من اقوال اللواء عمر محمد الطيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة من اقوالهم
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-16-2010, 09:34 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من اقوال اللواء عمر محمد الطيب

    الفريق (م) الدكتور عمر محمد الطيب النائب الأول لرئيس جمهورية السودان الاسبق، ولد في عام 1936 في قرية الزيداب شمال السودان. ولقد أنتقلت أسرة الفريق د. عمر محمد الطيب الي الخرطوم حيث درس الابتدائية والثانوية وتخرج من الكلية الحربية وأصبح ضابطا في الجيش السوداني حيث خدم في كل مناطق السودان بمختلف الرتب العسكرية. وقد حصل علي كثير من الاوسمة والنياشين والامتيازات والدورات التدريبية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمي والمانيا والعراق. وظهرت شهرته العسكرية عندما ضرب التمرد في جنوب السودان والذي قاد الي اتفاقية اديس ابابا في 1972 والتي عاش السودان في ظلها سلام أهلي لمدة عشة سنوات. بعدها انتقل سيادته لتولي منصب رئيس جهاز المخابرات السودانية والذي لعب دور مهم في حماية السودان من الشيوعية والمؤمرات الخارجية وعين نائب أول لرئيس الجمهورية نتيجة لجهوده في المصالحة الوطنية. بعد أنتفاضة أبريل في 1985 حكم عليه 144 سنة سجن في محاكمة سياسية سافر بعدها الي المملكة العربية السعودية 1989 في رحلة للمنفي الاختياري دامت أحدي عشرة عاما ثم عاد الي السودان في عام 2000 بعد العفو عنه وارجاع كل ممتلكاته المصادرة.


     


    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D9%85%...84%D8%B7%D9%8A%D8%A8

    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 11-16-2010, 09:38 PM)

                  

11-17-2010, 00:22 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اقوال اللواء عمر محمد الطيب (Re: بكرى ابوبكر)

    عمر عبد العاطي اختار العقائديين في هيئة الإتهام
    هدد الفريق أول عمر محمد الطيب ، النائب الأول ورئيس جهاز أمن الدولة إبّان عهد مايو بكشف أسماء «العملاء والمتعاونين» مع الجهاز ، إبّان فترة تواجده على قمة الجهاز: «سأفعلها ، إن دعا الأمر.. لقد كانت لهم اسماء حركية ورقمية».
    مهاجماً من اسماهم بـ «أصحاب الحلاقيم الكبيرة» الذين ملأوا الساحة باتهامات ضد رموز مايو.
    كما قدح في طريقة اختيار الأستاذ عمر عبد العاطي ، النائب العام الانتقالي لهيئة الاتهام في قضية الفلاشا الشهيرة بعد 6 أبريل ، حيث قال : «العقائديون تولوا هيئة الاتهام وعلى رأسهم الصادق شامي وكمال الجزولي ومصطفى عبد القادر».
    وأضاف الرجل الثاني في نظام نميري أن المعلومات التي أوردها العميد يوسف عبد الفتاح حول أنه ـ أي الفريق أول عمر ـ قد أمر بضرب المظاهرات « إنها معلومات غير صحيحة ، وأنا لم اصدر أوامر مُطلقاً بضرب المتظاهرين».



     


    وتتوالــى الأحـــــداث عاصفة
     تحدث حول «المتعاونين وعملاء » جهاز الأمــــن..!.
    الفريق أول عمر محمد الطيب فـي مواضيع «حساسة»... يكشف «المستور» التاريخي..!.
     في الذاكرة الكثير .. وفي حلقة اليوم، الخطير والمثير..
    الفريق أول الدكتور عمر محمد الطيب يواصل في إفاداته بذاكرة متقدة ، وترتيب منقطع النظير..
    وحلقة اليوم هي حلقة الشخوص.. وجلهم ، إن لم نقل كلهم ، أحياء .. حيث تتناول هذه الحلقة محطات خطيرة من ملفات ساخنة، ظهرت على السطح بعد 6 أبريل..
    المصالحة الوطنية.. وملفها..!.
    ترحيل اليهود الفلاشا.. ومحاكمته..!.
    وغير ذلك ...
     
    حوار : عادل سيد أحمد
     تصـوير : سعيد عباس
     في الذاكرة الكثير .. وفي حلقة اليوم، الخطير والمثير..الفريق أول الدكتور عمر محمد الطيب يواصل في إفاداته بذاكرة متقدة ، وترتيب منقطع النظير.. وحلقة اليوم هي حلقة الشخوص.. وجلهم ، إن لم نقل كلهم ، أحياء .. حيث تتناول هذه الحلقة محطات خطيرة من ملفات ساخنة، ظهرت على السطح بعد 6 أبريل..المصالحة الوطنية.. وملفها..!.ترحيل اليهود الفلاشا.. ومحاكمته..!.وغير ذلك ...أصحاب «الحلاقيم الكبيرة» يشعرون بالذنب.. وكانت لهــــم «أسماء حركية».. نعم .. حدثت مشكلة بيني وبين نميري بسبب جماعة الصادق المهدي ، ولكن..!. توقفنا في المحكمة الماضية عند عودتك لمنزلك بكوبر يوم 6 أبريل .. بعد أن قضيت يوماً صعباً


    مابين رئاسة جهاز الأمن والقيادة العامة ومجلس الوزراء.. ماذا حدث بعد ذلك؟؟.
    ـ جاءوني صباح اليوم التالي.. وأخذوني إلى إستراحة الرئىس بكافوري.. حيث بقيت هناك رهن الإقامة الجبرية لمدة ثلاثة أيام «7،8،9 ابريل»...!.يوم 10 أخذوني إلى سجن كوبر، حيث الحبس الإنفرادي ... إذن بدأت التحقيقات معك توطئة للمحاكمة؟؟.ـ نعم.. وبالفعل تشكلت المحكمة.. والقضية التي أمامهم كانت «الفلاشا»..لقد إستعانوا بضباطٍ من جهاز الأمن.. وهم ضباطي في الجهاز.. وجعلوا منهم «شهود ملك».. هيئة الإتهاملقد قام عمر عبد العاطي بتشكيل هيئة الإتهام من خصوم سياسيين يتبعون لأحزاب سياسية بعينها .. حيث تشكلت الهيئة من الصادق شامي رئىساً، وأبرز أعضائها كانوا: مصطفى عبد القادر وكمال الجزولي.
     ماذا كانت شهادة «ضباط الأمن» .. وأعني أولئك الذين تحولوا من «ضباطك» إلى «شهود ملك»؟!.
    ـ شهادتهم كانت ضدي.. حيث قالوا: هو الذي أعطانا الأوامر في موضوع الفلاشا..
     ماذا كان تعليقك على هذا الإتهام؟؟.
    ـ قلت إن الضباط الأربعة إفاداتهم غير صحيحة.. فموضوع الفلاشا كان بقرار من رئاسة الجمهورية.. بجانب أنهم لم يخرجوا لإسرائىل...ثم أن هل السودان هو سجن كبير للاجئىن ؟.. من حق اللاجئ أن يختار أو يحدد المكان الذي يريد الذهاب إليه..
     كم كانت الأحكام في مواجهة الإتهامات الموجهة ضدك؟؟.
    ـ الأحكام كانت السجن لمدة 144 سنة .. ولكن ، بعد مضي سنة ، أعادت المحكمة العُليا الأحكام حيث قضت المحكمة برئاسة مولانا زكي عبد الرحمن وعضوية آخرين ، ببراءتي..
    القاضي العادل وصاحب الضمير الحي مولانا زكي عبد الرحمن ظلوا يتلو في حيثيات البراءة لمدة ساعتين، وعندما تقاطعه هيئة الإتهام المكونة من الصادق شامي ومصطفى عبد القادر وكمال الجزولي، كان يحذّرهم ويهددهم
    .
     كيف خرجت من السجن ؟؟.
    كان هناك قمسيون طبي قد قرر العلاج بالخارج بسبب انني أعاني من ارتفاع شديد في الضغط « مجهول الاسباب » .. وقد تم رفع التقرير لمجلس الوزراء ، حيث تمت الموافقة للعلاج بالخارج .. وبالفعل غادرت السودان يوم 27/ يونيو1989م ، أي قبل الانقاذ بثلاثة ايام.
     قوات الإنتشار



     


     هناك من يتهمك بأنك طلبت من الأمريكان إنقاذ الموقف في الأيام الأخيرة من عُمر مايو؟؟.
    ـ هذه فرية أطلقها كمال الجزولي... حيث إدعى أنني طلبت من الأمريكان قوات للإنتشار السريع.. هذا إفتراء، ولم يحدث مطلقاً.



     


     السيد يوسف عبد الفتاح ذكر أنك أمرت ضباط الأمن بضرب المظاهرات؟؟.
    ـ غير صحيح بالمرة.. ولم أصدر تعليمات بهذا المعنى.. ولم يكن في نيتي أن أفعل ذلك...
    أصحاب الحلاقيم تحدثتم كثيراً .. وهددتم بكشف أسماء المتعاونين مع جهاز الأمن في عهدكم ؟؟.
    ـ نعم .. لا أود أن أذكر أسماء .. ولكن أصحاب الحلاقيم الكبيرة، فإن الشعور بالذنب هو الذي يجعلهم يرفعون أصواتهم، حتى تنشف حلاقيمهم ..!والتجنيد للجهاز كان يقوم به ضباط مدربون تدريباً عالياً وبعد أن يختاروا المتعاونين والعملاء وفق معايير معينة .. يقومون بعد ذلك، بإخطاري..لا أريد أن أذكر أسماء... ولكن عموماً فإن هناك شخصيات ملأت الساحة ضجيجاً بعد 6 ابريل ، كانت تتعامل معنا وتمدنا بالمعلومات.. كانت لهم «أسماء حركية» وأرقام معينة...كانوا يحضرون المؤتمرات ثم يكتبون التقارير والمعلومات للجهاز...نحن كنا مواجهين بحرب من السفارة الروسية وبعض السفارات الأجنبية .. لذلك كنا «عاملين حسابنا» ما يخترقونا ..!.حتى داخل الأحزاب .. وفي كل الإتجاهات، كنا نعمل.. وكان لدينا متعاونون وعملاء.. ويا ولدي الله هو الستار.. دعنا نسترهم .. ولو أضطررنا، فسنكشف عنهم في الوقت المناسب...
     ماذا كان المقابل بالنسبة لهؤلاء المتعاونين؟؟.
    ـ المقابل كانت تحدده الإدارة المعنية في الجهاز .. فهو أما في شكل مرتبات شهرية أو إعانات أو خلافه..حتى في الصحف والمجلات العربية والدولية، في لندن وغيرها ... كان لدينا عملاء.. يكتبون لصالح السودان...كان لدينا تفكير وفكر متقدم تجاه الأمن، لخدمة الوطن والشعب السوداني..
     أفراد الجهاز
     كم عدد أفراد جهاز الأمن في عهدك؟؟.
    ـ حوالى 420 فرد، ما بين ضباط وجنود..
     في زمنك .. فصلت 25% من أعضاء الجهاز؟؟.
    ـ نعم... بعد أن إستلمت الجهاز عام 77 .. أيام المصالحة، فقد وردت إلىّ معلومات حول أن هناك ضباطاً يقومون بتعذيب المعارضين أو يلفقون أشياء ضد الأحزاب..لذلك قمت بإبعاد 25% من الضباط من جهاز الأمن.. وحولناهم لمواقع أُخرى..
     
    الشارع السوداني كان يحكي ضدكم «نكات».. هل كانت تصلكم.. وكيف كنتم تقرأونها؟؟.
    ـ نعم .. كانت تصلنا النكات والطرائف .. لدينا في الجهاز قسم اسمه «الرأي العام» هذا القسم كان مختصاً بمعرفة ردود أفعال الشارع حيال اي قرار أو قانون..كنا نتابع «النكات والتعليقات» ونقوم بتحليلها..وأنا شخصياً كنت منفتحاً على الناس «accessable) وهذا جعلني أعرف كل شيء.. لأنني لم أكن في برج عاجي..لم نكن نأخذ النكات بوجهها السييء «bad face of it» ... وإنما نستفيد منها لنصلح الحال.
                                          مشكلة كبيرة
    ـ ناس الإتحاد الإشتراكي لم يكونوا على وئام معك .. لماذا ؟؟.
    ـ هذه حقيقة .. الملكية لم يكونوا راضين عني.. والسبب المصالحة الوطنية..
     يقال إن مشكلة كبيرة وقعت بينك وبين نميري كادت أن تخرب العلاقة بينك وبين نميري ؟؟.
    ـ صحيح .. والمشكلة كانت بسبب الأنصار .. حيث جاءني عمر نور الدائم وقال لي « جماعتكم منعونا نصلي صلاة العيد.. فنرجو أن تحل لنا هذه المشكلة حتى نؤدي الصلاة مع ناسنا»..
    وفوراً ـ اتصلت بمدير شرطة الخرطوم وقلت له: «لماذا منعتهم».. بل وزجرت الضابط قائلاً.. «أرأيت الذي ينهى، عبداً إذا صلى»...ثم قلت للضابط:« دعهم يصلون»..!.ولكن ، يا ولدي ، السياسيون مكارون.. فجماعة الصادق المهدي كانوا يعدون لصلاة عبارة عن خطبة سياسية.. كان لديهم برنامج مُعد، خيل وموسيقى.. وSHOW!.لقد هاجموا قوانين سبتمبر... وهاجموا مايو ونميري..أنا كنت وقتها في الحج ، فاتصل نميري بنائب مدير الجهاز، كمال حسن أحمد.. وكان زعلان جداً ، قام بإعتقالهم: الصادق المهدي ومجموعته وكان من ضمنهم والدك الأُستاذ «سيد أحمد خليفة»


    . وبعد


     أن عدت من الحج، سألني نميري لماذا سمحتم لهم بذلك؟؟.



     


    ـ فقلت له : كيف أمنع الناس من الصلاة...
    فقال لي: ديل عملوا مشاكل سياسية ..
    فقلت له: إذا عملوا مشاكل سياسية ممكن يتعاقبوا.


    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=4938
                  

11-17-2010, 00:28 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اقوال اللواء عمر محمد الطيب (Re: بكرى ابوبكر)




    «الوطن» تنفرد بحلقات خطيرة جداً.. يكتبها الفريق عمر محمد الطيب

    ما كنت أُريد نشر «الغسيل ال######» ولكن..!
    عثمان السيد هو الذي خطط ونفذ وتابع «ترحيل اليهود الفلاشا»..!
    مستر «ملتون» كان مُشرفاً.. والأمريكان كانوا يتابعون من أحد المنازل بالخرطوم..!
    لا أعرف من الضباط المنفذين خلاف الفاتح عروة
    هل أعفانى نميري.. أم قدمني لمحاكمة..؟.. هذا الرجل كان يراجعني يومياً ويستفسر عن تاريخ وبدء عملية الترحيل..!.



