لبيك داعي الإنقـــــــــــاذ ..... أين العــــــدو؟
لبيك داعي الإنقـــــــــــاذ ..... أين العــــــدو؟ صديق محمد عثمان بعد نحو ربع قرن من الحكم المنتسب زورا وبهتانا إلى الحركة الإسلامية، بعد ربع قرن من تطبيق "المشروع الحضاري" لا تزال الإنقاذ ترتجف من بنطال فتاة ومن صرخات أخرى مظلومة تود لو أنها تستطيع إسكاتها إلى الأبد. بعد ربع قرن عادت الإنقاذ تضرب الدفوف وتشق الجيوب وتلطم الخدود ، وترفع نداء الجهاد. هب أننا اليوم سمعنا هيعة فوارس الإنقاذ الجدد، الذين ضربوا دفوف كل صفحة من صفحات الصحافة الصفراء في بلدي، فوضعنا لامة الحرب وخرجنا شاكي السلاح وقد عصبنا الروؤس بالعصابة الحمراء، وتهيأنا كما كان يوصينا الشهيد سيف الدين شرفي : "يا زول انت ما شي تقابل ربك.... حشش يا زول والبس أحسن ما عندك وأرفع هامتك خلي الطلقة تدخل من عينك وتخرج من مؤخرة دماغك". هب أننا جمعنا الصف صبرا آل ياسر وغدونا نهيئ المؤمنين مقاعد للقتال بوسط ميدان الأمم المتحدة بالخرطوم، ثم تلفتنا نسأل أين هو العدو؟ هل العدو هو تلك الفتاة التي سقطت في براثن الرذيلة مرة تلو أخرى دون أن تجد بين صفحات المشروع الحضاري أو القائمين عليه من يأخذ بيدها وينتشلها من وهدتها؟!! أم العدو هو ذلك العسكري المسكين الذي كان يتلذذ بصرخات الفتاة تحت سياط رفيقه ثم ما لبث أن أنضم إليه نصرة له على الفتاة الظالمة؟!! أم العدو هو ذلك العسكري الذي تيسر له جهاز نقال ورتبة عسكرية وقدر غير قليل من اللامبالاة الرسمية التي تسمح له بتصوير عورات الآخرين وإن كانوا مذنبين مستحقين للعقوبة؟!! أم أن العدو هو ذلك القاضي " الإستاندرد" الذي يمثل بحق شريحة غير قليلة من قضاتنا الذين يحسبون أن غاية ومنتهي الوصف الوظيفي لمناصبهم أن يجلسوا على جرائم يفوت عليهم إن هي إلا " القشرة" التي تفصلنا عن بركان هائل يربض في قاع المدينة التي تقفز فوقها كل ليلة بناية ضخمة لسارق نبيل يقتات من حطام بلد يتخسر ويشرب زلالا من عرق جبين هذه التي تأكل بثديها، ثم يمسح لحيته قبل أن يردد دعاء النوم:" اللهم بك وضعت جنبي وبك ارفعه ..." هذا إن تذكر. قضاة تطاول عهدهم بقول الحبيب المصطفى: "قاض في الجنة وقاضيان في النار" قال الفقهاء أن الذي في الجنة هو من يجتهد في تحقيق العلم ثم يعمل به، وباب العلم لا يقفل عند بوابات كليات القانون، بل ينفتح على التحقق من الإجراءات القانونية في ضبط المتهم وجمع الأدلة وعدالة الشهود وسلامة تنفيذ العقوبة. أم أن العدو هو تلك الأخرى التي لبست بنطالها ومشت به الخيلاء فوق لحى كلما تطاولت خصمت من عقول أصحابها، وفوق شوارب كلما استطالت رقصت نشوة لمجرد رؤية بنطال ولو كان خيال مآتة، ثم لما ضبطت متلبسة بجرم النشوة ملأت حلاقيمها وشنفت أذاننا بالصياح حول مظاهر الفتنة البادية في بنطال.!! أم أن العدو هو مئات الآلاف من المواطنين الذين شردتم الإنقاذ ودفعتهم دفعا إلى أحضان المنافي، لا لذنب إلا لأن أحدهم صاهر مدير الأمن السابق على الإنقاذ والآخر