الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري

Quote: الأكرم حاج حمد سلام من الله تعالى عليك ورحمات وبركات أستميحك أخي وهذا النفر الكريم العذر في أن نسافرمعآ في مدن النحيب والحزن واللوعه..أولآ نترحم على روح الفقيد "سامي سعد" وهو من جيلنا وزميل دراسه ..فرقتنا السنون لفترة من الزمن ولكن ما أن هاتفني الأخ جمال أبو آمنه وأخبرني برحيله المفجع حتى حوتني مدن الصمت طويلآ لتسلمني بعد برهه إلى دنيا البكاء ..فقد كان الفتى دائم الإبتسام ..مرحآ بشوشآ..حلو المعشر ..هو واحد من الذين يفرضون وجودهم حين تظن في لحظه بأنك غفلت عن تقاسيمه..فما ان تتذكر الإبتسام إلا وتجده حاضرآ ..أسأل الله تعالى العلي القدير أن يجعل قبره روضه من رياض الجنه وأن يحشره في زمرة الصديقين والشهداء..اللهم آمين كما حوت الأيام السابقه نبأ رحيل أحد أهازيج الشعر في بلادي ..رحل الرائع وخلف الكثير في نفوس كل من حلق معه في سماء المفرده الرصينه رحل "سند" بعد أن خط بأحرف من شذى كلمات كسرت في مجملها رتابة الكلمه.... وتمردت على "الخليل إبن أحمد" و"الأخفش" ..حمل الرائع مشعله وسار زهاء الخمسون عامآ في مدن الشعر ..تنقل فيها كثيرآ لا مله الترحال ولا أضناه المسير..أقام علاقة فيها من الخصوصيه ما جعله يبحر من أي شاطئ نحو أي مرفأ بدون أشرعه ..فقد كان للبحر أذرع يمدها كلما لاح في الأفق البعيد ثنا كلماته,,الشئ الذي دفعه بأن يطلق إسم "البحر القديم" على إحدى دواوينه..وإعتبر الكثيرون أن قصيدة البحر القديم ..قصيدة فارقه في تاريخ الشعر في السودان لما حوته من روعة في التجسيد وسلاسة ومتعه متناهيه في الروي والقافيه..وبالرغم من أنها عانت كثيرآ في لحظات مخاضها الأولى ..إلا أنها وبعد بلوغها فترة من الزمن صارت سيدة المجالس وفاتنة أمسيات الشعر بيني وبينك تستطيل حوائط ليل وينهض ألف باب بيني وبينك تستبين كهولتي وتذوب أقنعة الشباب ماذا يقول الناس..إذ يتمايل النخل العجوز سفاهة ويعود للأرض الخراب شبق الجروف البكر للأمطار حين تصل في القيعان رقرقة السراب إلى أن ينشد بيني وبينك تستبين مخالبي وتسيل من شدقي الدماء وحش أنا .غول خرافي العواء تحوي توابيتي ..دقيق الموت تزحف من سراديبي ثعابين الشتاء سبري عجين السدر سن الحوت هيكل مومياء بيني وبينك مايراه الناس سروة شاطئ ناء وزهرة كستناء تناول الرائع الكثير من خلال قصائده,,وقد تميز بلونيه خاصه حتى بين أقرانه أمثال الرائع الراحل "محي الدين فارس"و"محمد الفيتوري"فقد كان ثلاثتهم حاملي مشعل التجديد فساروا خلف ما خطته ونادت به "نازك الملائكه"وهي تكتب وتتناول شعر التفعيله الحر كواحده من رواد هذا النهج. في إحدى قصائده كتب الراحل "مصطفى سند"قصيدته المائيه الآن أبحر في صباك قصيدة من نار هذا الشعر صاهلة تحلق في مدارات المياه الآن أنت وقمة الأشواق تنهض بيننا سحب من الأوراق شمس في إخضرار اللون تشعل كل أنفاس الحياه نحلات وادي السنبل المحروق تسأل عن نداك وعن بساتين الرحيق فتحوا المناجم لي!!! فلم آخذ سوى قلم من البوص الرقيق ونثارة الكبريت محبرة ,,,ومشوارآ من الألم العميق ثم شرعت أرصد آخر النحلات تعسل في تجاويف المسافه من دم اللحظات بين خصوبة المرعى وأعشاب الرمال الليل كان خلاصة الأسماء إذ يدعون هذا فاصل الأرواح من طلب التفرد..فليمت في الشمس ثم ليسكن الأحياء قافية الظلال الآن أخطف من صفار الشمس لون البرتقال كتب وأبدع الرائع.. الشئ الذي جعله يقيم على أرصفة العطاء من غير من ولا أذى..,,نثر ولا زال ينثر رغم رحيله هذا العبق والذي يبعث في النفوس أشكال من النشوه ألا رحم الله تعالى الراحل بقدر ما خط من درر. ولكم من الود أكمله

(عدل بواسطة الحاج حمد الحاج on 06-22-2008, 06:26 AM)