إنه لمن دواعي سروري وفرحي أن أُهنئ نفسي وعموم أهلي البلالاب من حزيمة الأصل إلى الخرطوم إلى مكة المكرمة إلى الرياض إلى عاصمة الضباب لندن... بنيل إبن عمي معلِّم الأجيال الدكتور/ إبراهيم علي بلال درجة الدكتوراة بإمتياز في (القضية الفلسطينية في الشعر العربي الحديث) من جامعة أُمدرمان الإسلامية...
وما يزيدني فخراً وإعزازاً إخوتي الكرام... هو أن الدكتور/ إبراهيم معلم من الطراز الأول حيث عمل بالتدريس بالمرحلتين المتوسطة والثانوية منذسنة1965م وصال وجال في معظم مناطق السودان إبتداءاً بورتسودان مروراً بـأتْبَرا وحلفا الجديدة والدويم والقطينة وقد أُنتُدب أيضاً في الجماهيرية الليبية لمدة (5) سنوات، فنهل طلاب تلك المناطق من علمه الغزير وتشبعوا على يديه من ضياءات لغتهم العربية الأُم وآدابها... إلى أن تقاعد في العام 1999م.
وما يبهرني إخوتي الكرام وكل من عايش حياة الدكتور/ إبراهيم بلال هو إصابته بالفشل الكلوي في أواخر التسعينات وأُجريت له عملية زراعة للكلى في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم كُلِّلَت بحمد الله وتوفيقه بالنجاح...
وهو في غياهب هذه المرحلة من حياته كان يُعِد في الماجستير في (حياة شُعراء الكتيبة في السودان) فكانت المسافة التي فصلت فرحة شفائه ونيله لدرجة الماجستير قصيرة جداً... فاتحاً الباب على مصراعيه لأبنائه وتلاميذه قائلاً لهم أن الإصرار والعزيمة والأمل هي مفتاح لكل طريق ونبراس لكل معرفة وتسهيل لكل عسير... ثم لم تلِن عزيمته وهو يصارع هذا الداء الغريب شاقاً طريقه رغم الصِّعَاب ملتحقاً بإحدى معاهد الخرطوم لتدريس العربية لغير الناطقين بها مواصلاً لطريقه الذي بدأه في العام 1965 معلماً ومدرساً وهادياً مهدياً...
ثم واصل دراسته العُليا مُستعيناً بالله تعالى وعزيمته التي لا تعرف المستحيل... سائراً على درب الشهادة العُليا وقمة الهرم الأكاديمي (الدكتوراة) إلى أن نالها بحمد الله وتوفيقه وناقشها وأشرف عليها البروفيسور فاروق الطيب البشير...
نقف تحية وإجلال... وفخر وإعزاز... وتعظيم سلام للدكتور/ إبراهيم بلال وهو يقدم لنا نموذجاً رائعاً يُنير لنا طريق العِلم والمعرفة ونبراساً يهدينا إلى الطريق القويم...
تهانينا القلبية لزوجته الفاضلة الأُستاذة/ أُم الخير محمد التي كان لها دوراً فاعلاً في الوقوف بجانبه وفتح باب الأمل على مصراعيه وهو يُعاني آلامه مع الكُلي... وتهانينا لأبنائه الكرام الأُستاذ/ أيمن إبراهيم والأُستاذ/ إيهاب إبراهيم وبناته الفضليات وأخيه الصحفي الأديب الشاعر سيد أحمد علي بلال وكل أبنائه الذين تخرجوا من بين يديه وأهله وأحبابه بالسودان وخارجه...
وفي الختام أتمثَّل بقول الإمام الشافعي (رضي الله عنه) الذي يحثنا على العلم والتعلم حيث يقول:
العلم مغرس كـل فخر فافتخـر ** واحذر يفوتك فخـر ذاك المغـرس
واعلم بأن العـلم ليس ينالـه ** من هـمـه في مطعــم أو ملبـس
إلا أخـو العلم الذي يُعنى بـه ** في حـالتيه عـاريـا أو مـكتـسي
فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا ** واهجـر لـه طيب الرقــاد وعبّسِ
فلعل يوما إن حضرت بمجلس ** كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
فحقاً لك يا دكتور إبراهيم أن تفتخر وأنت ترِث النبي صلى الله عليه وسلم... حيث لا يورِّث الأنبياء درهماً ولا ديناراً إلا العلم... وحقاً لك أن تفرح وتبتهج وقد أصبحت فخراً ورئيساً لمجلسنا الصباحي في منتداك العامر الجميل بصالون الأُستاذ/ سيد أحمد علي بلال...
صادق دعواتي لك أن يصبغ الله عليك نعمة الصحة والعافية ويزيدك من علمه وفضله... وأن يجعل ما تقوم به في ميزان حسناتك... وأن يبوِّأك المقامات العليَّة في الدُّنيا... ويرزقك حسن الختام ويجاورك الفردوس بالمصطفى صلى الله عليه وسلم...
أخوك/ جمال أحمد الحسن...