أتم مراسم زواجه السيد الصادق المهدي، أما الثالث فقد ورث عن أبيه خلافة السيد الختم، فحفظها برا بوالده. أم أن العدو هو هذا الأثير الإلكتروني الحر الذي قيض لمئات الآلاف من المنفيين وسيلة التواصل الحر ببلدهم وجعلهم منفذا للملايين من الذين سدت عليهم الإنقاذ آفاق الحرية وجرت فوق رؤوسهم سقفا متناهي القصر بالكاد يكفي لجلوس القرفصاء في زمان بلغ فيه سقف الحريات عنان السماء، حتى صارت بإمكان ناشطة بريطانية أن تدلق كوبا من الألوان السائلة على نائب رئيس الوزراء البريطاني احتجاجا على سياسة حكومته التي تعتقد أنها مقصرة عن حماية البيئة(هكذا) ثم تنام ليلتها تلك على فراشها وهي آمنة على نفسها. أم أن العدو هو هولاء المئات من الآلاف الذي ضربوا في الأرض هربا بحرياتهم ولكنهم لا يزالون يقضون لياليهم فواق أحرف الكي بورد يقتلون قوقل بحثا عن "نسمة جاية من الوطن" فلما يعثروا عليها ينكأ عليهم عصام محمد نور "جروح قلبي الأبت تبره" فيمدون أياديهم ليمسحوا عن ظهر تلك الفتاة قسوة النظام الدعي الذي خرجت أبواقه تقرأ صحائف الفتاة الجنائية في حملة تبريرية تعجز عن تغطية صحائف النظام حتى عن العيون الرامدة. أم أن العدو هو هذا الإعلام الغربي الذي تلقى شريط الفيديو بلهفة بادية وجعله الخبر الرئيسي ليوم كامل، يشرح فيها جثة وطننا التي أجهز عليها قدوقدو بسياطه بعد أن كان النظام العام والامن العام والنائب العام والنهب الخاص قد أثخنوها بالجراح. أم أن العدو هو هولاء المتشككين أصلا وابتداء في جدوى حكم التشريعات الإسلامية فوجدوا في سياط قدوقدو ضالتهم { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم} فصاروا يمدون لسان السخرية بالسؤال : أين هي هذه الشريعة السمحاء المبرأة من كل عيب؟ أين هي وإيران رأسها وألف سيف أن ترتكب عمدا جريمة قتل سكينة محمدي لأنها زانية!!! ثم تقرأ على قبرها آيات اللعنة. أين هي الشريعة وفي السعودية تطارد شرطة المرور السريع إمرأة تقود سيارة مسرعة لأنها تحاول إنقاذ حياة زوجها الذي أصابته أزمة قلبية، ولكن شرطة المرور السريع ليست معنية بالحالة الطبية لإنسان، وإنما مخالفة "شرعية" كبرى ترتكبها إمرأة ليس من حقها قيادة السيارة. يا سادتي إن كنتم تريدون مني مقاتلة كل هولاء فلابد أن تستعدوا للحرب الكونية الثالثة. ولكي تحارب مثل هذه الحرب تحتاج أن تخلع عنك بعض الأجزاء التي لن تحتاجها بغرض التخفيف، فمن سيحتاج عقلا ربما يحاول ضبط الأمور بمقاييس الصاح والخطأ، ومن يحتاج بصرا ربما يقع على فظائع، ومن يحتاج أذانا تسمع توجعات تلك الفتاة وهي تئن تحت السياط. حربا مثل هذه تحتاج إلى روبوتات لا تبصر لا تسمع لا تحس. تمنيت من كل نفسي أن تكذب الإنقاذ حدسي، تمنيت ألا أرى والي الخرطوم وهو يستغل منصبه الرسمي لحيازة مستندات قضائية بغرض الإستخدام السياسي، تمنيت أن تبصر الخرطوم ألا أحد يدافع عن جرائم الفتاة المسكينة، ولكن الجميع يدفعون عن إنسانيتها قسوة أخيها قابيل، وقديما قال السيد المسيح عليه