زاويه لمخاطبة العقل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صبرى الشريف(Sabri Elshareef)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2007, 07:40 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
زاويه لمخاطبة العقل

    العلمانية هي الطريق

    كمال غبريال



    شعوبنا محشورة منذ قرون في نتوء زمني، نأى بها عن مسرى تيار الزمن، وقبعت فيه متحوصلة داخل قشرة من الجهالة، يزداد سمكها يوماً فيوماً، مع ما يداوم جوفها على إفرازه من جهالات، لا يملك سواها فيما يعكف على اجترار ماضيه، وإعادة إنتاج ذاته في عود أبدي لا نهاية له، لنظل داخل حوصلتنا كحشفة ملتصقة برصيف محطة قديمة مهجورة، كان قطار الحضارة قد غادرها منذ زمن طويل، لكن بداخل الحوصلة كائنات بشرية تتكاثر بكفاءة منقطعة النظير، فيموج ما بداخل الحوصلة ويتضارب لتتفاقم مآسيها، تتصدع بعض أجزاء من القشرة ليخرج بعض من المكبوت على هيئة دخان أسود ونار، تضطر البشرية إزائه إلى الانتباه، والاقتراب في محاولة لمعالجة ذلك الاكتشاف الذي بدا مفاجئاً . . هنا تبرز الإشكالية شبه المستحيلة، فموكب البشرية السابح مع تيار الزمن يحيا ألفيته الثالثة، فيما الحوصلة داخل النتوء الزمني قابعة هناك في مجاهل القرون الغابرة، فكيف يمكن والحالة هذه أن يتحقق الحد الأدنى من التواصل، اللازم لحقن جوف الحوصلة بدماء جديدة وهواء نقي، بينما المتوقع أن تطيش كل الجهود، وتضل قوافل الإمداد طريقها، لتضيع في غياهب الزمن المفقود؟!!
    حل هذا التناقض لا يتم إلا بأحد خيارين، إما أن يرتد العالم كله في مسيرة حضارته، حتى يصل إلى محطتنا المهجورة، وينحشر معنا في نتوءنا الزمني، وهذا ما تحاوله الآن طلائعنا المجاهدة بقيادة بن لادن والظواهري والزرقاوي وخلفائه، ورجالهم المنتشرين في أوروبا وأمريكا وسائر بقاع العالم، منطلقين من قواعدهم الأصلية بين ظهراني شعوبنا أسيرة النتوء الزمني، وإما أن تستطيع شعوبنا تفجير حوصلتها، وتجد لنفسها طريقاً تعود به إلى مجرى الزمن، تسرع فيه الخطى، علها تصل في غد ليس بعيداً إلى الألفية الثالثة.
    ولأننا نزعم أن أي عاقل لابد وأن يتجه بحزم نحو الخيار الثاني، يتحتم علينا أن نبحث كيف يمكن أن يتم هذا، وهو ما يتطلب أمرين رئيسيين، أولهما أن نحدد المحطة التي توقفنا عندها لنتخلف عن مسيرة الحضارة، والثاني أن نعرف كيف نفجر قشرة الحوصلة، ونجد طريقاً يعود بنا إلى مسرى الحضارة والزمن.
    هنا قد تختلف التشخيصات ومن ثم الحلول المقترحة، إلى حد أن نجد أن الأكثر رواجاً وارتفاعاً للصوت هو ما يرجع إلى النهج الذي أودى بنا إلى أزمتنا ذاتها، كأنما يقولون أن علاج ما ترتب على الانفصال عن الزمن هو المزيد من الانفصال، أو تفجير قاطرة الحضارة، إن لم ننجح في تغيير اتجاهها، لتعود إلى حيث كانت، بل والأفضل أن تواصل طريقها إلى الخلف، حتى نقطة محددة، عجزت مشاعرنا وأفكارنا عن تجاوز نطاقها.
