الـــهـــندي ------------ايدام

Quote: حِوارٌ هَادِئْ جُوْنْ فَيَلْدْ يُنصِفُ(المُناضِلِين فى ...ضةُ أَمِ الدِّجَاجَة الآن وبعد أن هدأت العاصفة..وتعقلت حالة الإندفاعة الأولى للمتحمسين فى اليسار السوداني الجديد..أظن من حقنا نحن فى ألوان الطيف السياسي الأخرى أن نطرح التساؤلات لتنهض التفسيرات أمام الزملاء والزميلات المناضلين لإعطاء الدرس للكبار.. ولا ندري ما سر هذا التزامن الغريب..ففي وقت أنهت فيه القوى الجديدة الشبابية فى اليسار السوداني مؤتمرا لها لتشكيل ما عرف بتحالف قوى شباب السودان الجديد بحر الأسبوع الماضي ..كان العالم البريطاني يعطى تفسيرا مثيرا للظاهرة العلمية ويحل واحدا من أكثر الألغاز التى عجزت البشرية عن حله منذ نشأة الحياة ،وهو من تنتج الأخرى :البيضة آم الدجاجة..بدقيق العبارة من يجئ أولا..والاقتباس هنا ينسحب على حالة (حركة القوى الجديدة) والتي خرجت من رحم الحزب الشيوعي السوداني بعد معاناة داخلية امتدت لسنوات ومقاومة حقيقية لسطوة (الدجاجة العجوز الحمراء) داخل الحزب المقعد..! وإذا كان البروفيسور جون بروك فيلد أعطى تفسيرا جدليا لانحيازه العلمي كون أن البيضة جاءت قبل الدجاجة آو أن البيضة هي السبب فى إنتاج الدجاجات -حمراء كانت او باى لون آخر- فان هذا سيغفل الباب (حتى يثبت العكس) خلف عديد الباحثين وعلماء بالمئات تكتظ بهم المعامل ودور البحث العلمي ببريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما..ليقضوا فى مهمة تأريخية بالأشهر والسنوات لتفنيد الكشف العلمي (الإحيائي) المذهل.. لكن ما قاله بروك فيلد مؤكد سيفتح الباب ويتركه مواربا أمامنا..لنجد تفسيرا من مناضلى حق كيف ان (بيضة) المؤتمر الشهير لشباب قوى السودان الجديد ستنتج دجاجة..؟! وبالعود مع بروك فيلد فإننا نجد هذا الكشف ,مذهل حقا!..إذ كيف تسبق البيضة الدجاجة ؟ وبالطبع بعد هذا الإنجاز العلمي الأول والفريد نوعا, ستستمر دورة حياة القسم الهام جدا من فصيلة الطيور.. الأهمية إلينا نحن (بني آدم) أكلوا الدواجن اللاحمة ومنتجاتها..وقطعا ستعود الأوضاع إلى وتيرتها الأولى الهادئة! فالإحصائيات تؤكد أن كميات هائلة تعد بالآلاف بيضا ودجاجات فقدت ولم يستفد منها احد استفادة حقيقية بسبب جُنّة الباحثين وعلماء البايلوجى المغرمين بالتجارب العلمية المكرورة على فصيلة (الدجاج) مئات المرات فى اليوم الواحد ..! ونجد ان أساطين النظرية (العبقرية) بالحركة المنشقة (حق) هؤلاء الخارجين عن طوع الحزب الأحمر (العجوز)..أصبحوا بحاجة إلى إقناعنا بذات المنطق النظري والعلمي الذي تحجج به العالم البريطاني المشهور حاليا .. من جهة أن نظريته اقتباسا وإسقاطا على واقعنا السياسى والإجتماعى فى السودان تنسحب تماما على الزملاء والزميلات المناضلين بـ (حق) فى قسميهم الرئيسيين..سواء أولئك المستمسكين بنهج وتبريرات الراحل الخاتم عدلان يرحمه الله لإنشقاقه على الحزب ..او الذين تعاملوا بنظرية الأمر الواقع لينحازوا إلى المجدد الآخر ..وتسلحوا بمنطق الحي أبقى من الميت .. وعلى أمل ان تنتج "البيضة" "دجاجة" أخرى ! ويبقى أن نشير فى هذه الجزئية إلى أن العالم البريطاني من جامعة نوتنغهام والمتخصص فى علم الجينات المتحولة قال أن "بالضرورة البيضة سبقت الدجاجة..