بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ابراهيم الكرسنى(Dr.Ibrahim Kursany&ابراهيم الكرسنى)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2007, 02:35 AM

ابراهيم الكرسنى

تاريخ التسجيل: 01-30-2007
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986

    خواطر من زمن الإنتفاضة (11)

    بينى ... وبين الخاتم عدلان ... وإنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 م

    د. إبراهيم الكرسنى

    تعود علاقتى بالمرحوم المناضل الأخ الخاتم عدلان إلى أيام الدراسة بجامعة الخرطوم ، ثم إمتدت منذ ذلك، قربا وبعدا، حسب مكان وجود الأخ الخاتم و توفر وقته ، فإنسان فى مكانة الأستاذ الخاتم ، وبحكم المسئوليات الضخمة التى كان يتحملها ، جعلت طبيعة حياته إستثنائية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانى . بل فى حقيقة الأمر لقد كان الأخ الخاتم نفسه رجلاً إستثنائياً ... رحمه الله رحمة واسعة وأحسن إليه بقدر ما قدم من تضحيات جسام فى سبيل خلق وطن حر وشعب سعيد. لقد شكل رحيله المبكر خسارة فكرية وسياسية لشعب السودان بأكمله، وقد رحل الأخ الخاتم فى وقت أحوج ما يكون فيه السودان لمثل عقله المتوهج للمساهة الفاعلة فى تحديد البدائل لكيفية الخروج من الأزمة الشاملة الراهنة التى تعيشها البلاد. أنظر كيف ترحل العقول الوقادة، فى سودان العجائب ، وهى فى قمة العطاء ... وكيف تعمر العقول العاطلة والعاجزة عن العطاء إلى مراحل الخرف ... إنها فعلاً حكمة إلهية تستوجب التأمل !!

    لقد كان الأخ الخاتم من نوع الرجال الذى لا يتخذ رأياً نهائياً فى أية قضية ، مهما صغر شـأنها ، إلا بعد أن يقتلها بحثاً ، وهذا يرجع لرجاحة عقله الناقد لجميع الظواهر ، الإجتماعية منها والطبيعية ،على حد سواء . لذلك فقد كان أسلوبه فى العطاء متميز ومتفرد ، سواء كان ذلك كتابة أو شفاهة . فقد يسر الله لقراء المنبر العام بسودانيز أون لاين أن يقفوا على جزء مما أقول، من خلال ما خطه يراعه البارع خلال الفترة القصيرة التى تشرف فيها المنبر بعضويته !! وقد كان الأخ الخاتم كذلك خطيباً مفوهاً ، جاذباً للعقول وآسراً للقلوب حينما يتحدث عن القضايا على إختلاف انواعها ، فى الندوات العامة التى تستقطب العديد من البشر من جميع المستويات الفكرية والثقافية . لذلك ما كنت أحسب أن الأخ الخاتم كان سيواجه نفس الموقف الحرج الذى واجهه المتحدثون فى الندوة الإنتخابية الختامية للأخ الأستاذ جلال الدين السيد بدائرة الكلاكلات !!

    إن الأسلوب الذى كان يتعامل به الأخ الخاتم مع جميع القضايا قد جعل منه خصماً فكرياً وسياسياً صعب المراس ، وقد أكسبه مناعة ، أصبحت تبدو وأنه قد فطر عليها ، ضد أسلوب " الخم " الجماعى!! وكان أكثر ما يثير حفيظته هو الكسل الذهنى ، الذى يميز ، وللأسف الشديد ، العديد من أدعياء المعرفة ، الذين تحولوا ، بفضل حناجرهم الغليظة وشعاراتهم الملتهبة ، إلى رموز يشار إليها بالبنان . ولكن أمثال هؤلاء القادة لم يتجاوزوا مرحلة الشعارات ، وبالتالى عجزوا عن أن يعملوا الفكر لسبر غور أمهات القضايا التى تواجه الشعب والوطن ، فماذا كانت نتيجة عصر كامل من الشعارات البراقة، والوعود الكاذبة، والبرامج السياسية التى تحيط بكل شىء ، ما عدا قضايا الواقع السودانى بالغة التعقيد. للأسف فقد كانت النتيجة الحتمية لنضال وجهاد الشعارات البراقة والوعود الكاذبة هو حصاد الهشيم !! أكثر من خمسين عاماً من الإستقلال السياسى ومن الحكومات الوطنية – المدنية منها والعسكرية – والشعب السودانى لايزال يرزح تحت غلال الثالوث القاتل ... الجوع ، الجهل والمرض !! بل إن البعض منه قد عاوده الحنين إلى" رفاهية" أيام الإستعمار الثنائى ... فتأمل !!

    كان الأخ الخاتم من نوع القيادات الفكرية والسياسية، التى لو قيض الله لأمثالها تولى دفة أمور البلاد ، لكان الحال غير الحال، ولكان الشعب السودانى ، بكل تأكيد ، أفضل مما هو عليه الآن . لكن الله تعالى قد قدر لشعب السودان قيادات " وطنية " من النوع الذى تكون فيه هموم الشعب والوطن فى آخر سلم أولوياته !! رحم الله الزعيم إسماعيل الأزهرى ، الذى لو قدر له أن يعيش إلى وقتنا الراهن ، لرأى بأم عينه " صحن الصينى "، وقد هشمته " ديوك العدة " الوطنية، حتى لاتكاد أجزائه ترى بالعين المجردة ... فهى بالقطع تحتاج إلى " تليسكوب " فكرى ليتمكن من رؤية أجزائه ... وبالتالى السعى من بعد ذلك إلى " لملمتها " وإعادتها فى شكل " صحن صينى " جديد ، نأمل له أن يظل متماسكاً هذه المرة ويبعد عنه أعين " ديوك العدة " !!

    إن عقل وذهن الأخ الخاتم، الوقاد والمتقد دوماً، هو بمثابة هذا " التليسكوب "، الذى كان يحتاجه الوطن فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخه ... كما يقولون !! لكن إرادة الله الغالبة كانت أسرع مما نتوقع . فحينما تتوقف مثل هذه العقول ، وإلى الأبد ، عن التفكير فإن الوطن يهتز من إركانه الأربع وكأنه قد أصيب بصاعقة أو زلزال ... وهو بالفعل كذلك . فغياب عقل، مثل عقل الأخ الخاتم، سوف يكون إضافة حقيقية لحالة الجفاف والجدب الفكرى الذى تمر به البلاد . وبالتالى ستخلو الساحة لقيادات الهرج الفكرى والتهريج السياسى، ليفعلوا بها ما يشاؤون ... فتأمل !!

    دعانا فرع الحزب بالجزيرة ، الأخ الخاتم وشخصى الضعيف ، للتحدث فى أول ندوة جماهيرية " يدشن " بها حملته الإنتخابية لمرشحيه فى دوائر الخريجين بالجزيرة . كان للحزب ثلاثة مرشحين هم : أستاذى الجليل وصديقى العزيز الدكتور فاروق محمد إبراهيم ، وأستاذ الأجيال المرحوم على المك ، قبل أن يعلن إنسحابه ، والمهندس على خليفة مهدى . تشاورت فى الأمر مع الأخ الخاتم ، وقد أبدينا موافقتنا على الدعوة ، ومن ثم إتفقنا أن نغادر إلى مدنى بالمواصلات العامة فى يوم الندوة نفسه ، فى حقيقة الأمر لم يكن ميسورا لنا الذهاب إلى مدنى بأى وسيلة أخرى للمواصلات غير تلك !!

