محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 09:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد صلاح(bunbun&محمد صلاح)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2005, 11:19 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Re: (Re: فجراوى)

    الشكر للاستاذة الاخت الفاضلة رجاء العباسى
    مع تحياتى

    محمد إبراهيم نقد يكتب لـ «البيان» قبل أيام من الخروج من مخبئه: (2 ـ 5)
    أميركا اختطفت قضية السودان من مصر مرتين


    سبق للسكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى، محمد ابراهيم نقد، المختفى حتى الآن لما يربو على العقد من الزمان، ان فاجأنا مرتين من قبل، وعبر الوسائط الالكترونية، باختياره نشر آرائه على صفحات «البيان».
    وها هو يفاجئنا، ايضاً، وللمرة الثالثة، بهذا المقال المهم عبر اتصال اليكترونى يعلن في ثناياه إنه الأخير من مخبئه، حيث ينتظر خلال الأيام القليلة المقبلة صدور قرار خاص من اللجنة المركزية للحزب بخروجه إلى العلن بعد التوقيع النهائى على اتفاق السلام فى السودان.
    ووجه نقد جزيل شكره لصحيفتنا، مشيداً بالمهنية العالية، على حد تعبيره، التى اتسمت بها فى إتاحة هذه الفرص النادرة له شخصياً لمخاطبة الرأى العام حول مختلف القضايا.وفيما يلي الحلقة الأولى من سلسلة كتابات اعدها نقد من مخبئه وستوالي «البيان» نشرها تباعاً:
    للمرة الثالثة، وربما الأخيرة من مخبئه داخل السودان، كما قال لنا إلكترونياً، اختار محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني المختفي منذ أكثر من عقد من الزمان أن ينشر آراءه عبر «البيان».
    حيث عرض فى الحلقة الماضية، بالاستناد إلى كتاب د. فيصل عبد الرحمن علي طه (الحركة الوطنية)، الكيفية التى اتخذت بها أميركا مدخلها إلى شؤون مصر والسودان، بعد الحرب الثانية، عن طريق إقناع الحكومات المصرية المتعاقبة بمشروعها (للدفاع المشترك عن الشرق الأوسط)، بحجة صد النفوذ السوفييتى والمد الشيوعى و(ملء الفراغ) الذى ستخلفه بريطانيا.
    كما عرض للبعثة الأميركية التى زارت الخرطوم وبعض الأقاليم فى 13 يناير عام 1952م، والتقت برموز الادارة البريطانيَّة، كما التقت بقادة الأحزاب الوطنية واستوضحتهم رأيهم فى القضايا المطروحة، ثم رفعت تقريرها مشتملاً على مسألة رمزية التاج المصرى على السودان كعربون لقبول مصر (بمشروع الشرق الأوسط). على أن انقلاب 23 يوليو عام 1952م فى مصر عصف بالتاج وحسم معضلته، فتساءل (نقد) عمَّا إن كان ذلك كافياً، وقتها، لحسم (مسألة السودان)، وعن الدور الأميركى فى اتفاقيَّة الحكم الذاتى.

    وفيما يلي الحلقة الثانية من سلسلة المقالات المترابطة مع بعضها وتنشرها «البيان» في حلقات:


