تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بكرى الجاك(Bakry Eljack)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2004, 07:02 PM

elmahasy
<aelmahasy
تاريخ التسجيل: 03-28-2003
مجموع المشاركات: 1049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: elmahasy)

    الاعتماد على سلطة التراث والسلف :
    مرت بنا بعض الشواهد الدالة على كيفية توظيف هذه الآلية في الخطاب الديني ، وذلك عن طريق تحويل أقوال السلف واجتهاداتهم إلى نصوص لا تقبل النقاش ، أو إعادة النظر والاجتهاد ، بل يتجاوز الخطاب الديني هذا الموقف إلى التوحيد بين تلك الاجتهادات وبين الدين في ذاته ، وبعبارة أخرى يقوم الخطاب الديني باستثمار آلية "التوحيد بين الفكر والدين" في توظيف هذه الآلية ، أما بالنسبة للآلية الثانية "آلية تفسير الظواهر بردها إلى مبدأ واحد فإنها موجودة بذاتها في ذلك الجانب من التراث الذي يستند إليه الخطاب الديني المعاصر ومن الواضح أن الخطاب الديني يعتمد تجاهل جانب آخر من التراث ، يناهض توظيف هذه الآلية ويردها على أصحابها وهذا في حقيقة يمثل موقفاً نفعياً إيديولوجيا من التراث موقفاً يستبعد منه العقلي والمستنير ليكرس الرجعي المتخلف ولعل هذا ما يدفع البعض لاستخدام نفس الآلية مستنداً إلى العقل المستنير في التراث متوهماً بذلك أنه يمكن أن بحارب التخلف بنفس صلاحه ، ومتصوراً أنه يستطيع بنفس السلاح هزيمته والحقيقة أن هذا الموقف النفعي من التراث الخطاب الديني يساعده في تظيف آلية إهدار البعد التاريخي وذلك كما سيتضح حين نتعرض بالتحليل لهذه الآلية .
    سبق وأن أشرنـا إلى أن المسلمين كانوا على وعي بوجود مجالات لفعالية النصوص ومجالات أخرى لفعالية العقل والخبرة لا فعالية للنصوص فيها ، وقد ظل هذا الوعي حياً حاضراً في ضمير الجماعات والأفراد ، ولم ينل من وضوحه في العقل والضمير تلك الخلافات الدامية التي ظل المسلمين ينظرون إليها بوصفها خلافات "مصالح دنيوية" لا خلافات عقائد دينية ، وقد كان الأمويون لا الخوارج على عكس ما يروج الخطاب الديني المعاصر – هم الذين طرحوا مفهوم الحاكمية بكل ما يشمل عليه من دعوى فعالية النصوص في مجال الخصومة السياسية وخلافات المصالح وذلك حين استجاب معاوية لنصيحة ابن العاص وأمر رجاله برفع المصاحف على آسنة السيوف داعين إلى الاحتكام إلى كتاب الله وهذه المسألة سنعود إليها تفصيلاً في مجال تحليل مفهوم الحاكمية لكنها هنا تكشف عن بداية عملية تزييف الوعي وهي عملية ظل النظام الأموي يمارسها بحكم افتقاده إلى الشرعية التي ينبغي أن يقوم عليها أي نظام سياسي وقد ظل الاتجاه إلى الأسلوب الأموي مسلكاً سائداً في كل أنماط الخطاب الديني المساند لأنظمة الحكم غير الشرعية في تاريخ المجتمعات الإسلامية .