    قابلت الأخ الخاتم فى موقف "باصات" السوق الشعبى فى الخرطوم قبل الظهر بقليل فى اليوم المتفق عليه ، وحينما هممت بالذهاب ل " قطع " التذكرة ، أقترح على الأخ الخاتم إرجائها لبعض الوقت، لانه يود أن ينجز عملاً مهما قبل المغادرة . وحينما إستفسرته عن طبيعة ذلك العمل ، أخبرنى بأنه على إتفاق مع أحد محررى صحيفة الميدان ليحضر إليه فى السوق الشعبى لإستلام نسخة من " العمود " اليومى الذى كان يحرره بصحيفة الميدان بعنوان " ويذهب الزبد جفاء "... ما أروعه من عنوان وما أعمقها من دلالة . ألم أقل لكم فى صدر هذا المقال بأن الأخ الخاتم كان عميق التفكير فى كل ما يتناول من قضايا فكرية كانت أو سياسية . أنظر وتأمل فى المعنى العميق لعنوان هذا العمود الصحفى !! قال لى الخاتم بأن هذا إلتزاماً ويجب الوفاء به ولذلك لابد من إعداد عمود " الغد " وتسليمه إلى الميدان قبل المغادرة ... وقد كان !!

    إنتحينا ركناً قصياً فى أحد مقاهى السوق الشعبى و" طلبنا " شاى سادة ، حينما بدأت فى رشف الشاى ، الذى أعتقد أننى لم أذق مثله منذ مغادرتى السودان !! كان الأخ الخاتم قد قطع شوطاً فى كتابة العمود ، وحينما فرغت من تلك المهمة كان الخاتم قد فرغ من رشف الشاى وكتابة العمود معاً . بعد إنتهائه من تلك المهمة، " ناولنى " الوريقة التى سطر بها العمود، ثم طلب منى قراءتها وإبداء ما أراه من ملاحظات . عندها قلت له باننى سوف أقرأ العمود، كأى قارىء عادى، ولكننى لا أود مشاركته الملكية الفكرية له !! قلت هذا ممازحاً للخاتم، لأننى كنت على قناعة تامة بأن ما يسطره قلمه دوماً فى ذلك العمود لا يحتاج إلى زيادة من أحد !! وكما يقول أخواننا فى شمال الوادى، بأن ما ينتجه عقل الخاتم ويسطره قلمه " ما تخرش منو المية " !!

    إستمتعت بقراءة العمود ، كعادتى دوماً حينما أقرأ للأخ الخاتم ، ثم بدأنا فى تبادل وجهات النظر فيما طرح فيه ، وأعتقد إنه كان سهماً من سهامه التى كان يواظب على توجيهها للمدارس الفكرية والبرامج السياسية " للجماعة " !! وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث أطل علينا شاب يتدفق حيوية ،قام بتحية الأخ الخاتم أولاً ، ثم حيانى، حيث قام الأخ الخاتم بواجب التعارف . للأسف لا أذكر أسم ذلك الشاب الآن ،كما سبق وأكدت دوماً فأننى أكتب من الذاكرة ، ولكننى عرفت بأنه " مندوب " الميدان . بالفعل سلمه الخاتم تلك الوريقة، " الإلتزام "، ثم إنصرف ذلك الشاب ، بعد وداعنا ، وتوجهت بعدها إلى " شباك " تذاكر أحد بصات الجزيرة و" قطعت " تذكرتين على الرحلة الذاهبة الى ود مدنى . جلسنا فى مقعدين متجاورين ، وقد كانت تلك بالفعل ربما من الفترات القلائل التى تتاح فيها للخاتم فرصة " الونسة " والحوار مع فرد واحد وفى هدوء تام دون أن يتخللها أى نوع من " الأزعاج " ! كيف لا وقد قضى الأخ الخاتم حوالى نصف سنين شبابه فى غياهب سجون الأنظمة الديكتاتورية ، وقضى نصفها الآخر " متخفياً " عن أعين أجهزتها الأمنية، التى كانت تلاحقه ليل نهار، وكأنه من عتاة المجرمين !! ويا لها من " تهمة " ، حينما تتحول بفضل عرفان شعبنا، إلى عمل شريف ووسام يعلق فى صدر الموجهة إليه ، وتصبح شرفاً على جبينه يتباهى به فى أوساط جميع المنافحين عن حقوق الشعب والوطن . بهذا المعنى فقد كان الأخ الخاتم بحق أحد " مارشالات " الحركة الوطنية بكل عمقها ، من كثرة " الأوسمة " و " النياشين " التى منحها له الشعب السودانى إكراماً لتضحياته الجسام دفاعاً عن مصالحه.

