لو كنا فقط أبقارا في سويسرا..!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 09:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عبدالله (khalid abuahmed)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2007, 12:38 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لو كنا فقط أبقارا في سويسرا..!!

    الاخوة الاعزاء في المنبر العام السلام عليكم جميعا ورحمة الله
    من بعد غيبة اعود والعود أحم، لفت نظري المقال الذي كتبه استاذنا واخونا المستشار محمد موسى جبارة بموقع سودانايل، والمقال جميل جميل للغاية وقد حشد فيه الاستاذ كمية من المشاعر والاحاسيس النبيلة والعلم الرصين والمعرفة بدقائق ألاعيب السياسة.. أرجو ان تشاركونني قراءة المقال ..



    لو كنا فقط أبقارا في سويسرا

    محمد موسى جبارة
    [email protected]

    لا يختلف اثنان حول جمال هذا البلد وروعة الطبيعة فيه، ولا في دِقة السويسريين وصدقهم وانضباطهم ومستوى المسئولية التي يتحلون بها...غير أن هذا ليس موضوع مقالنا الحالي، فذلك أمر يكاد يكون بمثابة العلم القضائي judicial notice.

    في طريقي إلى بيرن بالقطار السويسري المنضبط والذي تستطيع أن تضبط ساعة معصمك على مواعيد مجيئة وذهابه، جلستْ أمامي حسناء تفصل الدين عن الدولة إلى الحد إلى يُظهر الحلق الفضي على سُّرَّتها...

    وفصل الدين عن الدولة في الهندام يعني ارتداء قطعتين مفصولتين بحيث يمكن رؤية الخصر كما هو الأمر عند نساء الهنود. وتعبير "فصل الدين عن الدولة" ليس من عندي بل هو بعض من ما تفتق عنه العقل الجمعي السوداني الذي أبدع وسائله غير السياسية في التعبير عن رفضه للمشروع الحضاري الإسلامي عندما عجز سياسيوه عن تحمل مسئوليتهم التاريخية.

    البنت لم تُثر الغرائز الحيوانية لدى أي من راكبي القطار كما يحدث لدى العقل الشرقي المسكون بالجنس وقلة الأدب. فقد تخطي السويسريون مرحلة الغرائز الدنيا منذ أن أتاهم اينشتاين بنظرية النسبية، فأصبح كل شيء في عرفهم نسبي.

    الزمان كان ربيعاً والأرض زاهية الجمال والقطار يمر بمزارع صغيرة للألبان...وما أكثرها في ذلك البلد الصغير الذي يصنع من هذه المزارع الجبن والزبد ولبن نيدو والشكولاته ويصدّرها إلى كل أنحاء العالم، ليجد فيها أطفال نيكاراغوا والسنغال وأدغال جنوب السودان وميانمار وبنغلاديش والصين وكيرالا ما ينقصهم من غذاء، بل ويستمتع مترفو العالم بتلك المنتجات التي يتم صنعها دون ضوضاء ودون أن يرفع أحدهم سبابته تهليلاً وتكبيراً كما يحدث لدينا في افتتاح كل ما صغر حجمه وقلت قيمته.

    شاهدنا في مرورنا ذلك، والقطار يشق التلال المخضرة، ثوراً يداعب بقرات منتشية بوفرة العشب وأخضراره وجمال الطبيعة وبنعمة الحياة الآمنة المطمئنة.

    علّقت تلك الحسناء عندما شاهدت ذلك المنظر يتكرر، قائلة في فرنسية محببة: " إنهم يمارسون الحب"...

    إلهي!!! حتى الأبقار في سويسرا تمارس الحب!!!...

    قلت لها ادام الله عليكم نعمته... حتى أبقاركم تمارس الحب...

    قالت: وماذا تمارس أبقاركم أنتم؟

    قلت: دعينا من أبقارنا...فهي تحفر الجاعورة وتشم الدم وتقول حرّم، وتشم الويكه وتقول تمليكه... حتى نحن كبشر لا نمارس الحب...فهذه الكلمة غير موجودة في قاموس اللهجة العامية السودانية... عندنا توجد كلمة الريدة وهي تعبير عن حب يخالطه شيء من حتى...قاموسنا اليومي أصبح يطفح بالعنف والقتل والاغتصاب والتطهير العرقي وكل ما هو مرذول من أعمال عرفها قاموس الأفعال البشرية...