    «الحلقة الأولى»
    في حلقة اليوم... يتناول الفريق عمر محمد الطيب... النائب الأول للرئيس الأسبق المشير جعفر نميري... تفاصيل دقيقة ومهمة ومثيرة حول عملية ترحيل اليهود الفلاشا.
    كاشفاً الشخوص والأحداث التي لازمت أخطر ملف، وقع، في فترة مايو.
    إنَّ الفريق الدكتور يتحدث بشفافية عالية... دونما تنصل من المسؤولية أو رميها في آخرين...
    ولحسن الطالع، فإنَّ الذين وردت أسماءهم عبر توثيق الفريق عمر محمد الطيب، هُم أحياء... ومن حقهم أنْ يصححوا أو يوضحوا... و«الوطن»... على أتمَّ الاستعداد لتلقي أية مساهمات أو كتابات في هذا الجانب...
    إنَّ عملية ترحيل اليهود الفلاشا مرت بمراحل... وصحبتها وسبقتها خطوات... لقد كانت العملية، حسبما ما جاء في إفادات الدكتور عمر محمد الطيب، المكتوبة... أنها كانت بقرار من الرئيس نميري، موجهاً نائبه الأول، ومدير جهاز أمن الدولة... والذي بدوره قام بتوجيه سفير السودان الأسبق... والذي كان وقتها، ضابطاً كبيراً بجهاز أمن الدولة... السيد عثمان السيد.
    الحلقة الأولى، تحوي الكثير والمثير:



    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى: «يأيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) صدق الله العظيم - الحجرات الآية «6».
    كنت خارج السودان لفترة شهرين لعلاج أحد أفراد أسرتي بالقاهرة ورجعت قبل عيد الفطر بيومين، فوجدت أن عثمان السيد فضل السيد الذي كان يعمل تحت قيادتي لفترة ثماني سنوات بجهاز أمن الدولة ،للاسف الشديد اتخذ من من احدي الصحف التي تربطه برئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير علاقات خاصة،منبراً ونشر مقالات عن عملية الفلاشا في خمس حلقات وننتظر الحلقة السادسة.
    لقد قرأت مقالاته بتمعّن شديد وفي ذهني شخصية عثمان السيد فضل السيد الذي عرفته تماماً وعايشته وقيمته خلال فترة عمله معي بإدارة الأمن الخارجي بجهاز الأمن القومي ،ثم جهاز أمن الدولة في نهاية فترة حكم مايو، وأثناء محكمة قضية الفلاشا حيث أنكر دوره في العملية وهو على اليمين، ثم عندما سافر إلى جدة للعمل بجهاز الأمن السعودي في إدارة الثورة الإريترية قبل نجاحها هو والفاتح محمد أحمد عروة وضباط آخرين، ثم عندما تعين سفيراً للسودان بأثيوبيا وكيف تم ذلك حتى رجوعه بعد خمسة عشر عاماً ،وأخيراً رئاسته لمركز الدراسات الافريقية والشرق الأوسط وحتى اليوم.
    توصلت إلى الغرض الذي آثار حفيظة عثمان السيد فضل السيد ،وجعله ينشر هذه الحلقات ويسترسل في أحاديثه الحاقدة والكاذبة والملفقة التي سبق ان قالها في المحكمة في قضية الفلاشا وسمعها وتابعها كل الشعب السوداني في الداخل والخارج.. و إن ما دار في المحكمة مسجل وموجود بصوته وصورته. الغرض هو الرد على (ضرته) العميد حسن بيومي الذي أجرى مقابلة مع قناة الجزيرة، وقد كنت خارج البلاد ،ولا أدري شيئاً عن هذه المقابلة ولم استشر فيها، كما يظن عثمان السيد فضل السيد.. لانه تعود على التآمر وسوء الظن بالآخرين. والغريب ان النار التي تشتعل في قلبه والحقد الدفين الذي ينثره في كلماته عن حسن بيومي ليس جديداً حتى بعد حل الجهاز، حيث كان يقول فيه ما قال مالك في الخمر، غيبة ونميمة وخسة، ولم يسلم منه زملائه الأفاضل مثل اللواء كمال حسن أحمد نائب الجهاز والضباط الكبار عناية عبد الحميد والفاتح الجيلي والمرحوم اللواء خليفة كرار.. وكل هؤلاء الضباط كانوا ممتازين وعلى خلق عظيم، وأولاد قبائل ورجال. وقد منعته من القيل والقال والنميمة خاصة في زملائه. وقد حجمته تماماً خاصة في تعيين القناصل وتنقلاتهم في البلدان الخارجية، هذا هو سبب حقده واستهدافه لي.
    * أقول له إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً.
    سوف أرد على النقاط المهمة والتي تستحق التوضيح للرأي العام السوداني، والتي جاءت في مقالاته بعيداً عن اسلوبه الرخيص ومجاراته في خصومته الفاجرة.. أحب ان أؤكد للشعب السوداني عامة، ولكل من اطلع على مقالاته بأن عثمان السيد فضل السيد هو الذي خطط ونفذ وتابع عملية ترحيل الفلاشا ..بعد ان أعطيته توجيهات الترحيل بقرار من رئيس الجمهورية. وهو الذي اختار الضباط الذين قاموا بالتنفيذ تحت قيادته وبإشرافه.. ولا أعرف منهم أحداً خلاف الفاتح محمد أحمد عروة ..لان والده رحمه الله كان قائدي، وأحب أن أؤكد وأجزم بأن عملية (سبأ) وهي العملية الثانية لترحيل الفلاشا كانت تدار من منزله بالحي الشرقي ،حيث يوجد شهود عيان على ذلك يمكن إبرازهم في الوقت المناسب. وأحب أن أؤكد بأن عثمان السيد فضل السيد اتصل بي تلفونياً بمنزلي يوم الجمعة 21 مارس 1985م في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً وأعطاني تمام بأن العملية انتهت من مطار العزازة، فسألته كيف علمت بإنتهاء العملية بهذه السرعة ،فأجابني:والله على ما أقول شهيد (عندي اتصال مباشر مع مطار العزازة والجماعة معي بالمنزل)، يقصد الامريكان. والجدير بالذكر لقد حضرت سيارة تحمل رقم السفارة الامريكية في الصباح الباكر نفس يوم الجمعة لمنزله ،وعملوا مركز قيادة بالاتصالات والمواصلات لمتابعة العملية حتى نهايتها حيث بلغني تلفونياً بذلك. وقد أمر عثمان السيد فضل السيد بإعتقال صحفي أجنبي ظهر في موقع الترحيل، وأمر بإحضاره للجهاز، وتم تدوين ذلك في دفتر الأحوال بواسطة الضابط النوبتجي للجهاز الرائد عمر الخليفة. وقد اطلعت على هذا الدفتر ما اطلع عليه غيري وهم أحياء يرزقون. ما كنت أريد نشر هذا الغسيل ال###### وغيره في المحكمة حفاظاً على سمعة الجهاز ..ولازال هذا الرجل العجيب والمتفرد بالدهاء والمكر والغش يدعي انه لا يعرف شيئاً عن عملية ترحيل الفلاشا ، وبأنه علم بكل هذه التفاصيل من الضباط المنفذين، وفي الواقع والحقيقة هو المهندس الذي خطط ونفذ وتابع عمليتي «موسى وسبأ»، ولكنه خاف وارتجف وتصبب عرقاً من لجنة التحقيق المكونة من بعض الشيوعيين والبعثيين ،التي أصبحت هيئة الإتهام واعتبرته شاهد اتهام ليقوي قضيتهم لمحاكمة نظام مايو في شخص النائب الاول لرئيس الجمهورية لعدم وجود السيد الرئيس بالسودان.
    لقد ذكر في مقالاته إنني قمت بهذه العملية بمفردي ويجزم بأن الرئيس نميري لا يعلم عنها شيئاً، إن كان هذا صحيحاً وبعد أن علم الرئيس نميري بأنني اتصرف بمفردي ماذا عمل؟؟.
    هل أعفاني من منصبي أم قدمني لمحاكمة!! آراك يا عثمان السيد فضل السيد تستخف بعقول الناس، وللناس عقول وبصائر.. وأحب أن أؤكد وأجزم بأن عثمان السيد فضل السيد كان يراجعني يومياً ويستفسر عن تاريخ وبدء عملية الترحيل قبل اتخاذ القرار، وكان ذلك بإيعاز من صديقه المستر ملتون الذي لازمه تماماً وصار لا يفارقه كالظل في المكتب وفي المنزل، وعندما ذهبت مايو وصار الأمر في المحكمة (جات الحارة)، حنث الرجل بالقسم مرتين، قسم خدمته بالجهاز والقسم الثاني أمام المحكمة وينكر ويدعي عدم معرفته بالعملية.
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل إذا لم تستح فأصنع ما شئت.



    ** في الحلقة القادمة عـــدد الـــســـبـــــت
    * هذه هي حكاية «ومبي» البريطانية..!.
    * حقائق مثيرة لتفاصيل العملية..!.
    * سر المذكرة التي بعث بها عثمان السيد الي الفاتح عروة..!.
    * وماذا حدث في محكمة الفلاشا؟.
    * من الذي خطط وصنع ودبر كل هذه التفاصيل..؟.


    id=7333&bk=1">http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&;id=7333&bk=1
                  

11-17-2010, 00:36 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اقوال اللواء عمر محمد الطيب (Re: بكرى ابوبكر)





    الحوار مع الفريق أول د. عمر محمد الطيب .. كيف ولمــاذا ؟؟


    عادل سيد أحمد في الحلقة الأخيرة مع النائب الاول لنميري
    علاقاته مع .. الميرغني والمهدي والترابي ..
    هــل هــي على مايرام ؟؟
    التأريخ ليس ملكاً لأحد .. فمن حق كلّ طرف أن يدلي بشهادته.. والمؤرخون وحدهم هم الذين يكتبون النصوص من خلال المعلومات المتاحة.
    ومن حق الجيل الجديد علينا ان نبذل له كلّ ما بوسعنا كي يتعرف على تاريخ الوطن.
     توثيق 6 ابريل
    ولعل الحلقات التي وثقت عبرها «الوطن» حول 6 ابريل.. كانت بهدف جمع اكبر قدر من المعلومات عن هذه الفترة المهمة والمفصلية في تأريخ السودان.
     لماذا عمر؟؟
    أما اختيارنا للفريق اول الدكتور عمر محمد الطيب، كي يتحدث عن وقائع وأحداث قبيل وبعيد 6 ابريل.. فإنّ الاختيار كان مقصوداً.. فالخصوم، قبل المؤيدين، يعرفون أنّ الرجل ما كان من غلاة المايويين.. بل على العكس، فإن علاقاته مع المعارضين كانت جيدة جداً.. وهنا دردشت معه، على النحو الآتي:
    الفريق عباس مدني ..« القنبلة القادمة» .. والعميد يوسف عبدالفتاح يتفـاعل مع الحدث
    مقدم حقوقي عبدالله محمد احمد : كنت من المحققين مع عمر محمد الطيب بعد الانتفاضة!
     كيف هي علاقتك مع مولانا الميرغني؟
     ممتازة جداً... ومولانا الميرغني دُفعتي.. وتربطني معه علاقة خاصة جداً.
     إذن أنت اتحادي الهوى؟
     جداً..جداً.. أنا أقرب للإتحاديين.
     وكيف هي علاقتك بالامام الصادق المهدي؟
     ممتازة جداً.
     والعلاقة مع الدكتور حسن الترابي؟
     كويسة..
     ومع الرئيس البشير؟
     بيني وبين الرئيس البشير مودة وتقدير.. وآخر مرة قابلته في مناسبة إبنة خالد حسن عباس..
    كلما يلتقيني يقول لي: « ياسعادتك».
    المسجد
    معروف عن عمر محمد الطيب ، تصوفه .. فهو من أصحاب الذكر والحضرة في كدباس .. يزور أهل الله ، الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون ..
    يسكن بكوبر «حي الواحة» .. وبجواره المسجد المشهور باسم «مسجد عمر محمد الطيب»..
    الفريق أول عمر محمد الطيب ذكرني بأنه إن ينسى لاينسى.. الأستاذ الدكتور عبدالله عبد الماجد، هذا الرجل ... وقد كان مدير الجامعة الإسلامية سابقا ... وقد عمل كذلك بجامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة لفترة طويلة ...هذا الرجل كان دعماً حقيقياً لمسجد التقوى بكوبر، وقف ودافع عن المسجد خلال أحداث أبريل ... ولا زال داعماً للمسجد ....
    عباس مدني يتحدث
    الحوار حول 6 ابريل ... الخبايا والاسرار .. بدأ مع النائب الاول ورئيس جهاز امن الدولة في عهد مايو..
    ولكنه قطعا لم ينته .. بيد ان «الوطن» حققت مفاجآت عجيبة حول توثيق تلك الفترة .. فوزير حكومة سوار الذهب الانتقالية ، الفريق اول عباس مدني .. والذي كان مديرا للشرطة في أواخر أيام نميري .. هذا الرجل يملك الكثير والمثير .. وهو «القنبلة التي ستنجفر غداً بإذن الله »..
    وبيومي كذلك
    اما ضابط الامن الكبير ، بل والمسؤول الامني الرفيع حسن بيومي .. نجحنا في أن نخرج أشياء جديدة وخطيرة من مخزن أسراره .. حاجات من بيت الكلاوي .. وسننشرها لاحقاً بإذن الله ..
    يوسف عبدالفتاح
    العميد يوسف عبدالفتاح هو ايضا من رواة تلك الفترة .. وقد زارنا في الصحيفة ، لموضوع آخر يتعلق بمجهوداته حول قضية دارفور ...
    يوسف عبدالفتاح أدلى بشهادته ومعايشته لأيام 6 أبريل وتحدث في الجزئية المتعلقة بالفريق اول عمر محمد الطيب قائلا : « عمر محمد الطيب قرر حسم واعتقال أي ضابط يخرج عن الإجماع ويبدي أي تعاطف مع ما يعتمل في الشارع السوداني»..
    المحقق يتصل
    وكانت آخر أصداء حلقات الحوار مع الفريق أول عمر محمد الطيب ، أن اتصل بنا الاستاذ عبدالله محمد احمد المحامي .. والذي كان عضوا في لجنة التحقيق مع اللواء عمر محمد الطيب ، بعد 6 ابريل .. حيث كلفه القضاء العسكري بأن يحقق حول بعض الاتهامات المنسوبة للنائب الاول لنميري..
    الاستاذ عبدالله محمد احمد ، قال :« لأول مرة أقول هذا الكلام .. أنا شخصيا حققت مع عمر محمد الطيب وأخذته من السجن الى بيته كي نحصل على وثائق في بيته .. وللأمانة والتاريخ أقول :
    لم نجد شيئا ضد هذا الرجل .. ورأيي الخاص أنه كان نظيفا»..
    ثم أما بعد
    الآن وقد انتهت حلقات الحوار مع الفريق أول عمر محمد الطيب.. فإن الهدف ما كان رفع أسهم أحد أو التقليل من أسهم آخرين ... وإنما كان الهدف هو التوثيق .. وقد حاولت - واجتهدت - بقدر ما أملك ، أن أكون مهنياًَ .. حيث أخفيت عواطفي وقناعتي تجاه الحـــــرية والديمقـــــراطية ... لأن قلم الصحفي حينما يكتب عن التاريخ هــــــو ملك للأجيال الحــــالية .. والأجيال القادمة ...!



    id=4962&bk=1">http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&;id=4962&bk=1

                  

11-17-2010, 00:46 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اقوال اللواء عمر محمد الطيب (Re: بكرى ابوبكر)

    أحمد أبو سعدة -كاتب سوري عاش لمدة ثلاثين عاما في القارة الإفريقية
    عاش مع الثورات التالية
    الثورة في غينيا بيساو -وجزر الرأس الاخضر -الثورة في ظفار-الثورة الصومال الغربي (أوغادين)-الثورة في الفلبين(مورو)-الثورة في تايلاند(الفطانة)-الثورة في الكونغو-الثورة في أنغولا-(يونيتا)-الثورة في إرتريا حيث أصبح عضواً في جبهة التحرير الإرترية ولا زال-عاش مع الثورة الفلسطينية في كل من غور الإردن وجنوب لبنان
    عمل مراسل مراسلاً حربياً في الفيتنام أثناء الحرب الفيتنامية (فري لانس)
    عمل مراسلاً في حرب تشرين التحريرية.
    كاتب وباحث في الشؤون الإفريقية

    ولأهمية المعلومات والأسرار الواردة في هذه القصة أردنا نشرها لما فيه خير للقارئ والمطلع العربي والمسلم

    الفلاشا وتهريبهم

    لن ترتاح إسرائيل حتى ترى
    أبناءها من اليهود الفلاشا يعودون
    إلى أرض الميعاد؟!.
    شمعون بيريز
    لن أغوص في التاريخ السياسي والاجتماعي (للفلاشا)۱بل سأكتفي ببعض اللمحات من السنين القريبة التي عشتها:
    في عام/1977م/أصبح الإرهابي(مناحم بيغن)رئيساً لوزراء الكيان الصهيوني،أعلن (بيغن) أنه سيعمل على إعادة(الفلاشا)إلى أرض الميعاد؟؟.
    طلب الإرهابي بيغن من الرئيس الماركسي الإثيوبي(منغستو هيلا مريام)العمل على ترحيل(الفلاشا)من إثيوبيا رفض الرئيس الإثيوبي الإشتراكي طلب(بيغن)ورفضه هذا كان نابعاً من عقيدته ومن حرصه على علاقاته بالدول العربية،ثم وضع عقوبة رادعة لكل من يحاول ويجرؤ على ترحيلهم.
    أخبرني صديق ورفيقي المناضل(صالح أحمد أباي) رحمه الله وكان عضوا بارزا في تنظيم جبهة التحرير الإرترية بمايلي:
    قال صالح:
    اتصل الأمريكي(هوارد دوغلاس)۲والشهير بلقب(جيني)ببعض القياديين المهمين في تنظيم(الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا)وتبادل معهم الرأي حول المساعدة المطلوبة لتأمين خروج الفلاشا من إثيوبيا مذكراً إياهم بالصداقة القديمة الجديدة،غامزاً بزيادة المساعدات المادية والعسكرية لهم وخاصة أنهم تحت النظر؟.
    بدون تردد وافق هؤلاء القياديون وعلى رأسهم(رئيسهم)۳وقالوا ل(جيني)نحن بانتظار تعليماتكم لتنفيذها فوراً...
    بعد أسابيع وصلت إلى مطار الخرطوم زوجة السيد(جيني)وهي تعمل ممرضة؟واستقبلها عند سلم الطائرة السيد(جيري ويفر)الذي يشغل منصب مسئول اللاجئين بالسفارة الأمريكية بالخرطوم ومركزه هذا يسمح له بالتحرك دون رقابة،قبّلت السيدة(جيني)السيد(ويفر)ونظرت إليه بعد أن احتضنته وهي تتذكر كلام زوجها عن السيد (ويفر)بأنه يعرف المسئولين السودانيين من سياسيين وأمنيين وبعض قيادي الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا كما أن لديه القدرة غير العادية على المغامرة العاطفية التي تتحقق بها إنجازات غير عادية؟...
    ابتسمت السيدة(جيني)وقالت:
    -لقد حدثني زوجي عنك كثيراً يا مستر(ويفر).
    ابتسم السيد (ويفر) وفتح باب الفيلا في شارع الامتداد بالخرطوم وقال لها:
    -(ويفر) بخدمتك يا سيدتي.
    جلست السيدة(جيني)على مقعد وثير مريح وأدارت بيدها كأس الويسكي المثلج ونظرت إلى السيد(ويفر)وقالت:
    -مستر(ويفر)إننا نعرف معاً أن هناك بعض الحوادث المؤسفة التي حدثت من قبل بعض الذين حضروا إلى الخرطوم من منطقة مجاورة؟!.
    -نعم يا سيدتي من إرتريا؟.
    اقتربت السيدة(جيني)من(ويفر)بعد أن أبعدت كأس الويسكي المثلج وقالت له:
    -علينا أن نعمل الآن وفوراً لتصحيح الأخطاء التي حدثت في الماضي.
    - أحضر لي الرجل القوي
    بعد قليل يدخل الرجل القوي في الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا ويتقدم من السيدة(جيني) ثم تشير له بيدها أن يجلس:
    -سيد...اسياس،إننا نحتاج منكم التعاون الكامل،ومنذ الآن عليكم بمساعدة(الفلاشا)الطيبين في الوصول إلى السودان،ويجب أن يكون ذلك بمنتهى السرية وإذا فعلتم ذلك سوف يفتح لكم أصدقائكم اليهود البنوك التي يسيطرون عليها بحيث تجدون المساعدات المادية والعسكرية بسهولة تامة.
    يجيب السيد اسياس:
    -أنا طوع بنانك يا سيدتي،وتأكدي بأننا سنقوم بالعمل الموكول إلينا بشكل سري وعلى أضيق نطاق داخل تنظيمنا،كما أننا لن نقوم بأي خطوة إلا عندما نتأكد من موافقتكم عليها.
    -حسناً أيها الثائر؟!سوف يرشدك السيد ويفر إلى الترتيبات الأمنية الواجب اتخاذها مع اللواء(عمر الطيب) رئيس جهاز الأمن السوداني.....والآن تستطيع أن تتصرف فالمقابلة انتهت.
    خرج الثائر القوي ليدخل اللواء(عمر الطيب)ويقبل يد السيدة(جيني)وقبل أن تشير السيدة له بالجلوس يرتمي على الكنبة بنوع من عدم التكلفة
    في شهر تموز من عام1985م اجتمعت الممرضة المخابراتية(جيني)بمدينة القدس المحتلة مع كل من (دود نيتز)من الوكالة اليهودية و(موعي جليبو)في وزارة الخارجية الإسرائيلية ومسئول إسرائيلي كبير من جهاز القتل والتدمير(الموساد)للأسف لم أستطع الحصول على اسمه.
    تكلمت المخابراتية(جيني)عن لقائها بكل من الرجل القوي(الثائر)و(عمر الطيب)واستعداد الاثنان للعمل الثوري ألا وهو
    تهريب يهود(الفلاشا)من إثيوبيا،أثنت(جيني)على الثائر ووصفته ب(المخلص)وعندما سمعها الحاضرون قال لها مسئول
    الموساد:
    -إن الثائر صديقنا من زمن قديم ونحن نثق به تماماً؟.
    أما في الخرطوم فقد اجتمع اللواء(عمر الطيب)و(الثائر)المخلص؟وتم التنسيق بينهما.
    في الثامن عشر من شهر آذار من عام1985م غادر الخرطوم اللواء(عمر الطيب)رئيس جهاز الأمن السوداني متوجهاً إلى
    الولايات المتحدة الأمريكية بصحبة كل من العقيد(م.أ)والعقيد(ص.د10)مدير مكتب اللواء(عمر الطيب) والسيد(ميلتون) مندوب وكالة المخابرات الأمريكية في الخرطوم.
    دخلت سيارة سوداء اللون مبنى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ثم تبعتها سيارة أخرى من نفس اللون،مرت السيارتان في ممر تحت الأرض طوله حوالي(كم)واحد وقفت السيارة أمام المصعد ليترجل منها اللواء(عمر الطيب)وعلى صدره بطاقة كتب عليها(زائر)؟أما السيد(ميلتون)فقد وضع على كتفه إشارة(C.I.A) وفي الشارة صورته ورقمه،أما العقيدين(م)و(ص)فقد وضعا نفس إشارة اللواء(عمر الطيب).
    اجتمع(الطيب)مع السيد(كيس)مدير المخابرات الأمريكية لمدة(12)دقيقة فقط أما العقيدين فكانا يجلسان في مكتب مجاور؟!.
    قال اللواء(الطيب)للسيد(كيس):
    -إنني أقترح عليكم بتأجيل عملية الترحيل أسبوعاً أو أسبوعين؟.
    رفض مدير المخابرات الأمريكية كلام رئيس جهاز الأمن السوداني ورد عليه بعنف ومعنفاً:
    -عليك أن تعلم أن كل الترتيبات قد اتخذت مع بروكسيل لوصول الطائرات التي ستنقل(الفلاشا)من السودان ظهر الألم على وجه اللواء(عمر الطيب)نتيجة التعنيف القاسي له،ابتسم السيد(كيس)(للطيب)وقال له:
    -وضعنا في حسابك بلندن مبلغ(مليوني)دولار؟؟!!.
    ابتسم رئيس جهاز الأمن السوداني وقال لمدير جهاز المخابرات الأمريكية:
    -إن تعليماتكم سوف أنفذها بدقة متناهية وخاصة أنكم قبلتم بوضعي تحت رعايتكم السامية الكريمة.
    في الغرفة المجاورة لمكتب(كيس)كان عدد كبير من ضباط سلاح الطيران الأمريكي مجتمعين دخل عليهم العقيدان السودانيان(م)و(ص)ثم انضم إليهما اللواء(الطيب)كانت الغرفة واسعة وقد علقت على الجدران صورة خارطة كبيرة التقطت من الجو وقد كتب عليها اسم القضارف بخط كبير.
    جلس الطيارون الأمريكيون والضابطان السودانيان حول طاولة مستطيلة الشكل وتصدر اللواء(الطيب)الطاولة.
    أخرج اللواء من جيب جاكيته تقريراً مكتوباً باللغة الإنكليزية وبدأ يقرأ بصوت عال:
    -هذه هي خطتي أيها الأصدقاء الفرسان لنقل اليهود من مطار(العزازة)بالقضارف على أنهم لاجئون إرتريون
    وخاصة أن الثائر (المخلص)قد تعاون معنا تعاوناً طيباً وقد أخبرني السيد(كيس)بأن طائرات النقل(العشرة)جاهزة وأين أقترح أن تأتي هذه الطائرات مع أول ضوء في الصباح وبفارق زمني بين كل طائرة لا يتجاوز الساعة،أيها الأصدقاء الفرسان (موجهاً كلامه إلى الطيارين الأمريكان)هناك شيئاً نود طرحه أو مناقشته؟.
    لم يتكلم أحد...وخيم الصمت...
    في المساء دعا وزير الدفاع الأمريكي(عمر الطيب)وصحبه إلى حفلة عشاء تقام على شرف اللواء(الطيب)وفي الحفل وبينما كانت كاسات(الويسكي)(شغالة)مال وزير الدفاع الأمريكي على أذن اللواء(الطيب) وهمس فيها:
    -إن أصدقائك وأصدقائي وضعوا في حسابك مليون دولار ونصف مليون دولار لكل من الضابطين(م)و(ص).
    انتفض اللواء(الطيب)وكاد كأس الويسكي يقع من يده وقال بالإنكليزية:
    (هاو دو ذات)أي كيف يفعلون ذلك المبلغ قليل؟على كل انقلوا مبلغ الضابطين إلى حسابي وأنا سوف أقوم بدفعهما إليهما؟...
    ومرت الأيام ودارت السنون والضابطين لم يقبضا حقهما من الأصدقاء الطارئين على امتنا حتى الآن؟؟؟!!!.
    في الصباح كان اللواء(الطيب)يتناول إفطاره على مائدة نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية(جورج بوش الأب) لوحده فقط.
    قال نائب الرئيس(ريغان)لرئيس جهاز الأمن السوداني:
    عليك أن لا تنسى أن هذه العملية تتم بناء على تعليمات خاصة من الرئيس(رونالد ريغان) وأرجو أن تبلغ الرئيس(جعفر النميري) أن الرئيس(ريغان) مرتاح منه وقد وضعنا في حسابه ثلاثة ملايين دولار ومليون دولار وضعه أصدقاؤنا أيضاً،أصدقاؤنا طيبون وكرماء أليس كذلك؟نعم كرماء ولهذا نقوم بمساعدتهم في العودة لوطنهم؟؟؟!!!...
    وهمس نائب الرئيس الأمريكي(جورج بوش) في أذن اللواء(الطيب):
    -وأنا مرتاح من عملكم الذي سوف نقيمه على أحسن وجه....
    نسى(عمر الطيب) من شدة فرحه أن الذي يكلمه هو(جورج بوش) نائب رئيس الولايات المتحدة فرد عليه باللهجة السودانية المصرية الجملة التالية:
    -إحنا عايزين نخدم يا فندم؟!.
    بعد دقائق استدرك وتراجع وقال:
    -نحن عند حسن ظن الرئيس(ريغان) وحضرتكم وستكون النتائج كما تريدونها يا سيدي.
    بعد أيام جاءت الطائرات ونقلت اليهود(الفلاشا) إلى فلسطين المحتلة ليقتلوا أهلنا الفلسطينيين العرب وبعدها أهل القرى اللبنانية.....
    الآن أصبح واجباً عليّ أن أزيح الستار عن اسم الثائر؟...إنه(أسياس أفورقي)....
    أما الطائرات العشرة التي نقلت أعداءنا من مطار(العزازة) إلى فلسطين المحتلة فقد دفع أجرتها نظام إحدى الدول العربية الغنية؟؟؟!!!.....

    السودان عام1986م

    http://www.wata.cc/forums/archive/index.php/t-19704.html

     
                  

11-17-2010, 00:53 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اقوال اللواء عمر محمد الطيب (Re: بكرى ابوبكر)

    موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

    بقلم عزت اندراوس


    ترحيل يهود الفلاشا من أثيوبيا لإسرائيل عن طريق السودان الجزء الرابع 





    إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف


    أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm


    لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل









    Hit Counter



     


    ايام الفساد في السودان« المصري اليوم» تحصل على مستندات خطيرة عن تهجير «الفلاشا» ودفن النفايات وبيع الثروة.. فى عهد «نميرى»: الحلقة الرابعة
    المصرى اليوم كتب عبدالناصر الزهيرى
    حصلت «المصرى اليوم» على وثائق ومستندات سرية وخطيرة، تكشف العديد من الأسرار حول فساد نظام الرئيس السودانى الراحل جعفر نميرى ورجاله ودورهم فى عمليات تهجير يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل فى ثمانينيات القرن الماضى، وهى العمليات التى بسببها واجه الرئيس نميرى تهمة الخيانة، إلى جانب دفن النفايات الذرية فى الأراضى السودانية، وبيع ثروات السودان لرجل الأعمال عدنان خاشقوجى.. وغيرها من وقائع الفساد، التى شهدها البلد الشقيق خلال عهد الرئيس الراحل.
    وجاء الحصول على المستندات عن طريق مصدر مهم، قضى وقتاً من عمره فى السودان وتحديداً فى منطقة «القضارف» التى شهدت أهم مرحلة من مراحل ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل، استطاع أن يحتفظ بهذا الملف أكثر من ربع قرن، لكنه طلب عدم الإشارة إليه من قريب أو بعيد،
    واستحلفنا بشرف المهنة وأمانتها أن نحافظ على سريته طوال الحياة، وأن نلتزم بضمير وشرف المهنة فى نشر الوثائق، دون زيادة أو اختصار فى المعلومات وهو ما التزمنا به فلم نضف إلى محتوى الوثائق شيئاً وفضلنا الابتعاد عن التفسير أو التحليل، رغم ما يحتويه من أسرار خطيرة، تزيح الستار عن فترة حكم رئيس بلد عربى، أثار الكثير من الجدل حوله، فهو أول رئيس يطبق الشريعة الإسلامية، وهو الرئيس المتهم بالمشاركة فى توطين اليهود فى أرض فلسطين.
    وقد يسأل البعض: ولماذا فتح هذا الملف الآن؟.. أو قد يتطوع البعض الآخر بالتحليل والتفسير، كلٌ حسب أهوائه وأغراضه، وقد يتساءل آخرون: ولماذا السودان ونميرى؟ ولماذا لا يكون هذا أو ذاك؟
    ونرد بأن الحسابات السياسية والنظرة التآمرية لا مجال لها عند البحث فى مهنة الصحافة، والهدف وحده هو تقديم معلومات موثقة بمستندات رسمية عن فترة مهمة من تاريخ السودان، أثّرت بشكل مباشر فى مسيرة الأمة العربية والإسلامية كلها، لأنها تتعلق بالصراع العربى - الإسرائيلى، خاصة أن هذه المستندات هى نفسها التى استند إليها السودان عندما طلب من مصر تسليم الرئيس نميرى، لكن مصر رفضت.
    رشاوى النظام السودانى فى صفقة «يهود الفلاشا» بـ«ملايين الدولارات»
    استمرت المواجهات التى أجرتها لجنة التحقيق المشكلة بقرار من النائب العام السودانى، مع المتهمين فى تهجير يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل، وهى المواجهات التى كشفت عن وجود تلاعب فى عمليات النقل، التى استخدمت فيها ملايين الدولارات، والطائرات الأمريكية، وتم الاتفاق على الخطة السرية فى فندق ووتر جيت أحد أهم الفنادق التى تفضلها المخابرات المركزية الأمريكية فى الاتفاق على صفقاتها مع الأنظمة الأخرى .
    وداخل غرف «ووتر جيت» نزل بعض رجال النظام السودانى وفى الصباح ذهبوا إلى مبنى الـ C I A للاتفاق على تفاصيل العملية.
    بعدها زار نائب الرئيس الأمريكى جوج بوش السودان وسلم رسالة من الرئيس رونالد ريجان إلى الرئيس السودانى جعفر نميرى ذكر فيها أنهم عايزين يستفيدوا من طائرات الإغاثة لنقل اليهود بالنهار، لكن نميرى طلب أن تتم ليلا وفى سرية، هذا ماأكدته المواجهات بين العقيد الفاتح عروة واللواء عمر محمد الطيب النائب الأول لرئيس الجمهورية المتهم الثانى فى القضية، كالتالى.
    - العقيد الفاتح: فى وقت لاحق، وبعد إيقاف العملية اتصل بى چيرى ويفر وقال لى: الدكتور بهاء الدين بيراوغ فينا كتير، وأضاف الفاتح: «هم كان عندهم رغبة يواصلوا العملية بطائرات أمريكية، وبهاء الدين وعدهم وقال: إنه هيعمل لهم ترتيب مع اللواء عمر، لكنهم شعروا بأن اللواء عمر ليس عنده اتجاه للقيام بالعملية أو حتى تتم فى هذا الوقت، وچيرى ويفر طلب منى أبلغه بهذا الكلام، وفعلاً كتبت مذكرة بخط اليد وأرسلتها للواء عمر، وأذكر أننى سلمتها لهاشم أبورنات ولم يأتنى الرد لأننى لم أكن أتوقع الرد، لكن أنا كتبتها للعلم.
    - اللواء عمر: العقيد الفاتح فعلاً أبلغنى بهذا، وقال لى: إن بهاء الدين بدأ يتلاعب فى المسائل دي، وأنا سألت بهاء الدين سؤالاً غير مباشر هل اتصل به «زول» من الإدارة الأمريكية فيما يختص بترحيل اللاجئين فقال: هذا لم يحدث، وإن شاء الله خير فى «شنو»، وأنا أظهرت له أننى بسأل من باب العلم، وابتديت اتحرى عن الموضوع ده، ولم أخبر الرئيس لأننى لا أملك بيانات ضد بهاء الدين، وبالنسبة لموافقتى على تعيين العقيد الفاتح عروة بعد طلب السفير الأمريكى ترحيل اللاجئين الفلاشا، أنا فعلاً وافقت على الطلب، على أساس أنهم لاجئون وليسوا يهود الفلاشا، وكل الخطة وضعت بواسطة الأمريكان.
    - العقيد الفاتح: بعد حفل الشاى الذى أقيم فى منزل الرئيس نميرى أثناء زيارة بوش، كنت أنا ضمن التيم المفروض يؤمن الزيارة، لكننى لم أحضر الحفل، قال لى چيرى ويفر: كل الترتيبات مشيت زى ما وضع لها، ووافق الرئيس على العملية، وذكر لى أنه علشان نسهل الأمور أوفينا بالتزامنا، وذكر أنه أجرى الترتيبات مع چنيف لتحويل مبلغ ٢ مليون دولار اللى سبق ووعدوا بيها اللواء عمر من أجل دعم مبنى جهاز أمن الدولة لحسابه فى لندن يقصد «حساب نائب نميرى اللواء عمر محمد الطيب»، وأنا سألت چيرى ويفر: لماذا تحول أمريكا «قروشها» من چنيف بالذات يعنى معناها هل رئاستكم فى چنيف، وهو قال لى: هذه القروش مش مدفوعة من الحكومة الأمريكية، وإنما مدفوعة من المنظمات اليهودية التى تعمل فى إعادة الفلاشا وذكر لى بالحرف الواحد:
    يعنى لماذا يجب أن ندفع لهم واضح جدا بما فيه الكفاية أنهم يستغلوننا هناك «يمتصون دمنا» « هذه العبارة ذكرت بالانجليزية».
    - اللواء عمر: أنا كنت فى حفل الشاى الذى أقامه الرئيس لنائب الرئيس الأمريكى، وبعد انتهاء الحفل خرجنا، وكضيف أخذت بوش إلى خارج الدار وودعته هو وقرينته والضيوف الذين معه، ولا أدرى شيئاً عن الاتفاق الذى تم بينه وبين الرئيس، ولم يخطرنى الرئيس بذلك، وأنفى جملة وتفصيلاً ما قاله چيرى ويفر بأن هناك مبلغ ٢ مليون دولار سددت لحسابى فى لندن، لأننى لاأمتلك حساباً فى لندن، ولا الجهاز له حساب فى لندن، ومشروع تشييد مبنى الجهاز الجديد لا يحتاج إعانة من أمريكا أو من اليهود لأنه مخطط له منذ خمس سنوات، وهناك حساب البطاقة الشخصية وكان يديره فرع من الجهاز لهذا الغرض وله حساب منفصل بلغ حوالى «٦ ملايين» جنيه سلم للجنة الحصر بالجهاز مع ما وعدت به السعودية وجهاز أبوظبى إذا احتجنا لأى شىء من الخارج.
    - العقيد الفاتح: چيرى ويفر أخطرنى فى نوفمبر ١٩٨٤ ومع أول بداية عملية ترحيل الفلاشا، بأن اللواء عمر محمد الطيب طلب منهم يساعدوه مادياً فى بناء الجهاز الجديد وقال بالضبط: «اللواء عمر طلب أتعابه فى العملية» وهذه العبارة ذكرت بالإنجليزية، وهو هنا يقصد عملية ترحيل يهود الفلاشا، وأضاف جيرى: قلنا له- يقصد اللواء الطيب- سنعمل كل ما فى جهدنا لنلبى الطلب، ونحصل على مبلغ ال٢ مليون دولار، وهذا الكلام عندما قيل لي، أنا كنت مع اللواء عمر، وقلت له: أنا عرفت من الأمريكان أنهم هيساعدوا فى بناء الجهاز الجديد واللواء عمر رد بسرعة قبل ما أكمل كلامي، قائلاً: أنا فى الحقيقة طلبت منهم يساعدونا فى بناء الجهاز الجديد لأن همى
    وقبل ما أمشى من الجهاز عاوز المبنى يقوم على رجليه وهم وعدونا بـ ٢ مليون دولار، ونفس الكلام ده ذكره موسى وكرره لي، وفى وقت لاحق جانى چيرى ويفر وقاللى خلاص مبلغ الـ ٢ مليون دولار «aprroved»، وعاوزينك تجيب لنا نمرة حساب الجهاز، اللى عاوزين يضعوا فيه القروش، وأنا قلت له: يستحسن تقابل اللواء عمر بنفسك و«تشليها منه براك»، وفى وقت لاحق قابلنى چيرى ويفر وقال لى: قابلنا اللواء عمر، وطلبنا منه نمرة الحساب، فقال: الحساب ليس باسم الجهاز، وفتح الـBrifecase بتاعته، وطلع نمرة الحساب منها.
    وأضاف الفاتح: بعد ذلك أخطرت اللواء عثمان السيد مدير جهاز الأمن الخارجى «الأمن القومى» بما دار وذكر لى اللواء عثمان، أنه عارف لأن موسى كلمه والخواجات كلموه.
    - اللواء عمر: أولاً أحب أن أنفى هذا الكلام جملة وتفصيلاً، وإذا كنت أطلب عوناً لتشييد الجهاز كان، وبكل سهولة أطلبه من الحكومة الأمريكية «أو رئيس الجهاز»، كما أننى أنفى مقابلتى لچيرى ويفر لأننى شخصاً لا أتعامل معه، وتعاملى مع السفير ومع مندوب المخابرات وأنا أتساءل: صلتى بالعقيد الفاتح صلة القائد بضابطه أو صلة الأب بابنه، وأنا صديق لوالده وأسرته، ووالده كان قائدى عندما سمع مثل هذا الكلام الجارح والماس بسمعتى وسمعة الجهاز لماذا لم يحضر ويبلغنى به؟
    فهذا واجب من واجباته وليس كل ما يقال يؤخذ على أنه حقيقة. وأحب أسأل العقيد الفاتح، ما هى الخصوصية التى ربطته بچيرى ويفر حتى يخبره بمثل هذه الأشياء، وهناك شائعة فى البلد بأن العقيد الفاتح عروة قُرر له شيك بـ٢٨ مليوناً وذهب لصرفها ولما أوقف الشيك رجع إلى البلاد هل هذا صحيح؟ فلماذا يصدق العقيد الفاتح مثل هذا الحديث ويدلى به فى لجنة التحقيق.
    - العقيد الفاتح: أنا حتى هذه اللحظة أعتبر طلب ٢ مليون دولار لبناء الجهاز و الكلام ده قاله عمر، وچيرى ويفر، لما جاء يسألنى، سألنى على أساس أن العملية طلبها عمر «Official»، والأمريكان قالوا الكلام ده لموسى ولعثمان السيد، وأنا أستغرب كيف ينفى اللواء عمر كلاماً دار بينى وبينه.
    وچيرى ويفر كان قد أخطرنى بأن هناك ترتيباً لترحيل بقية الفلاشا الموجودين فى المعسكرات، والعملية ستتم بطائرات حربية أمريكية بعدد يتراوح ما بين «٨» إلى «١٠» طائرات تحت ستار إحضار مواد إغاثة وكل الترتيبات تم الاتفاق عليها مع اللواء عمر، واللواء عمر قال لهم أن يأخذوا الضوء الأخضر من الرئيس، وچورج بوش هيطلب المسألة دى من نميرى فى حفل الشاى،
    وفى هذا الوقت ذكر لى ويفر أنهم أجروا الترتيبات اللازمة مع چنيف علشان يحولوا مبلغ الـ٢ مليون دولار، وفى اليوم الثانى أخطرنى ويفر بأن الرئيس وافق على العملية، واتفقوا على أن يسافر اللواء عمر إلى أمريكا لكى يقابل «كاس» للاتفاق على الترتيبات النهائية والخطة التفصيلية، وذكر لى أن كل شىء مُعد وجاهز والعملية ستتم نهاية الأسبوع الخميس أو الجمعة، افتكر كان موافق ٢٢ مارس وقال لى: مسألة المشى لأمريكا حاجة سيكرت، علشان خاطرى.
    وفيه نقطة نسيتها، وهى أنه أثناء ماكلمنى چيرى ويفر عن الخطة قال لى: إنه غالباً ما يتم تنسيق مع القوات المسلحة لأن عملية تزويد الطائرات بالوقود ستتم فى الخرطوم أو مطار وادى سيدنا، وبعد الحكاية دى بيوم أو يومين، اتصل بى چيرى ويفر وقال لى: Dome A Fafour يعنى «قدم لى معروفا»، اعتبر الكلام الذى قلته لك عن العملية الثانية، كأنك ما سمعته وقال: «For my oun Sike»، لأننى عندما أخطرتك كان باعتبار أنك عارف اللى حاصل من زمان، لكن دلوقتى اللواء عمر طلب عدم إخطارك بالعملية دى، وذكر لى أنه قال إن لى دوراً فى تسريب معلومات عن العملية السابقة، وبالذات للإخوان المسلمين لإنه لهم معى «Commections»» أى اتصالات،
    عن طريق أبناء عمى، وأنا قلت له خلاص اعتبرنى ما سمعت وبعدها أبلغت اللواء عثمان السيد وأخطرته بما دار، فقلت له: والله لو ذاته قال لى: تعالى اشتغل فى العملية دى، مابشتغل فيها لأنه كفاية المقلب اللى شربناه المرة اللى فاتت، وطلبت منه وقلت له اعمل فينا معروف أنا عاوز إجازة، وفعلاً ده تم.
    وتابع الفاتح: اللواء عمر استدعانى فيما بعد فى بيته قبل ما أمشى على الإجازة، وذكر لى أن الإخوان المسلمين استغلوا المعلومات اللى أنا طلعتها عن الفلاشا، وأن عنده مصادر وسطهم رصدوا اجتماعاً فى الصافية ناقشوا فيه موضوع الفلاشا، وأشاروا لى كمصدر وقال لى «Cutting you».
    - اللواء عمر: لم يتصل بى أى أمريكى من المسؤولين فى «القضارف» أثناء وجود چورج بوش عدا الحديث الذى أخبرنى به الرئيس فى أول يوم جاء فيه بوش حاملاً رسالة من ريجان، ثانياً: سفرى لأمريكا حدد مع جورج بوش خلال زيارتنا لكسلا حيث معسكر اللاجئين، وأوضحت الأهداف من تلك الزيارة،
    ثالثاً: لم أقابل مستر كاس مدير الوكالة إلا فى مأدبة الفطور التى أقامها لى جورج بوش فى منزله وكان ذلك يوم السبت وإنما اجتماعى كان مع ممثل الخارجية والخزانة ومكتب نائب الرئيس الأمريكى ومكتب المعونة حسب أغراض الزيارة،
    ورابعاً: يؤسفنى للمرة الثانية: يبدو أنه حصل اختراق للجهاز بواسطة الأمريكان وأنا لا أدرى، لأننى لا أفهم حسب العلاقة التى بينى وبين العقيد الفاتح أن يقول له چيرى ويفر مثل هذا الكلام، ويطلب منه أن ينسى هذا الكلام، وأنا قائد للفاتح، وليس بينى وبينه سر، وكان ينبغى على الفاتح أن يبلغنى فوراً بهذا الحديث إما لتأكيده، أو لنفيه واتخاذ الإجراءات اللازمة بصدده وفيما يختص بزيارة العقيد الفاتح لى بالمنزل، فقد جاء ليودعنى لأننى صدقت له على الإجازة،
    وكانت أسبابه أنه نفسياً غير مرتاح بعد الاعتقالات التى حدثت لأبناء عمومته بواسطة الجهاز، وفيما يختص باجتماع الصافية وما قلته له من حديث هذا يرجع أصلاً إلى حديث قاله له الفاتح بالمكتب إن هناك إخواناً فى منزله يتحدثون فى موضوع ترحيل اللاجئين، وما قالته الإذاعات عن الفلاشا وهل تم بعلم الرئيس أم لا.
    فأجابهم العقيد الفاتح بأنها تعليمات الرئيس، وهو على علم بكل كبيرة وصغيرة، وعندما حضر لى ذكَّرته بهذا الحديث، والذى استُغل كما ذكر فى اجتماع فى الصافية، وأيضاً يؤسفنى أن چيرى ويفر لسبب لا أعلمه استطاع أن ينقل حديث الفاتح لرئيس الجهاز حتى يخلق غلاً فى صدر الفاتح، فيجعله فى حالة ضيق، ويطلب بعدها إجازته السنوية، وأنا كنت أعتقد أن طلب الإجازة كان لأسباب أسرية.
    وفى اليوم التالى مباشرة كانت هناك مواجهة أخرى بين العقيد موسى إسماعيل واللواء عمر محمد الطيب.
    - العقيد موسى: اللواء عمر عند زيارتنا لأمريكا اجتمع لمدة نصف ساعة مع مستر كاس مدير المخابرات المركزية فى مكتبه.
    - اللواء عمر: لم يحدث هذا.
    - العقيد موسى: بعد خروج اللواء عمر من اجتماعه مع مستر كاس كان فى اجتماع آخر بمبنى ال C.I.A، وكان هناك عدد من ضباط سلاح الطيران الأمريكى وواحد من ال C.I.A كان قابلنا فى المطار واللواء عمر طلع ورق مكتوب باللغة الإنجليزية من جيب البدلة وكان عبارة عن خطة لاحتمالات نقل الفلاشا، واللواء عمر سرد الاحتمالات دى على المجتمعين وكانت احتمالات النقل من مطار بورسودان ومطار الخرطوم، وفضل النقل من مطار القضارف وتم تحديد توقيتات النقل بتاعة الطائرات وهى طائرات حربية أمريكية تنطلق من القاعدة الحربية فى قبرص لتنقل الفلاشا من القضارف والعودة بهم مرة أخرى للقاعدة الأمريكية فى قبرص.
    - اللواء عمر: هذا الاجتماع لم يتم والخطة أعطيت لنا من السفارة الأمريكية بعد رجوعى، وأقصد بالخطة التوقيت وأعطى لنا يوم الأربعاء.
    - العقيد موسى: أثناء العملية الأولى الفاتح عروة ذكر لى أن اللواء عمر طلب باقى المبلغ بتاع أجهزة الاتصال التى تم الاتفاق عليها لتيسير العملية على أن يُحضر الباقى نقداً، وأن الفاتح أخطر چيرى ويفر بذلك وبعد توقف العملية اتصل بى چيرى ويفر وذكر لى أن هناك مبلغ ١٥٠ ألف دولار عبارة عن قيمة باقى الأجهزة جاهزا، واتصلت باللواء عثمان السيد لأخذ التوجيهات بخصوصه، وذكر لى أنه سيتصل باللواء عمر وسيبلغني، وبالفعل اتصل بى اللواء عثمان وذكر لى أن اللواء عمر أمر باستلام المبلغ وتسليمه لمدير مكتبه العقيد هاشم أبورنات، وأخطرت چيرى ويفر لإحضار المبلغ، وقمت باستلامه وتسليمه للعقيد هاشم أبورنات وذكر العقيد هاشم لى أن اللواء عمر كلمه على مبلغ الـ١٥٠ ألف دولار ليقوم باستلامه وحفظه.
    - اللواء عمر: أنا لم يكن لى أى علم بأن هناك أجهزة اتصال يتم شراؤها لتستعمل فى العملية الأولى، وعلشان كده لم يحدث أن قلت سيبوا باقى الأجهزة وجيبولى القروش، وثانياً أنا طلبت من ميلتون إمدادنا ببعض العربات التى تستعمل فى الأقاليم قيمتها من ١٥٠ إلى ٢٠٠ ألف دولار، وذكر أنه سيتحصل على التصديق من رئاسته، وبعد ذلك أخطرنى اللواء عثمان بأن المبلغ الذى طلب جاهز، وأنا عادة لا أستلم أى مبلغ فى يدى ووجهت اللواء عثمان لإعطاء المبلغ لمدير المكتب حتى نستطيع تحويله للسعودية لشراء عربات، والمبلغ استلمه العقيد هاشم أبورنات ومازال موجوداً، وطلبى لميلتون كان فى يناير ١٩٨٥.
    - العقيد موسى: موضوع الأجهزة كان ضمن الخطة التى وضعها چيرى ويفر وتم تسليمها إلى اللواء عمر ووافق عليها.
    - اللواء عمر: هذه الأجهزة متوفرة عندنا فى الجهاز.
    - العقيد موسى: فى الخطة كان توفير هذه الأجهزة على الأمريكان، وبعد زيارة بوش ذكر لى چيرى ويفر أن موضوع ترحيل بقية الفلاشا تم حسمه فى لقاء بالرئيس نميرى وچورج بوش بحضور اللواء عمر ودكتور بهاء الدين والسفير الأمريكي، وقال لى إنه ذاهب إلى چنيف للحصول على ٢ مليون دولار مساعدة للجهاز طلبها اللواء عمر، وطلب من چيرى ويفر أن يودع هذا المبلغ فى حساب خاص به فى لندن.
    - اللواء عمر: لم يعقد الاجتماع بين الرئيس وچورج بوش فى وجودى مع د.بهاء الدين والسفير الأمريكي، وإنما حضرنا التصوير وخرجنا نحن الثلاثة وتركنا الرئيس نميرى فى اجتماع مغلق مع بوش ودخلنا الصالون. ثانياً: لم أطلب مساعدة للجهاز من چيرى ويفر، ولا من الأمريكيين لأن ما يمكننى من البدء فى تشييد الجهاز موجود وحتى إذا احتجت لمبالغ بعملة صعبة لحصلت عليها من جهات أخرى وليس من الأمريكيين.
    - العقيد موسى: أثناء سير العملية الأولى ذكر لى اللواء عمر أنه سيطلب من الأمريكان دفع تكلفة بناء الجهاز الجديد فى مقابل المساعدات التى قدمت لهم فى نقل الفلاشا.
    - اللواء عمر: لم يحدث ذلك وتكلفة الجهاز لم تتم حتى الآن، لأن الدراسات لم تكتمل بعد، ثم عقدت لجنة التحقيق مواجهة أخرى بين العقيد موسى إسماعيل المتهم فى القضية والشاهد محمد دفع الله

                  

11-17-2010, 01:13 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اقوال اللواء عمر محمد الطيب (Re: بكرى ابوبكر)

    من ملفات المخابرات السودانية :عملية نقل اليهود الفلاشا (الحلقة الأولى)

    المصدر :

    صحيفه السودانى
    العدد رقم: 654
    2007-09-11

    تحقيق:حنان بدوي


    أحد أغمض الملفات السرية للمخابرات السودانية.. في جنح الظلام كان بعض ضباط جهاز أمن الدولة يشرفون على أكبر عملية نقل لعدة آلاف من اليهود الفلاشا (الإثيوبيين).. من شرق السودان إلى الخرطوم، ثم بالطائرات الى وجهات مختلفة تنتهي كلها في إسرائيل.. أرض الميعاد التي يتنادى اليها كل يهود العالم.
    عملية ترحيل الفلاشا عبر مطار الخرطوم لم تكن هي المحاولة الأولى لنقل هذه المجموعة الإثيوبية ذات الجذور اليهودية. قبلها جرت عملية أخرى أشبه بالأسطورة.. على شواطيء البحر الأحمر في منقطة سياحية (قرية عروس) حطت الرحال مجموعة سياحية أجنبية.. بهرها الساحل الخلاب والرغبة في التمتع بسياحة (الغوص) التي تتناسب مع طبيعة سواحل البحر الاحمر في تلك المنطقة.
    ظلت هذه المجموعة السياحية تقيم فترة من الزمن دون أن يأبه لها أحد.. إلى أن فضحت الصدفة وحدها ما يجري خلف ستار السياحة. كانت المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، تحت ستار السياحة، تقوم بنقل اليهود الفلاشا من داخل السودان دون ان يشعر بهم أحد.. وفي لحظة واحدة قرر الأجانب الرحيل من المعسكر السياحي، فهربوا منه ليلا، وتركوا المكان خاليا.. لم تجد فيه المخابرات السودانية أحدا بعد رحيلهم..
    لكن خلف الكواليس جرت مفاوضات أخرى لإكمال العملية.. لكن هذه المرة عبر مطار الخرطوم نفسه.. كانت السفارة الأمريكية في الخرطوم هي رأس الرمح الذي اخترق جهاز امن الدولة ليدير العملية كلها من داخل الجهاز نفسه.. وتحت الإشراف المباشر لكبار ضباطه.. وبالتحديد العقيد الفاتح عروة..
    بداية القصة..!!
    مستر (ملتون بيردن) هو كبير ضباط المخابرات الامريكية في الخرطوم.. في نهار أحد الأيام اتصل برئيس جهاز أمن الدولة والنائب الأول لرئيس الجمهورية آنذاك اللواء عمر محمد الطيب.. وقال له ان هناك يهودا فلاشا دخلوا من ضمن اللاجئين الاثيوبيين إلى السودان ويتراوح عددهم بين (7.500-8.000) شخص عن طريق الحدود واستقروا في منطقة القضارف وتحديداً بالقرب من معسكر الشوّك للاجئين، وإن الحكومة الأمريكية تريد ان يقبل السودان بترحيلهم.
    من هنا بدأت العملية السرية الغامضة. يقول اللواء عثمان السيد، الذي كان مدير للأمن الخارجي في جهاز امن الدولة: "حسب ما فهمت من مستر ملتون انه اجتمع بعد ذلك مع اللواء عمر أكثر من مرة وتمت موافقة اللواء عمر على ترحيل اليهود الفلاشا ولكن ان يتم ذلك بمقابل..".
    الصفقة..!!
    صفقة أن يتولى جهاز الأمن الإشراف على عملية النقل في مقابل متفق عليه.. الصفقة تمت مباشرة بين ضابط المخابرات الأمريكية في السفارة بالخرطوم مع رئيس جهاز امن الدولة اللواء عمر محمد الطيب. ومن البداية كان واضحا أن كل شروط النجاح باتت متوفرة ومنذ اللحظة الأولى.. ماهو المقابل؟ كل شيء آت في ثنايا حلقات هذا التحقيق الصحفي.
    العقيد الفاتح عروة..!!
    اللواء عثمان السيد يحكي ما حدث بعد ذلك:
    وعلى إثر ذلك ودون الرجوع إلى شخصي كوزير للدولة ومدير للأمن الخارجي اختار اللواء عمر اثنين من إدارة الأمن الخارجي وهما بالتحديد وحسب الأقدمية العقيد موسى اسماعيل سعيد، مدير فرع حركات التحرر واللاجئين، والعقيد الفاتح عروة، مدير فرع التنفيذ والمتابعة بإدارة الأمن الخارجي، ويقع مكتب الفاتح عروة بجوار مكتبي وكانت جميع المكاتبات الواردة إليّ كمدير للأمن الخارجي تمر عبر العقيد الفاتح عروة، كما اختار الفاتح عروة وموسى اسماعيل اثنين من ضباط الأمن الخارجي هما المقدم دانيال، وكان يعمل في القضارف تابعاً لإدارة الأمن الخارجي، والرائد فؤاد بندر، من فرع اللاجئين.. وكانت تعليمات اللواء عمر للفاتح عروة وموسى اسماعيل ان تتم هذه العملية مباشرة بينه وبينهم...

    من وراء ظهر مدير الأمن الخارجي!!
    وهنا يطفر سؤال لماذا: لمَ لم تتم استشارة مدير الأمن الخارجي؟ أو إدخاله في الصورة على الأقل؟؟ هل لذلك علاقة بمبدأ قبول الصفقة؟.. أم في الجزء المكمل لها.. المقابل؟!!. لكن قبل هذا كله: هل يسمح القانون لرئيس جهاز الأمن بتكليف ضابط في الجهاز بمهمة معينة دون علم رئيسه المباشر؟
    الإجابة حصلنا عليها من اللواء عثمان السيد: "قانون جهاز أمن الدولة كان يعطي رئيس الجهاز حق أن يطلب أو يكلف أي ضابط من الجهاز بالقيام بأي مهمة دون الرجوع لرئيسه المباشر والعكس بالنسبة لضباط الجهاز، اذ لا يمكن لأي ضابط أو ضابط صف ان يتصل برئيس الجهاز في مسألة رسمية الا عن طريق رئيسه المباشر أما رئيس الجهاز فيكلف من يشاء".
    تعليمات تنفيذ عملية نقل اليهود الفلاشا كانت صريحة وواضحة لكل من العقيد موسى اسماعيل والعقيد الفاتح عروة، وقد شهدا بذلك امام محكمة الفلاشا عام 1985م بعد نهاية عهد مايو. هل كان مدير الأمن الخارجي اذن خارج الصورة تماما ولم يعلم بعملية الفلاشا الا بعد انتهائها؟؟
    طرحت السؤال على اللواء عثمان السيد فأجاب:
    هناك مفارقة طريفة، وهي ان اللواء عمر كان لا يدري ان المعلومات كانت تصلني أولا بأول. أولاً: لصلتي الوثيقة بالعقيد الفاتح عروة والعقيد موسى اسماعيل، وهما من اميز ضباط الأمن الخارجي، وقد كانا يدليان اليّ بكل ما ذكره لهما اللواء عمر.
    وثانياً: بصفتي مديراً للأمن الخارجي وكنت مسؤولاً عن الاتصال الخارجي والعلاقات مع اجهزة المخابرات الأجنبية المعتمدة في السودان، ومنها بالطبع المخابرات الأمريكية.. فقد كان المستر ملتون يحضر إليّ في مكتبي كثيراً ويحدثني بما دار بينه واللواء عمر في موضوع الفلاشا.
    نميري.. آخر من يعلم!؟
    حسنا، مدير الأمن الخارجي كان على علم بكل شيء ومن اللحظة الأولى.. فأين الرئيس جعفر محمد نميري؟؟ هل كان أيضا على علم بالعملية ؟
    يقول اللواء عثمان السيد: أجزم بأن الرئيس جعفر نميري لم يكن على علم بهدف هذه العملية، ولم يكن يعلم ان الذين تم ترحيلهم هم يهود فلاشا.. وكل ما ذكره اللواء عمر للرئيس نميري حول هذه المسألة، ان الأمريكان طلبوا ترحيل لاجئين اثيوبيين من السودان في اطار برنامج التوطين، ووافق نميري على هذا الأساس، وقد ذكرت كل ذلك وأنا على اليمين امام محكمة الفلاشا 1985م..
    هؤلاء اليهود (الفلاشا) دخلوا للسودان عبر الحدود.. وهم يتمتعون بصفة (لاجيء) حسب الاتفاقيات الدولية.. لكن الأطراف المعنية بالأمر هنا ليست هي الأطراف الدولية المعنية بقضايا اللاجئين. فالقضية ذات شق سري واستخباري خطير.. ووصولهم عبر الحدود الى السودان لم يكن أصلا مجرد (لجوء) بالمعني التقليدي.. كانت عملية مخططة من البداية انتقالهم عبر الحدود الى السودان في انتظار الخطوة التالية.. فكل الدلائل كانت تشير الى أن هناك تنسيقاً واتفاقاً بين المخابرات الأمريكية C I A والمخابرات الإسرائيلية الموساد على ان يدخل هؤلاء اليهود الفلاشا عبر الحدود ضمن اللاجئين الإثيوبيين الذين دخلوا السودان عام 1983م و1984م.
    الموساد في الخرطوم..!!
    ويؤكد اللواء عثمان السيد المعلومات بوجود تنسيق بين المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، وأن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية طلبت من هذه المجموعة من الفلاشا ان تدخل السودان ضمن اللاجئين الآخرين. ويؤكد أيضا المعلومات التي ذكرت ان بعض ضباط الاستخبارات الإسرائيليين (الموساد) كانو موجودون في السودان ضمن طاقم السفارة الأمريكية ويعملون من داخل السفارة الأمريكية في الخرطوم.
    يقول عثمان السيد: هناك ملحق دبلوماسي كان مسؤولاً عن اللاجئين في السفارة الأمريكية اسمه جيري ويفر، وقد جرى الحديث عنه كثيراً في محكمة الفلاشا، وتحدث العقيد موسى اسماعيل والعقيد الفاتح عروة عنه كثيراً امام محكمة الفلاشا وأذكر ايضاً انه زارني في مكتبي...
    أسباب إخفاء عملية الفلاشا
    ليس غريباً ان يدخل يهود فلاشا السودان ضمن اللاجئين الذين دخلوا، اذ ان القوانين الدولية لا تسمح للسودان برفض دخول اللاجئين سواء كانوا من الفلاشا أو غيرهم من اللاجئين إلى اراضيه، ومسموح لهم ان يغادروا البلاد إلى اي منطقة تقبل ان تأويهم، شريطة ان تكون لها علاقات دبلوماسية مع السودان، لأن السودان لا يمنع سفر اللاجئين الفلاشا الذين دخلوا إلى اراضيه، ولكن الغريب في الأمر الطريقة التي تمت بها المعالجة وإخفاء المعلومات عمداً حتى عن رئيس الجمهورية حسب رواية اللواء عثمان السيد، بل وتضليله.
    ويرى اللواء عثمان السيد انه لو كانت الأمور تسير في اتجاهها الطبيعي "لتمت استشارتي أنا شخصياً كوزير للدولة للأمن الخارجي ومديراً له، كنت سأقترح على رئيس الجهاز ان يخطر رئيس الجمهورية بحقيقة الأمر، وأن يتم اجتماع لمجلس الأمن القومي، ونذكر لهم ان هناك مجموعة عددها كذا وكذا دخلوا السودان، وطلب منا الأمريكان ترحيلهم.. كما كان بالإمكان ان يطلب من الرئيس عقد اجتماع لتنوير مجلس الوزراء بالأمر، ولكن للأسف ولأسباب مؤلمة ومؤسفة ثم اخفاء الأمر عني وعن قيادة بأكملها، وعلى رأسها اللواء كمال حسن أحمد، نائب رئيس الجهاز، واللواء وقتها الفاتح الجيلي وهو وزير دولة ومدير للأمن الداخلي، كما تم اخفاء الأمر عن مجلس الوزراء بأكمله للحد الذي وقف فيه ثلاثة من اميز الوزراء في البلاد، وهم المرحوم هاشم عثمان وزير الخارجية آنذاك، والمرحوم الفريق على يس وكان وزيراً للداخلية ومسؤولاً عن اللاجئين، والبروفيسور علي شمو وزير الإعلام، ثلاثتهم وقفوا في محكمة الفلاشا لكي يشهدوا ان اللواء عمر لم يخطرهم على الإطلاق بهذه المسألة، فضلاً عن ان المشير سوار الذهب وقف بنفسه امام المحكمة ليشهد ضد رئيس الجهاز، باعتباره وزيراً للدفاع وأنه يجهل امر ترحيل يهود الفلاشا.

    من هم الفلاشا؟؟
    يهود الفلاشا أو بيتا إسرائيل (بالعبرية: ???? ?????، "بيت إسرائيل") هو اسم يطلق على اليهود من أصل إثيوبي.
    اسم الفلاشا أو الفالاشا يعني باللغة الأمهرية "المنفيون" أو "الغرباء"، ويستخدمه الإثيوبيون من غير اليهود و تعتبر الكلمة نوعا من الاحتقار.
    بموجب ما تسميه إسرائيل بقانون العودة (1950)، أكثر من 90000 (أي ما يقارب 85 % من يهود الفلاشا) هاجروا إلى إسرائيل، وبشكل ملحوظ في عمليتي موسى (1984) التي يسرد هذا التحقيق وقائعها.. ثم عملية سليمان (1991). والهجرات لا تزال متواصلة حتى الوقت الراهن.
    يدعي يهود الفلاشا انحدار نسبهم إلى الملكة بلقيس. الفلاشا لا ينتمون إلى أي من الكتل اليهودية الرئيسية وهي الأشكناز والسفارديم. يعيشون في مناطق معينة بالقرب من بحيرة تانا شمال غرب إثيوبيا، في قرى فقيرة، ويعمل رجالهم في مجال الزراعة ورعي الأغنام.

    ------
    لقد تمت عملية اليهود الفلاشا في عهد الرئيس السوداني الأسبق / جعفر محمد النميري
    والتى كانت تربطه علاقة وطيدة ببوش الأب عندما كان نائب الرئيس الأمريكي
    ولقد زار بوش الأب السودان مرتين لأكمال ترحيل اليهود الفلاشا عبر السودان.

     

     

    عملية الفلاشا(الحلقة الثانية)


    تحقيق :حنان بدوي:

    الحدود الشرقية بين السودان و إثيوبيا واسعة شاسعة.. تفتح الباب على مصراعيه للهاربين من إثيوبيا خلال فترة الرئيس السابق منقستو، وخلال سنوات كانت معسكرات اللاجئين في شرق السودان فاضت حتى غمرت العاصمة نفسها وبعض المدن الكبرى.. من بين هؤلاء اللاجئين تسلل اليهود الفلاشا من إثيوبيا.. كانت المخبرات الإسرائيلية الموساد تتولى إدارة عمليات تهريبهم عبر الحدود إلى داخل السودان ليحوزوا على صفة (لاجيء) التي تحميها القوانين الدولية.. وأصبحت تخوم مدينة القضارف أكبر معسكر لإيواء هؤلاء اللاجئين.. وهنا بالتحديد دارت عمليات الاستخبارات المحلية والدولية لنقل الفلاشا خارج السودان.. إلى إسرائيل..
    خلال فترة الحكومة الانتقالية في السودان، التي أعقبت سقوط نظام الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري.. جرت محاكمة مفتوحة لنائب الرئيس اللواء عمر محمد الطيب الذي كان مديراً لجهاز امن الدولة عندما جرت عملية نقل الفلاشا..
    المحكمة والتي كان التلفزيون الرسمي ينقل جلساتها للمشاهدين وثقت لتفاصيل العملية عن طريق الشهود الذين قدمهم الاتهام.. من الضباط الذين ارتبطت أسماؤهم بالعملية..وقدموا شرحاً دقيقاً لمسار العملية من البداية حتى النهاية..
    تهريب الفلاشا إلى داخل السودان ..!!
    بدأت الإرهاصات من العام 1979. عندما كتب ضابط في وحدة امن القضارف تقريرا إلى رئاسة الأمن في الخرطوم أوضح فيه أن هناك محاولات لاستدراج اليهود الفلاشا إلى السودان عبر الحدود مع إثيوبيا.. وأشار التقرير إلى احتمال أن يكون بقاؤهم في السودان مؤقتا لحين ترحيلهم إلى إسرائيل.. ارض الميعاد..
    مساعد معتمد اللاجئين في ذلك الوقت أشار أمام (محكمة الفلاشا) أن المنظمات الطوعية كانت ضالعة في المخطط، بل ربما كانت من الأصل مجرد غطاء للعمل الاستخباري الكبير الذي كان يجري على قدم وساق في تلك المنطقة..
    أول رصد امني للتهريب ..!!
    العقيد شرطة أمين عباس قدم أمام المحكمة تفصيلاً أوفر لدور المنظمات الطوعية في العملية .. فأوضح أن بعض المنظمات الطوعية الأمريكية كانت تقوم بتجهيز وترحيل الفلاشا بالتنسيق مع السفارة الأمريكية في الخرطوم.. وحدد منها منظمتي (أى أم سي) الكندية و (أى سي أم) الأمريكية.
    وذكر أن المسئولين الأمريكيين كانوا يتنقلون بين معسكرات اللاجئين والخرطوم دون أدنى مراعاة للأصول أو الأعراف الدبلوماسية.. وأشار بالتحديد الى المستر جيري ويفر مسئول اللاجئين في السفارة الأمريكية و ضابط المخابرات في السفارة ..
    رصدت وحدة أمن القضارف في العام 1980 نشاطاً مريباً في المنطقة.. النشاط تقوم به منظمتان يهوديتان مقرهما في الولايات المتحدة الأمريكية..
    وحدة امن القضارف أرسلت برقية بتاريخ 22 مارس 1982 أشارت فيها إلى توافر معلومات عن قيام موظف بريطاني بنشاط مريب في المنطقة .
    ضباط الأمن يعترضون على تدخل السفارة الأمريكية

