|
|
 العين التي أصابت حفيد الزعيم السوداني:
|
في البدء يمكننا القول ان لكل أمة من الأمم قيادات و زعماء تحملوا و ما زالوا يتحملون المسئوليات التأريخية الكبيرة الملقاة علي رقابهم , و ذلك لأنهم قالوا للناس نحن لها... نحن لها, و لنا في أمتي النمل و النحل القدوة الحسنة.
و في السودان الكبير, تلك الأمم التي ما زالت في طور النطفة الاولي اناس انبروا لتحمل تلك المسئوليات, فمنهم من اصاب بعض الشيء و منهم من خاب و منهم من بدل تبديلا كبيرا بسبب و من غير سبب.
نعم قد خاب الكثير من الزعماء و قد شرب الناس من كاس تلك الخيبات المتوالية عبر الحقب التأريخية المختلفة و الدليل علي حدوث تلك الخيبات ما نحن عليه اليوم من حال يحتاج الي سؤال من نوع الي متي سيكون هذا الحال؟
قد تحاكم الشعوب قياداتها علي ما فعلته يداها و علي ما انتجته عقولها من بوار فكري ادي بدوره الي كوارث جمة و قد تستنجد بعض الشعوب بنظيرتي المؤامرة و الاطار التأريخي لمنع حدوث تلك المحاكمة... بمعني اخر قد تتشعلق تلك الشعوب في رقبة المؤامرة الخارجية التي تغذيها اطراف داخلية حتي لا تلقي باللوم علي تلك القيادات الخائبة ... و ان لم ينفعها ذلك ستمسك في رقبة الاطار التاريخي للاحداث... و الهدف من ذلك ايضا هو تبرئة تلك القيادات التاريخية من تلك الخيبات التاريخية.
فمثلا ما حدث في سودنة الوظائف السودانية قد يرده اصحاب نظرية الاطار التاريخي الي ان الجنوبيين لم يكونوا متعلمين بما فيه الكفاية!! لذلك استأثر الشماليون بتلك الوظائف !! او ان قانون المناطق المقفولة كان سببا كافيا لحدوث ما حدث!! و لكنهم حتما سيتوقفون عند تلك المحطة ان كانوا علي حق اصلا!! و بالتالي لا يحسبون كم هو عدد السنين التي عقبت خروج المستعمر المزعوم!!"؟
و بتقليب بعض صفيحات التاريخ نجد ان الكثير من الأمم قد نفضت غبار الاوهام و الخزعبلات و غبار كل الأمور التي من شأنها ان تجعل من أممها امم تتذيل صفوف الأمم و في كل شيء, بل منهم من اعترف بكل الاخطاء التأريخية التي ارتكبها في حق شعبه و طلب منهم المسامحة, الا أننا في السودان ما زال أحفاد بعض قياداتنا التأريخية يتشعبطون في رقاب تلك الأوهام فرارا من تحمل المسئوليات الملقاة علي رقابهم.
فبدلا من ان تجتمع الناس لمناقشة اخطاء الماضي الحاضر للزعماء السودانيين تجدهم يجتمعون لمناقشة أمر العين التي اصابت حفيد زعيمهم في مقتل!! هذه الحكاية اتي بها زول من اقصي المدينة يسأل: اين انت يا فلان ؟ و لماذا لم تحضر وليمة العين التي اصابت حفيد الزعيم؟
قال احد الرعية ان حفيد الزعيم لم يطلب مني حضور وليمة العين التي اصابته في مقتل و ان هذا الامر يعني بالنسبة لي انني انا صاحب العين التي اصابته؟ الا ان احد الخبثاء قال له: يا فلان ان العين التي اصابت حفيد زعيمنا عين كافرة و نصرانية و لم تكن عينا سودانية... و هنا قد تم فتح الباب علي مصراعيه لنظرية المؤامرة حتي في مسألة العين و العياذ بالله!!
لذلك كله ما زالت الرعية في حيرة من امر العين التي أصابت حفيد زعيمها اهي عين سودانية لاجئة!! ام عين كافرة و نصرانية؟ام ماذا؟
قال احدهم ان العين التي اصابت حفيد زعيمنا عين فتاة خواجات ... الا ان احدهم انبري له موبخا و صارخا في وجهه: من الصعب جدا وجود فتاة خواجية يا فلان!! لذلك يجب علينا استبعاد ذلك التحليل.
و قال احدهم وهو زول مشهور بالاستهبال : يا جماعة الخواجات ديل ما قصروا معاكم عشان كده ما تتهموه بالعين دي ساكت... الا ان احد انصار ابن الزعيم انبري له قائلا : يا زول هووي انت كان الخواجات ديل كتلوا قلبك انحنا ما زالت فلوبنا حية: علما بان هذا الانصاري يده في مال الخواجات للكوع!!
و من المدهش في الامر هو ان حفيد الزعيم هذا يعد من حملة المشاعل او قل تيار الاستنارة علي حد تعبير احد احبابنا الاعزاء ... و لكن كما قلنا ذلك من قبل ان لحملة مشاعل الاستنارة في السودان ذيول تم فيها تخزين كل الخزعبلات لكي يستخرجونها عند الضرورة!! و ما الاستنارة المزعومة الا طلاء خارجي لن يستطيع الصمود طويلا امام اول موجة خزعبلات تواجهه.
و من المدهش المحير ايضا هو ان يتزعم وليمة العين التي اصابت حفيد الزعيم عتاة الماركسيين بتلك البلدة التي لم يظلم اهلها احد بل قدموا لهم الغالي المارخيص ... و اختلط بالتالي الحابل بالنابل.
عموما قد حاصرت الرعية العين التي اصابت حفيد زعيمها في مقتل و كانت المحاصرة حمراء تسر الناظرين ... و قد قال احد الخبثاء ان العين التي اصابت حفيد زعيمنا عين مستنيرة لذلك يجب ان تكون المحاصرة محاصرة غير تقليدية بمعني ان تكون الحولية حولية حمالة وجوه لدرء الخطر عن حفيد الزعيم السوداني!!
و قد تسيد المجالس احمد عبد القيوم عطر الله ذكراه ... و كان من ضمن الحضور احد ابناء الرموز الوطنية الغنائية في السودان... ذلك الملهم الذي تغني للجمال بصوت عذب .
و قال احد المندسين في تلك الوليمة ان علي كتابات المرحوم ابو القاسم حاج حمد الرحمة المغفرة لأن المرحوم سعي جاهدا لكي يبرر للناس انطلاقة (الثورة المهدية) من غرب السودان و لماذا لم تنطلق من الشمال ؟ و كان مبرر حاج حمد هو ان الشمال مهد للحضارة و للوعي النوعي علي حد تعبيره!! ... الا ان وليمة العين التي اصابت حفيد الزعيم دحضت تلك النظرية ... نظرية ان يكون الوعي في اقليم جغرافي بعينه !!
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو : كيف سيتم القبض علي العين التي اصابت حفيد الزعيم السوداني في مقتل؟ لأن الاجابة علي هذا السؤال قد تساعد في عمليتي التحول الديمقراطي و بناء السودان الموحد علي اسس جديدة لم يعرفها اهل السودان من قبل.
نأمل صادقين ان يتم القبض علي العين التي اصابت حفيد زعيمنا في مقتل و من لم يكن له زعيم فليبحث له عن حفيد زعيم ... و لا نامت العين النصرانية الكافرة... و الله أكبر و العزة لحفيد الزعيم.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
برير اسماعيل يوسف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست