|
صلاح حمدالله
|
(1)
نزلنا يومها قرب حديقة القرشي , ( بيت كبير) , ناصيته المقابلة للحديقة عليها لافتة
( معهد الصفوة ) , وكان البيت أيضاً , ( بيت صفوة )....
جرني صديقي ودفع باب المنزل بيمناه , ودخل وأنا من خلفه
أساله :
ياخوي , إنت جنيت ولا شنو و مدخلنا بيت الناس كده توووش , لا إحم ولا دستور ؟؟؟
لم يجبني ,إستمر في جري , ودفع باب الديوان الكبير ولف إلى الداخل
قال بعد أن جلس وخلع حذاءه :
ياخوي , أمشي بره في حبشية بتبيع شاي جيب لينا منها قهوة وتعال أفهمك .
رددت :
والله ده الفضل , أطلع وأخش في بيت الناس ., وكمان أجيب قهوة , دي مصيبة شنو دي ؟؟؟؟
تنهد ونهض ولم يرد , ذهب بنفسه على ما يبدو لإحضار القهوة ...
تلفت حولي , جدران الديوان الكبير تملأها صور لشاب وسيم بلباس القوات المسلحة
على كتفه (نسر) , يشير إلى أنه برتية (الرائد)
أتى صديقي بعدها دون ويداه فارغتان من آنية القهوة, سألته في سخرية :
وين القهوة يا (أبو عرام )؟؟؟؟
أجابني وهو يستلقي على السرير :
سميرة بتجيبا أسي ...
أجبته : ياخوي , إنت ده بيت أبوك ...؟؟؟
لم أكمل جملتي , فقد دخل علينا رجل طويل عريض , في جلباب أبيض أنيق
نهض صديقي وأحتضنه وصافحه بحرارة وقدمني له
وقال مخاطباً لي :
ده أخونا صلاح حمدالله .... !!!
سرعان ما أنست للرجل , فقد كان قمة في الزوق والرقي
هادئاً حين يحدثك ,جميلاً حين يبسم بوجهك ....
سألته :
من الرائد صاحب الصورة ...؟؟
أجابني في شئ يشبه الفخر :
هذا شقيقي (المرحوم ) الرائد فاروق حمد الله إنتا ماسوداني ولا شنو ؟؟؟
بعدها وبسرعة صرت أحد أفراد هذا المنزل ..
ما أن تراني ( سميرة) مقبلاً حتى تلحقني بالشاي والقهوة ....
أصدقاء صلاح كثيرون , خاصةً بعد أن صار سكرتيراً لنادي النيل الخرطومي الشهير ...
ببيته مساءً , ترى شرف الدين أحمد موسى ( لاعب المريخ السابق ) , د. كمال شداد ,
(ودالشريف) صاحب الدبابيس و صديقه اللدود محمد الصادق وهما كعادتهما طرفي نقيض
, أبوعبيدة البقاري , د محمد عبدالحليم محمد( توني) , كابتن مازدا , إسماعيل عطا المنان
الصحافي والمدرب الشهير ..
وغيرهم من نجوم المجتمع ....
أهله وعشيرته ....
كبر إبنه فاروق أمام أعيننا ,إبنه الوحيد أسماه تيمناً بشقيقه ..
فأنعم ....
فجأة , ككل (جميل) إختطفه الموت ....
مات صلاح حمدالله , وترك وحيده فاروق وتركنا جميعاً ,
خلف فراغاً لا يملأه بعده أحد ....
رحلت سميرة تطلب عيشها بعيداً عن المكان , حتى السوبرماركت القريب تأثرت
مبيعاته لرحيله , لولا مواصلات الصحافة شرق التي تمر أمام المنزل , لحسبت
أن نمرة تلاتة رحلت معه عند رحيله ..
فقد كان ليل الخرطوم في عز أزمتها ..
لا يزينه سوى صلاح ..
وأمسياته ..
وكرمه ..
!!!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 03-31-2007, 09:31 PM)
|
|
|
|
|
|