    العقيد امن موسى إسماعيل سعيد.. ذكر في أقواله للمتحري والتي تليت في المحكمة..أنه اعترض على تدخل الأمريكان في العملية.. فزجره اللواء عمر محمد الطيب قائلاً (أمشوا البيقولو ليكم الناس ديل أعملوه ليهم ..) ويقصد رجال المخابرات الأمريكية في الخرطوم.
    وحسب أقوال العقيد موسى قامت السفارة الأمريكية بدفع الإيجارات ووقود السيارات التي نقلت اليهود الفلاشا من المعسكرات جوار القضارف إلى مطار الخرطوم.
    قامت السفارة الأمريكية بتمويل شراء أربعة لواري من مدينة جدة لتقوم بمهام النقل.
    العملية تقضي بنقل يهود فلاشا من القضارف إلى الخرطوم وفي معسكرات اللاجئين في الشوك بولاية القضارف كان يتم فرز اليهود الفلاشا عن بقية اللاجئين الإثيوبيين ثم يتم ترحيل الفلاشا إلى الخرطوم.
    وخلافا للإفادة التي ذكرها ضابط أمن سابق في برنامج بقناة الجزيرة الفضائية فإن السيارات التي استخدمت في نقل الفلاشا ( الحافلات) لم يتم استئجارها من السوق كما ذكر ضابط الأمن السابق .. بل سافر ضابط من جهاز أمن الدولة بنفسه لشرائها من السعودية وتمت العملية بتمويل أمريكي وربما كان هناك تمويل من اللوبي اليهودي في أمريكا ومن ثم تم اختيار السائقين بعناية فائقة حتى يحافظوا على سرية العملية . وليس صحيحاً ما ذكره ضابط الأمن في إفادته لقناة الجزيرة انه تم اختيار سيارات وسائقي سيارات من السوق العربي.
    وكانت العملية تقتضي أن ينقل الفلاشا تحت حراسة الأمن من القضارف إلى معسكر بضاحية (سوبا) بالقرب من الخرطوم.. ثم الانتظار تحت الحراسة المشددة إلى أن يرخي الليل أستاره .. ويجري التأكد من وصول الطائرة إلى أرض المطار..فينقلون رأسا إلى داخل الطائرة في مطار الخرطوم دون المرور بأي إجراءات جوازات أو غيرها.
    وكانت منذ ان تتحرك الحافلات التي تنقلهم من القضارف تتوالى الاتصالات بعربات اخرى في الطريق إلى ان تصل لمطار الخرطوم.
    لضرورات السرية. العملية كانت تتم يوما بعد يوم .. تحت الإشراف المباشر لمسئولي السفارة الأمريكية بالخرطوم.
    لكن الأمريكان طلبوا تعجيل النقل.. ليتحول إلى عملية يومية إلى أن بلغ عدد الرحلات في يناير 1984 (28) رحلة.
    علاقة ضباط الجهاز بالعملية
    ويقول اللواء عثمان السيد ليس صحيحاً ما قاله أحد ضباط الأمن السابقين في مقابلته مع قناة الجزيرة الفضائية ان ضباط الجهاز كان لهم علم بعملية الفلاشا. يقول اللواء أمن عثمان السيد (هذا القول افتراء على التاريخ ومسألة لايمكن السكوت عليها باي حال من الاحوال). وللحقيقة والتاريخ ان ضباط الجهاز سوى الضباط الاربعة الذين نفذوا العملية لم يكن لديهم علم فقيادة الجهاز نفسها بما فيها نائب رئيس الجهاز اللواء كمال حسن أحمد ووزير الدولة ومدير الأمن الداخلي الفاتح الجيلي واللواء عثمان السيد وزير الدولة ومدير الامن الخارجي لم يكن لديهم علم اطلاقاً والدليل على ذلك ان اللواء عمر ذكر في المحكمة انه لم يخطر اللواء كمال حسن احمد نائب رئيس الجهاز ولم يخطر الفاتح الجيلي مدير الامن الداخلي ولكنه اخطر اللواء عثمان السيد - نكاية بي - حيث أنني وقفت شاهداً لمصلحة الضباط الاربعة الذين كانوا شهود ملك وهم الفاتح عروة وموسى اسماعيل وفؤاد بندر.)
    يقول اللواء عثمان السيد (وحقيقة الأمر فإن العملية من ناحية مهنية كانت على مهنية عالية جداً)..
    عملية موسى
    وروى لي اللواء عثمان السيد ان العملية كانت مقسومة إلى قسمين موسى وسبأ وذكر لي انه كان من المفترض ان تكون عملية واحدة وكان الهدف اصلاً أن يتم نقل جميع اليهود الفلاشا من القضارف للخرطوم عبر الحافلات التي خصصت لذلك ومن الخرطوم يتم ترحيلهم عبر شركة طيران عبر اوروبا وهي شركة بلجيكية وكانت الطائرات تأتي لمطار الخرطوم كل 48 ساعة والحافلات تنقل اليهود الفلاشا من الشوك للقضارف حيث كان يتم نقلهم بطائرات الشركة الأوروبية إلى أوروبا اما لروما أو بروكسل او إلى مطارات اخرى في اروبا وكانت هناك طائرات اسرائيلية تنقلهم من اوروبا لاسرائيل من العواصم الاوربية واستمرت هذه العملية لفترة تقدر بأكثر من ثلاثة اسابيع وظلت العملية مستمرة إلى ان تسربت معلومات إلى اجهزة الاعلام الغربية مفادها ان هناك يهود فلاشا يجري ترحيلهم إلى اسرائيل كما ان اسرائيل نفسها كانت تقيم الاحتفالات بعد وصولهم لمطار تل ابيب وقد عكست الاجهزة الاعلامية في اسرائيل هذه الاحتفالات..
    ويقول اللواء عثمان السيد (اذكر ان احد الصحفيين البريطانيين قام بالسفر إلى بروكسل في بلجيكا وقابل المسؤولين بالشركة سألهم من هذا الامر وذكروا له.. نعم نحن نقوم بترحيل يهود الفلاشا من السودان إلى اوروبا وسلموه ملف الترحيل واوضحوا له عدد الرحلات وعدد الذين تم نقلهم فقام بنقل ذلك لهيئة الاذاعة البريطانية والتي روجته في كل انحاء العالم للحد الذي ذكر لي احد السائقين انه كان يستمع للاذاعة البريطانية في الحافلة، وعلم وقتها ان هناك عمليات لترحيل الفلاشا والخ.. وتلك هي المرة الاولى التي يعلم فيها بأن مايقوم بنقله هم يهود فلاشا فهذا هو اكبر دليل بان العملية تمت بمهنية عالية وتمت بانجح الوسائل المتاحة فالضباط الذين قاموا بالعملية كانوا اذكى الضباط وامهرهم.)
    تذمر وسط ضباط الجهاز
    ويقول اللواء عثمان السيد بعد أن أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية خبر نقل يهود الفلاشا حدث هناك تذمر وسط ضباط الجهاز وكذا.. وذهبت للواء عمر وكانت تلك اول مرة اتحدث فيها مع اللواء عمر عن موضوع الفلاشا واذكر انني كنت قد ذكرت له ان المعالجلة لم تكن سليمة منذ البداية وكان يمكن ان تعالج هذه المسألة بصورة افضل وقال لي اللواء عمر كنت اعتقد ان هذه العملية سرية وان مثل هذه العمليات كنا نعالجها في القوات المسلحة بسرية تامة ونضعها في ملف وتضع عليه خط أحمر وتكتب عليه خزنة وتضعه في الخزنة واضاف اللواء عمر لم اكن اعلم ان مستر ملتون سيعالج هذه العملية بهذا الشكل وطلب اللواء عمر من مدير مكتبه آنذاك ان يستدعي المستر ملتون وقرر ايقاف العملية وذهب للرئيس نميري وذكر له انه لم يكن يعرف ان هؤلاء الذين يرحلوا هم يهود فلاشا وكانت هناك ضجة اعلامية وذكر لنميري انه سيوقف العملية.
    نواصل في الحلقة الثالثة ..

     

    عملية الفلاشا.. (الحلقة الثالثة)

    تحقيق: حنان بدوي

    عمليات نقل اليهود الفلاشا من اثويبا الى السودان.. ثم من السودان الى اسرائيل تمت في أكثر من مرحلة.. الأولى أُطلق عليها الاسم الكودي (عملية موسى).. وهي العملية التي نقلت اليهود الفلاشا عبر مطار الخرطوم من معسكرات اللاجئين المتاخمة لمدينة القضارف شرقي السودان. والثانية هي (عملية سبأ) الأكثر اثارة، لأنها نقلت اليهود الفلاشا مباشرة بالطائرات من مطار (العزازة).. وهو لا مطار ولا يحزنون مجرد موطيء قدم للطائرات الأمريكية التي هبطت فيه ثم نقلت اليهود الفلاشا الى أرض الميعاد، اسرائيل.

    عملية موسى
    في شهادته الصريحة للتاريخ قدم لي اللواء عثمان السيد وصفا واضحا لتفاصيل العمليتين، ويفترض هو أن تقسيم العملية الى عمليتين لم يكن مخططا له من البداية، لكنه نشأ لأسباب ترتبط بتطورات العملية الأولى (عملية موسى).. التي نقل بموجبها الفلاشا من معسكرات اللاجئين الى محطة تجميع في سوبا، ثم بعد أن يهبط الظلام تجرى العملية الأخيرة بنقلهم الى طائرات جاثمة في مطار الخرطوم.. يدخلون اليه من بوابة (القسم الخاص بالحج) حيث لا يراهم أحد.. وينقلون فورا الى الطائرات بلا إجراءات جوازات أو جمارك أو حتى الاطلاع على أي أوراق ثبوتية..
    يقول اللواء عثمان السيد مدير ادارة الأمن الخارجي في جهاز أمن الدولة: "العملية كانت مقسومة إلى قسمين (موسى) و(سبأ).. وكان من المفترض ان تكون عملية واحدة.. وكان الهدف اصلاً ان يتم نقل جميع اليهود الفلاشا من القضارف للخرطوم عبر الحافلات التي خصصت لذلك، ومن الخرطوم يتم ترحيلهم عبر شركة طيران عبر اوروبا وهي شركة بلجيكية.. وكانت الطائرات تأتي لمطار الخرطوم كل 48 ساعة والحافلات تنقل اليهود الفلاشا من الشوك للقضارف حيث كان يتم نقلهم بطائرات الشركة الاوروبية إلى اوروبا اما لروما أو بروكسل او إلى مطارات اخرى في اوروبا.. وكانت هناك طائرات اسرائيلية تنقلهم من اوروبا الى إسرائيل من العواصم الاوربية".
    كشف المستور
    لم يكن أحد من سكان مدينة الخرطوم يعرف أن عملية (موسى) تجري على بعد خطوات منهم.. بل لم يكن أحد في السودان والدول العربية والإسلامية يعرف بذلك..حتى أجهزة الاستخبارات العربية لم تنتبه لهذه العملية السرية.. لكن هل كانت فعلا العملية سرية؟؟ هنا تظهر المفارقة المثيرة.. والتي من فرط الدهشة فيها تبدو كأنها كوميديا عامرة بالهزل..
    فيما كانت عملية (موسى) تجري بين مدينة القضارف ومطار الخرطوم.. والجسر الجوي ينقل الفلاشا بسفريات متواصلة تحت اشراف جهاز أمن الدولة السوداني بكل سرية وتعتيم قيل أن رئيس الجمهورية جعفر محمد نميري لم ينج منه.. كانت اسرائيل تمارس مراسم الفرح العلني.. وتحتفل بكل طائرة من الفلاشا تصل الى مطار تل أبيب.. علنا وعلى رؤوس الأشهاد لفترة تقدر بأكثر من ثلاثة اسابيع ظلت عملية (موسى) مستمرة.. ولم تنتبه أجهزة الاستخبارات العربية أو الإعلام العربي.. لكن القصة تسربت إلى اجهزة الإعلام الغربية.
    يقول اللواء عثمان السيد: "وأذكر ان احد الصحفيين البريطانيين سافر إلى بروكسل وقابل المسؤولين بالشركة التي تمتلك الطائرات.. سألهم من هذا الأمر وذكروا له.. (نعم نحن نقوم بترحيل يهود الفلاشا من السودان إلى اوروبا)، وسلموه ملف الترحيل وأوضحوا له عدد الرحلات وعدد الذين تم نقلهم فقام بنقل ذلك لهيئة الإذاعة البريطانية التي روجته في كل انحاء العالم".
    عثمان السيد يروى قصة طريفة.. قال إن الأمر انكشف للحد الذي ذكر لي ان احد سائقي الحافلات التي كانت تنقل الفلاشا من القضارف الى الخرطوم، انه كان يستمع للإذاعة البريطانية في الحافلة، وعلم وقتها ان هناك عمليات لترحيل الفلاشا... اللواء عثمان السيد يعترف أن ذلك كان مفخرة لضباط الأمن الذين اشرفوا على العملية.. أن يكملوها بكل هذه المهنية والسرية.. للدرجة التي لا يعلم فيها حتى سائقي حافلات نقل الفلاشا طبيعة العمل الذي يقومون به.
    يقول عثمان السيد "وتلك هي المرة الأولى التي يعلم فيها بأن من يقوم بنقلهم هم يهود فلاشا فهذا هو اكبر دليل على ان العملية تمت بمهنية عالية وبأنجح الوسائل المتاحة فالضباط الذين قاموا بالعملية كانوا اذكى الضباط وأمهرهم".

    تذمر وسط ضباط الجهاز

    بعد ان اعلنت هيئة الإذاعة البريطانية خبر نقل يهود الفلاشا حدث تذمر وسط ضباط الجهاز.. يروي اللواء عثمان السيد "ذهبت الى اللواء عمر محمد الطيب، رئيس جهاز أمن الدولة، وكانت تلك اول مرة اتحدث فيها مع اللواء عمر عن موضوع الفلاشا". دار الحوار التالي بين اللواء عمر محمد الطيب واللواء عثمان السيد..
    عثمان السيد: سعادتك.. معالجة هذا الموضوع لم تكن سليمة منذ البداية.. وكان يمكن ان تعالج هذه المسألة بصورة افضل.
    اللواء عمر محمد الطيب: كنت اعتقد أن هذه العملية سرية.. فمثل هذه العمليات كنا نعالجها في القوات المسلحة بسرية تامة ونضعها في ملف ونضع عليه خطا أحمر وتكتب عليه خزنة وتضعه في الخز
    كان واضحا ان اللواء عمر محمد الطيب لم يضع في اعتباره مطلقا أي نسبة خطأ في الخطة.. ان تبدأ العملية سرية وتنتهي كذلك وأن يدفن السر مع الضباط الذين أشرفوا عليها..

    نواصل الحوار..
    اللواء عمر محمد الطيب: لم اكن اعلم ان مستر ملتون سيعالج هذه العملية بهذا الشكل.
    بدا وكأن اللواء عمر ينوى إلقاء اللوم كله على الطرف الأمريكي.. المستر ملتون المسؤول في المخابرات الأمريكية..
    في الحال اتصل اللواء عمر محمد الطيب عن طريق (الإنتركوم) الداخلي بمدير مكتبه وطلب منه أن يستدعي المستر ملتون

    كان واضحا أن قرارا ما أصبح على وشك الصدور.. حضر مسؤول المخابرات الأمريكية.. فأبلغه اللواء عمر محمد الطيب بكلمات مباشرة أن العملية يجب ان توقف فورا.. وهكذا توقفت عملية موسى.. قبل أن تكمل ترحيل كل اليهود الفلاشا الذين كانوا ينتظرون في معسكرات اللاجئين على تخوم القضارف.. وفي الحال خرج اللواء عمر محمد الطيب من مكتبه في رئاسة جهاز امن الدولة واتجه الى القصر الجمهوري لمقابلة الرئيس نميرى..
    الرئيس نميري لم يكن في الصورة بشكل كامل.. وأراد اللواء عمر أن يستمر في التعامل مع نميري بالخلفيات التي يعرفها نميري عن العملية... فقال للرئيس النميري إنه – أى عمر محمد الطيب – خُدع في العملية كلها.. إذ لم يكن يعلم أنها عملية لترحيل يهود اثيوبيين الى اسرائيل.. وأنه للتو اكتشف الأمر بعد أن بثته وساط الإعلام الدولية..
    قال اللواء عمر محمد الطيب للرئيس النميري "لذا قررت فورا ايقاف هذه العملية".


    إبعاد الفاتح عروة!!



    بعد فضح أمر عملية (موسى).. اخذ الهمس يملأ أرجاء المدينة.. بل السودان كله، عن عملية الفلاشا.. وغلب على ظن الكثيرين أن رئيس جهاز امن الدولة اللواء عمر محمد الطيب اخفى حقيقة الأمر عن الرئيس النميري. مصادر جهاز امن الدولة أوصلت معلومات إلى اللواء عمر مفادها ان الإسلاميين، الذين كانوا حلفاء ومشاركين في السلطة، علموا بالأمر.. وأنهم اخذوا يتحدثون عنه في مجالسهم واجتماعاتهم.



    يروى اللواء عثمان السيد تفاصيل ربما لأول مرة تكشف..



