|
Re: افتتاحية الواشنطن بوست عن دارفور: تلخيص (Re: د.خالد اصيل احمد محمد)
|
شكرا أخي د. خالد اصيل على التعليق في الحقيقة الأزمة معقدة وفاقت كل التصورات ودائما اقول انما يدور في دارفور عمل غير اخلاقي، ونجد في الغرب وامريكا هناك اهتمام اكبر بالمآسي من الرأي العام ومن المواطنين، اليوم رأيت بأم عيني شخص ابيض جلس بحاجياته لعدد من الأيام وسوف يجلس إلى أن تنجلي سحابة دارفور القاتمة السواد فقد قال لي انه سوف لن يبرح من مكانه امام السفارة الا بعد ايجاد حل وسألني لماذا انتم غير مهتمين فقلت له نحن مهتمون ولكن يبدو أن الأزمة اكثر تعقيدا مما يتصور الجميع وتدخل فيها كثيرا من التعقيدات المحلية والأقليمية والدولية والقبلية ولكنه لم يقتنع بما اقول. نعم الحكومة تتحمل الجزء الأكبر من المآساة بالاضافة للحركات ولكن ايضا القوى السياسية الرئيسية بدون استثناء تتحمل جزء من المسئولية فلو كان هناك تنظيمات فاعلة لاستغلت ما يحدث في دارفور واحدثت به التغيير المنشود، المشكلة الأخرى لقد اصبحت سيوف التنظيمات الكبرى من خشب واعتمدت على سيف التدخل الدولي ولكن اصدار بيان أوتأييد التدخل الاجنبي كعمل سياسي دعائي او اعلامي تقليدي لا يكفي ، لا ادري لماذا فشلنا في انشاء تنظيمات ذات فاعلية من اجل قيادة الجماهير وتحريكها، لدينا مقدرة كبيرة في الحشد بالصورة التقليدية العشائرية مثلنا مثل اي طريقة صوفية ولكن كاحزاب سياسية كان ينبغي ان يكون الحشد ذو فاعلية بمعنى أن تحدث به التغيير او تمارس به ضغط كبير وسوف يقف معك العالم والإقليم بأن هناك احزاب سودانية اعتقلت قياداتها لانها مهتمة بقضية دارفور وسوف تجد تغطية اعلامية عالمية وضغط كبير . الأحزاب الكبيرة عندها مسئولية اخلاقية في القيام بشيء جاد من اجل دارفور ومهما كانت الخسائر. لقد لاحظت انه لا يوجد اهتمام كبير بقضية دارفور وسط السودانيين وقد لاحظ عدد من الناس ذلك وقد رأيت ذلك بام عيني وابيها في زيارتي العام الفائت للسودان او حتى هنا داخل المنبر، على الأحزاب مسئولية كبيرة في استنهاض الهمم وحشد الناس والعالم فقد لاحظت مثلا الصحف الكبرى في امريكا مهتمة بالقضية وتجدد أن هناك افتتاحية عن دارفور كل اسبوعين او ثلاثة واتمنى أن تحذو الصحف السودانية حذو هذه الصحف من اجل توعية الشعب بما يدور هناك في ظل التعتيم الإعلامي الداخلي. الحكومة تلعب بالوقت وتعطي اشارات متناقضة مرة توافق على القوات الدولية ومرة لا توافق ومرة حليفة بالطلاق وغيرها من المهازل. ما اراه أن الحكومة سوف لن تحل قضية دارفور لسبب بسيط لأن الإنتخابات قادمة وأن حزب الأمة حصل على الأغلبية في آخر انتخابات وسوف تحاول أن تترك المشكلة وحتى لا تجرى الإنتخابات في كثير من الدوائر بحجة عدم الأمن وهذا في مصلحة المؤتمر الوطني وهذا يفقد حزب الأمة والحركات كثير من المقاعد والواضح أن تحليل