|
كيف إعتلي الفنان محمد الأمين00القمة الفنية ؟؟ (Re: حسين محي الدين)
|
بقلم: الكاتب والناقد الفني: صلاح الباشا
كانت البداية في ودمدني00تلك المدينة التي ظلت دوماً تعطي و لكنها لا تقبض00لم تستلم مطلقاً ، ربما لأن الله تعالي قد وهبها خاصية العطاء، وياله من عطاء ، حيث كان ولا يزال عطاءً يسع كل شيء ، السياسة والفكر،الطب والهندسة، الرياضة والفنون بمختلف ضروبها، وأهل الطرق الصوفية وإنشادهم اللامتناهي000فكان الكاشف وعلي المساح ، ثم عمر أحمد الذي رحل سريعاً في عمر الصبا بعد ان ترك لنا تلك الخالدة(كان بدري عليك000تودعني وأنا مشتاق ليك) ،وصاحب حنتوب الجميلة الراحل الخير عثمان ،والبقية كثرٌ، ولم تتوقف ودمدني 00فكان أبو الأمين 00هدية ودمدني لكل أهل الإبداع في السودان00وكان فضل الله محمد الذي رافق بجديد مفردات أشعاره ميلاد هذا الفنان الذي دخل الساحة وقد كان عملاقاً متسلحاً بما تحتاجه المنافسة من أعمال كانت مبهرة بحق0لذلك إعتلي القمة ولم يتزحزح عنها قيد أنملة000 حتي الآن 0
الفنان محمد الأمين حمد النيل الإزيرق، أو كما يحلو لأهل ودمدني أن يطلقوا عليه كلمة(وداللمين) ومعجبيه أيضاً يقولون(أبو اللمين) ، نشأ منذ صغره متعلقاً بالفن والموسيقي في تحركات طفولته مابين أهله ودار أبيه وأعمامه في ودمدني تارة وفي (ود النعيم) ضاحية ودمدني حيث الجذور الأولي مرات أُخر كثيرات0 كان أعمامه من قادة العمل الوطني في رئاسة إتحاد مزارعي الجزيرة لعدة دورات قبل عقود طويلة من الزمان0 قال لنا صديق عمره الراحل المرحوم (حسن الباشا) مؤسس إتحاد فناني الجزيرة والذي إنتقل إلي رحمة مولاه في مايو 1997م ، أن محمد الأمين ومنذ في فترة صباه كان يهوي العزف علي آلة (المزمار) قبل إنتقاله إلي آلة العود ، حيث أصبح فيما بعد من أهم عباقرة العزف عليه بتفوق شديد0 وقد كان لمحمد الأمين خال يعمل رئيس حسابات بالإدارة المركزية للمياه بودمدني وهو الأستاذ(بله يوسف الإزيرق) أطال الله في عمره، وكان محمد يزور خاله هذا من وقت لآخر في العمل و قد بدأ الغناء وقتذاك وبدأ نجمه يلمع في المدينة حيث إشتهر بأغنية الحقيبة التي وضع كلماتها الشاعر الراحل صالح عبدالسيد(أبو صلاح) وهي أغنية (بدور القلعه وجوهرا) والتي ظلت مرتبطة بمحمد الأمين عندما وضع لها موسيقي راقية 0 وذات مرة وجد عند خاله هذا بالمكتب الشاعر المراجع(محمد علي جباره) الذي كان يأتي من الخرطوم لمراجعة حسابات هيئة المياه بودمدني وقد علم بموهبة محمد الأمين ، فما كان منه إلاّ وأن أهدي له قصيدة كانت بمثابة جواز مرور عند سفره للخرطوم لإجازة صوته للتسجيل للإذاعة بأم درمان ، وكانت الأغنية هي ( وحياة إبتسامتك) والتي وضع لها محمد الأمين لحناً جميلاً000 وتقول بعض كلماتها:
قبل ما أشوفك 000كنت فاكر الريد مستحيل
كنت تايه في طريق خالي وطويل
ليلي دون الناس كلو 00هات كلو
من يوم ماشفتك00قلبي للدنيا إبتسم
أشرقت دنياي 00فارق ليلي هم رحت أرعاك في خيالي00وبيك أحلم
فكانت مفردات تلك الأغنية فعلاً جديدة ، وفيها إنتقاليه من النمط الشعري الذي كان يسود الساحة الغنائية وقتذاك، لذلك كانت تلك البداية موفقة جداً للفنان محمد الأمين ، وهو بمقدرته اللحنية إستطاع أن يخلق لها ذلك اللحن الذي أثني عليه الجمهور والنقاد والمطربون أيضاً ثناءً جميلاً ، لأن اللحن كان في غاية الهدوء 00مما أتاح لمعاني الكلمات أن تبرز بوضوح للمستمع ويتضح جمالها0ولاننسي هنا (الصولة) بالعود التي صاحبت ذلك اللحن حيث أنها قد أعطت الإشارة للناس أن هذا الفنان يمتلك خاصية العزف المميز لتلك الآلة مما قاده إلي إستعمال عزف منفرد في عدة (صولات) لمجموعة من أعماله الغنائية التي ظهرت فيما بعد0
كان إنتقال محمد الأمين للخرطوم في عام 1962 م حيث كان المرحوم اللواء محمد طلعت فريد وقتها وزيراً للإستعلامات والعمل( الإعلام حالياً) وقد أشرف الوزير علي قيام مهرجان مسابقات فنون المديريات التسع المعروفة آنذاك بمناسبة إفتتاح المسرح القومي بأم درمان لكي تتنافس فرق المديريات في إبراز أعمالها علي المسرح ،وقد شاركت كل مديرية بأحسن مبدعيها في مجال الفنون والرقصات الشعبية ، حيث ظهرت رقصات الكمبلا ورقصات الجنوبيين وظهر العديد من المطربين كالفنان الطيب عبدالله من المديرية الشماليه مثلاً، فكان محمد الأمين من ضمن فرقة مديرية النيل الأزرق بودمدني المشاركة في المهرجان ، حيث كانت تلك المديرية محافظة كبيرة تضم الولايات الثلاثة الحالية وهي (الجزيرة والنيل الابيض والنيل الأزرق )0 وفيما بعد عُرفت بالأقليم الأوسط0 وبعد إنتهاء ذلك المهرجان إستقر محمد الأمين بالعاصمة0000و كان يسكن بأم درمان ومعه أيضاً الفنان أبو عركي البخيت الذي إشتهر بأغنية عمر أحمد في البداية(كان بدري عليك) المذكورة سابقاً، ولم يكن الطريق إلي الشهرة ممهداً أمام ود الأمين ، فصبر صبراً شديداً وإجتهد إجتهاداً كبيراً في تقديم أعمال تقنع الجمهور وترسِّخ أقدامه في ميدان الفن حيث كانت الساحة تعج بالعمالقة وقتها وكانت المنافسة ساخنة والأجهزة محدودة والمردود المادي لا يكفي حتي للقمة العيش0وعنذاك ظهرت أعماله الأولي (أنا وحبيبي) والمشهورة بإسم يا حاسدين غرامنا ، وما أجملك ، والأغنية المختفية(مسيحيه) وبالطبع وحياة إبتسامتك وبدور القلعه0
أما شاعرنا الأستاذ فضل الله محمد فقد ظل إسمه مرتبطاً منذ وقت مبكر بتأليف الأعمال االغنائية للفنان أبو الأمين وهو لايزال طالباً ، حيث كانت فترة إنتقال محمد الأمين إلي العاصمة متقاربة مع فترة إنتقال الأستاذ فضل الله محمد من ودمدني الثانوية إلي كلية الحقوق بجامعة الخرطوم في عام 1963م ، وقد كان إنتاج فضل الله كثيفاً ومتتابعاً ، وقد شهدت حقبة الستينات كذلك إنتقال أعداد من عازفي الموسيقي من ودمدني إلي الخرطوم ، كعازف الكمان الراحل حسين عبداللهِ، ومن قبله بدر التهامي ، وبدر أنجلو، وإسماعيل يحيي (مندكورو) والحبر سليم ، وعازف الإيقاع عبدالله حبه وعلي أكرت0
كانت من أهم ملامح تلك الفترة الخصيبة هي أعمال تمجيد إنتفاضة أكتوبر الشعبية التي كان فضل الله محمد معايشاً لها كطالب نشط بالجامعة حيث كان للشعرالوطني مكانته في تلك السنوات من حقبة الستينيات ، وكانت الجامعة تذخر بالشباب من الشعراء ، كفضل الله وسبدرات وعلي عبد القيوم وصديق محيسي ومحمد المكي إبراهيم وكامل عبد الماجد ومحمد عبدالحي ، حيث تنوعت أعمالهم الشعرية الغنائية والوطنية أيضاً 0ووقتها تباري الشعراء والفنانون في الأناشيد الأكتوبرية ، فظهر نشيد محمد الأمين الذي صاغ كلماته فضل الله محمد وهو بالجامعة طالباً والذي رافق أداؤه مجموعات من الكورال الجميل ، كانت مقدمته تقول:
أكتوبر واحد وعشرين00ياصحو الشعب الجبار
يالهب الثوره العملاقه00يا مشعل غضب الأحرار
وهنا نجد أن الشاعر يصف تلك الصحوة التي إنتظمت الشعب وما رافق ذلك من أحداث إلي أن يصل بنا إلي حادثة إطلاق الشرطة للرصاص لفض ندوة الطلاب الشهيرة حول مشكلة الجنوب داخل ساحات داخليات (البركس) بجامعة الخرطوم ، والتي علي إثرها أستشهد طالب العلوم أحمد القرشي طه من قرية (القراصة) بالجزيرة ، كأول شهيد في تلك الأحداث في يوم 21 أكتوبر 1964م 0وهنا يتألق الشاعر في وصف هذا الحدث في المقطع التالي:
من دم القرشي وأخوانه00في الجامعه أرضنا مرويه
من وهج الطلقه الناريه00أشعل نيران الحريه
بارك وحدتنا القوميه00وأعمل من أجل العمران
وهذا العمل الغنائي قد أسهم في رفع إسم محمد الأمين عالياً كعمل مميز وسريع جداً يتناسب مع تلك الفترة التي كانت نشوة الإنتصار تطغي فيهاعلي مشاعر الجماهير ، وقد بدأ وقتذاك أيضاً نجم الشاعر فضل الله محمد يصعد إلي عنان السماء وسط الطلاب وفي الشارع السوداني العريض ، كما أننا في ودمدني وقد كنا وقتها في نهاية المرحلة المتوسطة هناك و عشنا أحداث الإنتفاضة في شوارع المدينة ، قد تملكنا الفخر والإبتهاج لأن محمد الأمين وفضل الله قد إمتلكا أحاسيسنا وإزدادت فرحتنا بهما كنتاج طبيعي (للإنحيازالجهوي) لمدينتـنا0
بعد ذلك العمل أصبح الفنان محمد الأمين رقماً في ساحة الغناء العاطفي والوطني لايمكن تجاوزه بسهولة ، وهنا جاءت تلك الأغنية الخالدة حتي اليوم والتي أسماها شاعرها فضل الله محمد (الحب والظروف) وقد إشتهرت شعبياً تحت إسم (قلنا ما ممكن تسافر) فكانت بداية كبيرة جداً في تلك السن المبكرة للشاعر،ووضع لها محمد الأمين ذلك اللحن الهاديء أيضاً الذي إبتدره بمقدمة موسيقية وبمعالجة وإستخدام واضح لآلة العود ، وقد ابرز فيها آلة الكمان أيضاً في (صوله) رائعة، وحتي إيقاع الأغنية كان أيضاً مميزاً، وقد كان الشاعر يخاطب فيها (الجانب الآخر) بطريقة هادئة تشعرنا وكأنه يناقشه (بكل هدوء ورقة شاعرية) لإثنائه عن قراره في السفر حيث تقول المقدمة:
قلنا ما ممكن تسافر00نحن حالفين بالمشاعر
لسه ماصدقنا إنك00بجلالك جيتنا زائر
السفر ملحوق00ولازم إنت تجبر بالخواطر
لو تسافر دون رضانا00بنشقي نحن الدهر كلو
مابنضوق في الدنيا متعه00وكل زول غيرك نمِلـّو
ولقد تعمدنا هنا أن نلقي ضؤءاً كثيفاً علي أغنية ( الحب والظروف) هذه لأنها وبكل مقاييس الإبداع الفني والموسيقي تعتبر إضافة كبيرة وموفقة جداً في أعمال محمد الأمين الغنائية ، فساعدت علي تثبيت أقدامه أكثر في الساحة الفنية في منصف الستينيات0000
وتأتي الذكري الثانية لإنتفاضة أكتوبر ، وكان يجب علي محمد الأمين أن يواصل إنجازاته في مجال الأغنية الوطنية بعد نجاح نشيده الأول الذي ذكرناه سابقاً، وكان علي الشاعر فضل الله محمد أن يقوم بتأليف إسهام جديد في تلك الفترة ، فأتي نشيد (الإنطلاقه) 000ذلك النشيد الذي كانت حماسة كلماته تجبر محمد الأمين أن يواكب لحنياً قوة تلك الكلمات ، فأخرجها في طابع لحني كان قوياً يلهب المشاعر ، وبإيقاع موسيقي يأخذ شكل المارشات العسكرية ، فكانت الكلمات بالفصحي تقول:
المجد للآلاف000تهدر في الشوارع كالسيول
يدك زاحفها00قلاع الكبت والظلم الطويل
المجد للشهداء00المجد للشرفاء
ثم تتواصل كلمات النشيد بنفس وتيرة الحماس ذاك ، إلي أن يأتي المقطع الذي يتحمل فيه الكورال الشبابي أداء الأبيات التاليه مع الفنان في قوة شديدة أعطت للعمل نكهة حماسية أكثر سخونة عندما يقول:-
الثورة إنطلقت00شعاراتِِ ترددها القلوب
الثورة الحرية الحمراءُ00شمسُُ لا تغيب
الثورة التحريرُ تـُرجـِعُ00هيبة الحكم السليب
الثورة التحريرُ للثوارِ00في كلِّ الشعوب
الثورةُ الإيمانُ 00قاد الشعبُ في اليوم الرهيب0
ثم تلتها أيضاً أنشودة (شهر عشره حبابو عشره) في الذكري التاليه للإنتفاضه ، وبعدها إلتقي محمد الأمين في عام 1967م بذلك العمل الإنتقائي الطويل الضخم الذي أخذ جهداً طويلاً في التلحين والإخراج ، وهو قصة ثورة أو (الملحمه) التي قام بتأليفها الشاعر الفذ (هاشم صديق ) وقد سبق لنا في هذا المجال أن تناولناها عند إستعراضنا لأعمال الشاعر هاشم الشعرية من قبل ، غير انها تبقي محطة هامة جداً من محطات إنجازات الفنان محمد الأمين 0
أما إذا عدنا إلي الغناء العاطفي مرة أخري ، فقد أصبح الفنان محمد الأمين يجد الإقبال من عدة شعراء في الساحة الفنية مع نهاية الستينيات حيث رسخت أقدامه بالعاصمة تماماً ، يغني في إحتفالات الجامعات والمعاهد العليا، وأصبح نجم نجوم الحفلات الخاصة والعامة ، يطوف مدن السودان لينشررسالة الفن الراقي والجميل تلبية لرغبة الجمهور في الحفلات المسرحية العامة0 وهنا تأتي مرحلة الشاعر الراحل (خليفه الصادق) الذي وضع أعذب الكلمات ، فظهرت أغنية أسمر ياساحر المنظر ، وتأتي أغنية من شوفتو طوّ لنا، ويردفها الشاعر خليفه الصادق بثالثه وهي ،بعد الشر عليك0 فعند إلتقاء الفنان محمد الأمين بذلك الشاعر ، إستطاع أن يواصل معه في ثنائية أخري ، فكانت أشعار خليفه ذات نكهة خاصة أيضاً ، ووجدت إستجابة سريعة من جمهور المستمعين ، فتوالت الأغاني تملأ الساحة الفنية ، وكانت مفردات أغنية (بعد الشر) قد لاقت قبولاً كبيراً لإختلاف موضوعها في ذلك الوقت ، حيث كانت بعض مقاطعها تشارك الطرف الآخر مأساة المرض والتوعك وتتمني عاجل الشفاء ، وتقول كلماتها:
قالوا متألم شويه00ياخي بُعد الشر عليك
النضاره الفي شبابك00والطفوله الفلي عينيك
والقلوب الحايمه حولك00ياحلو بتتمني ليك
بكره تشفي وبكره تبرا00ياحبيبي العمر ليك
ياخي 00بـُعد الشر عليك
لم يهمل الفنان محمد الأمين أغاني التراث ، فهاهو قد أتي بأغنية (عيال أب جويلي) ،
وهي أغنية تراثية في الفخر وقد رأيناها تمجد (سالم الأرباب ) الذي إستحق الإسم00 وأصبح ركـّازه للمرقاب0 ولكن تظل أشعار الراحل المقيم خليفه الصادق لها بصماتها الواضحة في عدة أعمال للفنان محمد الأمين 0 فإذا أخذنا مثلاً كلمات ولحن أغنية (أسمر )، نجد أن فيها تنويع جميل في المفردات وفي اللحن الذي خرج رشيقاً بالرغم من أنه ذا وتيرة إيقاعية ولحنية واحدة ومكررة ولكن فيها تطريب جميل عندما يقول فيها:
عيونو نعسانه00فتاكه فتانه
سهامو آسرانا00ولونو ده الأسمر
في صوتو أحلي نغم00يشجيك إذا إتكلم
والحكمه لو يبسم00يشجي الوجود يسحر
أسمر000يا ساحر المنظر
فأشعار خليفه الصادق أضافت إلي محمد الأمين نكهة جديدة في أعماله، لأنها كانت تمتاز برقة شاعرية محببة وجدت قبولاً سريعاً من الجمهور 0000
كنت أقول دائماً ولا أتعب من القول في كل مرة ، أن شعراؤنا في السودان لديهم قدرات إبداعية هائله في نسج الشعر ، ويمتلكون خيالاً خصباً، ولكننا نواجه دائماً مشكلة المحلية في أعمالنا وإنسداد وسائل النشر أمام إنتاجنا ، حيث يقف هذا الحاجز حائلاً في طريق الإنتشار الإقليمي لتلك الأعمال علي مستوي المنطقة العربية علي الأقل إن لم يكن علي المستوي العالمي0وإذا أخذنا أي شاعر عربي سواء كان شعره غنائي أم شعر عام بفصيح اللغه أو بدارجيتها وأجرينا مقارنه مهنية متخصصة له بأشعار مبدعينا السودانيين، لوجدنا التفوق عندنا واضحاً ولا يقلُّ جودة عن الأعمال المنتشرة عربياً حالياً وسابقاً إن لم يكن أحسن درجةً ، وربما كان عدم الإستقرار السياسي الذي ظللنا نعانيه منذ الإستقلال وإلي الآن كان له الأثر الواضح في عدم وجود آليات نشر مهنية مؤثرة وقوية ومنتظمه لتسهم في نقل التجربه الشعريه السودانية إلي المصاف العربي أو العالمي0
لم يبتعد فضل الله محمد عن الساحة الشعرية تماماً بعد تخرجه من الجامعة ، إذ ظل بين الحين والآخر تطل أشعاره ، فهاهنا نجده يهدي لمحمد الأمين تلك الأغنية ذات الموضوع الجديد ، فظهرت (أربع سنين) وقد كانت أغنية الشباب المحببه ، لكي –تتحكر- في قلب الساحة الغنائية وتتوسط أعمال محمد الأمين وهي التي تقول كلماتها:
أربعه سنين00شافم الحب
الليله عيد ميلادو00ياقلب
أربعه سنين00تجربه وزاد
مهرجانات حُب000وأعياد
إشتياقات00قلبي ريّاد
إنفعالات00ليها أبعاد
وتمر الأيام سراعاً ، لنجد محمد الأمين يفاجيء الوسط الفني بتجربه أخري من تأليف فضل الله محمد ، ولكنها هذه المره تأتي في إيقاع لحني مميز وهاديء ، وهي تتميز بمفردات أيضاً لم تُستخدم من قبل ،وهي هنا لا تصف المحبوب ، بل تتساءل في دهشه حين تقول كلماتها:
سارحه مالك ياحبيبه؟؟00ساهيه وأفكارك بعيده
بقرأ في عيونك حياتي00وإنتِ مشغوله بجريده
بتقري في إيه كلميني00ياسلام مهتمه عامله
يعني لازم تقري حسه00مقال بحالو أو قصه كامله
كم شهور مرت علينا00فيها بُعد وفـُرقه شامله
وأمري لله00000، وحسناً فعل فضل الله أن فوّض أمره لله حين إنعدمت به الحيله ولم يفلح في إثناء الطرف الآخر عن قراءة الجريدة ، مما يُعتبر تهميشاً له ( أو تقله عليه)0وهذا بالطبع نوع جديد في لغة التخاطب الشعرية لم يألفه المستمع السوداني من قبل ، وكانت مقدرة أبو الأمين فائقه في وضع لحن لتلك الكلمات بالرغم من صعوبة تلحينها وكان عنوانها(الجريده)0 ثم تأتي بعدها أغنية (الموعد) لكي يخترق بها فضل الله (حاجز صوت) الفنان محمد الأمين بحلو كلماتها وجديد موسيقاها الراقصة ، حيث كانت فرصة أخري لكي يبدع أبو الأمين في توظيف آلة العود التي يعشقها في وضع موسيقي المقدمه لتلك الأغنية بخربشات رائعه علي العود 0 وكانت كلمات الأغنية تقول:
أشوفك بكره في الموعد00تصور روعة المشهد
وعدتك قبل كده مرات00ولسه في رؤويتك بحلم
مشاغل الدنيا تجبرني00أخالف وعدي وأتلوّم
ولو تعرفني كم بتعب00بعيد عنـّك وبتألم
إلي ان يصل بنا فضل الله لقمة التفاؤل 00مودعاً ظلام الهم000 ويصرخ هنا محمد الأمين بصوت عالي مختتماً الأغنية :- وداعاً يا ظلام الهم 000علي أبوابنا ماتعتـِّب000ومرحب ياصباح الحب 00تعال ما تبتعد قرِّب0
للشاعر المهاجر (إسحق الحلنقي) أغنية جميلة لا يزال محمد الأمين يترنم بها في كل حفل 00وهي(شال النوار) 00وهي من الأغاني التي تمتاز بكلمات جميله ولحن فرائحي تماماً
ياريت من أول000
وريتنا إنك يكمن00 تتأخر يوم
كان غائب00أطمنّا شويه
وبحرك ياليل00ماشفنا نجوم
بيقولوا الغائب00عذرو معاه
في غيابك ياما00نشيل اللوم
العيد الجاب الناس000لينا ما جابك
يعني نسيتنا خلاص
مع إنك إنت الخليتنا
نغني الحب00ذكري وإخلاص
ولازالت الذاكرة تتسع لسرد المزيد من هذه الأعمال الخالدة000
وهنا تستحضرني قصة طريفة حول أغنية( شال النوار) التي تغني بها أبو الأمين من كلمات إسحق الحلنقي كما ذكرنا سابقاً ، والقصة هي أننا كنا مجموعة أصدقاء من الطلاب بجامعة القاهرة بالخرطوم في بداية السبعينات نستأجر منزلاً بأم درمان(حي بيت المال) وقد كنا نعمل وقتذاك بالتدريس نهاراً ونذهب للدراسة بجامعة القاهرة مساءً كشأن الطلاب في ذلك الزمان ، وذات يوم كنا نترنم بالعود في المنزل بأغاني محمد الأمين ، فطلب مني صديقي عباس بابكر أحمد دبوره وقد كان طالباً بالحقوق ، وهو حالياً (قاضي إستئناف) بمدينة عطبره ، بأن أغني له أغنية محددة لمحمد الأمين ، وكان كعادته لايحفظ أسماء الأغاني، وكان يسكن معنا أيضاً الصديق العزيز الراحل العميد حقوقي عبدالرحمن عبداللطيف زيادة والذي توفي إلي رحمة مولاه في بداية عام 1999 م وكان وقتها طالب بكلية الحقوق، واخذ يعدد للأخ عباس أسماء أغاني محمد الأمين لكي نغني له طلبه ، ففشلنا جميعنا في معرفة مقصد ألأخ عباس الذي لم يعرف إسم الأغنية ، وأخيراً طلبنا منه أن يذكر لنا أي مقطع (كوبليه) من الأغنية لكي نتعرف عليها فكان رده:-والله أنا معارف فيها شيء غير أنو محمد الأمين يقول فيها(الناس كلهم جونا في العيد00إلاّ إنت ماجيت معاهم) 00فضحكنا طويلاً لهذه اللخبطة في حفظه للأغاني، وقد عرفنا مقصده00 فهو كان يقصد (العيد الجاب الناس 000لينا ماجابك) وظل الراحل مولانا عبدالرحمن زياده يتناول هذه الطرفة كثيراً حتي وفاته(طيب الله ثراه)0
ومن أعمال أبو الأمين الشهيرة ، لا ننسي تلك الأغنية التي فازت بالمرتبة الأولي في مسابقة الإذاعة السودانية بإستفتاء المستمعين في عام 1979م وهي ( بتتعلم من الأيام) وقد إستخدم فيها أبو الأمين أيضاً آلة العود إستخداماً فيه مهارة فائقة في المقطع الأخير من الأغنية000وقد كانت تحتوي علي مفردات فيها الكثير من أسلوب الملامة الرقيق حين تقول بعض أبياتها:
وتعرف كيف 00يكون الريد
وكيف الناس00 بتتألم وتتعلم
وراء البسمات 00كتمت دموع
بكيت 00من غير تحس بيّا
ومصيرك بكره000تتعلم
ثم تمر الأيام والسنين000ليلتقي محمد الأمين مرة أخري بهاشم صديق 00شاعر الملحمه ذاك 000وقد كان هاشم خارجاً منتشياً بعد نجاح أعماله الدرامية الفذة في منتصف السبعينات 00نبته حبيبتي 00خطوبة سهير00لكي يجد الطريق أمامه ممهداً فيلقي علي مسامعنا بكلمات أغنية محمد الأمين000ويدخل بها أبو الأمين تجربة الغناء بمرافقة آلة (الأورج) فقط 00حيث كان يعزف معه الموسيقار بدرالدين عجاج بدون أوركسترا00ولا حتي إيقاع00فكانت (حروف إسمك) هي فعلاً حروف تستحق أن نقف عندها لنري ماذا تقول :
حروف إسمك000جمال الفال
وراحة البال00