    يقول عثمان السيد: "اذكر ان اللواء عمر استدعاني في منزله بعد صلاة المغرب وذكر لي أن العميد الفاتح عروة قد سرب المعلومات عن ترحيل الفلاشا إلى ابناء عمه، كمال ومحجوب"..



    ويقصد بالتحديد الأستاذ محجوب عروة وشقيقه المحامي ورجل الأعمال المعروف الأستاذ كمال عروة..



    يقول عثمان السيد "اللواء عمر ذكر لي أنه على يقين أن كمال ومحجوب عروة نقلا هذا الأمر للدكتور الترابي".. الترابي كان حينها في سدة الحكم شريكا وحليفا للرئيس النميري، وإن بقي الشريكان يمارسان على بعضهما اساليب وصنوفا من التكتيك الخفي..



    يواصل اللواء عثمان السيد شهادته للتاريخ فيقول: "وتحدث لي اللواء عمر وأسهب عن صلته بالفاتح عروة وأن جده اللواء محمد الحسن عثمان كان اول قائد له وأن والده اللواء محمد احمد عروة كان قائداً له ايضاً وأفادني بأنه رأى نقل هذه الملاحظات لي ولمعرفتي الشخصية".



    لكن اللواء عثمان السيد كان يدرك أن اللواء عمر يريد ايصال رسالة ما.. يقول عثمان السيد "فاتصلت بالفاتح عروة مساء ذلك اليوم.. وقرر الفاتح عروة على اثر ذلك ان يتوقف عن مواصلة العملية وطلب اجازته".



    الفاتح عروة، بعد الموافقة على طلب الإجازة قرر أن يبعد قليلا عن هموم العمل.. فسافر إلى امريكا وظل فيها إلى ان اندلعت الانتفاضة.



    اعتقال محجوب عروة!



    بعد ذلك تم اعتقال كمال ومحجوب عروة مع الترابي وحاج النور وآخرين وتم ترحيلهم إلى سجن شالا في دارفور.. تلك العملية المشهورة التي انقض فيها نميرى دفعة واحدة على حلفائه في الحكم.. وكان الترابي وقتها وزيرا للعدل (النائب العام).. وقبيل لحظات من سفره الى تونس للمشاركة في مؤتمر عربي.. احاط به رجال الأمن واعتقلوه.. وما أسفر صباح ذلك اليوم الا وكان قيادات الإسلاميين في الطائرة العسكرية المتجهة بهم الى سجن (شالا) في أقصى غرب السودان.. في دارفور.



    يقول اللواء عثمان السيد "اجزم ان اعتقال كمال عروة ومحجوب عروة بهذه الصورة المجحفة لم يكن لأي سبب سوى الحقد عليهما في قضية الفلاشا.. وكان عليه اخطار العقيد الفاتح عروة بأمر اعتقالهما، وكان سيحضرهما بنفسه سيما وأنهم كانوا يسكنون جميعاً في منزل اللواء محمد أحمد عروة والد الفاتح وصهر ابناء عمه".



    الأمريكان فوجئوا بعدم علم السلطات السودانية!



    ويقول اللواء عثمان السيد ان ايقاف العملية احدث ربكة بالنسبة للأمريكان لأن الأمريكان كانوا يعتقدون ان هذه العملية تمت بموافقة السلطات السودانية وأن وزارة الداخلية والخارجية والإعلام على علم بذلك. ويواصل "جاء السفير الأمريكي في الخرطوم وقتها هيوم الكساندر هوران وقابلني وذكرت له انني لست في الصورة بالنسبة لهذه العملية.. أنا كنت على معرفة بالسفير الذي عمل بعد السودان بالسعودية وقد ابعدته المملكة العربية السعودية، وتوفي العام الماضي، وأذكر ان السفير هوران ذهب لمقابلة اللواء عمر محمد الطيب وطلب منه مواصلة العملية الا ان اللواء عمر الطيب طلب منه ان يذهب لمقابلة نميري".



    في المحكمة الشهيرة التي عقدت للواء عمر محمد الطيب بعد الإطاحة بنظام النميري.. والتي أطلق عليها (محكمة الفلاشا) وردت على ألسنة الشهود افادات.. ان الرئيس نميري ذكر للسفير هوران تحديداً "انا لا أعرف يهود فلاشا ولا أعرف اسرائيل بل اعرف ان هؤلاء لاجئين موجودين في السودان وأن اتعامل مع امريكا فإذا كنتم انتم كأمريكان تريدون ترحيل الفلاشا فعليكم ان تحضروا طائرات امريكية لكي تنقل البقية الموجودة في القضارف مباشرة من مطار الغزازة".



    هل كان ذلك ذكاء من الرئيس نميري.. ان يبعد نفسه من المسؤولية، ويلقي بها على رئيس جهاز امن الدولة.. ثم – وبذكاء – أيضا، يحاول مواصلة عملية نقل اليهود الفلاشا.. لكن بتدبير جديد وعملية جديدة يجتهد ان يستفيد فيها من درس (عملية موسى). طلب الرئيس النميري من المخابرات الأمريكية أن تتحمل هي أوزار العملية كلها.. وأن تنقل اليهود الفلاشا مباشرة من معسكرات اللاجئين الى اسرائيل..!!



    وفي اثناء ذلك اتصل المستر كيسي، رئيس المخابرات الأمريكية وقتها، باللواء عمر الطيب وأرسل طائرة امريكية من طراز (c I 41) الى مطار الخرطوم.. كانت مهمة الطائرة نقل اللواء عمر محمد الطيب والعقيد موسى اسماعيل والمقدم صلاح دفع الله سكرتير اللواء عمر الى أمريكا.. وشهد العقيد موسى اسماعيل والمقدم صلاح دفع الله في المحكمة بذلك. وفي امريكا اجمع العقيد موسى والمقدم صلاح في شهادتهما انه ربما كان في ذلك الاجتماع بعض ضباط المخابرات الإسرائيلية لكنهم لم يكونوا يعرفونهم.



    وبدأت تلوح في الأفق تباشير (عملية سبأ) لتكملة نقل اليهود الفلاشا.. العملية التالية الأكثر اثارة.

     

     

     

    عملية الفلاشا(الحلقة الرابعة)

    تحقيق : حنان بدوي

    انتهينا في الحلقات الثلاث الماضية لما حدث في العملية الأولى من عمليات ترحيل اليهود الفلاشا الإثيوبيين عبر السودان إلى إسرائيل. العملية الأولى التي أطلق عليها الاسم الكودي (عملية موسى) .. حيث نقل جهاز امن الدولة الفلاشا من معسكرات اللاجئين في منطقة القضارف إلى مطار الخرطوم .

    التحضير لعملية (سبأ)

    المقدم أمن صلاح دفع الله.. شاهد عيان مهم للغاية في هذه العملية.. حيث كان يعمل حينها سكرتيرا للواء عمر محمد الطيب رئيس جهاز امن الدولة.. وكان مطلعا بدقة على تفاصيل عملية (سبأ) بحكم قربه اللصيق بكواليسها..
    يقول المقدم أمن (م) صلاح دفع الله سكرتير اللواء عمر محمد الطيب انه بحكم عمله كسكرتير لرئيس الجهاز، كان يعلم بكل الترتيبات التي يقوم بها اللواء عمر بالنسبة للعملية الاولي والتي عرفت بـ(عملية موسى) (..إلا أنني لم أكلف بأي عمل في تلك العملية بينما كلفت بصورة رسمية في العملية الثانية "سبأ"..)
    بوش.. في الخرطوم..!!
    ويروي المقدم أمن صلاح دفع الله.. أنه بعد توقف عملية موسي جاء بوش الاب.. وكان وقتها في منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.. لزيارة للسودان وكانت البلاد تواجه مجاعة عاصفة، بسبب الجفاف والتصحر وان الرئيس (لاحقا) بوش الاب التقي بالرئيس نميري وعرض عليه عملية استئناف ترحيل اليهود الفلاشا ورد عليه جعفر نميري (نحن لانريد ان نرحل اي زول ولو عاوزين ترحلو رحلو براكم) ومن هنا بدأ التفكير في عملية (سبأ) التي كُلف بها اللواء عمر محمد الطيب.
    ويواصل مقدم أمن صلاح دفع الله حديثه يقول ( بدأ التجهيز للعملية وكان من المفترض ان تحضر لنا طائرة كاسنجر لتأخذنا من الخرطوم الي امريكا شخصي واللواء عمر والعقيد موسي إسماعيل الذي كان مسئولا عن حركات التحرر واللاجئين ولكن تعثر احضار الطائرة وكان هناك اقتراح ان نسافر بطائرة تجارية في رحلة طيران عادية ..بالتحديد عبر British air ways ثم نسافر بالكونكورد من لندن الي واشنطن ..)
    خطورة المهمة جعلت المقدم صلاح دفع الله يتوجس من فكرة سفر الوفد بهذا الشكل.. وأفضى بشكوكه وهواجسه إلى رئيسه اللواء عمر محمد الطيب رئيس جهاز امن الدولة.
    (..لم أكن اعلم بهذا الاقتراح في البداية.. وعندما علمت مؤخراً تحدثت للواء عمر وقلت له انك مسئول وفي رأس دولة ويجب ان لاتتم هذه العملية بالكومشن ..وقلت له نحنا ماشين في مهمة شبه خطرة..)
    يواصل المقدم صلاح (.. وبعد أن رأى الأمريكان.. إصرارنا علي الطائرة قاموا باحضار طائرة امريكية من القاعدة الامريكية بصقلية وكان ذلك في نهاية مارس 1985 وأذكر بالتحديد يوم الأحد...)
    ازدادت ثقتي في ذاكرة المقدم صلاح.. عندما رجعت للتاريخ الذي أشار إليه المقدم صلاح ووجدت فعلا أن يوم 31 مارس 1985 كان يوافق (الأحد)..

    طائرة خالية ومزعجة..!!

    وروي لي مقدم صلاح دفع الله ً (أخذوني واللواء عمر والعقيد موسي اسماعيل وربطوا لنا ثلاثة كراسي مع بعض واجلسونا فيها.. وكانت الطائرة خالية ومزعجة لدرجة أننا كنا نضع في آذاننا كمية من القطن من شدة الصوت المزعج الذي سببه صوت تلك الطائرة.. والغريب في الأمر أننا كنا الرجال الوحيدين بللطائرة والبقية كلها نساء..)
    وصف المقدم صلاح دفع الله رحلتهم إلي أمريكا بأنها كانت شاقة واستغرقت 10 ساعات.. أقلعت الطائرة من مطار الخرطوم الي مطار صقلبة ثم هبطت في جزيرة صقلية بالبحر الأبيض المتوسط.. (..وتناولنا وجبة العشاء ومنها وصلنا الي فرانكفورت القاعدة الامريكية بالمانيا وفى نفس المستوي غيرنا بطائرة امريكية اخرى c4-1 وبها وصلنا الي واشنطن حيث استغرقت الرحلة من واشنطن الي فرانكفورت عشر ساعات أخرى).


    السفير لم يعلم بحقيقة الامر

    يقول المقدم صلاح بعد ان وصلنا الي واشنطن ادركنا ان السفير لم تكن لديه أدني فكرة عن العملية وهو يعلم ان النائب الأول لرئيس الجمهورية سيحضر لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ما الهدف ؟ لا يدري.
    ويواصل المقدم أمن صلاح سكرتير رئيس جهاز الأمن حديثه:
    (.. في الصباح الباكر ذهبنا إلي منطقة لانقلي وهي عبارة عن غابة ضخمة يوجد بها مبني CIA ولها لافته مكتوبة علي امتداد الشارع وهي منطقة غير مدسوسة ودخلنا بالعربة إلى المصعد "الأسانسير" .
    الاجتماع الأول كان مغلقا، بين مدير CIA مستر كيسي واللواء عمر رئيس جهاز امن الدولة.. (وظللنا أنا و العقيد موسى اسماعيل منتظرين في قاعة كانت مهيأة لاجتماع وبها عدد من الضباط لا يمكن الجزم بأنهم إسرائيليون أو أمريكان نسبة للتشابه في قسماتهم لكن يمكن القول انهم خليط من الاثنين..)
    ويواصل حديثه (.. بعد خروج اللواء عمر ومستر كيسي من الاجتماع المغلق اجتمعنا ثلاثتنا مع هؤلاء الضباط الذين كانوا في القاعة وكان من بينهم مندوب CIA في الخرطوم.. مستر ميلتون بيردون ومعه سكرتير السفير االامريكى هوران واوضحنا لهم في الاجتماع ان هناك مهبطاً جوياً "Air strip" في منطقة العزازة وهي منطقة قديمة كانت تنزل بها الطائرات في الحرب العالمية الثانية ويمكن القول انها مساحة تسمح لطائرات هيركلس بالهبوط..)
    الفكرة راقت للمخابرات الأمريكية.. فكرة هبوط طائرات أمريكية مباشرة في منطقة العزازة قريبا من القضارف.. لتأخذ اليهود الفلاشا رأسا من هناك..
    تم الاتفاق أن تبدأ العملية الجوية بأسرع ما يمكن.. كان ذلك في يوم الأربعاء 3 أبريل من عام 1985..ووقع الاختيار على يوم الجمعة التالي مباشرة .. لتبدأ فيه عمليات نقل الفلاشا من مطار العزازه في شرق السودان .
    ومن هنا بدأ ملامح عملية (سبأ) تبرز للعيان ..
    يقول المقدم صلاد دفع الله (..وبعد نهاية الاجتماع اعطونا طائرة المستر كيسى مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية لتقلنا إلي الخرطوم وهي طائرة حربية بها كبسولة حضرنا بها انا واللواء عمر محمد الطيب والعقيد موسي اسماعيل وطاقم السفارة الذي كان هناك..)
    ساعة الصفر
    وجاء صباح يوم الجمعة 5 أبريل من عام 1985.. طائرات أمريكية كبيرة كانت على وشك النزول إلى المهبط الجوي بالعزازة.. من باب التمويه كانت الطائرات تحمل بعض مواد الإغاثة.. لإنزالها وكأنها منحة للاجئين في المنطقة..
    وصلت طائرات هيركوليس (C 130) وابتدأت بفارق نصف ساعة وكان عددها حسب اللواء عثمان السيد حوالي 12 طائرة.. بينما حسب رواية المقدم أمن صلاح دفع الله تسع طائرات.. وقد وصلت فجراً وكانت الطائرات تهبط في المهبط الجوي في العزازه .. حيث كان اللاجئون اليهود الفلاشا كانوا جاهزين تماما للترحيل.. فهناك عمليات أخرى تمت على الأرض قبل وصول الطائرات.. صعدوا إلى الطائرات بكل يسر. بلا أى إجراءات جوازات أو أي ضوابط أو حتى رقابة .. وفي الحال أقلعت الطائرات الواحدة تلو الأخرى.. حاملة الحمولة البشرية إلى أرض الميعاد إسرائيل..
    يركب اليهود الفلاشا إلى الطائرة الأولى.. فتنطلق الطائرة وتصعد إلى الجو..فتأتي الطائرة التالية مباشرة فتأخذ حصتها وتصعد إلى السماء.. وهكذا إلى أن تم تقل جميع اليهود الفلاشا.
    يقول اللواء أمن عثمان السيد..(..وكان العقيد موسى إسماعيل قد سافر بنفسه للقضارف للإشراف على هذه العملية وليس صحيحاً أن نميري كان يعلم بالعملية منذ البداية لكنه وافق على عملية سبأ بشروط واضحة ومعروفة ولم يعط أي تعليمات.. وليس صحيحاً أيضا أن الضباط الذين كانوا يعلمون بهذا الأمر بل اعتبروه امراً مسيئاً.. وحتى الضباط الذين كانوا قد كلفوا بتنفيذ العملية كانوا ينفذون العملية على أساس أنها تعليمات وهم أنفسهم غير مقتنعين بذلك..)

    (أنا معاكم الليل كلو .. بسبحتي دي)
    العملية كلها اكتملت في بضع ساعات.. من يوم الجمعة 5 أبريل عام 1985.. حينما كانت شوارع الخرطوم تغلى بالمظاهرات والنظام يترنح في آخر أنفاسه..
    بعد انتهاء عملية سبا اتصلوا في الصباح باللواء عمر لكي يخطروه بأن العملية تمت بنجاح فرد اللواء عمر محمد الطيب لمن اتصل به قائلاً ( أنت ياشيخنا قايلني أنا الليل ده كلو نمت.. أنا معاكم بسبحتي).. كانت (سُبحة) اللواء عمر محمد الطيب الليل كله ساهرة تدعو الله أن يكمل عملية نقل اليهود الفلاشا إلى أرض إسرائيل بسلام..!! على أي دين كانت (تسبح) سبحة رئيس جهاز امن الدولة .. الله أعلم..
    نواصل في الحلقة الخامسة..!!
    من قبض كم من الأموال مقابل ترحيل اليهود الفلاشا ..؟؟

     

     

     

    عملية الفلاشا(الحلقة الخامسة)

    تحقيق:حنان بدوي

    (وذكر لي ملتون قولته الشهيرةSorry the game is over وأخطرني بعد ذلك انه من حسن الحظ أن مبلغ الـ2 مليون دولار التي طلبها اللواء عمر قد نزلت في حسابه في انجلترا...)
    هناك حساب في أحد بنوك مدينة لندن ببريطانيا تحت اسم مشروع النيل الأزرق.. وبالرقم (11949500) وصفه بأنه الحساب الخاص باللواء عمر محمد الطيب.



