من اقوال الامام الصادق المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة من اقوالهم
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2010, 08:02 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اقوال الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    المصالحة الوطنية



    النص الكامل للمحاضرة التى ألقاها السيد الصادق المهدي

    رئيس الوزراء عن المصالحة الوطنية بدار الثقافة بالخرطوم

    في اليوم الثالث من شهر أكتوبر 1966م



    بسم الله الرحمن الرحيم



    أيها الأخوة :

    أشكر أولاً السادة المسئولين في دار الثقافة على دعوتهم لي للحديث في هذا الموضوع الهام وأشكر ثانياً السيد نصر الحاج على للكلمات الطيبة التى طوق بها عنقي وأرجو أن أوافق في التعبير عن المراد بالمصالحة الوطنية وأود أن أبدأ بمقدمة قصيرة وهى أن الموضوع الذي سأتحدث عنه موضوع يتعلق بمسائل كبيرة جداً وسأضطر أن اختصر اختصاراً كبيراً أرجو أن لا يكون مخلا وأود في هذه المقدمة أن أؤكد أن هذا المبدأ كمبدأ المصالحة الوطنية لم يدر الحديث عنه حديثاً كما سماه بعض مواطنينا " من سكرات السلطات" فهو لم يدر بخلدي أو بخلد من يؤيده ونحن في مركز السلطات وكذلك لم يكن كما سماه بعض مواطنينا(من عبث أبناء الثلاثين) فقد كان التفسير فيه من كثير من المواطنين المفكرين المخلصين في زمن لم ابلغ فيه الثلاثين أن المشكلة التى أود أن اركز عليها في البداية هي مشكلة الحكم في تراثنا فنحن أن بدأنا بأن تراثنا قبل الإسلام تراث قبلي نجد أن التراث القبلي يحسم مشكلة الحكم بدستور بسيط مربوط بالنسب والوارثة وإن القينا نظره على تراثنا الإسلامي لوجدنا أن تراثنا الإسلامي بعد الصدر الأول للإسلام واجهته مشاكل دستورية في الحكم أدت إلى قيام المدارس الفكرية الإسلامية المختلفة التى مزقت العالم الإسلامي وانتهت بتلك النكبة التى تعاقبت على العالم الإسلامي وكان أساس الفساد فيها فساد الحكم والدستور وفي المهدية أي تراثنا الخاص في السودان الذي يجمع عناصر التراث الإسلامي في بلادنا ويعطيه شكلاً سودانياً وتطبيقاً سودانياً في بلادنا نجد أن إحدى المشكلات الكبيرة التى أحاطت بالدولة المهدية كانت أيضاً تتعلق بمشكلة دستورية تتعلق بكيان الحكم وأزمة الحكم والخلاف فيها نحن أذن نستمد من بلادنا هذه تراثاً عريقاً من الأزمة في الحكم والدستور ونظامه وهذه الأزمة ليست غريبة إذ أنها تتعلق بأهم ما يدور في المجتمع ذلك أمر السلطة دستور وأمر النهي وما يحيط بهما بعد ذلك دخلنا الفترة التى حكمنا فيها بدستور مبسط وهو الحكم الثنائي الذي فيه جرد سيادة بلادنا حكم أجنبي فرض علينا دستوراً مبسطاً للحكم ووزع السلطان بين أفراد معينين محددين وجردنا ثمن الإرادة والسيادة والحرية واستطاع أن يحكم مستنداً في النهاية على قوات كثيرة انخرطت في سلكه المسلح تستطيع أن تقهر أي حركة سياسية تقوم إذا فشلت محاولات السلام عن طريق فرق تسد وعن طريق المقايضة وعن طريق العمل على توطيد ذلك السلطان وقبول الناس له فأن فشلت تلك المحاولات هرعت إلينا أو إلى مواطنينا قوة مسلحة أخمدت أي تحرك فإذا ما فشلت تلك القوة المسلحة أن تضرب فأن خط الدفاع الذي يمكن وراءها خط دفاع من جنود أجانب لا يفرقوا أبداً في مسألة الولاء للإمبراطورية ولذا فهم يضربون المواطن السوداني المسلح وغير المسلح أن هو أعتدي على أساس الحكم القائم أو النظام الدستوري القائم فلما أن قضي هذا الحكم نحبه واقتضت ظروف عديدة أن يبارح الحكم الأجنبي بلادنا أقام نظام الحكم في البلاد وفق ما يعرف من نظم دستورية وهكذا كان التطبيق في كل الدول التى نالت استقلالها حديثاً فأن جميعها نالت استقلالها في شكل حكم منقول من نظام الحكم في الوطن الأم سواء كان ذلك الوطن الأم بريطانيا أو فرنسا أو غيرها من البلدان المستعمرة ولم يفكر الحكم الأجنبي تفكيراً كثيراً في مشاكل الحكم التى قد تعقب خروجه ولا عن ملاءمة نظام الحكم للبيئة التى حكمها بل طبق نظاماً منقولاً حرفياً مما يطبق في الوطن الأم غادر البلاد بموجب الاتفاقيات المختلفة والجلاء كان طابع القيادة السياسية يوم الاستقلال يتميز بظاهرتين رئيسيتين هما الأولي الشعار الغالب والتيار الغالب والهدف الغالب يشيرون جميعاً لوطنية متحمسة مستمدة كثيراً من حماسها ضد الحكم الأجنبي والسند العريض الذي يجده النزاع والصراع مع الحكم الأجنبي. ومن ناحية ثانية على افتراض أن الأشياء المتعلقة بنظام الإدارة والحكم التى تسود البلاد ستستمر كما لو كان الأمر عادياً وطبيعياً وان في ذلك الاستمرار كفالة لتماسك الدولة ووضع أجزائها المختلفة هذا الافتراض وهذا الشعور كان طابع القيادة السياسية في كل البلدان التى نالت استقلالها حديثاً ولكنها ما أن انطوت صفحة الاستعمار حتى واجهت مشاكل جديدة هذه المشاكل جميع القيادات السياسية في البلدان التى نالت استقلالها حديثاً المشكلة الأولي هي مشكلة تكملة أجهزة الدولة الحديثة فما من شك أنه قد قامت في البلاد دولة حديثة لها قوانينها ونظامها وقضاؤها ودواوينها إلى آخره وأن هذه الدولة الحديثة كان من واجب القيادة السياسية الأول أن تمتد فتشمل جميع أجزاء القطر وأيضاً أن تمتد فتفرض نفوذها على كل جيوب النفوذ الاجتماعي المختلفة وأن تكون هذه الدولة السيدة كما تكون الدول الحديثة المعاصر المعاصرة لها فالمشكلة أذن مشكلة فرض سيادة الدولة الحديثة على كل ما في مجتمعها وأيضاً مشكلة التحديث والتعصير كترجمة لعبارة ((موردمايديشن)) مشكلة أن تطبق الأسس والنظم التى تسود في الدولة الحديثة في قوانينها واوضاعها واعتباراتها ومقاييسها أن تطبق على مرافق المجتمع المختلفة هذا اختصار أو تلخيص لمهمة التعصير أو التحديث التى تواجه القيادة السياسية بعد الاستقلال والمشكلة الثانية مشكلة البناء القومي فمما لا شك فيه البلدان التى غادرها الاستعمار كانت فيها جيوب عديدة للانقسام والصراع والخلاف وهذه الجيوب تمنع النمو القومي فكان من أهم واجبات القيادة السياسية أن تقضي على هذه المشاكل وأن تكمل البناء القومي للامة والناحية الثالثة التى تواجهها القيادة السياسية هي أنها مع حرصها على التحديث أو التعصير أو بعث كيانات معاصرة حديثة تحرص أيضاً لبعث الذاتية الموروثة في تراثنا لأنها بغير الذاتية تفقد أحد المقومات الرئيسية لبنا الأمة وكيان الدور له الحديثة فلا بد إذن من بعث التراث القديم ولا بد إذن من التسمي به ولا بد من أن يشعر المواطنون أنهم ليسوا وجوداً طارئاً تم عن طريق الصدفة وأنا هم