الأنبياء الكذبة .. الوجه الجديد لعبد العزيز خالد (مصطفى البطل)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الرحمن حمد النيل قوى(Giwey)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-09-2008, 11:12 AM

Giwey
<aGiwey
تاريخ التسجيل: 09-03-2003
مجموع المشاركات: 2130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأنبياء الكذبة .. الوجه الجديد لعبد العزيز خالد (مصطفى البطل)

    الأنبياء الكذبة : الوجه الجديد لعبدالعزيز خالد!

    مصطفي عبدالعزيز البطل
    [email protected]

    ارجو ان يأذن لي الاخوة الجمهوريون في ان استعير من ادبياتهم عبارة، ربما كان الاستاذ محمود محمد طه هو اول من صكها، قرأتها في مقدمة احدي كتبهم، تقول: (الترابي في ذاته محل حبنا و في فكره محل حربنا)، فأقول بدوري ان العميد (م) عبدالعزيز خالد في ذاته محل حبنا و تقديرنا و احترامنا و لكنه في محاولته الاخيرة و تطوافه علي تجمعات السودانيين بالولايات المتحدة، بغرض اعادة انتاج و تسويق طموحه في الاضطلاع بدور المنظر و الموجه و القائد لمسيرة تغيير مرتجي في المشهد السياسي السوداني، يبقي محل استغرابنا و دهشتنا و ارتيابنا! و لعلني، قبل ان امضي قدما في امر الضابط المتقاعد المتطلع لادوار القيادة اتوقف لهنيهة فاحث اولئك الذين دأبوا علي الاستعارة والاغتراف من بضاعة الاخوان الجمهوريين علي الالتزام بالاصول المرعية في الاستعارات و "الاغترافات". فقد لاحظت ان البعض و خاصة من اهل المعسكر ( الاسلاموي) يستحسن و يُحسن الاستعانة بالمصطلحات و التعبيرات التي ارتبطت بالادب الجمهوري و كأنها من منحوتاتهم وفي ذلك تجاوز ما بعده تجاوز اذ كيف تأتي لمن حارب قوما و طاردهم وقعد لهم كل مرصد ان يعود فيعب من موردهم و يشرب من معينهم ثم يقدمه للناس بعد ان بخسه و رخصه و رماه بكل نقيصة. وقد ادهشني الليلة الماضية و انا اتصفح كتاب ( الترابي والانقاذ: صراع الهوية و الهوي) للدكتور عبدالرحيم عمر محي الدين الكادر الاسلامي القيادي النشط قوله عن نفسه انه و في اجتماع مغلق لقادة المؤتمر الوطني عقب اعتقال الدكتور الترابي في فبراير ٢٠٠١ استنكر قرار الاعتقال و طالب اخوته في الحزب الحاكم بان يلتزموا في مستقبل تعاملهم مع حزب المؤتمر الشعبي بمبدأ ( الحرية لنا و لسوانا)!! و في علم الكافة ان ذلك شعار من اكثر مصكوكات الجمهوريين ذيوعا. و في قتل "الاسلامويون" لصاحب الشعار ثم انتحال و استحلال الشعار بعد ذلك لانفسهم مفارقة عزّ ان يكون لها نظير. و كنت قد قرأت قبلها في صدر مقال للدكتور عبدالله علي ابراهيم انه رصد عبارة استخدمها مؤخرا الاستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية ضمن حديثه امام بعض الاعلاميين يصف فيها شعب السودان، قبل الانقاذ، انه ( شعب عملاق يتقدمه اقزام) و تلك بدورها مقولة مأثورة اشتهرت عن الاستاذ محمود!



    ولكن الذي يشغل بالنا حقا في يومنا هذا هو ما كان من امر العميد عبدالعزيز و مساعيه للتواصل مع جموع السودانيين بالولايات المتحدة، بعد وصوله اليها مؤخرا، لترويج بضاعته الجديدة المتمثلة في دعوته لتكوين جبهة عريضة تضم جميع القوي السياسية الفاعلة لاسقاط خيار الدولة الدينية اولا و اقامة دولة المجتمع المدني ثانيا. و يذكر السودانيون ان نجم عبدالعزيز كان قد سطع و لمع في حقبة التسعينات تحت راية مشروع قوات التحالف الوطني الذي كان قد اعتمد العمل المسلح وسيلة لاسقاط النظام. و يذكرون عنه تصريحاته المجلجلة المدوية عن نهاية عهد الحلول الوسط في السودان، تماما كما يذكرون بشاراته و نذاراته بان السودان قد اظله زمان الحسم الجديد تحت رايات التحالف: الزمان الذي " لا يعرف الحلول الوسط"! و من الحق ان صلاة عبدالعزيز و نسكه عند بيت التحالف، في تسعينات القرن المندحر، لم تكن كلها مُكاءً و تصدية، و آية ذلك ان جموعا غفيرة من ابناء الوطن كانت قد استصوبت برنامج التحالف و استبطنت فيه مصداقية تجديدية ثورية فاستوت في صفه بعد ان استخارت تحت راياته يقينها في المستقبل الديمقراطي. وبلغ من سطوة ذلك التنظيم و رفعة شأنه ان تقارير صحفية نشرتها كبريات الصحف العالمية عهدذاك نسبت الي مصادر عليمة مقربة الي دوائر صنع القرار الامريكي ان الولايات المتحدة اسقطت من حساباتها قيادات السودان التاريخية، و في مقدمتها الصادق المهدي، بعد ان وجدت ضالتها في في شخصية عبد العزيز خالد الذي بدا في يومه ذاك و كأنه يصلح ان يكون بديلا جديا و فاعلا لقيادة البلاد. غير ان مياها كثيرة جرت تحت جسور النيل في الحقبة الفاصلة بين زمان الاحلام الكبار الذاهب و اوان تجوال عبدالعزيز بين سودانيي المهجر الماثل.



    كثير من كتاب السيناريو و الحوار في المسلسلات و الافلام المصرية الجديدة يضعون علي السنة الممثلين عبارة ( نيو لوك) وترجمتها: "المظهر الجديد"، فتسمع حنان ترك تخاطب محمد هنيدي مثلا: ( ايه ده؟ انا ما قدرتش اعرفك بعد النيو لوك بتاعك)! و العبارة التي عرّبتها الكوميديا المصرية، مع الاحتفاظ بلفظها ونطقها الاجنبي، تتصل في معناها الحرفي باتخاذ الانسان لمظهر جديد في الشكل كتغيير طريقة تصفيف الشعر و النظارات و الملابس و حتي طريقة الكلام اما من الوجهة المعنوية فتدور في مدار تبديل المواقف و تغيير الاتجاهات و التماس سبل جديدة في العمل العام مفارقة تماما لمواقف الماضي و اتجاهاته و مسالكه. وقد بدا لي مما سمعت علي لسان العميد المتقاعد انه قرر ان يضع في وجهه - المجازي لا الحسي - نيو لوك، فيعيد انتاج اسمه و شخصه و طروحاته و استراتيجيات نهجه السياسي ثم يطلب الينا في سودان المهجر الامريكي ان نستقيم تحت رايته الجديدة. و رأيتني اتأمل – في امر هذا النيو لوك - و استغرق في التأمل ثم اصُد فاقول لنفسي: كيف تأتي للعميد ان يقول لنا ان نظام الانقاذ سيسقط علي يديه عبر نهج النضال المسلح، ثم ينقلب علي رفقاء مسيرته المسلحة و يصفهم بكل رزية ثم يتحول بمسيرة النضال المسلح مائة و ثمانين درجة الي نضال التفاوض مع نظام الانقاذ واساطين الدولة الدينية الذين بني مجده السياسي علي قوة و شراسة مواقفه ضدهم و بشرنا بأن عهد الحلول الوسط معهم قد انتهي الي غير رجعة، ثم يدفع باقرب اعوانه ( نائبه عصام ميرغني "ابو غسان" و غيره) ليتولوا المواقع الدستورية في مؤسسات دولة الانقاذ ممثلين لتنظيمه، ثم بعد ذلك كله يعود ليخاطب الملأ في المهجر الامريكي ليدعوهم الي الانتظام في جبهة عريضة لمقاومة خيارالانقاذ وهزيمة المؤتمر الوطني، وهي جبهة لا احسب انه يري نفسه منها الا في موقع الصدر! و لعل وجود العميد في الولايات المتحدة التي يحتدم في جنباتها اوار الحملات الانتخابية الرئاسية هذه الايام وهي حملات شرسة تفتح فيها ملفات المتنافسين صفحة صفحة و يجري تمحيصها سطرا سطرا حتي تطمئن النفوس الي ان السيرة الذاتية لمن يمكن ان تؤول اليهم دفة الحكم تزكي هؤلاء و تؤكد حيازتهم لكافة مؤهلات و مهارات واخلاقيات القيادة، يغرينا بان نلتمس من العميد الاذن لنا بجولة قصيرة في تضاعيف سيرته السياسية في اطار مجاذبات طفيفة حول النقاط التي تحدث حولها و بعض الاجابات التي تفضل بها علي طائفة من المتداخلين في حواراته الاخيرة مع الجاليات السودانيه. بالاضافة الي ما سبقت الاشارة اليه من الدعوة الي الجبهة العريضة لاسقاط الانقاذ فقد تطرق العميد الي عده قضايا منها: انحسار دور تنظيم التحالف و الخلاف الذي عصف به وبلغ ذروته في العام ٢٠٠٤ وملف الاندماج مع الحركة الشعبية و ملف انتهاكات حقوق الانسان في معسكرات التحالف، و الموقف من قضية التحول الديمقراطي، و قبل ذلك كله ما يصفه العميد بالدور السلبي للمثقفين.



    شن العميد هجوما شاملا علي المثقفين السودانيين اجمالا و تحدث عن ما اسماه " قصر نفس المثقفين السودانين في العمل السياسي العام"، و " الطموحات الذاتية للمثقفين"، و "تعجلهم حصد الثمار" و ميلهم الي "العمل علي تكوين تنظيمات هشة سرعان ما يأفل نجمها". و قد بدا لي مما يدعو الي العجب ان يصدر مثل هذا الهجوم علي قبيلة المثقفين من ضابط سابق بالقوات المسلحة بغير اكتراث او احتراس، مع ان الكثرة الكاثرة ممن خاطبهم يمكن تصنيفهم ضمن هذه القبيلة. الا ان احدا من هؤلاء لم يحرك ساكنا او يبدي انفعالا بهذا التهجم، ذلك انه و برغم ان تعبيرات العميد وتوصيفاته السالبة قد بدت عامه و مفتوحة بحيث تغطي كافة المثقفين السودانيين فان الجمع ممن اعاروه اسماعهم كانوا في واقع الامر "يعرفون البير و غطاه" اذ لم تخالج احدا منهم ذرة شك في ان اصابع العميد و اتهاماته انما كانت تتجه من طرف خفي الي رفاقه السابقين في تنظيم التحالف و في طليعتهم الدكتور تيسير محمد احمد. و لو كان الامر غير ذلك لما عدم الحاضرون بين صفوفهم من يرد علي صك الادانة الشاملة الذي اصدره العميد بحق جمهرة المثقفين السودانيين بصك ادانة مضاد لضباط المؤسسة العسكرية – التي ينتمي اليها – و هي مؤسسة ذات تاريخ حافل في مضمار "قصر النفس" و" الطموحات الذاتية" والمغامرات و الانقلابات و التعابث بالمواثيق والحقوق الدستورية.