    احتاج النظام الأموي إلى تثبيت شرعيته على أساس ديني يتلاءم مع مبدأ "الحاكمية" الذي غرسه فكانت مقولة "الجبر" التي تسند كل ما يحدث في العالم – بما في ذلك أفعال الإنسان إلى قدرة الله الشاملة وإرادته النافذة تم تحول هذا المبدأ من بعد وتطور مع تطور الفكر الأشعرب قد حاول في مجال الفعل الإنساني أن يقيم نسبة ما بين الفاعل والفعل أطلق عليها أسم الكسب فإنه في مجال الطبيعة يجعل العمل لله مباشرة ، يذهب الغزالي في رده على الفلاسفة إلى أن الله هو الفعال على الحقيقة في كل جزيئات العالم وأحداثه وان هذا هو معنى الخلق والفعل ، وإذا كان معنى الخلق – كما يفهمه الغزالي من النصوص وإذن كان يوحد بينه وبين العقيدة ذاتها – هو الإيجاد من العدم في كل لحظة فإنه هو أيضاً معنى الفعل وهو "إخراج الشيء من العدم إلى الوجود بإحداثه " ومن الطبيعي بعد هذا التوحيد بين الخلق والفعل أن ينكر الغزالي الفعل الطبيعي وذلك ليتجنب الإيهام بان الطبيعة خالقة إن وصف الطبيعة بأنها فاعلة تعبير متناقض من المنظور الغزالي فالإحراق لا يتسبب ضرورة عن النار لأن العلاقة بينهما علاقة لزوم لا علاقة ضرورية إنها أشبه بالعلاقة بين المصباح والضوء أو العلاقة بين الشخصين والظل وهذه ليست علاقة ضرورية وليست من ثم من الفعل في شيء إلا على سبيل التوسع والمجاز
    . وليس من الضروري – فيما يرى الغزالي – إذا قلنـا إن الله سبب وجود العالم وإن المصباح سبب وجود الضوء أن نستنتج من ذلك أن المصباح فاعل ذلك أن الفاعل لا يكون فاعلاً صانعاً بمجرد أن يكون سبباً ولكنه يكون فاعلا لأنه سبب الفعل على وجه مخصوص أي على وجه الإرادة والاختيار ومن الوضوح أن الغزالي أوقع نفسه في إشكالية لغوية وفي شبكة من الألفاظ المترابطة كالفعل والخلق والخالق ، وأنه – علاوة على ذلك – خلط بين مجالات الفكر الديني الكلامي – المستند إلى مفاهيم أشعريه – وبين مجالات البحث في الطبيعة وانتهى به ذلك إلى إهدار قوانين السببية من هنا جاء الاعتقاد الذي ساد الخطاب الديني في الثقافة العربية أن النار لا تحرق وأن السكين لا تقطع وأن الله هو الفاعل من وراء كل الأسباب .
    وحين يستند الخطاب الديني المعاصر إلى هذا الجانب من التراث فإنه يتعمد تجاهل الجانب الآخر مثل اتجاه أصحاب الطبائع من المعتزلة والفلاسفة ويتم ذلك في أحيان كثيرة بإضفاء صفة القداسة الدينية على الاتجاه الأول ورد الاتجاه الثاني إلى تأثيرات أجنبية انحرفت به عن الإسلام الحقيقي ها هو سيد قطب يحدثنا عن الجيل القرآني الفريد – جيل الصحابة – الذي يرتد تفرده – من منظور الكاتب – إلى أنه استقى معرفته ووعيه من نبع القرآن وحده ثم ما الذي حدث .؟ اختلطت الينابيع صبت في النبع الذي استقت منه الأجيال التالية فلسفة الإغريق ومنطقهم وأساطير الفرس وتصوراتهم وإسرائيليات اليهود ولاهوت النصارى وغير ذلك من رواسب الحضارات والثقافات واختلط هذا كله بتفسير القرآن الكريم وعلم الكلام كما اختلط بالفقه والأصول أيضاً ، وتخرج من ذلك النبع المشوب سائر الأجيال بعد ذلك الجيل فلم يتكرر ذاك الجيل ولا ينبغي أن نخدع هنا بهذا التعميم الذي يسحبه الكاتب على عصور الإسلام كلها – حاشى العصر الأول – من أنها خضعت لكارثة اختلاط الينابيع ذلك أنه كما سنشير بعد قليل – يعتمد كثيراً من اجتهادات بعض فقهاء تلك العصور ومفكريها .
    ورغم هذا الموقف الانتقائي "النفعي" من التراث – أو ربما بسببه – لا يتورع الخطاب الديني عن التفاخر بهذا الجانب الذي يرفضه من التراث ولكن هذا التفاخر ينحصر في مجال المقارنة بين أوربا القرون الوسطى وبين حضارة المسلمين وكيف تأثروا أوروبا بمنهج التفكير العقلي عند المسلمين خاصة في مجال العلوم الطبيعية وليست هذه المباهاة في حقيقتها إلا مبرراً يطرحه الخطاب الديني يسمح للمسلم بـ استيراد الثمرات المادية للتقدم الأوروبي والثورة الصناعية بوصفها " بضاعتنا ردت إلينا " – طبقاً للخطاب الديني – نسترد ثمرات "المنهج التجريبي" الذي أخذته أوروبا عن أسلافنا لكننـا لا نأخذ عنها ما سوى ذلك من "كفر" والعياذ بالله يقصد العلمانية ذلك لأنه أوروبا قطعت ما بين المنهج الذي اقتبسته وبين أصوله الاعتقادية الإسلامية وشردت به بعيداً عن الله في أثناء شرودها عن الكنيسة التي كانت تستطيل على الناس بغياً وعدواناً باسم الله وهكذا يخضع الإنجاز الأوروبي لمثل ما خضع له التراث من انتقائية ونفعية .