اجهزة امن الانقاذ أنهم سوف يجدون بعض المقاعد في الجنوب وأن الحزب الإتحادي سوف يفقد كثيرا وحزب الأمة سوف يفقد كثيرا أذا استثني جزء من دارفور لذلك اذا استمر تحالفهم مع الحركة يمكن أن يحصلوا على الرئاسة ويجدو اكثرية في الانتخابات مع قليل من التزوير وطبعا سوف يعتمدوا على المدن لأن هناك حركة تحول ديمغرافي كبير فالشمالية عدد سكانها نصف مليون والبقية كلها في الخرطوم أما القرى فلا مجال لهم فهذه مناطق مقفولة وخاصة لحزب الأمة والإتحادي. لو كنت في مكان قيادة الأحزاب الكبيرة لتركت كل شيء وتفرغت لموضوع دارفور بشكل يومي ولشكلت غرفةعمليات تقوم بتنوير اجهزة الإعلام بشكل يومي والسفارات ولقدت المظاهرات بشكل يومي وحتى لو ادى ذلك إلى السجن فالسجن افضل من هذه المواقف التي اقل ما اصفها بانها تقليدية مايعة لا تتناسب مع حجم الكارثة فهل تصحى احزابنا من طريقة عملها التقليدية التي هي اشبه بعمل الطرق الصوفية في جذب المريدين وحشدهم في ليلة ذكر ولكنها لا تصنع تغيير سياسي بهم اذن ما الفرق بين الطرق الصوفية والأحزاب في هذه الحالة ، الفرق يكمن في القاء خطاب سياسي تقليدي واستخدام كلمة كلمتين جداد وبعد ذلك الحديث عن الموضوع كنوع من العرض السياسي ولكن هذه الطريقة انتهى وقتها وسوف يسمح بها النظام لأنها لا تهدده. لماذا لا نفعل كما فعل مارتن لوثر كنج عندما ادرك انه لابد أن يحضر لواشنطن لان صنع القرار في العاصمة فجمع انصاره في رحلة الحج إلى واشنطن فكانت المسيرة المليونية في ساحة المول المشهور في واشنطن دي سي وقال خطبته المشهور I have a dream هل لهذه الأحزاب حلم ايضا حتى تستطيع أن تحققه بمسيرة مليونية كما فعل مارتن لوثر كنج الإبن. فعلى كوادر الأحزاب أن يمارسوا ضغط داخلي عنيف من اجل تحريك اتخاذ القرار في هذا الإتجاه ولا ينبغي أن يهابوا وذلك من اجل اهلنا ومصلحة جماهيرنا لأن الأحزاب بهذه الطريقة سوف تموت ليس موتا عاجلا ولكن موت بطيء بفعل التآكل الزمني السياسي اذا صح التعبير ، لا اعتقد بعدما حدث في دارفور سوف تكون الأمور كما كانت عليه، وكما كانت عليه هذه هي الكلمة المفضلة لأحزابنا واضف اليها ليس بالامكان افضل مما كان وبعد ذلك ممارسة تضخيم الذات ، فالعمل السياسي اصبح أن تقوم بعلم تقليدي وتتبعه بحملة كبيرة لتضخيم الذات من بعض القيادات ومن الذين يفكرون بعواطفهم ومشاعرهم وللاسف الشديد سوف لن نستطيع أن نخلق تغيير أو ثورة بالعواطف والمشاعر إلا اذا كانت هذه ثورة للمشاعر والعواطف محلها الحدائق الغناء والزهور والورد فهي ثورة مخملية لا وجود لها في عقول من يفكرون بعقلانية.. فشكرا على الحوار فدائما الحوار الجيد يفتح الطريق لنقد بناء وايجاد افكار مضادة او نقيضة تفيد التفكير وتساعد في اجلاء كثير من الغيوم الفكرية والسياسية وفضح المسلمات البالية. مع شكري أبوهريرة
|
|
|
|
|
|
|
|
|