|
Re: مقالات تكشف من خطط، مول ونفذ تصفية دكتور خليل وردة الفعل المتوقعة (Re: نزار يوسف محمد)
|
حتى صحف الخرطوم كتبت عن شجاعته
خليل.. الباحث عن الموت بشفافية حيدر المكاشفي أكثر ما يلفت النظر في شخصية الراحل الكبير الدكتور خليل ابراهيم مؤسس ورئيس حركة العدل والمساواة وقائد مقاتليها، هو إقدامه وشجاعته التي تبلغ أحياناً درجة التهور والاندفاع للحد الذي يبدو معها وكأنه لا يبالي بالموت بل يبحث عنه ويجد في طلبه إلى أن وجده أخيراً حين اخترق مقذوف صاروخي جسده وهو في ميدان القتال، فسيرة الرجل ومساره في مقاتلة الحكومة منذ أن دشنها بالهجوم المباغت على مطار الفاشر العاصمة التاريخية لدارفور الكبرى عام 2003م وإلى لحظة مقتله في الساعات الأولى من صبيحة يوم الخميس الماضي، تشير بجلاء إلى روح المغامرة والاقتحام، بل والجرأة التي تصل حد الالقاء بالنفس إلى التهلكة التي وسمت الأداء العسكري لحركته، وليس من دليل على ذلك أبلغ من مغامرته الشهيرة للوصول إلى قصر الحكم بالخرطوم عبر المحاولة المعروفة اصطلاحاً بـ(غزوة أم درمان) في العام 2008م والتي قطع خلالها ما يربو على الألف كيلومتر في أرض صحراوية جرداء ومكشوفة، ليس ذلك فحسب بل كان يعلم بأن تحركه مكشوف ومرصود لدى السلطة، ورغم ذلك غذَّ السير نحو العاصمة لا يبالي ولا يلوي على شيء إلى أن دخلها عن طريق أم درمان حتى كاد أن يبلغ القصر وبقية القصة التي مازالت لغزا? محيراً معروفة، وأكثر ما يحيّر فيها هو مضي خليل في كل تفاصيلها رغم أن الموت كان يلوح له عند كل منعطف، وغير ذلك واجه الرجل الكثير من المنعطفات الخطرة المميتة أقلها الموت مسموماً، فإن لم يكن كل ذلك استهانة بالموت واسترخاص للروح فماذا يكون، وإن لم يكن إيماناً منه بأن الحياة لا تكتسب معناها ولن يكون لها معنى إلا في مواجهة الموت فماذا يكون.. الآن قد قضى خليل ومضى إلى ربه بما له وما عليه، نسأل الله له الرحمة وأن يتجاوز عن سيئاته حيث أساء ويضاعف له حسناته حيث أحسن، ولا شماتة في الموت وإنما ذكر لمحاسن الموتى ما أمكن، ومن محاسن خليل التي نراها، اختلفت معه أو اتفقت، هذه الروح الوثابة المثابرة ولا أسميها العناد، فالتاريخ لا يصنعه إلا اثنان، إما العقلاء جداً أو المغامرون جداً وقد كانت حياة خليل محفوفة بالمغامرات، والتاريخ يحدثنا بأن من صنعوا النهضة هم المغامرون الذين قدموا أرواحهم قرباناً لها وكانوا يصنفون قبلها في عداد المتهورين والمجانين، والتاريخ ?ذلك يربأ بنفسه عن أن يصنعه الجبناء والمترددين والساعين إلى الخلود والخانعين القانعين بحياة الذل والمهانة والتهميش، ومن القيم والأخلاق العسكرية المرعية مهما بلغت درجة الخصومة والعداء أن تعترف بشجاعة خصمك وإقدامه والثناء على بسالته إن كان كذلك، وقد فعلها معنا ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق في كتابه حرب النهر «معركة كرري» حين لم يزدرِ الأنصار الذين واجهوا السلاح الناري بالسيوف والرماح والعصي بالقول عنهم أنهم متهورون وسذج، وإنما وصفهم بالشجعان الذين قاتلوا بشرف واستشهدوا بشرف، واللهم إنا نشهد بأنَّ خل?لاً كان شجاعاً ومغامراً استرخص روحه لخدمة ما آمن به.... http://www.alsahafa.sd/details.php?articleid=38921&ispermanent=1
|
|
|
|
|
|