    أميركا والسودان واتفاقية الحكم الذاتي

    فى الصفحات 625 ـ 629 يتابع د. فيصل، وبعنوان فرعى، تقصيه للدور الاميركى فى إبرام اتفاقية الحكم الذاتى (فبراير 1953م) والاستقلال، فيكتب قائلاً:
    «لم يكن اتفاق الأحزاب السياسية السودانية في 10 يناير 1953، ووقوفها خلف المفاوض المصرى، هو العامل الوحيد الذي عجل باتفاق الحكومتين المصرية والبريطانية بشأن الحكم الذاتى وتقرير المصير للسودان، إذ لعبت الولايات المتحدة الاميركية أيضاً دوراً مهماً في هذا الصدد.
    كانت الحكومة الاميركية مهتمة بنجاح المفاوضات المصرية البريطانية بشأن السودان، حتى يتفرغ الجانبان لبحث مسألة جلاء القوات البريطانية عن مصر، والترتيبات الغربية بشأن الدفاع المشترك عن الشرق الأوسط لملء الفراغ الذي سينشأ عن الانسحاب البريطانى».
    وفى ص 628: «كانت الحكومة الاميركية تتابع المفاوضات المصرية البريطانية بشأن السودان من خلال سفيرها في القاهرة جيفرسن كافرى الذي كان على اتصال بين الطرفين.. وكانت الحكومة الاميركية قد تلقت من قيادة ثورة 23 يوليو إشارات مشجعة بشأن مشاركتها في الترتيبات الغربية للدفاع عن الشرق الأوسط.
    فقد تطرق محمد نجيب، فى رسالة بعث بها في 10 نوفمبر 1952 الى الرئيس أيزنهاور، لإمكانية قبول مصر المشاركة فى نظام دفاعي مع الولايات المتحدة، بمجرد التوصل إلى اتفاق بشأن الانسحاب البريطاني من مصر». كما عبر محمد نجيب، فى الرسالة نفسها، عن رغبة مصر فى الحصول على مساعدات اقتصادية وعسكرية من أميركا.
    وفى ص 655: و«لكسب التأييد الأميركى للموقف المصرى، والضغط على بريطانيا، استدعى محمد نجيب في 23 ديسمبر 1952 السفير البريطاني منتقداً تأخير الرد البريطانى على المذكرة المؤرخة 2 نوفمبر 1952».
    وفى ص 625: «يمكن تلمس الضغط الاميركى على الحكومة البريطانية، لتجاوز الخلاف حول مسألتي الجنوب والسودنة، من خلال ما نقله السفير البريطانى فى واشنطن إلى حكومته في أول فبراير 1953، قبل أيام من توقيع الاتفاقية بشأن السودان.. حيث حذرت الحكومة الاميركية من انه إذا استعدت بريطانيا محمد نجيب.
    وهو من خيرة القادة المصريين، فإن ذلك ستترتب عليه أثار خطيرة على المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط»، ويدعم استنتاج د. فيصل فى هذا الشأن ما أورده د. تيسير محمد احمد فى بحثه لدرجة الدكتوراه، نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 13 فبراير عام 1953م، من أن نجاح المفاوضات المصرية البريطانية قد تم «بفضل الجهود الحميدة التي بذلها السفير الاميركى في القاهرة جفرى كافرى، حسب رواية الرئيس المصرى محمد نجيب» (زراعة الجوع فى السودان، ص 74).
    هكذا اختطفت أميركا قضية السودان من المفاوض البريطانى ونظيره المصرى قبل خمسين عاماً (1951 ـ 1952م ـ 2001 ـ 2002م)، وها قد جاء السناتور دانفورث، مبعوث الرئيس الأميركى جورج دبليو بوش، ليسير فى مطلع الألفية الثانية على نفس خطى سلفه الأسبق ستابلر، بمنهج (الخطوة خطوة) و(المقترحات البديلة) و(الغموض الايجابى) و(العصا والجزرة).