وهى السبب الرئيس لوجودها وإنتاجها فى المستقبل..وليس العكس!"..وبذا فانه يقطع الطريق متهما الحزب الشيوعي بالعقم..او العلة الجينية..وبالمنطق فانه يوضح أن المكونات الوراثية لا تتطور خلال حياة الكائن وان أول طير أصبح دجاجة وجد فى البدء كجنين داخل بيضة..! ويضيف انه من البديهي ان لا تتطور المواد الجينية خلال الحياة مهما كان النظام الجسدي الذي يتضمنها. وهذا يعنى – بمنطق بروك- ان الطير الأول الذي أصبح لاحقا دجاجة وجد أولا كجنين داخل بيضة. والمعروف ان نفر من الكادر والنشطاء المحسوبين على الحزب الشيوعي السوداني (سابقا) والمنتمين لـ (حق)حاليا..تجمع هؤلاء وانضافت إليهم فى مؤتمر صغير بالخرطوم نحو 8 من التنظيمات الجهوية والأشكال التعبيرية السياسية (المتباينة) ..بيد ان الذي تتداوله المكاتب المتخصصة حاليا ان تحت هؤلاء غرس التنظيم الطلابي الرسمي- الحزب الشيوعي- (الجبهة الديمقراطية) ، غرز غرزته للسيطرة والتمكن من الجنين الجديد المتقوقع فى البيضة بالضرورة..! وتقول الفلسفة التاريخية للحزب والمواقف الكثيرة المعروفة.. وتؤكد أدبيات الحزب كل يوم جديد انه يجب التحسب للأمور بشكل علمي متمكن..فى وقت دانت السيطرة فيه للغريم التأريخى (كادر الجبهة الإسلامية)..التى قبضت على مقاليد الأمور كافة بيد من حديد..وأصبحت تدير ملفاتها القائمة بذكاء (او انتهازية) تحسد عليها! وبالرغم من أن اغلب المدعوين فى التنظيمات التسع (والتي كونت تحالف قوى وشباب السودان الجديد)، كانوا من أهم عناصر وكوادر (النضال) السابقين فى الجامعات والنقابات والأحياء السكنية و المتخرجين ونشطاء الخدمة المدنية (بقطاعيها العام والخاص) الذين لم تنقطع صلتهم أصلا بالعمل النقابي والنضال الطلابي (فى الواجهات كافة).. إلا أن المثير فى الأمر هو سكرتارية الحزب التى أعطت موجها لأجهزتها بضرورة التحكم فى (أدوات) محددة وأشخاص مقتدرين وأكفاء ليعتلوا سلم القيادة فى (التنظيم العاشر) الجديد على قول الأستاذ محمد سليمان القيادي بحركة (حق)، فيما اتجه المتخصصون والمدربون إلى الراى العام الداخلي لصرف الأنظار والتمويه بإثارة غياب الطلاب الشيوعين عن فعالية المؤتمر. الملاحظة الأخرى- للأوراق بطرفنا- فان اللجنة المركزية للحزب بالعاصمة خططت متعمدة عقد مؤتمرها العام بعد يومين آو ثلاثة من الفعالية الأولى لتتدارس إمكانية توظيف ما تم إنتاجه تحت واجهة (تحالف واتحاد شباب السودان الجديد) الذي تقاطرت له القيادات الطلابية والشبابية من كل تنظيمات اليسار الفكري و"الجهوى" على حد السواء على رأسهم المنشقون القدامى فى حق ..وما يحرك اتحادات الفئات الجهوية بالطبع الوضع فى الاعتبار أن ثمة قضايا تتعلق ببعض المناطق الجغرافية المنحدرين عنها يجب إثارتها والضغط على الدولة عبر مواعين العمل الجماهيري المركزي والمحلى لتحصيلها..لكن الهدف الآخر هو إعادة المبادرة لأيدي الحزب الشيوعي فى محاولة للاستعداد الباكر لمعركة الانتخابات القادمة والتي يعول عليها (وهما) فى التحول الديمقراطي تحقيق برامج وأفكار الحزب العجوز وحملها إلى الحياة من جديد.. وبالرغم من الخلاف البائن والشقاق الذي ضرب الحزب يوما ما..