بـداية لتصاعد احداث طلابية بجامعة السودان كلية الزراعة/شمبات

Quote: مناظير صناعة الفشل!! زهير السراج * الفشل صناعة ناجحة جداً لدى البعض برغم عوامل النجاح التي تتوفر لهم!! * احد هؤلاء.. الصندوق القومي لرعاية الطلاب «دعم الطلاب سابقاً».. الذي كان الناس يتندرون منه في الماضي بالجملة الشهيرة «طلاب دعم الصندوق» كناية عن الوضع المعكوس الذي كان سائدا آنذاك.. حيث كان الصندوق يتحصل على رسوم سكن من الطلاب بدون ان يقدم لهم المقابل المناسب!! * غير ان الصندوق بدأ يتخلص من بعض عيوبه بالتدريج، بعد ان تولت امره ادارة جديدة.. تمثلت في دكتور النقرابي وبعض معاونيه.. واستطاعت ان تنشيء مدناً سكنية بمستوى جيد، بمعاونة بعض رجال الخير والاحسان، من بينهم السيدان اسامة داود عبد اللطيف وحسن ابراهيم مالك، بالاضافة الى تحسين مستوى الخدمة داخل المجمعات السكنية، مما اسهم في تغيير صورة الصندوق القبيحة في نظر الطلاب والمجتمع السوداني! * ولكن يأبى الصندوق الا ان يبدع في صناعة الفشل، ويتعمد مع سبق الاصرار والترصد العودة الى الماضي، بجملة ممارسات وسلوكيات، من بينها الطريقة السلطوية الاستفزازية والتعسفية التي تتعامل بها بعض المرابطات مع الطالبات، فيما يتعلق بمواعيد الدخول والخروج، والمظهر العام وغير ذلك من الاشياء التي تبدو بسيطة في مظهرها، ولكنها عميقة الاثر في جوهرها بالنسبة لعملية اعادة بناء الثقة بين الطلاب والصندوق، التي تحاول الادارة الحالية القيام بها.. غير أنها للأسف تصطدم بمثل هذه الممارسات التي يقوم بها صغار الموظفين والاداريين، لقلة الخبرة وعدم الحصول على القدر الكافي من التدريب في التعامل مع الطلاب! * وغير ذلك.. فهنالك بعض مشاكل السكن التي لم تحل بعد، وهي مشاكل بسيطة ولكن يأبى الصندوق الا ان يتركها تتضخم حتى تصل الى مرحلة المواجهة والصدام بين الطلاب وكلياتهم من جهة،وبين الطلاب والشرطة من جهة اخرى وتؤدي لتعطيل الدراسة.. مثلما حدث في كلية الدراسات الزراعية بشمبات التابعة لجامعة السودان، فقد تم اخلاء الطلاب من داخلياتهم القديمة بشمبات بغرض تحويلها الى مكاتب للادارة والاساتذة، وترحيلهم الى داخلية من اربعة طوابق بحلة حمد منذ اكثر من ستة اشهر، وهي لا تصلح للسكن، بسبب الضيق وشح الماء، وعدم وجود العدد الكافي من الحمامات والمراوح مقارنة بعدد الطلاب، بالاضافة ا لى انها تنتهك حرمة البيوت التي تجاورها مما جعل قاطني هذه البيوت يفتحون عدة بلاغات ضد الطلاب.. بدون ذنب ارتكبوه، فمجرد الظهور من النافذة سبب كافٍ لفتح بلاغات ضد الطلاب وجرهم الى اقسام الشرطة.. وكان لا بد ان يؤدي هذا الوضع الى تذمر الطلاب.. وتوجههم بالشكوى الى ادارة كليتهم، التى بذلت المستحيل مع الصندوق القومي، لتحسين وضع الطلاب، او تحويلهم الى داخلية ا خرى.. ولكنها فشلت.. وكانت النتيجة الطبيعية لذلك هي المواجهة بين الطلاب والادارة.. واغلاق الكلية، واخلاء الداخليات.. والاصطدام بشرطة النجدة والعمليات وانتشار ثقافة العنف.. والعنف المضاد!! * كل هذا بسبب مشكلة بسيطة، عجز الصندوق عن حلها طوال ستة اشهر، واثبت براعته في صناعة الفشل برغم عوامل النجاح التي توفرت له.!