    يميل عبدالعزيز الي تصوير " الدورالسلبي للمثقفين" باعتباره العامل الحاسم في الانقسام الداخلي و من ثم انهيار تنظيم التحالف. و كأني بالحقائق و الوثائق و الوقائع و الشرائع تنظر الي العميد شذرا و تستعجب مقالته. و الذين تابعوا مراحل الصراع السياسي، الذي كان يعبر عن نفسه في قائمة التحالف الالكترونية، عند بدايات الازمة التي تصاعدت حتي قصمت ظهر الحركة و حطمت عظامها يعرفون ان محنة عبدالعزيز بدأت بالاستفهامات و الاستعلامات الواردة في مذكرة الجهاز السياسي الشهيرة في الخامس عشر من يوليو ٢٠٠٣ بشأن ما تكشف من اتصالات سرية بينه و بين حكومة الانقاذ من خلف ظهر التنظيم و اخفائه المعلومات عن هيئته القيادية و مكتبه السياسي. و في مسعي اخضاع ممارسات العميد لمبدأ المحاسبة و التحري عنها و تقصي مغازيها التمس الرفاق الهداية من مواثيق التنظيم و لوائحه فقاموا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق من ثمانية من خيرة اعضائها علي رأسها البروفيسر شيخ عبدالعزيز عثمان رئيس المجلس المركزي لقوات التحالف وهو عضو مؤسس للتنظيم و استاذ في الشريعة و القانون يحظي باحترام و ثقة الجميع، و هي اللجنة التي ادت القسم أن تراعي الله و الوطن و الضمير في عملها فتحرت و تقصت واطلعت علي الادلة و محصتها ثم اصدرت توصيتها بتجميد عضوية العميد. و عند مواجهته بالادلة التي توافرت بشأن اتصالاته السرية المتواترة برموز الانقاذ من السياسيين و بعض قيادات و عناصر جهاز الامن و فرع الاستخبارات العسكرية لم ينكر العميد ضلوعه في هذه الاتصالات السرية دون علم التنظيم بل حاول ان يجد لها تبريرا في قوله بان هدفه من وراء هذه الاتصالات هو اختراق النظام و اجهزته الامنية وانه كان في كل مقابلاته السرية " يشتري " المعلومات من ممثلي النظام و اجهزة أمنه. يضاف الي ذلك ما كان من امر اكتشاف تحويل مبلغ ثلاثمائة و خمسون الف دولار امريكي، بصورة سرية و بالمخالفة للوائح و نظم التحالف المالية، من الحساب المصرفي الرسمي للتنظيم الي حساب خارجي خاص. و لم تقع تبريرات عبد العزيز ودفوعاته موقعا حسنا عند رفاق دربه النضالي فتضعضعت جسور الثقة و تمددت ظلال الشك و تراجعت الروح المعنوية و كانت تلك ضربة البداية في مسيرة الانحسار والانحدار. و أهل النهي لا يرون في هذه الوقائع المحزنة و استطراداتها و تداعياتها، التي استولدتها ممارسات العميد، " قصر نفس مثقفين" بقدر ما يرصدون فيها ملامح تشف عن قسمات سلطوية دكتاتورية تحتكرالمسار والقرار و تحتقر الجماعة و ترتقي باهواء الزعيم الفرد فوق ما عداها غرورا واستكبارا.



    و اذا كانت الشكوك و الريب التي خامرت العصبة من رفقة عبدالعزيز حول علائقه و مداخلاته مع ممثلي النظام و عناصره الامنية و الاستخبارية قد اثبتها الرجل نفسه باقراره بصحة المعلومات التي وقع عليها زملاؤه و اعترافه بالاتصالات التي كان يجريها منفردا و في السر دون علم الاخرين، فان قرائن اخري قامت لتعضدها في اوقات لاحقة علي نحو تكاثفت معه الشبهات و الفتن كما قطع الليل، فالعديد من قيادات التجمع الوطني السابق وكوادره تعلم عن مآلات الجهود التي اضطلع بها الزعيم الميرغني لاطلاق سراح العميد عبدالعزيز عند اعتقاله في دولة الامارات العربية في سبتمبر ٢٠٠٤ اذ بهت قادة التجمع عندما نقل اليهم ممثل وزير رئاسة الجمهورية المصري، عند لقائهم به، بأن المعلومات المتوافرة للسلطات المصرية تفيد بان اعتقال العميد في دبي وتحضيرات نقله للخرطوم انما تمت بتنسيق بين العميد شخصيا و بين السلطات السودانية و ان الامر في جملته لا يعدو ان يكون مسرحية رديئة الاخراج. و زاد الشكوك والريب ضغثا علي ابالة الروايات المتواترة بشأن ٣٧ فردا هم جملة كادرات التحالف التي كانت قد اختارت ان تتوجه الي الخرطوم عبر الحدود الاريترية للالتحاق بالعميد والانخراط في العمل السياسي تحت قيادته وقد اقام اغلب هؤلاء في دور اسرهم و ذويهم باستثناء عدد صغير لا يتجاوز الثمانية عشر فردا استأجر لهم العميد منزلا في حي الدروشاب، و في مسعي توظيفهم و اعادتهم الي دورة الحياة العادية فوجئ ممثلي المجموعة بالعميد يستدعيهم و يسلمهم بيانات اشتملت علي اسم و عنوان ضابط اتصال في جهاز الامن و المخابرات بالخرطوم طلب منهم مقابلته و عند اللقاء بمسئول الامن صعق هؤلاء الافراد عندما علموا بان الترتيبات المعدة لهم هي الاستيعاب في وظائف وثيقة الصلة بجهاز الامن و المخابرات فاعتذروا عن قبول عروض العمل و انتهي قرار افراد المجموعة بعد التداول فيما بينهم الي الانخراط في الجيش الشعبي لتحرير السودان التحاقا بالمجموعات الاخري التي سبق دمجها مع الجيش الشعبي، و جميع هؤلاء احياء يرزقون!