وهجعة زول 00بعد ترحال
وتنية حلوة00للشبال
وغنيتنا00مشاوير
في كلمات00حلوات00 تتقال
يذهب هنا الشاعر أكثر لكي يعكس صورة الفرح كتقليد إجتماعي متوارث في الزواج السوداني حين يقول :
أساور 00في إيدين طفله
بتحفظ في كتاب الدين
زفاف عاشقين00بعد فرقه00
بين إتنين00العديل والزين
وسط باقات00دعاء الطيبيبن
والليله العديل00ساهله ليك بيضاء
ثم تأتي الأغنيات الجديده بعدها 000وقد ظهرت (زورق الألحان) كإضافة لأعمال محمد الأمين في تجربة الغناء بالأورج فقط00ولكن000 لم تستمر التجربه طويلاً 00حيث قام محمد الأمين بتكوين فرقة موسيقية مستديمه وكانت تتكون في معظمها من شباب معهد الموسيقي كالفاتح حسين وفايز مليجي من مدني ويرافقهم من المخضرمين الحبر سليم ومحمد آدم المنصوري قائد الأوركسترا وآخرون00
نصل الآن مع الفنان محمد الأمين إلي (حفلة لندن) الشهيرة في عام 1981 حيث كان ذلك الحفل الضخم قد أقيم في مسرح (لوقال هول) والذي حضره معظم السودانيين من شتي أنحاء المملكة المتحدة، وقد تم طبعه علي أشرطة فيديو وكاسيت وتم توزيعها في كل دول المهجر التي يتواجد بها السودانيون وبداخل السودان ، وأذكر أن الفنان محمد الأمين قد إبتدر ذلك الحفل بأغنية فضل الله محمد الشهيرة والتي تم تأليفها منذ نهاية الستينيات ولكن محمد الأمين قام بإخفائها لمدة عشرين عاماً حتي الثمانينات لكي تظهر وتطغي علي الساحة الفنية ، وقد إمتازت بلحن تطريبي هاديء جداً لا ضجيج فيه ، وهي من النوع الذي يطلق عليه أغنية إستماع مثل أغنيات بتتعلم من الأيام ، والحب والظروف000فكانت تلك الأغنية هي
(ذات الشجون)00000حيث تقول مقدمتها:
ماهو باين 00في العيون
وين حنهرب منو 00وين؟؟
الهوي 00البعث الليالي
الحالمه00في ذات الشجون
وأذكر هنا أن إبن ود سلفاب العازف الماهر (سعد الطيب) قد تفنن في اللعب علي الأورج في عدة صولات وجولات فيها الكثير من الإبداع خلال موسيقي أغنية ذات الشجون0
وقد تغني في حفل لندن ذاك بالأغنية الجديدة وقتها (عويناتك) وهي ذات مفردات رشيقه ، وقد أعجبني منها المقطع التالي:
أقول ليها00عيونك 00
زي سواد قدري00
مكحِّـله00عمري من بدري
ولو أقدر أسافر00
في بريق لحظك00وما أرجع
تقول لي 000خايفاك بكره تتوجّع
آه 000تتوجع0
هذا (الكوبيله) نري أن أبو الأمين قد أدّاهُ بإحساس عالي جداً وتشعر بأنه يتحرّق حين ينطق بذلك اللحن وبتلك الكلمات000 وميزة محمد الأمين أن لديه إحساساً شفيفاً قد خصّه الله به 00وهو يعرف كيف ومتي يظهر ذلك الإحساس الشفيف للناس00وكيف يترجمه إلي عمل موسيقي متكامل0 فالفنان إذا لم يحس بمعني مفردات القصيدة فإنه مهما كان لحنها جميلاً وصوته أجمل ، لا يستطيع أن يقنع المستمع بالعمل0
وهنا000 لايفوتنا ان نشير إلي إنضمام الشاعر الرقيق الدكتور عمر محمود خالد إلي سجل الأعمال الغنائية الخالدة حين أهدي إلي محمد الأمين أجمل الأغنيات ، وفي مقدمتها تلك التي عاد بها محمد الأمين إلي غناء (السنين ) مرة أخري 00فكانت (خمسه سنين) والتي يكثر الفنان من ترديدها في معظم حفلاته ، فهي لها معزة خاصة عنده:
خمسه سنين معاك00يازينة الأيام
ويانوارة الحلوين00مرّت حلوه زي أنسام
وزي أحلام صبيه صغيره زي ياسمين
ثم نأتي إلي السنة الأخيرة من نهاية القرن العشرين حيث قامت شركة(سودانيز ساوند) الشهيرة بالخرطوم بتنظيم إستفتاء في عام 1999م حيث اعلنت فوز ألبوم محمد الأمين (ودمدني واحد) بالجائزة الأولي في التوزيع الجماهيري 00وقد كانت مقدمة الشريط بصوت المذيعة التلفزيونية اللامعة (منال محمد سعيد) حيث قالت فيها (هذا الفنان00 أتي من تلك المدينة الرائعه ، من قلب الجزيرة، تلك التي تتوسط السودان الحبيب 000 محمد الأمين ،هذا الفنان الرائع والشامخ، كشموخ وطننا الجميل000 محمد الأمين ، هذا الإنسان ، هذا الفنان، أحب ودمدني 00حتي الوله)0وللعلم فإن أغنية( ودمدني ) قد صاغها شعراً الراحل خليل فرح عام 1930م وهو في طريقه بالقطار من الخرطوم إلي ودمدني للمشاركة في زواج الراحل الفنان الحاج محمد أحمد (سرور) الذي توفي ودفن في أسمرا في أربعينات القرن العشرين ، وقد كان سرور هذا من مواطني قرية (فداسي -وودالمجذوب) بجوار ودمدني ، ووضع محمد الأمين للقصيدة لحناً هادئاً جميلاً ومحبباً كثيراً إلي النفس ، وقام بالتوزيع الموسيقي إبن ودمدني أيضاً الموسيقار دكتور الفاتح حسين مدير الفرقة القومية للموسيقي وعازف الرزم جيتار الشهير00وتقول:
مالو أعياه النضال بدني00روحي ليه مشتهيه ودمدني
كنت أزور أبويا ودمدني00 وأشكي ليهو الحضري والمدني
دار أبويا ومتعتي وعجني00يا سعادتي ومنيتي وشجني
ليت حظي يسمح ويسعدني000طوفه فد يوم في ربوع مدني
وختاماً نقول000ستمر السنون ، وتتجدد الأجيال، وتتبدل الأحوال، وربما تظهر فنون أخري من نتاج أجيال أخري 00ولكن 0 00ستبقي الأعمال الغنائية لهذا الفنان الموهوب والجاد جداً (ابو الأمين) تراثاً إبداعياً متقدماً ومتميزاً ، تتناقله الساحة الفنية لفترة طويلة من الزمان ، لأن تلك الأعمال الموسيقية بمضامين كلماتها وألحانها الشجية ومفردات أشعار مبدعيها : فضل الله محمد والراحل خليفه الصادق والحلنقي ود0 محمود خالد وهاشم صديق وكل كواكب الشعراء الذين كتبوا من أجل أبو الأمين عبر مختلف الحقب طوال مسيرته الفنية ، ستصمد في الزمن القادم0 00والذي لا علم لنا بظروف مكوناته الإبداعية 0000وإلي اللقاء00والسلام0
منقول،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: لؤى)
|
العملاق الموسيقار محمد الامين رقم كبير في الفن السوداني عشقناه كثيره ومازلنا قام بتلحين واداء أجمل ما جادت به كوكبة من عمالقة الكلمة في السودان يعزف تقريبا على جميع الالات الموسيقية لو وشوش صوت الريح في الباب يسبقنا الشوق قبل العينين التحيه له ولصاحب البوست
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: حسين محي الدين)
|
حروف اسمِك
جمال الفال
وراحة البال
وهجعة زول بعد ترحال
وتنّية حلوة للشبال
ودنيتنا ومشاويرنا
وغنواتنا الى ما بتِنقال
حروف اسمِك
نجوم ركّت على الياسمين
فرح فى عين جمالها حزين
أساور فى إيدين طفلة
بتحفظ فى كتاب الدين
زَفَافَ عاشقين بعد فرقه
وسط باقات دُعَا الطيبين
حروف إسمِك
عقد منضوم بخيط النور
وطلة وردة من السور
ونغمة تنادى من طمبور
وشُعلة فرحة فى الوادى
تَشِع جَذلانه ليها شهور
حروف إسمِك
وَكِت أشتاق وأرحل ليك
وأسرح فى عسل عينيك
بِتَحضِنّىِ......
قَبُل ألمسَ حرير إيديك
تأرجِحنى..وتَفَرحنى..وتخلينى
أدُق سدرى
وأقيف وسط البلد واهتف
بريدك يا صَباح عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: حسين محي الدين)
|
الموسيقار محــمد الأمــين قرابة نصف قرن من الابداع الغنائي المتجاوز للآخرين..!!
نقلا عن الصحافة
لو إنه تأتي لكل فرد سوداني راشد إجادة حرفته علي النحو الذي عمل الموسيقار محمد الامين حمد النيل الازيرق لتأسيس مشروعه الغنائي/الموسيقي لتحصلنا علي وطن ينافس علي المستوي العالمي, وليس القاري أو الاقليمي, أقول هذا لا مجازا أو مبالغة وإنما أعني ما اقول ضمنيا, فالباشكاتب كما يكنيه إستاذنا الناقد ميرغني البكري يعتبر من العلامات الفارقة في مسيرة الابداع السوداني التي لا يمكن أن يعتورها النسيان أو يغشاها الضمور. وإذا كان من الممكن والجائز تكريم المبدعين بالطرق المعروفة فإن أي تفكير من هذا النوع حيال الاستاذ محمد الامين لا يفي بالغرض وربما ــ لو أردنا إسداء الوفاء الحقيقي له ــ لاحتجنا أولا إلي كتاب مدرسي يعهد تأليفه إلي المتخصصين من أهل الفكر والفن ليكون مقررا علي كل المستويات التعليمية وما اقل أن تتنوع محتويات هذا الكتاب, حيث يلبس لكل مرحلة دراسية لبوسها حتي إن توافرنا عليه عند المستوي الاكاديمي لبقي أكثر غني وعناية بالسيرة الذاتية الملهمة وبالتحليل الفني المنهجي وبالدراسة الموسيقية المنوته التي توضح إضافات الاستاذ محمد الامين التي إرتبطت بالممارسة الغنائية السودانية, والتي لم ينقلها مبدعنا إلي طور التجديد المختلف فحسب, وإنما أبان عن قدرة خارقة في تمهيد الطريق للتجريب اللحني والموسيقي ــ هذا الذي تعهدته من بعد أجيال وأجيال. ولعل القناعة أن هذه الاجيال ما كان لها أن تتجرأ في إبراز مشاريعها الفنية والموسيقية المطروحة الآن إن لم يكن الفنان محمد الامين قد إمتلك بعد ناصية تلك الجرأة في تلحين أعماله الباكرة مثل بتتعلم من الايام , طائشة الضفائر, الموعد, الجريدة, حروف اسمك, كلام للحلوة, أسمر, زاد الشجون, الحب والظروف, وحياة ابتسامتك, اربعة سنين, حروف اسمك, زورق الالحان, عويناتك, مراكب الشوق, يا مني و آخريات, وحقا إنه لا يمكن الاشارة إلي هذه الاعمال الكبيرة دون الاشارة الي شعرائها الذين توفقت حساسيتهم الابداعية في تفجير البركان اللحني الكامن في ذهن الباشكاتب, ويكفي الاشارة إلي الشعراء محمد علي جبارة , هاشم صديق, عمرمحمود خالد, فضل الله محمد, محمد علي ابوقطاطي, مبارك بشير, ابوآمنة حامد, إسحق الحلنقي, خليفة الصادق, تاج السر كنه, نزار قباني..إلخ, والواقع أن سطوة هؤلاء العمالقة في شعر الغناء السوداني بشقيه العامي والفضيح علي إهتمام الفنان محمد الامين ــ وهم المتميزون بالمفردة التي تتراوح بين الجدة في الصورة الشعرية والعمق في التناول لما هو عاطفي ووطني ــ قد كانت منفعة متبادلة لم يكن ريعها لصالح هؤلاء المبدعين فقط , وإنما وقع ريعها علي أذن المستمع الذي أدرك رهافة الاحساس وجمال التناول الذي إنضفر في خيال مبدعنا, والذي وصفه لي مرة البروفيسور شبرين بإنه يمتلك خيالا لحنيا ملائكيا إنساب عبر الصوت القوي والمعبر الذي تدربت موجاته الطروبة في هذه الحنجرة الذهبية الفريدة. إن الاتقان الحرفي للحن والامساك باسرار الآلة الموسيقية المدوزنة بشفافية ليتكاملان ثم ينتجان السيرة الذاتية للاستاذ محمد الامين والتي مرت بتضاريس حياتية وإبداعية صعبة. هذه التضاريس إن تعلقت بالقبول الاجتماعي التي تواجه هؤلاء العباقرة حين يبتدرون هذا النوع من الابداع الملائكي, فهي تتعلق كذلك بالادوات الفنية الفقيرة آنذاك في توصيل العمل الموسيقي المشبع في أقاليمه . و إن هي تعلقت بفهم المؤسسات الثقافية الحكومية التي يفترض فيها الأخذ بيد هذه المواهب الحريصة علي ذلك التجويد في المفردة المعبرة عن المسؤولية الفنية الصارمة , فهي تتعلق أيضا بمخاطرة الكوادر الموسيقية المؤهلة في التعاون مع مبدع لم يكن همه إطلاقا حصد المال عبر مناسبات الاعراس بقدرما كان همه هو تقديم مشروع موسيقي طموح يتجذر علي خلق التحول الاجتماعي في فهم التقدمي من الابداع, ولا يتجذر علي إستسهال الحرفة الغنائية التي عمل لها بعض زملاء الباشكاتب, فحصدوا المال ولم يحصدوا علي مثل التقدير النوعي المبذول نحو مبدعنا محمد الامين. إن في أجواء إنعدام المسؤولية الفنية الآن في المشهد الغنائي تخصيصا والمشاهد الفنية الاخري تعميما يختلط حابل الكلمة الضعيفة بنابل العمل اللحني الاضعف بالضرورة, وذلك ما يجعل الناس في ظروف "الانحطاط العام" يتمسكون بتجارب جيل محمد الامين الغنائية بوصفها ما تزال حيوية في تجاويف إبداعها برغم مرور ما يقارب نصف قرن من إنتاجها, وللحق إن الباشكاتب هو محط النوستالجيا الغنائية التي نمارسها الآن نتاجا للجعجعة الفنية التي لم تقنعنا بطحينها الذي يصم الآذان ويحرض علي الردة عن هذا السمو الذي خلقه لنا جيل أبواللمين, وأي جيل هو الذي أولد إبداعات الكاشف وعبدالرحمن الريح واحمد المصطفي وصلاح محمد عيسي ومحجوب عثمان ووردي والتاج مصطفي وابوعركي وزيدان ابراهيم ..إلخ. ولهذا أري انه لم نلحظ حتي الآن افرادا يمتشقون حسام المسؤولية الفنية كما فعل الاستاذ محمد الامين وابناء جيله والثابت ان العبرة ليس بكثرة الانتاج او الاطلال عبر القنوات الرسمية او الشهرة الفنية اللحظية والتي غطت في الماضي اجيالا من الفنانين صاروا الآن اثرا ً بعد عين. ان العبرة هي في تواضع مبدعي هذا الجيل في الاستفادة من تراث السير الذاتية التي خلفها اولئك المبدعين , وظني ان جيلنا هذا لو توطن علي معرفة الصعوبات والعوائق التي واجهها محمد الامين وادركوا كيف انه يعكف سحابة يومه للتمكن علي آلة العود والانتظار لثلاثة عقود حتي يعثر علي العازف الحقيقي الذي يفهم توصيل احساسه وعدم المهادنة في اختيار الكلمات السوقية ولفظ كل المغريات الاجتماعية والسلطوية التي تتدافرت وتضافرت نحوه ــ فانهم سوف يخلدون اسمهم ليس في ذلك المشهد الفني او الثقافي فقط وانما علي مستوي ذاكرة السودانيين اجمعين. إنه بخلاف تلك المعاناة التي واجهت مبدعي الخمسينات والستينات والتي تمثلت في النظرة المعيبة للشخص الذي يحترف الغناء وكذلك المعاناة في عدم التقييم المضمون له, فإن معاناة الباشكاتب تضاعفت كونه اراد الاصرار علي شق تيار لحني وموسيقي لم تعهده الاذن الموسيقية آنذاك, فجاء الي الخرطوم ومجالها الموسيقي لم ينضج بعد علي فهم ابعاد هذه التجربة التي لم تراهن علي تقليدية الكلمة الشاعرية وتبسيط الجملة الموسيقية, ولكن مع ذلك لم ينثن للتيار فصبر وصابر في محرابه الفني قانعا ً ان الاجيال القادمة ستستوعب تجريبه الفني وستعمل علي توصيله للملتقي بأجمل الاشكال, ورويدا رويدا بدا ان اجيال المعهد العالي للموسيقي والمسرح ستجد فيه موئلا لتطبيق دراساتها الاكاديمية و إستثمار كل خانات الآلات المدروسة منهجيا, فوجد صالح عركي, بدرالدين عجاج, ميرغني الزين, الفاتح حسين, ميكائيل الضو, احمد باص, سعد الدين الطيب, اسامة بكلو, ماهر تاج السر, عثمان النو, فايز مليجي, عثمان مبارك, الفحيل, وغيرهم ممن رفدوا غناء محمد الامين بإحساسهم العالي في تطبيق النوتة الموسيقية وتشذيب اعماله بالتوزيع والحليات الموسيقية, حتي اذا دخلنا مرحلة الثمانينات وجدنا ان الاستاذ محمد الامين قد تربع علي عرش الاغنية السودانية إن لم يكن مثيرا الجدل حول القمة الفنية التي ربما يتقاسمها مع الاستاذ وردي, وصارت حوارات الموسيقيين و"السميعة" تضع تجربتيهما في مقارنات لا تنفض إلا بتأكيد دورهما الكبير في تجديد الاغنية, ومؤكدين كذلك أن إنبثاق إبداعهما من خلال جيل واحد خلق منافسة فنية خدمت كلاهما وجعلتهما صنوان للريادة في طرق مناطق صعبة في سلم التلحين الخماسي وفي مخاطبة الدواخل الوجدانية والوطنية خلال تعاونها مع أولئك البعض من فحول شعر الغناء. ليس ذلك فقط وانما صارا ــ محمد الامين ووردي أو وردي ومحمد الامين ــ سببا لتوريث ذاكرتيهما اللحنية لاثنين من اعمق مبدعينا وهما ابوعركي ومصطفي سيد احمد وكثيرا ما اري ان الخيال اللحني للاستاذ محمد الامين قد انتهي الي ابو عركي البخيت وأن الامكانية اللحنية للاستاذ محمد وردي قد إنتهت إلي مصطفي سيد أحمد, اقول هذا وفي ذهني أن عركي والراحل مصطفي برزا بالخصوصية اللحنية التي تعرفهما, بيد إنهما إستفادا فقط من منهج التلحين للموسيقارين محمد الامين ووردي بصورة أكبر ضمن الاستفادة من تراثنا الغنائي. من ناحية اخري أعتقد أن المتناول لجمائل الباشكاتب ــ والمساحة لا تكفي ــ لا يغفل تجربته مع آلة العود, وهذا ما يتطلب فصلا كاملا في ذلك الكتاب المقترح. فمن جهة فإنه ينبغي الاشارة الي أن ما كشف عنه الاستاذ محمد الامين من مهارات فردية في إستنطاق آلة العود لم يسبقه فيها أحد إلا الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله والذي كان نسيج وحده في الطريقة التي يعزف بها, وصحيح أن عازفين مهرة كانوا قد عرفتهم الساحة الغنائية ومنهم خليل فرح وأمير العود حسن عطية وإسماعيل عبدالمعين وأحمد المصطفي وبشير عباس والماحي سليمان وعلي السقيد وأبوعركي البخيت والحبر والكردفاني والمرحوم وهاشم ميرغني وعوض أحمودي وعادل الصديق وأحمد ربشه وآخرين, غير أن قابلية الاستاذ محمد الامين في التميز وتجاوز كل هؤلاء يتضح في التأليف عبر الانتقال بين السلالم بطريقة لم يألفها المتابعون للاغنية السودانية, ولعل عبقريته اللحنية هي التي تجعل المستمع إليه آن يعزف يحس وكأن شلالا رقراقا من النغمات ينساب عبر آلة العود, بالشكل الذي يحيل المرء للمقارنة توا ً بينه والراحل برعي محمد دفع الله والموسيقار بشير عباس. إن إحساس تعامل الاستاذ محمد الامين مع آلة العود ربما يتغلب علي أحساس المتمكنين في هذه الآلة وقد تطرح القدرة الفذة لمبدعنا في إستخراج نغماته سؤالا حول موقعه, أو ترتيبه إن أردت, علي مستوي الوطن العربي وفي ذهننا تجارب العازفين المغنيين أمثال فريد الاطرش وعبد الوهاب الدوكالي ونصير شمة وأحمد الجمير وعبدالرب إدريس وحازم شاهين وزياد غرسه ورياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب ومنير بشير وعبادي الجوهر وطلال مداح وحمزة علاء الدين وآخرين. أعتقد أن ما يضاعف فرص الاستاذ محمد الامين في بز هؤلاء العمالقة هو إختلافه عنهم من ناحية إنه يبني أعماله علي خلفية السلم الخماسي المعروف بمساحته الضيقة في التأليف مقارنة بأعمالهم التي يلحنونها علي خلفية السلم السباعي, فوقا عن ذلك فإن عدم توافق الذائقة اللحنية العربية مع المنتج عبر السلم الخماسي وغياب الاغنية السودانية في القنوات الاعلامية العربية ساهم إلي حد كبير إلي عدم وقوف المستمعين والموسيقيين العرب علي هسيس النغمات التي يخرج بها عود الباشكاتب, وفي تقديري الشخصي أن الاستاذ محمد الامين يعتبر من أعظم عازفي آلة العود في تاريخ الغناء العربي الحديث إذا جاز لنا إضافة غنائنا لهذا التاريخ, والواقع إنه لو إكتفي ابواللمين بالتأليف الموسيقي وصمت عن الغناء لوجد إنتشارا عالميا أكبر مما هو قد وجده الموسيقار السوداني الراحل حمزة علاء الدين والذي طفقت شهرته الآفاق برغم أن تكنيكه المتبع في موسيقاه البحته لا يوازي براعة مبدعنا المغني.
* الصورة من قروب محبي الاستاذ محمد الامين على الفيس بوك
(عدل بواسطة حسين محي الدين on 10-14-2009, 09:39 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: naeem ali)
|
Quote: الموسيقار محمد الأمين كزهير ابن ابي سلمى صاحب حوليات فهو بطيء في انتاجه يعمل بصبر واناة ولكنه مجوّد. وألبوم سابينا الذي صدر أخيراً يعتبر عملاً فنياً كبيراً للموسيقار محمد الأمين سكب فيه كل خبراته الادائية واللحنية فجاء افضل من البوم (واد مدني) الشهير فقط الطريقة التي تم بها اطلاق الالبوم وادارة الترويج له لم تكن بمستوى الالبوم وعلى الشركة المنتجة ان تجتهد في تقديم هذا الالبوم بالشكل الذي يليق بمحمد الأمين.
نقلا عن صحيفة الرأي العام |
نعيم يا صاحب حبابك ألف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: حسين محي الدين)
|
Quote: مرحلة الفنان محمد الامين:-
الفترة من عام 1980م وحتى عام 1986م اصبح الفاتح عازف الجيتار الاساسى بفرقة محمد الامين هذه الفترة كانت تمثل فترة نضوج وزيادة خبره فى الموسيقى نال فيها شهرة واسعة وسط معجبى محمد الامين وشارك معه فى عدة مشاركات خارجية حيث كانت أول رحلة خارجية فى يونيو 1980م الى لندن ثم فرنسا ثم تلتها سلسة من الحفلات بدول الخليج لاكثر من مرة وحفلات بمسرح البالون والسامر بالقاهرة ومشاركة فى مهرجان الاغنية العربية بالجزائر بالاضافة الى حفلات لاتحصى ولاتعد بالخرطوم والاندية الاجتماعية الكبيرة مثل نادى الخرطوم ، نادى الخليج، دار الاطباء، النادى الايطالى ، النادى الكاثوليكى، نادى الضباط ، النادى القبطى،المكتبة القبطية ، الهابى لاند ،القرين فيلدج ومعظم المدن الكبيرة الاخرى بالسودان واصبحت فرقة محمد الامين بكاملها من أكثر الفرق انتشاراً وشهرة بادائها المتناسق المتجانس وخاصة ان الحان الفنان محمد الامين تحتاج الى مهارات عزفية عالية وتكنيك متقدم فى الالة وهذه الصفات توفرت لاعضاء الفرقة فى ذاك الوقت مما جعلهم متميزين فى الساحة الفنية .
|
موقع د. الفاتح حسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: حسين محي الدين)
|
الدكتورة الفخرية من جامعة النيلين
Quote: وفي كل عام.. يأبى رمضان.. إلا أن يقدم لنا.. نفحة من نفحاته.. وهدية من عطاياه ولمحة من لمحاته وبسمة من بسماته.. ودلوني على «رمضان واحد».. أتانا وغادرنا قبل أن «يدس» في يدنا.. درة تلقى إلينا.. وهدية لا تصدق.. وهل ننسى.. أجل ّالعطايا وأروع الهدايا.. تلك التي.. أشاعت النور والضوء.. والسلام.. في أرض وطننا الجميل.. والتي.. كانت الحد الفاصل.. بين الجد واللعب.. بين تسلل أشعة الضياء وحلوكة الليل البهيم.. فكانت تاج عطايا رمضان.. وما زالت وستظل من فرط حلاوتها تحمل اسم «رمضان».. ولن أبوح.. ولن أصرّح.. فالنطق بالحب يفسد الحب.. وها هو رمضان.. يأتي.. وفي عشره الأولى.. تعود.. جامعة النيلين.. إلى عهد.. «طلبة عويضة».. عندما كانت في قلب الشعب.. بين الشعب.. ولأجل الشعب.. تنبض بنبضه.. وتعيش معه الحياة.. حلواً ومراً.. هي في مدرجات علومه.. وفي قلب همومه.. عضواً فاعلاً في جسد الوطن الجميل.. ها هي جامعة النيلين.. مشكورة.. ومأجورة بإذن الواحد الصمد.. تضيء قبتها وتتوهج.. تختار من بين أرفع أوسمتها.. قلادة وتطوق بها جيد موسيقار الأجيال.. الموهوب.. الفنان.. المطرب.. الموسيقار قيثارة الوطن الجميل.. ووتر العود المشدود.. الأستاذ محمد الأمين.. لتضع.. فوق هامته الشاهقة.. «طاقية» الأستاذية.. وتمنحه الدكتوراة الفخرية ليلحق.. برفيق إبداعه.. وشقيق فنه.. وتوأم روحه.. الامبراطور وردي الذي.. كان يوماً.. حضوراً.. في رحاب جامعة الخرطوم.. وهي تمنحه أيضاً الدكتوراة الفخرية.. شكراً.. شكراً جزيلاً.. لجامعة النيلين.. شكراً جميلاً.. على هذه اللفتة الباهرة الرائعة.. شكراً.. «لكل طاقم أساتذتها وعمدائها.. وعمادتها.. لطلابها وخفرائها.. وحتى أصغر عامل.. في رحابها القدسية.. الفخيمة الوسيمة.. نعم شكراً.. لجامعة النيلين.. وشكراً.. لكل جامعة.. قدمت للمبدعين.. شهادة دكتوراة.. فخرية.. ولكن.. وفي كلمات وحروف.. لا تنقصها الإبانة والوضوح.. والصراحة.. نقول.. إن أعظم جامعة.. وأعلى وأغلى.. معهد.. أو كلية.. تمنح درجات الدكتوراة.. وكراسي الأستاذية.. هو الشعب السوداني.. المدهش العام الفريد.. ولكن كيف.. هذا أمر يطول شرحه.. وتتشعب دروبه.. تضيء أنواره.. وتظلم أحياناً دروبه.. ونبدأ الحكاية ونقول.. إن درجة «الدكتوراة» الحقيقية.. وليست الفخرية.. رغم إني أرى أن الدكتوراة الفخرية.. أجلّ وأرفع.. أقول إن الذي يشقى ويجهد نفسه.. ويفني ضياء عيونه على أنوار المصابيح.. حتى يحصل على «الدكتوراة» حتماً يكون قد أضاف.. شيئاً.. لمسيرة الإنسانية في رحلتها نحو الإبداع والكمال.. يكون قد افترع أو اخترع.. أو طرق درباً لم يكن من قبل مطروقاً.. وها هي شهادات الماجستير والدكتوراه.. تزحم الآفاق.. والأسواق.. وها هي الصحف تطالعنا كل يوم.. كل يوم بالصور البهية.. والتهاني القلبية.. وأهل.. أو جامعة.. أو مصلحة أو نادي.. أو طائفة تهنيء فلان الفلاني بنيله درجة الدكتوراة.. ويندفق سيل الحصول على الدكتوراة حتى ظننا أن السودان.. هو البلد الوحيد في العالم الثالث الذي يحرز أبناؤه درجة الدكتوراة كما يحرز البرازيليون الأهداف في مرمى.. جزر مثل جيبوتي.. والصومال.. وأفغانستان.. بل بتنا نعتقد.. أن الذي لا يحرز درجة الدكتوراة.. في الرياضيات.. أو التفسير أو العلوم.. أو الفيزياء.. أو الشعر الجاهلي.. والعباسي.. عليه أن يراجع أول طبيب نفساني.. أو إرجاع كل أموال والده التي صرفها عليه فقط لأنه طالب فاشل.. وقبل أن ندخل في موضوعنا الأساسي غداً.. نقول.. ما جدوى الدكتوراة.. بل ما نفعها لنا نحن الشعب السوداني.. إذا لم تنزل لنا في الطرقات.. والدور والجامعات.. وما هي الإضافة.. أو المعلومة.. أو البحث الجديد الذي أتى به سعادة الدكتور..؟؟
مؤمن الغالي |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: ابو جهينة)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ود مدنى منبع الابداع الفنان محمد الامين نموذجاً
د.الفاتح حسين أحمد أ / مشارك كلية الموسيقى والدراما جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا
مقدمة:- تقع مدينة وادمدنى فى وسط السودان ، بين خطى عرض وطول 14-19 درجة شمالاً و 33-31 درجة شرقاً ، وعلى الضفة اليسرى من النيل الازرق ، وتعتبر منطقة التقاء طرق حيث تربط مابين الخرطوم وبقية ولايات السودان المختلفة وتبلغ المساحة الكلية لمدينة ودمدني حوالي 65 كلم مربعاً. تعتبر مدينة ود مدني من اقدم اربع مدن في السودان ويرجع تاريخها الي نهاية النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي في عهد( مملكة الفونج (السلطنة الزرقاء 1508م ـ 1820م) حيث نشأت مدينة ودمدنى في عام 1489م عندما حل الفقيه محمد الأمين ابن الفقيه مدني الذي يتصل نسبه بعقيل ابن آبى طالب ابن عبد المطلب الهاشمي بموقع المدينة حيث أقام بالمكان الذي توجد فيه قبته الآن خلوه لتعليم القران والفقه . واسم وادمدنى منسوب الى الشيخ محمد مدني السني، واخذت مدينة ودمدني شكلها الأساسي بعد دخول الإنجليز اليها عام 1898 حيث اعيد تنظيمها ، وفي اول يناير 1906م تم نقل مدينة ومركز ود مدني من مديرية سنار لمديرية النيل الأزرق وصارت مدينة ود مدني عاصمة لمديرية النيل الأزرق واضيفت لها مديرية الجزيرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: سراج الدين مصطفي)
|
نجد ان مدينة ود مدني غلب عليها الطابع الصوفي، وظلت مند نشأتها مكاناً مرتبطاً بالدين وشعائره ، وقد كان لقرب المدينة من ابي حراز حيث الطرق الصوفية اثر كبير فكانت الزيارات المتواصلة بين المشايخ، وقد وضع الشيخ عبد السيد محمد بخيت اللبنة الأولي للطرق الصوفية بود مدني ومن اشهر شيوخ الطرق الصوفية محمد عبد الرحمن شاطوط ، والشيخ عثمان زياد. اما في مجال الثقافة والإعلام فهي سامقة في هذا المجال فقد شهدت ود مدني قيام الجمعية الأدبية في بداية الثلاثينات وفيها تم اقتراح قيام مؤتمر الخريجين عام 1937 وقد تبنت هذه الجمعية ايضاً قيام المهرجان الأدبي الأول في السودان بمدينة ود مدني عام 1938 وتكونت ايضاً رابطة ادباء الجزيرة والتي كان من اعلامها الشاعر المعروف د. محمد عبد الحي ثم فى بداية الخمسينات تأسست نقابة فنانةى الجزيرة متزامنة مع تأسيس نقابة الفنانين بالخرطوم ،، ولكن لم يتستمر تلك النقابة ، وبعدها تكونت فرق فنية مثل فرقة أ ضواء الجزيرة وفرقة اصدقاء الفن وكان لهم الدور الكبير فى بعث النشاط النى غناء وموسيقى و في السبعينات رابطة الجزيرة للآداب والفنون وقد شهدت واد مدني طفرة كبري بإفتتاح مسرح الجزيرة في 1961م وتلفزيون الجزيرة في عام 1972م وإذاعة ودمدني في يناير 1985م، وفي عام 1991م تم افتتاح المجمع الثقافي بود مدني تعتبر مدينة ودمدنى من أوائل المدن التي تأسست بها فرقة موسيقية منظمة وقد قامت بها في أوائل الثلاثينيات فرقة موسيقية مكونة من عشرة عازفين وهم :- 1/ بدر التهامي مصطفى آلة كمان 2/ على الحويرص " " " 3/ عثمان بابكر " " " 4/ عبد المنعم عثمان خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: سراج الدين مصطفي)
|
بقيام مشروع الجزيرة في عام 1925م ، أصبحت مدينة ود مدنى مصدر جذب إقتصادي و ثقافي لكل أهل السودان وخاصة لحوجة المشروع إلي العمالة في كل التخصصات ـ فأتي الإنجليز بأهل شمال السودان بمختلف قبائلهم للعمل في المشروع لتأسيسه وتطويره ، أيضاً هناك مؤسسة كبيرة في ودمدني جذبت العمالة المثقفة والماهرة وهي رئاسة وزارة الري في ودمدني ، فمشروع الجزيرة مرتبط بالري ومؤسسات الري فى مشروع الجزيرة هى خران سنار والترع الرئيسية والفرعية التي تغطي مساحات الجزيرة والمناقل. مدنى انتجت الكثير من الفنانين والموسيقيين إبتداء من ابراهيم الكاشف والشبلى ، عمر احمد ، ومع بداية الخمسينات ظهر رمضان حسن والخير عثمان ، ومع بداية الستينات ظهر محمد الامين وابو عركى البخيت ومحمد مسكين وظلت وحتى اليوم تمد الساحة بمطربين اثبتوا مكانتهم الفنية. هؤلاء الفنانين استمدوا فنهم معتمدين على البيئة والتركيبة الاجتماعية لمدينة ودمدنى هذه البيئة التى تربوا فيها والتى جمعت اهل كل السودان بل شكلت سودان مصغر فمنهم من نشأ على ايقاعات الطرق الصوفية ومنهم من نشأ على الحان المديح والدوبيت ومنهم من تشبع بثقافات اهل كل السودان وهم يقيمون احتفالاتهم فى الاعياد والافراح فى الاحياء السكنية ، هكذا هى مدنى وحتى اليوم . من هذه البيئة ظهر محمد الامين متشبعاً بكل الالوان الفنية والشعرية والصوفية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: سراج الدين مصطفي)
|
محمد الامين والنشأة:- ولد الفنان محمد الامين حمد النيل الطاهر الازيرق فى 20 فبراير 1945م ، ومنذ صغره وهو لايتجاوز الرابعة من العمر كان يدندن بصوته ويلحن بل عندما يطلب شئ وهو فى هذه السن الطفولية ، كان يطلبه بشكل لحن ومنذ نشأته كان متعلقاً بالفن والموسيقي وفي تحركات طفولته مابين أهله ودار أبيه وأعمامه في ودمدني تارة وفي (ود النعيم) ضاحية ودمدني حيث الجذور ، ومنذ في فترة صباه كان يهوي العزف علي آلة (المزمار) ،، وفى نهاية الخمسينات من القرن الماضى بدأ محمد الامين بتعلم الة العود ويرجع الفضل الى الاستاذ السر محمد فضل وهو درس محمد الامين كيفية العزف على العود وكان ايضاً مدرسه فى المرحلة الابتدائية بمدرسة الشرقية الاولية، بدأ محمد الامين بالتمرين المتواصل ولساعات طويلة فيما يتعلمه من استاذه السر محمد فضل ، فى هذه الفترة انتبه محمد الامين الى اهمية دراسة علم الموسيقى وزيادة معرفته وموهبته وبكل جدية بدأ دراسة النوتة الموسيقية والقواعد على يد الاستاذ محمد ادم المنصورى والذى كان ضمن فرقة موسيقى بوليس النيل الازرق ومن هنا كانت البداية الصحيحة و المستندة على العلم وبدأ بزيادة عدد ساعات التمرين وتطبيق القواعد الموسيقية فى كيفية استخراج السلالم الموسيقية ومعرفة الانتقالات السليمة مابين سلم واخر ولساعات طويلة ينسى فيها زمن الوجبات ،، إتجاه محمد الامين الى العلم الموسيقى واهتمامه بالة العود ومحاولة تطبيق السلالم عليها والتمرين المتواصل بالاضافة الى موهبته واستماعة الكثير للموسيقى العربية وخاصة ام كلثوم ومحمد عبدالوهاب ، زاد من ثقافته وزادت موهبته واصبح من اكثر العازفين براعة فى العزف على الة العود ، هذه المهارة العزفية انتجت الحاناً ظلت راسخة فى وجدان الشعب السودانى ، فظهرت اغنية حرمان وأمل ، من الشباك، انا وحبيبى ، وحياة ابتسامتك ، اسمر ، اشتياق، وتعتبر اغنية يا معاين من الشباك وهى على سلم دو الصغير ، هذا التأليف وفى هذه السلم الغير مألوف للموسيقيين فى ذاك الزمان كام بمثابة طفرة فى شكل الالحان السودانية الخماسية المنتشرة والمألوفة بالنسبة للموسيقيين ، فأتى لحن الاغنية على ايقاع رباعى سريع محافظاً على الخماسية وعلى سلم دو الصغير .المثال ادناه يوضح اللحن الاساسى للاغنية :-
