|
لايوجد بالمنطقة العربية رؤساء سابقين _ حكايه
|
لايوجد بالمنطقة رؤساء سابقين..!!! بقلم: صلاح الباشا – الخرطوم Email : [email protected] ضحكتُ حتي بانت نواجذي .. وأنا أقرأ ماخطه قلم الزميل الكاتب عثمان ميرغني المتوازن والطريف ، وذلك بعدد السبت 25/9 الماضي تحت عنوان( قسمه ونصيب) بحديث المدينه بصحيفة الرأي العام فقد كانت عبارته : أن ساستنا يريدون الجلوس كلهم علي كرسي السلطه الواحد في وقت واحد ، كان تعبيراً يتيح للقاريء إمعان النظر جيداً في محاولات إستماتة الساسه وأيضا العسكر في هذا الصراع المحموم سعيا وراء كرسي السلطه منذ بواكير الحركه الوطنيه وحتي اللحظه.. وليس في السودان فحسب .. بل في كل المنطقة العربية .. ولا أدري هل نسميه الكرسي الوثير أم الكرسي الساخن أم ( المولـِّع نار عديل كده ؟ ) . ولكن في غالب الأمر لم نر عبر تاريخ السودان الحديث ، أي رئيس ( مدنياً كان أم عسكرياً) يتحدث عن تصميم شديد علي إحداث خطط تنميه إقتصاديه وإجتماعيه .. و حتي في برامج الأحزاب المترهله والعقائديه لم نجد أدبيات تنظير يفضي إلي إحداث نقله لتمويل مشروعات تنمويه واسعه تستوعب عماله سودانيه – وهي متكدسه جداً منذ سنوات- حتي نتمكن عن طريق تلك المشروعات من الخروج من عنق الزجاجه الإقتصادي الضاغط .. إلي رحاب الرفاهيه الذي تعيشه حالياً معظم شعوب المنطقه وشعوب قارة آسيا مؤخراً .. تلك القاره التي كانت تضربها المجاعات حتي وقت قريب. لكن .. ماقادني إلي كتابة هذه المداخله – بعد طول غياب عن الكتابه الصحفيه بسبب مشاغلي الخاصه في مجالي المهني الأساس والبعيد جداً عن عالم الصحافه – ماقادني هو أن الكاتب في حديثه ذاك عن كرسي السلطه قد جعلني أتذكر نكته سياسيه طريفه جداً.. ولكنها واقعه حقيقية سبق أن رواها الأستاذ (عرفان نظام الدين ) رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السعوديه الأسبق التي تصدر من لندن ، كتبها في بدايات عام 1981م ، وقد كنت وقتها أعمل بمدينة جده مراقبا ماليا بإحدي أقسام الخطوط الجويه السعوديه بالمطار. كتب عرفان في عموده اليومي أنه قد سجل زياره للبيت الأبيض الأمريكي .. لا ليجري حوارا مع الرئيس الجديد وقتذاك( رونالد ريجان ) ولكن ليستفسر عن عنوان الرئيس السابق له ( جيمي كارتر ) ، فأخبروه بالعنوان .. فذهب ليري مكتبا راقيا مؤثثا بواشنطن العاصمه .. وليقابل مديرة المكتب كي تحدد له مواعيد حوار مع كارتر ، ولكنه في دهشه تامه سأل المديرة : لماذا يتكبد سيادة الرئيس كارتر عناء كل هذه المصاريف في إيجار مكتب ضخم وهيئة سكرتاريه وخبراء وأجهزه إتصال وحواسيب ،وهو قد فارق كرسي الرئاسه ؟ فكانت إجابة مديرة المكتب أكثر دهشه حين قالت له : ( هذا المكتب بكل مصاريفه وأجهزته وموظفيه تغطي تكلفته الحكومه الأمريكيه للرؤساء السابقين لأنهم يصبحون جزءاً من التاريخ السياسي الأمريكي ..ولأنهم معرضين دائماً لسلسلة زيارات من رؤساء ورجال إعلام مثلكم للحديث في العديد من القضايا التي تهم أمريكا والعالم أجمع .. كما أن هؤلاء الرؤساء السابقين ترجع لهم الحكومات الأمريكيه المتعاقبه للإستشارة في كثير من الأمور نظرا لمايمتلكونه من معلومات وتجارب تصبح ملكا للشعب بعد مفارقتهم لكرسي الرئاسه .. ثم واصلت تسأل الأخ عرفان في إستغراب: وهل أنتم في الشرق الأوسط لا توفرون هذه الخدمات للرؤساء السابقين عندكم ؟ فأجابها عرفان ضاحكاً: نحن بصراحه لانوفر مثل هذه المكاتب لهم ، وذلك لسبب بسيط .. أنه لايوجد لدينا رؤساء سابقين .. فالرئيس عندنا في الشرق الأوسط يكون إما ماسكاً السطه جيداً .. أو مات .. ليأتي بعده رئيس آخر يواصل ذات المسلسل .. !!! ) . واللبيب بالإشارة يفهمُ ... وللا إيه رأيكم؟؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|