‏وداعـا يا زول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 01:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل المقيم الطيب صالح
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2009, 07:25 AM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
‏وداعـا يا زول

    لطيب صـالح‏:‏وداعـا يا زول
    بقلم‏:‏ ســنـاء البيـــسي

    هذا القلم الأبنوسي الثمين الذي أخط به الآن من الخيال سطور هذا اللقاء الأثيري كان هدية منه في أحد اللقاءات الحميمة التي اجتمعنا فيها علي شط نيل المساء الذي أنصت من قبل لثرثرة شلة كان نجمها نجيب محفوظ‏,‏ فأوسع لنا من ضفتيه بعدها مجلسا كان درته وواسطة عقده الكاتب الروائي العربي السوداني الكبير الطيب صالح في رحلة الشتاء الموسمية إلي القاهرة‏...‏ الآن أخرجت قلمي قلمه من خزينة الكنوز لأسحب غطاءه برفق بالغ حنون كي لا أخدش رفيع القيمة والأثر لأعانق بالمداد أوراقا أسأله فيها‏,‏ وأنا أبكيه‏,‏ فيجيبني وهو من ليس معي‏,‏ لكنه أبدا سيظل معي كلما نظرت إلي النيل الذي ربط بلدينا معا منذ الأزل‏..‏ يجيبني بالصوت الخفيض البطئ الملول الذي يسكنه صوفي في القرار‏,‏ ويكسوه الشجن إذا ما تلا أشعار حبيبه أبوالطيب المتنبي‏..‏ ويخفت الصوت تدريجيا إيذانا بصمت الرحيل ليترك فراغا موحشا يذكرنا بما أصبح ماثلا علي ساحة العلاقات بين الشعبين المصري والسوداني‏..‏ شعبي وادي النيل‏..‏

    *‏ مصر يا طيب‏..‏ أين أنت منها وأين هي منك وأنت الذي لم يعش في السودان معظم أيام العمر لكنك أخذت السودان معك أينما ارتحلت‏,‏ وتحضرها معك إلي مصر بلهجتك الحميمة وأواصر محبتك؟‏-‏ مصر هي الرائد وعلاقتنا بها أعمق بكثير مما يدركه الآخرون‏..‏ ربما نحب بلادا أخري أو قد نتكيف مع بعض الشعوب‏,‏ لكن الذي بيننا وبين مصر هو الذي بيننا وبين أنفسنا‏.‏ مصر بالنسبة إلينا ليس بلدا آخر‏,‏ بل جزء من تكويننا ومزاجنا العام‏,‏ وفي رأيي أن بعض رجال الإعلام في مصر لا يدركون هذه الحقيقة فيلجأون إلي تحويل الأشياء العميقة والمتجذرة والتي لا تبدو علي السطح إلي كليشيهات‏,‏ مثلما نبسط الأمور ونقسمها إلي أصالة ومعاصرة‏,‏ وهذا في رأيي تبسيط لأمور غاية في التعقيد‏..‏ ولعلني ألاحظ أن اختلاف الشعب السوداني عن المصري يكمن في أن السودانيين لا يعبرون عن عواطفهم بصراحة مثل المصريين‏.‏ السوداني يعمد إلي مداراة عواطفه‏.‏ ثم إن السودانيين يقفون دائما مع مصر في لحظات الشدة وأوقات الأزمة‏.‏ السادات حين عقد اتفاقية كامب ديفيد‏,‏ كانت أغلبية الشعب السوداني ضد الاتفاقية‏,‏ لكن حين أحس السودان أن مصر في مأزق وبدأت تنعزل وتهاجم بضراوة هبوا لنجدتها‏,‏

    وأعتقد أن نميري حين رفض إغلاق السفارة السودانية في القاهرة قام بذلك تحت تأثير مد شعبي عارم غير مرئي وليس مجاراة للسادات‏,‏ والتاريخ قد بين أن السودان يقف إلي جانب مصر في كل مأزق‏,‏ وحين جاء الرئيس جمال عبدالناصر إلي الخرطوم للمشاركة في مؤتمر القمة عقب هزيمة‏67‏ جاء مهموما لكن الشعب السوداني وقف إلي جانبه يؤازره‏..‏