    لقد كان الأخ الخاتم خلال هذه الرحلة فى غاية المرح وتتملكه روح الفكاهة والنكتة ، و أعتقد أنه كان يمكن أن يكون أحد ظرفاء المدينة ، أو الريف إن شئت ، لكن طبيعة الحياة الصارمة التى عاشها الخاتم قد حرمت مجتمعنا من تلك الصفات، التى أعتقد أنه كان سيبدع فيها أيضاً، وكدأبه دوما، حال تفرغه لها كتابة أو شفاهة !! وصلنا إلى أرض الجزيرة عصر ذلك اليوم، وقد كان فى إستقبالنا حشداً من الأصدقاء الذين أخذونا مباشرة إلى منزل العم المحترم محمد سيد أحمد ، رحمه الله وأحسن إليه . وبعد أن أخذنا قسطاً من الراحة، توجهنا فى المساء الباكر إلى الساحة المعدة للندوة ، وأظن إنها كانت ميدان الحرية . وهناك وجدنا الأخ الدكتور فاروق محمد إبراهيم والمهندس على خليفة فى إستقبالنا ... لكن المرحوم على المك لم يحضر تلك الندوة ، وهو ربما ما يفسر جزءاً من "سر" إنسحابه من قائمة المرشحين لاحقاً . لقد كان الميدان مكتظاً بالجماهيرالتى قمنا بمخاطبتها حول العديد من قضايا وإشكاليات تلك المرحلة ، ولكن بتركيز خاص على القضايا التى تهم المتعلمين والمثقفين . وبالفعل فقد أجاد الأخ الخاتم وأبدع فى هذا الميدان ، كيف لا وهو فارسه الذى لا يشق له غبار !!

    أمضينا بقية تلك الليلة بمنزل المرحوم العم محمد سيد أحمد ، وأود أن اتوجه بهذه المناسبة لجميع أفراد تلك الأسرة الكريمة بجزيل الشكر والإمتنان لكرم الضيافة وحسن الإستقبال . حينما أصبح الصبح، وقبل أن نهم بمغادرة المنزل متوجهين إلى " موقف " بصات الخرطوم، حضر إلى المنزل شقيق الأخ الخاتم ، الذى كان طالباً وقتها بجامعة الجزيرة . إنتحى الأخ الخاتم بشقيقه على إنفراد لبعض الوقت ، جاءنى بعدها ، آخذا بيدى وسرنا بعيداً عن شقيقه ، ثم سألنى إن كان معى " فائض قيمة نقدى " !! أخرجت محفظتى، وفتحتها أمامه، لنجد بها مبلغ أربعين جنيهاً . أخذ الأخ الخاتم نصف المبلغ وترك لى النصف الآخر ... عندها أحسست بالثراء الفاحش فى مقابل الفقر المدقع الذى يعيشه الأخ الخاتم ... فتأمل !! لم أسأل الأخ الخاتم فى حينها عن سبب حاجته للفلوس ، أو ، وهذا هو الأهم ، لماذا يسافر من الخرطوم إلى الجزيرة دون مصاريف ؟! مع علمى التام ببعض تلك الأسباب !! بعدها ودعنا أهل الدار وشقيق الخاتم ، الذى كان يهم باللحاق بجامعته ، وذهبنا إلى "المحطة " فى طريق عودتنا إلى الخرطوم .

