|
سيرة مدينة:...الشمس تشرق في الدلنج
|
في زمن سنوات الانقاذ العجاف 1993 عندما عدت الى السودان كنا نقيم في الحاج يوسف شارع واحد..اخبرتني امي التي طافت السودان مع ابي الله يرحمه..انها كانت تاتي بنساء من جبال النوبة مع اطفالهم في البيت كل جمعة ..وكانت احوالنا ميسورة حيث يعمل اخي في منظمة بلان سودان وقد ورث الكثير من رؤيته الانسانية من امي..واخبرنها النساء"يا يمة نحن ما عايزين قروش ..القروش نعمل بيها شنو اطعمي لنا اطفالنا"..كان النسوة يؤنسنها ويساعدنها في غسيل الملابس وترتيب اوضاع البيت..وتقوم امي بتحميم اطفالهم واطعامهم.. واخبرتني ان ذاك اننا عندما كنا في الدلنج وولدت شقيقتي الصغرى هناك..قامت نساء النوبة بحملها الى الخارج ورفعنها للشمس...الشيء الذى افزع امي كانت لا تعلم ان اهل الجبال بالفطرة عرفو فائدة اشعة الشمس في تحرير فيتامين دي الذى يقوى العظام..وفعلا نجت شقيقتي من شلل الاطفال لاحقا والذى افترس كثير من الاطفال في حي الداخلة في عطبرة..اخبرتني عن مريم التي كانت تسميني تيسو ادوما...كان والدي مدرس في معهد التربية الدلنج في الستينات...اخبرني عن اسماء لا استحضرها بوضوح مثل جردقون...منوفل من رشاد...رحال...
توفى والدي قبل ثلاث سنوات...ولم يرى جهوده تذهب ادراج الرياح..والحاكم بامر الله يقتلهم ليتسلى...كما قال الشاعر نزار قباني في يوميات سياف عربي... والحديث ذو شجون
|
|
|
|
|
|