|
|
 رسالة من الشهيد محمد عبد الرحمن الى جماهير الشعب السوداني
|
مانشيت:
دماء الشهيد تتحول الى لسان من نار يلهب وجه الجلاد ويقول لكم:
- مظاهرة اليوم ما هي الا قطرة من وعد بسيل عارم
- أول شرط لاسقاط النظام هو سقوط هيبته لدى جماهير الشعب
وكأني به يقول:
هذا نداء لكم جميعا أيها الشباب ... اجعلوا من هذه المظاهرة الخطوة الأولى لتصفية هذا النظام الغاشم, استمرارنا في التظاهر هو بداية الطريق .. وسلاحنا لاسقاط هذا النظام هو فهمنا بأن النظم الدكتاتورية مهما عظمت قوتها ... ومهما ازدادت سطوتها وارهابها ... ومهما تمترست خلف التعسف ... ومهما تددججت بالحديد و النار لقمع شعوبها فهي أضعف من أن تحكم بقوتها الذاتية ... وذلك ببساطة لأن هذه السلطات الدكتاتورية لن تستطيع أن ترصد فردا من أفراد الأمن للسيطرة على كل فرد من أفراد الشعب ... كما أنها لن تستطيع أن تقتل جميع أفراد الشعب .
ان الدتاتوريات وان بدت قاسية في المظهر, فانها ترتعد خوفا من الداخل, وفي حقيقة الأمر فان القسوة الشديدة من قبل الحكومة هي بسبب الخوف المتعاظم, كما أن القسوة تولد مزيدا من الخوف ... وبذا نستطيع أن نفهم ماذا يعني سقوط شهيد في مثل هذه المعارك والمنازلات مع الطغم الدكتاتورية ... سقوط شهيد هو اثقال لميزان هذه الحكومة الدكتاتورية بمزيد من الخووف, و بالطبع مزيد من القسوة, لذا لن يذهب دم هؤلاء الشهداء هدرا الا اذا تراجعت صفوفنا أمام قسوة الحكام وبطشهم . عندها يحق لنا أن نبكي ... نبكي أنفسنا لا الشهداء .. والبكاء ليس انصاف لهم.. اذا أردنا أن ننصف هؤلاء الشهداء, فلا أقل من أن يتواصل خروجنا للشوارع, فالطغاة تخيفهم الكلمة – خصوصا كلمة الحق - وان بدت ضعيفة ,, وتخيفهم جموع الشعب وان كانت عزلاء. وهكذا نستطيع أن نفهم قولهم أن ارادة الشعوب لن تقهر.
كثيرة هي شواهد التاريخ على أن كسر حاجز الخوف يسقط هيبة الدولة,,,, حدث ذلك بالهند بقيادة غاندي حتى طردت الاستعمار البريطاني ,, حدث ذلك باسبانيا فرانكو التي كانت عاتية ,, حدث ذلك بايران التي كانت الشرطي الأميريكي بالشرق الأوسط ,, حدث ذلك بالاتحاد السوفيتي الذي كان "عظيما",, حدث ذلك برومانيا شاوشيسكو ,, حدث ذلك ببولندا ,, حدث ذلك مرتين بالسودان ,, حدث ذلك بالأمس القريب بتونس ,, ويحدث الآن بمصر.
كل الأمثلة آنفة الذكر تعطينا دروسا مهمة ,, تجتمع كلها لتهدينا حكمة قيمة تعيننا على استرجاع حريتنا السليبة اذا ما استوعبناها ,, وهي ألا نكف عن الأمل المسنود بالعمل من أجل حريتنا التي حرمنا منها حينا طويلا من الدهر.
عليه,, فلتستمر الانتفاضة الشعبية التي ابتدرها الشباب ليكون لدماء الشهداء معنى وزخما أكبر... هذه الانتفاضة التي أخافت نذرها النظام... فأغلق الكباري والشوارع المؤدية للملتقى ... لا يثنيكم الضرب ولا القتل... فيد الجلاد ترتجف وهو يبطش ,, وقواه تنهار وهو يعسف ,, وعزمه يخور أمام صلابة الجماهير ,, وكلما ازداد البطش ازداد الخوف ,, وهكذا ترسم دماء الشهداء ومعاناة الأحياء واصرارهم الطريق المعبد للخلاص واسترجاع الحق المسلوب ,, وما ضاع حق وراءه مطالب.
وكما يقول صديقنا بوب مارلي:
Don’t give up the fight
بشير اسماعيل
|
|
 
|
|
|
|
bashir kurdufan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست