مقاطع ليست للبكاء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سلمى الشيخ سلامة(سلمى الشيخ سلامة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-07-2004, 04:18 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقاطع ليست للبكاء

    إلى روح الصديق القاص والكاتب الروائي الراحل زهاء الطاهر

    (1)

    ومرقتَ فجيت السحاب

    شان طلة المطر الترقرق في وشيك

    تنزل على روحي الإضّـهّـبت

    وتهجّـدها.



    (2)

    ودلقت مويتي على رهابك

    كان تبل عطش السنين

    وغرفت من دهب العمر

    شان يلبسك.



    (3)

    يا فضة الروح

    يا لمعة البدن الممسح بي نداك

    يا بقة العطش البتنزل في الحلوق

    إنبلعي لي . . لا ترجعي.



    (4)

    مديت إيديا على ضراك

    إلا نفـاج الحزن تاني انفتح

    وبكى الصريف.



    (5)

    فتحّـت المجامر في حشاي

    ونفخت في كير الوجع

    شان أصهر الحزن الذي

    شان أجمع الدمع الذي

    ما كفى ساعة مشيك.



    (6)

    عبرة الحلق ما انفجت

    عَصَر الحزن كبدي وشلح

    وجدي انفتح باب ضلفتين.

    (7)

    يا زها ، يا شمعة الألق الشهي

    يا مزدهي

    يا زول . . . ماشي ليه ؟

    ( 8 )

    لا النقارة بتدق من جديد

    لا رهيدنا قال ماش يزيد

    يا زها ، أمانة عليك ما بدري

    تقول: إنه الكلام آخرو وكفى ؟

    لسه النضم

    لسه القصص

    لسه الحروف مشدودة قاعدة مصنقرة

    متمحنة ، متسائلة

    كيف ومتين وليه ؟

    (9)

    وشديت وثاق الروح

    خيمة

    أكان تجي

    دقيت مسامير المسيح

    عاينت للزمن الكسيح

    بكيت . . بكيت ، ثكلت ووب

    وفردت لي زمن العشم

    صفحة من أول وجديد

    عسى أن يجيبك صوت بكاي

    ناغمت قيزان بلاد بتحبها

    التعرفك وتصتفيك

    سألتها: ما شفتيه يوم؟

    (10)

    إنفلقت شمس الضحى

    والفولة مادت يا زها

    لا الفولة عادت تنملي

    لا عادت البقارة بتجي.

    (11)

    أنا ، أنا كر عليّ ، يتمتـني

    حسيت كأني رهينة في غاراً سحيق

    مسيجو مية عنكبوت

    يا ولد ما بدري عليك تفوت

    والله

    لسه بدري عليك تفوت

    (12)

    يا مزدهي

    سحابات الحزن صبن

    غمرن كل الأماكن ، بكن

    بكن المحلات والمساكن

    الناس والشجر

    الطير والبحر

    جبل "موية" صبح عطشان

    جبل "بنـو" صبح حزنان

    "الفولة" نشفت و"الخزان".

    (13)

    وفات الحزن عليّ عدّى

    حد الدنيا الكان فسيح إنهدَّ

    أيا ولداً صغير لسه

    بيتعلم سنن الحياة وفرض الكلام

    كان بدري عليك . . . صاحتِ "الوردة"

    (14)

    كت داخراك للزمن البجي مترتر

    وكت خاتاك للوكت البجي مصرصر

    وكت بحلم

    تجينا زي عاداتك السمحة

    أبداً ضاحك ومستبشر

    وكت بزعم ، وكت بحلم

    بأنه زها يفج الفات

    يعود من تاني في الباكر.

    (15)

    أيا معجون بحب الناس

    كيف أنعيك ؟

    أيا موسوم بحب الناس

    كيف أنعيك ؟

    وكيف بتفوت

    يا بارود الكلمة والجملة

    يا قنبلة القصة المكتوبة ؟

    سألتك ليه ، كيف ومتين ؟

    (16)

    للخنساء حق أن تفتح كل أقواس البكاء والرثاء ، ولي حق الدخول. لماذا الآن والأيام حبلى بلقـاء لنا ؟ "المناديل" معدة لمسح آلام الغياب و "ورودك" لم تجف بعد ، تنتظر. كم من قصـة لك تنتظر النشر بعد، ورواية معيتي ظلت تنتظر هي الأخرى (دورها) في النشر وقد تأبى عليها من بأيديهم فرص النشر بعد أن أرسلتها لي ولهم بالقاهرة.

    (17)

    بعد غيبة امتدت لسبعة أعوام ، إلتقينا آخر مرةٍ في العام 87 بأمدرمان. لم يكن في وسعي ، آنئذٍ ، أن أخمن إنها هي بالأحرى المرة الأخيرة.

    أول مرةٍ إلتقينا فيها كانت بالأبيـض . كنت أول من نشر لي ، في أوائل الثمانينات ، مُعرّفـاً بي ومتفائلاً بميلاد (قاصّة) كما إدعيت. نشـرتكم التي كانت تصدرها رابطة كردفـان الثقافية كانت أولى عتباتي للنشر.

    أما الآن يا زهاء ، وقد مشيت ، فإنني أستبين بصفاء كيف إنك دوماً كنت ، بين المرة الأولى تلك والمرة الأخيرة ، ذلك الولد الحييي.

    ( 18 )

    للمقاهي التي اعتادتنا في الأبيض البهـية ، ماذا أقـول الآن يا زهاء ؟ كنا أول العـاقين بقوانين المدينة وأعرافها فكسرنا صرامتها ضاحكين. كنا (نقعد) إلى مقهى "زهـرة إفريقـيا" حين يمضنا المشيّ لنقرأ شعراً وقصة ، لنا ولغيرنا ، فرحين بوجودنا الحميم : محمود عمر ، محمد النعمان ، كمال بيغن ، حماد الزين وآخرين.

    (19)

    حدثني صديقنا النعمان أنه قد كان في صوتك عذوبة مفتونة بالحقيبة.

    فلماذا (تركت الحصان وحيداً) يا زهاء يا طاهر وكان يصهل بغنائك الشجي.

    ملحوظة: إلتمسني نعمان ، وأنت قد مشيت ، أن أغريك سلامه.

    (20)

    عاصفة ستزلزلني حتى الأبد. بت أخشى أن يتهاوى بنياني جراء هذا الفقد المتواصل. (متذكر ؟) حين بعثت لي بتلك الرسـالة الشفيفة الكانت معنونة إلى حسن موسى ، محمود عمر ، إسماعيل علي الفحيل ولي ، تلك التي نعيت لنا فيها صديقنا التشكيلي / الخزاف آدم الصـافي الذي (ضاع) منا في متاهة اليمن التعـيس كما أسميته. أحتفظ ما زلت بتلك الرسالة وأخريات كنت قد اعـتدت كتابتهن لي. كنت تبعث لي كل يوم برسالة إبان وجودي بالقاهرة وحين لا تكتب في يوم ما كنت تهاتفني لتقول لي : حقيقي ما قدرت أكتب ليك في الفترة الأخيرة.

    كل يوم يا زهاء بات الآن يشهد سقوط ورقة من شجرتي: آدم الصافي ، العميري ، عمي الزين أحمد خليفة ، فتح أحمد هاشم وها أنت أيضاً ورقة أخرى لم تكن منذورة لهذا السقوط العجول.

    (21)

    هاتفـتني فجأة في بيت صديقنا السني دفع الله بالقاهرة. ثم واظبت على إرسال "مصاريف شهرية" حتى استطعت الوقوف على أرض صلدة اعنتني على بلوغها. فتحت لي آفاقاً للنشر الصحفي في دولة قطر من خلال أخبار الأسـبوع والشرق كما ساعدتني لاحقاً في الإستمرار بالملحق الثقافي لجريدة الإتحادي التي كانت تصدر من القاهرة فعملت بها منذ العام 93 وحتى سفري في العام 99 إلى الولايات المتحدة. ذاك كان آخر عهدي بك وبها أيضاً.

    (22)

    آآآخ يا زهاء . . لم يخطر لي أبداً إنني سأعـيش حتى أكتب نعيك. كنت تحب الحـياة وتركض نحوها كاتباً وكاتباً وكاتباً. كانت الكتابة حبيبتك الوفية ، منحتمانا معاً متعة القراءة حين لم تكفا عن العناق الشهي.

    كنت أدخرك للقـاء نطوف فيه مدينة الأبيض ، تلك التي بادلتنا الحب العمـيق. ولكن ها أنا ذي أموت كالأشـجار واقفة يا زهاء. أنت لم تعد أنت ونحن لم نعد نحن: كلّ يموت على طريقته يا صـديقي. أموت شوقاً وكمداً يوخز قلبي كل يوم ، أموت بإنتظار لقـيا سوف لن تتم. فأيّ وجع سيغسل فجيعتي ، أيّ حزن سألبسه ويلبسني ؟

    (23)

    من أين أبتدئ ؟ من أين تجئ البدايات أصلاً و (سيدها) قد مضى ؟

    حي وووب يا زهاء إن كانت تفي.

    كل القصائد لا تكفي للبكاء، كلّ القصص لن (تحوق) لحظة (وصفك) يا زهاء، فهل حقاً مضيت ؟

    (24)

    لماذا الآن يا زهاء ؟ ونحن لم (نكن) بعد. أيّ حزن تراك أضفت إلي قائمة أحزاني؟ أيّ حزن يا صديقي ذاك الذي تركت لنا وفينا ؟ هل تعرف ؟

    واشنطون

    26 /03 / 2004

    * قاصة وصحفية نشرت ثلاث مجموعات قصصية (مطر على جسد الرحيل ، إبن النخيل وحديث القلب) عضو لجنة تنفيذية بإتحاد الكتاب السودانيين

    (عدل بواسطة سلمى الشيخ سلامة on 05-07-2004, 04:20 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
مقاطع ليست للبكاء سلمى الشيخ سلامة05-07-04, 04:18 PM
  Re: مقاطع ليست للبكاء Tomader Habiballa05-07-04, 04:29 PM
  Re: مقاطع ليست للبكاء Adil Osman05-07-04, 05:40 PM
  Re: مقاطع ليست للبكاء سجيمان05-07-04, 06:41 PM
  Re: مقاطع ليست للبكاء صديق الموج05-07-04, 07:58 PM
  Re: مقاطع ليست للبكاء Elnasri Amin05-08-04, 07:47 PM
  Re: مقاطع ليست للبكاء الواثق تاج السر عبدالله05-08-04, 08:06 PM
    Re: مقاطع ليست للبكاء Giwey05-08-04, 08:28 PM
      Re: مقاطع ليست للبكاء Elnuman05-09-04, 06:34 PM
        Re: مقاطع ليست للبكاء صديق الموج05-09-04, 06:42 PM
          Re: مقاطع ليست للبكاء Elnuman05-09-04, 06:57 PM
            Re: مقاطع ليست للبكاء sympatico05-09-04, 07:35 PM
  Re: مقاطع ليست للبكاء أمير تاج السر05-10-04, 05:58 AM
    Re: مقاطع ليست للبكاء HAMZA SULIMAN05-10-04, 01:09 PM
  Re: مقاطع ليست للبكاء Elnuman05-11-04, 08:26 AM
    Re: مقاطع ليست للبكاء soma05-11-04, 09:06 AM
      Re: مقاطع ليست للبكاء soma05-11-04, 10:13 PM
  Re: مقاطع ليست للبكاء Adil Osman05-22-04, 12:21 PM
    Re: مقاطع ليست للبكاء nassar elhaj05-22-04, 01:11 PM
      Re: مقاطع ليست للبكاء Elnuman05-24-04, 07:53 AM
  Re: مقاطع ليست للبكاء الجندرية05-24-04, 06:46 PM
  Re: مقاطع ليست للبكاء الجندرية05-25-04, 12:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de