    ولا يكتفي الخطاب الديني في استناده إلى التراث بآلية "رد الظاهر إلى مبدأ واحد " بل يعتمد نفس المنهج الانتقائي النفعي حين يتعرض بالنقاش لكثير من القضايا حين نناقش مشكلة النصوص فمن المفيد في هذا السياق الإشارة إليها يعتمد سيد قطب – مثلا – تقسيم ابن القيم لعلاقة المجتمع المسلم بغير المسلمين عامة وهو – قطب – بصدد مناقشة مبدأ الجهاد وليس يهمنا هنا مناقشة رأي قطب أو رأي ابن القيم إنما الهام هو التسليم باجتهاد ابن القيم دون مناقشة والأهم من ذلك التسوية بين ذلك الاجتهاد وبين الإسلام ذاته يقول قطب عن المواقف التي حددها ابن القيم للمسلمين من غير المسلمين "وهذه المواقف هي المواقف المنطقية التي تتفق مع طبيعة هذا الدين وأهدافه ، لا كما يفهم المهزومون أمام الواقع الحاضر وأمام هجوم المستشرقين الماكر" وحين نناقش في تفسيره حد السرقة ومجال تطبيقه ، لا يناقش تصورات الفقهاء الذين يعتمد عليهم إنما يورد آراءهم مورد "النصوص" التي لا تقبل ولا ينتبه لخطورة هذه الآراء إذا ما طبقت في الوقع الراهن كما يحلم بذلك كل من يطلقون على أنفسهم اسم "الإسلاميين" وطبقاً لهذه الآراء التي يوردها قطب يشترط في المسروق الذي يقام فيه الحد أن يكون في مكان مغلق أو بتعبير الفقهاء "أن يكون محرزاً وأن يأخذه السارق من حرزه ويخرج به عنه" وهذا معناه أنه لا يعد سارقاً يقام عليه الحد كل من يهرب من البلاد بعد أن يستولي على أموال بعض المواطنين – أو يحصل على قروض من البنوك – ما دامت هذه الأموال لم تكن محرزة ، وثمة شرط آخر أشد خطورة وهو ألا يكون للسارق في المال المسروق نصيب ، أي أن يكون المال مملوكاً ملكية خاصة للمسروق منه وبديهي أن هذا الشرط لا يتوافر في بيت مال المسلمين أو الخزانة العامة فكل من يستولي على بعض هذا المال العام أو كله لا يقام عليه الحد لأن له "نصيباً فيه فليس خالصاً للغير" وهكذا ينحصر مجال تطبيق حد السرقة على النصابين وصغار اللصوص وهذا هو الإسلام الذي يطرحه الخطاب الديني على الناس ويبشرهم بأنه قادر على حل مشكلات الواقع .
    ويكاد الخطاب الديني المعاصر – علاوة على ذلك – يتمسك بالشكليات ويحرص عليها مهدراً كليات الشريعة ومقاصدها فالعبادات عند كثير من المتكلمين والفلاسفة وعلماء أصول الفقه – مثلها مثل التشريعات – تهدف إلى نفع الناس وتحقيق المصالح ، ذلك أن الإنسان هو الغاية وهو الهدف في كل ما جاء به الدين من عبادات أو معاملات ، ولكن بعض العلماء فصلوا بين العبادات والمعاملات وأخرجوا الأولى من مجال المقاصد والمصالح وهذا هو الموقف الذي يتبناه الخطاب الديني المعاصر ويدافع عنه ويطلق على أصحابه في التراث اسم المحققين تمويهاً بأن الاجتهاد الآخر ليس صائباً ، وأن أصحابه ليسوا من المحققين . يقول القرضاوي : " وأنا مع المحققين من علماء المسلمين في أن الأصل في العبادات هو التعبد بها دون نظر إلى ما فيها من مصالح ومقاصد بخلاف ما يتعلق بالعادات والمعاملات .. فلا يجوز أن يقال إن إنفاق المال على فقراء المسلمين أو على المشاريع الإسلامية النافعة أهم من فريضة الحج الأول أو أن يقال : أن التصدق بثمن هدى التمتع والقران في الحج الأولى من ذبح النسك الذي تعظم به شعائر الله ولا يجوز أن يقال : أن الضرائب الحديثة تغني عن الزكاة ثالثة دعائم الإسلام شقيقة الصلاة في القرآن والسنة المطهرة " .