    مواقف متميزة.. نوعياً

    لا يقدح، بأية حال، فى استقلال السودان، سواء استثمر بوعى أو عفو الخاطر، صراع المصالح الاميركية البريطانية في الشرق الأوسط، فقد نالت البلاد استقلالاً أحسن وصفه اسماعيل الازهري بأنه «كالصحن الصينى، لا شق ولا طق»!
    وقد أسهم الشعب السودانى مع الشعوب العربية فى مناهضة الاحلاف والقواعد العسكرية، فقطع الطريق على حلف الشرق الاوسط، ومن بعده مشروع ايزنهاور، كما حمى ظهر مصر الناصرية فى وجه العدوان الثلاثى، وفى يوليو 1958م اخترقت ثورة الشعب العراقى حلف بغداد.
    لكن، مع كر الزمن تبدل الحال.. غربت شمس الإمبراطورية البريطانية، وافتقدنا عبدالناصر، واختفى من الوجود ما كان نفوذه وخطره يستدعى وبإلحاح تشكيل حلف الدفاع المشترك عن الشرق الأوسط، وأصبحت الولايات المتحدة هى .
    «.. الكابتن والفريق والمدرب والحكم»، حسب رؤية السيد ابراهيم منعم منصور حامل وسام أسبق السابقين فى وزارة المالية السودانية (صحيفة الرأي العام فى 4 ـ 3 ـ 4)، وبمحض الصدفة جاءت أرقام تاريخ ذلك العدد من الصحيفة مطابقة لخيارات المدرب بالنسبة لبعض خطط اللعب فى كرة القدم!
    إلا أنك ما أن تقرأ كتاباً أو بحثاً متقن التوثيق والأداء في تاريخ الحركة السياسية السودانية متقلبة الأطوار، حادة المزاج، حتى تنداح في مخيلتك بانوراما بلا ضفاف، تمور بالقضايا والإشكاليات والمعضلات التي تستعطف الكتاب والباحثين أن يلجموا ألسنتهم لبعض الوقت، ويصوموا عن الشهوة الثالثة المنهكة، شهوة المشافهة، ويلزموا (جابرة) البحث والتنقيب ليقدموا لأهل السودان صفحات من تاريخهم السياسى الاجتماعى!
    لقد أشار د. فيصل، مثلاً، فى ص 247، إلى دور طلبة كلية غردون فى الضغط على قادة مؤتمر الخريجين بأن سفر وفد لا يمثل كل الأحزاب للمشاركة فى المفاوضات فى مصر لهو أمر محفوف بالمخاطر.
    وكذلك إلى الرسالة التى بعث بها الطلبة والمواطنون السودانيون فى مصر إلى المؤتمر والأحزاب لتشكيل جبهة وطنية تمثل كل العناصر وتطالب بحل قضية السودان مع القضية المصرية في وقت واحد، وإصرارهم على إشراك السودانيين فى المفاوضات على أساس الجلاء وحق السودانيين فى تقرير مصيرهم.
    رسالة أولئك السودانيين فى مصر طرحت، بلا شك، صيغة سياسية متقدمة عما كان متداولاً بين نادى اتحاد طلبة كلية غردون ونادي الخريجين بأمدرمان ونادي حزب الأمة، مما يثير جملة أسئلة عن هويتهم السياسية، وعن منابرهم، وعن الكيفية التى التقوا بها واتفقوا على تلك الصيغة، وعن تجلى متغيرات التركيبة الاجتماعية لديهم. ومدى تجاوبهم مع القضايا السياسية على تعاقب الحقب ـ ما قبل 1924م وما بعدها حتى 1936م، ثم إلى 1946م و1956م وتدشين جامعة القاهرة فرع الخرطوم ـ أو أى تعقيب آخر يؤرخ لدور أولئك السودانيين فى مصر، آنذاك، طلبة ومواطنين.

    ختاماً، وفى ص 628، يحدد د. فيصل هدف أميركا من (حلف الشرق الأوسط) فى (صد النفوذ السوفييتى واحتواء الشيوعية)، لكنه يستنتج قائلاً: «ولعل فى هذا ما يكشف السبب الحقيقى لمعارضة الحركة الشيوعية السودانية لاتفاقية الحكم الذاتى وتقرير المصير».
    صحيح أننا عارضنا الاتفاقية، ولكن صحيح أيضا أننا سرعان ما أدركنا خطأ وقصور تقديراتنا، فصححنا موقفنا فى نقد ذاتى صدر فى بيان نشرته الصحف، وإذا لم يوثق المؤرخون لهذه الحقيقة أيضاً فإن عملهم يظل ناقصاً.
    وبما أن د. فيصل استخدم أداة الترجيح (لعل) فإنه قمين أن يتوصل الى اليقين، كمؤرخ وموثق، لو اطلع على كتيب قديم ضامر، أغبش الجلدة والصفحات، بعنوان: (الاتفاقية في الميزان)، لكاتبه الشهيد قاسم أمين، أحد أبرز مؤسسى وقادة الحركة العمالية والحزب الشيوعى التاريخيين، وربما يعثر على نسخة منه فى دار الوثائق، أو فى مكتبة السودان بجامعة الخرطوم.