    ولك أن تتصوري مآل أمة ترفع حكومتها شعار "فلتُرق منا الدماء أو ترق كل الدماء"...

    وتلك الدماء المراد إراقتها يا عزيزتي، ليست دماء أبقاركم الجميلة هذه، إنها دماء بشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق... يولدون ويتزاوجون ويخلِّفون ويموتون دون أن يأبه بهم أحد...يدخلون إلى هذه الدنيا عراة ويخرجون منها كما جاءوا إليها... رغم ذلك لا يتركونهم وحالهم البائس هذا...

    نأكل أموالنا بيننا بالباطل دون أن يسأل أحد عن مصير ما جاء في تقرير المراجع العام عن نهب أموال الدولة...تُدار بلاد في حجم مجمل مساحة أوروبا الغربية وكأنها وكر للجريمة المنظمة. مساحة بلادي تعادل بلادكم أربعين مرة ويقل وزنها الحقيقي عن وزن بلادكم العالمي أربعين مرة بالمقابل. وحدها شركتكم "نستله" تساوي مبيعاتها السنوية أكثر من ثلثي الناتج القومي الإجمالي لبلادي، وتوازي ارباحها السنوية ثلاثة اضعاف الميزان التجاري لدولة المشروع الحضاري، رغم ذلك نريد أن نتحدى العالم والمجتمع الدولي...

    سألتني: من أين أنت؟

    قلت: من بلدٍ يقال له السودان...فقفزت من لسانها كلمة دارفور...

    كانت تعرف عنها وعن الناس هناك أكثر مما يعلم مستشار البشير للشئون الخارجية...فقد قضت أكثر من ستة شهور في تلك الفيافي والديار القَفْر تعمل مع الصليب الأحمر...وهو وقت لم يقض واحد في الألف منه سعادة المستشار الذي ذكر في ابوظبي في نفس ذلك الوقت على وجه التقريب بأن الإعلام الغربي ضخّم ما يحدث في دارفور، وهو أمر لم يفعله في العراق أو أفغانستان أو فلسطين، كما قال...

    السويسريون لا يفهمون لاعقلانية الشرق التي تستطيع أن تلوي عنق الحقيقة دفاعاً عن الخطأ...وقد تعلمنا بحكم تجربتنا في ممارسة القانون أن أسوأ انواع المرافعات هو ذلك الذي يستند على محاولة إلقاء الجرم على الآخر بدلاً من الدفاع عن موكلك...وهو درس تعلمناه ايضاً منذ طفولتنا الباكرة حيث كنا نحاول الإفلات من العقاب بالقول بأن فلان قد فعل نفس الشيء، فلماذا لا تعاقبونه كما تفعلون بنا؟ إلا أن هذا الأمر لم يكن ينطلي على آبائنا وأمهاتنا، فننال رغم ذلك العقاب الذي نستحقه...

    صمتْ الغرب عن ما يحدث في البلدان المذكورة إن كان هناك حقيقة صمت، لا يبرر ما يحدث في دارفور ولا يُبرئ من يرتكبون جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هناك... وبالتالي لا يمكن أن يكون دفاعاً جيداً حتى أمام المحكمة الصورية التي شكّلتها الحكومة في الفاشر...

    ثم من الذي قال أن الإعلام الغربي لم يتحدث عن أفغانستان والعراق؟ وإذا كان الأمر كذلك فمن أين لنا بكل تلك المعلومات عن التجاوزات التي يرتكبها الجنود الأمريكيون وغيرهم من قوات التحالف في البلدين؟ هل أتت بها قناة الجزيرة أم وكالة سونا للأنباء؟ إنها في معظمها أخبار تناقلتها وكالات رويترز واسوشيتدبرس وصحيفة نيويورك تايمز والغارديان البريطانية والليموند الفرنسية والسي إن إن والبي بي سي وجميعها مصادر أنباء غربية ذهبت إلى مظان الخبر حين جَبُن العرب والمسلمون من الذهاب إلى مواقع الأحداث وتغطيتها على الطبيعة.