    اليقين الذهني والحسم الفكري
    سبق وأن أشرنا إلى التلاحم العضوي بين هذه الآلية وآلية "التوحيد بين الفكر والدين" الأمر الذي نأمل أن تجليه هذه الفقرة ولا شك أن هذا التلاحم العضوي بين هاتين الآليتين في الخطاب الديني المعاصر هو الذي يقود أصحابه إلى المسارعة بتجهيل الخصوم أحياناً وتكفيرهم أحياناً أخرى ، إن هذا الخطاب لا يتحمل أي خلاف جذري وأن اتسع صدره لبعض الخلافات الجزئية وكيف يحتمل الخلاف الجذري وهو يزعم امتلاكه للحقيقة الشاملة المطلقة .؟ أن ظاهرة "الجماعات الإسلامية" مثلاً لا يصح أن يسمح بمناقشتها أو بالكتابة عنها إلا للعلماء "أهل العلم بالإسلام" ذلك " أن أقلاماً كثيرة : جاهلة أو حاقدة أو مأجورة خاضت في الموضوع بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير فكان على أقلام أهل العلم بالإسلام أن تبين ولا تكتم فتأتي البيت من بابه وتضع الحق في نصابه وفي محاولة لتقديم تعريف لما هو "التطرف" وهو ظاهرة معقدة تحتاج لتعاون مجموعة من المتخصصين في مجالات مختلفة – يصر الخطاب الديني أنه جهة الاختصاص الوحيدة ، فلا قيمة لأي بيان أو حكم ما لم يكن مستنداً إلى المفاهيم الإسلامية الأصيلة وإلى النصوص والقواعد الشرعية ، لا إلى الآراء المجردة وقول فلان وعلان من الناس فلا حجة في قول أحد دون الله ورسوله وبناء على هذه الأصول – التي يستند فيها الكاتب بالطبع إلى آراء فلان وعلان من القدماء – يخرج من إطار "التطرف" الآراء المتشددة التي يتبناها الشباب في مجال "الغناء والموسيقى والرسم والتصوير وغيرها" مما يخالف اجتهادي شخصياً في هذه الأمور واجتهاد عدد من علماء العصر البارزين ولكنه يتفق مع العديد من علماء المسلمين متقدمين ومتأخرين ومعاصرين والواقع أن كثيراً مما ينكر على من نسميهم المتطرفين مما قد يعتبر من التشدد والتنطع له أصل شرعي في فقهنا وتراثنا ، تبناه بعض المعاصرين ودافعوا عنه ودعوا إليه ويدخل في هذا الكثير "المؤصل" في التراث التزام المرآة بالحجاب والنقاب وإطلاق اللحية للرجال وليس الجلباب بدل القميص والبنطلون وتقصيره إلى ما فوق الكعبين والامتناع عن مصافحة النساء وغيرها .
    وهكذا فالحطاب الديني حين يزعم امتلاكه وحده للحقيقة لا يقبل من الخلاف في الرأي إلا ما كان في الجزئيات والتفاصيل وهنا يبدو تسامحه واتساع صدره واضحاً ومثيراً للإعجاب يتسع للتشدد والتنطع بل وللتطرف ولكن الخلاف إذا تجاوز السطح إلى الأعماق والجذور احتمى الخطاب الديني بدعوى الحقيقة المطلقة التي يمثلها ولجأ إلى لغة أنه يفصل بين الاعتدال والتطرف .
    وإذا كان البعض يرى أن وصف الآخرين بالكفر حتى لو كانوا يختلفون في عقائدهم ومنطلقاتهم الفكرية معنا تطرف وتعصب بل ومسلك غير متحضر فإن الخطاب الديني يرى أن هذا المسلك من أس الإيمان الديني " ورأينا من يرى أن اعتبار الآخرين من غير المؤمنين بدينه كفاراً تعصباً وتطرفاً مع أن أساس الإيمان الديني أن يعتقد المؤمن أنه على حق وان مخالفة على باطل ولا مجاملة في هذه الحقيقة " .