    بدأت مسيرة الحضارة وعقل الإنسان صفحة بيضاء خاوية، ليبدأ باكتساب الخبرات العملية من واقع ممارساته الحياتية العملية، وليبدأ مع هذا تكاثر تساؤلاته، عن الوجود والحياة ومظاهر الطبيعة، وقد أتاحت له خبراته المستمدة من ممارساته العملية إجابات بسيطة عن النزر اليسير من الأسئلة الملحة والمحيرة، تاركة فجوة تتسع مع الأيام، نتيجة زيادة معدلات التساؤل الناتجة عن تفجر الوعي الإنساني، على المعدلات المتواضعة للإجابات المكتسبة من الخبرات العلمية، وهنا تصدى الخيال الإنساني لسد تلك الفجوة، وتخفيض مستوى التوتر الإنساني الناجم عن الحيرة وما يستتبعها من قلق، فافترض الخيال افتراضات وأساطير، تحاول حل أكبر عدد من الإشكاليات، حتى ولو على حساب خلق إشكاليات جديدة، قد تكون أكثر استعصاء على الفهم أو القبول من الأولى، واختلفت تلك الاجتهادات وتطورت باختلاف الشعوب وتطورها، وصارت مع الوقت بمثابة حقائق مقدسة، اختلطت مع المعارف العملية المكتسبة، ليحتويها جميعاً وعاء واحد، يصح تسميته "بالفكر الديني"، وقد قام عليه رجال عرفوا بالكهنة، فكان الكاهن هو حكيم الجماعة وطبيبها ومهندسها ومدرسها، ومن ثم كان حاكمها الفعلي، حتى وإن تصدر الصورة من هو الأقدر على حمل السيف وإعماله في الرقاب.
    استغرقت هذه المرحلة الجزء الأطول من مسيرة الحضارة الإنسانية،ورغم أن المليارات من البشر آمنوا بأديان أتى وحيها من السماء، إلا أن ما نصطلح على تسميته "الفكر الديني" كان دائماً –في نظر الصفوة على الأقل- فكراً وفهماً بشرياً، ويشمل الجزء المتعلق بالدين ذاته، كما يشمل الجزء المتعلق بالخبرات البشرية الحياتية المكتسبة،وقد انصهر الجزءان ليبدوان كمنظومة واحدة، تعتقد الغالبية من العوام أنها بكاملها وحي سماوي مقدس، وهو التصور الذي صادف هوى رجال الدين وحوارييهم، لأنه يجعلهم مصدر كل المعارف، مما يتيح لهم القبض على جميع السلطات، ورغم أن تنظيرات تلك المرحلة كانت تنظر للكيان الإنساني على أنه مقسم إلى عقل وروح وجسد، بما كان يستدعي التفرقة بين احتياجات كل جزء من هذه الأجزاء المفترضة، وهو ما فرضته جزئياً -بعد مرحلة ما- دواعي التخصص، فوجدنا من يتخصص في الفلسفة ومن يتخصص في الطب أو التجارة والزراعة . . . . إلخ، إلا أن إصرار رجال الدين على الهيمنة، واستئثارهم بقلوب وعقول العامة، جعل المتخصصين في تلك العصور يتحركون على استحياء وبحذر، يبقيهم في الأغلب تحت مظلة القداسة ورجالها، اتقاء لمصير ركب طويل من شهداء الإنسانية، ربما ستجانبنا الدقة لو قلنا أن أولهم كان سقراط العظيم، ومازال ركب الشهداء هذا ترفده الدماء الزكية حتى يوم الإنسان هذا.
    جاءت المحطة الفارقة، أو اللحظة المفصلية في تاريخ البشرية، مع اصطلحنا على تسميته عصر النهضة في أوروبا، والذي تميز بظهور الأسلوب العلمي التجريبي في البحث، والذي يعتمد على مراقبة الظواهر الطبيعية ورصدها، في الوصول إلى إجابات على أسئلة الإنسان، وفي حل إشكالياته مع الطبيعة، وقد أدى تطور هذا الأسلوب العلمي، رغم وبعد حسم صراعه مع قوى المحافظة والقداسة، إلى تحقيق طفرة هائلة في حجم المعارف الإنسانية، ما استدعى انفصاله واستقلاله التام عن حزمة "الفكر الديني".