وجود ذو اصل وكيان وعروق دفينة وأن هذا الكيان وهذا الأصل وهذه العروق لها رسالة وكل هذه الأوضاع ضرورية لقيام الدولة والأمة فلا بد أذن من بعث التراث ومن تأكيد الذاتية حتى يمكن للقيادة السياسية أن تقود شعباً له معنويات تستطيع أن تدفع إلى الإمام هذه المشكلة أيضاً تواجه القيادة السياسية فمنهم من يحاول أن يتجاوب معها مثلا بالتسمي باسم مملكة عريقة من الممالك التى كانت تسود في البلاد التى يحكمها كغانا مثلا وتسمية ساحل الذهب بغانا أو كتغيير التسمية جملة وتفصيلا تجاوباً مع مفهوم أيدلوجي جديد كما حدث بالنسبة للجمهورية العربية المتحدة أو غير ذلك من الضرورات التى تفرضها مسألة الذاتية على القيادة السياسية بعد استكمال السيادة والمشكلة الثالثة التى تواجه القيادة السياسية بعد الاستقلال هي مسالة النفوذ الأجنبي فالنفوذ الأجنبي لا يقتضي بالجلاء وإنما يستمر بأشكال مختلفة وتكون له مصالح مختلفة وهذه الأشكال وهذه المصالح تتدخل في الكيان السياسي الداخلي وتحاول أن تفرض أنماطاً وأشكالاً معينة وهذا يواجه القيادة السياسية بمشاكل لم تكن في حسبانها بصفة مباشرة وناحية أخري هي أن الدولة والمجتمع الذي ترثه هذه القيادة السياسية مجتمع تكون فيه تطلعات اقتصادية ومطلبيه كبيره بسبب ذلك أن نظام المواصلات ووسائل الإعلام نقلت إلى كل أجزاء العالم مستويات من الناشط الاقتصادي ومن الحياة أصبحت تجبر كل مجتمع أن يسير بخطي ليست هي خطاه وأن يتشابي لمستوى ليس هو مستواه وهذه المفارقة تفرض ضغطاً شديداً على القيادة السياسية بعد الاستقلال يواكبها أيضاً. أن التفكير القائم على ضرورة العدالة الاجتماعية سواء كان ذلك التفكير انطلق من بعث قديم كالكيان الإسلامي أو أنطلق من أثر غير مباشر لقوى الاشتراكية في العالم سواء كان هذا السبب أم ذلك فأن الوضع الذي يسود في هذه المناطق هو وضع مطالبة بمستوى معين من العدالة الاجتماعية وبمستوي معين من الكفاية وهذه المستويات تكون أكبر من الطاقة الموجودة في ذلك المجتمع وهذا يواجه القيادة السياسية بأحد مشكلاتها الكبيرة كذلك المجتمع الحديث به قوى اجتماعية جديدة تنشأ حول ما قامت من مؤسسات في البلاد كمنظمات العمال وكمنظمات الطلاب إلى آخره و هذه المنظمات منظمات توجد لها تقاليد معينة وأوضاع معينة في الوطن الذي نقلنا منه نظامنا ولكنها نقلت بغير تقاليدها وبغير نظمها فهي أذن تعيش بدون المحيط اللازم لها أو اللازم حولها من تقاليد معينة فتكون أذن محتاجة لتقاليد جديدة ولأوضاع جديدة ولمعاملات جديدة وهذه أيضاً تنؤ بكاهل القيادة السياسية بعد الاستقلال تروح بمقاييسها التى تركتها وتترك القيادة السياسية في شئ من الخلاف والانقسام يبدأ زحفه في أشكال متعددة ويأخذ صورة مختلفة فمثلا نجد أن نخبة المثقفين من السياسيين تشعر بنوع من العزلة نحو السواد الأعظم من المواطنين الذين ينضوون تحت لواء منظمات تقليدية قبلية وخلافها، وهذا يؤدى لإنشطارات وانقسامات ومشاكل كذلك تأتي مشكلة التنظيم السياسي الذي لا يوجد في تراثنا تقليد ثابت ألا ما كان من أمر التراث الإسلامي والقبلي قبل الإسلام وهذه مسائل تحتاج لبحث كيما تتمكن من مواجهة التطبيق المعاصر ولذا فهي لا يمكن من مواجهة مشاكل التنظيم السياسي في ظل الدولة الحديثة والمجتمع لحديث ثم تواجه القيادة السياسية مشكلة الاستقرار إذ أن جميع تلك المشاكل تضغط عليها وتؤدي إلى عدم أن الاستقرار وتواجهها أيضاً مشكلة الشرعية التي تتمثل في اتخاذها لدستور دائم ونجد هذه الدول تعيش في صراع طويل حول وضع دستورها الدائم وقد أخذ في هذه الدول تعيش في صراع طويل حول وضع دستورها الدائم وقد اخذ في عدد كبير منها وضع الدستور الدائم مدة تتراوح ما بين خمس سنوات وعشر سنوات كذلك تنبع مشاكل الحكم الإدارية والخلاف الذي يقوم بين القيادة السياسية والخدمة المدنية والخلاف الذي ينشأ بين القيادات السياسية والقضاء الذي يضع له الدستور نظام استقلال واضح في هذه البلد بعد مغادرة المستعمر ولكن هذا الاستقلال في ظروف البلدان المنقول منها هذا النظام يسير وفق تقليد معين يزيل التناقض ويزيل الانفصام ويزيل الاحتكاك ولكنه هنا لا يجد في هذه البلدان لا يجد هذا الوضع ولذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى كثير من الاحتكاك والتناقض والمشاكل وكذلك نجد مشاكل تتعلق أيضاً بمفهوم مسئوليات المؤسسات المختلفة الحاكمة فمثلا نشأ في نيجيريا قبل الثورة أو الانقلاب الأخير نشأ صراع عنيف ما بين رأس الدولة الذي ينص الدستور على أن مسئوليته اسميه وما بين رئيس الوزراء وكان ذلك النزاع سبباً رئيسياً في الفوضى التى أدت في النهاية إلى الانقلاب العسكري وفوق ذلك كله أيضاً نجد مشكلة السيطرة المدنية على القوات المسلحة في هذه البلدان لا تأتي بطبيعة الحال وإنما تحتاج أيضاً لمران ولقوة من ناحية الإدارة المدنية الشعبية حتى تتمكن من السيطرة الفعالة على كل أجهزة الدولة.. هذه المشاكل كلها تقع عل عاتق القيادة السياسية فجر الاستقلال وتنطوي شهراً بمد شهور وعاماً بعد عام وتؤدي إلى مشاكل والى فوضي كبيرة فقد يزيد الطين بله قيام صراع حزبي عنيف وقيام فتن مصيرية كما حدث مثلا من قبل الاشانتي في غانا وتنشأ أيضاً مشاكل إخفاق في مستوى تصريف اقتصاد البلاد وتنشأ أيضاً مشاكل تدخل أجنبي قد تصل درجة قريبة من الاحتلال والسيطرة التامة والتصريف التام لشئون البلاد بطريقة غير مباشرة كما يحدث في كثير من بلدان العالم الثالث اليوم هذه المشاكل كلها تعصر نفسها في عصير مركز يكون جرعة سامة تشربها الحركة السياسية في البلدان حديثة الاستقلال فتموت الحركة السياسية ويقتلها معول أو تقتلها معاول شكلها كالآتي :

    أما أن يقوم انقلاب عسكري ويتولى السلطة ويتولى الحديث عن الفشل في حل هذه وينادي بأنه هو القادر على حلها وعلى مواجهتها وعلى فرض التعصير والتحديث وعلى قيام الدولة الحديثة وعلى خلق الأمة ومواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها أو أن يحدث انقلاب مدني ذلك الانقلاب المدني يأخذ أحد شكلين هما في كلا الحالين يقومان على أساس حزب واحد فأما الحزب الواحد الذي يفرض على كل المنظمات القائمة في الدولة النقابية والطلابية والنسائية إلى أخره أن تتحول كلها إلى حيوية محددة لنشاطه السياسي الذي تقوم به تلك القيادة التى يفرضها وضعا قيادياً سياسياً ويترك للمنظمات الطلابية ومنظمات الشباب والنقابية غيرها من المنظمات المختلفة يترك لها نوعا من الحرية ونوعا من الذاتية في علاقة مخففه مع القيادة السياسية الموحدة.

    حدث هذا بالضبط تقريبا في كل العالم الثالث وكل هذه الخطوات لم تكن خطوات مأخوذة من خيال ولا هي مسائل لفرد تاريخي ولكنها تحليل لحركة سياسية حديث تقريباً فيكل المسمي بالعالم الثالث وهذه المشكلة التى وجهها العالم الثالث لم تواجه في الحقيقة أبداً في طريقة نهائية وبطريقة حاسمة المشكلات التى أدت إليها بل على العكس كان كل انقلاب عسكري في الواقع بداية لانقلاب عسكري ضده وكانت كل مؤامرة عسكرية تمهيداً لمؤامرة عسكرية تعقبها وكان كل حزب واحد فرض نفسه وسيطر على الأوضاع بطريقة مغلظة أو مخففه مقدمه لقيام تأمر في داخل الحزب الواحد يطيح بالحزب الواحد عن طريق مؤامرة مدنية أو عسكرية ولذا فقد استمرت أزمة الحكم والسياسة في هذا العالم الثالث استمرت متعاقبة في شكل تأمر مستقل لا نكاد أبداً نقف من أن نسمع في بلد عالج مشكلة الحكم والدستور بقيام انقلاب عسكري أو يفرض سيطرة مدنية لا نكاد نقف من أن نسمع عن التيارات المختلفة التى تتجاذب السلطان في داخل الكيان الواحد تجاذباً سريعاً يؤدي إلى التسليم والاغتيال والمحاربة والصراع وفي كل حال من الأحوال لا يمكن استثناء أي حال نجد أن أي حل للازمة السياسية وأزمة الحكم عن طريق هذا الحزب الواحد المخفف أو المغلظ أو عن طريق الانقلاب العسكري اليساري أو اليمني تؤدى في النهاية دائما إلى حركة تنقصها حركة تقتلها وتمزقها وتحشر الأمة في أزمة سياسية جديدة هذه المشكلة مشكلة أزمة الحكم والدستور في العالم الثالث حاول بعض الناس أن يخففها ويحاولن أن يتحدثون عن التطبيق الناجح في مكان والمخطئ في مكانات أخري وأنا أبادر فأقول أن التطبيق كان ناجحا جزئياً في مكان ومخفقا إخفاقا مريعاً في أماكن أخري ولكن المهم انه على تفاوت درجاته من الإخفاق والنجاح انطبقت فيه ظاهرة استمرار الانقسام الداخلي في القيادة السياسية انقساماً خطيراً وأن يطيح في القمة عدد من القادة السياسيين بدون مقدمات وأن ترد المؤتمرات عاما بعد عام وأن تنقلب الأحوال عاماً بعد عام إلى أوجه تأمر ودسيسة ونميمة وتوقع شر مستطير في كل زمن وأخر وحتى في الأحوال التى يحدث فيها شئ من التوفيق في القضاء على هذا التآمر المطرد الذي يصل في بعض الأحيان إلى درجة مريعة مخيفة للغاية حتى في بعض أحوال الاطمئنان الجزئية تحدث مشكلة إنسانية كبيرة هي أن الشجرة الظليلة الوارفة القوية المسئولية على السيطرة وعلى الحكم تزيل الأشجار البسيطة الضعيفة التى تنمو تحتها أو بالقرب منها إذ تحجب عنها ضؤ الشمس وتحجب عنها أيضاً قوة الإرادة والتوجيه فتحيل تلك الجماعات المحيطة بالقيادة السياسية إلى أحزان لا يمكن أن يتصور أن تستولي على الحكم أو المسئولية إذا ما حل بالشجرة الوارفة الظليلة شئ أحرقها أو أذهبها أو أضاعها وهذه المشكلة ينبغي إذا أن تدخلنا نحن جميعاً في هذا العالم الثالث في وضع نحتاج فيه إلى عمق الرؤية والى صدق الرؤية حتى لا ندخل أنفسنا في اجحار لا نستطيع أن نخرج منها أو نتمسك بخيوط العنكبوت دون أمل في النجاة خاصة وأن التجارب المختلفة كلها الآن قد انطرحت أمامنا ولا مجال هنا ولا في أي مكان من عالمنا الثالث هذا لأن نضلل بعضنا البعض أو أن نتحدث كأنما التصديق هنا ناجح ينبغي أن يحتذي أو يقلد فالأمر في الحقيقة أن التجارب العسكرية والوصاية المدنية وصلت نهاية الشوط ولا بد أن ندرك ذلك وأن جميع الشعارات التى تعلل بها عدد كبير منا لم تصل لتلك الغاية ليس هذا لأنهم كذابين ولا انهم مراوغين ولا لأنهم أرادوا أن يضللوا شعوبهم ولكن المسألة في حقيقتها أن التجربة أدت إلى هذه النتيجة)) نجد أنها تواجه إذا هذه المشكلة الفريدة وهي أن التجارب التى عشناها أو عاشها عالمنا الثالث بعد استقلاله سواء أخذت شكل الديمقراطية الغربية أو أخذت شكل تطبيق نظام الحزب الواحد المخفف أو المغلظ أو تطبيق نظام الحكم العسكري اليمني أو اليساري كانت النتيجة في النهاية أن النظام السياسي واجه أزمة وأن الدستور يواجه صعوبات وضغوط عنيفة)) الحقيقة أنا إذا وجدنا أن نظام الحكم الغربي واجه في بلادنا مشاكل عديدة ولم يتمكن حتى الآن في العالم الثالث أن يعيش عيشة مضطردة متماسكة متصلة إلا في الهند لا سباب قد نذكرها فيما بعد نجد أن هذا النظام إذا واجه مشكلة عدم المقدرة على معالجة أزمة الحكم في العالم الثالث قد يقول بعض الناس أن نظاماً لم يجرب بعد ذلك هو النظام الشيوعي أن النظام الشيوعي للحكم قد أدي للاستقرار في البلدان التى نالت منه وأخذته وجربته والحقيقة التى لا اعتقد أن هناك فراء فيها في أن ذلك النظام يحقق قدراً من الاستقرار سببه الحرية والمسالة الثانية هي أن ذلك النظام لم يواجه بمشكلة الخلافة كيف يخلف القيادة السياسية ؟ وليس من الصدفة أن أشيح قيادات سياسية اعجز قيادات سياسية أسن قيادات سياسية في العالم اليوم هي القيادات السياسية في تلك المنطقة أو المنطقة التى تأخذ بذلك التطبيق ما عدا مناطق معينة فيها يكفل استمرار التغيير أو الخلافة عن طريق الوصاية المهم في المشكلة أن مشكلة الحكم هذه ليست لعب ولا هي عبث ولا هي مسألة بسيطة يمكن أن نقول أنها قد حلت أو أنها ستحل بسهولة وأن الأمور يمكن أن تسير في دولابها العادي إنجازات عبقرية ومحاولات هائلة من مواجهة المشاكل المتعلقة بها)) هذا هو الأساس النظري لما وددت أن أقوله وأنطلق منه فأتحدث عن مسألة السودان أو الوضع في السودان وأود من أخواني المستمعين أن يضعوا في مخيلتهم دائماً هذه الصورة التى حاولت أن أرسمها لمشكلة الحكم بأنها مهمة جداً بالنسبة لبقية ما سأقوله في هذا الحديث(( نحن بالطبع واجهنا كالعادة إخفاق النظام البرلماني في التجربة الأولى وواجهنا الحكم العسكري وعاش وتخللته المؤامرات العادية التى تتخلل الحكم العسكري في كل مكان وانتهت المؤتمرات بأن صفي الحكم العسكري أجزاء منه كثيرة وعاش في اضطراب مستديم مستمر إلى أن قامت ثورة الشعب ف أكتوبر واستطاعت هذه الثورة بطريقتها وأسلوبها أن نضع مستوى من الإنجاز والتوفيق عالياً لم تتكرر التطبيق فيه في مكان آخر)) فتمكنا بذلك من الوصول إلى نظام الحكم القائم اليوم المبني على الدستور المؤقت المعدل لعام 1964م والدستور الذي ينظم الحكم في بلادنا الآن وبحكم تصرفاتنا(( السؤال الأول الذي يواجهنا هو أما ما الفرق بين وضعنا الآن وبين وضعنا قبل الانقلاب العسكري وإذا لم يكن هناك فرق فماذا لنا أن نتوقع ؟ وماذا ينبغي علينا أن نتوقع ؟ هذا الوضع هذه الحيرة السؤال هو الذي جعلنا نرفع شعار المصالحة الوطنية رفعناه أولاً لأننا أثناء الحكم العسكري وجدنا الفرصة لتعيش القيادات السياسية المختلفة قريبة من بعضها البعض ولتعرف إلى حد كبير كثيراً عن بعضها البعض ولذا فقد تقدمنا للأحزاب السياسية المختلفة التى كنا نعمل معها أثناء الحكم العسكري ضد الحكم العسكري بمشروع للمصالحة الوطنية في مارس 1963 وذلك المشروع كان يقضي ضرورة تغيير العمل السياسي والأسلوب السياسي بعد القضاء على الحكم العسكري إذا وفقنا الله أن نقضي عليه حتى لا نعود بالأمور إلى ما كانت عليه قبل عام 1958م قبل الانقلاب العسكري هذه إذا ناحية تاريخية هي أن الجماعة التى لها مسئولية في قيادة الاتجاهات المختلفة في الحركة السياسية السودانية وجدت فرصة التفاهم والتفا كر والاتصال ببعضها البعض أثناء الحكم العسكري وقد نشأ نتيجة لهذا الاتصال فكرة التقارب أو اللقاء الوطني وقد تجسدت تلك الفكرة في مشروع قدم في مارس 1963م((السبب الثاني هو أن الصراع حول استقلال البلاد وعدم استقلال البلاد واتحاد البلاد مع مصر الخلافات السياسية التى نشأت في المعترك السياسي السوداني تركت جراحاً فكان من ضمن مقاصدنا أن نعمل على محو أثار تلك الجراح إذ أن المعركة التى استوجبت تلك أو التى أدت إلى تلك الجراح قد حسمت وحسمت بإجماع فاصبح من الضروري أن يعمل الناس على محو آثار الخلاف تلك وكان لا بد من استدراك هذا الذي فاتنا. الناحية الثالثة هي ضرورة الوفاء لتراث العمل الوطني المشترك أثناء الحكم العسكري وضرورة الوفاء لتراث التعاون الوطني الصادق المخلص الذي كلل الله مجهوده بالانتصار الرائع الذي حدث في أكتوبر 1964م هذه المسائل كانت من ضمن الأسباب المقدمة لضرورة العمل على مسألة المصالحة الوطنية لكن هناك أسباب أخري وهي ضرورة توحيد الإرادة السودانية في وجه المشكلات الكبرى التى تواجهها البلاد وهذه الأسباب مجتمعة كانت هي في الواقع السبب الذي أدي إلى تقديم مشروع وفاق متكامل في مارس 1963م وهي أيضاً كانت السبب الذي أدي إلى تقديم مشروع وفاق متكامل في ديسمبر 1964م والحقيقة أن هذه المجهودات لم يكتب لها التوفيق في وقتها ولكنها لا بد أن تذكر كحقائق تاريخية كمعالم بالنسبة لتطور الحركة السياسية في بلادنا ما هي المسائل الكبرى؟

    المسائل الكبرى هي أولا نظام الحكم وقد أوضحنا أن العالم الثالث كله يواجه أزمة في نظام الحكم والدستور فلا بد أذن أن كنا جادين أن نسعى لاتفاق حول الأسس التى يقوم عليها نظام الحكم والدستور ثانياً مشكلة المصير التى يواجهها شعبنا في جنوب السودان وضرورة الاتفاق حول النقاط الرئيسية للحلول لهذه المشكلة والناحية الثالثة هي ضرورة الاتفاق حول معالم رئيسية لسياستنا الخارجية والناحية الرابعة هي ضرورة الاتفاق على الأسس التى يتم عليها الإنتاج والتوزيع الاقتصادي في بلادنا والناحية الأخرى هي الاتفاق على الأسس الرئيسية التى يتم عليها الإنتاج والتوزيع الاقتصادي في بلادنا والناحية الأخرى هي الاتفاق على الأساس الذي يتم به تنظيم الفئات والذي يحكم هذا التنظيم بصورة لا تخضع للصراع الحزبي والناحية الأخيرة والهامة هي مسألة تحديد الذاتية التى لابد من تحديدها لتكون الحركة السياسية قادرة فعلا على مواجهة المشاكل والتطلعات التى تعيشها البلاد كيف نستطيع أن نتوصل لحلول لهذه المسائل الرئيسية بينما فشلت القيادات السياسية المختلفة في العالم كما حاولنا أن نقول وكيف نختار السودان ليكون مركز تطبيق ممتاز أو جديد لشيء لم يسبق إليه في تلك المناطق هذا السؤال مهم خاصة وأن السودان كغيرة من البلدان يواجه انقسامات خطيرة وانقسامات رئيسية ولابد لهذه الانقسامات من أن تؤثر على أي مشروع للوفاق العام أو للمصالحة العامة لأن الناس أينما يتحركون بتأثير انقساماتهم الجذرية التى يعيشونها النقطة التى أو أن أبرزها فيما يلي من حديث هي أن السودان يمتاز بوضع فريد بالنسبة للانقسامات المصيرية التى تواجه البلدان الأخرى وأن هذا الوضع الممتاز هو الأمل الوحيد في أن نستطيع أن نتقدم بتطبيق أعلى مستوى وأكثر تحضيراً مما يتم أو يجري في بلدان أخري لنمسك الانقسامات واحداً فالثاني الانقسام الأول الذي نعانيه بالطبع هو الانقسام العنصري وفي السودان ما في شك عناصر مختلفة عناصر عربية وعناصر زنجية وهذا الاختلاف العنصري أو الانقسام العنصري هو أيضاً موجود في بلدان كثيرة في العالم الثالث ولكن الشيء الوحيد الذي تواجه انقساما عنصريا هو أولا أن العروبة أو العنصر العربي الموجود في السودان في عنصر قد تمت فيه عملية الانصهار مع البيئة الزنجية فهو إذا استثنينا الجنوب القليلة من قبائل الجمالة من القبائل المترحله يعيش في الواقع في شئ من الانصهار والاختلاط كبير، هذه واحدة والناحية الثانية هي أن تجربة الانصهار في السودان عبر تاريخ الطويل كانت تجربة سليمة موفقة مثالية ناجحة فليس أقل من أن نأمل أن تكون هذه التجربة حافزا لنجاح في نفس الخط في المستقبل والناحية الثالثة هي ناحية في الحقيقة ذكرها قد يعتبر نوع من التجني على إخواننا الجنوبيين ولكن ذلك ليس حقيقة وهي أن وهي أن إخواننا الجنوبيين الذين يعيشون معنا هذا الانشطار تركهم الاستعمار في وضع الإهمال والتخلف جعل هذا الإهمال وهذا التخلف جعل وضعهم يحتاج في الواقع إلى عمل جديد والى نشاط من جديد والى نشئ من جديد وهذا الوضع ف الحقيقة مع انه سيئ بالنسبة لهم إلا أنه يجنبنا نوع من الانشطار الذي مثلا عاشته أو جربته بلاد كنيجيريا بين شمالها وجنوبها أو حتى بلاد كالعراق بين العنصر العربي والعنصر الكردي فيها فإذا مع وجود الانقسام العنصري هذا توجد هناك أسباب تدعو للتفاؤل في مواجهة هذا الانقسام العنصري خاصة وأن القيادة السياسية السودانية كلها مجمعة على أن لا تعتبر العنصرية سبيلا للعمل السياسي وإلا تعتبرها سبيلا للتطبيق السياسي، هذا الانقسام يعرض انقساما آخر أيضاً والشيء الوحيد الذي يمكن أن نخرج به في هذا الانقسام هو أن التطبيق الإسلامي الذي تحرص عليه الحركة السياسية السودانية نستطيع أن نقول أن مسألة الانقسام الديني هذه أيضاً يؤكد وضع ممتاز في السودان من جرائه، الناحية الثالثة مسألة انقسام الطائفي الذي تتشكل في وضع رئيسي بين الأنصار والختمية والطوائف المختلفة الأخرى، وفي هذا الوضع فأن المخرج في نظري لتفسير اوجه التفاؤل هو أولا إذا نظرنا للانقسام الطائفي الموجود مثلا في العالم العربي المسلم لوجدنا أن الخلاف مثلا ما بين الشيعة والسنة والدروز والعلويين انقسام أساسي هائل للغاية أما الخلافة هنا فخلاف مختلف للغاية باعتبار أن القدوة التى يقتدي بها ويسير عليها الأنصار هي الإمام المهدي والإمام المهدي وضع دستوراً واضحاً محددا في هذه المسائل وهي أن أمره الذي جاء به هذا أما هو تطبيق وأحياء للكتاب والسنة وما نسب إليه أبداً من هنا مناقضاً في أي شكل من أشكاله. للكتاب والسنة فاليضرب به عرض الحائط لذا فهو أذن قد رفع رأساً لبعث إسلامي سني