    *‏ عبرت عن استيائك من السينما المصرية في زمان الأبيض والأسود وذلك في تعاملها مع السودانيين بما لا يليق‏,‏ فلا يوجد بواب ولا سفرجي ولا خادم إلا وهو أسمر الوجه‏,‏ ولم تر واحدا سودانيا يقوم بعمل مهم‏..‏ يا طويل البال لقد تكلمت عن الكليشيهات وكان ذلك إحدي سيئاتها‏.‏
    -‏ الإحساس بالألفة بين السوداني والمصري مسألة حقيقية وهذه الألفة ليس معناها التسليم بكل شيء‏,‏ ولقد جاء جدي إلي مصر سنة‏1917‏ وعاش فيها فترة كمصري المولد‏,‏ ومن الطبيعي أن نختلف‏,‏ الإخوة يختلفون في الأسرة الواحدة‏..‏ أنا مثلا لا أحب التاريخ الفرعوني‏,‏ لكني أحب أشخاصا وأفكارا وأشياء كثيرة في مصر‏..‏ فكرة المطلق غير موجودة‏..‏ حتي عندما تحب بلدا ممكن أن تسخط علي أشياء في هذا البلد‏..‏ ناس من أهلي لا يعجبونني ليس معني هذا أنني أكره أهلي‏..‏

    *‏ يا طيب من أين جئت بالطيب؟‏!‏‏-‏ جاءتني به أمي عائشة أحمد زكريا في عام‏1929‏ بقرية كرمكول شمال السودان وكانت قد فقدت من قبلي اثنين من أبنائها فتحدت جدي وصممت علي أن تختار لي اسم الطيب‏,‏ وقالت إنها حلمت بأن النبي الخضر أعطاها خرزة زرقاء وتنبا لها بمولدي طيبا والناس في قري شمال السودان يعتقدون أن الطيب اسم تحل به البركة إذا كانت الأسرة تفقد مواليدها‏..‏ أمي كانت في السابعة عشرة عندما أنجبتني وكنت أناديها ياعشة ولم أقل لها يوما أمي‏,‏ وعندما كانت تأخذني معها إلي السوق كان الجميع يعتقدون أنها أختي‏,‏

    ومن هنا نشأت صداقة متينة بيننا‏,‏ ومازلت أذكر وجهها الضاحك وذاكرتها الحديدية حتي التسعين وشدوها بقصائد مدح الرسول‏,‏ وكانت عائلتها من قبيلة الركابيين وهم من علماء الدين الذين نشروا العلم في السودان كانت لهم خلوة مثل الكتاب في مصر‏,‏ حيث كان حفظي للقرآن الكريم‏..‏ وأثناء دراستي بلندن كنت أسافر مرتين في العام للسودان لا أفارق فيها أمي لحظة واحدة‏,‏ لكن الوقت كان دائما إلي زوال رغم جلوسي ساعات إليها‏,‏ وبرحيلها عرفت معني الخسارة وحملت أحزاني معي إلي قبرها ولم يطفئ نار حزني سوي علمي بأنها رحلت وسط نشاطها اليومي‏,‏ ومنذ ذلك التاريخ أشعر بأن الخيوط التي تربطني بالجذور تتقطع عندما يصلني خبر رحيل رجل كبير أو سيدة عجوز ممن كان تربطني بهم صلات الدم‏..‏

    *‏ حديثك الأم بينما أبوك لم يصلنا منك عنه خبر؟‏!‏
    ‏-‏ محمد صالح أحمد عائلته موزعة بين قري منطقة مروي في الدبة والعفاض‏,‏ لم يكن جبارا لكنه يمارس دوره المعهود في المجتمعات الشرقية والإسلامية‏,‏ وقد اكتشفت مع مراحل حياتي المختلفة أنه كان محبا عالما متبحرا في عذوبة العواطف‏,‏ ومن هنا أهديته كتابي الذي أسميته مريود‏,‏ أي المحبوب بالسوداني‏,‏ وعلي فكرة لن أكون مدعيا إذا ما قلت إن الكاتبة الأمريكية توني ماريسون التي حصلت علي جائزة نوبل عن روايتها المحبوب قد اقتبست عنوانها من كتابي‏,‏ ولو كنت أنا قد كتبت الرواية بعدها لكان الاتهام نفسه سيوجه لي لأن في العالم العربي عندنا مازالت الفكرة مسيطرة بأنه ليس لدينا القدرة علي الإبداع ودائما ما نقلد الغرب ونترجم أفكاره‏..‏