    عند هذه النقطة بالتحديد انفصلت الشعوب التي عجزت عن استيعاب وإنتاج المناهج العلمية الحديثة عن باقي الشعوب، وبينما سارت الأخيرة في طريقها في صنع الحضارة وإبداعها، دخلت الأولى فيما شبهناه بالنتوء الزمني، لتغيب عن الزمن وعن الحضارة، وتتقوقع حول نفسها، لتعيش أسيرة "الفكر الديني الشامل"، والذي يدعي امتلاك مفاتيح كل ما يعترض الإنسانية من إشكاليات، هذا الادعاء الذي كان صحيحاً في يوم ما، وفي مرحلة ما من مراحل تطور الإنسانية، لكنه لم يعد كذلك منذ عصر النهضة وما بعده، إلا إذا كنا قد قررنا ألا نغادر تلك المحطة المفصلية من محطات التاريخ، وهذا ما حدث فعلاً!!
    لو صح ما ذهبنا إليه نكون قد حددنا لحظة غيابنا عن التاريخ وعلة ذلك الغياب، ويتبقى إن كان وضعنا الحالي يقلقنا، أن نبحث عن طريق العودة، رغم أن الأمر هكذا لم يعد يحتاج لمزيد من البحث، فنقطة النهوض هي ذاتها نقطة السقوط ، التي نزعم أننا قد حددناها بدقة، هي تبني المنهج العلمي في البحث عن حلول لإشكاليات حياتنا، هي تدريب أبنائنا على التفكير العلمي الحر والمستقل عن كل ما ورثناه من تراث، ولن نستطيع أن ننفصل عن التراث أو نقف منه موقفاً نقدياً، إلا إذا امتلكنا ما يكفي من الشجاعة والثقة بالذات، وهذا لن يتحقق بدعوات جوفاء أو مواعظ تبشيرية وتنويرية، بل سيتحقق تلقائياً متى امتلكنا ناصية العلم وأساليبه، واغتنينا بمعارفه المنتجة ذاتياً، وليس المنقولة عن الغرب نقلاً آلياً، دون فهم عميق أو قناعة حقيقية، لكن كيف تتحقق لنا تلك النقلة التي عجزنا عنها عصوراً طويلة؟!
    تحييداً للمشاعر التي تنحو دوماً للتفاؤل أو التشاؤم، نرى مصير شعوبنا -المغيبة في النتوء الزمني- رهن بتصرف الصفوة من حكام ومفكرين ونشطاء مجتمع، فإن ساروا بعزم وحزم باتجاه إنتاج أجيال تمتلك التفكير العلمي، وتثق بالعلم وتعتمد عليه في حل مشاكلها، وفي المقابل تختصر حزمة "الفكر الديني" التقليدية، لتقتصر على معالجة الروحانيات، التي تحتاج إليها النفس البشرية بالسليقة، وأن لا يسمحوا لرجال الدين بادعاء ما لا شأن لهم به ولا علم، إن فعلت الصفوة ذلك ونجحت فيه، عندها فقط يمكن أن تعود شعوبنا من غيابها، وربما تتمكن يوماً من الوصول إلى الألفية الثالثة!!
    هل يتحتم علينا تقديم اقتراحات محددة، أم نترك الأمر للعلم والعلماء الذين اتفقنا على احترامهم والثقة بهم؟!
    • التغيير الشامل والجذري لمناهج وأساليب التعليم، لتنمية القدرة على البحث والنقد والتفكير الإبداعي الحر، وليس على الاستظهار والنقل.
    • إغلاق جميع مدارس التعليم الديني، وقصر الالتحاق بالمعاهد العليا للتعليم الديني على المتخصصين، بعد مرورهم على مراحل التعليم الأساسي والثانوي العام، لضمان تشكل عقولهم وفقاً للمنهج العلمي السليم.
    • مراجعة جميع النظم والعلاقات المجتمعية في كافة مناهج الحياة، لتتواءم مع العلم، عوضاً عن الفوضوية والعشوائية السائدة، التي من أهم معالمها تسييس الدين وتديين السياسة، لنخلق واقعاً يحفز الشباب على الثقة في جدوى العلم وأهميته لتحقيق حياة أفضل.
    لا نزعم أن ما طرحناه في النقاط الثلاث السابقة هو من قبيل الحلول للإشكاليات، لأنها ربما كانت في ذاتها إشكاليات أكثر حدة، من حيث كيفية تحقيقها، بعد تلك العصور الطويلة من الثبات والتحجر والغياب، ومع ذلك فهي جديرة بالبحث، إن كنا معنيين بمصير شعوبنا وأولادنا وأحفادنا.
                  