أن كان الأمر كذلك فالختمية أيضاً يتبعون أيضاً تطبيقاً دينياً سنياً لم يأت في أي قول أو عمل ما يدل إلي ما يدل إلى أن هناك إشارة لرفع محو التطبيق الإسلامي والسني أن كان الأمر كذلك أذن فقد اقتصرنا الخلاف في داخل نطاق معسكر واحد من معسكرات الإسلام التى سطرته فيها خلافات المذاهب والمدارس الفكرية المختلفة وأن كان الأمر كذلك فأن هذا يخيف وطأة الانقسام الطائفي تخفيفاً كبيراً لدرجة أن يمكن أن تلتقي طوائف السودان المختلفة حول مسألة رفع البعث الإسلامي على أساس أحياء الكتاب والسنة وقد وضع الإمام المهدي أساساً للتسامح الطائفي مرة واحدة ـ إذ قال:ـ بالنسبة لجميع التطبيقات من الطرق المختلفة التي عاشت في السودان قال أهل الطرق جزاهم الله خير وصلوا ووصل لكن بعد اليوم رفعنا راية الخلافة الكبرى والخلافة الكبرى تقتضي وحدة الأمة ووحدة الأمة تقتضي أن يسير الناس جميعاً في راية موحدة وسيادة موحدة فلهذا فأنه لم يفعل كما فعلت مثلا مذاهب أخرى من مذاهب البعث الإسلامي التى قالت شيئاً مريعاً مخيفاً متطرفاً في أمر الطرق الصوفية وشيئاً مسيئاً مهيناً لها وإنما قال قولا كان يمكن أن يستوعب في الواقع النشاط الديني كل في ظل بعث إسلامي جديد هذه الناحية مهمة جداً كذلك لأنها تشير إلى الحقيقة وهي أن قيام الإمام المهدي في السودان في الواقع كان جزءاً من حركة اليقظة الإسلامية التى اجتاحت العالم الإسلامي كله في القرن التاسع عشر وهي سلسلة من الحركات الإسلامية التى جريت السيف والعلم والقلم والكتاب في وجه الحكم الأجنبي وفي وجه الخلافة العثمانية إذ تعفنت وفقدت صلاحيتها بالاستمرار في حكم المسلمين فاتخذت صورة المشاعر كلها في حركة اليقظة الإسلامية التي أدت إلى قيام كثير من المبشرين والمصلحين والمسلمين في كل بقاع العالم الكامل منهم السنوسي ومنهم الواهبى ومنهم الحركة التي بعث بها من قبل السيد أحمد بن إدريس إذ أرسل السيد محمد عثمان الميرغني الكبير في حركة تبشير إسلامي وتوسع إسلامي في السودان وأيضاً شملت هذه الحركة حركة التغطية الإسلامية والمضطردة والمتواصلة قيام دعوة الإمام المهدي لأحياء الكتاب السنة كحركة بعث إسلامي مرتبط ببعضه البعض هذه المسائل كلها تشير إلى أن الانقسام الطائفي في السودان ليس كالانقسام الطائفي في البلدان العربية الإسلامية الأخرى وانما يتميز بهذه الصفات مجتمعة المشكلة التى أيضاً تواجهنا بانقسام أخر من نوع آخر والانقسام بين القديم والجديد ففي السودان كغيرة من البلدان الحديثة هذه يوجد انقسام كبير ما بين القديم والممثل في قبائله وأوضاعه وظروفه إلى أخره وبين الجديد والممثل في خريجيه ومثقفيه ومتعلميه إلى أخر هذا الانقسام بين القديم والجديد حدث في السودان في الواقع بظروف الطف بكثير من الظروف التى يوجد فيها في مناطق عديدة أخري مثلا من مناطق أخري نجد أن الجديد بل في اغلب المناطق الأخرى نجد أن الجديد أي أولئك يمثلون الجاه والذين يمثلون العلم والذين يمثلون النفوذ إلى أخره في الواقع قد جندوا في طبقات اجتماعية معينة ذلك لوجود سلطان إقطاعي أو سلطان ملكي في تلك البلاد فرض أن يكون تجنيد المثقفين أو اخذ الشباب للتعليم أو تجنيد الضباط في الجيش أو تجنيد المدرسين أو المتعلمين إلى أخره من طبقات اجتماعية معينة هذا الوضع لم يحدث في السودان بل جاءت لطبقة السودانية المثقفة مهما يقال عن وضعها الممتاز الآن جاءت في كل حدب وصوب وفي كل مجال اجتماعي لم يكن هناك أي نوع من الحرص على أن يكون النظام الاجتماعي هو السبيل لتجنيد الشخص ليذهب إلى المدرسة أو يؤخذ في القوات المسلحة أو ليؤخذ في أوجه التعليم ودوره المختلفة ولذا فالطبقة المثقفة في السودان في الواقع تختلف عنها في كثير من البلدان الأخرى إذ أنها معبأة أو مجندة من بيئة ديمقراطية دون مراعاة للوضع الذي فيه أب أو أسرة الشخص الذي ينخرط في سلك التعليم ليأتي بعد ذلك وبعد مؤهلاته فيكون حاكما في الخدمة المدنية أو مدرسا في الجامعة أو ضابطاً في القوات المسلحة الانقسام الأخر الذي نعتقد أن وضع السودان فيه وضع أيضاً هائل وانقسام يؤثر على إمكانية الوفاق أو إمكانية اللقاء وهذا التراث الحزبي أو الانقسام الحزبي أولا لا نستطيع أن نقول نحن أبناء السودان أنه خضع ليس لأول مرة نحاول أن نوحده وانما خضع في مراحل عديدة في الماضي إلى وحدة صف واجهت مثلا تحقق مشكلة استقلال السودان وواجهت أيضاً مشكلة الحكم العسكري وواجهت أيضاً العمل على ثورة أكتوبر كل هذه الأشياء تعد تراث لقاء وتراث وفاق بن الأحزاب السياسية والسودانية وقد التقت فيها في تلك المناسبات المختلفة الناحية الثانية هي أن الضرورة التى واجهها القائمون بالقيادة السياسية في بلادنا في وجه التفتيت والتمزيق أصبحت واضحة حتى أنه لا يتحدث الآن الساسة السودانيون في كثير مما يتحدثون إلا في ضرورة الوفاق أو حتى أولئك الذين لا يرون ذلك الوفاق يسكنون باعتبار أن المسألة قد تواجه مشاكل عملية وتتطور والسبب الثالث الذي يجعل الوضع في السودان إلى حد ممتاز هو أنه يصرف النظر عما يقول زيد وعمر إذا نظرنا لوجهات النظر الشعبية عند كل منا ممن يطوف على أجزاء السودان المختلفة يجد أن الجمهور أو السواد الأعظم في السودان أصبحت هناك ميزة معينة في اتجاهاته السياسية العامة تلك الميزة أولا تتمسك ببعث لذاتيتها في شكل يقظة إسلامية واضحة المعالم هذه واحدة والناحية الثانية أن هذه الجماعات تتضح فيها أيضاً معالم مطالبة بأوضاع بالنسبة لمعايشها مطلبيه قائمة أيضاً على العدالة ومقتضية مستويات معينة من الكفاءة واضحة لكل من يريد أن ينظرها أو يطلع عليها فأذن تلخصت أهداف الأمة السودانية وسوادها الأعظم باختلاف جهاتها المختلفة أو اتجاهاتها المختلفة في جمهرة هذا السواد الأعظم في وضع بعث لذاتيتها وفي وضع حركة مطلبيه ذات مستويات معينة في العدالة وأيضاً في وضع مطالب محددة ذات طابع وطني عام تفرض نفسها على كل من يقابل الناس في بقاع السودان المختلفة يتحدث في المشكلات العامة المختلفة أن كان هذا هو الأمر فنجد أذن أن نجد أن السواد الأعظم من السودانيين قد حل كثيراً من عقداته وقد واجه بعض هذه المشكلات بحلول واضحة ومعينة في مسلكه يستطيع كل من يعرف الرأي العام السوداني أو بتلمسه أن يتلمسها ويدركها هذه المسائل أول من تخطر على باله وأول من تفرض عليه أن يتحرك القيادة السياسية السودانية أن تدرك هذه المسائل وأن تعرفها وأن تواجه المشكلات التى تنبع من الانقسامات المذكورة سابقاً وأن تستثمر الوضع الخاص الذي نعيشه نحن في السودان في حل هذه المشكلات ووضع خاص فات على أن أذكره بالنسبة للناحية الاقتصادية وهي أنه لصدفة أرادتها تطبيقات النظام القائم في السودان في الماضي كان السودان يستمتع بقطاع اقتصادي عام كبير وهذا القطاع العام يفرض هيمنته على كل الاقتصاد السوداني بصورة لا تحققها البلدان الأخرى إلا بعد سعي جهيد وبعد مجهود كبير وبعد تصفية قوى سياسية كبيرة وبعد صراع سياسي هائل كيف نتمكن من استثمار هذا الوضع الخاص كله وكيف نتمكن من الوصول إلى هذه الغاية التى تمكننا من افتراض أننا فعلا قد جئنا بتطبيق جديد لوضعنا السياسي كله المسألة الأولي هي أن تتفق الأحزاب السياسية السودانية على الخطوط الرئيسية المواجهة المشكلات السودانية الكبرى هذه المسألة يمكن أن تسميها التقاء الأحزاب السودانية فستعطس أفقاً أفق جديدا فهي تنظم الفئات العالمية وخلافها في إطار عام متفق على الأوضاع الرئيسية لهذا الإطار وميسر لهذه الفئات وهذه التنظيمات حرياتها النقابية ومحدد للإطارات العامة التي تعيش فيها هذه الفئات ويعيش فيها عملها هذه اللبنة الثانية واللبنة الثالثة هي التعبئة المدنية العامة للمواطن السوداني العادي وهذا عن طريق المنظمات المختلفة غير السياسية بالإضافة إلى الأحزاب السياسية التى تعمل لتحقيق هذا الاتفاق الجديد وأما المثقف غير المنتمي فلابد أيضاً من وصوله لمرحلة المشاركة في هذه الحركة وهذه العملية وهذا لا يتم إلا أولا بالاعتراف السائد والذي ينبغي أن يسود بين الأحزاب نفسها أنه لا ينبغي لأن يكون الشخص مفيداً في العمل العام أن يكون حزبياً وقد يكون غير حزبي والناحية الثانية اقتناع المثقفين غير المنتمين بأنهم يمكن أن يعملوا في العمل العام دون أن يبتدأ ذلك بشرط نهاية الأحزاب السياسية وإنما يكون العمل السياسي الذي يقوم به متجهاً نحو مقابلة كل هذه القوى في هذا الأفق الجديد الذي ذكرناه ما هي الأشكال العملية التي يمكن أن يتم فيها ؟ هذا الأشكال العملية لهذا هي أولا أن ينبع من كل هذا الحديث التيار الفكري الذي يأخذنا جميعاً في موجته ويأخذنا لغايته واتجاهه الشكل العلمي الثاني هو التكوين القومي لمؤسسات إنجازنا التى تعمل على مواجهة المسائل أن لم تتسم بهذا الطابع فقدت القدرة على التجاوب مع هذا التيار الذي يؤدي في النهاية إذا وفقنا فيه بتوحيد الإرادة السودانية أن الاتفاق حول هذه المعالم وهذه الأسس وقيام هذا التيار الفكري ليحيط بنشاطنا العام كله ولنظم هذا النشاط العام حول هذه المسائل يؤدي أيضاً إلى عدم الالتفات إلى المشكلات العمة والصراع وحولها وإلى الانتباه للمشكلات التفصيلية مثلا مشكلات اقتصادنا كمشكلات الزراعية ومشكلاتنا الصناعية إلى آخره إلى آخره كل هذه المشكلات رلآن لا تأخذ الصدارة لأن الصراعات السياسية والخلافات حول المشاكل العامة تحجب الأفق عن الناس ولذا ينتبهون إلى تلك المشكلات العامة وهي مهمة ولا يمكن أن تقلل من أهميتها ولا يمكن أن نصل إلى صرف الناس عنها إلا بالوصول إلى اتفاق عام أساسي حولها فالمظهر العلمي الآخر أيضاً هو انصراف الناس للمشكلات العملية الحقيقية التى تواجههم يومياً وفوق هذا كله وذاك أن قيام دستور متفق عليه يحسم أزمة ومشكلة الحكم والقيادة يستطيع أن يعطي القيادة السياسية التفويض اللازم والاستقرار اللازم والاستمرار اللازم لتتمكن من مواجهة المشكلات المختلفة وفق البرنامج الموضوع لها أذن فخلاصة القول التى وددت أن أصل إليها ولا شك أن هذا الحديث فيه كثير مما هو مدعم ومختصر هي أن مسألة المصالحة الوطنية هذه هي استثمار لظروف السودان الخاصة لمحو جراح الماضي وتوحيد إرادة السودانيين حول أفق سياسي جديد وهي ليست كما يحاول أن يقول بعض الناس محاولة لمزيد من المساومات الحزبية فليس فيها مجال في الواقع لمساومة الحزب من الأحزاب أن وفقنا إليها وليست هي أيضاً محاولة لتخدير المعارضة أو تجميدها كما يحاول بعض الأخوان أن يصفوها وهي ليست بدعوة سياسية جديدة في محيط العمل السياسي السوداني وقد تكررت المصالحة وتكرر الوفاق في مراحل من تاريخ السودان مختلفة ومحددة من تاريخه القديم والجديد ولكنها هذه المرة نود أن نصبغها بشيء من الاستمرار وشئ من التنظيم لمواجهة المشكلات التى ذكرناها في البداية و التى لا يمكن أن نواجهها إذا لم نحسم هذه المسألة حسماً نهائياً. ما هي القوي الاجتماعية التى تساند هذه المصالحة ؟ ما هي القوي صاحبة المصلحة في هذه ؟لأنه لا يمكن لشيء أن يتم في عالم السياسة وليست وراءه إرادة اجتماعية قوية وليست وراءه أيضاً أسس وأهداف واضحة المعالم الحقيقية أن القوي السياسية والاجتماعية التى تمكن وراء مسألة المصالحة هذه هي الجماعات الواعية في الأحزاب السياسية المختلفة على اختلاف أحزابها السياسية المختلفة وأيضاً المثقفين السودانيين المنتمين وغير المنتمين الذين يريدون توسيعاً لماعون العمل السياسي حتى يتمكنوا من المساهمة في بناء وطنهم والانخراط في سلك تلك المساهمة وأيضاً السواد الأعظم من السودانيين الرعاة والزراع الذين لم يمسهم السودان الحديث بعد والذين أصبحوا قوة مطلبيه هائلة لابد أن يحط السودان الحديث نفسه طولا وعرضاً ويتشابي طولا وعرضاً حتى يتمكن من الاستجابة لمطالبهم في الآبار والشفخانات والمدارس إلى آخر المطالب التى أصبحت تتلق النواب وتتفق وتعلن معهم الحكام وتقلق معهم النواب وأيضاً كل الحركة السياسية اليوم أذن الجماعة ذات المصلحة التي يمكن أن تكون صاحبة مصلحة حقيقية في توسيع مواعين العمل السياسي في السودان هي الجماعات المختلفة الواعية في جيوب العمل السياسي المختلفة السودانية صاحبة المطالبة الحقيقية سواء جاهرت بذلك أو أسرت به في توسيع مواعيد العمل السياسي حتى تتمكن من حسن الأداء وحتى تتمكن من حسن المساهمة والجمهور العريض من السواد الأعظم صاحب المطالب الكبيرة اليوم التى تطالب مطالبة حثيثة بتوسيع قاعدة السودان الجديد حتى تتمكن من أن تنخرط في سلكه وأن تستمتع بنعمائه هناك عناصر لا شك ستعارض المصالحة الوطنية بكل هذه المفهومات التى وردت فيها لأسباب كثيرة أولا هنالك أشخاص عديدون وجيوب كثيرة لا شك إنها منتفعة في تجميد الوضع الحاضر لما هو، توجد عناصر كثيرة تستمتع بتجميده ولها مصلحة حقيقية في هذا التجميد جماعة أخري هم النقليون من الذين ينقلون أفكارهم من جهات مختلفة سواء كانت تلك الجهات جهات من تراث سوداني أو غير سوداني المهم في الظاهرة مسألة النقل والاعتماد على مسألة((تابلت)) مخطط معروف محدد لا يخضع في كثير أو قليل إلى مسألة التجاوب مع ظروف خاصة موجودة في قطر من الأقطار إلى مستوى كريم أو مستوى بالغ فعلا يمكن من التمشي مع ظروف تلك البلاد كمما ينبغي أن تكون فأذن نحن في وجه الذين يحرصون على تجميد الوضع وأولئك الذين يحرصون على النقل سنجد أن مسألة التجميد ومسألة النقل هذه ستمدنا بمعارضة عنيفة وتشكيك كبير