الحرجل و المحريب و الحزا ....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 07:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جلال داوؤد(ابو جهينة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-06-2005, 01:14 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحرجل و المحريب و الحزا ....

    الحرجل و المحريب و الحزا

    ذكرتني هذه الثلاثية العشبية أيام طفولتي في عطبرة الحبيبة ..
    فقد إعتدنا أن نسمع صوت بائع متجول يقود راحلته أو حماره و هو ينادي بصوت رخيم على بضاعته من هذه الأعشاب الطبية في زمن لم يعرف فيه الناس الطب البديل إلا في السودان.
    فتخرج النساء و هن يطلبن حاجتهن من هذه البضاعة التي لا تكلف بائعها غير صوته و علف بعيره ..
    عرف أهل السودان الطب البديل و عرفوا أسرار أعشابه المتنوعة قبل أن تدخل (مريم نور) عالم الأعشاب من خلال عدة قنوات متلفزة.
    نحن شعب أسطى لا جدال ...
    أذكر في عطبرة أن أصابني ( اليرقان ) قبل إمتحانات الدخول للثانوي بشهر .. فأدخلوني المستشفى .. و أصابني الهلع لمجرد فكرة أن الإمتحانات ستفوتني .. فهربت من المستشفى ليلا و ذهبت إلى منزل إبن عمي في حى العمال القريب من المستشفى .. و تمترست هناك مهددا بأكل كل الممنوعات التي منعوني من أكلها ..
    فذهبوا بي إلى قرية ( كَنّور ) و هناك زيّن رجل وقور معصمىّ بكَيّات خفيفة من مسمار متوهج .. الغريب أنني شممت رائحة شواء جلدي دون أن أحس بالألم و سال سائل أصفر من مكان الكيتين و إندثر المرض في غضون أيام .. كان أيامها في السوق نوع واحد من العسل المستورد و هو عسل إنجليزي في علبة خضراء مرسوم عليها أسدين .. و جعلوني أشرب العسل ليل نهار .. حتى كرهت العسل إلى يومنا هذا ..
    الأعشاب في السودان لها حكايا تطول و لا بد من جمعها و توثيقها .. و أظن أن هناك مجهودات مقدرة من بعض الشباب في هذا المجال ..
    هناك حالة مرضية كالكوفار إسمه ( الورتاب ) يتم فيه فصد جنبات الأرجل بموسى جديدة حتى يخرج دم أحمر قان فيرتاح المريض .. و هو شيء أشبه بالحجامة .. أىْ إخراج الدم من الجسم.

    نعود للحرجل و المحريب و الحزا ..
    نكون مستلقين على أسرتنا فينطلق صوت البائع المميز ينادي على أعشابه ..
    جاءنا صوته يوما يقول : الحرجل و المحريب و الحزا .. الدوم و النبق و البالونات ..

    فهب إبن خالتي و قال و هو ينطلق للخارج : الزول دة شايل معاه كشك ولا شنو ؟
    بعد كل هذا الزمن الطويل أعتبر ذلك الرجل رجلا ألمعيا ذكيا .. فقد فطن إلى أن تنوع البضاعة هي سر التجارة الناجحة .. و أن إدخال صنف الفواكه الشعبية سيجر إليه شريحة لا يستهان بها من المشترين .. كما أن إدراج صنف البالونات سيأتي بالأطفال رغما عن أنوف ذويهم و بالتالي يتم تصريف بضاعته الأم عندما يقف الأطفال لشراء النبق و الدوم و البالونات ..
    منتهى الذكاء الفطري ..
    قلت ذات بوست قديم بأن رجلا في مدينة حلفا الجديدة لديه عربة كارو يجرها حمار هزيل كان يقوم بحملة دعاية لفيلم المساء حيث يعمل لصالح تلك السينما .. سمعته ذات يوم يقول : الفيلم الهندي الكبير .. شامي كابور .. و الرقص و الغناء .. و هناك مفاجآت أخرى ..
    فسألت تاج الدين رفيق العمر : ماذا يقصد بمفاجآت أخرى ؟
    قال مبتسما : عندما يكون عنده ( بنقو ) ممتاز وارد جوبا .. فهذه علامة لزبائنه بأن يحضروا خلف السينما بالقرب من برسيم حماره حيث يبيع لهم ( الوزنة ) ..
    دعاية ذكية و مجانية تدخل في باب الكناية .. لأن شريحة من الناس ستعتقد بأن المفاجآت هي ضمن الفيلم .. أما أصحاب المزاج العالي فسيبتسمون إبتسامة ( خضراء ) لأن المعنى في بطن ( الرجل ) و سيصيب أدمغتهم ليلا ليسبحوا مهومين وسط دخان أزرق مع سحر الفيلم الهندي.

    بائعو الترمس و الكبكبيه ..
    بدأوا المناداة على بضاعتهم بكلمات واضحة : ترمس .. كبكبي
    كان هذا أيام الهدوء الإقتصادي ..
    ثم إزدادت وتيرة الحياة و زادت من سرعتها .. فأصابت هذه السرعة تروس ألسنتهم بعصبية واضحة فصاروا ينادون : كبكب .. ترمس ..
    ثم إزدادت السرعة و العصبية ، فصاروا ينادون : ييييك ترمس ..
    و تقلص قرطاس الترمس الماكن متأثرا بالحالة الإقتصادية فصارت حبيبات ( لا يقمن الصلب ) خاصة في باب المزة.

