الإعداد للحرب القادمة بين النوبة والعرب في جنوب كردفان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 08:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أحمد أمين(أحمد أمين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2006, 09:12 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3370

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإعداد للحرب القادمة بين النوبة والعرب في جنوب كردفان

    العدد رقم: 344 2006-10-21

    ( التماس ) و ( برازة الشوك ): الإعداد للحرب القادمة بين النوبة والعرب في جنوب كردفان


    د. حامد البشير
    -----------------------------

    في عام 1985 بدأت الحرب في جنوب كردفان كحرب عصابات ضد الدولة يقودها مجموعة من أبناء النوبة وذات أهداف سياسية تسعى للقضاء على التهميش الإقتصادي والإجتماعي والسياسي للإقليم. وتحالفت هذه المجموعة بقيادة المرحوم يوسف كوة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وكانت لها بمثابة رأس الرمح النشط في الشمال.


    وفي عام 1990 إقتضت ردة فعل النظام الإستراتيجية تحويل الحرب من حرب عصابات سياسية ضد الدولة إلى حرب أهلية بين النوبة والعرب، وقد ساعد في ذلك بعض الأخطاء التقديرية والتكتيكية من جانب رجال العصابات الميدانيين من النوبة الذين إستهدفوا بعض مناطق الوجود العربي والمجموعات العربية في الولاية.

    أن تحويل الحرب من مسارها السياسي إلى حرب أهلية إقتضى إجراء عمليات واسعة النطاق من الزخم الاعلامي والتعبوي الذي خاطب العقل الجمعي و الوعي في المنطقة مؤكداً بأن هذه الحرب تستهدف الوجود العربي الذي يجب أن يُلقي به بعيداً في رمال كردفان ( القاحلة ) وبعيداً عن الجبال وسهولها الخضراء التي ألفوها لخمسة قرون خلت، وأكدت ذات الحملة التعبوية أن هذه الحرب تستهدف الوجود الإسلامي الذي تنامى وترعرع في جبال النوبة من قبل خمسمائة عام. وصد؟ق الشباب المحُبط والمغلوب علي أمره تلك الرواية.


    كان ذلك الشباب معدوم الوعي و التعليم حيث الإعداد لذلك إقتضى الإحتفاظ بهؤلاء الشباب مع مراعاة أن نسبة التعليم لا تتعدى 10% وسط بدو الحوازمة والمسيرية. فإنتشر تبعاً لذلك السلاح حتى أن قنبلة القرنيت يتم بيعها في سوق قريتي (الحاجز) بخمسة الاف جنيه (دولارين) وأصبح الكلاشنكوف هو البديل للعصا التي أعتاد القرويون علي حملها حينما كانوا يهشون بها على الأغنام والأبقار ( ولهم فيها مآرب أخرى مثل قتل الثعابين). ولازم ذلك تفشي ثقافة الحرب في الولاية حيث قامت الدولة حتى بتدريب الحكامات لإستنهاض المجتمع لحرب تنتظر فيها (الحور العين) المجاهدين على سفوح جبال تلشى وتيمين.


    وعلى ذات المنوال كان تحريك شباب المسيرية في حرب وكالة أخرى ضد الدينكا نجوك. لسبب أو لآخر لم تتغير الأوضاع كثيراً بعد إتفاقية نيفاشا للسلام وتنزيلها على أرض الواقع في جنوب كردفان حيث الشريكين ليسا على إنسجام فحسب، بل في تطاحن وخصام ومشاكسة مما جعل كل ذلك ينعكس سلباً على سكان الولاية.

