الموت غرقا بطوق النجاة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جلال داوؤد(ابو جهينة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-12-2003, 01:24 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الموت غرقا بطوق النجاة

    ما لجرح ميت بإيلام
    إليها ،، بعد سنوات طويلة ،، و بعد أن إلتأمت جراحه و طابت نفسه ،، و سار في درب الحياة دونما إلتفاتة إلى الوراء ،، لأن الغبار خلفه كان كثيفا و عاليا
    ------------------------------------------------------------------------------

    رفضت كل توسلات أصدقائي بأن لا أحضر حفل زفافها
    و لكنني عاندت و حضرت ،، و أنا بكامل الهندام و التأنق و كأنني ذاهب إلى عرسي
    ما معنى أن لا أحضر ؟؟ ألكى يعرف كل الناس أنني في قمة غضبي بسبب عدم زواجي بها و أنني فشلت في الإحتفاظ بحبها؟ نعم الدماء تغلي في عروقي ،، و الدنيا لا تسعني على رحابتها ،، و في صدري ألم يذبحني من الوريد إلى الوريد ،، و أتصرف بإندفاع حتى أغطي على صدمتي و عدم إتزاني و ترنحي
    خيل إلى إن جلست إلى نفسي ،، بأنني سأجن أو سأصاب بلوثة و سأنهار كليا
    أحدث نفسي بصوت عال كالمخبول
    أتصرف و كأن الأمر صار لا يعنيني ،، و لكن بداخلي تتقد شعلة من نار و مراجل تغلي
    ذهبت لكى أتحدى تعاطف الناس ،، و أناطح كلمات الشفقة ،، و أسبح عكس تيار إحساسي
    هاأنذا أجلس في الصفوف الأولى ،، مناكفا نفسي ،، في تحد لا طائل منه
    لا أفرز بين الوجوه التي أمامي و كأنها شخوص بلا رؤؤوس
    أشاهدها و هي تتقدم بخطى شبه متعثرة على أنغام موسيقى الزفة و هو يتأبط ذراعها مبتسما
    شيطان مستفز يفرهد في جزء من عقلي بأن أقوم بخنقه حتى الموت
    قررت أن أتقدم مهنئا كفارس نبيل يتلقى الهزيمة بروح عالية
    و لكنني خفت أن أنهار باكيا ،، أو أن أنفجر معاتبا لها أمام عريسها و حشد المدعوين
    لا أدري ماهي التعابير التي كانت ترتسم على وجهي وقتها
    كأن كل الحضور يحملقون في وجهي
    إيقاع الموسيقى كأنها طبول مزعجة لها أزيز يتناغم مع دقات قلبي المتسارعة
    ليتني طلبت من مصور الحفل أن يلتقط لي لقطات عند دخول العروس
    لابد أن لوني كان ممتقعا ،، و فمي جافا ،، و نظراتي زائغة
    هل شاهدتني و هي تدخل؟ هل لمحتْ هذا الكائن الذي كان مجنونا بها و لا زال؟ لا أظن ذلك ،، فهي في عالم آخر
    بم كانت تفكر وقتها بعد أن عرفتْ أنني ذعرت لدرجة الصدمة لهذا الخبر الخنجر
    تقدمي يا قاتلتي نحو سعده و سعدك ،، لا يهمك شيء من أمري
    تقدمي معذبتي نحو مذبحي فديتك نفسي و روحي
    و بإصرار لا أدري كنهه ،، تابعتها بنظري بكل تمعن
    يا لهذا الثوب الأبيض الذي يعانقها بفرح أليف
    لم أستطع أن أنظر إليه هو ،، لم أستطع أن أضع نفسي مكانه حتى في خيالي
    ركزت نظري عليها فقط و كأنها تسير وحدها رغم كل المحيطين بها
    يا لهذا الوجه الملائكي الذي صابحته كثيرا ،، و عاش معي صقيع غربتي و كأنه مرسوم على وسادتي ،، و فنجال قهوتي الصباحية
    لا أصدق أن يدها الصغيرة تعانق يده
    كم تابعت أناملها و هي تكتب عند مذاكرتنا سويا ،، أحفظ كل تقاطيعها الدقيقة
    قلت لها ذات مرة ،، لا بد أن تكوني عازفة بيانو ،، فمدت يديها لترتاح أناملها على راحة كفتي ،، فأحسست يومها بنغم أخاذ ينساب في جسدي ،، فسرحت مهوما ،، و كأنني أستمع إلى تراتيل بعيدة
    ضحكتْ بسعادة ،، و بدت تلك النونات المحببة طويلا و هي تنظر إلى ،، فقلت لها بأن لك إبتسامة غير مفهومة كإبتسامة الموناليزا
    كانت تأخذ كلامي لها محملا غير جاد
    كأنها تحب فقط أن أصفها ،، كأنني مرآة تنظر هي من خلالها إلى جمال محياها
    كنت أكتفي بأن أرى السعادة تملؤها عندما أصفها و أبثها نجواى
    هاهو غريمي يمسك بيدها
    ماذا تقول لها يا هادم مسرتي ،، بماذا تهمس يا قاتل حلمي الوحيد
    غريمي هذا ،، حكايته معي فيها كل العجب
    طوال عمري جعلني أحس بأنني عربة و هو الحصان الذي يجر هذه العربة
    دائما ما يسبقني بخطوة
    فهو الأول بالمدرسة و أنا الثاني
    فهو الحائز على درجة ممتاز و أنا جيد جدا
    حتى في فريق الكرة ،، أجلس في مقاعد الإحتياط حتى يخرج هو
    و كأنه قرين لصيق
    و عندما كبرتْ حبيبة القلب هذه و صارت فتاة يتهافت عليها الفتيان ،، كنا أنا و غريمي كفرسى رهان في حلبة تسابقنا نحوها
    تخرجنا سويا من نفس الكلية
    نال شهادة أخرى فلحقته بواحدة مثلها
    حاز على وظيفة مرموقة في بلد أجنبي ،، فنلت مثلها
    و ها هو الآن يسبقني بخطوات واسعة لا إلتقاء معها
    و هي السبب ، فقد ضربت بعصاها لجة حبنا فإنفلق ليعبر هذا الغريم اللدود ،، و ها هي اللجة تنطبق علي لتأخذ بخناقي و أكون من المغرَقين
    ألم يكن حبي كافيا ؟ ألم تحس بزفراتي و عبراتي الكامنة خلف تلهفي عليها ؟
    حياتي كلها تهشمت كمرآة أصابها حجر فتساقطت قطعا متناثرة
    أكان يجدر بي أن أقول لها إنتظريني إلى أن أعود ؟ ألم تفهم مغزى كل كلامي و تصرفاتي ؟؟؟
    ألم تحدق في عيني و ترى فيهما كوامن اللوعة و تلال الشجون
    لقد كنت أظن أنني مسنود إلى جدار حب متين و الذي أقنعني بأن هناك حبا تبادلني إياه ،، و لكن يبدو أنه كان جدارا مشروخا و مائلا و منخورا بالسوس ،، أسقطني أرضا عند أول إتكاءة عليه
    و إلا ماذا أسمي هذا الحادث أمامي ؟
    أحس أنني في حلم طويل لا فكاك منه
    لقد ركنت إلى حدسي الذي يقول أنها تحبني و تبادلني الشعور ذاته ،، فكل شيء كان يوحي بحبها ،، حديثها ،، مقابلتها ،، سؤالها عني ،، زيارتها لي متلهفة بمجرد حضوري للإجازة ،، ردودها على خطاباتي الهادئة التي كنت أقرأ بين سطورها ما يطفيء لهيبي و يبرد نيران جوفي ،، فألوذ بها في قيظ الغربة ،، و لكنه يبدو أنه كان حدسا إختلقته من شعور يكتنفه الوهم ،، فسدَ عليه منافذ التمييز و تحسس الطريق
    يا لهذه الزغاريد التي تلهب رأسي بآلاف السياط ،، ليتني لم أحضر ،، هاهو يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم في أولى رقصاتهما ،، فتسري شحنة غيرة تغرز آلاف السهام في جسدي ،، و أهازيج الفرح كأنها تقول الموت للحاقدين ،، و أعين الناس كأنها تحدجني بنظرات الشفقة
    صوت الفنان يلعلع في رأسي فيصيبني بغثيان و دوار
    أريد أن أخرج دون أن يلحظني أحد ،، أريد أن أستنشق هواءا نقيا ،، فأنا أكاد أختنق
    و لكن خيل إلي بأنني ما أن أقوم من على الكرسي حتى يتصايح الناس خلفي بسخرية ممزوجة بحكاية فشلي و خيبتي و هزيمتي النهائية من غريمي
    ما لهذا الرجل يتابعني كظلي حتى قطف زهرتي اليانعة من بين أصابعي
    أهو القدر الذي يضعه دائما أمامي أم أنه يترصدني ؟؟
    ظننت أنها سترد طلبه بإعتذار لطيف و تخبره بأنها مرتبطة بي إرتباطا لا تنفصم عراه ،، رباط الحب
    و لكنها قبلت به حتى دون أن تخبرني ،، قبلت به دون تردد ،، لم أجد شيئا أوصف به هذا التحول المفاجيء و الإنكفاءة المميتة
    تنطلق زخات من الزغاريد و كأنها تصفعني
    أتصبب عرقا باردا يبلل عنقي و ظهري
    لم أعد أحس بشيء ،، شيء ما يضغط على رأسي بقوة
    تضاءلتْ نفسي حتى خيل إلى أنني يمكن أن أحشر نفسي في حذائي
    تمنيت أن أستطيع الغوص في الأرض تحتي ،، فها هو قادم و وجهه منشرح بإبتسامة عريضة ،، و هو في عناق مع نفر من أصدقاءه ،، أصابعهم تطرقع في الهواء مبشرة و مهللة ،، و هم يتقدمون نحوي ،، لا أنظر إليهم ،، و لكنني أراهم ،، و كأنني أنتظر جلادي لينفذ حكمه ،، و بحركة آلية وقفت ،، و بادلته التبشير و أنا أنظر إلى لا شيء ،، و إبتسامة دون مغزى ترقد على طرف شفتى ،، و لكنها كانت لحظة كافية بأن أتخيل بأنني أشم عبقها من خلاله ،، إنه الجنون بعينه ،، أوهمت نفسي بأنها تنقل لي عبره إعتذارها عن هذه الطعنة النجلاء ،، و ما جدوى إعتذارها