    و قد أهمني بعض الشئ التماس عبدالعزيز لنفسه مخارج تتجافي مع معاني الاستقامة و تتعارض مع منهج التقوي في مواجهة المُشكل من القضايا و العويص من التساؤلات التي طرحها امامه سودانيو المهجر الامريكي، و من ذلك ولوغه في نفي وقائع رسخت في الوعي العام و تواترت عليها القواطع من الادلة، ومثال ذلك انكاره جملة واحدة وجود اي تجاوزات في مجال حقوق الانسان ابان قيادته و اشرافه علي معسكرات الحركة في الاراضي الاريترية و السودانية وادعائه انه لم يسبق قط لهيئة دولية من الهيئات المهتمة بحقوق الانسان ان طرحت اية ملاحظات حول التجاوزات في معسكرات التحالف و هي تجاوزات طبق خبرها الافاق و بلغت اهوالها مطالع الشمس. و ذلك في وقت يعلم فيه العميد علما لا جهالة بعده ان ملفات قوات التحالف، وبعضها ما يزال بحالة جيدة لم ترث اوراقه بعد، تشتمل علي رسائل و مذكرات و تقارير يحمل اغلبها توقيع السيدة جميرا رون مديرة مكتب منظمة هيومان رايتس ووتش في واشنطن، و هي مراسلات معنونة اليه شخصيا مع صور مرسلة لكافة اعضاء المكتب التنفيذي لقوات التحالف و تتعرض بعض هذه التقارير الي و قائع تجاوزات حقوق الانسان في المعسكرات التي كان يشرف عليها العميد بنفسه. و ذلك فضلا عن المذكرات العديدة التي تقدم بها ضحايا التعذيب انفسهم الي رئيس التجمع الوطني و قياداته وقد اشتملت احدي هذه المذكرات علي معلومات حول عنصر من عناصر القوات المسلحة السودانية جري استقطابه و استيعابه في قوات التحالف ولكنه لامر ما غادر المعسكر دون علم العميد ثم حدث ان القت السلطات الاريترية القبض عليه و سلمته الي قوات التحالف حيث اصدر عليه العميد حكما بالاعدام، جري تنفيذه بالفعل، بتهمة الهروب من الخدمة. كما اشتملت مذكرات اخري علي معلومات عن لصوص تخصصوا في نهب المركبات تعاقد معهم العميد علي سرقة شاحنات و سيارات و تسليمها لممثليه لقاء مكافآت مالية، و في اعقاب خلافات مع هؤلاء السراق امر العميد بحبسهم في سجونه حيث تعرضوا لالوان من التعذيب لا قبل لبشر بها فصلوها في مذكراتهم مدعومة بالاسماء و المواقع و التواريخ. و ادهي من ذلك ان صورا فوتوغرافية عديدة لسجون العميد و معتقلاته المرعبة التي سارت بذكرها الركبان، و قد شيد بعضها في شكل حفر عميقة تحت الارض، كانت قد وجدت طريقها الي النشر في مواقع الشبكة العنكبوتية كما نشرت حوارات مع بعض الضحايا من المعتقلين الذين كشفت تجارب اعتقالهم و تعذيبهم في تلك المعسكرات عن فظائع مروعة تشيب لهولها الاجنة. و ما ضر العميد لو استبرأ الي ربه و شعبه فأقر بهذه التجاوزات و اعلن علي الملأ من سودانيي المهجر استعداده لتحمل المسئولية عنها و طلب النقد الذاتي المتجرد سبيلا لتطهير نفسه من اوزارها، اذن لكان عند الله وجيها و عند الناس من الفائزين، ولكنه تنكب الطريق و ترك ما يليق الي ما لا يليق. و من نماذج مفارقة العميد لجادة الحق نفيه – ضربة لازب – انه ادلي بتصريح قال فيه ان الدكتور تيسير محمد احمد ( لا يصلح لقيادة ثلاثة غنمايات ) و ذلك في رده علي سؤال الاستاذة هناء خضر في واشنطن. و قد وردت تلك المقولة الشائنة المزرية علي لسان العميد ضمن تصريح مطول كان قد ادلي به لصحيفة ( الشرق الاوسط) و نشرته كاملا في فبراير من العام ٢٠٠٤ وقد اعيد نشر هذا التصريح في عشرات الوسائط الاعلامية و ظل يتكرر و يدور في مدارات التداول الورقي و الالكتروني طوال السنوات الاربعة الماضية دون ان يحرك العميد ساكنا. و قد جاء في نص التصريح الاصلي كما اوردته الشرق الاوسط: ( انور ادهم [محامي] يستطيع ان يكسب ثلاثة قضايا في اليوم و محمد عبدالمنعم [رجل اعمال] يستطيع ان يعمل ثلاثة مليون جنيه في اليوم ود. تيسير محمد احمد [استاذ جامعي] يستطيع ان يكتب خمسة كتب، و لكن ايا من هؤلاء لا يستطيع ان يقود ثلاثة غنمايات). و كان الظن انه بدلا من ذلك المضيق الوعرالذي ادخل عبدالعزيز نفسه فيه بمثل هذا النفي الفطيرالمتعجل الذي يفتقد جذوة المنطق و يحمل جرثومة الاستخفاف بالنخبة من سودانيي المهجر ان يبادر بتحمل المسئولية عن الحديث المنكور الذي جري علي لسانه و نشرته منسوبا اليه اكثر الصحف العربية وزنا و احتراما واحترافية.