    يقوم الخطـاب الديني مثلاً بافتراض أن الإسلام قد تم عزله وإقصائه عن حركة الواقع ، تم يقوم – انطلاقا من هذه الفرضية التي يحاولها إلى حقيقة لا تحتمل الشك – بتفسير كل مشكلات الواقع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأخلاقية ويرى في العودة إلى الإسلام والاحتكام إلى الشريعة حلاً لكل تلك المشكلات هكذا تبدو هذه القضية بديهية في الخطاب الديني الذي لا ينشغل بطرح أي تساؤل عن لماذا وكيف ومتى تم إقصاء الإسلام عن واقع المجتمعات الإسلامية أو التي كانت كذلك مع أنها تساؤلات جوهرية تمثل لب المشكل ودون مواجهة هذه التساؤلات ومحاولة الإجابة عنها بطريقة علمية سيظل افتراض إقصاء الإسلام عن حركة الواقع أمراً قدرياً يستعصي على الفهم والتحليل ولا يقبل التفسير والواقع أن الأمر يبدو كذلك في الخطاب الديني أي يبدو هذا الانفصام المفترض بين الإسلام والوقع حدثاً قدرياً ولعل هذا يفسر عجز الخطاب الديني عن تقديم حلول تفصيلية لمشكلات الواقع اكتفاء برفع شعار "الإسلام هو الحل" ويتم طرح المشكل باختصار وتبسيط شديدين " كأن بيدنا سلاح استخدمناه مرة للانتصار ثم ألقيناه فمضينا على طريق الهزيمة والاندثار … … … وعندما يطلق سراح القرآن ، سوف يطلق سراح هذه الأمة " .
    هكذا ينتقل الخطاب الديني من الافتراض إلى توصيف الواقع إلى اقتراح الحل في ثقة ويقين وحسم قاطع ، وكأنه يطرح أولويات أو بديهات الخلاف حولها "كفر" أو جهل في أحسن الأحول وإذا كان ذلك التحليل المبسط للواقع يعكس رؤية عاجزة عن فهمه وإدراكه فإنه يؤدي – من جانب آخر – إلى التستر على حقيقة أوضاعه ومشكلاته وذلك بإرجاعها جميعاً إلى عامل واحد ويعتمد الخطاب الديني بالطبع في تحليله ذاك على بعض النصوص الدينية المؤولة تأويلاً خاصاً مثل " لا يصلح آخر أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أمر أولها " ويظن الاستناد إلى النصوص وحدها فيه الكفاية أن هذا الدين " صنع الأمة المسلمة أول مره وبه يصنع الأمة المسلمة في كل مرة يراد فيها أن يعاد إخراج الأمة المسلمة للوجود كما أخرجها الله أول مرة " وليس من الضروري أن يحدد الخطاب الديني – بنفس الحسم واليقين والقطع – توقيت ذاك الانفصام الذي وقع بين الواقع والدين ولا أن يرصد علله وأسبابه وإذا كان البعض يعود بهذا الفصام إلى فترة الصراع الذي وقع بين المسلمين في منتصف القرن الأول أو قبله بقليل فإن البعض الآخر يرد ذلك إلى الضعف العام الذي أصاب البناء السياسي للإمبراطورية الإسلامية وانتهى بالقضاء على وحدتها والقضاء على وحدتها والقضاء على الخلافة ذاتها ورغم استمرار الخلافة استمرار شكلياً تحت سيطرة حكم المماليك في مصر ثم انتقالها بعد ذلك – أو بالأحرى نقلها عنوة – وبعد سيطرة الأتراك على مصر إلى تركيا ذاتها فإن الخطاب الديني يعتبر أن ما قام به كمال اتاتورك من إلغاء لنظام الخلافة الشكلي كان بمثابة طرد للإسلام وقضاء على دولته .
    وإذا كانت نقطة البداية – على أهميتها – غامضة فإن البحث على العلل والأسباب يتسم أيضاً بقدر هائل من الغموض ويؤدي ذلك كله إلى تعميمات خطابية تتسم بالحسم واليقين والقطع ومن الطبيعي أن يقود ذلك إلى الخلط بين الأسباب والنتائج وعلى ذلك يتم تحميل حركة المد الاستعماري الأوربي مسؤولية تخلف العالم الإسلامي ، تجاهلاً لحقيقة أن تخلف العالم الإسلامي كان أمراً واقعاً سهل لحركة الاستعمار مهمتها في تعميق هذا التخلف وفي محاولة تأبيده وإذا كانت مناهضة كل أشكال الاستعمار بكل الوسائل والأساليب الممكنة أمراً لا خلاف عليه ، فان تحميل أوروبا وحدها كل المسؤولية يؤدي في الخطاب الديني إلى تحويلها إلى شيطان يتحتم مناهضة كل ما يصدر عنه لكن الخطاب الديني – والحق يقال – يفصل بين المنجزات المادية والمنجزات الفكرية والثقافية في الحضارة الأوربية فيتسامح مع أخذ الجانب الأول بل يدعو إليه ويحبذا ويحرم الأخذ من الجانب الثاني واصفاً إياه بالجاهلية والكفر إن اتجاهات الفلسفة بجملتها واتجاهات على النفس بجملتها – عدا الملاحظات والمشاهدات دون التفسيرات العامة له – ومباحث الأخلاق بجملتها ، واتجاهات التفسيرات والمذاهب الاجتماعية بجملتها – فيما عدا المشاهدات والمعلومات المباشرة ، لا النتائج العامة المستخلصة منها ولا التوجيهات الكلية الناشئة عنها – إن هذا الاتجاهات كلها في الفكر الجاهلي – أي غير الإسلامي – قديماً وحديثاً متأثرة تأثراً مباشراً بتصورات اعتقادات الجاهلية وقائمة على هذه التصورات ومعظمها – إن لم يكن كلها – يتضمن في أصوله المنهجية عداء ظاهراً أو خفياً للتصور الديني جملة وللتصور الإسلامي على وجه خاص إن حكاية أن الثقافة تراث أنساني لا وطن له ولا جنس ولا دين هي حكاية صحيحة عندما تتعلق بالعلوم البحتة وتطبيقاتها العلمية ، دون أن تجاوز هذه المنطقة إلى التفسيرات الفلسفية الميتافيزيقية لنتائج هذه العلوم ، ولا التفسيرات الفلسفية للإنسان نفسه ونشاطه وتاريخه ولا إلى الفن والأدب والتعبيرات الشعرية جميعاً ، ولكنها فيما وراء ذلك إحدى مصايد اليهودية العالمية " .
    وهكذا يكون على المسلم المعاصر أن يحيا بجسده في الحاضر معتمداً في تحقيق مطالبة المادية على أوروبا وأن يحيا بروحه وعقله وعاطفته في الماضي مستنداً إلى تراثه الديني ويتم تكريس هذا الوضع المتردي لواقع المجتمعات الإسلامية باسم الإسلام ذاته وذلك أن الخطاب الديني لا يطرح أفكاره تلك بوصفها اجتهادات وإنما يجزم أن أطروحته هي الإسلام "إن الإسلام يتسامح في أن يلتقي المسلم عن غير المسلم ، أو عن غير التقى من المسلمين في علم الكيمياء البحتة أو الطبيعة أو الفلك أو الطب أو الصناعة أو الزراعة أو العمال إدارية والكتابية وأمثالها .. ولكنة لا يتسامح في أن يتلقى أصول عقيدته ولا مقدمات تصوره ولا تفسير قرأنه وحديثه وسيرة نبيه ، ولا منهج وتفسير نشاطه ، ولا مذهب مجتمعه ، ولا نظام حكمه ولا منهج سياسته ، ولا موجبات فئة وأدبه وتعبيره … الخ من مصادر غير إسلامية ، ولا أن يلتقي من غير مسلم يثق في دينه وتقواه في شيء من هذا كله " وإذا كان كل ما هو مادي لا جنس له ولا وطن ، فإن كل ما سوى ذلك يدخل مباشرة في مجـال العقــائد والتصورات التي يجب أن تؤخذ عن الله " هذا هو الإسلام … هذا هو وحده " وكما أن الله لا يغفر أن يشرك به : فكذلك هو لا يقبل منهجاً مع منهجه .. هذه كتلك سواء بسوء لأن هذه تلك على وجه اليقين ولا غرابة بعد هذا كله أن نجد هذه الأطروحات كلها في خطاب الشباب مطروحة بنفس الدرجة من اليقين والحسم والقطع وهذا واضح في البيان الذي أصدرته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المحتلة يهمنا منه هنا هذه الفقرة الخاصة بالدولة القومية وكيف أدخلها الاستعمار الأوروبي إلى العالم الإسلامي بعد أن خلق لنفسه أعواناً من أبناء العالم الإسلامي ذاته .
