رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 02:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هبة عثمان عبده(سمرية)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-22-2010, 10:28 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط (Re: سمرية)

    (4)

    زمني الآخر ، حلمي الآخر ، جسمي الآخر
    كل شيء عندي آخر .
    لم يكن قط ، ولن يكون ابداً ، شيء هنا ، والآن .
    بل كل شيء إما منقض ، ولكنه - على دثوره - مائل غير بائد ، أو مسوًف ، مؤجل ،
    ولكنه - وإن لم يات غداً بعد - قائم - يضارعني ويشغل حيزي،
    الآن ، وكأنه مع ذلك وفي الآن نفسه قد مضى وانقضى .
    إلأ لحظة العشق .
    هذه لا زمن فيها ، لا زمن لها ، لا انقضاء ولا مآب ولا هناك مَقدِم آت .

    (5)

    اريد ان انقل اليك ما قراته في ( الاهرام ) بالامس ، في اليوم الاخير من هذا العام 1980 :
    ( انا بنت فقيرة الحال توفي والدي منذ مدة طويلة ، وتركني انا ووالدتي العجوز دون مورد رزق نعيش منه ،
    اريد ان اعمل بوظيفة فراشة ، علماً بأنني حاصلة الشهادة الابتدائية عام 1965 ،
    وإذا لم يمكن تعييني ممكناً ارجوكم أن تاخذوني انا ووالدتي نعيش
    في اي مصحة محكومية ، او حتى سجن ، ناكل ونشرب ، بدلا من عذابنا في هذه الدنيا )

    نصرة كامل حسنين الكيلاني
    بحيرة - مركز ايتاي البارود
    ــــــــ

    اوجعتني نصرة كامل كيلاني
    طبعاً
    فماذا فعلت ؟
    ماذا فعلت بوجعي ، وغضبي ؟
    أكتب رسالة لن تصل ابداً ؟

    ولماذا اتصور - يعني - انه يجب عليً ان افعل شيئاً ، على أي حال ؟
    اما زلت اظن نفسي أرفع سيف النار البتار ؟ مثل ملاكي ؟
    في عالم نفيت عنه الملائكة ، من زمن بعيد ؟
    قد أنطفأت جذوته .
    ألم تنطفيء ؟

    في هذا العقد ، قال تقرير لمنظمة الاغذية العالمية والزراعة ،
    ان نحو 500 مليون في الدول النامية يعانون من الجوع ،
    ومثلهم في الدول المتقدمة يشكون أمراض التخمة والسمنة والاسراف في الاكل .
    اما الذين سقطوا في المجاعات ، مرضى او موتي ، فهم نحو 99 مليوناً في العقد الثامن فقط .
    قلت لنفسي وهأنذا اقول لكـ بلا خجل او بخجل قليل :
    كأن في ضخامة الارقام وحدها ما يحبط العزم ويثلم الحس ،
    170 مليون طفل أفريقي مهددون بالموت من المجاعة والقحط ،
    70% من أهل أفريقيا تحت مستوى الفقر ؟
    ما مستوي الفقر عند المنظمات الدولية المحترمة ، حسنة النية بلا شك - مثل الفاو ؟
    كأنما هي بالاحصاءات والدراسات والمشروعات تبريء ذمة الناعمين وافري النعمة ،
    كأنما تكفر عن حس بالاثم عرضي على كل حال سرعان ما ينجاب - 170 مليون طفل -
    كأنما الارقام الهائلة توقف دم الوجيعة وتحول الحكاية الى مجرد شهقة استغراب.
    ولماذا الارقام بالملايين ؟
    ولماذا في افريقيا ؟
    وهي كلها تعميمات وتجريدات احصائية ، وجغرافية ، ومصطلحات في التقارير ؟