بخروج اثنين من قادته المؤثرين وهما الخاتم عدلان رحمه الله والحاج وراق ..والأخير كان قد وجه نيران مدفعه أول ما خرج وجهها لحزبه (الدجاجة الحمراء العجوز) والتي خرج منها كبيضة أولى فى الستينيات فى محاولة او قل مجازفة تهدف لدوزنة الفكرة العبقرية فى التحول إلى (حركة القوى الجديدة) .. إلى ذلك وبالرغم مما اكتنف النقاش الداخلي للزملاء كافة من صراع فكرى وسياسى مرير جسدته حالات الكمون والخمول والاستقطاب فى أوساط المحافظين الشيوعيين(الحرس القديم)..وانتعاشة (المجددون) فى فكر الحزب.. فإن تطلعات الوحدة وأمال وأحلام العشرات كانت قائمة ويشىء هؤلاء بالمصلحة السياسية لوحدة الفعل الثوري والنضال التأريخى للزملاء والزميلات ومجمل الرفاق المناضلين فى وجه السلطة القامعة جدا! والأمنية هذه.. تكاد تتحول إلى عمل ايجابي بتقريب شقة الخلاف ولكن.. ان الحماقة التى أقدم عليها القادة التقليديون (كما اشرنا فى المطالع) بدفع وتثبيت (الغواصات)تحت سطح مياه (السودان الجديد- صناعة حق) والذي أشركت فيه-وبإخلاص تام- أن لم تكن نرجسية معهودة، ( التنظيمات منشورة القوائم على صفحات الإنترنت وبعض الصحف والمنشورات السياسية اليومية.. تلك الخطوة الحذرة ،بنظر العاقلين من الحزب هى القنبلة الموقوتة والمعوق الحقيقي لأية احتمالات للتقارب بين رفقاء النضال الأبدي فى وجه الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية والانتهازية الجاهلة! (الجاهلة هذه أخذت من مقال رباح الصادق المنشور بالصحافة السبت 27 مايو العدد 465 ..إذ ابنة الصادق المدللة استطلعت فى الأمر (سرا) فقالت: دة عبط بس! لكن التقارير تشير أيضا إلى أن حزب الأمة القومي والذي يتزعمه والد رباح السيد الصادق المهدي ، هو الآخر حزم أمره واستطاع نفسه وضع بيضته الكبيرة جنبا الى جنب بيضة القوى الجديدة ..وكلاهما تتبوآن الآن مكانا داخل التحالف الجديد، والكل فى انتظار دجاجته ! ولحين أن توضع تلك التى تستطيع أن تنتج دجاجة أو ديكا (لا يهم!) فان المؤكد ستنافح/ او ينافح الزملاء والزميلات من اجل الوصول الى القيادة وبالتالي تطويع التحالف لدورة دجاجتي الحزبين.. ولكن تشير الترجيحات إلى ان الدجاجات الحمراء لليسار (التقليدي) التى سينتجها بيض اليسار(الجديد) والذي تتزعم فكرته حركة القوى الجديدة وبقية التنظيمات الجهوية (الثمانية) ..ستكون لها كلمة أخرى فى الصراع الداخلي.. ويبقى الخوف ان (الجميع) حال وضعه فى سلة واحدة.. فإن المتوقع نتاج (الفعل ورد الفعل) أن تتفجر العشرات ولا تنتج إلا محاحا تسيل على جنبات التحالف.. ويومها سيكون الثمن باهظ التكاليف..إذ لا يمكن التنبؤ بوجود اى من الدجاجات او الديكة الحمراء القانية..والتي من المخطط لها أن تحيل نهارات قفص (السلطة الحاكمة) الى ليالى ونهارات حمراء وسوداء على او هكذا تقول تحليلات المتخصصين فى القراءة المتعمقة ونشطاء جمع المعلومات وتصفيفها وتحليلها فى الحزب الأشهر إطلاقا بالعمل السري فى الحياة السياسية السودانية..!