    يقول البيان محملا جرم الدولة القومية على عاتق أوروبا وخالطاً بين الأسباب والنتائج في تحليل الواقع : "إن انحدار القوة المدنية العسكرية وجمود الفكر في العالم الإسلامي الذي بدأ بعد القرن السابع عشر الميلادي ، وإن كان يعود لأسباب كثيرة تراكمت منذ القرون الهجرية الأولى ، هذا الانحدار قابلته الحيوية المتصاعدة لأوروبا ، ثم تبلور المشروع الاستعمار الغربي ، وفي حين اخترق الاستعمار معظم أنحاء العالم بسهولة نسبية إلا أن الجدار الإسلامي رغم تراكم الضعف كان لا يزال صلباً قوياً قادراً على المقاومة لأكثر من قرنين كاملين ، ومع تزايد الخلل في ميزان القوى كان لهذا الجدار أن ينهار ، إلا أن انهياره لم يتم إلا عبر عملية غاية في التعقيد والشمول ، لقد نجح المشروع الاستعماري أولاً في استلاب قطاع واسع من نخبة العالم الإسلامي لصالح رجعيته الثقافية ، ثم نجح ثانياً في تمزيق العالم الإسلامي بالقوة ، قوة السلاح والجند والاحتلال الدموي ، من معارك ساحل عمان إلى ليبيا ومصر وإلى الحرب الأولى ، ثم نجح ثالثاً في زراعة دولة الكيان الصهيوني في قلب العرب والإسلام كضمان لديمومة التجزئة والتبعية والإلحاق والهيمنة " ، تبدو الحركة القومية في هذا الخطاب مؤامرة أوربية لتمزيق وحدة العالم الإسلامي وهذه مقمة – تطرح بوصفها بديهية – لرفض إعلان الدولة الفلسطينية الذي صدر مؤخراً عن المجلس الوطني الفلسطيني . وهذه المقدمة البديهية تنبى في الخطاب الديني العام على أساس أن القومية مقولة علمانية تناقض العقيدة والدين ، وأن أواصر " الجنس والأرض واللون واللغة والمصالح المشتركة " عوائق حيوانية سخيفة ، وأن الحضارة الإسلامية لم تكن يوماً ما " عربية إنما كانت دائما إسلامية ، ولم تكن يوماً قومية إنما كانت عقيدية " وبمثل هذا التحليل وبنفس لهجة اليقين والحسم والقطع يفسر الخطاب الديني الواقع الدولي الراهن ويرد مشكلات البشرية إلى مخالفة الفطرة والابتعاد عن منهج الله " لم يكن بد وقد شرد الإنسان عن ربه ومنهجه وهداه … لم يكن بد وقد رفض الإنسان تكريم ربه له ، فاعتبره نفسه حيواناً … وجعل نفسه آله … بل جعل الآلة إلهاً يحكم فيه بما يريد … وجعل الاقتصاد إلها يحكم بما يريد … لم يكن بد وقد جعل الإنسان من المرآة حيواناً لطيفاً – كما أن الرجل حيوان خشن – غاية الالتقاء بينهما اللذة وغاية الاتصال بينهما المتاع … لم يكن بد وقد عطل الإنسان خصائصه الإنسانية ليحصر طاقته في الإنتاج المادي … لم يكن بد وقد أقام الإنسان نظامه على الربا … وفي النهاية لم يكن بد وقد اتخذ الإنسان له آلهة من دون الله فاتخذ من المال إلهاً ومن المشرعين إلهاً ومن المادة إلهاً ومن الإنتاج إلهاً ومن الأرض إلهاً ومن الجنس إلهاً ومن الهوى إلهاً ومن المشرعين إلهاً يغتصبون اختصاص الله في التشريع والعبادة فيغتصبون بذلك حق الألوهية على عباد الله … لم يكن بد وقد فعل الإنسان هذا كله بنفسه أن تحل به عقوبة الفطرة وأن يؤدي ضريبة المخالفة عن ندائها العميق ، وأن يؤديها فادحة قاصمة مدمرة وقد كان - … … … - وكتب على البشرية كلها أن تؤدي الضريبة فادحة صارمة ثقيلة : حروباً رهيبة ضحاياها بالملايين قتلى وجرحى ومشوهون ومعتوهون ومعذبون وأزمات تلو أزمات " بمثل هذا الحسم واليقين والقطع تطرح المشكلات وتقترح الحلول ولا مجال بعد ذلك للخلاف إلا إذا كان في الجزئيات والتفاصيل والأخطر من ذلك أن يتم تقديم هذا كله على أنه الإسلام الحقيقي .


    إهدار البعد التاريخي
    تبدو هذه الآلية واضحة وضوحاً ساطعاً في كل جوانب الخطاب الديني فضلاً عن منطلقاته الأساسية ، تبدو واضحة كما سبقت الإشارة في وهم التطابق بين المعنى الإنساني – الاجتهاد الفكري – الآني وبين النصوص الأصلية والتي تنتمي من حيث لغتها على الأقل إلى الماضي وهو وهم يؤدي إلى مشكلات خطيرة على المستوى العقيدي لا ينتبه لها الخطاب الديني يؤدي التوحيد بين الفكر والدين إلى التوحيد مباشرة بين الإنساني والإلهي وإضفاء قداسة على الإنساني والزماني ولعل هذا يفسر لنا تردد كثير من الكتاب في تخطئة كثير من آراء علماء الدين ، بل والتستر أحياناً على هذه الآراء وتبريرها وإذا كنـا في مجال تحليل النصوص الأدبية – وهي نتائج عقل بشري مثلنـا – لا نزعم تطابق التفسير مع النص أو مع قصد كاتبه فإن الخطاب الديني لا يكتفي بإهدار البعد التاريخي الذي يفصله عن زمان النص بل يزعم لنفسه قدرة على الوصول إلى القصد الإلهي .
