|
Re: قِصَّةُ قِصَّة ! (Re: shazaly gafar)
|
عضَّتْ على الجَزَع بنواجذ الصَّبْر وركَضَتْ .. تعثَّرتْ ، لا زال الزحامُ وتبعاتُه سَيِّدَىْ الموقف ، بين كلِّ شخصٍ وشخصٍ ؛ شخصٌ آخر .. كادت أنْ تتحلَّل من مَخيطِ حُلمها وحِلْمِها .. أوشكت أنْ تتخلَّى عن قدَمَيْها أو تخلع الطريق .. انسلخ النهارُ من حِزْبِ يومِه ؛ ولج الليلُ فيه ! .. تبادلا مَقْعَديْهما على عَجَل .. تنحَّى هزيعُ الليلِ للسَّحَر ..تنفَّس الصُبحُ في وجْهِ ضُحاه .. التصق الزوالُ بقفا الأصيل .. توارى الأصيلُ جزَعاً خلفَ الغروب .. عَسْعَسَ الليلُ ؛ وقَّعَ اتِّفاقيَّةً – إقصائيةً للنومِ – مع الكوابيس .. مَحَتْها أشِعَّةُ الصباح، وهكذا وهكذا تكاثرت الأيَّامُ فى وَكْرِ الرَّتابة فأنجبتْ دهراً من الانتظارِ الكسيح !!.. والجميلةُ لمَّا تزَلْ تبحلقُ فى وجْهِ الغرابة .. تحدِّقُ فى عجاجِ الهرج والمرج ، تبحث عن أىِّ خيطٍ أبيض يُشير إلى تتويجِها أميرةً فى كرنفال الجمال المزعوم ! .. شبَّتْ واشرأبَّتْ .. لمحتْ لافتةً مُضيئةً كُتبَ عليها :(يُشجِّعون ) .. شقَّتْ الزِّحامَ بشقِّ الأنْفُسِ .. دنتْ فقرأتْ :(يُحبطون ويثبِّطون الهِمَم ) !..ازدردتْ ريقها التفَتتْ إلى الناحية الأُخرى .. رَمقتْ لوحةً عملاقةً :( يُثمِّنون) .. استنفرتْ قُواها ..تخطَّت الرِّقابَ ..تمعَّنتْ فقرأتْ : (يُبخسون الناسَ أشياءَهم ) ..تأفَّفَتْ ..خلَّلتْ شَعرها ..عركَتْ وجهها واستدارتْ ..فركَتْ عَيْنَيْها ..تراءى لها فى البعيدِ :( يدعمون ) ..قفزتْ .. هرعتْ . لكزتْ بكوعها .. داستْ بقَدَمِها .. دفعتْ بكتِفَيْها وكفِّيْها ، وما أنْ اقتربتْ حتى قرأتْ : ( يستنزفون ) .. نزفتْ جبهتُها إذْ خاب مشروعُها .. نزف صبرُها .. حاضتْ .. بصقتْ على وجه العبَث والهُراء . حزمتْ أمرها .. يمَّمتْ وجهها شطرَ أترابها القابعات فى عُزلةِ الأدراج وغياهب الدفاتر وفى الخاطر ترتسم خارطةُ سيرٍ جديدةٍ لرحلةٍ جديدةٍ تنقذهنًَّ جميعاً .. تأبَّطتْ نَفْسَها وامتطتْ دربَها راجلةً هذه المرَّة وهى تردِّد مع (العقَّاد ) : أنا راكبٌ رِجْلى فلا أمْرٌ علىَّ ولا ضريبة كذلك راكبٌ رأسى فى هذه الدنيا العجيبة جاءتْ تجرجرُ قَدَمَيْها .. تسلَّلتْ إلى مخدعها .. ألقتْ بجسدِها المُنهَك عليه ، وبعد برهةٍ ؛ سقطتْ عليها – مثلَ ورقةِ التوت – هذه القصَّة !![/green] وبس
|
|
|
|
|
|