    تداعيات الذاكرة على هوامش د. فيصل

    ـ عندما أعلنت حكومة الوفد إلغاء اتفاقية 1936م دعت اللجنة التنفيذية لاتحاد طلبة جامعة الخرطوم لمحاضرة بدار الاتحاد قدمها عضو اللجنة، وأحد رواد الحركة الإسلامية، المرحوم محمد محمد احمد علي (مولانا) الذى استشهد لاحقاً فى أحداث 1955م فى الجنوب، وشق نعيه على كل من زامله في سنوات الدراسة وما بعدها.
    تعرفنا فى تلك المحاضرة لأول مرة على بنود وتفاصيل اتفاقيات الحكم الثنائى (1898م وما بعدها)، وما طرأ عليها من إضافات وتعديلات. وكالعادة خرجنا بعد المحاضرة في مظاهرة صاخبة داوية اتجهت نحو المحطة الوسطى وقلب المدينة.

    ـ ظهر السبت 23 يوليو 1952م. قيلولة ما بعد الغداء بداخلية الرهد، الطابق الأرضى. فجأة أطل من خارج النافذة الشمالية كل من عثمان أبو كشوة وعثمان حامد وحسن محمد حامد وعز العرب يوسف، وأنبأنا أبو كشوة أن الجيش المصري بقيادة اللواء محمد نجيب أطاح بالملك فاروق، وأن محمد نجيب من أصول سودانية!
    لم استمع لبقية التفاصيل، اتصلت بالمرحوم شيبون في الداخلية المجاورة واتفقنا أن أذهب لمعرفة المزيد من التفاصيل وموقف الحزب، وذلك من مكتب صحيفة (الجهاد) الاسبوعية، وكان صاحب امتيازها عبدالمنعم حسب الله بينما يتولى الشيوعيون إصدارها.
    وجدت فى مكتب الجهاد عبد الخالق محجوب وكامل محجوب والوسيلة والتجانى الطيب. كان تقديرهم للانقلاب إيجابياً ولديهم بعض التفاصيل عن تنظيم الضباط الأحرار وانتخابات نادى ضباط الجيش المصرى والأهداف التي أعلنها البيان الأول. من مكاتب الجهاد عرجت على عمارة غطاس، حيث مكاتب صحيفة (الصراحة).
    وجدت عبدالله رجب ومحمد سعيد معروف وآخرين يستمعون لإذاعة القاهرة ويتداولون حول برنامج الانقلاب. عدت للكلية، واجتمعت لجنة التنظيم الحزبى لرابطة الطلبة الشيوعيين بالجامعة، وناقشت ذلك التحليل الأولى. تواصل الموقف الايجابى من حركة الجيش المصرى باعتبارها امتداداً لثورة عرابى وثورة 1919م.
    واستجابة لشعار الكفاح المشترك مع الشعب المصري. بعد بضعة أسابيع عاد من مصر، فى إجازة قصيرة، طالب الطب، وقتها، المرحوم عمر محمد ابراهيم، فدعته جمعية الزمالة الثقافية، وكان سكرتيرها فاروق محمد ابراهيم، لتقديم ندوة حول حركة الجيش والوضع فى مصر. وكان تقديره العام إيجابياً مع تحليل موضوعى للصراع السياسى آنذاك.

    أسرد هذه التفاصيل لدحض دعاوى من يكتبون عن الأحداث السياسية دون ذاكرة، ودون وثائق، ويزعمون أن الحزب الشيوعى السودانى أعلن عداءه لحركة 23 يوليو واعتبرها انقلاباً دبرته المخابرات الأميركية!