في عام 1962 م ذهب محمد الأمين للخرطوم مشاركاً ضمن فرقة مديرية النيل الأزرق بودمدني فى مسابقات فنون المديريات التسع المعروفة آنذاك بمناسبة إفتتاح المسرح القومي بأم درمان . وبعد الانتهاء من المهرجان قرر محمد الامين الاستقرار بالخرطو وظل يمارس نشاطه مع فرقة الاذاعة ويقوم بالتسجيلات فظهرت اغنية ( وحياة ابتسامتك) فى سلم رى الصغير وفيها استخدم الة العود كصولو فى احدى الكوبليهات وهنا انتبه الناس الى ان هنالك موهبة وبراعة عزفيه يتسم بها محمد الامين بالاضافة الى موهبته فى التلحين والاداء ، لم يمكث محمد الامين طويلاً بالخرطوم وقرر الرجوع الى مدينة ود مدنى ، هذه الرجعة كانت بمثابة التزود وقياس التجربة والعودة من جديد بشكل اقوى ، نعم فى هذه الفترة واثناء تواجده بالخرطوم لاقى الكثير من المعاناة والمعاكسات حاله حال أى فنان ناشئ وهو على العتبة الاولى من الطريق ، فكانت ثورة اكتوبر. محمد الامين والوطن:- ثورة اكتوبر والتى انفجرت فى العام 1964م كانت هى انطلاقة للشعب السودانى وانطلاقة الى محمد الامين ، ففى الاحتفال الكبير الذى اقيم بمدنى بمناسبة ثورة اكتوبر وحضره عدد كبير من المسئولين واذاعة ام درمان وعدد كبير من المطربين من بينهم الفنان محمد وردى ، هذا الحفل والمناسبة الوطنية أوضحت جانب مهم للغاية فى مسيرة محمد الامين الابداعية وبينت بأنه مبدع يربط فنه ويستلهمه من تفاعله وارتباطه بمجتمعه وما يدور فيه ، فقدم ( نشيد أكتوبر 21) الذي صاغ كلماته فضل الله محمد وهو طالباً بجامعة الخرطوم ، كما صاحب الفنان محمد وردى بالعزف على العود فى نشيد اصبح الصبح . نشيد (اكتوبر 21) ساهم مساهمة فعالة في إنطلاقة محمد الأمين وشجعه بالعودة الى الخرطوم وتسجيل النشيد ، ولكنه تفاجأ بأن الاذاعة قد قامت بتسجيله فى احتفال ود مدنى ، بل أتت الفرصة وبشكل أقوى بأن فتحت الاذاعة ابوابها الى الفنان محمد الامين لتسجيل كل اعماله الوطنية والعاطفية ، وبمناسبة الذكرى الثانية لثورة اكتوبر قدم محمد الامين نشيد (الإنطلاقه) من كلمات الشاعر فضل الله محمد، ، و فى عام 1966-1967م أكد محمد الامين بوطنيته وانتمائه الى شعبه الذى استلهم منه الكثير فى تكوين شخصيته الابداعية وهذا واضحاً من خلال لحن قصة ثورة أو (الملحمه) و التي قام بكتابة الكلمات الشاعر هاشم صديق ، كان اللحن متعدد الكوبليهات ومتنوع من ناحية اللحن والاداء والايقاع الحماسى و شارك فى اداء تلك الكوبليهات عدد من المطربين على رأسهم خليل اسماعيل، عثمان مصطفى، ام بلينه السنوسى ، بهاء الدين اب شله وساهم الموسيقار موسى محمد ابراهيم مساهمة فعالة فى شكل التوزيع الموسيقى والاشراف على الفرقة الموسيقية المنفذة ، هذا العمل الوطنى وحسب اعتقاد الباحث يعتبر من اكبر واقوى الاعمال الوطنية التى قدمت فى السودان ويمكن ان يقدم فى شكل عمل اوبرالى مصاحب بالتمثيل والاداء ، حقيقة تجلت عبقرية محمد الامين الموسيقية وبراعته فى التلحين خاصة فى الغناء للوطن و تجسدت كلها فى هذا العمل من حيث التسلسل النغمى اللحنى والربط مابين الكوبليهات والانتقال من سلم الى اخر . واصل محمد الامين فى ابداعه ارتباطه بوطنه وتفاعله معه باحساس المبدع الاصيل فظهرت بعد ذلك اناشيد وطنيه متعددة ومرتبطه بمناسبات ونضالات قوميه مما قاد لاعتقاله هو وزميله الفنان محمد وردى فى العام 1971م ،، ومن هذه الاناشيد (المبادئ) فضل الله محمد ، ( السودان الوطن الواحد) محجوب شريف، ( المتاريس ، أداء مبارك حسن خليفة ) ( تحية اكتوبر ) محجوب شريف ، (مساجينك) محجوب شريف، ( لقاء العاملين) و( ابل الرحيل) عبدالباسط سبدرات، والتى قدمت خصيصاً لدعم المتضررين من العطش بمنطقة غرب السودان واتى اللحن والايقاع ثلاثياً ممثلاً لمنطقة غرب السودان ( ايقاع المردوم) كما كانت الكلمات بسيطه ومؤثرة تخاطب انسان غرب السودان بمفرداته السهلة والعميقة فى المعانى . وهكذا ومن خلال تلك التجارب الوطنية اصبح محمد الامين فى داخل كل سودانى حمل هموم وطنه ومعاناة شعبة ،، وزاد الناس معرفة بالفنان محمد الامين من خلال ما قدمه من اغنيات وطنية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: إبراهيم عبد الحليم)
|
اول تعارف حقيقي مباشر بيني وزميلي الاستاذ محمد الامين كان بالقاهرة في منتصف الثمانينات ولو انه سبقتها معرفة اقل في بداية الثمانينا حينما فجآة لمع محمد الامين للمرة الثالثة وهذا مايحدث للمبدعين السودانيين حين ظهور مقلدين جيدين ومنتشرين لهم حينها ذهبت كل الاوركسترا التي كانت تعزف معي في الحفلات من ناس المعهد واذكر منهم ميرغني الزين واحمد باص والفاتح حسين وعثمان النو وغيرهم من مبدعي العزف لتعزف معه لان خروج الفنان تطغي موجته ويصبح سيد الساحة في بيوت الاعراس وهذا وضع افضل ومفهوم للوركسترات عرفت محمد الامين اكثر في القاهرة ونكمل لاحقا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: Elmosley)
|
احب الغالب الاعم من اغنيات محمد الامين ولكن ثمانية اغنيات لمحمد الامين مامرقن من دقنوسي الاولى قصة ثوره (يااااااااه) الثانيه شهر عشره (ودي محمد بالغ فيها من حيث الحداثة) الثالثة قلنا ما ممكن تسافر وياما ابكتني الرابعه (غربه وشوق) ودي انا عمت ليها تحليل في مجلة الاذاعة سنة تسعه وسبعين الخامسه حروف اسمك قمة التجديد والتكنيك السادسة بعد الشر عليك (السهل الممتنع) وزعتها ولكن لم ير النور توزيعي بل ضاعت اوراقه السابعة (شال النوار) قمة الدراما الثامنة سوف ياتي والتي تشرفت بتوزيعها ونفذناها في القاهرة ونزل الشريط بنفس الاسم بل تم تأديتها بنفس توزيعي بالقاهرة في الاوبرا بمصاحبة فرقة الفاتح حسين
ولي عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: حسين محي الدين)
|
Quote: احب الغالب الاعم من اغنيات محمد الامين ولكن ثمانية اغنيات لمحمد الامين مامرقن من دقنوسي الاولى قصة ثوره (يااااااااه) الثانيه شهر عشره (ودي محمد بالغ فيها من حيث الحداثة) الثالثة قلنا ما ممكن تسافر وياما ابكتني الرابعه (غربه وشوق) ودي انا عمت ليها تحليل في مجلة الاذاعة سنة تسعه وسبعين الخامسه حروف اسمك قمة التجديد والتكنيك السادسة بعد الشر عليك (السهل الممتنع) وزعتها ولكن لم ير النور توزيعي بل ضاعت اوراقه السابعة (شال النوار) قمة الدراما الثامنة سوف ياتي والتي تشرفت بتوزيعها ونفذناها في القاهرة ونزل الشريط بنفس الاسم بل تم تأديتها بنفس توزيعي بالقاهرة في الاوبرا بمصاحبة فرقة الفاتح حسين |
الموصلى الجميل أغنية عند محمد الأمين أقف عندها طويلا ومتأملا زاد الشجون أغنية غير طبيعية اتت فى ظروف ومحمد الامين فى القمة بداية الثمانينيات وفرقته الموسيقية مكتملة وحفل لندن الشهير فاتت زاد الشجون فى تلك الفترة كاجمل ما يكون البعديها طوالى اغنية خمس سنين سأرجع
إبراهيم عبد الحليم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: إبراهيم عبد الحليم)
|
الفنان محمد الأمين وإبداعه الفني ** بروفيسور/ عباس سليمان السباعي
المطرب ابن الجزيرة محمد الأمين، مغنٍّ مبدع تفوق على الكثيرين في فن الغناء السوداني. فهو المطرب الذي جمع بين موهبتي التلحين والأداء، فقد قام بتحلين جميع أغانيه، كما ساهم في تلحين بعض الأغاني لعدد من المغنين الناجحين في المجتمع السوداني، منهم الفنان الكبير الصاعد ابو عركي البخيت منذ نشأته الأولى. وقد ظل المطرب محمد الأمين منذ نشأته على مر السنين في ظل قمة الشهرة والعطاء على مدى أكثر من أربعين عاماً متواصلاً، تقبل الجماهير على مشاهدة واستماع اغانيه الوصفية والعاطفية في المسارح والحفلات العامة والخاصة في السودان والدول العربية وبعض الدول الأوروبية.
تعرفت على المطرب محمد الأمين في بداية الستينيات من القرن الماضي، وشاركته بالعزف على آلة الأكوردويون وكانت أغنياته الأولى لكبار المطربين وهما محمد وردي وعبد الكريم الكابلي، ثم انتقل الى تلحين أغانيه الخاصة من خلال فرقة (أضواء الجزيرة) التي جمعت المطربين في مدينة ود مدني، وأذكر منهم الأصدقاء الراحل محمد مسكين وثنائي الجزيرة وأبو عركي البخيت وعلي ابراهيم وعبد الرحمن فواجه، مقلد المطرب عثمان حسين، وبلابل الجزيرة وفنان الحقيبة الإسيد.
شارك المطرب محمد الأمين في الأغنيات الوطنية، وكانت اولى اغاني الوطنية (اكتوبر واحد وعشرين) التي غطت الساحة الفنية في العاصمة كأول اغنية بمناسبة انتفاضة 21/ 10/1964م فكانت الحبل التي تسلق عليه حتى وصل الى المجد والازدهار الذي هو فيه الآن.
تميزت أغاني المطرب محمد الأمين بالكلمة الناصعة الرقيقة من شعراء كان في مقدمتهم بدوي بانقا، وفضل الله محمد، من مدينة ود مدني فنسجها بألحان عذبة طافت حولها الإيقاعات الساحرة، حيث وجدت اغانيه طريقة الشهرة والمجد، وتحول الى نجم مرموق يشار اليه بالبنان، وفتحت له أغانيه صالات الحفلات الغنائية والبرامج التلفزيونية والإذاعية وندوات المحاضرات العلمية حتى اصبح من ضيوفها المفضلين وأصبح من أكثر نجوم الغناء شعبية في السودان وأصبحت أغانيه تحمل سلسلة الشهرة كمونولوج (مسيحية) الذي يحمل قصة لها بداية ونهاية. وعززت اغانيه مكانته بين اقرانه المطربين والشباب الذين ظهروا في تلك الفترة بل وبين كبار الملحنين والشعراء في تلك الفترة ومن كانوا اكبر منه سناً وأكثر خبرة وزادت شهرته الفنية وأخذت مكاناً كبيراً في الساحة الفنية كمطرب وملحن على نطاق سوداني عالٍ. الأمر الذي كان قد ساعده على امتداد نجاحه في اجهزة الإعلام المرئية والمسموعة التي تغنى فيها كمطرب سوداني اصيل في ميدان الموسيقى والغناء، وأصبح مغنيا ومؤلفا وملحنا غزير الإنتاج الفني واللحني، وأثبت فيه وجوده وقدرته على التطور ومجاراة العصر الذي هو فيه محافظاً على مكانته الرفيعة العالية على ألوان طبقاته الصوتية حتى وقتنا هذا، والتي ظهرت مع موهبته الفنية في الأغنية السودانية والتي ارتبطت بشخصيته الشهيرة وخلقت منها شخصيته الفنية العالية.