    وتبع تلك المشاكسة بين الشريكين بدء عمليات الإستقطاب الإثني والعرقي حيث المؤتمر الوطني مُنصّباً نفسه المدافع عن (الكيان العربي) والشريك الضعيف يسعى جهده للإبتعاد عن ذلك الطرح، حيث أن في عضويته أعداداً فاعلة ونافذة من ذات (الكيان العربي) الذي يدافع عنه المؤتمر الوطني. هناك بعض المجموعات النوبية قد أظهرت خطاباً إقصائياً استفزازياً للعرب المحليين في الآونة الأخيرة. وفي الغالب الأعم هذه المجموعات أما أن تكون من عضوية الحركة الشعبية المتفلتة التي مازالت تعيش بعقلية أيام الحرب في الغابة والتي هي في إنتظار تفريغ تلك الشحنات سلمياً وتغيير الموجة لتتناسب مع روح ومرحلة السلام وضرورات التعايش، واما أن تكون هي مجموعات نوبية لها مشاكل محلية مع جيرانهم من القبائل العربية. وفي هذا يكون الحل الأصوب هو الترتيب لعقد مؤتمرات صغيرة للحقيقة و المصالحة تتضمن وضع أسس للتعايش السلمي بين هذه القبائل مستقبلاً، لكن يحلو للمؤتمر الوطني أن يصطاد في الماء العكر من خلال تصويره لهذه التصرفات الفردية للنوبة بأنها تمثل منهج الحركة الشعبية أو منهج كل النوبة، وهذا يجافي الحقيقة بالتأكيد. ويمكن أن أعُطى مثالاً لتأكيد ذلك : خلال شهر يوليو الماضي وأثناء زيارتي لكردفان قام بعض القرويين من منطقة النوبة الكواليب بفرض رسوم قدرها مليون جنيه للمشروع الزراعي تمثل رسوما لتنمية القرية (المحددة) حسب زعمهم، وهذا الإجراء واضح أنه إجراء عشوائي طالما أنه غير مسنود بقرار من المحلية أو من حكومة الولاية. قام بعض المزارعين بشكوى لمعتمد الدلنج وكان رده (حسب ما روى لي ) : بأن أذهبوا وتفاهموا مع هؤلاء القرويين. وأيضاً تقدم المزارعون بذات الشكوى للسيد وزير الزراعة، وكان رده بأن تفاهموا مع القرويين في هذا الأمر. هذا من الواضح أنه شرك تم نصبه للحركة الشعبية التي رُسمت صورتها في العقل الجمعي ( أو هكذا أراد لها المؤتمر الوطني ) بأنها تمثل النوبة فقط ولكن الحقيقة على أرض الواقع تشير إلي انخراط كثير من الشباب وحتى الإدارات الأهلية العربية في الحركة الشعبية. وطالما أن الحركة تمثل كل النوبة بالنسبة للمؤتمر الوطني (وهذا غير صحيح) فهذا يعنى أن كل التصرفات الفردية الشاذة هي تصرفات الحركة الشعبية وبالضرورة تصرفات كل النوبة وهذا غير صحيح أيضاً. إذن المؤتمر الوطني وصل مرحلة محاولة تجريم الشريك الأضعف تجريماً إجتماعياً و سياسياً في واقع قبلي مليء بالألغام ومحفوف بمخاطر أقلها تأزم العلاقات القبلية وأخرها تجدد الحرب الأهلية. وفي الصراع الأخير في منطقة الفرشاية التي راح ضحيته قرابة العشرة أشخاص بين النوبة وعرب المعاليا كان شريكي الحكم كلُ يقف خلف فارسه و الدولة السودانية المحايدة قد إنتفت تماماً من ميدان المعركة إلا من بعض رجال الشرطة الذين وصلوا إلي المسرح بعد أن قُضى الأمر.



    إن علاقات الفعل ورد الفعل والسجال السياسي بين شريكي الحكم والتي تدور الآن في جنوب كردفان مسنودة بعمليات الاستقطاب الإثني و التعبئة التي يقودها المؤتمر الوطني، حتماً ستقود المنطقة إلى دمار وشيك وإلى حرب أهلية تكون أكثر عنفاً من سابقتها وربما ماثلت ذلك الحريق الذي رعته الدولة وأجهزتها في دارفور. ان المؤتمر الوطني يري أن كسبه السياسى خاصة في الإنتخابات القادمة في جنوب كردفان لا يتأتى في ظل التوحد والإنسجام بين النوبة والعرب. إذ أن هذه الوحدة الأثنية ربما قادت إلي وحدة الخطاب السياسي و البرنامج والخيارات السياسية بين النوبة والعرب. وخاصة أن هناك إحساسا متناميا وسط المسيرية والحوازمة في جنوب كردفان بأنهم ليسوا أحسن حالاً من النوبة فيما يتعلق بالتهميش الإقتصادي والسياسي. وأنهم أيضاً، الحوازمة والمسيرية، قد دُفع بهم دفعاً في حرب أهلية لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وقد تم إستغلالهم بواسطة النظام في حرب بالوكالة ضد الدينكا و ضد النوبة. وأن الحكومة في النهاية قد أولتهما ظهر المجن بعد أن قاما بدور المغفل النافع أو دور(برازة الشوك) في تلك الحروب الأهلية في حزام التماس الاستراتيجي، وقد كانت المكافأة للمسيرية أن أخذت منهم أبيي، ومكافأة الحوازمة أن تركوا يهيمون على وجوههم على غير هدى بعد أن فقد كثيرُ منهم زراعته وماشيته وأصبحوا نازحين، والبعض الأخر أضيف إلى إحتياطى العمالة الرخيصة في مدن الصفيح حول الخرطوم ( مع ذات النوبة و ذات الدينكا) والتي أطلق عليها النظام الحزام الأسود كناية وإمعاناً في العنصرية والفاشية التي ميزت سلوك وخطاب النظام الذي يرمي بحلفاء الأمس دون رحمة و دون شفقة، خاصة بعد أن يؤدون المهمة المُوكلة إليهم.