    تحت بيتنا رأيته ، هذا الصبي الفلاح الذي ما أوضح انه ياتي القاهرة لاول مرة ،
    كان يبتسم ويرى الاشياء وخاصة النسوان بانبهار ،
    وكان شاحب الوجه أبيض
    شحوباَ شمعياً وعلى جلد وجهه ويديه نقط سوداء دقيقة وعلى شفتيه قشرة قشف .
    وعيناه جافتان ، يلف رقبته بكوفية مغزولة في البيت ،
    قلت لنفسي : في مصر ، في القاهرة ، بعد ثمانية وعشرين سنة من الثورة ،
    فلاح عنده الاسقربوط ؟
    أليس هذا مرضاًُ تاريخياً ، ما أسهل زواله ، شويه فيتامينات ؟
    كم مثله لم يأتوا للقاهرة او لم يعرفوا حتى ؟
    كم مثله لا ياكلون العيش لحاف كفاية ، في القرى والمدن ؟
    ليس هذا تجريد ولا أرقاماً .
    170 مليون طفل افريقيا يعدلون طفلا واحداً في اي مكان من الارض ، طفلا يموت من الجوع ،
    ، جلده الاسمر أو الاصفر الرقيق ناصل النسيج مشدود على بطنه المنتفخ المكور بسرته البارزة
    عيناه غائران لامعتان وصامتتان ، ساقاه كلاعصى المثنية ، يموت وشفتاه مشققتان ، قشره نبات يابس ،
    لم يعد ينتظر من العالم شيئاً ، كف عن نداء امه التي جفت ونضبت وسقطت .
    طفل واحد ، 170 مليون طفل ، من ذا الذي يمكل ان يغفر هذا ؟
    لا غفران ..
    يا للسذاجة ، دائما يا للسذاجة !

    هل تتوقف الحياة ، هل يتوقف أي شيء في أي مكان- لان الجرائم - لان 170 مليون جريمة في هذه الحالة -
    ترتكب كما شأنها ان ترتكب دائما ،
    وكما لا شك سوف تظل ترتكب دائما ؟
    أورفيوس يظل ينوح .
    قلنا ألف مرة إن موسيقى النواح تظل مضحكة قليلاً ، ولا معنى لها ، على أي حال .
    كأنما لا بد أن يكون ثمً معنى .
    نظل نحتمل هذه الجرائم - او هذه الوقائع - ونعيش معها ، ونحب ان نحيا، ونعرف أن نمارس عشقنا .
    كأننا الى عالم سفلى سحيق !
    كأننا تفر بجسدينا من رعب الجريمة الى رعب العشق ، وكأنما يصبح الجسم - جسمي وجسمك معاً -
    في هذا الرعب ،
    مجرد موضوع ، مجرد اداة ، مجرد شيء ، منفى بلا حياة ، بل دفعة آليه انحسرت عنه -
    انفصلت عنه - روح محيية ،
    واصبح وحده ، يحفزه ويحركه وينبض فيه مجرد دفق العصارات الفيزيقية ونكوصها .

    الهذا كنا ننزل الى الارض ، على الموكيت الطوبي المحروق ، كانه نار منطفئة ، ونصنع الحب ،
    صناعة كانها تكريس للسقوط ، كانها نزول الى ما تحت الارض .
    وعندما تطبق اللحظة الاخيرة علينا كانما لها وقع الادانة ، ارتماء الجسم وهمود دون حس بالخلاص ،
    بل ظمأ من لا ري له الا ماء ملح زقوم .

    ألم يحدث هذا ؟
    اعلى هذه النغمة نودع العام ونستقبل العام الجديد ؟
    كل سنة وانت طيبة ..




    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط سمرية09-15-10, 07:50 AM
  Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط سمرية09-15-10, 08:24 AM
    Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط سمرية09-15-10, 09:07 AM
      Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط سمرية09-15-10, 11:21 AM
        Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط سمرية09-15-10, 12:04 PM
          Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط عصام عبد الحفيظ09-15-10, 03:35 PM
            Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط سمرية09-19-10, 07:45 AM
              Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط سمرية09-19-10, 10:16 AM
                Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط محمد يوسف الزين09-21-10, 12:00 PM
                  Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط سمرية09-21-10, 12:19 PM
                    Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط سمرية09-22-10, 10:28 AM
                      Re: رسائل لن تصل - قصة - إدوار الخراط سمرية09-26-10, 02:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de