    *‏ نرجع للوالد محمد صالح؟‏-‏ كان الرابع في أبناء الجد الفارع الطول الضخم الجسد الذي لم يرث والدي عنه هذا التكوين‏..‏ لا أذكر يوما ضربني فيه أو أهانني أو أنزل من قدري أمام أقراني‏..‏ تعلمت أن أحبه وأحترمه لا أن أرهبه أو أخافه أو أتمني خروجه من الدار لألهو كما أشاء‏..‏ ومن هنا كانت طفولتي سعيدة‏,‏ الطفولة التي أسميتها الفردوس‏..‏

    *‏ وبقي الحنين إلي العمة والجلباب السوداني؟
    ‏-‏ ظللت علي صلتي بسوداني أترك لندن والجو الأوروبي وأعود إلي قريتي لأرتدي زيي الوطني شهرا أتمدد وآتمطي واحيا فيه‏,‏ ثم أعود إلي الغربة‏..‏

    *‏ ومكثت تكتب عن أرض المنبت والميلاد والفردوس لتقيم جسرا بينك وبين بيئة افتقدتها؟‏!‏
    ‏-‏ ظل أثر البيئة راسخا في أعماقي‏,‏ وأعتقد أن من يطلق عليه لقب كاتب أو مبدع يوجد طفل قابع في أعماقه‏,‏ والإبداع نفسه فيه البحث عن الطفولة الضالة‏,‏ وحين كبرت ودخلت في تعقيدات الحياة‏,‏ كان عالم الطفولة بالنسبة لي ملجئا أهرب إليه لأعيش متحررا من الهموم‏,‏ ذلك العالم الوحيد الذي أحببته دون تحفظ‏,‏ وأحسست فيه بسعادة كاملة‏,‏ وما حدث لي لاحقا كان كله مفتقدا لهذا التكامل‏..‏ كانت قريتي مختلفة تماما عن الأمكنة والمدن الأخري التي عشت فيها‏,‏ ولاشك أنها هي التي خلقت عالمي الروائي‏..‏ التراث موجود في دمنا وجزء من تكويننا‏..‏ هو ميراثنا‏..‏ من صغري تثير خيالي حكايات الماضي‏..‏ أذهب إلي جدي فيحدثني عن الحياة قبل أربعين وخمسين بل ثمانين عاما فيقوي إحساسي بالأمن‏,‏ لهذا أعمالي كلها تدور في محيط القرية‏..‏ حيث الآباء والأجداد‏..‏ وعموما الإنسان لا يقرر أين يذهب ولا أين يعيش وإنما الله سبحانه يحدد وجهته‏..‏

    *‏ تأثير الغربة علي أدبك الذي ترجم إلي تسع عشرة لغة؟‏!‏
    ‏-‏ ليست غربة البعد عن المنابع‏,‏ فأنا شخصيا ووجدانيا عشت غربة المكان فقط‏,‏ وهذا لابد أن يكون له تأثير علي العمل الأدبي‏,‏ لأن الأديب هنا ينظر من الخارج إلي أهله بشكل مختلف مما كان عليه طيلة الوقت وهذا واضح في أعمالي من أول عرس الزين عام‏64,‏ وموسم الهجرة إلي الشمال في عام‏66,‏ وبندر شاه بجزئيها ضد البيت في عام‏72‏ ومريود عام‏73,‏ إلي جانب المجموعة القصصية دوكة وكانت في عام‏.69‏

    *‏ اختيرت روايتك موسم الهجرة إلي الشمال ضمن أفضل مائة عمل في تاريخ الإنسانية‏,‏ واحتفي بك في أنحاء العالم شخصا وعملا‏,‏ فعلي سبيل المثال نقل الألمان جميع أعمالك من العربية إلي اللغات العالمية‏,‏ وتحرص مصر علي وجودك الشخصي والأدبي الدائم علي أرضها‏,‏ وكانت بريطانيا الحاضنة الأولي لك مع أنك صاحب الرواية الناقدة للاستعمار الإنجليزي وصدام الحضارات‏,‏ وكنت النجم الدائم في الجنادرية السعودي‏,‏ واهتم بك القطريون منذ أيام فقرهم‏,‏ وحول الليبيون أحد أعمالك لدراما‏,‏ والكويت حولت إحدي رواياتك لفيلم سينمائي؟‏..‏ دوائر الحفاوة تلك منحتك الشهرة الواسعة‏....‏ أنت والشهرة؟‏!!‏

    -‏ أقول صادقا ليس لدي أي إحساس بأهمية ما كتبت‏,‏ ولا أشعر بأنني هذا المهم‏,‏ وهذا ليس تواضعا لكنها الحقيقة‏,‏ إذا اعتقد الناس أن ما كتبته مهما فهذا شأنهم لكنني قطرة في بحر‏,‏ فقصيدة واحدة للمتنبي تساوي كل ما كتبته وأكثر‏..‏ لدي شعور قد لا يستوعبه كثيرون أن الشهرة توبخني لذا لا أحس بأية متعة لها‏.‏ أحس بهذا التأنيب الداخلي إذ أنني أدرك أن الشهرة جاءتني بسبب خروجي عن بيئتي ومحاولة إقامة جسور معها من خلال الكتابة فقط‏,‏ إلا ان هذا لا يعني جلد الذات‏,‏ والأمر لا يصل إلي حد القسوة‏,‏ لكنه إحساس قوي بالتقريع‏..‏ وكل إنسان يجد مبررات لأخطائه ولذلك عندما نقرأ السير الذاتية نجد أصحابها يبررون دائما أفعالهم بمبررات واهية ليست مقنعة علي الإطلاق‏,‏ ونادرا ما نجد من يقدم نفسه بشكل حقيقي‏.‏

    *‏ لهذا لم تكتب مذكراتك؟‏!‏
    ‏-‏ كتبت ملامح من سيرة ذاتية فقط ووقائع عن رحلات وملاحظات عن مدن زرتها وشخصيات عرفتها في حياتي مثل منسي يوسف بسطاروس القبطي الصعيدي المعدم زميل العمل في الإذاعة البريطانية في عام‏1953‏ والذي مات مليونيرا يحمل اسم مايكل جوزيف بعد زواجه من حفيدة توماس مور‏.‏ أسجل أشياء وأكتب ملاحظات مثل الذي يدندن استعدادا للعزف وتنشيطا للذاكرة لكي انطلق في الكتابة‏,‏ فعندي كلام كثير لابد أن أقوله قبل أن أودع العالم‏..‏ الكاتب لا يكف عن الكتابة في مخه‏,‏ أما المذكرات فلا أعرف متي أكتبها‏,‏ والمذكرات أسلوب في الأدب القديم ليته يعم في الأدب العربي مثلما هو في الإنجليزي والفرنسي‏,‏ والسوق المصرية مليئة الآن بالمذكرات السياسية لكنها مشغولة بقضية السلطة والحكم‏,‏ ولعل من أجمل ما قرأت من مذكرات شخصية كانت للدكتور ثروت عكاشة فصاحبها القدير يقدم بصراحة وشفافية بالغة خلاصة حياته في السياسة والفن والأدب‏..‏
                  

العنوان الكاتب Date
‏وداعـا يا زول اسعد الريفى03-14-09, 07:25 AM
  الطيب صـالح‏:‏ وداعـا يا زول اسعد الريفى03-14-09, 07:32 AM
    Re: الطيب صـالح‏:‏ وداعـا يا زول jini03-14-09, 07:52 AM
  الفن يأكل الحياة‏.. اسعد الريفى03-14-09, 10:39 AM
    Re: الفن يأكل الحياة‏.. jini03-14-09, 11:21 AM
  اضاءة اسعد الريفى03-14-09, 01:45 PM
    Re: اضاءة jini03-14-09, 02:57 PM
      Re: اضاءة سلمى الشيخ سلامة03-14-09, 03:03 PM
        Re: اضاءة اسعد الريفى03-14-09, 08:40 PM
  أثر البيئة راسخا في أعماقي‏ اسعد الريفى03-14-09, 09:17 PM
  ليس علي أن أثبت وجودي باستمرار‏ اسعد الريفى03-15-09, 06:53 AM
  إعجابي بعبدالناصر اسعد الريفى03-15-09, 12:03 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de