03-14-2007, 07:50 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زاويه لمخاطبة العقل (Re: Sabri Elshareef)

    بالامس شاهدت حلقه في الجزيرة قناة الاخوان المسلمين والقوميين العرب التعيسه

    وكان ضيفا الحلقة الدكتور سيد القمني ومكتوب امامه مفكر علماني وعبد الوهاب المسيري ومكتوب امامه مفكر عربي مسلم وكان القمني من كوكب اخر
    حقيقه حلقه لطيفه راي المسيري ان المواطنه هي الحل والقمني بيقول ان العلمانية هي الحل الاجدي لتقدم الشعوب
    وافق المسيري علي ان به علمانية جزئية ونقده القمني بفهم جيد

    لمن يملك تسجل للحلقة المساعدة
    هي في الاتجاه المعاكس والمزيع المزعج لم يجد راحته في الضجيج
                  

03-14-2007, 08:18 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زاويه لمخاطبة العقل (Re: Sabri Elshareef)

    ود الشريف لك التقدير
    لكن هل هناك سبيل للتخلص من تبعيتنا الادراكية؟
    المقال يعيدنا الى المقولة :
    ( هل يأبق الانسان من ملك ربه فيخرج عن أرض له وسماء)
    وفى تقديرى هى مقولة تعجيزية
                  

03-14-2007, 11:59 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زاويه لمخاطبة العقل (Re: Sabri Elshareef)

    سلام يا الامير ود الامير

    وفعلا المعري صدق هل يابق الانسان من ملك ربه ويخرج من ارض له وسماء
    كلا سننقر علي اصحاب العقول للدفع بكوه النور في ساحات ظلام الهوس الديني

    اوقد شمعه حتما ستنير للاخرين

    شكرا لك يا بدر الدين وسلام لاهل الدوحة ومن فيها
                  

03-15-2007, 00:12 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زاويه لمخاطبة العقل (Re: Sabri Elshareef)


    أنيس منصور

    إلا أن أكون شيخا أزهريا!

    لم يكن أبي جادا عندما قرر أن أكمل دراستي في الأزهر ما دمت قد حفظت القرآن الكريم في التاسعة من عمري. فأحد اعمامي استاذ للشريعة في الجامعة الازهرية. ويلقى احتراما عظيما من الناس وكلهم يقبلون يده ـ وأنا أيضا!

    ولنفس هذه الاسباب جمعت أمي حاجياتها وتركت البيت، لأنها لا تريد أن أكون استاذا معمما مثل عمي وابن خالة لها. وكانت أحلام أمي أن اكون مثل قريبها ابراهيم باشا عبد الهادي الذي كان رئيسا للديوان الملكي ورئيسا للوزراء. على أي أساس راحت تحلم بهذا اليوم؟ لا يوجد اساس. ولكنها مؤمنة بأني سوف أكون شيئا هاما. على أي أساس؟ لا أساس، وانما هي أحلام أم تحب ابنها وترى فيه تعويضا عن كل متاعبها وهمومها.. ولذلك فلم يكن والدي جادا في ان اذهب الى الازهر. فأمي تسد هذا الطريق. وهو يعلم انها عنيدة جدا.

    وكنت اذا ذهبت الى صلاة الجمعة كانت أمي تحذرني من البقاء طويلا في المسجد بعد الصلاة .. فهي تخشى أن (اندمج) في دور المشايخ. وكانت تمنعني من حفلات الذكر.. وهي عادة في الريف يذهب إليها الأطفال ويقلدون الكبار في الذكر.. وكان والدي صديقا لأحد أئمة أحد المساجد اسمه الشيخ (روحه). وكان الشيخ يتوسم خيرا في هذا الطفل ـ الذي هو أنا. فأنا حفظت الى جانب القرآن الكريم.. بردة البوصيري ونهج البردة لشوقي والهمزية النبوية. ولم يكن ذلك لشعور ديني عميق وإنما طفل ذاكرته قوية. ويحفظ الى جانب هذا الشعر الصوفي والديني قصائد في الغزل..

    وفي يوم دعتني أمي للسفر معها وليس من عادتي أن أسأل أمي الى أين. ولكن جمعت ملابسها وسافرنا. وبقينا أياما في بيت جدي. وعدنا الى المنصورة. أما السبب فهو ان عددا من المشايخ سوف يجتمعون في بيتنا بمناسبة العيد الأضحى. وشجعتني أمي على ان أصادق عددا من الزملاء الأقباط. على الرغم من ان احدهما ابن قسيس ولكن هناك فارقا كبيرا بين القسيس والشيخ.. وعرفت فيما بعد لماذا تحرص أمي على ان اذهب الى بعض اصدقائي وأبيت عندهم. لماذا؟ لأن اقاربي من المشايخ يجيئون الى بيتنا. فوالدي هو عميد الأسرة وهو رجل صوفي.. شاعر صوفي جميل الصوت والصورة لطيف رقيق لابد أن يحبه الناس.. وأحبوه.