فيما نحن بصدده من ناحية توسيع مواعيد العمل السياسي في السودان هذا المجهود لا شك أن واجهته فقط قوى التجميد في السياسة السودانية وقوى النقل في السياسة السودانية فلا شك في أنة سيوفق وينجح اللهم إلا إذا حدثت العوائق الآتية يتحمل جداً أن يجر السودان فيما يتعلق بأولئك الذين يتتلمذون لأساتذة خارج السودان أن يجروا بلادنا في الواقع إلى معترك لاناقة لنا فيه ولا جمل باعتبار أن مسألة التلميذة هذه تفرض أو تجر إلى بلادنا ظروفاً في الواقع ليست من واقعها ليس معنى هذا أننا نود أن ننعزل ولا أن نفرض الانعزال ولا أننا عندما نقول أننا نرفض الأستاذية لأي معسكر يحيط بنا أن معنى ذلك أننا نود أن نقفل بابنا في وجه التيارات المختلفة أو أننا نود لا نتعاون مع غيرنا ولكن الشيء الذي ينبغي أن يؤدى إلى المشاجرة الوطنية هو أن نسمح لجيوب ذات ولاء أصيل لجهة خارج السودان أن تجعل من نفسها في داخل السودان أن تجعل من نفسها محركا لمصالح تلك الجهات الخارجية وهذا هو الذي ينبغي أن نرفض وينبغي أن نقسوا في رفضه لأنه يدخل بلادنا في الواقع في دوامة تفرض علينا صراعاً ليست مصلحة بلادنا في مقدمة الأسباب المؤدية إليه وهذا لا يعني أننا نعزل أنفسنا مما يدور حولنا أبداً ولكن يعني أننا نشترك فيما يدور حولنا بتأكد لذاتيتنا ولا صالة مساهمتنا ولإيجابية مساهمتنا ولاستغلال مشاركنا في تلك المشكلة بنجاح فليس أقل من أن نقول أن جربنا مقدرتنا الأصلية النابعة من تفكير أصيل إيجابي مستقل قد تكون أوفق في الوصول إلى حل بدل أن نشارك هذا أو ذاك في تأييد وجهة نظره وتعميق الخلاف عاماً بعد عام في المشكلات المختلفة التى تواجه العالم العربي والأفريقي وهذه المشكلات لا نستطيع أن نعزل أنفسنا منها ولا يمكن حتى إذا عزلنا أنفسنا منها أن نسكت عنها ولكن المهم أن يكون طابع يتميز بذاتيتنا وكياننا وإبعادنا نكون نحن واجهة لشخص آخر في تصريف هذه المشاكل أو في مواجهتها أو في المشاركة في حل فيها فالمشكلة أذن ليست هي لانعزال ولا أننا ليست لدينا مصلحة في التطور الذي يحدث في المنطقة ولا أننا ليس لنا وجهة نظر فيما ينبغي أن يتم وإنما الواقع أننا ينبغي أن تكون لنا وجهة نظر وإذا تحدثنا عن مضمون المسائل التي ذكرناه مجملة هنا كان يمكن أن نتحدث عن هذه الوجهة من النظر المهم أن لا بد لنا من هذه الوجهة في النظر ولا بد لنا من هذه الذاتية ولا بد لنا من مساهمة فعالة في التطور والأحداث التى تتم في المنطقة ولكن الشرط أن يتم ذلك ما أمكن بوحدة الحركة السياسية السودانية وذلك لأنه أن لم يحدث ذلك وان لم يكن على الأقل العناصر السياسية منها في هذه الوحدة مكتملة فلا شك نحن سنجد أنفسنا سواء تسامحنا مع بعضنا أو لم نتسامح نجد أنفسنا متشاجرين شجاراً وصراعاً عنيفاً وسنجد أنه لا سبيل إلى أن نعالج مشكلة من هذه المشاكل معالجة سليمة أو حكيمة وأن ما يدور حول هذه المسألة أيضاً أو أن هناك إهمال لها ولكن مادمنا بصدد المصالحة ومادمنا نرفع شعارات المصالحة المسألة ليست مسألة إهمال وإنما مسألة إمهال حتى يدرك الذين يقدرون أن مسألة الإمهال هذه متروكة لهم للمراجعة حتى إذا امكنت المراجعة في ظل الإمهال هذه أمكن الوصول إلى مستوي أعلى وأوسع من المصالحة وإلا فحتما تبدأ المشاجرة العنيفة التى تنتهي بتوحيد إرادة الأمة في ظل الوصاية فنبدأ من حيث انتهينا وندخل في دوامة أزمة الحكم في العالم الثالث مرة ثانية مما قد تتدهور إليه من وصاية تعرضها علينا أي جهة مغامرة في وسطنا أن أهم شئ في مسألة المصالحة الوطنية هذه هي أنها توضح أن هناك ضرورة حتمية لتوحيد إرادة الأمة وانه في غير ظل الوصاية العسكرية أو المدنية لا بد أن يتم ذلك عن طريق الاختيار أن يتم اختيارياً وأن هناك عناصر تداعب اليوم أوتار تثير بركانا هائلا أنها لم تترك هذا المسلك لأن في ذلك الوضع الذي نحن مجبرون لمصلحة المصالحة أن نتركه إمهال لكل من فكر أن يشاجر أن يفكر قبل المشاجرة في المصالحة حتى نوفق أن أمكن في توحيد إرادة الأمة في ظل الحرية وفي ظل الاختيار لا الوصاية والجبرية لأن شعار المصالحة الوطنية توجه طاقتنا لأفق جديد في ظل الحرية وأن سقط هذا الشعار فستتوجه طاقتنا لتمزيق بعضنا بأسي بعض في معركة من ينتصر فيها لا شك لن يعامل الأطراف الأخرى معاملة لطيفة. أود في ختام حديثي هذا أن أشكركم على حسن الاستماع وأرجو أن أكون قد وفقت في توضيح المراد من هذه الكلمة التى تشعب بها الحديث والسير والسلام عليكم ورحمة الله.
                  

العنوان الكاتب Date
من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:21 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:23 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:25 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:28 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:30 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:31 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي خضر عطا المنان10-28-10, 07:41 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 09:20 AM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-28-10, 07:32 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:31 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 02:43 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 06:22 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:00 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:23 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 02:37 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 02:40 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:32 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-28-10, 07:33 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:34 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-27-10, 08:31 AM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:39 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-28-10, 07:34 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-28-10, 07:36 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:44 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:46 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:48 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:59 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي خضر عطا المنان10-28-10, 08:03 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:02 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:06 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:06 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:07 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 09:22 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:08 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:09 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:10 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:12 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:13 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:17 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:19 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:20 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:21 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:21 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:23 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-28-10, 10:24 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Amani Al Ajab10-28-10, 10:39 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Amani Al Ajab10-28-10, 10:48 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي معتصم مصطفي الجبلابي10-28-10, 10:42 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 02:15 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي محسن عبدالقادر10-29-10, 04:55 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-29-10, 05:20 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:21 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-29-10, 05:26 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-29-10, 05:46 PM
              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي محسن عبدالقادر10-30-10, 11:20 AM
              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Basheer abusalif10-31-10, 08:38 AM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:34 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:35 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:39 PM
              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:41 PM
                Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:42 PM
                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:43 PM
                    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:46 PM
                      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:50 PM
                        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-29-10, 05:55 PM
                          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-29-10, 05:59 PM
                            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي نيازي مصطفى10-29-10, 06:48 PM
                              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 07:17 PM
                                Re: من اقوال الامام الصادق المهدي محمد صلاح الدين عنقرا10-29-10, 10:50 PM
                                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 07:15 AM
                                    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 09:04 AM
                                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي محمد صلاح الدين عنقرا11-05-10, 11:54 PM
                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 03:05 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 09:13 AM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Amani Al Ajab10-31-10, 01:35 AM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بدر الدين اسحاق احمد10-31-10, 06:13 AM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 07:14 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 07:35 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 09:21 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 09:33 AM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي الصادق ضرار10-31-10, 09:53 AM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي اكرام الصادق الحسن10-31-10, 01:58 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 02:24 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي نيازي مصطفى10-31-10, 09:51 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي نيازي مصطفى10-31-10, 10:25 PM
              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي نيازي مصطفى10-31-10, 10:40 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-01-10, 07:17 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-01-10, 08:01 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-01-10, 04:11 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-01-10, 08:20 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي محمد المختار الزيادى11-02-10, 12:34 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي أسامة البيتى11-02-10, 05:06 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Omer Abdalla11-03-10, 02:41 AM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Omer Abdalla11-03-10, 02:44 AM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Omer Abdalla11-03-10, 02:47 AM
              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Omer Abdalla11-03-10, 03:19 AM
                Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-03-10, 07:36 AM
                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-03-10, 07:38 AM
                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-03-10, 07:38 AM
                    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-03-10, 07:40 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-03-10, 07:40 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de