    من ضمن الشخصيات التي لا يمكن أن أنساها في عطبرة .. إمرأة فلاتية إسمها حاجة فاطنة .. إمرأة ممتلئة رقة و إنسانية .. كنا نحبها حبا جما في صغرنا .. نراها كل يوم في حى القيقر .. كانت تبيع أول ما باعت فول الحجات و التسالي بعلبة صلصة فارغة هي كل أدوات كيلها و ميزانها .. و أحيانا تكون ( الهوادة ) أو الزيادة أكثر من البيعة نفسها ..
    ثم تطور الحس التجاري لدى الحاجة فاطنة فبدأت في بيع كرات الدلكة .. ثم زجاجات السمن البلدي .. ثم الخرز و السكسك .. إلى أن إنتهت ببيع عطور الفرير دمور و بت السودان و الصاروخ .. و إنتهى بها الحال دلالية لها ( شنة و رنة ) ..
    رحمها الله حية و ميتة ..

    في مجال خدمة التوصيل للمنازل المجانية ..
    فقد باع شاب زجاجة من عطر الصندلية لإمرأة ربما كانت تتجهز لمقدم زوجها .. و لم تقم بالدفع إلا بعد أن تأكدت من أن العطر أصلي حيث قامت بالشم و الإستنشاق بأنف خبيرة .. ثم بعد أن ذهب الشاب .. أتت جارتها الخبيرة بكل أنواع العطور و خاصة ماركة ( ميسو ) .. و قامت بفتح القارورة و أعطتها ( خَجّة ) و رجتها رجا .. فإختلط حابل الزجاجة بنابلها .. و عندما فتحت الزجاجة إتضح أن الطبقة العليا التي تطفو فقط هي بها نفحة الصندلية أما بقية السائل فقد رجّحتْ الجارة بأنه ربما يكون في الغالب الأعَمْ ( بول ) من النخب الأول وارد الصباح الباكر ..

    في عيد الأضحى الفائت .. قامت سودانية بالمنطقة الشرقية بعمل شربوت ( شراب فقرا ) و كانت مكوناته البلح و الحرجل و الهبهان و القرفة .. في برميل صغير سعة 2 جردل كبير .. لأن ضيوفهم من نوع السيل غير المنقطع ..
    أما زوجها و لأنه من مرتكبي جريمة أكل الكبدة من الخروف و هو تحت تأثير السلخ .. فقد أضاف خلسة و في غياب زوجته الهميمة ، أضاف ثلاث معالق ( خميرة بيرة ) مما جعل المشروب ( يصيبه الجنون ) و يثور و يفور في غضون يومين حتى تململ غطاء البرميل .. و أرجعتْ الزوجة ثورة البرميل إلى الكتمة التي يرقد فيها البرميل في المخزن المليء بالكراكيب .. و رغم أن إبنها ظل يردد عدة أيام : يمة في ريحة غريبة في شقتنا
    إلا أن الأب لكزه في جنبه و قال له : نخرتك عاوزة نضافة .. أمشي ألعب بعيد ..
    ثم جاء العيد ..
    كانت أول زائرة لها جارتها السعودية زوجة الرجل المتزمت ثقيل الدم ..
    ناولتها السودانية كباية ( شوب ) مليئة بالمشروب البركاني ..
    فلحسته السعودية و قد زاغت عيناها قليلا ..
    و مصمصتْ شفتيها ..
    و لأن الشربوت الغتيت من النوع الذي يمد لك يد الإستزادة منه .. فقد طلبت المرأة السعودية كوبا آخر ..
    ثم ثالث .. حتى ثقل منها اللسان و صارت ( صاحية كالنعسان ) ..
    و خرجت مترنحة و هي تقول ( يا زين عصايركم يا السودان ) ..
    و يقال أن الجارة المصرية قد سمعت السعودية المنتشية و هي ( تتدشة ) في الممر الطويل بأعلى صوتها ..
    ثم دخلت السعودية شقتها ..
    و ران صمت رهيب ..
    ثم شق السكون صوت السعودي زوج المنتشية و هو يزبد و يرغي : تشربين المنكر يا ...... و في يوم العيد ؟
    ثم خبط على شقة السوداني متوعدا : أنا بجيب لكم الشرطة الآن يا اللي ما تختشوا ..
    ثم إنطلق لا يلوي على شي ..
    فأخذت السودانية مع أبناءها البرميل و أودعوه أقرب برميل زبالة ، و تنفسوا الصعداء بعد أن تم التخلص من جسم الجريمة ..
    و العهدة على الراوي .. يقولون أن الزوجة السعودية كانت تغني طوال اليوم و هي تضحك بين الفينة و الأخرى ثم تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآي ..

    (عدل بواسطة ابو جهينة on 03-06-2005, 06:10 AM)
    (عدل بواسطة ابو جهينة on 03-06-2005, 06:10 AM)
    (عدل بواسطة ابو جهينة on 03-07-2005, 04:44 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الحرجل و المحريب و الحزا .... ابو جهينة03-06-05, 01:14 AM
  Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... Ismaeil H. Mohamed03-06-05, 04:59 AM
    Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ترهاقا03-06-05, 05:20 AM
      Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ابو جهينة03-06-05, 06:08 AM
  Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ودقاسم03-06-05, 06:26 AM
  Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... سجيمان03-06-05, 09:20 AM
  Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ست البنات03-06-05, 10:16 AM
    Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ابو جهينة03-06-05, 10:29 AM
      Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ابو جهينة03-07-05, 00:59 AM
        Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ابو جهينة03-07-05, 01:54 AM
          Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ابو جهينة03-07-05, 04:21 AM
  Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ست البنات03-07-05, 08:18 AM
    Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ابو جهينة03-07-05, 11:26 AM
  Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ahmed haneen03-11-05, 02:54 AM
    Re: الحرجل و المحريب و الحزا .... ابو جهينة03-11-05, 04:01 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de