    ومن ذلك ايضا روايات العميد، التي صدع بها الناس تصديعا، عن اعتقاله في اسمرة بواسطة السلطات الاريترية، واخوتنا المصريون يقولون: ( الكدب خيبة). وتلك كذبة بلقاء لا تليق بمن يتحري في نفسه مؤهلات القيادة و يلتمس دروبها. و قد اتخذ عبدالعزيز ذريعة الي ادعائه ذلك طلب السلطات الاريترية اليه عدم ارتياد مناطق معينة علي الحدود الاريترية الاثيوبية والحدود الاريترية السودانية و ذلك في اعقاب اجتماع له مع القاده الاريتريين الذين ارتابوا في بعض تحركاته واتصالاته، كما ارتاب قبلهم عشيرته الاقربين. غير ان مدينة اسمرا الساحرة لم تعرف العميد الا حرا طليقا، كما طائر النورس، حتي اخر يوم اظلته سماءها الصافية و تراشقت عليه اشعه شمسها المشرقة و شهدت عليه طرقاتها وحواريها و هو يتردد بين الدور و الفنادق والمطاعم و اماكن سكني اعضاء المجلس المركزي في مسعي محموم لاثنائهم عن عقد اجتماعهم العام ثم غادر المدينة حرا - كما دخلها قبل ذلك حرا - بعد ان كللت مساعيه لمنع عقد الاجتماع العام بخيبات ثقيلات.

    مرحبا بالعميد عبدالعزيز خالد بين اهله و بني وطنه في المهجر الامريكي.

    حللت اهلا و نزلت سهلا.

    نقلا عن صحيفة ( الاحداث )

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de