ومن يستمع الى اغانيه الآن وفي اي موقع فني يجد ان جمهوره الغفير يجلس الى جانبه تعبيراً لتواصل الوفاء بين الأجيال.. هذا الفنان والمطرب المجدد العظيم النابع من ارض الجزيرة الخضراء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: حسين محي الدين)
|
مشروع الاستاذ محمد الأمين الغنائي اصالة مشروع محمد الامين الغنائي، في رأي تكمن في انه نظر منذ بداياته لمسيرة الاغنية في السودان ، والتقط من تلك المسيرة بعضا من محطاتها الاساسية في ذلك الوقت جرأة ومغامرة الكشاف الكبرى بخلقه كيانا خاصا بالموسيقى داخل الاغنية بعيدا عن كونها ترديدا ومحاكاة لما يقوله الفنان « كورس» ثم البناء الموسيقي لدى التاج مصطفى وشباب وصخب ابراهيم عوض ثم الاحساس الموسيقي الصوتي لكل كلمة عند عثمان حسين، التقط محمد الامين كل ذلك متجاوزاً ما رآه من سلبيات لعل ابرزها تسيب الاداء الآلي وقتها وبدأ في تقديم رؤيته، مشروعه الخاص المتجدد حتى الآن الذي ارتكز على الانضباط الآلي استخدام الهارموني والكاونتربوينت بما تستوعبه كل مرحلة من مراحل تطور الاذن الموسيقية لدى المستمع «3» الحوار الحميم الدائم فيما بينه وبين الموسيقى في الحانه «4» التعبير اللحني العميق للمعاني والصور في النص الشعري الذي يتعامل معه مثال ذلك: التردد والتمهيد لمقطع « ورا البسمات كتمت دموع» او الاداء الصوتي الشديد الحساسية لمقطع « انت عارف نحن بعدك، ومرجعاته ، وهكذا».
رهان وآليات المشروع:
رهان وآليات المشروع الغنائي للفنان محمد الامين بالاساس كان ولايزال موسيقيا بحتا وهو لم يتنازل عنه منذ بداياته وهو يسعى دوما للوصول الى مستوى عال في الانضباط الآلي « ذكر د. الفاتح الطاهر في كتابه انا امدرمان بان محمد الامين عند بداياته وبعد التحاقه بالاذاعة ترك كل هذا وعاد الى مدينة ود مدني لاحساسه بان الفرقة الموسيقية بها في ذلك الوقت لا تقوم بتنفيذ موسيقاه كما يأمل » ويحسب له مغامرته مع مجموعة من الموسيقيين الشباب من طلاب وخريجي معهد الموسيقى في اوائل الثمانينات « تلك المجموعة التي شكلت لاحقا حجر الزاوية في اوركسترا السمندل» التي من خلالها- اي تلك المجموعة- نستطيع تحديدا بداية نضوج ذلك الرهان الموسيقي كما ان اتقان محمد الامين وبراعته في العزف على آلة العود بالاضافة الى سيطرته المقامية الكاملة مع جمال الاداء داخل مساحته الصوتية كل ذلك اتاح له ارتياد اخيلة وامزجة موسيقية لحنية متباينة ساهمت بشكل مباشر في تنوع موسيقاه « مثال ذلك : شال النوار، لما شفتك، طائر الاحلام، زاد الشجون، زورق الالحان، بتتعلم من الايام ، قلنا ما ممكن تسافر ، همس الشوق وغيرها».
الانفتاح على الاخر:
اصرار محمد الامين على رهانه الموسيقي ، ساهم بشكل غير مباشر في التأسيس والتمهيد لمشاريع غنائية مهمة تالية له زمنيا مثل ابوعركي ،الموصلي، عقد الجلاد واوركسترا السمندل وغيرها، وبشكل مباشر في تعاونه مع اصحاب هذه المشاريع الغنائية في انتاجهم « وعد وطريق الماضي مع عركي على سبيل المثال» كما نلحظ ان محمد الامين مؤخرا بدأ في التعامل المباشر مع الموسيقيين الآخرين في تناول توزيع بعض من اعماله « الموصلي، اسامة بابكر، وسعد الدين الطيب» مما يضيف مذاقا جديدا لهذا المشروع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: khaleel)
|
Quote: المهم توكلت علي الله وكتبت النوته الموسيقية للاغنية واعتقد بانها اصعب اغنيه سودانيه فاستغرقت كتابتها والتآكد من جودة الكتابة شهرا كاملا ولا ادري كم استغرق فيها محمد الامين من الزمن تلحينا فهي اغنيه زمنها خمس وثلاثون دقيقة اي حوالي اكثر من ثلثي شريط موسيقي بمقياس شركات الانتاج الذي اقصاه خمس واربعون دقيقة اذا كان تدوين اللحن الافقي استغرق هذا الزمن فما بالكم بالتوزيع الذي يشمل خطوط متعددة راسية وافقية لذلك العمل وبالفعل انتهيت من التوزيع الذي استغرق شهرين وبذلك الخط الشين ونواصل |
الان عرفت لما كل هذا الابداع في سوف ياتي ,, فهي متعوب فيها ابدع الشاعر السر كنة في تلك الكلمات العميقة الجميلة. وابدعت انت يا استاذ يوسف في اللحن . وابد الاستاذ محمد الامين في التوزيع والاداء وطعبعا ابدعنا نحن في الاستماع اتذكر جيدا ان هذه الاغنية بالذات سمعنا بها قبل ان يتغنى بها ابو الامين بكثير وكيف انها ستكون مفاجاة الموسم وقد كانت تحياتي لك استاذ يوسف الموصلي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: khaleel)
|
الأستاذ/ حسين محي الدين تحية طيبة
شكراً جزيلاً لفتح بوست لتكريم العملاق محمد الأمين الغناء السودان تقدم على كل النشاطات الإنسانية في السودان بحقيق وذلك بفضل العمالقة الذين جودوا أعمالهم ومازالوا يجودون فلهم عاطر التحايا وجميل الود ومن أدوارهم الجليلة التي قاموا بها، تقعيد و إشباع الحس الوطني وترقيته .
لي نقاط أريد أن أدرجها عن الفنان محمد الأمين- رغم عدم تخصصي – وإنما من منظور ذواقة للفن لا أكثر فإن أصبت فهو وإلا أطرحوه إن جافى الصواب
الموسيقار محمد الأمين يمتاز بصوت فخيم وبازخ وهو من هـذه الناحية متفرد عن أغلب الفنانين السودانيين. كما و له أنامل متميزة وبارعة في العزف ولا سيما آلة العود، فعند عزفه تسمع كلاماً موسيقياً وليس نغمات. فكثير من مستمعيه عندما ينفعلون معه يطلقون عبارة (كلمو!) أي اجعل العود يتكلم، فلله دره
كل أغنية له تتباين موسيقاها عن الآخرى تماماً، ولا تتداخل مع معزوفة من أغانيه الآخرى. علاوة على ذلك له قدرات متكاملة في تمييز النص الدارجي من النص الفصيح من حيث المخارج ولا يخلط بينهما مطلقاً أما زمن الغناء عند ود اللمين فهو ديجتال بكل دقة، لا يخرج من زمن الموسيقى ويعالج نفَسه الصوتي بصورة منسابة. بالنسبة لاختيار نصوصه موفق حد التوفيق في أغاني الحماسة والأناشيد الوطنية ويتربع على عرشها سودانياً بلا منازع، أما أغانيه العاطفية فيشوبها الترقيم مثل 4 سنين و5 سنين فلا أشعر بالعاطفة من خلالها، ولو قارنت اختياره للأغاني العاطفية بينه وبين العملاق وردي – وكلاهما عملاقان- تجد أن أغلب اختيار وردي ملامس لقلوب العاشقين وأصحاب القلوب المرهفة وأصحاب العاهات العاطفية مثلي، بينما أغاني ود الأمين العاطفية ينقصها قلة ماء العاطفة، وكأنما هي أغاني لأصحابه يجاملهم بها. أهم صفاته الأخرى إنسانيته الطاغية وتواضعه الجم ، فلا تجده يتكبد المشاق زحفاً وراء الأضواء والشوفونية.
أرجو أن أكون قد قدمت رأي بكثير فائدة لي تحية خالصة أخي محي الدين استميحك أن أهديها للشامخ الأستاذ الموصلي الذي أسهم كثيراً في تصحيح وترتيب وتقعيد الموسيقى السودانية بطرق مدروسة وأرجو أن أجد له بوستاً منفرداً عن تطور الأغنية وأسباب تقدمها على كثير من أغاني المنطقة بل وطغيانها على الفنون السودانية الأخرى. فقد جبت بعض دول غرب أفريقيا ووجدت نفسي كأني في أم درمان الحبيبة. وسألني كثير من الإخوة في البلاد العربية عن سر تقدم الأغنية وتخلف الخيالة.
لكم الشكر والمحبة الخالصة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: آدم صيام)
|
Quote: كل أغنية له تتباين موسيقاها عن الآخرى تماماً، ولا تتداخل مع معزوفة من أغانيه الآخرى. علاوة على ذلك له قدرات متكاملة في تمييز النص الدارجي من النص الفصيح من حيث المخارج ولا يخلط بينهما مطلقاً أما زمن الغناء عند ود اللمين فهو ديجتال بكل دقة، لا يخرج من زمن الموسيقى ويعالج نفَسه الصوتي بصورة منسابة.
|
صدقت يا عزيزي هذا بالطبع بلالاضافة للانفعال الصادق والتأثر الواضح بالكلمات (وربما تذكر لمواقف ولحظات بعينها) اما بالنسبة لخيارات الاغاني والنماذج التي تعرضت لها 4،5 سنين فالباشكاتب تحدث في هذا الأمر كثيرا
مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: آدم صيام)
|
Quote: أرجو أن أكون قد قدمت رأي بكثير فائدة لي تحية خالصة أخي محي الدين استميحك أن أهديها للشامخ الأستاذ الموصلي الذي أسهم كثيراً في تصحيح وترتيب وتقعيد الموسيقى السودانية بطرق مدروسة وأرجو أن أجد له بوستاً منفرداً عن تطور الأغنية وأسباب تقدمها على كثير من أغاني المنطقة بل وطغيانها على الفنون السودانية الأخرى. فقد جبت بعض دول غرب أفريقيا ووجدت نفسي كأني في أم درمان الحبيبة. وسألني كثير من الإخوة في البلاد العربية عن سر تقدم الأغنية وتخلف الخيالة.
لكم الشكر والمحبة الخالصة |
ادم ليك الاحترام ياخ وفعلا موسيقانا مميزه وكذلك فنانينا بس سواقة اغنانينا تجاه العالم دي مهمة ناس تنانين ناعندنا في البلد مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: حسين محي الدين)
|
هناك خاصية لمحمد الأمين لم يتم التطرق لها كثيرا وهى التغنى للعيون فكثير من أغانيه تتطرق لهذا الموضوع
عويناتك يا غالى ليك هوينا لو بالعيون قولينا انك يا جميل عيون حبيبى ديار ساحاتها حنية قبل ما أشوفك كنت فاكر الريد مستحيل الخ...
