الترابي من المحبس.. إلى المسرح/محمد الحسن أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حيدر محجوب عبد السلام(jini)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2003, 08:14 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الترابي من المحبس.. إلى المسرح/محمد الحسن أحمد

    السودان بعد إطلاق سراح الترابي ـ الترابي من المحبس.. إلى المسرح
    محمد الحسن أحمد*
    جاء اطلاق سراح الدكتور الترابي المفاجئ ليثير الكثير من التساؤلات والتكهنات حول مسبباته ومترتباته على الساحة السياسية السودانية، وعلى حركة الاسلام السياسي العربي. وخاض الكثيرون في مسبباته، وابرزهم الترابي نفسه الذي قال فور اطلاق سراحه: انه جاء نتيجة لضغوط من جنوب السودان وغربه ومن الخارج.
    واذا جاز لنا فهم ما عناه بالجنوب والغرب من ضغوط حربية على النظام، يبقى السؤال: ما هو الخارج الذي عناه وأثره على النظام في اطلاق سراحه؟ قطعا ليست حركات الاسلام السياسي العربية التي انقطعت صلتها بالنظام بعد الانقسام الذي مزق جبهة الاسلام السودانية وترتب على ذلك سجن الترابي نفسه، وحتما هذا الخارج.. ليس دولا عربية، فالترابي علاقاته ليست على ما يرام مع غالبها الاعم، خاصة دول الجوار المؤثرة وحتى تصريحاته، وهو خارج من السجن شملت غمزا مبطنا لها! اذن على الارجح انه يقصد الولايات المتحدة، خاصة انه لمح اليها في ايماءة مبطنة في سياق تلك التصريحات الموجزة ومن غيرها يملك ناصية الضغوط الخارجية في هذا العصر الامريكي، علما بأنها ترعى بفاعلية جهود سلام السودان في هذه الايام وباصرار مقبول من كل الاطراف في الشمال والجنوب معا!
    وعلى ذكر جهود السلام، فإن ما رشح عن «الراعين» لهذه الجهود الى جانب الولايات المتحدة هو: انهم جميعا تساءلوا عن مبررات استمرار اعتقال الترابي، خاصة انه تم في سياق مذكرة تفاهم بين حزبه وحركة قرنق بينما ما يجري بين النظام وقرنق تجاوز التفاهم الى ما يصل درجة الشراكة.. ولعله ليس من قبيل الصدفة ان قرنق كان اول المهنئين للترابي بالافراج عنه، مما يعزز مقولة ان الحركة الشعبية كانت تلح على الحكومة في المطالبة باطلاق سراحه!
    واذا اكتفينا بهذا القدر المحدد حول مسببات اطلاق سراح الترابي ودلفنا على الفور الى الحديث عن المترتبات، وهي لا تخلو من تشابك مع المسببات في بعض جوانبها لأدركنا ان اطلاق سراحه يشكل اهم عامل في تسهيل الوصول الى سلام السودان دون الدخول في مزايدات دينية كانت دائما عقبة كأداء، سواء بين هؤلاء الاسلاميين وغيرهم من فئات الشعب الاخرى، او بينهم هم انفسهم بعدما انقسموا، اذ كانت اهم ساحات الصراع بينهم موقع الدين من قضية الجنوب. وابرز الآيات الدالة على ذلك مبررات اعتقال الترابي نفسه كونه تفاهم مع قرنق العدو اللدود وقتئذ.
    الآن تحول قرنق الى شريك للنظام وحليف للترابي فما عاد هناك ما يجعل للمزايدات الدينية سوقا للمتاجرة من هذا الجناح او ذاك وهذا ما يجعل طريق السلام اكثر تعبيدا، خاصة اننا ما عدنا نسمع للشعارات الدينية رنينا كما تعودنا، بل اختفت كل تلك النبرات بما فيها نبرة الصراعات حول قومية العاصمة وشرعية القوانين التي تتحاكم بها!!
    وهذا الكسب الكبير لسلام السودان على الارجح انه نتج من تضافر الضغوط الخارجية وادراك متأخر لاستحالة التحنط خلف الشعارات التي ما عادت مقنعة حتى للذين تدثروا بها. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيلتئم شمل جبهة الاسلام السياسي مرة اخرى؟ من الصعب الاجابة عن هذا السؤال في هذا الوقت المبكر، ولكن من غير المستبعد ان تتحقق تلك الوحدة، خاصة ان الترابي اعلن عن سعيه الى وفاق وطني لا يستثني احدا، والبشير من جانبه عبر عما يشي بذلك في اطار اطلاق سراح الترابي، ويبدو مرجحا على المدى المنظور ان الترابي سيكون جانبه هو الكاسب الاكبر من الجانب الآخر، لا لكونه هو الزعيم الاصيل للجماعة وانما بعده عن السلطة واعتقاله زاد من تعاطف الاسلاميين معه، ودعوته لبسط الحرية والديمقراطية اكسبته المزيد من تعاطف الشعب، ناهيك عن الشرائح الاسلامية التي والت النظام خشية من بطش السلطة او عملا بمبدأ التقية التي برع شيخهم في استخدامه في كثير من تكتيكاته السياسية!
