لأعضاء وقراء سودانيز اون لاين الرجاء الانتباه والدخول لهذا البوست ضروري جدا !!

Quote: أوراق متناثرة إنعام حيمورة: قد حان الأوان غادة عبد العزيز كُتب في: 2008-03-08 لربما كان أكثر ما يميز الشعب السوداني، في نظري، هو أنه شعب متضامن. تحركه المشاعر وتثيره، فينفعل بأحداث من حوله يفرح لفرح جاره ويبكي لحزنه ويهب لنجدته متى ما احتاج المساعدة. لفتت نظري في خلال الأشهر الماضية الأستاذة إنعام حسن أحمد حيمورة والتي تعمل بقسم الكمبيوتر في إحدى الشركات السودانية إلا أن تطلعات إنعام وأحلامها أكبر من الجلوس والتحديق أمام شاشات الكمبيوتر معظم حياتها. تمتد أحلام إنعام لتشمل مسح الدمعة من أعين الحزانى ولمسة يد تخفف آلام المصابين. لم يغير الجهاز الإلكتروني نزعة إنعام الاجتماعية على عكس صديقة لي في العمل، تجلس بجانبي على الكمبيوتر وإن خطرت لها فكرة أو ألح عليها تساؤل لا تكلف نفسها عناء محاورة سعتها ثلاثة جمل، بل تفضل كتابتها وإرسالها على البريد الإليكتروني وتتوقع تلقي الرد بذات الوسيلة. النزعة الاجتماعية والاهتمام بالغير هما فطرة مغروسة في إنعام،فهي تحمل بين جنباتها قلبا ذهبيا يشع بريقه في حياة من حولها بعضها صداقات قديمة وأخرى جديدة. بدأت إنعام تهتم بقضايا المرضى الذين يصعب علاجهم ودأبت على محاولة تحريك الرأي العام وتحريض السودانيين على معاونتها في الاهتمام ببعض الحالات. وقامت إنعام بإنشاء صندوق الخير بعد أن بدأت بالبسملة وهي تضع رجلها اليمنى على بداية طريق لربما يكون وعرا ومحفوفا بالمشاكل والاتهامات إلا أن هدف إنعام كان واضحا وهو محاولة مد يد العون للمرضى بدون اعتبار لكل المصاعب التي قد تلاقيها. وأسهمت إنعام في عدة حملات في الماضي، منها علاج الأستاذة غادة نوري من الفشل الكلوي وجمع الأموال لها عبر مجموعة الأمل حتى تم إجراء عملية ناجحة للأستاذة غادة بالأردن لتعود منها وابتسامة لا تفارق شفاها وأهلها وأصدقاءها. أيضا أسهمت إنعام وصندوق خيرها في مساعدة الطفلة سكينة بتسهيل سفرها للقاهرة وإجراء عملية لها. وبعد أن أفاقت من (البنج) أصيبت سكينة بنزيف حاد في المخ أدى إلى وفاتها. ويبقى لنا حق المحاولة ولإنعام أجر السعي لعلاج الطفلة وإسعاد قلب أبويها. وكان أن قرأت لإنعام كلمات مؤخرا وهي تسعى لعلاج طفل آخر (محمد) قائلة فيما معناه أنها مستعدة لاستقبال كل متبرع ومستعدة في الوقت ذاته للذهاب بنفسها وجمع التبرعات متى ما طلب منها. وتمنيت وأنا أتابع إنعام وأبناء الخير في بلادي لو أن ذلك القلب (الحار) الذي يمتلكونه قد وجد مكانا في قلب حكامنا ليكفوا المحتاجين شر السؤال والحملات العامة العلنية وليسعوا لإصلاح أمتهم بدون أن يطلب منهم. و في ذات الوقت، لربما قد آن الأوان لأن نتحرك وننفض عن أيدينا غبار الانتظار لنتولى أمورنا بأنفسنا. لا نرضخ تحت هجير الحكومة ولا ننتظر في الوقت ذاته ظل المعارضة. لربما قد حان الوقت لأن نتكاتف ونتعاضد لنعالج ونكسو ونشبع بعضنا البعض. إن إنعام وكل المهتمين بالعمل الطوعي العام هم نموذج مشرف للشخصية السودانية المتكافلة ومن رأى صالحا فليسنده بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبدعوى أن يوفق الله إنعام ومن حذا مثلها في طريق الخير. وهذا المقال يا إنعام هو أضعف الإيمان!