    بمجرد أن تحرك " الباص" نحو الخرطوم ، إعتذر لى الأخ الخاتم كثيراًعن إنه ربما سبب لى ""ضائقة " مالية، حينما أخذ نصف ثروتى فى تلك اللحظة !! فقلت له مداعباً " والله يا خاتم أنا الحقو أشكرك، لأنك أديتنى شرف إنو أكون دائن لى زول لأول مرة فى حياتى" !! ... وبالمناسبة لآخر مرة كذلك !! بعدها بدأ الأخ الخاتم فى شرح حيثيات الموقف الذى لخصه فى الحوجة الماسة لشقيقه لبعض " المصاريف " ، لا ليستمتع بها فى عاصمة الجزيرة ، وإنما ليقابل بها ضرورات مصروفاته الدراسية ، ولكن الخاتم كان لا يملك بعضاً مما طلبه شقيقه !! تأملوا هذا الموقف جيداً ومدى الحرج الذى أحس به الأخ الخاتم ، وهو الإنسان المرهف الأحاسيس بالفطرة ، حينما " تعشم " أخوه فى أن يحصل منه على عشرين جنيهاً فقط لا غير، وهو لا يمتلكها !! لقد كان الأخ الخاتم نزيها تماما، وفوق كل الشبهات، وبالأخص المالية منها!!

    ألم أقل لكم فى حلقة سابقة بأن شعار تلك المرحلة كان " يا أيها المناضل إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ، سيراً على الأقدام " !! تجاوزنا ذلك الحرج فى دقائق معدودات ، على الرغم من حالة الإحباط التى أصابت الأخ الخاتم ، جراء ذلك الموقف ، والتى حاول جاهداً ، وكعادته دائماً ، إخفائها وتقطيعها فى "أحشائه" ، بأسلوب غاية فى الرقة والإنسانية ، ولكنه أفضى به، فى نهاية المطاف، إلى الموت وهو فى ريعان الشباب !! واصلنا " الونسة " والتعليقات الظريفة على ندوة الأمس ، وما تبعها من قصص وحكاوى ليلا، مع الأصدقاء بعاصمة الجزيرة .

    حينما وصلنا الخرطوم ، ودعت الأخ الخاتم ثم ذهبت إلى حيث أسكن ، بالقرب من السوق الشعبى . لقد خلصت إلى حقيقتين هامتين خلال تلك الرحلة، تشكلان بعضاً من السمات الشخصية لهذا الرجل الفذ ... الأولى إلتزامه الصارم بالمهام التى توكل إليه ، والثانية صبره على المكاره الذى لا تحده حدود. رحم الله الأخ الخاتم رحمة واسعة وأحسن إليه ، ويحق لأبناء جيلى أن يفتخروا بأنهم قد عاشوا عصر الخاتم عدلان !! .

    وهذه بعضا من الخواطر التى سطرتها، قبل حوالى العام تقريبا، رثاءا للأخ العزيز الأستاذ المناضل المرحوم الخاتم عدلان، و التى أنشرها لأول مرة ، وفاءا لروحه الطاهرة، له الرحمة و المغفرة و جنات الخلد.