السلام لأتباعه: " من كان منكم بلا خطئة فليرمها بحجر" فوجموا، وقال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لخالد بن الوليد الذي بصق على وجه الغامدية لما تطايرت دماؤها : " كفى يا خالد والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لكفتهم". يا سادتي ... تحكي كتب السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تهلل وجهه الكريم كما تهلل يوم نزل عليه قول الله تعالى " والزاني والزانية ..." فصار يبشر أصحابه:( قد جعل الله لهن سبيلا ... قد جعل الله لهن سبيلا). فقبل ذلك كان الحكم : ( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيل) وقبل ذلك أضطر الرسول الكريم إلى رجم الغامدية على كره شديد، فالعقوبتان لا تشبهان روح الدين السمحاء. فالدين في كل أموره يدفع الضرر الأكبر بضرر أخف، ويرفع الحظر عن الممنوعات حفاظا على النفس البشرية، الدين يقدم حفظ النفس البشرية على حفظ الإعتقاد الظاهر ما دام القلب مطمئن بالايمان. يا سادتي العدو ليس بشرا نقتله فيكف عن كشف عورة حكمنا "الرشيد" ؟ العدو لا مكان له ندخل عليه أقطاره فيستسلم. العدو ثلة منا ركبوا ظهر الطائفية بين يدي الإستقلال فصعدوا دست الحكم بلا برنامج سياسي، فلما استشرى اليسار ركبوا قطار التقدمية وأدعوا الإشتراكية ولكنهم لم يناصروا في برنامج الحزب الشيوعي لإنقلاب مايو سوى حملته للتطهير والإقصاء، وضربوا خطته للتغيير في سويداءها حين أصبحوا طبقة من الطفيلية عاونت النميري للتخلص من قيادة الحزب التي ظنت أن باستطاعتها تصحيح النظام، وإذا قلبنا النظر سنجد ذات الثلة وقد ركبت ظهر المشروع الإسلامي نفاقا ، وكانت فاجعتنا أعظم إذ تحول شعار الدين الرحيم إلى آلة هوجاء للقتل والتشريد والسحل، وبقرة حلوبا تعتلف من دماء الكادحين لتدر لبنها في افواههم حصريا. العدو سادتي من وقف يتفرج وربما يتلذذ وهو يرى تلك الفتاة تتعثر مرة وتسقط مرتين وثلاثة ثم لا يرى مسؤليته تجاهها إلا بجلبها لقمة سائغة بين يدي أنياب الذئاب البشرية التي تستمتع بفتات موائد الفكر البائدة وتنزلق فوق قشور فلسفة العقاب فتسقط دون مرامي العدالة. العدو سادتي يتطاول في البينان فوق ركام أحزمة الفقر، يعجن بدمائنا موونة بنيانه من قوت شعبنا المسروق، ويرفع فوق روؤسنا بلو نايل فيلا أو وايت نايل بالاس، أو ريفيرا ريزدنس، أو مقرن قاردنز، ثم يخرج علينا يحدثنا عن الطهر والعفاف. العدو سادتي لم يجهد فكره في إستنباط الأحكام ولا يعنية جدل الناسخ والمنسوخ، ولا الفقه المقارن، ولا يعلم عن فلسفة سياسة حكم البشر سوى ضرورة إظهار هيبة السلطة بقهر المحكومين، فإذا تململت دارفور كانت سياسة السلام من الداخل تعني بسط "هيبة الدولة" ولو باستئجار من يفعل لها ذلك "جنجويد". العدو من يجعل من أخطاء الأفراد سياسة يدافع عنها ويدفع البلد كلها لمواجهة آثارها. العدو من يرى أن جميعنا أعداؤه، ثم لا يتحسس سياسته ولا يراجعها.

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]