|
Re: هذا النبي الذي سخروا منه.. (Re: bashir adam abdalla)
|
قبس من نور الهجرة
إذا كان لكلّ أمّة من الأمم لحظات مصيرية في تاريخها لا يمكن أن تنساها أبدا.. فليس لأمة الإسلام -بعد انبلاج فجر الوحي فى غار حراء حينما نطق أمين السماء لأمين الأرض بهذه الكلمة الخالدة "اقرأ" -من حدث أهم من حادث الهجرة الذي لم يكن نقطة تحوّل لأمتنا فحسب.. بل للبشرية بأسرها..
تلك النقطة التحوّلية التي تحوّل فيها المسلمون من مجموعة صابئة مضطهدة معذبة مطاردة في شعاب مكة إلى مواطنين من الدرجة الأولى.. أصحاب دولة لها كيانها المعتبر.. وتحوّل الرسول صلى الله عليه وسلم من "صابئ متمرد على دين قومه" كما كان يطلق عليه كفار مكة عليهم لعنة الله.. إلى رئيس دولة تأتمر بأمره.. وتنتهى بنهيه.. ولتتكون أول دويلة إسلامية تحكم بشريعة السماء، وتتخذ من المسجد مقرّا لحكمها.. وليكون فيها كتاب الله عز وجل وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- هما المرجع الأول والأخير لتدبير كل ما دقّ وجلّ من شئونها..
ومن الفضول تكرار ذكر أحداث الهجرة التى لا تخفى على أحد من المسلمين وإنّما من اللائق بنا الإنتفاع أو الإعتبار بما جعله الله فيها من العبر والدروس درسا واحدا ينتفع به من خلال كلمة قالها أحد المشاركين فى بيعة العقبة الثانية والتى كانت هى التمهيد لهذه الهجرة المباركة..
عندما همّ الأنصار رضي الله عنهم بمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم.. فأخذ أسعد بن زرارة رضي الله عنه بأيديهم قائلا " رويداً آل يثرب.. إنّا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله.. وأنّ إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم ،وأن تعضّكم السيوف.. فإمّا تصبرون على ذلك فخذوه وأجركم على الله ،وإمّا تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله " وفى رواية "فيه معاداة الأبيض والأسود، والأحمر والأصفر وعلى أن ترميكم العرب عن قوس واحدة"
|
|
|
|
|
|
|
|
|