الكروان الراحل مصطفى سيد احمد بقلم صلاح الباشا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 11:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح الباشا(Abulbasha)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2002, 08:26 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكروان الراحل مصطفى سيد احمد بقلم صلاح الباشا

    مصطفي سيد أحمد ( 4 – 7 )

    بقلم: صلاح الباشا

    تحدثنا عرضاً في الحلقة الماضية عن تداعيات وآثار هجرة العقول والكفاءات وأهل الإبداع بعيداً جداً عن السودان ، حيث كنا قبل هذه الهجرات المتعددة الإتجاهات في هذا الكون الواسع الذي قطعه السودانيون طولاً وعرضاً وإرتفاعاً أيضاً ، كنا في خلال أزمنة ماضية منعمين داخل بلادنا ونعمل بكل همة داخل دهاليز مكاتبنا ودواويننا وجامعاتنا ومعاملنا وورشنا وقاعات إجتماعاتنا داخل البلاد 0ثم بدأت الأجيال بعد الإحالة للصالح العام ( الفصل التعسفي من الخدمه ) الذي بدأ منذ عهد النميري وإستمر مسلسله بعد ذلك حيث إزداد كثافتة الهائلة في عهد الإنقاذ بكل وضوح، ولم يجد من يقوم بإلغائه عبر ثلاثة عقود متواصلة إلي أن فقدت البلاد أعز ماتملك من كفاءات ،وربما لن تعود لأن الغبن والحسرة قد أخذت مداها طويلاً في نفوس أولئك المتضررين وذويهم فضلاً عن ترحيب دول المهجر بهم للإستفادة من كفاءاتهم ( الجاهزة) التي لم تصرف عليهم الدول المضيفة شيئاً في تأهيلها ، ولا ندري كيف فاتت تلك الخسائر علي فطنة أهل الإسلام السياسي بالسودان ومستشاريهم المتزمتين، حيث لم يستطع أصحاب الولاء من سد ماتقوم به تلك الكفاءات المتجردة من الهوي والمتمكنة مهنياً حتي اللحظة فإنتهت شعارات( القوي الأمين ) المفرغة إلي فساد وإنهيارات في شتي مرافق الدولة ، ثم بدأت تلك الأجيال المهاجرة والمتميزة تسحب بعضها بعضاً سحباً شديداً من العالم القديم الذي كنا نعيش فيه ... إلي العالم الجديد الذي أصبح ملاذاً سهلاً بعد أن كان الذهاب إلي ذلك العالم المتقدم يعتبر من رابع المستحيلات إلا للبعثات الدراسية فقط ، وكان (بُعد السَّما) في أن نفكر مجرد تفكير في مثل تلك الهجرات ، إلي أن ظهر اللوتري الذي سيطر علي الموقف ومعه الريسيتلمنت ( إعادة التوطين) في كل دول العالم والتي لم تصدق أنها ستجد كوادر جادة ومتميزة وخلاقة مثل هؤلاء السودانيين ، فوجد الناس التربه الخصبه للهجرة النهائية ،وقد إتخذها السودانيون ملاذاً بعد الإحالة للصالح العام (القبيح ) الذي سيظل صداه السالب يدوي عبر التاريخ و يتمدد لأزمنة طويلة قادمة ، وسيظل موثقاً في سجلات التاريخ السوداني بأنه من العلامات المظلمة التي مرت علي الوطن في فقده لهذه الكوادر بكل تخصصاتها المهنية المتقدمة والنادرة والتي لايمكن تعويضها بسهولة ، ونخشي أن تتواصل تلك الهجرات المكثـفة لتترك الوطن الحبيب واحة خاويه ، ولكن ربما يكون واحة وارفة الظلال لشعوب دول أخري في وسط وغرب وجنوب القارة كي يستمتعوا بما يختبيء من الخيرات القابعة في باطن أرض بلادنا الواسعة ، وحينما ترغب هذه الطيور المهاجرة في العودة إلي الديار ، ربما تحتاج إلي كفيل سوداني وربما يكون هذا الكفيل هو وافداً قد أصبح (سيد البلد ) في السوق أو أصبح مسؤولاً هاما في الدولة ولو بعد حين. وعموماً فإن التقنية المتقدمة السائدة الآن في كافة أرجاء المعمورة ، مع توفر حرية وحقوق الإنسان التي أصبحت سمة للنظام العالمي الجديد بكثافة عالية وبائنة، إن لم تجد مايقابلها من مثيل لها داخل بلادنا ، فإن الهجرات سوف تطول وستظل تسحب كل أجيالنا المتميزة نحوها وتغادر إلي غير عودة طالما أنها ستجد مجتمع سوداني في كل حميم ومتضامن في المهاجر0وعلي أية حال ....نأسف جداً لهذا الخروج الإضطراري-كعادتنا أحياناً- حينما تسرقنا الأفكار من الموضوع الأساسي إلي تفرعات تأتي عرضاً، فماذا ترانا نقول للقاريء العزيز في مثل هذه الحالة ؟ فليعذرننا ، فالسبب هو هاجس الوطن الحبيب الذي لن يمنعنا أي كائن من كان في أن نشاركه نعمة العشق والحب المستديم لهذا السودان والخوف عليه دوماً00 وسيظل السودان ملكاً لكل أهل السودان وليس حكراً علي القلة من أهل السياسة السابحين في الوهم ، وسيثبت الزمان ذلك ، ولننتظر…وهنا تذكرني طـُرفة الراحل الظريف دكتور عوض دكام الذي كان يقولها دائماً(بجي الخريف .. واللواري بتـقـيف)0

    وقد قال لنا أصدقاء كثيرين بأن هذا الخروج الإضطراري في مانكتبه أحياناً بالصحف هو أجمل الإضافات للموضوع الأساسي ، كما ذكر لنا أحدهم ( وهو صاحب عبارات فلسفية جديدة ) أن هذا الخروج الإضطراري من مسار الحديث ، فيه تـقـنية جديدة في الكتابة في مجال الفنون والآداب حيث أن الفن إن لم يتم توظيفه لعكس هموم الناس وقضاياهم الحياتية فإنه يصبح فناً لا طعم له ولا رائحة ، أي يصبح ( ماسخاً تماماً) ، وهنا يظل الحكم للقاريء0

    أما إذا تحدثنا عن مدي حب وتقدير شعب السودان وشبابه المتعلم لكروانه الراحل مصطفي سيد أحمد ، فإننا لن ننسي مطلقاً كيف كان إستقبال أهل السودان لجثمان الراحل عند وصوله من الدوحة في ذلك الصباح البارد من يناير في عام 1996م ، وقت كنت هناك ..
    نعم000كنت متواجداً وقتذاك بالسودان كشاهد عيان عند وصول نبأ رحيل الفنان مصطفي سيد أحمد في ذلك اليوم ، وتحديداً كنت في مدينتي ودمدني الجميلة ، تلك المدينة الهادئة ليلاً ونهاراً والتي أشعر فيها بإطمئنانِِ وحنانِِ ودفيءِ لاحدود له، حيث كنت أدخل إلي سوقها الكبير بإنتظام صباح كل يوم ، أحضر إليها من مقر سكني في( بركات) حيث رئاسة مشروع الجزيرة هناك في تلك المنطقة الجميلة المخضرة، ساعياً وراء الرزق اليومي بسوق ودمدني 0 وفي ذات صباح وقد كنت ماشياً بشارع السوق الكبير الرئيسي بمدينة ودمدني والذي يسمي شارع (إتجاه واحد ) بالرغم من أن قد تم تغييره قبل عشرين عاماً إلي إتجاهين لسير السيارات إلا أنه ظل يحتفظ بإسمه القديم ( إتجاه واحد) وهويمتد من بوابة السكه الحديد بنهاية شارع بركات-مدني حيث يعبر السوق ماراً بصينية المستشفي والبنوك ودكاكين الإجمالي، وينتهي بمبني المديرية(الولاية) علي شارع النيل الأزرق الخالد أو (شارع البحر) كما يحلو لسكان المدينة ان يطلقوا عليه ، كنت استمع في طريقي في ذلك الصباح مسجلات الكافتيريات وقد كانت تدير شرائط كاسيت محددة في مسجلاتها حيث أصبحت موضة بث الأغاني والمدائح منتشرة منذ فترة في كافتيريات بيع المشروبات الباردة والسندوتشات في كل مدن السودان لجذب الزبائن ، وقد كانت تلك المسجلات تبث أغاني مصطفي سيد احمد في ذلك الصباح المبكر، فتسمع هنا 000نبقي نحن مع الطيور المابتعرف ليها خرطة 000ولا في إيدها جواز سفر0 وهناك تجد : نمشي في كل الدروب الواسعه ديك00والرواكيب الصغيره تبقي أكبر