    انتهت عملية (سبأ) في موعدها المحدد.. هبطت جميع الطائرات وأقلعت من مطار العزازه في منطقة القضارف.. وهو ليس مطارا بالمعنى المعروف.. مجرد مهبط للطائرات كان يستخدم خلال الحرب العالمية الثانية.. إلى أن جاءت الطائرات الأمريكية مرة أخرى لتحط عليه وتنقل اليهود الفلاشا إلى إسرائيل.
    Sorry the game is over..!!

    ما هي ملامح هذه الصفقة.. على أي مساحة كانت تتحرك الأجندة في هذه العملية.. ما هي المكاسب منها؟.. اللواء امن عثمان السيد الذي كان مديرا لجهاز الأمن الخارجي أحد أهم أذرع جهاز امن الدولة.. يقول "2 مليون دولار ذهبت لحساب خاص برئيس الجهاز بإنجلترا بناء على طلبه لأمريكا مقابل ترحيل اليهود الفلاشا، وليس صحيحاً ما قاله أحد ضباط الأمن السابقين في برنامج بقناة الجزيرة.. إنها ذهبت لبناء الجهاز".
    ويقدم اللواء عثمان السيد إفادة مثيرة عن اللحظات الأخيرة التي كشفت أسرار هذه الصفقة.. يقول: "الطريقة التي تمت بها العملية فضحها المستر ملتون، مسؤول المخابرات الأمريكية بالسفارة الأمريكية في الخرطوم، فجر السبت عندما ذهبت إليه في منزله الساعة الثانية صباحاً.. وذكر لي قولته الشهيرة Sorry the game is over وأخطرني بعد ذلك انه من حسن الحظ أن مبلغ الـ2 مليون دولار التي طلبها اللواء عمر قد نزلت في حسابه في انجلترا".
    ويذهب اللواء عثمان السيد إلى أبعد من ذلك، ويرى أن العملية من أساسها كانت مغنما ماليا.. الهدف الأول والأخير منها الحصول على المال بلا أدنى نظرة لمصالح السودان الوطن. ويرى أن ذلك كان السبب الرئيسي لإخفائها عن العيون وعن الشعب السوداني. ويفند اللواء عثمان السيد الفرضية التي ذكرها العميد امن (م) حسن بيومي في لقاء مع قناة الجزيرة من أن المال ذهب لبناء وتشييد مقر لجهاز أمن الدولة.. "لأنه عندما قال لي مستر ملتون قولته الشهيرة تلك.. كان نظام مايو قد انتهى وكان ذلك في الثانية صباحاً وقبل ثماني ساعات من إذاعة بيان سوار الذهب وكان اللواء عمر محمد الطيب طلب إيداع المبلغ في حساب خاص في انجلترا وقد كان له ذلك".
    ويقصد اللواء عثمان السيد أن المخابرات الأمريكية لو كانت تهدف من دفع المبلغ الى بناء مقر جديد لجهاز امن الدولة لما قامت بعملية تحويل المبلغ إلى حساب اللواء عمر محمد الطيب الشخصي.. في الوقت الذي ترى فيه النظام ينهار أمام عينها.. كان من الممكن أن تماطل قليلا ريثما يذهب النظام ويرفع عن عاتقها مسؤولية دفع الأموال.
    لم تكن المخابرات المركزية الأمريكية وحدها من يدفع الأموال لترحيل اليهود الفلاشا إلى إسرائيل.. كانت هناك مجموعات ومنظمات كثيرة في أمريكا تعمل لدعم الفلاشا واللوبي اليهودي FLASHA FEEDOM FOUNATION كان يقيم سنوياً في نيويورك حملات جمع المال.. وكان يجمع كثيراً من الأموال "وهذا ما أكده المستر ملتون وشهدت به أمام المحكمة عام 1985م ولا بأس أن اكرر ما ذكره (العميد الإستراتيجي) أن هذه المبالغ دفعت لبناء الجهاز، لأن المخابرات الأمريكية ادركت أن النظام المايوي قد انتهى وكان بوسعها أن توقف التحويلات ولكن هذه المبالغ دفعت مقابل ترحيل الفلاشا".
    من كان منزله من زجاج..!!

    ويشير اللواء عثمان السيد هنا إلى حديث ذكره اللواء عمر محمد الطيب عن ضابط لا يستحق ذكر اسمه قال ان مبنى الجهاز وهمي وسكت عن المباني التي أقامها جهاز الأمن والمخابرات حالياً، ويقول اللواء عثمان السيد "إنني أنا الضابط الذي أشار إليه إلا انه كان من الممكن أن يقول اللواء عمر ان ضابطاً لا داعي لذكر أمسه، ولكن أن يقول انه لا يستحق ذكر اسمه فإنني أقول إن اسمي معروف وأسرتي معروفة.. وهو من دون الناس يعلم أهلي جيداً.. وعلى أي حال فإن المثل يقول إن الذي منزله من زجاج لا ينبغي أن يرمي الناس بالحجارة".
    في المحاكمة الشهيرة عقب انتفاضة ابريل 1985 والإطاحة بنظام الرئيس النميري التي أطلق عليها (محكمة الفلاشا) عرض المتحري العقيد شرطة أمين عباس أمام المحكمة معلومات مفصلة عن الأموال التي دفعت لرئيس الجهاز، فذكر أن هناك حسابا في أحد بنوك مدينة لندن ببريطانيا تحت اسم مشروع النيل الأزرق.. وبالرقم (11949500) وصفه بأنه الحساب الخاص باللواء عمر محمد الطيب.. وقال إن الحكومة السودانية لا تستطيع السحب أو التعامل مع هذا الحساب.. لأنه الحساب الخاص باللواء عمر محمد الطيب.. وقال المتحري إن عمر مجمد الطيب حول إلى ذلك الحساب خلال شهر ديسمبر 1984 مبلغ (553) ألف جنيه إسترليني.. وقال المتحري ان عمر محمد الطيب سحب هذه الأموال من حساب البطاقة الشخصية ببنك السودان.
    ونفى المتحري أمين عباس أن يكون ذلك الحساب خاص بأي منشآت لجهاز امن الدولة.. تحت اسم مشروع النيل الأزرق.. وقال المتحري إن هذا المشروع ظل منذ العام 1979 مجرد فكرة معلقة في الهواء.. وقال إن المبلغ الذي تم تحويله من حساب البطاقة الشخصية لم تسجل عليه أي فواتير أو أي إشارة عنه بوزارتى المالية أو التجارة.. أو حتى الإدارة المالية لجهاز امن الدولة.

    منقستو طلب 30 مليون دولار..!!
    وذكر لي اللواء عثمان السيد انه في عام 1991م عندما اتفقت المخابرات الأمريكية والإسرائيلية مع الكولونيل منقستو على ترحيل بقية الفلاشا من إثيوبيا وطلب مقابل ذلك 30 مليون دولار وعندما كان ملس زناوي وجبهة تحرير تقراي وحلفاؤهم في طريقهم للاستيلاء على أديس أبابا طلب منهم الأمريكان أن يوقفوا وصولهم لأديس أبابا لمدة أسبوع لأن هناك عمليات تجري لنقل اليهود الفلاشا من اديس أبابا إلى نيروبي.. وبعد ذلك سافر منقستو إلى زمبابوي من أديس ابابا حيث ما يزال يقيم حيث انه عندما استولى ملس زناوي ورفاقه على السلطة لم يكن في إثيوبيا دولار واحد في البنك المركزي الإثيوبي، وهذه معلومات مؤكدة أخطرني بها صديقي وزير الخارجية الإثيوبي وذكر لي ان الأمريكان أفادوهم أن شيكاً بمبلغ 30 مليون دولار حول لحساب منقستو في نيويورك، وأجرى الإثيوبيين بمساعدة الأمريكان اتصالاً بالبنك وطلبوا تحويل هذا المبلغ للحكومة الإثيوبية الجديدة واستطاعت الحكومة أن تبدأ عملها بهذا المبلغ.. وخلاصة القول إن هناك مبالغ دفعت لإثيوبيا والسودان مقابل ترحيل الفلاشا.
    يقول عثمان السيد "ولكن كما ذكرت لو كانت الأمور طبيعية ومستقيمة في جهاز أمن الدولة لكان قد طرح هذا الأمر على قيادة الجهاز لسماع رأيها ومجلس الوزراء ومجلس الأمن الوطني وهذا كله لم يحدث، حيث كان من الممكن أن تدفع مبالغ كبيرة لمصلحة السودان لا الأشخاص وأنا أقول كلامي هذا ليس تشفياً وهذا الحديث ذكرته بحذافيره في المحكمة وأنا على اليمين وأنا على استعداد لإعادته بل إنني انوي نشره في كتاب".
    العميد بيومي.. خارج الشبكة!!
    في رأي اللواء عثمان السيد أن العميد حسن بيومي لم يكن ملما بتفاصيل عمليات ترحيل الفلاشا.. فلم يكن أصلا قريبا من الملف خلال سنوات عمله بالجهاز.. ولهذا فهو يرى أن إفاداته التي أدلى بها لقناة الجزيرة لم تكن صحيحة. يقول اللواء عثمان السيد "كنت رئيسه المباشر واطلعت على ملفه السري وكتبت تقاريره السرية.. ولم يكن مديراً للأمن الخارجي.. وهو لا يكتب التقارير للرئيس كما يقول.. إذ إن تقارير الأمن الخارجي التي تذهب للرئيس تعدها إدارة الأمن الخارجي ثم تأتي إلى فرع التحليل والتقييم الذي رأسه العميد بيومي لفترة محدودة قبل حل الجهاز.. وكان هناك ضابط ممتاز اسمه هاشم عبد اللطيف برتبة الرائد خريج علوم سياسية جامعة الخرطوم كان هو الذي يتولى صياغة هذا التقرير وإعداده، أما الخطاب الذي يذهب لرئيس الجمهورية فكان يعده الرائد هاشم عبد اللطيف بنفسه ويوقع عليه رئيس الجهاز ولا يخرج الخطاب عن صيغة مرفق لسيادتكم تقرير الأمن الخارجي".

    (نواصل في الحلقة السادسة)

     

     

    عملية الفلاشا (الحلقة السادسة )

    تحقيق:حنان بدوي

    السودان قبل بالصفقة الأرخص

    يقول اللواء (م) حسن عثمان ضحوي مدير مكتب استخبارات منطقة البحر الأحمر العسكرية أن الهدف من عملية ترحيل الفلاشا في ذلك الوقت هو حوجة إسرائيل الماسة لزيادة تعداد سكانها وقد تم اتصال رسمي بين إثيوبيا وإسرائيل بهذا الخصوص ودخلت إسرائيل في مقايضة مع إثيوبيا مباشرة لإسرائيل. ولكن ما هي المبررات التي أدت إلى تغيير مسار العملية.
    يضيف اللواء (م) حسن ضحوي بعد الاتفاق الذي تم بين إسرائيل وإثيوبيا على ترحيل اليهود الفلاشا حدث اختلاف في السعر المقابل الذي ستحصل عليه إثيوبيا نظير قيامها بالعملية وكان المقابل هو أسلحة غالية الثمن كانت قد طلبتها إثيوبيا لذلك تم تهريب اليهود الفلاشا عن طريق الحدود السودانية الإثيوبية باتفاق جديد مع حكومة السودان وبسعر أقل بكثير مما طلبته إثيوبيا.

    راعي أغنام يكتشف العملية:

    روى لي اللواء حسن ضحوي أن عمليات تهريب الفلاشا بدأت عام 1983 وكان العالم كله في ذلك الوقت ينقسم في ولائه بين الغرب والشرق أي حلف وارسو وحلف الأطلسي وبما أن السودان كان من الموالين لحلف الأطلسي الذي تسيطر على أغلبه أمريكا لذا كانت للسودان محطة في بورتسودان لقوات الانتشار الأمريكية.
    ويقول اللواء ضحوي كنت اعمل مديراً لمكتب استخبارات منطقة البحر الأحمر العسكرية حيث أبلغنا أحد الرعاة بأن هناك طائرات تهبط في المنطقة وأن الأغنام تجري بشدة من صوتها وفوراً قمنا وبالتقصي وجدنا أن هناك طائرات أمريكية تأتي ليلاً وتهبط بمطار (كرساقو) وهو مطار مهجور استخدم في الحرب العالمية الثانية ويقع بالقرب من أركويت ويفتقد هذا المطار للإضاءة تماماً.
    يقول اللواء ضحوي أنهم اكتشفوا من خلال المتابعة والتحري أن المخابرات الإسرائيلية تقوم بإضاءة المطار ليلاً بواسطة شمعات مخصصة لذلك تسمي Lights ticks .
    ويشير اللواء ضحوي إلى أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية سبق أن استأجرت في العام 1982 مرسى عروس السياحي بدعوى أنهم يريدون القيام بعمل سياحي ولكن لم يمضوا في ذلك العمل إلا أن التحري قد اثبت أنه ليست لديهم فكرة في العمل السياحي أو حتى رغبة في ذلك العمل .
    وبدأت تظهر لهم بعض النشاطات الليلية في بعض المراسي المهجورة في بورتسودان بين منطقة محمد قور وبورتسودان وقد اتضح أن هناك حمولة سيارتين تأتي ليلاً أسبوعياً وتفرغ محتوياتها في إحدى هذه المراسي حيث يتم نقلها بقوارب مطاطية صغيرة إلى عرض البحر حيث تنتظرهم سفينة لنقل الحمولة لمكان مجهول .
    ويواصل اللواء ضحوي حديثه ويقول بعد أن توفرت لنا هذه المعلومة قام مكتب استخبارات البحر الأحمر بتشديد المراقبة وبحمد الله توفقنا في مداهمة هؤلاء الذين يقومون بالنشاط الليلي في منطقة فيجا لكن للأسف اتضح لنا أنهم بعد أن قاموا بتفريغ حمولتهم وجدنا أن اللواري خالية ولم نتمكن من معرفة ما كان بداخل اللواري أو نوعية النشاط .

    انتقال النشاط إلى فرساقو :

    يقول اللواء ضحوي بعد أن أحس هؤلاء بمتابعتنا لهم انتقل نشاطهم إلى مطار فرساقو وكانت نفس اللواري التي رأيناها في المرة السابقة تأتي في يوم الخميس من كل أسبوع حيث تأتي طائرة ليلاً فلتأخذ الحمولة وتذهب بها ثم تأتي أخرى وهكذا تواصلت العملية وقد بلغ عدد الرحلات في مطار كرساقو ثلاث رحلات .
    وبعد كشفهم في كرساقو انتقلوا بنشاطهم إلى منطقة تسمى سمسم في القضارف حيث وجدنا آثار تلك الطائرات تنزل على أراضي منبسطة وتم العثور على بقايا وملابس تخص المسافرين وكشفت الاستخبارات عن بقايا شنط مكتوب عليها قبيلة الفلاشا اليهودية وعندهم تم تمييز أن ما يتم ترحيلهم هم قبيلة الفلاشا اليهودية ولكن كيف تصرفت إدارة الاستخبارات تجاه ما تحصلت عليه من معلومات .
    يقول اللواء ضحوي بعد اكتمال التحري والتأكد من كافة المعلومات انتقلت المعلومات من إدارة الاستخبارات إلى جهاز الأمن ولكن جهاز الأمن أفاد بأنهم يعلمون ما يجري من عمليات تهريب لهؤلاء اليهود لكنهم لا يرغبون في كشفه في الوقت الراهن. وقال ضحوي عندما سألت مدير الاستخبارات بجهاز الأمن عن مدى تأثير ذلك النشاط الذي اكتشفوه قال لي أن هذا النشاط غير مؤثر على الأمن عندما أخطرت جهاز الأمن بعمليات التهريب قالوا أنهم يعلمون كل شيء وما من لا يؤثر على الأمن.
    دعوى اعادة التوطين
    وفي ذات السياق كان البروفسير حسن مكي الخبير في شؤون القرن الافريقي تحدث في حديث صحفي سابق له عن عملية تهريب اليهود الفلاشا عبر قرية عروس السياحية على البحر الاحمر قائلاً:
    بدأ ترحيل الفلاشا عن طريق قرية عروس السياحية على البحر الاحمر ومطار الخرطوم بدعوى اعادة التوطين وكانت العملية الكبرى قد تمت بموافقة الكونجرس الأمريكي على تحويل مشروع تهجير الفلاشا في سبتمبر 84 وبدأت المخابرات الإسرائيلية بالتعاون مع المخابرات الامريكية والسودانية عمليتي (موسى) و(سبأ) الشهيرتين.

     

     

    صحيفه السودانى
    العدد رقم: 654
    2007-09-11

                  

11-21-2010, 06:28 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اقوال اللواء عمر محمد الطيب (Re: بكرى ابوبكر)


    هذه الحقائق الجديدة والمثيرة ستكون سببا في مراجعة وتعديل الكثير من الحقائق الواردة في المؤلفات التي كانت تحكي عن تلك الاحداث بل نافذة يمكن من خلالها التعرف على الرأي الاخر . وحتى الراي الاخر هذا نفسه فسنتعامل معه بكثير من التحفظات لطالما هو يحكي عن نفسه وشهادته عن ذاته بالطبع مجروحة .

    شكرا يا ريس

    واصل فنحن متابعون


    بالله التوفيق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de