    فقط عندما ذهبت الى الجامعة ودخلت قسم الفلسفة. لم تعد امي تعبأ كثيرا بمن يجيء من المشايخ ولا بما يقولون، وكانوا يتمنون ان اكون شيخا أزهريا. وقد أيقنت أمي ان هذه آمال تأخرت. فأنا في مجال آخر. وقد انتصرت بآرائها على والدي وأعمامي وخالاتي.. يرحمها الله لقد ماتت دون ان اكون رئيسا للوزراء. والله لو اعطيت هذه الفرصة لرفضتها فلا أحد يسعده ذلك.. او كان يسعده ذلك إلا أمي!


    http://aawsat.com/leader.asp?section=3&article=410571&issue=10333
                  

03-15-2007, 00:27 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زاويه لمخاطبة العقل (Re: Sabri Elshareef)

    للذكر مثل حظ الأنثيين



    الكاتبه / رجاء بن سلامه



    الثّغرة داخل الحصن
    الثّغرة هي الفتحة التي تأخذ في الاتّساع داخل الحصن، إلى أن تحمل المتحصّنين داخله على استقبال المختلف الآتي من ذواتهم قبل أن يكون آتيا "من الخارج". والثّغرة التي نقصدها هي تلك التي تنفتح بالوعي بضرورة المساواة، أو بما يسمّى بـ"المسيرة المخلّصة نحو المساواة".
    وتوجد كذلك الثّغرة التي تكون في البدايات، قبل أن يتمّ بناء الحصن وتحصينه، وفيما يخصّ الميراث يمكن أن نقول إنّ ثغرة البدايات تجسّدت في مطالبة النّساء من حول الرّسول بحصّتهنّ الكاملة من الميراث أو بحصّتهنّ من الجهاد. أغلقت هذه الثّغرة طيلة قرون طويلة، كانت النّساء فيها لا يحرمن من النّصف الآخر فحسب، بل كنّ كثيرا ما يحرمن من كامل نصيبهنّ من الميراث. فالذي يحرم من النّصف لأنّه أقلّ درجة، يمكن أن يحرم من الكلّ، والرّجل الذي يرث أكثر من المرأة لأنّه أفضل منها، ولأنّه يملك مفاتيح الحصن، من السّهل أن يتصوّر أنّ أفضليّته تملي عليه السّيادة التّامّة على الجنس الخاضع لمبدإ التّنصيف. ولذلك طالما سمعت في طفولتي نساء يردّدن عبارة ربّما ردّدتها جدّاتهنّ وجدّات جدّاتهنّ، وهذه العبارة هي : "لا حرّم اللّه وارثا" (اللّه لم يحرّم الميراث). كنّ يردّدن هذه العبارة كلّما تعرّضن إلى جور الإخوة الذّكور وأريد حرمانهنّ من ميراث آبائهنّ، بحجّة أنّ النّساء يرثن أزواجهنّ. قد لا تساوي حصّتهنّ من الميراث أحيانا أكثر من بيت خرب أو من بضعة أشجار زيتون. ولكنّ الشّعور بالضّيم كان يمتزج بمحبّة الأب الرّاحل، فكنّ يتحدّثن عن "شمّ الرّائحة"، رائحة الأب إذ يهزّهنّ الحنين إليه، ويعتقدن أنّ هذه الرّائحة يمكن أن تهبّ عليهنّ عبر البيت والشّجرة. وكثيرا ما كنّ يمتن بحسرتهنّ، دون أن يحصّلن متاعا ولا رائحة.
    ثمّ فتحت الثّغرة في العصر الحديث، فتحها الطّاهر الحدّاد بمطالبته بجملة من الحقوق منها المساواة في الميراث في كتابه "امرأتنا في الشّريعة والمجتمع" الصّادر سنة 1930. مات الحدّاد ضعيفا منبوذا، لأنّه ألحق بصفوف الضّعفاء الذين ناصرهم في زمن لم يستعدّ فيه الأقوياء بعد لاستبدال القوّة بالشّوق والطّموح.
