الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري (الجزء الثاني)

الوفاء للآباء

[
يصادف اليوم الأول من شهر مايو من كل عام عيد العمال، ولعل هذا اليوم يعني لنا الكثير في حي المساكن الشعبية حيث تمثل الشعبية ظاهرة فريدة كحي جميع ساكنيه من فئة العمال، وقد كانت البداية صعبة يُحيطها الكثير من المعوقات، وأشباه المستحيلات معقودة في كل المحاولات، لكنهم أبوا إلا أن يحققوا الذات ، ويرسموا علي وجوه أبنائهم ابتسامة دائمة ونظرة مفعمة بالأمل ، كرسوا جُلّ وقتهم لخدمة أهداف سامية ، وتفانوا في ظل صعوبة الأوضاع على البناء والعطاء من أجل مستقبل زاهر يستوعب كل أحلام أبنائهم......
وجميعنا نذكر كيف كان آباءنا يقومون في الصباح الباكر متجهين الى أماكن عملهم في الوابورات (النقل النهري) والنقل الميكانيكي، وغيرها من لوظائف العمالية بالمنطقة الصناعية يحملون هم أطفالهم الصغار في ظل راتب ضئيل ودخل شحيح ولكن تحل فيه البركة فيكفيهم ويزيد، ومن المفارقات أن نفس الأعباء التي كانت على عاتق آباءنا توزعت على عدد من الأبناء والبنات ويصعب عليهم حملها إلا بعد كد وجهد، وكما قال الشاعر:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع

وغدا أبناء الأمس رجال يضرب بهم المثل، فذلك مهندس جعل الخيال واقع ملموس(مثل منير)، وذاك طبيب طوّع المرض(د. أمير قناوي)، وتلك مدرسة انحني لها القلم شاكراً. ومن خلال متابعتي للبوست رصدت أسماء لمعت في سماء الشعبية منهم الأطباء والمهندسين وغيرهم ممن حملوا الشهادات العليا وتقلدوا الوظائف المرموقة.

والشكر والعرفان لكل اب بالشعبية
عمل بشرق السودان وغربه من اجل أبنائه
عمل من اجل توفير العيش الكريم لأبنائه
فرح لنجاح أبنائه
كان يحضر في المساء محملا باحتياجات أبنائه
سهر لينام أبنائه
كد وتعب لينعم أبنائه بالراحة

وفي هذه اللحظة ندعو لمن توفى من آباءنا بقلب صادق بالرحمة والمغفرة فتلك الدعوات هي ما ينتظرونه ولسان حالهم يقول( ابني قد انقطع عملي..... وأنت أملي)
والدعاء بطول العمر والصحة لمن بقي منهم على قيد الحياة.

(عدل بواسطة صلاح عثمان on 05-03-2010, 09:42 PM)
(عدل بواسطة صلاح عثمان on 05-03-2010, 09:48 PM)