    والنخب السياسية من هذه القبائل والتي كانت تدق طبول الحرب وتقوم بدور السمسار في تسويق أهلها للسلطة قد قبضت عمولتها المتواضعة وذهبت وهي ( حامدة .. شاكرة) بما ( أنعم الله )، وتركت هذه القبائل تعض على أصابع الحسرة والندم.

    ان المخرج الوحيد لهذه القبائل من أن تقع مرة أخرى في فخ الإنقاذ وسماسرتها المحليين من تجار الحروب القبلية هي أن تدرك أن علاقتها مع النوبة علاقة إستراتيجية أزلية يحددها التاريخ الواحد المشترك والمصير الواحد والمستقبل الواحد في هذه البقعة التي تسمى جنوب كردفان أو جبال النوبة. ويجب أن يُعزز هذا الفهم الإستراتيجي المشترك بعقد مؤتمر جامع لكل النوبة ولكل العرب ( الحوازمة والمسيرية وأولاد حميد والكواهلة) والفلاتة بقصد الحقيقة والمصالحة وإرساء أسس جديدة للعيش المشترك. ويسبق هذا المؤتمر الجامع مؤتمرات فرعية بين القبائل النوبية والعربية المتجاورة للحقيقة والمصالحة أيضاً ولوضع آليات محلية للعيش المشترك ولفض النزاعات.


    هذه المؤتمرات يجب أن تتم تحت إشراف وتنظيم منظمات مجتمع مدني فاعلة، قومياً ومحلياً وعالمياً، وبتمويل من الدولة دون الدخول في تحديد أجندتها أو التأثير عليها.


    وعليه، في غياب هذا التدارك الاحترازي للوضع المحتقن الآن في جنوب كردفان نتيجة لسياسات المؤتمر الوطني (ولدرجه أقل) سياسات وتصرفات بعض كوادر الحركة الشعبية و المتفلتين منها، فإن الحرب في جنوب كردفان لا محالة قادمة وواقعة. وطالما أن معظم النار من مستصغر الشرر، فإن الصدام القبلي الدامي الذي تم مؤخراً بين النوبة (الصبي) والمعاليا شمال الدلنج والذي راح ضحيته حوالي عشرة أشخاص، ما هو - في تقديري - إلاّ بداية للحريق الكبير الذي ينتظر جنوب كردفان وجبال النوبة.


    ان هذا العمل الإحترازي لوقوع أي صدامات إثنية قادمة ولوضع أسس للتعايش الكريم تماماً كما كان في الأيام الخوالي، هو مسؤولية كل النخب والمستنيرين من ذوى الإلتزام الأخلاقي و المشاعر الإنسانية المتقدة من أبناء النوبة والعرب وكل الفعاليات الأثنية الأخرى في المنطقة دون حكر ودون تحديد.



    والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق المثقفين الذين يبلورون الرأي العام المحلي وعلى قطاعات المهنيين وإتحادات المزارعين والرعاة والنقابات الحرة والمعلمين والطلاب وفعاليات المرأة في جنوب كردفان وفي السودان عامة.


    المصدر:

    http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147511931


                  

العنوان الكاتب Date
الإعداد للحرب القادمة بين النوبة والعرب في جنوب كردفان أحمد أمين10-21-06, 09:12 AM
  Re: الإعداد للحرب القادمة بين النوبة والعرب في جنوب كردفان Biraima M Adam10-21-06, 09:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de