    ولنسلّم جدلاً إن الغرب قد ضخم مسألة دارفور؟ ألم يقل المستشار نفسه حين كان وزيرا للخارجية بأن الذين ماتوا في دارفور لا يتعدون الخمسة الآف نسمة؟ بل اعترف الرئيس بأنهم لا يتعدون العشرة ألف هم أبناء وبنات وآباء وأمهات لأناس مثلهم؟... وإن كان المستشار لا يعلم، فإن واحد في المائة من هذا الرقم يمكن أن يقود إلى لاهاي، فالعبرة بالنية على ارتكاب الجريمة وليس بعدد القتلى... ونصيحتي المجانية للمستشار ووزير العدل الهمام أن يكفا عن مثل هذه التصريحات وإلا أُعتبرا في القانون الدولي من المتواطئين بالصمت والإنكار، وهو أمر يجعلهما في مصاف الذين ارتكبوا الفعل المباشر من أمثال أحمد هارون وكشيب وبقية القائمة غير المُفصح عنها لأسباب تتعلق باستراتيجية المدعي العام ألأممي.

    إنه من فساد المنطق المقارنة بين الذي يحدث في العراق وأفغانستان وفلسطين وبين الذي يحدث في دارفور...هناك تمارس القتل قوة غاصبة تواطئت معها بعض قوى المجتمع في العراق وأفغانستان، أما في فلسطين فأن الكل يعرف ما الذي يجري هناك منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، وهو أمر يختلف عن الذي يحدث في دارفور، فهنا عنف تمارسه حكومة على بعض من شعبها، عليه أرجو أن يكف بعض أصدقائنا عن ترديد رأي الحكومة وتشبيه الموقفين، ذلك لأنهما يختلفان تماماً...

    غير أن الذي يقوله مصطفى عثمان إسماعيل ومحمد على المرضي قد يكون مفهوماً عندما يتحدثان عن العراق وأفغانستان وفلسطين، فهما يدافعان عن إنتمائهما العروإسلامي....

    أما ما لا يفهمه المرء فهو حال سفير السودان في واشنطن.

    لقد صعقت حقاً وأنا استمع إلى الرجل وهو يتحدث إلى عائشة سيسي في السي إن. إن... كنت بعيداً عن التلفاز فظننته في بادئ الأمر مجذوب الخليفة يتحدث بالإنجليزية... فنُطقْ الاثنين للغة أولاد جون من الركاكة بمكان بحيث لا تستبين ما يقولانه. أما ما زاد الطين بِله فهو ما ورد على لسانه من قول في نادي الصحافة الأمريكي...

    الرجل من منسوبي الحركة الشعبية وهي التي رشحته بلا شك لهذا المنصب، وهو منصب على قدر كبير من الأهمية والمسئولية ومهمته توازي المهمة التي أوكلت لأستاذنا المرحوم أحمد عبد الحليم في مصر، وأداها بجدارة لم يكن في مقدور الإنقاذ مجتمعة القيام بها، حيث أعاد المياه إلى مجاريها بين القاهرة والخرطوم وارتهن القرار المصري لمصلحة النظام في السودان..

    سفيرنا الهمام هذا لم تكن من بين مهامه إغضاب الحكومة الأمريكية أو الشعب الأمريكي الذي وقف مسانداً لشعب دارفور، وذلك باتهامه حاملي السلاح هناك بالإرهابيين، وهو وصف إذا وافقنا عليه سيطاله هو بوصفه إرهابي تائب، وتهمة الإرهاب لا تسقطها التوبة.

    الرجل ذكر إن جنجويد واشنطن هم الذين يقتلون العراقيين في أرض الرافدين وهو أمر لا أظن أن مهدي إبراهيم السفير الأسبق بواشنطن والجبهجي بالأصالة يمكن أن يقوله. ولا أدري من أين أتى بهذا التشبيه الذي لم يسبقه عليه أحد؟.