المغزى واضح يذكرنى بمدير جامعة الخرطوم انذاك بروفيسور عمر بليل أشهر اخصائى الكلى فى أفريقيا انذاك فلقد كان بروفيسر عمر بليل نفسه مصاب بالكلى والفشل الكلوى رحمه الله
الحبيب الموصلى راجع ليك برواقة لسوف يأتى...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: Kamal Karrar)
|
العزيز حسين .... تحياتي شكرا على هذا البوست التوثيقي الجميل للعملاق والموسيقار محمد الأمين . أشارك معكم في هذا البوست بقراءة فنية سريعة لأغنية (شال النوار) للشاعر الرائع اسحق الحلنقي بأمل أن يتمكن أحد المتداخلين من إنزال رابط الأغنية. مودتي محمد جميل
Quote: شال النوار بقلم محمد جميل أحمد
في هذه الأغنية لحن غريب تشعر به يتنامى ويتردد من أعماق بعيدة ، كينابيع تتفجر ببطء لتملأ الحواس بشحنة شجية من الأصداء العذبة . إنه لحن يلعب بحركة الوجدان عبر دوائر من الأنغام تتقطع وتتجمع في مركز متوتر وتعود مرة أخرى لتجديد المتعة . لكن في فرادة اللحن ، وفي فرادة كلمات الأغنية للرائع (إسحاق الحلنقي) ، وفي فرادة الصوت الميلودرامي للأستاذ محمد الأمين (خصوصا في هذه الأغنية) وأخيرا في فرادة الندرة التي غنى فيها الأستاذ هذه الأغنية ( نادرا ما يغنيها) في كل ذلك غرابة تليق بهذا اللحن الذي هو أحد سمات عبقرية محمد الأمين الموسيقية ؛ تلك الموسيقى التي عرفت كيف تجعل من مفهوم ما للطبقة الوسطى والنخب المدينية ، حقيقة فنية واضحة مجسدة في سجل أغنيات الموسيقار الكبير (بالرغم من أن البرجوازية الصغيرة ، أو برجوازية الكومبرادور لم تكن طبقة وسطى حقيقية كما أدرك المفكرون العرب أخيرا حين اختفت هذه الطبقة أو كادت في هذا الزمن) ولهذا يبدو أسلوب الفن أحيانا أصدق من الفكر في التعبير عن حقائق الأشياء . هذه أغنية عاطفية رومانسية ، و التعبير فيها رقيق ، يصور قلق العاشق وهواجسه المتصلة بالحبيب عبر مفردات حميمة . وبالرغم أن الأغنية لا تحمل فرادتها إلا من مجموع التيمات التي جعلت منها بنية فنية متكاملة إلا أن هناك ما يمكن أن تكون تعبيرا عنه في المجتمع أو انعكاسا لطبيعته المرتبطة بجوهر الفن أصلا ؛ أي ذلك الزمن السعيد الذي ظهرت فيه هذه الأغنية . إن الأغنية تردنا بقوة إلى زمن مستعاد ؛ زمن خارج مجرى الوقت . فالأغنية هنا كالصورة تماما تمسك من زمن الفن أعذب تجلياته المسموعة في الأغنيات العظيمة (كهذه الأغنية) . إن زمن الفن بهذا المعنى هو الذي يخلق شروط الإبداع . فالأغنية كتعبير فني هي بنت ذلك الزمن الذي سمح للإبداع أن يتنفس . والإحساس بالحرية والسعادة والاستقرار في نسيج اجتماعي يصغي للفن وينفعل له وينتج مبدعيه ؛ كل تلك المعاني هي خصائص ذلك الزمن التي انطبعت في هذه الأغنية . فذلك الزمن السعيد حين سمح بشروط الإبداع لأبنائه وذهب في مجرى التاريخ ، أصبح خالدا في تلك الأغاني التي نبعت منه وأصبحت دالة عليه . ولهذا سنجد أن الإبداع الكامن في هذه الأغنية ولحنها الغريب الذي يضخ في مشاعرنا طاقة من الجمال والحب والبراءة ؛ يضعنا بقوة أمام الذاكرة والحنين لزمن لم تبق منه إلا هذه الأغنية ومثيلاتها كدليل عليه . بالإضافة إلى الذكريات الصغيرة والمناسبات الخاصة لكل فرد بكل أغنية. وبعبارة أخرى لو أردنا أن نعرف معنى محايثة الإبداع لشروطه التي تتجلى في زمن معين ؛ سنجد أن الفنان والشاعر (أطال الله بقائهما) لا يمكنهما في زماننا هذا أن يبدعا أغنية كتلك الأغنية (شال النوار) مع أن الفنان هو هو والشاعر هو هو ... وذلك ليس لأن لحظات إبداع العمل الفني هي لحظات غير متجددة ـ وهذا صحيح ـ ، ولكن لأن الزمن الذي تغيب فيه شروط الإبداع الحقيقي من الحرية والتفاؤل والبراءة والاستقرار والثقة والأمل ؛ هو الذي يمنع تجديد وإنتاج مثل هذه الأغنيات العظيمة ... الزمن هو فردوس الإبداع ؛ لهذا بالرغم من وجود المبدعين إلا أن للإبداع شروطا أخرى تنتجها الأمم العظيمة ويكون الزمن مرآة لها ، وهذا بنفسه يدل على أن الإبداع كل لا يتجزأ في كل مجالات الحياة الإنسانية الحرة ، فلا يمكن أن يزدهر الغناء، وينتكس الفكر والسياسة والاقتصاد والتعليم والأدب ، كما في زماننا هذا ؛ زمن الخواء ، والفقر ، والقهر والتشاؤم الذي يخنق الإبداع رغم وجود المبدعين ... سقيا لذلك الزمن المستعاد في الأغاني.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: عبدالله الشقليني)
|
كنت أزور أبوي ود مدني وأشكي ليهو الحضري والمدني
لن نبدأ بتجميع الذين فتحوا أعينهم وكانت ( مدني ) أرض منبتهم . كنتُ أعجب لِمَ لم يغني الأستاذ محمد الأمين لمدني إلا مُتأخراً عند انعطاف العُمر الفني . لربما لأن شاعرها الباسق " خليل فرح " نذكر أن (إسماعيل باشا ) أيام الفتح التركي هجر ( سنار ) وأقام بمدني وفي عام 1822 م هجرها حين طردته بالوباء ، وتخير عاصمة غيرها هي ( شندي ) وكانت خاتمته بحريق ( المك نمر ) حين لم يحترم قوانين الضيافة .
أول مرة زرتها كانت مدينة وادعة . كنت ضيفاً في بيت صديق من أصدقاء العمر وزميل الدراسة الجامعية في هندسة العمارة : (عمر محمد أبو القاسم ). زرنا المدينة الوادعة في السبعينات . كنا أضياف غابة شجرٍ مُلتف كجلباب بجسد البيوت في ( الدرجة ) ونحن قادمون أول مرة . خُضرة تسُر . الحيٌ من أحياء متوسطي الحال أو أكثر . لمستها قرية مدينية في عيون القادمين من قرى الجزيرة لبضاعتهم وللعلاج وللتعليم ولانبهار العيون الريفية في تغييرات المدينة : بشرها ومبانيها ومسرحها والسينما .
على طرف من أطرافها هناك ( بركات ) .مركز حُكم مشروع الجزيرة الذي بدأ منذ بدايات القرن المنصرم ، أوائل العقد الثاني من بعد معركة كرري . هيبة كان هو قبل الفوضى التي ضربت أطنابها في كل ملامح اقتصادنا وأهلنا ومشاريع تركها المُستعمر وهدمها أهل السياسة !.
طعم الأرياف وطيبة أهلها دواء مرض التوَحُد الناجع قبل أن تعصف البلايا وعجينة طبعها قبل أن تتخمر . بادية الأنفة وكرمٌ كثير مُختبئ تعرفه أنت من استرخاء أسارير أهل مدني حين يلقونكَ أول مرة كأنك منهم . تستطعم من أحضانهم التي تملأ الجوانح بالمحبة .
هذا يومك يا مدني
مدت لنا يداً خضراء بأجنحتها ودعمت اقتصادنا قرناً من الزمان ولم تزل هي وأهلنا الرعاة أهل الفضل . الفن بألوانه والقباب و سيارات الخُضَر ، والباعة المتجولون ، والنظرة التي تُميز أرياف الجزيرة دون غيرها من أرياف السودان .
الكثير الذي يتعين قوله حين نذكر ( مدني ) ومحبتنا لها ، ونحن من قبل ومن بعد لسنا من أهلها ، رغم أنا نتمنى أن نكون . على موائد عامرة بالنفائس استطعمنا ،وكانت الطيبة المُبتدأ ، والمنتهى .
عبدالله الشقليني
ملف من مدونة " سودان رأي : http://sudanray.com/Forums/showthread.php?t=1607
**
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: عبدالله الشقليني)
|
عندما يكون الكلام عن الاستاذ محمد الامين بقيف كل الزمن ويسمع ود اللمين او ابو اللمين كما يحلو لعشاقه بمناداته ، يجعل كل من يحب فنه ويستمع له انه يحس بالطمأنينة انه الزمن لسه كويس وجمال الغناء مازال باقي ومستمر
شكرا للاخ حسين محي الدين على هذا البوست ولكل المتداخلين الكرام
والتحية لهذا الفنان المدهش وتمنياتي له بوافر الصحة والعافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: حسين محي الدين)
|
Quote: المرهف عبد الله الشقليني ربنا يديك العافية ياخي
حديثك يشفي العليل ولكنا لم نرتوي بعد
كن بخير |
الحبيب حسين محي الدين ، ياالسباق لتكريم الذي نحب ،
كتب لي الحبيب : دهب أحمد خير وكان قد قرأ لي ما كتبت ، وأخبرني عن مرض الأستاذ / محمد الأمين قبل أن يتلقفه الشفاء ، فكان بلسم الخير . وخاطبني على البريد الألكتروني :
عزيزي الأستاذ عبد الله ... .لك التحية و بعد... أرجو أن لا أكون أول من يبلغك بخبر مرض الأستاذ الفنان الموسيقار ود الأمين , فقد علمت قبل ساعة أن المرض اللعين قد أصابه في القولون وانه في طريقه الآن من القاهرة إلى لندن للعلاج .و قد يصعب عليك أن تصدق إنك كنت من أوائل القليلين الذين تذكرتهم في هذه اللحظات التي يصطخب فيها الدماغ حد الشلل التام على الرغم من أنني لم ألتقيك أبداً و لم تكن بيني و بينك أي نوع من التعارف بالمعنى المتعارف , إلا أنني قرأت في ما قرأت لك مقالاً في يوليو 2005 ، و قد كان لذلك المقال في نفسي موقع خاص لما يحتله ود الأمين في قلبي من حب و لان المقال قد لامس في قلبي شيئاً يصعب وصفه.كان بعنوان "زاد الشجون...حمل على كتف السنين "و من فرط شغفي بروائعك فقد قرأته عشرات المرات و لم يحدث بعد ذلك أن استمعت إلى زاد الشجون دون أن ينتابني إحساس (من خرج من محبس سنوات سجن طويل هو فيه المظلوم و نزل إلى مسبح ماؤه من النيل العذب و قد نقّته سبل الحضارة من دنس الكائنات غير المنظورة. اليوم تغطس يا مانديلا العصر، قادم أنت من الكهف الأسود ثم إلى الشمس المشرقة. بدأت مياه الموسيقى تغسل البشرة من تعب العمر ، ينفتح الوجدان متصالحاً مع الدنيا. إن العالم مهما قست أحجاره، فنباته الأخضر دوماً يبث إكسير الحياة و يتألق الوجدان متلوناً. رغوة تخرج من دفق المشاعر. تألفت كائنات الطرب الداخلي وسط فرحة غامرة. برهة ثم تحس خيطاً رفيعاً من حزن تسلل من بين ثنايا النص الشعري الذي ظل في خلوة الموسيقار عدة سنوات قبل أن ترى النور..........) كم وددت يا عزيزي عبد الله لو انك قريب من حيث أنا حتى أهرع إليك نتقالد ونجلس كل منا يحاول أن يشد من أزر الآخر , ثم نستجمع شجاعتنا أو ما تبقى منها لنرفع أكفنا بالدعاء لود الأمين. و دمت في حفظ الله و رعايته . أخوك دهب أحمد خير ...مسقط
ونهديه وللأحباء : شال النوار
العيد الجاب الناس لينا ما جابك
***
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: حسين محي الدين)
|
الأخ حسين تحياتى ما اروعه من ملتقى فى حضرة ود اللمين و سيرته الفنية إرتبط إسمه بثورة أكتوبر المجيدة .. وأتمنى أن يقام له حفل تكريم ضخم .. ولا داعى لإنتظار مرور خمسين عام بالتمام فأعماله ذهبية و لنبدأ منذ الآن بالإحتفال سنوياً بيوبيله الذهبى وعلى الدولة والشعب تكريمه رسمياً .. و تخصيص المعاش و المسكن المناسب له كأحد رؤساء السودان الغير متوجين والذين نالوا رضاء وحب كل الشعب السودانى
عبقريته اللحنية و التطريبية تجعلنى بثقة أقول أنه يستطيع أن يلحن و يغنى كلاماً جامداً كالصخر فيحيله عذوبة وطرباً
عبقريته اللحنية تجلت فى ألحانه للأغانى الوطنية فأعطى الموسيقى طابعاً ثائراً .. ببراعة إستخدم الآلات النحاسية والإيقاعات المستخدمه فى المارشات العسكرية ، ليخرج ألحاناً بمارشات مدنية شعبية ثائرة و خالدة
الملحمة أو قصة ثورة .. هى قصة لحالها إبداعاً و عبقرية
للأستاذ الدكتور محمد الأمين التحية و التقدير .. و أسأل الله أن ينعم عليه بدوام الصحة والعافية ... والعمر المديد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: نادر الفضلى)
|
Quote: وأتمنى أن يقام له حفل تكريم ضخم .. ولا داعى لإنتظار مرور خمسين عام بالتمام فأعماله ذهبية و لنبدأ منذ الآن بالإحتفال سنوياً بيوبيله الذهبى وعلى الدولة والشعب تكريمه رسمياً .. |
جميعنا بالانتظار أخي نادر
سلمت يداك على ما سطرت
تقبل حبي وامتناني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار:: محمد الأمين :: بوست توثيقي (Re: Elmosley)
|
تعلمت الكومبيوتر ابل ماكنتوش وكان هنالك برنامج قديم اسمه (برو فور) ادخلت كل الداتا الموسيقية الخاصة باغنية سوف ياتي سمعها كمال فضل فاعجبته واخبر محمد الامين بذلك ومحمد يثق كثيرا في الاذن الموسيقية لكمال فضل لم يسعفنا الزمن لنلتقي فقد سافرت للسودان بينما اتي محمد الامين للقاهرة وظهر مشروع للتسجيل يشارك فيه الموسيقار عمار الشريعي وشخصي بالتوزيع الموسيقي ونصيبي كان سوف ياتي وفق الرسالة التي وصلتني بالسودان من قبل الصديق المشترك الاستاذ صالح عركي (خريج معهد الموسيقي تآليف) وقد تعاون كثيرا في اعمال محمد الامين خصوصا اعمال الانتفاضه في مارس ابريل اخبرني صالح برغبة الاستاذ محمد الامين في تنفيذ سوف ياتي في شريط يشارك فيه عمار الشريعي بالتوزيع فوافقت فورا لانني اعتبر ان هذا شرفا كبيرا لي ولكنني كنت حريصا ان اشرف علي تنفيذ التوزيع الموسيقي بنفسي فاخبرت صالح بما اري ليخبر محمد الامين برغبتي وانني علي استعداد للسفر علي حسابي الخاص لاجل ذلك لانه تاريخ ولكن يبدو ان الاستاذ القدير محمد الامين قد تحسس قليلا من هذا الامر ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|