتبارا للمجتمع، وهو وسيلة، فوق ما أعطت للفرد، وهو غاية. وأن الاشتراكية فيها تقوم على حساب الحرية الجماعية، وعلى حساب الحرية الفردية، وليست الرأسمالية في الغرب بأحسن حالا، في هذا الباب، من الشيوعية الروسية


    فالأستاذ محمود يرى الشعب السوداني شعبا متمدنا، وهو عملاق، بهذا المعنى "التَّمَدْيُنِي". غير أن ذلك، لا ينفي تخلفه "حضاريا". والتخلف الحضاري كما أشار، الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا، يعني ممارسة أنماط الإقتصاد البسيطة، كما يعني تبعا لذلك، ضعف البنيات الأساسية، وقلة استخدام التقنية، وضعف الخدمات. وللتخلف انعاكاساته العملية، الواقعية، التي تتجسد، على سبيل المثال، لا الحصر، في الأمية، وفي البطالة، وفي انعدام كافة صور الخدمات، وفي ما يتبع ذلك من تفشي الأمراض، ومن تدني في معدلات الأعمار. ولو كانت هناك أمة تقف على النقيض من كل هذه الصور من العجز، فهي أمة متقدمة حضاريا. ولابد من قيام المقابلة بين نقيضين حتى يصبح في وسعنا أن نفهم الأمور فهما يعيننا على النهضة. ولا تكون الحركة ـ أي حركة ـ إلا بين طرفين!! وقد قيل قديما: ((وبضدها تتميز الأشياء)).

    المفكر الجاد، هو الذي يسمي الأشياء بأسمائها. بل هو الذي لا يحفل كثيرا بالصرعات، من شاكلة، "أن تكون صحيحا سياسيا". أي أن تقول ما يرضي ما جرى التواضع عليه سياسيا، لا أن تقول الحقيقة!! وصرعة أن تقول ما يرضي المتفق عليه سياسيا، ولا تقول حقيقة ما تعتقد، ظاهرة شائعة في الولايات المتحدة، وهي ما يسميه الأمريكيون: political correctness . وأخشى أن يكون الأخ أسامة قد اشترى بعضا من بضاعة مروجي صرعات الـ political correctness

    التقدم، والتخلف حقائق قائمة، وهي حقائق أوضح من أن نقيم عليها البراهين. وقديما قيل: ((وليس يصح في الأذهان شيءٌ، إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ!)). فأكثر من تسعين في المائة من مراحيض عاصمة بلادنا، لا تزال حفرا تغص فوهاتها بالذباب. فهل تقف عاصمتنا، بهذا المعنى، ندا للعواصم، أو الأقطار التي خلفت هذه الأوضاع الصحية البائسة، قبل قرون؟ والغريب أن الأخ أسامة يؤكد، دوما، على التراكم المعرفي! فهل التراكم المعرفي حصر على الشعر، والنقد، والفلسفة، وحدها، أم هو شيء يمكن أن يشمل أساليب العيش، واساليب إدارة الحياة، وتحسين شروط العيش، مما يجسده مبلغ قدرة الجماعة البشرية، المعينة، على ترويض البيئة، واستئناسها، والتحصن ضد غوائلها، وكوارثها، واوبئتها المختلفة. عجزنا في كل هذه المناحي يضعنا، من الناحية الحضارية، في أسفل السلم، رضينا أم أبينا.