    كيف يتحول إنسان في هذا اللون الأساسي الداكن إلى حرباء يتلون حسب الظروف ويلبس لكل حالٍ لبوسها؟ أنه أمر بالغ الدهشة ولا يوجد مثيله لدي الكثير من الشعوب التي تحترم نفسها!!!

    غير أن المخزي حقاً هو أن تصبح أسود المعارضة السابقة والمُدجّنة أخيراً بفضل ذهب المعز، قططا سياميه تموء برفض الحماية الدولية لمواطني دارفور، وتأتمر بأمر نافع ومجذوب الخليفة وأحمد إبراهيم الطاهر ومقتضيات ال payroll الذي أعتبره البعض ثمناً للنضال... وفي تصرف أشبه بسلوك القطيع الذي نتمتع به كشعب، يبصمون على عدم دخول القوات الأممية لتحمي أهل دارفور من أعمال الحكومة التي لم يقم بمثلها الجنرال هدلستون في جُبة...

    مشكلة دارفور على جدول أعمال قمة الثمانية، وفرنسا تريد أن تنشئ ممرا لتمرير الإغاثة على المتضررين، وأمريكا تهدد بفرض حظر على الطيران فوق المنطقة وتجاريها في ذلك بريطانيا في فرض العقوبات، وتمتنع روسيا والصين عن استعمال حق الفيتو في القرارات التي يصدرها مجلس الأمن وهو ما يعادل الموافقة على القرار، كل ذلك لا يحرك ساكناً لدى المعارضين الذين تم استيعابهم أخيراً داخل الحكومة والمجلس، فهل يمكن أن يكون كل المجتمع الدولي على ضلال والمهتدية فقط هي حكومة الخرطوم ومجلسها الوطني؟

    إلا أن مقدرة الحكومة على استيعاب الآخر ضمن أجندتها لا يفوقها شيء سوى قدرتها على الخداع... ليس خداع الآخرين فقط، بل خداع نفسها...

    شاهدت على شاشة التلفاز رجل صيني يتحدث العربية قيل أنه مبعوث الرئيس الصيني إلى السودان.. وفّرت له حكومة المؤتمر الوطني الطائرة الرئاسية لتحمله إلى دارفور...لا أدري ماهية رتبة الرجل في الهرم السياسي لكنه من المؤكد أنه ليس على ذلك القدر من الأهمية التي أولتها له حكومة السودان كما فعلت مع ليلى علوي في وقت سابق...

    منذ الحرب الباردة كان لي موقف من الصين الشعبية لأنها كانت تلعب دوراً يصب دائماً في مصلحة الإمبريالية الأمريكية التي كانت ترعى في ذلك الوقت، الذين أصبحوا اليوم أعداءها من المحيط إلى الخليج.

    الصينيون قوم لا تهمهم إلا ذواتهم ولا تحركهم إلا مصالحهم الشخصية وإن تدثروا برداء الثورية والنضال...وجدوا ضالتهم في حكومة ضالة أباحت لهم كل خيرات السودان بنذر يسير من العائد المادي، وتؤكد كل التقارير الاقتصادية ذات المصداقية أن الذي تفعله الصين في السودان ما هو إلا تدمير للموارد الطبيعية لذلك البلد...

    استخراج البترول الذي حاولت الإنقاذ أن تنسبه إليها لم يكن إلا إرهاقاً لذلك المورد بالتقنية المتخلفة التي يستعملها الصينيون في حقول أبو جابرة وغيرها من المواقع التي ذكرت وزيرة في حكومة الجنوب انها على وشك النضوب رغم أن عمرها الافتراضي لم يحن بعد.

    قبل أيام أيضا رأينا على التلفاز الذي لا يأتينا إلا بالهوام، أفارقة أمريكيين يبدو من هندامهم ومظهرهم العام أن بعضهم لا يملك شروى نقير، قيل أنهم رجال أعمال يريدون الاستثمار في السودان رغم قوانين المقاطعة الأمريكية الصارمة التي لا تكتفي بالغرامة فقط بل تقضي بعقوبة السجن لمن يخالفها...والحالة هذه لا أرى في هؤلاء القوم إلا بعضاً من بائعي الترام...