من مدن0 وتنطلق من كافتيريا أخري : نحن باكر ياحليوه لما أولادنا السمر000يبقوا أفراحنا البنمسح بيها أحزان الزمن0 وينبعث صوت مصطفي من موقع مشروبات آخر: حاجه فيك لا بتبتديء ولابتنتهي 000خلتني أرجع للقلم00 وأتحدي بالحرف الألم 0000ولازلت مواصلاً سيري راجلاً في ذلك الشارع وسط ذلك السوق العريق بودمدني تجاه البحر، فيأتيني أيضاً صوت مصطفي سيد احمد فتساءلت في نفسي: ماذا هناك00؟؟ لماذا كل هذا البث المكثف لأغاني هذا الفنان في كل المحلات في هذا الصباح؟؟ 000وتتواصل الأغاني : إيد مبسوطه تقابل الحناء 00نغم الليل السال شبال ..وفي موقع آخر: حلوه عينيك زي صحابي.. عنيده كيف تشبه شريحتين من شبابي.. حلوه زي ماتقول ضيوفاً دقوا بابي .. وفرحي بيهم سال ملأ حتي الكبابي، وتتواصل الأغاني بكثافة واضحة ، وعند وصولي إلي المكان الذي اجلس فيه يومياً بعمارة الدمياطي بسوق ودمدني في مواجهة حديقة سليمان وقيع الله الوارفة الأشجار والظلال حيث يوجد موقع المكتبه الوطنيه (بيع الصحف)00وقد كانت البضائع التي أتاجر فيها تأتيني من الخرطوم في موقع دكان (حسن الإمام) المشهور بتجارة القماش الفاخر سابقاً ، وقد إستأجر ذلك الموقع أحد أقربائي، فجلست معه ولاحظت الإزدحام من الشباب بالذات نحو مكتبة الجرائد الرئيسية في المدينة بطريقة ملفتة للنظر، فخطوتُ نحوها لأستطلع الأمر ولأشتري جرائدي، فكان الخبر الرئيسي لمعظم الصحف تنعي للشعب السوداني رحيل الكروان(مصطفي سيد احمد) بالدوحة وسيصل الجثمان بعد يومين0 وعندها عرفت سبب تشغيل أغنيات مصطفي في كل الكافتيريات في ذلك الصباح حيث تم إلتقاط الخبر من نشرة أخبار راديو أم درمان الصباحية وبالطبع فإن ذلك الإهتمام يدل علي حقيقتين:

    *الأولي:- أن للراحل شعبية واسعة لا تخطئوها العين وسط الشباب وخصوصا في أوساط طلاب الجامعات والثانويات من الجنسين حتي هذه اللحظة0

    *والثانية:- أن الشعب السوداني شعب يمتاز بحس راقي وبنوع من الحنية ورقة القلب والمشاعر والتأثر البائن برحيل رموزه الفنية والرياضية أو الأكاديمية ، فيعبِّر عن تلك المشاعر بوضوح شديد ، ويبدأ في سرد مآثر الراحل مهما كان موقعه، ولكن وبالمقابل فإن هذا الشعب لا يهتم كثيراً إذا كان من رحل قد سـبّب له أذيً واضحاً ذات يوم فيقلب له (ظهر المجن) ، فهو شعب لايجامل في التعبير عن مشاعره الحقيقة تجاه أي حدث0

    ثم توالت الأحداث بعد ذلك ، فكانت الجماهير الغفيرة تذهب يومياً لمطار الخرطوم لإستقبال الجثمان ، وكانت الصحف تنشر صور الطلاب والطالبات وهم يربطون أربطة سوداء علي الرأس رمزاً للحزن ، وبعضهم يكتب أسماء أغنيات الراحل علي تلك الأربطة ، وقد كانت ظاهرة غريبة في الحياة الإجتماعية السودانية ، كما لاحظنا وجود لافتات يحملها الطلاب مكتوب عليها عبارات الحزن لرحيله، فكانت ظاهرة تستحق فعلاً التأمل والبحث ، حيث أنها المرة الأولي التي يحدث فيها إنفعال شبابي لهذه الدرجة ، فالكثير من المطربين رحلوا عن دنيانا وسيظلوا يرحلون ، وهذه سنة الله في الأرض ، ولكن التعبير بالحزن عند رحيل الفنان مصطفي سيد احمد كان تعبيراً كبيراً ولافتاً للأنظار0 ووصلت مبيعات البوماته الغنائية أرقاماً قياسية فيما بعد ، بل لاتزال تلك الكاسيتات تباع بكميات هائلة يومياً داخل الوطن وخارجه ، وهي ظاهرة تشبه تماماً لحظات وصول جثمان العندليب عبدالحليم حافظ من لندن 0 و صحيفة (الدار) السودانية مثلاً كان لها قصب السبق في مواصلة نشر المعلومات والمقابلات مع أصدقاء الراحل في الداخل والخارج لعدة أيام بعد إنتهاء أيام العزاء0ولقد كانت مراسم دفن جثمان الراحل قد أخذت حيزاً كبيراً في الصحافة السودانية حيث تدفقت الجماهير صوب قرية( ودسلفاب)بمحافظة الحصاحيصا بولاية الجزيرة منذ الصباح الباكر لوصول الجثمان ، وكانت أرتال السيارات كثيفة من مطار الخرطوم بشارع مدني صوب الجزيرة فاصبح ذلك الشارع الذي يبلغ طوله مائتي كيلو متراً مزدحماً في ذلك اليوم،وإستقل الطلاب كل بصات السوق الشعبي ، وقد أقام له الشعراء والمطربون والطلاب حفل تأبين ضخم أتي له معظم أهل الإبداع ( الشجعان) من الخرطوم، ولاندري الحكمة في مقاطعة الأجهزة الرسمية لذلك الحدث في ذلك الزمان، ولعلها كانت أدبيات المزاج الشخصي المتزمت والتي إضمحلت ثم إنسحبت من الساحة الإعلامية الآن ( والحمد لله).

    وخلاصة الأمر، أن هذا الراحل مصطفي سيد احمد كان يتغني بآمال كل الناس ، وكان يدقق في إختياراته للأعمال التي يؤديها ، وكانت له شفافية عالية تكشف له مضامين الشعر وأهداف الكلمة، وبالرغم من أن البعض كان ولايزال يفسِّر إختياراته من القصائد بأنها ذات أفكار محددة ، إلاّ أن واقع الحال ومن خلال محاولة فهم تلك المفردات فإنه سيكتشف أن الراحل كان يتغني بآلام وآمال كل الناس ويعمل فنياً علي نشر كل القيم الجمالية والنزيهة والمحببة لدي قطاع كبير من جماهير شعبنا ، ولم يحصر نفسه في لونية معينة من التفكير ، ولم يصرِّح هو بأي إنتماء ، فلقد كان فناناً يخاطب الناس بأحاسيسه هو ، ويصل إلي عقولهم وقلوبهم بطريقته الخاصة التي يرسلها في شكل ترانيم والحان شجية تتوشح برداء السودان وتمنيات الخير لأبنائه0 وهذا هو السبب الذي أكسبه هذا الزخم المكثف من الإعجاب الجماهيري اللا محدود سواءً في حياته أو بعد رحيله إلي دار الخلود0 وتتواصل الذكريات ،،،
                  

العنوان الكاتب Date
الكروان الراحل مصطفى سيد احمد بقلم صلاح الباشا waleed50006-14-02, 08:26 PM
  الكروان مصطفي .. كمان وكمان Abulbasha06-15-02, 05:33 AM
    Re: الكروان مصطفي .. كمان وكمان اسوتريبا06-15-02, 05:43 AM
      Re: الكروان مصطفي .. كمان وكمان ايهاب06-15-02, 09:39 AM
  Alkarwan Mustafa Sid Ahmed Mutwakil Mahmoud06-15-02, 07:43 PM
    Re: Alkarwan Mustafa Sid Ahmed waleed50006-15-02, 11:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de