    بالطبع هناك الكثير من الناس قد يتشكك في مصداقية دعوة الترابي الى بسط الحرية واشاعة الديمقراطية، ولكنني اميل الى انه صادق في هذه الدعوة، لجملة اسباب نوجزها في ما يلي:
    * لقد اصدر من محبسه الذي تجاوز الثلاثين شهرا كتابا تجاوز حجمه خمسمائة صفحة بعنوان «السياسة والحكم.. النظم السلطانية بين الاصول وسنن الواقع»، وفي هذا الكتاب يكرس جل اجتهاداته في ان الحرية هي الركن الاساسي في الدين وفي كل شيء في الانسان وحتى في اول تصريح له بعد خروجه من السجن أكد على ضرورة بسط الحرية حتى للذين يهاجمون الدين، مما يعني ان هناك تغييرا جذريا في تفكير الرجل وتوبة حقيقية من تكرار تجربة الشمولية وما استصحبها من قهر طاله شخصيا بعد ان كان هو سلطان النظام ثم اصبح سجينه!
    * وفي ذات السياق سمعت من الدكتور علي الحاج وهو نائبه الرئيسي نتيجة لحوار مطول معه في لندن اعترافا بأنهم ادركوا خطأ تدبيرهم لانقلاب الانقاذ، وخطأ تصورهم لأن ضباطهم العقائديين لن يخرجوا عن طاعتهم كما جرت العادة في الانقلابات الاخرى! وانهم ندموا علـى ما فعلوا، بل ان سبب صراعهم مع الذين انقلبوا عليهم هو ان الآخرين رفضوا الانفتاح على الديمقراطية متحججين بأن الظروف لم تتهيأ بعد. وفي اعتقادي انهم قد استوعبوا الدرس تماما. وحتما انهم الآن طالما اصبحت الدعوة لبسط الحرية في اولوياتهم فإنهم سيكسبون على الاقل الشرائح التي انحازت الى جانب السلطة، إما خوفا من رهبتها او بالاغراء من حقوق الدولة التي ما ينبغي ان تنفق لكسب حزبي وحينئذ ربما ينعدل ميزان القوى كما اخذ يردد الترابي.
    وخلاصة القول ان اطلاق سراح الترابي سيعزز بكل تأكيد من فرص بسط الحريات بشكل كامل، وان الديمقراطية ستجعل كل جانب يبحث عن المزيد من المؤيدين والحلفاء، لأن خارطة موازين القوى في السودان تجعل من العسير لقوة واحدة بعينها يمكن ان تستفرد بالحكم إن في الشمال او الجنوب، ولهذا لا بد من الائتلاف والتحالفات في الانتخابات وفي الحكم، وهذه التوازنات تجعل لديمقراطية السودان شيئا من التفرد يتناسب مع نسيجه الاجتماعي بأعراقه المختلفة، وهي ميزة تمنع هيمنة الحزب الواحد والبرنامج الواحد حتى عبر مسالك الديمقراطية.
    وما يحتاجه السودان فعلا في هذه الظروف التي يزداد فيها النشاط السياسي حرية وحركة باطلاق سراح الترابي وبالتقدم المتسارع الخطى نحو بلوغ السلام والوفاق هو ان يحرص الجميع على المحافظة على قواعد التخاطب التي تمنع الجنوح نحو الشطط في الخصومات حتى لا تنتكس الحياة الديمقراطية، وهي تعاود مسيرتها الكاملة من جديد. وبالمثل يلزم ان يكون الحرص على بسط الديمقراطية في الجنوب مماثلا لما يكون عليه الحال في الشمال. وما لم تتعزز الديمقراطية فيه فإن احتمالات اندلاع تمرد جديد كبيرة جدا، وبذات القدر فإن احتمالات انفصاله وافرة ايضا.
    وعلى السودانيين ان يستعيدوا من الذاكرة تجربة السلام السابقة عندما حققت للجنوب وعلى مدى عشر سنوات سلاما معززا بديمقراطية كان الشمال محروما منها فما استطاع الجنوب ان يحافظ على سلامه وما تمكن الشمال من استرداد ديمقراطيته الا بانتفاضة اطاحت نميري ولكن بعد ان اطاح هو بسلام الجنوب!
    ونختم بالقول مهنئين الترابي باطلاق سراحه ومعجبين بالحيوية الدافقة التي اضفاها على الساحة السياسية بنشاطه المتواصل، لكننا ندعوه وهو يخطط لجولة تشمل كل انحاء السودان ان يضبط ايقاع حملته حتى تمضي في مسيرة الوفاق والسلام ولا تنفلت بما يجعل الجناح الحاكم اعجز عن الاحتمال فتنتكس الاوضاع مرة اخرى وهو احتمال وارد وإن كان بنسبة ضئيلة!

    * كاتب وصحافي سوداني ورئيس تحرير جريدة الصحافة السودانية في السبعينات
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de