    وبعد أكثر من أربعين عاما، في سنة 1974 تحديدا، أراد الحبيب بورقيبة إعادة فتح الثّغرة في خطاب كان عنوانه : "الإسلام دين عمل واجتهاد"، وفي فقرة نورد منها ما يلي : "على أنّي أريد أن ألفت نظركم إلى نقص سأبذل كلّ ما في وسعي لتداركه قبل أن تصل مهمّتي إلى نهايتها، وأشير بهذا إلى المساواة بين الرّجل والمرأة، وهي مساواة متوفّرة في المدرسة وفي المعمل وفي النّشاط الفلاحيّ وحتّى في الشّرطة، لكنّها لم تتوفّر في الإرث حيث بقي حظّ الذّكر مثل حظّ الأنثيين. وهذا المبدأ له ما يبرّره عندما يكون الرّجل قوّاما على المرأة، وقد كانت المرأة بالفعل في مستوى اجتماعيّ لا يسمح بإقرار مساواة بينها وبين الرّجل. فقد كانت البنت تدفن حيّة وتعامل باحتقار، وها هي اليوم تقتحم ميدان العمل وقد تضطلع بشؤون أشقّائها الأصغر سنّا (...) فعلينا أن نتوخّى طريق الاجتهاد في تحليلنا لهذه المسألة وأن نبادر بتطوير أحكام الشّريعة بحسب ما يقتضيه تطوّر المجتمع، وقد سبق لنا أن حجّرنا تعدّد الزّوجات بالاجتهاد في مفهوم الآية الكريمة. ومن حق الحكّام بوصفهم أمراء المؤمنين أن يطوّروا الأحكام بحسب تطوّر المجتمع، وتطوّر مفهوم العدل ونمط الحياة." (لطفي حجّي، بورقيبة والإسلام، تونس، 2004، ص233)
    انطلق بورقيبة من وعيه الحقوقيّ بالمساواة، وهو رجل القانون المتخرّج من السّوربون، ورئيس الجمهوريّة ذات الدّستور المستوحى في جانب كبير منه من مبادئ حقوق الإنسان، وانطلق من تجربة النّساء اللاّتي أحطن به، ولكنّه أراد أن يتكلّم لغة يفهمها المسلمون ويقبلونها، كما فعل عندما اجتهد في إلغاء تعدّد الزّوجات، بل ذهب به الأمر إلى اعتبار نفسه جامعا بين السّلطتين الرّوحيّة والزّمنيّة، أي "أمير مؤمنين". حجّة السّلطة المتمثّلة في النّصّ الدّينيّ لم تسعفه، لأنّ آية المواريث لا يمكن الاجتهاد في تأويلها، وإن كان يمكن الاجتهاد في علّتها، والإقرار ببطلان حكمها لبطلان علّتها. وهذه الحجّة الممكنة أيضا لم يسعفه بها رجال الدّين من حوله، ولذلك نصّب نفسه سلطة دينيّة بدلا عن النّصّ الدّينيّ.
    إلاّ أنّ السّياق الذي سمح له سنة 1956 بمنع تعدّد الزّوجات وفرض مجلّة الأحوال الشّخصيّة قد تغيّر. السّياق كان سياق هيمنة الآليّة الدّينيّة- الدّبلوماسيّة السّعوديّة، لاسيّما إثر الحصار النّفطيّ الذي خرجت منه المملكة السّعوديّة منتصرة سنة 1973، فتبادر للعرب لوهلة قصيرة أنّهم يمثّلون فعلا قوّة سياسيّة موحّدة. تحرّكت الآليّة الوهّابيّة السّعوديّة إذن بقوّتها النّفطيّة للضّغط على بورقيبة بسبب آرائه الواردة في هذا الخطاب، ومن بينها رأيه في المساواة في الميراث. يقول المفتي ابن باز في رسالة بعث بها إلى الوزير مدير الدّيوان الرّئاسيّ آنذاك، مفنّدا "شبهة" المساواة في الميراث، مذكّرا بمبدإ أفضليّة الرّجال على النّساء : "ثمّ يقال لهذا الرّجل وأمثاله إنّ مساواة المرأة والرّجل في كلّ شيء لا يقرّه شرع ولا عقل صحيح، لأنّ اللّه-سبحانه- قد فاوت بينهما، في الخلقة والعقل وفي أحكام كثيرة، وجعل الرّجل أفضل منها وقوّاما عليها لكونه يتحمّل من المشاقّ والأعمال ما لا تتحمّله المرأة-غالبا-، ولأنّ عقله أكمل من عقلها-غالبا-ولذلك جعله اللّه، سبحانه، قائما عليها حتّى يصونها... وجعل شهادة المرأتين تعادل شهادة الرّجل لكونه أكمل عقلا وحفظا منها..." (المرجع المذكور، ص217)
