الجمهوريون والبعثيون امام المقصله: محمد على جادين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 04:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ضياء الدين ميرغنى الطاهر(altahir_2&ضياء الدين ميرغني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-11-2007, 07:17 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البعثيون ومحكمة الرده: محمد على جادين جزء2 (Re: altahir_2)

    البعثيون ومحكمة الرده محمد علي جادين
    * في المقالة السابقة اشرنا الى ان محاكمات الجمهوريين والبعثيين في بداية عام1985م كانت تشكل تدشيناً لمرحلة ظلامية في تاريخ تطور حركة الواقع السياسي السوداني، بشكل عام، وحركة النهضة والاستنارة والعقلانية، بشكل خاص-فالمحاكمتان تحولتا فجأة من محاكمة سياسية الى محاكمة للفكر الجمهوري والبعثي. واذا كانت المحاكمة الاولي قد انتهت باعدام محمود محمد طه في ميدان عام واستتابة المتهمين الآخرين، فقد اتخذت المحاكمة الثانية مجرى آخر-ففي24يناير1985 اعلن المكاشفي، قاضي المحكمة، اضافة مواد جديدة تتهم الفكر البعثي بالكفر والردة والزندقة, والمفارقة هنا انه اراد محاكمة فكر حزب سياسي، علماني في نظرته لعلاقة الدين والدولة وليس له موقف فلسفي محدد تجاه الدين، مثله في ذلك مثل كثير من احزاب الساحة السودانية والعربية. والمفارقة الاخرى ان البلاد كانت تحكم بدستور 1973م العلماني رغم صدور قوانين سبتمبر1983م وان النظام الحاكم كان يعيش تكفكاً داخلياً خطيراً وصراعات واسعة في داخله, ونسبة لطبيعة التهم الجديدة لجأ القاضي الى استدعاء شهود رأي بهدف اثبات كفر وردة الفكر البعثي فأعلن استدعاء عدد من اساتذة الجامعات، منهم د.الساعوري، د.طه بدوي ود.مدثر عبدالرحيم ويلاحظ انهم جميعهم من القيادات النشطة في حركة الاسلام السياسي في السودان (الاخوان المسلمين) وفي شهادته امام المحكمة اشار الساعوري الى (ان ميشيل عفلق يحوم حول الكفر ولايلجه) وهو بذلك يضع مؤسس البعث في منطقة وسطى بين الايمان والالحاد ويبدو انه لم يجد ما يسعفه من مصادر لاثبات التهم الموجهة للفكر البعثي وذلك بحكم ندرة مثل هذه المصادر في السودان، وايضا بحكم تعقيدات موقف ميشيل عفلق بشكل خاص وحزب البعث بشكل عام، من الاسلام فهو علماني في نظرته لعلاقة الدين والدولة ويرفض الدولة الدينية رفضاً حاسماً ويرى انها من مخلفات القرون الوسطي في اوروبا والمنطقة العربية, ولكنه في الوقت نفسه يتخذ موقفاً ايجابياً من الدين بشكل عام، وينظر للاسلام كمكون اساسي في الشخصية العربية.

    ورغم انه مسيحي ارثوذكسي فهو ينظر للاسلام كثقافة وحضارة وتاريخ باعتباره (تراثاً قومياً لكل العرب بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية...) اي انه تراث وثقافة قومية للمسلمين والمسيحيين العرب في نفس الوقت ولذلك جاءت عبارة الساعوري بتلك الطريقة واضطر المكاشفي للرجوع الى آراء خصوم حزب البعث لتأكيد كفره والحاده. وفي الوقت نفسه اصدر حزب البعث السوداني عدة بيانات يوضح فيها موقفه من تحولات المحاكمة واعتبرها محاكمة سياسية تستهدف قوى المعارضة في عمومها وليس حزب البعث وحده.

    * بجانب ذلك قامت هيئة الدفاع، برئاسة مولانا الصادق شامي، بتحويل شهادة الساعوري الى محاكمة للنظام الحاكم ولفضح تناقضات المحكمة, فقد انتزعت منه شهادات مهمة، حيث اكد وجود نائب مسيحي لرئيس الجمهروية، ووجود اكثر من عضو مسيحي في المحكمة العليا واكد ايضاً ان الدستور الساري(1973م) دستور علماني وانه يتناقض مع (أسس الدولة الاسلامية) واكد ان قوانين السودان لاتتضمن مادة حول الردة(...)هذه الشهادات تفضح تناقضات المحكمة وتحول شعارات الشريعة الى تدجيل باسم الاسلام والاسلام منها براء. وأدى كل ذلك الى جذب اهتمام واسع بالمحاكمة وسط قوى المعارضة والمثقفين السودانيين وادى هذا الاهتمام، مع دوافع واسباب اخرى، الى تكوين التجمع النقابي في دار اساتذة جامعة الخرطوم في بداية فبراير1985م وامتد هذا الاهتمام الى خارج الحدود وسط المثقفين العرب وقوى حركة التحرر القومي العربية، حيث تطوع عدد كبير من المفكرين والناشطين للدفاع عن الفكر القومي والبعثي في مواجهة اتهامات الردة والتكفير, وكان من ضمنهم محمد احمد خلف الله، على المختار، محمد عمارة، ويحيي الجمل(مصر) وأمين شفير(الاردن) بشير بومعز(الجزائر)، وألياس فرح(سوريا) ومفكرون وناشطون لبنانيون وعراقيون وغيرهم. كل هؤلاء تطوعوا للدفاع عن الفكر القومي والبعثي، بشكل خاص، وحرية الفكر بشكل عام ووجدت المحاكمة ايضاً اهتماماً كبيراً من منظمات حقوق الانسان الدولية، مثل العفو الدولية وغيرها. وكان لكل ذلك دوره في ارباك المحكمة والنظام الحاكم ودوائره المتناقضة والمتصارعة.