    سألتني جارتي في القطار عن توقعاتي لما سيحدث في السودان؟

    قلت لها السودان أصبح سيرك كبير يديره مهرجون يعتقدون أن شعب السودان بعض من حيوانات يمكن ترويضها والعبث بها كما يشآون، بل يظنون أنه بالإمكان اتخاذ افراد الشعب السوداني حيوانات تجارب مختبرية... وفي حقيقة الأمر لقد أعطاهم بعض السياسيين هذا الانطباع بتبنيهم نظرية المؤامرة في مشكلة دارفور رغم علم الكل بأن المشكلة تكمن في الحكومة وليست في مؤامرة متخيلة من الغرب أو في حَمَلَة السلاح.

    ونظرية المؤامرة يستعملها في العادة خاملو الذهن من العروإسلاميين الذين أدمنوا استهلاك منتجات الحضارة الغربية بما في ذلك السلاح الذي يستعمله الجنجويد في القتل...ولتبرير عجزهم في إنتاج حضارة خاصة بهم أخذوا يرمون بالتبعة عن كل مشاكلهم على الغرب، الذي لا يستطيعون الحياة بدون منتجاته.

    الحكومة تعرف المشكلة تماماً وتعرف الطريق إلى حلها، لكنها لا تريد ذلك...وقد ذكرت في وقت سابق لأحد المسئولين السودانيين بأن مشكلة دارفور لن يستغرقني حلها أكثر من ثلاثة شهور هي كل ما احتاجه من الوقت للاتصال بأطراف المشكلة، إلا أنكم لا تريدون الحل لسببين:

    الأول، يرتبط بنشأتكم كتنظيم قائم على مبدأ العداء فهو لا يعيش بالتالي إلا في وجود عدو حقيقي أو متخيل...وقد نجحتم في استدرار الدعم العربي والإسلامي والشعبوي السوداني بفضل ما تدعونه من استهداف للإسلام والعروبة على مدى سنين حكمكم...

    ونعرف تماماً أن الحركة الإسلامية لم تنشأ كحركة أصيلة ذات برنامج سياسي تنموي يستصحب مبادئ إسلامية أو غير إسلامية، لقد قامت كترياق مضاد للحركة الشيوعية...وما يزال بعض مفكريها مُلَتَبس عليه بفضل هذه العقدة التي تنضح بها أقلامهم رغم أفول نجم الأحزاب الشيوعية وانتهاء الحرب الباردة التي خاضتها الحركات الإسلامية نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية.

    الأمر الثاني، هو أن حل هذه المشكلة سيقود إلى تقليص نفوذ الفئة الحاكمة وهو آخر شيء تتمناه هذه الفئة لأنها على قناعة بأنها الخاتمة، ولن يكون بعدها سوى نزول المسيح عليه السلام، وهي في ذلك تلتقي مع اليمين المسيحي الأمريكي في تسوِّله نزول المسيح بتجميع كل اليهود في أرض الميعاد.

    واهم إذن من ينتظر من قيادة المؤتمر الوطني أن تحل مشكلة دارفور أو تُجري انتخابات نزيهة... هذه قيادة تنطبق عليها نظرية "ديل الكلب"، فلا ينبغي أن نترجى منها حكم رشيد يعطي كل ذي حقٍ حقه.

    قالت تلك الفتاة، وقد اختفت المزارع رويداً واستعاضتنا المدينة بالورود التي تطل من شرفات المنازل: لقد وصلنا محطة بيرن...

    في استقبالها كان فتىً يحمل وردة حمراء...أخذها بين أحضانه وتعانقا في حميمية عصفورين، وتبادلا مناقيراً حارة دون أن يثير ذلك انتباه أحدٌ سواي، ثم غابا عن ناظري في زحام المدينة...

    ورغم الضوء الذي يغطي ارجاء المكان احسست بظلامٍ دامس يخيم عليّ ، فقلت لنفسي وشعور مختلط ينتابني:

    "لو كنا فقط أبقاراً في سويسرا"!!!

    محمد موسى جبارة

    10 يونيو 2007
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de