|
موسم الكراهية لافريقيا
|
Quote: لو كنا نكتب هذا المقال للنيل من الاتحاد الافريقي بسبب موقفه الغادر من السودان لوفرنا على انفسنا القول، فالقيادة الافريقية وهذا المسخ الذي يضم المتعوس والمعوق وخائب الرجاء لا يحتاج الى نقطة حبر والضرب في الميت حرام ومضيعة للوقت وقد يوهم اننا بسبيل معالجة كيان فيه بعض امل ورمق.
اختر اي معيار سياسي او فكري او ثقافي او طبي او علمي تجد بلدان افريقيا في قاعه السحيق، واختر اي كارثة: نزاعا دمويا، او وحشية مفرطة او وباء يفتك بالبشر والحيوان اوفقرا مدقعا او مجاعة تتحول فيها اجساد الناس الى عظام ناتئة، وعيون اضناها السقم وحام حولها الذباب، او فسادا يزكم النفوس او عمال مذلة، فستجد كل ذلك متوفرا ، لو وزع على العالم كله لملأه وفاض.
لو كنا نرغب ان نتشفى لما فعله بنا هذا الاتحاد الهزيل الذي لا يرجى منه خير لملأنا الصحائف ولوجدنا فيما يقوله اهل الغرب عن القارة المحتضرة، والقارة الميئوس منها وهم اعلم الناس بها وهي اسهل القارات لسلطانهم ، لوجدنا فيها ما يكفي لدمغها آلاف المرات.
ولكننا لا نكتب لنعبر عن شعور بالمرارة لفقد رئاسة لا قيمة لها، وانما نكتب لنشير الى جانب اهم واخطر. وما كنا لنقف امام العالم كله نستدر عطفه، لو لا اننا اعطينا هذا التجمع الفارغ اهمية ليست ولن تكون ابدا له بل هو وسيظل صوت سيده ومن وراء البحار ينهق متى طلب اليه النهيق ويحني ظهره العاري كلما رفع السيد سوطه، وما كنا نجهل ذلك حين سعينا لقيادة كيان منبطح على الارض يزحف على بطنه تقوده امرأة كما وصفه الكاتب المقتدر الهندي عز الدين وهويقف مشدوها يشهد خذلانه يقول: «افلحت جنداي فرايزر. مساعدة وزيرة الخارجية في تمرير قرارها بحجب رئاسة الاتحاد الافريقي عن السودان للمرة الثانية على التوالي. لم تكن هناك قمة كانت هناك فرايزر. كانت هناك امريكا ممثلة في امرأة واحدة كلمتها جعلت رجال افريقيا - زعماءها وحكماءها- يلحسون كلامهم، لقد رأيت بام عيني ولم يحك الى احد السيدة جنداي فرايزر وقد بدت ملامح السعادة في وجهها بعد ان انجزت مهمتها بنجاح وامتياز».
وخلاصة ما توصل اليه الاستاذ احمد عبدالوهاب بصحيفة الحياة: «ينبغي ان يكون ذلك هو آخر العهد بالاتحاد الافريقي منذ ان بدأ في قمة سرت وانتهى في قمة زفت وتلك نتيجة منطقية جادة، لا تصلح في اطار فوضوي هابط وانما يكون الفعل بقدر اهمية الفاعل وجديته، وحسبنا في هذا المقام ان نضع الاتحاد في مكانه الحقيقي ونعامله كمجرد تابع لا ارادة له وقد خبرناه من قبل وهو يقدم موريشس لعضوية الامم المتحدة بأمر من امريكا وخروجها على اجماع القادة الافارقة الذين اختاروا السودان ثم لم تكن له ارادة للوقوف مع قرارهم فابتلعوه كما ابتلعوا وعدهم في مؤتمر الخرطوم. ثم ان الانسحاب لن يكون مناسبا وقد وضعنا كل خياراتنا في سلته وجعلناه يتصدر قضيتنا الاولى التي تحوم حولها امريكا واتباعها وعملاؤها كالغربان السود».
نعود الى ما بدأنا به اننا لا نكتب لنعبر عن غضب فأمر رئاسة السودان لهذا الكيان الاجوف لا تثير غضبنا وما كانت امريكا لتجند قواها لتحقيق امر لا قيمة له. امريكا تريد ان ترسخ المسؤولية الجنائية على السودان ومسؤولية كل الجرائم التي ارتكبت وترتكب في دارفور توطئة لما تنويه من عمل تدميري خطير. ولهذا ارتبط الرفض باتهام السودان بمسؤولية استمرار العنف وتفاقمه وسفك الدماء وضرب وقذف المدنيين والاغتصاب والتشريد والابادة بمساندة المليشيات العربية الجنجويد ضد السكان الافارقة. حتى ارقام الجريمة محددة سلفا: الفان وخمسمائة قتيل ومليونان ونصف المليون نازح. وهذه الحملة تتصدرها دويلة تشاد التي اعلنت عن انسحابها وسفحت دمعها على ضحايا حكومة السودان وتساندها الحركات المسلحة « السودانية» التي هددت بزيادة العنف « طبعا اذا زادت حصتها من البترول واللاندكروزر» وساندت الحملة دول شقيقة كنا نحسبها شقيقة واخرى كنا نحسبها صديقة، وعن كل هؤلاء عبر الالفا عمر كوناري الذي حمل السودان وحده مسؤولية العنف وناشد الحكومة السودانية في صفاقة ان توقف العنف والقذف . لانه يعلم الاّ احد يحاسبه وان الشعب السوداني وحكومته سيتستقبلونه ويودعونه بكل الحفاوة والاكرام.
لاننا شعب طيب ، طيب جدا.
|
http://www.rayaam.net/colum/colum12.htm
|
|
|
|
|
|
|
|
|