    ولقد يحلو لي هنا، أن أحاجج بأن ما سمي بتفكيك الخطاب الكولونيالي، وما روجت له، بعض تيارات ما بعد الحداثة، لا يمثل في حقيقة الأمر، سوى حيلة غربية، جديدة، للخروج من عقدة الذنب، الغربية، نتيجة للنهب الكولونيالي لشعوب القارات الأخرى، والعمل الدؤوب للإبقاء على تلك الشعوب، في داخل الحلقة الجهنمية، التي صنعها الرأسمال الغربي. أعني تلك الحلقة الجهنمية، التي تفننت في صنعها البيوت والمؤسسات المالية الغربية، والتي جعلت من المستحيل على شعوب العالم الثالث، إحداث أي نهضة كانت. فكأنهم يريدون أن يقولوا لنا بهذه البدعة الجديدة: أنتم لستم متخلفين، ويجب ألا تقارنوا أنفسكم بالفضاء الغربي! فلكل ثقافة وضعها الخاص بها، ولا سبب لكي تقارنوا، بين أنفسكم، وبيننا، لكي تخلصوا إلى أحكام من شاكلة: هذا متقدم، وهذا متخلف!! فمتقدم ومتخلف لا وجود لها، في حقيقة الأمر!! يريدون أنم يقولوا لنا أن موت الأيفاع، وتفشي أمراض البيئات المتخلفة صحيا، من شاكلة الدوسنطاريا، والتفويد، والغارديا، والبلهارسيا، والملاريا، والسل، وسوء التغذية، إضافة إلى انعدام أنظمة، المياه النظيفة، الجارية، في المنازل، وانعدام الكهرباء، وكل أنواع الخدمات لا تجعل منكم قوما متخلفين، أبدا. وما ذا نفيد من وصفنا بالتقدم، إن كنا نموت كل يوم، بسبب أمراض تمكن الناس من قهرها الناس في البلدان الأخرى، وأصبحت في ذمة التاريخ؟ أخشى أن نكون قد استبطنا الرسالة الرأسمالية الغربية، النيوكولونيالية، لنا، التي ما عدمت في يوم من الأيام، من حجة تلقنها لمثقفينا، فيتلهون بها، في حين يزداد الغربيون غنى، ونزداد نحن فقرا، وموتا!

    تنهبنا المؤسسات المالية الغربية كل صبح جديد. وتسبب كل صبح جديد، في موت الأطفال، وفي موت الكبار، في حروب بلا مبرر، وتتسبب في موجات من النزوح الجماعي، لم تعرفها القارة في كل تاريخها، وفي بلاوي أخرى، يخطئها العد. ثم تجيئنا نخبهم الأكاديمية، الباحثة، بكل طريف، وجديد ومبتكر، من شاكلة، "كل ثقافة قائمة بذاتها"، و"لا مقارنة بين ثقافة وأخرى"، و"ليس هناك تقدم، أو تأخر". وان وصف مكان ما، وشعب ما بالتأخر، أمر ينطوي على استعلاء. نشترى نحن هذه الأمور، وندخل في دوامة من الجدل البيزنطي حولها. أما هم، فيتمتعون بكل أفانين الحياة الحديثة، ويبقون في بحبوحات الطلاوة، والدعة، والرفاهية، والأمن، مما جميعه. وحين يصابون بالملل، مما هم فيه، يأتون إلينا بعد أن تصرعهم نبوات النوستالجيا، والرومانسية، لزيارتنا في بؤر تخلفنا، ليمتعوا أعينهم بشيء من الـ EXOTIC ومن الغرائبي المنقرض. يأتون إلى مالي ليروا قبائل "الدوقون"، و"البامانا" وهم يؤدون رقصات الحصاد، وعلى رؤوسهم منحوتات "التشي وارا". ويعرجون على كينيا للصيد، في رحلات السفاري، وفيها يغشون الماساي. ثم يذهبون إلى الكميرون فيشهدون تنصيب الـ "فون" عند قبائل "البومون" و"البمليكي". ويعرجون على السودان، ليروا تنصيب "رث" الشلك في السودان، وربما الوقوف لساعة، في نقع دراويش حمد النيل، الذي تثيره ارجل الدراويش. يشاركوننا الجوانب الإحتفالية، المهرجانية، في ثقافتنا، ولكنهم لا يشاركوننا شظف عيشنا وقسوته، ومخاطره الجمة، إلا في حدود ما تسمح به، وفي حدود ضيقة جدا، عطلة للترفيه، يموضونها، في حدائق إفريقيا التي أصبحت حديقتهم الخلفية، ومتحفهم لصور عيش ما قبل التاريخ!

    أخي اسامة، أرجو ألا تنطلي عليك، خدع ما بعد الحداثة، والنزعات "الإنسانوية" الكاذبة التي أخذت تروج لها، وترفعها في مواجهة الأفكار الداعية لنزع الخوذة الفكرية الغربية، التي أُلبست لنا قسرا حينا، أو لبسناها تطوعا، عن غفلة، في أحيان أخرى.. صدقني، إنك تروج لـ POLITICAL CORRECTNESS وهذا لا يخدم محاولات النهوض عندنا، بقدر ما يخدم الإبقاء على الأوضاع، البائسة، الراهنة، و(بفلسفة عالية كمان). هذا يا أخي مجرد طعم جديد!

    كتب الأستاذ محمود محمد طه، في السفر الأول الذي صدر عام 1945:

    Quote: إن الحزب الجمهوري لا يسعى إلى الإستقلال كغاية في ذاته، وإنما يطلبه لأنه وسيلة إلى الحرية .. وهي التي ستكفل للفرد الجو الحر الذي يساعده عل إظهار المواهب الكمينة في صدره وراسه. يؤمن الحزب الجمهوري، إيماناً لا حد له، بالسودان .. ويعتقد أنه سيصبح من الروافد التي تضيف إلى ذخر الإنسانية ألواناً شهية من غذاء الروح، وغذاء الفكر، إذا آمن به أبناؤه، فلم يضيعوا خصائصه الأصيلة، ومقوماته، بالإهطاع نحو الغرب، ونحو المدنية الغربية، في غير روية، ولا تفكير .. ورأي هذا الحزب في المدنية الغربية، هو أنها محاولة إنسانية نحو الكمال .. وهي ككل عمل إنساني خطير، مزاج بين الهدى والضلال .. وهي لهذا، جمة الخير، جمة الشر .. وشرها أكبر من خيرها .. وهي كذلك بوجه خاص على الشرقي الذي يصرفه بهرجها، و بريقها، وزيفها، عن مجال الخير فيها، ومظان الرشد منها .. ويرى هذا الحزب: أننا ما ينبغي أن نتقي هذه المدنية، بكل سبيل، كما يريد المتزمتون من أبناء الشرق .. ولا ينبغي أن نروج لها، بكل سبيل، ونعتنقها، كما يريد بعض المفتونين، المتطرفين، من أبناء الشرق .. وإنما ينبغي أن نتدبرها، وأن ندرسها، وأن نتمثل الصالح منها .. هذه المدنية تضل و تخطئ، من حيث تنعدم فيها معايير القيم، وتنحط فيها إعتبارات الأفكار المجردة .. فليس شئ لديها ببالغ فتيلاً إذا لم يكن ذا نفع مادي، يخضع لنظام العدد، والرصد.. فهي مدنية مادية، صناعية، آلية، وقد أعلنت إفلاسها، وعجزها، عن إسعاد الإنسان، لأنها كفرت بالله، وبالإنسان .. ويعتقد الحزب الجمهوري أن الشرق، عامة، والسودان، خاصة ، يمكنهما أن يضيفا عنصراً إلى المدنية الغربية هي في أمس الحاجة إليه، و ذلك هو العنصر الروحي .


    وليقرأ معي الأخ أسامة، والأخ أنور الحاج، هذه الجملة، التي ختم بها الأستاذ محمود محمد طه، حديثه، عاليه:

    Quote: ويعتقد الحزب الجمهوري أن الشرق، عامة، والسودان، خاصة، يمكنهما أن يضيفا عنصراً إلى المدنية الغربية هي في أمس الحاجة إليه، وذلك هو العنصر الروحي.


    فكيف يضيف الشرق، ويضيف السودان عنصرا للمدنية الغربية، إن كان الأستاذ محمود، يعتقد حقا، أنهما متخلفين، وبدائيين، في كل شيء؟

    وليقرأ معي أيضا قوله الوارد في كتاب السفر الأول أيضا، حيث قال:

    Quote: من ألزم واجباتنا أن نهيئ لأخلافنا حياة ترتفع عن حياة السوائم والأنعام. فإن هذه الحياة التي نحياها نحن اليوم ـ هذه الحياة التي تستغرق مطالب المعدات والأجساد كل جهادها، وكل كدها، لهي حياة لا يغبط عليها حيٌ حياً .. فإن نحن رضيناها لإخلافنا من بعدنا إنا إذن لخاسرون


    هذه النظرة متفوقة على النظرة الرأسمالية الغربية. فهي نظرة تسعى لتحرير الإنسان من عبودية العمل، التي تمثل المعقل الأخير للعبودية. فالحياة التي يستغرق العمل كل كدها وجهادها، حسب منطوق، عبارة الأستاذ محمود: ((حياة لا يغبط عليها حيٌ حيا)). الشاهد أن نقد الأستاذ للنظرة الرأسمالية الغربية، نقد مبكر جدا. وهو نقد تفوق به على كل معاصرية في الثقافات الكاتبة بالعربية. ولسوف تكون هذه النقطة واحدة من نقاط بحثي الذي أعده عن فكر وحياة الأستاذ محمود محمد طه. وأرجو من الأخ اسامة تأمل هذا النص الذي ورد في كتاب "رسالة الصلاة" الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1966:

    Quote: إن عصرنا الحاضر يمكن أن يوصف بأنه عصر الذرة، ويمكن أن يوصف بأنه عصر استكشاف الفضاء الخارجي، ولكن ينطبق عليه أكثر، كونه عصر رجل الشارع.. عصر الرجل العادي المغمور، الذي استحرت على مضجعه شمس الحياة الحديثة، فنهض وحمل عصاه على عاتقه وانطلق يسير في الشعاب، يبحث عن حياته وعن حريته وعن نفسه، بعد أن أذهل عن كل أولئك طوال الحقب السوالف من تاريخه المكتوب وغير المكتوب.. ذلك التاريخ الذي أخذ يراجع اليوم، ويكتب على هدى قيم جديدة.. وهذه القيم الجديدة هي التي ستوجه المدنية الغربية الآلية الحاضرة وجهتها الجديدة، وتبني بذلك المدنية الجديدة..


    إقرأ معي هذا الجزء، مرة أخرى، واستصحب في قراءته "مصرع الإنسان الممتاز" لعبد الله بولا:

    Quote: ولكن ينطبق عليه أكثر، كونه عصر رجل الشارع.. عصر الرجل العادي المغمور، الذي استحرت على مضجعه شمس الحياة الحديثة، فنهض وحمل عصاه على عاتقه وانطلق يسير في الشعاب، يبحث عن حياته وعن حريته وعن نفسه، بعد أن أذهل عن كل أولئك طوال الحقب السوالف، من تاريخه المكتوب، وغير المكتوب..


    هذه مجرد ملاحظات سريعة على نقطة الأخ اسامة الخواض، والتي أيده فيها الأخ أنور الحاج.
    وختاما أؤكد أن الأخ اسامة، لم يكتب لنا عملا مدروسا، حتى هذه اللحظة. كل ما يأتي به الأخ اسامة الخواض لم يتعد الإشارات المبتسرة، التي لا ترقى، بحال إلى المقاربات البحثية. فالكتابة المؤثرة، لا تتأتي للمرء وهو على هينته. لابد أن يكون للكاتب جهد تنقيبي، وطول نفس، وصبر، لكي يكتب شيئا، يحتفل به الآخرون. خاصة إن كانت الكتابة عن عالم، ورائد، ورؤيوي عظيم، في قامة الأستاذ محمود محمد طه. وأحب للأخ اسامة أن يعيد قراءة ما كتبه عبد الله بولا، عن الأستاذ محمود في مجلة "رواق عربي"، ليرى مبلغ الخشية، والتأدب، اللذين أبداهما، بولا، وهو يعالج طروحات هذا العارف الجليل.

    وأخيرا، لم استسغ تأثر الأخ أسامة بنزعات المطاعنة عند الإخوان المسلمين، وغيرهم من قبائل السلفيين، وذلك حين وصف فكر الأستاذ محمود محمد طه بـ "الفكر المحمودي"!!! ألم يكن في وسع الأخ اسامة، مثلا، أن يجعل عنوان البوست، "أثر مفهوم البدائية على الفكر الجمهوري" بدلا من قوله: "على الفكر المحمودي"؟ وهل غاب على الأخ اسامة أن عبارة "الفكر الجمهوري" هي الإسم الشائع لفكر الأستاذ محمود محمد طه، بين سائر السودانيين؟