                  

العنوان الكاتب Date
تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack12-30-03, 05:00 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا عباس فاضل العزى12-31-03, 08:16 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack12-31-03, 09:03 AM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا abdelrahim abayazid12-31-03, 06:08 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM12-31-03, 06:14 PM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack12-31-03, 07:38 PM
            Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM12-31-03, 07:49 PM
              Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM12-31-03, 08:02 PM
                Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack12-31-03, 10:42 PM
                  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM12-31-03, 10:57 PM
                    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-01-04, 12:33 PM
                  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-19-04, 05:33 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Rawia12-31-03, 10:52 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-01-04, 01:35 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا abuguta01-01-04, 02:09 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-01-04, 05:06 PM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-01-04, 07:01 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-02-04, 00:37 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا abumonzer01-01-04, 06:44 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-01-04, 11:02 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bashasha01-02-04, 00:27 AM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-02-04, 01:03 AM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا atbarawi01-02-04, 08:56 AM
            Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-02-04, 09:06 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا HOPEFUL01-02-04, 03:19 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-02-04, 06:33 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-02-04, 06:44 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-02-04, 11:40 AM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-02-04, 08:55 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Muhib01-02-04, 11:36 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا tariq01-03-04, 07:46 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا HOPEFUL01-03-04, 09:23 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Abo Amna01-03-04, 09:29 AM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-03-04, 06:16 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا abuarafa01-03-04, 06:53 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا tariq01-03-04, 09:33 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Muhib01-04-04, 00:54 AM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-04-04, 03:23 AM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bashasha01-04-04, 05:58 AM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Abo Amna01-04-04, 10:19 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا شريف محمد ادوم01-04-04, 02:38 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Muhib01-04-04, 03:19 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-04-04, 03:19 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-04-04, 06:43 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-04-04, 07:54 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا شريف محمد ادوم01-04-04, 08:46 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-05-04, 11:36 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-05-04, 10:35 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-05-04, 12:17 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-05-04, 01:39 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-05-04, 02:06 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-06-04, 03:05 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-06-04, 08:23 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا atbarawi01-06-04, 12:20 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-06-04, 12:49 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-06-04, 05:59 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-06-04, 06:09 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-06-04, 07:45 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-07-04, 09:21 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ودقاسم01-07-04, 11:28 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-07-04, 02:11 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-07-04, 02:50 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-07-04, 03:13 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-08-04, 07:57 AM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا muntasir01-08-04, 08:20 AM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-08-04, 11:40 AM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا doma01-08-04, 06:29 PM
            Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-08-04, 06:43 PM
              Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-09-04, 09:58 AM
                البعض يطالب بسجن للنساء وفرض الجزية وآخرون يريدون حدائق وورودا داخل المدرسة Zaki01-09-04, 12:04 PM
                Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا هدهد01-09-04, 12:21 PM
                  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-10-04, 10:39 AM
                  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا عبدالأله زمراوي01-10-04, 02:49 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-10-04, 10:58 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-10-04, 01:23 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-10-04, 02:28 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا elmahasy01-10-04, 07:00 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا elmahasy01-10-04, 07:02 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا elmahasy01-10-04, 07:06 PM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا elmahasy01-10-04, 07:08 PM
            Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-11-04, 11:17 AM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-26-04, 05:57 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا hala guta01-11-04, 04:16 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-12-04, 10:44 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-13-04, 11:31 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-15-04, 06:57 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-16-04, 08:28 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Muhib01-17-04, 01:41 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-17-04, 03:01 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-17-04, 08:43 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ياسر هاشم خليل01-17-04, 03:05 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-17-04, 08:57 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Muhib01-17-04, 10:16 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-17-04, 10:37 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-18-04, 09:48 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-18-04, 12:46 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-18-04, 06:40 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-19-04, 10:17 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-19-04, 04:29 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-20-04, 01:21 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-21-04, 05:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de