    لم يكتف المفتي السّعوديّ بإبداء رأيه باعتباره رجل دين، بل اتّهم بورقيبة بالكفر الصّريح، وكانت رسالته إليه تحمل تهديدا واضحا : فهو مخيّر بين إعلان التّوبة النّصوح أو التّكذيب. وقد ذكر محمّد المصموديّ، وزير الخارجيّة في عهد بورقيبة أنّ الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود هو نفسه أرسل إلى بورقيبة هدّده فيها بالقطيعة في صورة إقراره المساواة في الميراث. ("حقائق"، عدد 954، 14 / 4 / 2004).
    ألا يعدّ هذا تدخّلا في شؤون بلاد مستقلّة ذات سيادة؟ هل هو الصّراع التّقليديّ بين كونيّة الأمّة وكونيّة حقوق الإنسان؟ ألم يتصرّف ابن باز وكأنّه بابا من العصور الوسطى، بل كأنّه البابا الأوحد لكلّ المسلمين بمختلف مذاهبهم، وكأنّ مسلمي تونس الحديثة يجب أن يخضعوا إلى فقه ابن تيميّة وإلى الفكر الوهّابيّ المحرّم لكلّ اجتهاد، والنّافي لكلّ تطوّر ممكن؟
    ولكنّ الملفّ لن يطوى هذه المرّة كما طوي في الثّلاثينات، أو لن يطوى لفترة طويلة، لأنّ الثّغرة انفتحت ولن تغلق، ولذلك مظاهر عدّة.
    أهمّ هذه المظاهر أنّ مبدأي أفضليّة الرّجال على النّساء والقوامة، وهما المبدآن اللّذان ذكّر بهما المفتي السّعوديّ، في تجديفه الأصوليّّ ضدّ التّاريخ، أصبحا متعارضين مع واقع الحال في سائر البلدان العربيّة، وفي تونس خاصّة.
    لم يعد لهذين المبدأين أساس اجتماعيّ اقتصاديّ، بما أنّ المرأة أصبحت منتجة، أو متاح لها لأن تكون منتجة، وأصبحت تنفق على نفسها وتساهم في الإنفاق على الأسرة، وهو ما تبطل معه حجّة الأفضليّة والقوامة، بما أنّ مبرّرهما المعلن عنه هو إنفاق الرّجل على المرأة. فالأساس التّيولوجيّ لأفضليّة الرّجال على النّساء قد انهار في واقع الحال، وإن ظلت ظلاله الرّمزيّة تضفي قداسة على بعض الأحكام المتعلّقة بالقوامة، منها عدم المساواة في الميراث في تونس، وتعدّد الزّوجات وغير ذلك من الأحكام في البلدان العربيّة الأخرى.
    وحتّى المهر الذي ذهب إخوان الصّفاء إلى أنّه يعادل النّصف الذي يقتطع من نصيب النّساء من الميراث، فإنّه لم يعد معمولا به في تونس، بل إنّه في الصّيغة الحاليّة لعقد الزّواج الذي يعقده ضابط الحالة المدنيّة أو عدل الإشهاد لا تتجاوز قيمته دينارا تونسيّا (أقلّ من دولار أمريكيّ). وهذا "المهر" الرّمزيّ عادة ما يكون محلّ تندّر بين المحتفلين بالزّواج، وهناك بعض الأزواج يحتفظون به في ألبوم صور الأسرة، على أنّه ذكرى لحفل الزّواج، أو ذكرى بعيدة للعصر الذي كانت فيه النّساء تباع لأزواجهنّ.
    وفي هذا الوضعيّة الجديدة التي خلقها خروج النّساء وعملهنّ، لم تعد المرأة ملكا للرّجل، بل أصبحت عمليّا شريكة للرّجل وقرينة له، حتّى وإن كانت لا تعمل خارج البيت، حتّى وإن كانت غير مجبرة في القوانين الحاليّة على الإنفاق على الأسرة. وحلّت سلطة الأبوين محلّ سلطة الأب، بزوال مبدإ طاعة الزّوجة زوجها وتعويضه في القانون التّونسيّ بـ"حسن المعاشرة".