    ـ وحسماً للنزاع أورد فى ما يلى بعض أوجه الخلاف الحقيقى بين الحزب وبين حكومة تلك الحركة:

    أولاً: إعدامها للقائدين النقابيين خميس والبقرى لقيادتهما إضراباً نقابياً بعد حركة الجيش. لقد كانت مطالب ذلك الاضراب نقابية خالصة، والمفاوضات حولها متواصلة مع المخدم قبل وقوع الانقلاب، كما وأن محمد نجيب قد اعترف فى مذكراته التى كتبها فى معتقله بأنه استدعاهما إلى مكتبه، واستمع إليهما، واقتنع بأنهما لم يكونا مدفوعين من جهة داخلية أو خارجية أو يعارضان العهد الجديد.

    ثانياً: تراجعها عن الوعد بإطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين خلال العهد الملكى، وكانوا من الوفديين والأخوان المسلمين والشيوعيين وأنصار السلام وغيرهم.

    ثالثاً: انحياز الحزب الشيوعى لخيار الاستقلال فى مواجهة خيار الوحدة مع مصر. وقد ذكر القائد الشيوعى المصرى ابراهيم عبد الحليم فى مذكراته أن صلاح سالم استدعاه من المعتقل وأخبره بأنهم قرروا إطلاق سراحه ليسافر إلى السودان لإقناع الشيوعيين السودانيين للانحياز لخيار الوحدة مع مصر، فرفض ابراهيم تنفيذ المهمة.
    وأكد لصلاح سالم أن الشيوعيين السودانيين مستقلون فى قراراتهم، وأن تحالف الشيوعيين المصريين والسودانيين يستند إلى تحرير وادى النيل من الاستعمار البريطانى، وحق شعب السودان فى تقرير مصيره.

    ـ عدلنا موقفنا من النظام المصرى لاحقا، بعد مؤتمر باندونق عام 1955م، والذى كان نقطة تحول مهمة فى مسار حركة عدم الانحياز، والموقف الحازم من الاستعمار بشكليه القديم والحديث، ونهوض حركة التضامن الآسيوى الأفريقى التى اتسعت لتشمل شعوب أميركا اللاتينية بعد انتصار الثورة الكوبية فى يناير 1959م. أما ما ذكرناه عن علاقة انقلاب الجيش المصرى بأميركا فلم يتجاوز ما ذكره ضابط المخابرات الأميركية (كوبلاند) فى كتابه (لعبة الأمم)!

    ـ الخلافات مع القيادة المصرية حدثت في فترة لاحقة، وتمت مناقشتها وتصفيتها خلال اجتماع وفد الجبهة المعادية للاستعمار الذى زار مصر بعد العدوان الثلاثي فى 1956م والتقى عبدالناصر ثم صلاح سالم.

    ـ اشار د. فيصل للقاء الموفد الأميركي ستابلر بمندوبى الجبهة المتحدة: حسن الطاهر زروق وعثمان محمد احمد، الأخ الأكبر للقائد النقابى المهندس هاشم محمد احمد. الجبهة المتحدة كانت إحدى صيغ التحالفات النشطة التي ضمت الحركة النقابية والطلابية ويسار الأحزاب الاتحادية، وواضح أن الاسم مستمد من تجربة الثورة الصينية .
    وانتصاراتها التى ألهبت حماسة حركة التحرر الوطنى أوان ذاك. وكان للجبهة بالفعل حضور يومى نشط فى أغلب المدن السودانية، مع نشاط مكثف في نادى العمال بالخرطوم بحرى، ودار متواضعة في السجانة كانت تخرج منها المظاهرات بعد كل ندوة، وكان يتولى إيقاع هتافاتها عبد الحليم عمر والسر حيمورة.
    وقد احتشدت فيها ندوة لإحياء ذكرى ثورة 1924م توجهت بعدها المظاهرة إلى (مقابر بلاع) شرق السجانة، مثوى شهداء تلك الثورة، حيث تبادل الخطباء تمجيدهم فى عتمة الليل البهيم. لاحقاً تم تلجين تلك المقابر، وتمدد حولها العمران تتوسطه الميادين الرياضية، وما من لوحة رخامية، حتى الآن، أو مسلة متواضعة تخلد ذكرى أولئك الأبطال.