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 05-15-2004, 05:33 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-13-04, 09:19 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-13-04, 09:19 PM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" TahaElham05-13-04, 10:44 PM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-14-04, 06:06 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Omer Abdalla05-14-04, 07:09 AM
  Re: ولا يزال الشعب السوداني شعب بدائي ! Agab Alfaya05-14-04, 07:19 AM
    Re: ولا يزال الشعب السوداني شعب بدائي ! Bakry Eljack05-14-04, 08:44 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-14-04, 08:00 AM
  Re: اخيرا يعترف اسامة بتخليه عن البنيوية! Agab Alfaya05-14-04, 08:40 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Omer Abdalla05-14-04, 08:55 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" TahaElham05-14-04, 09:10 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Anwar Elhaj05-14-04, 09:36 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Yasir Elsharif05-14-04, 09:43 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Agab Alfaya05-14-04, 10:18 AM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Bakry Eljack05-14-04, 12:05 PM
  Re:مفهوم البدائية النبيلة بين ماركس ومحمود محمد طه Agab Alfaya05-14-04, 11:29 AM
  خطاب من الأستاذ محمود Yasir Elsharif05-14-04, 03:35 PM
  نقلت وصلة البوست إلى منبر الفكرة الحر Yasir Elsharif05-14-04, 03:47 PM
    Re: نقلت وصلة البوست إلى منبر الفكرة الحر Abureesh05-14-04, 06:13 PM
      Re: نقلت وصلة البوست إلى منبر الفكرة الحر Dr.Elnour Hamad05-15-04, 00:04 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-14-04, 10:53 PM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-14-04, 11:50 PM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Yasir Elsharif05-15-04, 01:15 AM
  Re: الاعتراف بالبدائية والتخلف شرط التقدم Agab Alfaya05-15-04, 04:53 AM
  Re: ما هذا يا اسامة؟؟؟ Agab Alfaya05-15-04, 05:46 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Anwar Elhaj05-15-04, 05:56 AM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Dr.Elnour Hamad05-17-04, 08:03 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Bashasha05-15-04, 08:33 AM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Yaho_Zato05-17-04, 05:10 PM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-17-04, 09:58 PM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Abureesh05-17-04, 10:34 PM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Dr.Elnour Hamad05-17-04, 10:57 PM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-17-04, 11:54 PM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" ودرملية05-18-04, 03:33 AM
  Reوماركس كمان! Agab Alfaya05-18-04, 03:34 AM
  Re:ما بعد الحداثة ليست معرفة بل خطاب ايديلوجي؟ Agab Alfaya05-18-04, 04:29 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-18-04, 05:14 AM
    Re: انت المطالب بالاعتذار ! Agab Alfaya05-18-04, 06:47 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-18-04, 03:21 PM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Yaho_Zato05-18-04, 05:21 PM
      Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" degna05-19-04, 03:45 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-19-04, 05:04 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Agab Alfaya05-19-04, 05:35 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-19-04, 06:08 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-19-04, 06:31 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Omer Abdalla05-19-04, 06:46 AM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Agab Alfaya05-19-04, 07:15 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Omer Abdalla05-19-04, 07:01 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-19-04, 07:04 AM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Yaho_Zato05-19-04, 03:42 PM
      Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" aymen05-19-04, 04:15 PM
        Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Yaho_Zato05-19-04, 05:31 PM
          Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Ash05-19-04, 07:33 PM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Omer Abdalla05-19-04, 08:31 PM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" kh_abboud05-19-04, 10:34 PM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-20-04, 02:57 AM
  Re:الاستاذ داعية وليس باحث اكاديمي Agab Alfaya05-20-04, 04:41 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-20-04, 05:04 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-20-04, 05:15 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-21-04, 06:11 AM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Omer Abdalla Omer05-21-04, 03:21 PM
      Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" ودرملية05-22-04, 03:50 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-22-04, 04:28 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-22-04, 04:49 AM
    Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Omer Abdalla Omer05-22-04, 05:47 AM
      Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" elfaki05-22-04, 06:57 AM
  Re: الاستاذ محمود كمؤلف كتب أو كمتناص مع كتب اخرى osama elkhawad05-22-04, 07:11 PM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-23-04, 08:20 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Omer Abdalla05-23-04, 07:49 PM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-24-04, 08:00 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" Omer Abdalla05-25-04, 05:25 AM
  Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" osama elkhawad05-25-04, 07:14 AM
  الأستاذ محمود داعية ومفكر ومجدد Yasir Elsharif05-26-04, 01:01 PM
    Re: الأستاذ محمود داعية ومفكر ومجدد elfaki05-26-04, 07:08 PM
      Re: الأستاذ محمود داعية ومفكر ومجدد Yasir Elsharif05-27-04, 10:08 AM
  عن ماركس في استشراق " ادوارد سعيد" osama elkhawad05-27-04, 07:57 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de