    الخاتم والوطن


    نداء للزملاء والإخوان أقيفو دقيقة للأحزان
    هو فى حزن كبير وأكبر من إستشهاد ولد عدلان
    فارس الحوبة ما فى كلام يوم إتسيدو الأخوان
    ...
    يوم ساقونا للمجهول لا تعليم لا فى علاج ولا في أمان
    نشفو ريقنا يوم الجمعة يوم الرحمة يشبع فيهو كل جعان
    والنيل المدفق ديمة مويتو مخدرى القيزان
    آلاف السنين يتجارى مويتو بتروى للحيضان
    عمرو الموية ما إتعدمت ولا زولاً صبح عطشان
    ديمة بلدنا رويانا فى غير موسم الفيضان
    وموية النيل طعيمة كتر حلاتا تجيك من الرحمن
    وما إتعدمت ولا نشفت إلا فى آخر الأزمان
    ...
    زمناً غير وشرو كتير يوم إتحكموا الأخوان
    قصورن ديمة تشلح نور والسودان صبح ضلمان
    وسرقوا اللقمة من أطفالو جوعو كل زول شبعان
    ناساً ما بيخافو الدين يومة طففو الميزان
    وما قايلين بجيهن يوم يوم تتفرز الكيمان
    كوماً كان بقيم الليل وكوماً تانى للأخوان
    ...
    طريق الفقرا والثوار ما بيقدر عليهو جبان
    ما بيمشيهو زول ساكت على جموع من الفرسان
    ناس محجوب وناس جوزيف وقاسم أمين والخاتم ولد عدلان
    وناس الشيخ وناس محمود رجال من أشجع الشجعان
    ناساً شالو هم الناس هم أطفالنا والنسوان
    دافعو عن حقوق الناس رافعين عزة السودان
    رفضو الذل وما إتهانو يوم إتهانت الأوطان
    يومت جاها ناس هولاكو ديك طليان وأمريكان
    ...
    يوماً أسوداً بلحيل يوماً مكن الأخوان
    يوماً كان يريد فرسان شان تتصدى للعدوان
    نام "الأخ" غرير العين ما هاميهو كان إتحرقت الأوطان
    أصلو "الأخ" دا طبعو كدي لا عزة نفس هاماهو لا أوطان
    يوم القمرى قام هاجر والبلد إتملت غربان
    لا تسمع نغيم طنبور لا دلوكة لا زولاً صبح فرحان
    بعد حس الدليب ينقر بقينا بنسمع الغربان
    ...
    لا جغيمة ً تبل الريق بعد ما كل زول رويان
    بلدا خيرا مدفق وفاضت بيهو ها الحيشان
    دا كلو نتاج من الأفكار وبرامج شاملة مو هذيان
    برامج من عقول جبارة عقول محمود وود عدلان
    لا وعدت بنات الحور لا إعادة صياغة إنسان
    لكن الوعود الجد سعادة الأمة والسودان
    سعادة نابعى من خيرنا من وديانا والخيران
    ...
    تمرنا كتير وعيشنا غزير وقطنا بيكسى للعريان
    بركاوينا مالى الحوش وباقى تمورنا فى الحيشان
    ناكل وندى للجيران ونشبع للبجينا جعان
    ونكرم الضيف صباح ومساء حللنا بتغلى للضيفان
    وكضاب البقول جاها وقدل فى شوارع أمدرمان
    وشرب من مويتا الصافي ورجع من غير يحس بأمان
    عشان محروسا بى فقراها صناديدا ً يطردو الجان
    بيطردو كل جيش غازى ويلحقو كل زول لهفان

    إبراهيم الكرسنى

    مايو 2005


                  

العنوان الكاتب Date
بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 ابراهيم الكرسنى04-11-07, 02:35 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Raja04-11-07, 11:46 PM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Sabri Elshareef04-12-07, 01:13 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 ابراهيم الكرسنى04-12-07, 03:26 AM
    Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Abdel Aati04-12-07, 04:04 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Masoud04-12-07, 04:23 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 ابراهيم الكرسنى04-12-07, 05:01 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Atif Makkawi04-12-07, 06:50 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Omer5404-12-07, 07:00 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 ابراهيم الكرسنى04-15-07, 03:02 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Sabri Elshareef04-22-07, 02:01 PM
    Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 bayan04-22-07, 02:15 PM
      Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Bushra Elfadil04-22-07, 11:38 PM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 ابراهيم الكرسنى04-23-07, 03:11 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Yasir Elsharif04-23-07, 09:18 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 ابراهيم الكرسنى04-24-07, 02:39 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Rabab Elkarib04-25-07, 10:48 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 ابراهيم الكرسنى04-26-07, 04:12 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Atif Makkawi04-26-07, 06:08 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Rabab Elkarib04-26-07, 08:24 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 ابراهيم الكرسنى04-26-07, 09:33 AM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Yasir Elsharif04-26-07, 09:50 PM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 ابراهيم الكرسنى04-29-07, 03:19 AM
    Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 Yasir Elsharif04-29-07, 03:16 PM
  Re: بينى... و بين الخاتم عدلان... و إنتخابات دوائر الخريجين بالجزيرة...1986 ابراهيم الكرسنى04-30-07, 02:42 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de