    كما لم يعد لهذين المبدأين أساس دستوريّ وقانونيّ وخاصّة في تونس التي تتّسم فيه القوانين بالطّابع الوضعيّ، ولا تعدّ الشّريعة فيها مصدرا للتّشريع. فالدّستور التّونسيّ ينصّ في فصله السّادس على المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وينصّ في فصله الخامس على أنّ الجمهوريّة التّونسيّة "تضمن الحرّيّات الأساسيّة وحقوق الإنسان في كونيّتها وشموليّتها وتكاملها وترابطها..." وعلى أنّها "تضمن حرمة الفرد وحرّيّة المعتقد وتحمي القيام بالشّعائر الدّينيّة ما لم تخلّ بالأمن العامّ". ثمّ إنّ الاتّفاقيّات والمعاهدات الدّوليّة التي أمضتها تونس تتنافى مع اللاّمساواة في الميراث، وهذه الاتّفاقيّات لها سلطة أعلى من سلطة القوانين. ولذلك فقد أمكن للقضاء التّونسيّ أن يحكم في مسألة المواريث بما يخالف مجلّة الأحوال الشّخصيّة التي تعتمد مبدأ عدم التّوارث بين المسلم وغير المسلم. "فقد صرّحت المحاكم التّونسيّة بأنّ "عدم التّفرقة على أساس دينيّ مبدأ أساسيّ يقوم عليه النّظام القانونيّ التّونسيّ وبأنّ التّمييز لاعتبارات دينيّة يتعارض مع الفصل السّادس من الدّستور التّونسيّ بإحداث فئتين اثنتين من المواطنين التّونسيّين". (انظر تقرير "دفاعا عن المساواة في الإرث"، إصدار جمعيّة النّساء الدّيمقراطيّات، وجمعيّة النّساء التّونسيّات للبحث حول التّنمية").
    وما يجعل الثّغرة غير قابلة لأن تغلق هذه المرّة، هو نوعيّة المطالبة بها، فهي لم تعد مقصورة على مُصلح أعزل كالطّاهر الحدّاد، أو مستبدّ مستنير محاصر كبورقيبة. أو لنقل إنّ عبء المطالبة انتقل عبر الأجيال، ولم يُرم به على قارعة الطّريق.. إنّ المطالبين بالمساواة في الميراث اليوم، إضافة إلى مثقّفين بارزين أمثال العفيف الأخضر ومحمّد الشّرفيّ، ولطيفة الأخضر، وإضافة إلى ألف مواطن أمضوا عريضة في الموضوع، هي بعض فعاليّات المجتمع المدنيّ، مثل الجمعيّتان المحرّرتان للتّقرير المذكور آنفا والرّابطة التّونسيّة لحقوق الإنسان، وفرع منظّمة العفو الدّوليّة بتونس. تحوّل النّداء الفرديّ إذن إلى مطالبة جماعيّة وسياسيّة، وهو ما ينفي عن هذا المطلب طابع الحلم الفرديّ أو الفكرة النّخبويّة، ويتطلّب تدخّلا من المشرّع التّونسيّ واستجابة لصوت العدالة والعقل.
    والمهمّ هو أنّ النّساء لأوّل مرّة في تاريخ هذه المطالبة، خرجن من صمتهنّ وحوّلن الأمنيات والحسرات إلى فعل سياسيّ يلعبن فيه دورا أساسيّا.
    ولكنّنا لا يمكن أن نكتفي بمثل هذا التّفاؤل، أو لنقل إنّ التّفاؤل النّاتج عن الإيمان بضرورة المساواة وعن واقع انفتاح أفق حقوق الإنسان يجب أن يكون موقفا مختلفا عن التّبشيريّة السّاذجة. فهذه المطالبة بالمساواة في الميراث لم تتبنّها بعد دوائر صنع القرار، وهي تظلّ مهمّشة في وسائل الإعلام الرّسميّة. الثّغرة انفتحت ولكنّ محاولات غلقها متواصلة، وهي متواصلة في منابر الصّحافة التّونسيّة شبه الرّسميّة والمعارضة، وهي تستخدم نوعا من أساليب الدّفاع التي لا بدّ من الوقوف عندها.


    http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?t=0&userID=453&aid=91228
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de