    ـ ليت د. فيصل يواصل جهده في دراسة وتقويم منظومة الاتفاقيات التي يحار المرء في أمرها.. هل تزين جيد السودان أم تطبق على عنقه؟! كمثال على ذلك: اتفاقية بريطانيا وفرنسا بعد ترسيم الحدود السودانية التشادية، عقب نزاع (منخفض التوتر) منذ مطلع القرن العشرين وحتى مؤتمر فيرساى للصلح أو السلام فى يناير عام 1918م.
    وقد أشار إليها ثيوبولد، ساخراً، في كتابه (على دينار، لونقمانز، 1965م، ص 220) بقوله: «ينظر نزاع انجلترا وفرنسا في مؤتمر السلام في يناير 1918م، لتسوية مشكلة حدود بسيطة، فى ركن مجهول من أفريقيا، مع تسوية مصائر الدول الكبرى، ومئات ملايين البشر على نطاق العالم»!
    ما لم يدر بخلد ثيوبولد، فى زمانه، أن دارفور، من ركنها المجهول ذاك فى أفريقيا، سوف تقفز إلى أجندة مجلس الأمن، وسوف يتوافد عليها سكرتير عام الأمم المتحدة ووزير خارجية القطب الأوحد وما دونهما، علاوة على مراقبين دوليين تحميهم قوات الاتحاد الإفريقى، وتستضيف أبوجا عاصمة نيجيريا مفاوضات حل أزمتها، ولجم شياطينها الجنجويد، بينما (سيف ديمقليس) يتهدد الدولة السودانية!

    ـ ومثال آخر، اتفاقية دار مساليت بين سلطات الحكم الثنائى والسلطان بحر الدين، الموصوف بأنه آخر سلطان مستقل في أفريقيا آنذاك، حيث تواصلت المفاوضات بينه وبين البمباشي (مقدم) رونالد ديفس طوال 1917 ـ 1919م. ونص اتفاقهما على:

    (1) أن يتولى السلطان إدارة الشؤون الداخلية للسلطنة، ويتولى المعتمد رونالد ديفس الشؤون الخارجية وشؤون الأجانب، ويحيط السلطان علماً بالتطورات الخارجية، خاصة العلاقات مع مصر.
    (2) أن الجنينية عاصمة السلطنة، ويقيم المعتمد فى أروشا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات شمال الجنينية.
    (3) أن شرطة الحكومة لا تخرج من أروشا إلا بعلم السلطان وموافقته، وبصحبة مرافق منه.
    (4) أن من حق شعب المساليت الاستفتاء على تقرير مصيره بعد 75 عاماً من توقيع ذلك الاتفاق، أي، بحساب الزمن، عام 1994م!
                  

العنوان الكاتب Date
محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل محمد صلاح01-03-05, 11:06 PM
  Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل Abdalla Hussain01-03-05, 11:36 PM
    Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل اساسي01-03-05, 11:42 PM
      Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل زول ساكت01-04-05, 00:12 AM
        Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل هشام مدنى01-04-05, 06:58 AM
          Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل nazar hussien01-04-05, 07:30 AM
            Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل محمد صلاح01-05-05, 03:46 PM
              Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل محمد اشرف01-05-05, 04:06 PM
  Re: فجراوى01-05-05, 11:10 PM
    Re: Re: هشام مدنى01-05-05, 11:19 PM
      Re: Re: قلقو01-05-05, 11:36 PM
      Re: Re: nazar hussien01-05-05, 11:36 PM
        Re: Re: محمد صلاح01-09-05, 03:30 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de