    * كانت حركة الاخوان المسلمين الاكثر حماساً واهتماماً بالمحاكمة ووقتها كانت تحتل مواقع اساسية في النظام الحاكم فزعيمها حسن الترابي كان مستشاراً في القصر، وعلى عثمان محمد طه كان زعيم مجلس الشعب، حيث قدم اقتراحات بتعديل دستور1973م تستهدف تحويله الى (دستور اسلامي ومبايعة نميري اماما للمسلمين) ولكن ذلك وجد معارضة قوية من الجنوبيين بقيادة مولانا ابيل ألير وجوزيف لاقو ومن المجموعات المايوية والمستنيرة وسط النخبة الحاكمة وانعكست هذه الخلافات والصراعات في الموقف من المحاكمة في طورها الجديد ففريق التحري (أمن الدولة) كان ينظر للقضية المطروحة كقضية سياسية لاعلاقة لها بالردة والكفر ومن خلال ذلك تحول جهاز الامن وبعض المايويين النافذين بهدف ايقاف اجراءات المحاكمة واعادتها الى وضعها السابق وقام النائب العام وقتها، المرحوم الرشيد الطاهر، بكتابة مذكرة لرئيس الجمهورية وضح فيها مخاطر استمرار المحاكمة بشكلها الجديد على النظام الحاكم وعلاقاته الداخلية والخارجية, واشار الى انها تسئ للنظام وتعمل لمصلحة قوي المعارضة(...) وفي مارس1985م نشرتها مجلة التضامن اللبنانية المعروفة بعلاقاتها الحميمية مع النخبة الحاكمة ونتيجة لكل ذلك اصدر نميري توجيهه للمكاشفي بالتراجع عن اتهاماته الجديدة والحكم في القضية على اساس الاتهامات الاولي وحدث ذلك في جلسة24/2/1985م حيث حكم على المتهمين بالسجن والجلد والغرامة بتهم الانتماء لحزب محظور والمشاركة في معارضة النظام الحاكم.

    * المحاكمة اذن فضحت التدجيل باسم الاسلام واستخدام الدين كسلاح حاسم في مواجهة قوى المعارضة السياسية وساعدت في تحريك المعارضة لتنظيم صفوفها واسقاط النظام الحاكم واستعادة الديمقراطية وبدأ ذلك بتكوين التجمع النقابي في جامعة الخرطوم وتوجه القوى السياسية لتوحيد نفسها في جبهة موحدة. ومع كل ذلك يمكن القول ان تراجع المحكمة عن اتهاماتها الاضافية كان انتصاراً جزئياً وتراجعاً تكتيكياً مؤقتاً فرضته ظروف الصراعات داخل السلطة الحاكمة واتساع الضغوط المحلية والاقليمية والدولية. ومع ان تطورات الواقع ادت الى اسقاط النظام بانتفاضة مارس/ابريل1985م فان ذلك لم يؤد الى الغاء قوانين سبتمبر1983م ولا الى تغيير جذري في طبيعة الدولة وقوانينها ومؤسساتها ولذلك وجدت(بقايا مايو)، ممثلة في الجبهة القومية الاسلامية والفئات الطفيلية بشكل خاص، فرصاً واسعة للعمل بهدف المحافظة على ركائز النظام المايوي تمهيداً للقفز للسلطة بانقلاب30يونيو1989م. ومن هنا كان على قوى الديمقراطية والتقدم العمل على استكمال انتصارها على قوى الهوس الديني في ظروف جديدة وهذا مايشير اليه نشاطها في فترة الديمقراطية الثالثة وهو نشاط موثق وظل مستمراً في فترة حكم الانقاذ وحتى الان. والمهم ان الذكرى الثانية والعشرين لمحاكمات ردة الجمهوريين والبعثيين تؤكد ان حركة النهضة السودانية والعربية لاتزال تواجه نفس التحديات، تحديات مواجهة قوى التخلف والهوس الديني وفتح الطريق لنهضة وطنية وقومية شاملة ترتبط بجذورها الحضارية والثقافية وبالعصر الراهن في نفس الوقت. وفي هذا الاطار نناقش في فرصة قادمة التأثيرات الايجابية والسلبية لمحاكمة1985 على تطور حركة الجمهوريين وحزب البعث السوداني، فكرياً وسياسياً، خلال الفترة اللاحقة حتى الان ... هل مازالوا يشكلون جزءاً من حركة النهضة والعقلانية؟ أم أنهم تراجعوا الى مواقع متخلفة وظلامية؟؟

    محمد علي جادين
                  

العنوان الكاتب Date
الجمهوريون والبعثيون امام المقصله: محمد على جادين altahir_203-04-07, 04:40 AM
  Re: الجمهوريون والبعثيون امام المقصله: محمد على جادين altahir_203-06-07, 11:48 PM
  البعثيون ومحكمة الرده: محمد على جادين جزء2 altahir_203-11-07, 07:17 AM
  البعثيون ومحكمة الرده ( الدين والدولة العلمانيه) ج3: محمد على جادين altahir_203-21-07, 05:43 AM
    Re: البعثيون ومحكمة الرده ( الدين والدولة العلمانيه) ج3: محمد على جادين A.Razek Althalib03-21-07, 09:24 AM
      Re: البعثيون ومحكمة الرده ( الدين والدولة العلمانيه) ج3: محمد على جادين altahir_203-21-07, 10:45 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de