    صه أيها القلب الأعمى
    أخرسي أيتها المشاعر الضالة المضلة
    إلى متى هذا العبث المجنون ؟
    لقد أرضعتموني شعورا هلاميا حتى تشبعت به روحي و سكن أوصالي و ترعرع في كل ذرة من كياني
    و ها هو الحب المزعوم يرميني بنصل غائر يخترق قلبي نافذا من ظهري
    ثم بعد كل هذا ،، أمازلت أيها القلب ترنو إلى زيف من صنع أوهامك و نسيج خيالاتك؟
    ثم بعد كل هذا تريد أن تطفو بي في بحر آخر من السراب و تغرقني فيه ؟
    صه أيها القلب الأعمى ،، و لُذْ بإستكانة أبدية ،، فلن أستجيب لوجيبك و خفقانك مرة أخرى
    أخفق لوحدك ،، فهذه المرة ،، سأغمض أنا عيني و أدوس عليك بكل كبرياء و دون أن يرمش لي جفن
    و نجحت أخيرا في الخروج من الحفل ،، و وقفت وحيدا ،، بكيت بحرقة ،، بكاءا مكتوما إهتز له كياني ،، و أطلقت لبكائي العنان،، و ضاعت شهقاتي وسط أهازيج الفرح و الزغاريد فلم يسمعني أحد ،، أشفقت على روحي و صعبتْ علي نفسي ،، و خرجتْ مني زفرة حارة أتأسف بها على سنوات التيه
    و صرت أربت على كتف نفسي مواسيا ،، محاولا إقناعها بأنني عشت سعيدا بهذا الوهم لفترة طويلة ،، فكفكفت بقايا الدموع ،، و نظرت خلفي ،، و ألقيت نظرة على السيارة المزينة بالورود ،، تخيلت أنها ما زالت بالسيارة تنظر خلفها لتودعني ،، و تواريت يلفني الظلام

    (عدل بواسطة ابو جهينة on 10-12-2003, 01:54 PM)
    (عدل بواسطة ابو جهينة on 10-13-2003, 12:51 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-12-03, 01:24 PM
  Re: الموت غرقا بطوق النجاة ترهاقا10-12-03, 03:39 PM
    Re: الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-12-03, 03:45 PM
  Re: الموت غرقا بطوق النجاة Elmosley10-12-03, 03:58 PM
    Re: الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-12-03, 04:22 PM
  Re: الموت غرقا بطوق النجاة almulaomar10-12-03, 05:03 PM
  Re: الموت غرقا بطوق النجاة haneena10-12-03, 05:48 PM
  Re: الموت غرقا بطوق النجاة maia10-12-03, 07:04 PM
  Re: الموت غرقا بطوق النجاة انور الطيب10-12-03, 08:08 PM
    Re: الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-13-03, 09:24 AM
      Re: الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-13-03, 09:26 AM
        Re: الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-13-03, 09:29 AM
          Re: الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-13-03, 09:30 AM
            Re: الموت غرقا بطوق النجاة ولياب10-13-03, 09:46 AM
              Re: الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-13-03, 09:52 AM
                Re: الموت غرقا بطوق النجاة shiry10-13-03, 10:15 AM
                Re: الموت غرقا بطوق النجاة ولياب10-13-03, 10:20 AM
                  Re: الموت غرقا بطوق النجاة محمد عبدالقادر سبيل10-13-03, 11:12 AM
                    Re: الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-13-03, 11:15 AM
                      Re: الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-13-03, 11:27 AM
  Re: الموت غرقا بطوق النجاة AlRa7mabi10-13-03, 02:40 PM
    Re: الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-13-03, 02:54 PM
      Re: الموت غرقا بطوق النجاة ابو جهينة10-14-03, 08:57 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de