هو بيتنا الذي ننقز ونعرض فيه كما تعرضون!!! (صياغة غير موفقة للرسالة)

Quote: اعتداء الشرطة الغاشم على بيت الفنون اعتداء على وحدتنا وناسف لها الرسالة الموجهة إلى الحكومة السودانية: اعتداء الشرطة الغاشم على بيت الفنون اعتداء على وحدتنا وناسف لها السيد رئيس الحكومة السودانية المشير عمر حسن أحمد البشير السيد النائب الأول لرئيس الحكومة السودانية الفريق سيلفا كير ميراديت السيد نائب رئيس الحكومة السودانية الأستاذ على عثمان محمد طه السلام على من اتبع الهدى وعلى الأرض السلام أولا نخاطبكم في هذه القضية، التي يلي تفصيلها تذكرة، لا طلبا لمنّة ولا طمعا في عطاء أو مكرمة، بل لأن فرقة مسلحة من حكومتكم قد دخلت في تمام الحادية عشر مساء الخميس 29 يوليو بيتا غير بيتها غير مأذونة وانتهكت حرماته واعتدت وجرحت وأسرت الأبرياء وأرهبت وروعت الأطفال والنساء وذوات الحمل والرضّع والقصر والولدان. هذا البيت هو "بيت الفنون" الكائن في مدينة الخرطوم بحري. ومن حيث أنكم رئيس هذه الحكومة، فمن الطبيعي أن تلي هذه الرسالة جميع أعضاء حكومتكم الذين يلونكم في المسؤولية التي تتولون عظمها في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، ولا يسقط عنكم السؤال عنها إن أهملها غيركم في حكومتكم ولو عثرت بغلة في "كَرَبْ" القضارف. هي أمانة المسؤولية التي أبتها السموات والأرض فحملها الإنسان الظلوم الجهول. يقول الله لمن آمن بالقرآن الكريم: "إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا" فإن رأيتمونا على حق، نتوخى أن تعلنوا عن موافقتكم على مطالبنا وإقامة العدل. وأن رأيتمونا من منظوركم أننا على خطأ، نتوخى أيضا إعلانكم الصريح لرفض مطالبنا، فالصمت ظلم يتماهى مع الظلم والصمت تأييد للظالم والصمت تحريض بيّن على الظلم. فلا ملامة من بعدها على مظلوم أن يطرق ما يشاء من أبواب العدالة. بيت الفنون .. بيت الوحدة وقبل أن نعرض إلى تفاصيل العدوان الآثم الذي ارتكبه جندكم، وقبل أن يأتي فاسق بنبأ، من الضروري أن نعرفكم ببيتنا، بيت الفنون. هو بيتنا نحن كل السودانيين بدون فرز .. هو بيتنا الذي نأتيه بأوتارنا وأشعارنا ونقاقيرنا وطنابيرنا وأعوادنا وترم ترم وكمنجاتنا وقصائدنا والساكسفون والجيتار .. هو بيتنا الذي يضمنا بتنوعنا بأعراقنا الفوراوية والحلفاوية والدينكاوية والجعلية والهدندوية والفزارية، فينا البقاري والدنقلاوي والسنجك والمحسي والأمرار والأسود والخمري والقمحي والحلبي والزرعي وخاطف لونين والمشلّخ والمرهاء السادة والحميراء ومن كل جنس من فجاج السودان .. فينا بنونه بت عقود السّمْ .. وفينا "الغرباوية" بت عقيد الخيل .. في بيتنا بيت الفنون عندنا هوية واحدة جامعة لا تعرف العرق والجنس واللون هي هوية السودان .. هو بيتنا الذي نفد إليه بمصاحفنا وأناجيلنا وتلمودنا وتسابيحنا وأرواحياتنا فلا دين يفرّق بيننا ولا عصبية عضال عضود ولا يحزنون .. هو بيتنا بيت إدريس وماجوك وإساقة وفاطمة وميري وأم الحسن وامتثال وهدير ودينا وإنعام وأميرة وعثمان ومحمد أحمد وأدروب وعبد الحي الذي لا يموت .. هو بيتنا الذي يلمنا على شعثنا ووسامتنا بقمصاننا وجلاليبنا وطواقينا وقبعاتنا حاسرين حالقين مسرّحين مخنفسين بسديرياتنا وبناطلين الجينز وجلود النمر .. هو بيتنا الذي ننقز ونعرض فيه كما تعرضون .. هو بيتنا الذي نبشّر فيه كما تبشّرون .. هو بيتنا بيت الفنون .. هو بيت السودان .. هو بيت وحدة السودان .. هو بيتنا بيت وحدتنا، ووحدتنا هي القاعدة وغيرها هو الاستثناء. وحدة موجودة أصلا عجز السلاح عن فرض غيرها بغير رضا أهلها. بيت الفنون هو "خميرة" الوحدة ونتمنى أن لا يكون آخر قلاعها ومحطاتها .. إن من طلب الوحدة خارج هذا التنوع المتسق المحصن بحريتنا الاجتماعية وخارج مواريثنا الثقافية والفنية والتراثية، فهو إما مجنون أو جاهل بحقائق التاريخ أو كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه .. وبيت الفنون هو بيت وحدتنا، فمن ضربه فقد ضرب وحدتنا ونحن له تصدّى .. بيت الفنون هو بيت كل سوداني .. هو بيتك أنت يرحب بك تدخله مواطنا سودانيا مشاركا أو مستنيرا .. بيت الفنون هو بيتنا الذي كنّا ندخله بسلام آمنين قبل عدوان جندكم على حرمته ومحارمه وضرب أطفاله والنساوين وست الشاي .. الجريمة: من المفترض أن تكونوا على علم بالعدوان الذي وقع من جندكم الذين يأتمرون بأمركم. وحتى نضعكم في العلم اليقين، نوجز لكم عدوان جنودكم في النقاط التالية: § في تمام الحادية عشر مساء الخميس 29 يوليو اقتحمت مجموعة مسلحة من "شرطه امن المجتمع" بيت الفنون وانهالوا بالضرب بالعصي والهراوات علي جميع المتواجدين من رجال ونساء وأطفال من السودانيين والأجانب أثناء مغادرتهم لبرنامج موسيقي حضرته مجموعة من الأسر السودانية والضيوف الأجانب. كما قام جنود ما يسمى بأمن المجتمع بأسر حوالي 40 من الحضور. § البرنامج الموسيقي كانت تنظمه إحدى شركات الإنتاج الفني. وقد سبق أن أقامت الشركة المذكورة عددا من الأمسيات بذات المسمي في عدة أندية بالخرطوم، § وزاره الثقافة في ولاية الخرطوم شاركت في رعاية البرنامج باعتباره جسرا للتواصل بين المجتمعات السودانية ويحظى بإقبال كبير من الجمهور من جهات السودان كافة، § البرنامج مصنف لدى المصنفات الاتحادية ومسجل لدي وزارة الثقافة، § يدعو البرنامج في جوهره للسلام عبر الموسيقي والفنون ويقدم تسجيلات صوتيه بمشاركة بعض الموسيقيين الذين تمت دعوتهم من خارج السودان، § قام منظمو البرنامج باستخراج كل التصاريح الرسمية اللازمة لإقامة الحفل الذي جري تنظيمه تحت رعاية ثلاث شركات سودانيه مثل شركه البربري وشركه هونداي للسيارات، § الشرطة السودانية كانت تقوم بحراسة البرنامج بناء على طلب الجهة المنظمة. وقام بعملية الحراسة أربعة من أفراد الشرطة بينهم اثنان من شرطه المرور، § بدأ تقديم الحفل علي المسرح الخارجي في بيت الفنون. إلا أن الأمطار أدت إلى توقف البرنامج عند فقرته الثانية. وعليه تمت مواصلة الجزء البسيط المتبقي من البرنامج في "صالة خليل فرح" في الطابق الأول. § وفقا لما نص عليه تصريح الحفل، توقف البرنامج عند الساعة الحادية عشرة مساء وبدأ الجميع في مغادره المكان، § في تلك اللحظة اقتحمت بيت الفنون مجموعة مسلحة من جنود ما يسمى بشرطة أمن المجتمع وانهالوا بلا مقدمات بالضرب علي الجميع، سودانيين وأجانب رجالا ونساء آباء وأبناء وأطفالا أولادا وبنات مما أدى إلى جرح وإصابة عدد من الحضور وترويع الأطفال الذين علا صراخهم وهم يشاهدون الجنود يضربون الآباء والأمهات. وامتدت أحذية وهراوات جنود "أمن المجتمع؟" إلى رأس المرأة التي تبيع الشاي فأوسعوها ركلا وضربا حتى نزفت دما، § اقتاد جنود "أمن المجتمع" أكثر من أربعين شخصا من سودانيين وأجانب وحشروهم جميعهم "رجالا ونساء" داخل "دفّار" الشرطة. وقد شملت عمليات الأسر والاعتقال أسرا بكاملها من آباء وأمهات إخوة وأخوات، § توجه "دفّار" الشرطة بالأسرى إلي قسم الصبابي حيث تم استجوابهم لمده أربع ساعات، وتم إطلاق سراح بعضهم، § أثناء عملية المداهمة، انتشر جنود "أمن المجتمع" وقالوا أنهم يبحثون عن خمور أو مخدرات بحوزة ضيوف البرنامج، لكنهم بكل تأكيد لم يعثروا علي شيء. فبرامج بيت الفنون كمركز ثقافي لا علاقة لها بمثل هذه الممارسات، § شاهد جنود شرطة أمن المجتمع شريط الحفل كاملا، بعدها قرروا أن لا سبب لفتح بلاغ جنائي .. هكذا وبكل بساطة ! شرطة إرهاب المجتمع: أن الجرائم التي ارتكبها جنودكم في بيت الفنون، علاوة على اعتداءاتها المستمرة على الأبرياء، خاصة النساء، جعلها تكتسب عن جدارة مسمى "شرطة إرهاب المجتمع" ومع ذلك فشلت فشلا تاما في كسر شوكة المجتمعات السودانية لأنها مجتمعات معافاة وآمنة بذاتها .. في عدوانها الأخير على بيت الفنون، ارتكبت شرطة أمن المجتمع ما لا يحصى من الجرائم المخالفة للدين والرسالات والأعراف والأخلاق العامة والقانون وطبعا الدستور. مخالفة جنودكم الدين والرسالات الربانية والأخلاق: لجهة الأديان ورسالات الرب، فقد دخلت شرطة أمن المجتمع بيتا لا يحق لها دخوله أبدا بحسبان أن بيت الفنون له شخصية اعتبارية تحت حصانة القوانين المرخصة له، علاوة على أنه تحت حصانة التصريح الرسمي أثناء البرنامج. ولمن آمن بالقرآن الكريم يقول المولى عز وعلا في ذلك في سورة النور: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ" وفي الأثر فقد خرج الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بعد أن تعدى على بيت وهو يجر ثوب الندم ويطلب الصفح من صاحب الدار ويلتمس الوسيلة إلى مغفرة من ربه. فأين أنتم وأين شرطتكم من مقام عمر الراشد. والترويع وفظ المعاملة يخالف شرع الله بنص الذكر الحكيم " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ .." الآية الكريمة، ثم حيث المصطفي عليه أفضل الصلاة والسلام: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا" .. وجنودكم لم رحموا صغيرا ولم يوقّروا كبيرا واعتدوا على النساء، فهم خارج الملّة وليسوا منّا ولسنا منهم. فمن لا يرحم شعب بلاده فإنه أما فاقد الأهلية الوطنية أو أنه يحكم شعب بلاده بالوكالة عن غيره. وتلك حدود الله لمن اتعظ، إلا الذين جعلوا القرآن عضين فنزل فيهم قول الحق: "الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ * فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ" مخالفة جنودكم القانون والدستور واللوائح التي كتبتم: غني عن القول أن جنودكم باعتدائهم على بيت الفنون قد ارتكبوا جرائم خطيرة تخالف مواد القانون والإجراءات الواردة نصا في تصريح إقامة البرنامج والصادر عن الشرطة، ويخالف الأحكام والمواد المنصوص عنها في قوانينكم الجنائية التي وضعتموها. كذلك استباح جنودكم الحق الخاص (اقتحام مكان خاص) وهو كما ورد حق محمي بموجب التصريح الرسمي الصادر عن الشرطة وبمواد القانون والدستور، استغل جنودكم السلطة والزي الرسمي في ارتكاب الجرائم الوارد ذكرها، أخذ جنودكم السلطة القضائية في أيديهم وقاموا بمعاقبة الحضور بالضرب والحبس. ومن حيث أن العقاب وقع على أبرياء لم تتم إدانتهم بواسطة محكمة مختصة، فإن ما وقع على الأبرياء يشكل جريمة مكتملة الأركان. المطالب: بناء على ما تقدم، نحن الموقعون على هذه الوثيقة بالأصالة وعن كل من يلينا وعن السواد الغالب داخل وخارج السودان والذي يستنكر ما تعرض له بيت الفنون، نطالب بالآتي: أولا: أن يزور رئيس الحكومة ونائباه بيت الفنون في بادرة لحسن النوايا تجاه الثقافة والفنون، وأيضا كاعتراف وتدشين لوحدة تقوم على بالتنوع السوداني الوارد ذكره، ثانيا: الاعتذار الرسمي للأبرياء الذين تعرضوا للضرب والمهانة على يد شرطة أمن المجتمع ثالثا: الاعتذار الرسمي لبيت الفنون، وإعلان ذلك من خلال أجهزة إعلام الحكومة، ثالثا: التعويض المادي وجبر الضرر للأبرياء ولبيت الفنون، رابعا: تقديم الذين أمروا بالعدوان والذين نفذوه إلى محاكمة عادلة وعلنية لينالوا الجزاء حسب القوانين، خامسا: منع ما يسمى شرطة أمن المجتمع عن ارتكاب المزيد من الجرائم في حق الأبرياء، أو حلها نهائيا وهو الصواب، أما بعد: أن الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها شرطة أمن المجتمع تقلل من مهابة الحكومة عند الناس بدلا عن تخويفهم ولا تزيد الحكومة إلا مقتا وتجعلها سخريا عند حكومات العالم وشعوب الأرض أجمعين. فالشعب السوداني اتصف بسمو الأخلاق إلا اللمم المعفي عنه، فلا يحتاج لتقويم وإذلال من شرطتكم، فلا توجد مدينة فاضلة ولا بشر كامل، فكلكم خطاءون وخير الخطائين التوابون. والسودان وطن له أهله وحماته من رجال صناديد ونساء ماجدات. شعب اتسم بكريم القيم والمحتد والجسارة والعفة عند المغانم وقوة البأس .. ولهم سهام لا تخطئ الحدق. ونأمل عندكم عدلا في مقدوركم إحقاقه ولكم الشكر