دراسات حرة: الخطاب المأزوم ومجال الممارسة الاجتماعية التي يتحرك فيها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 05:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل محمود احمد الامين(adil amin)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2006, 05:21 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دراسات حرة: الخطاب المأزوم ومجال الممارسة الاجتماعية التي يتحرك فيها

    يعمل الدكتور «باتريك شارودو» في جامعة باريس - الجنوب ويدير مركز تحليل الخطاب في فرنسا وقد حرر «شارودو» عديداً من الكتب التي جعلته مختصا في تحليل الخطاب وفي الوسائل الإعلامية ،من بينها: خطاب الأخبار الإعلامي (7791)، الخطاب المصادر (7791)، التلفزيون والحرب (1002)، قاموس تحليل الخطاب 2002)، وسائل إعلام الأنباء - استحالة شفافية الخطاب (4002).
    يتناول كتابه الحديد الخطاب السياسي من زاوية الكلام المستخدم ومن هذه الزاوية بالذات فإنه يعتبر هذا الخطاب ممارسة إجتماعية تسمح للأفكار والآراد والتصورات أن تنتقل في مجال عمومي يتواجد فيه مختلف الفاعلين الذين يرتبطون فيما بينهم باحترام بعض قواعد النقاش والتداول.
    ولكن الخطاب السياسي يتغذى أيضا بالرغبة بل والحاجة إلى التأثير على الآخرين بما يخلق علاقات قوة تقود في وضع السيادة الديمقراطية إلي استخدام استراتيجيات متعددة وبوجه خاص الاقناع والاجتذاب والتي توظف فيها مختلف «الرساميل السياسة والثقافية والاجتماعية» لرجال السياسية، ومختلف التصورات الاجتماعية القائمة التي تشترط بشكل ما الخطاب، فالصورة التي يريد فيها صاحب الخطاب إبرازها إزاء منافسة ولإقامة علاقة بينه وبين الجمهور الواسع مرتبطة بهذه الوقائع الملموسة.
    بمعنى آخر فإن المؤلف لايريد تناول هذا الخطاب السياسي أو ذلك سواء أكان خطاب يسار أم يمين، أم كان خطاباً فاشياً أم توليتارياً أم متطرفاً، بقدر ما أنه يهدف إلى تعيين مجال الممارسة الاجتماعي التي يتحرك فيها الخطاب وتوضيح شروط ظهوره وانتشاره كل سلطة قائمة هي «بجزء منها سلطة القول والصورة كما يعبر الكاتب «مارك أوجيه» هذه السلطة تمر إذن بمد وقائع الكلام الذي يستخدم وعبر الانطباع الذهني لدى الجمهور حول السياسي.
    يطرح مشكلة أساسية: هل الأمر يتعلق بخطاب ينتج في المجال السياسي، أم أنه يتعلق بالسياسة كخطاب، هل الفعل السياسي ثانوي بالعلاقة مع الخطاب، أو أن هذا الأخير يمثل عكس ذلك قاعدة السياسة بما يجعله يشكل بنية فوقية لها وإذا ذهبنا أبعد من ذلك نرى ان مشكلة تناول الخطاب السياسي تطرح قضايا متعددة ألا وهي: الكلام - الفعل - الحقيقة - السلطة وبالتالي تعدد الأبحاث حول ذلك حسب الاختصاصات، فلسفة، أم علم اجتماع، أم علم النفس الاجتماعي، أم العلوم السياسية، أم العلوم الألسنية بحيث يصعب تحديد اشكاليات السياسة والخطاب السياسي.
    وفي هذا الابد من تمييز بين السياسة والفعل السياسي، فالأولى تتعلق بكل ما ينظم الحياة الاجتماعية باسم بعض المبادئ التي تشكل نوعاً من المرجعية المعيارية. بعبارة أخرى السياسة هي نمط من الوجود لحياة مشتركة يتوافق عليها مجتمع بشكل أو بآخر.
    والثاني يعني الممارسة السياسية في إدارة شؤون الحياة الاجتماعية عبر علاقات سلطة وسلطة موازية أو مقابلة.
    إذن وبالتأكيد ان العلاقة بين السياسة والممارسة السياسية هي علاقة جدلية لأن هذه الممارسة لايمكن ان تجري دون المبادئ التي تؤسس السياسة، ولأنه لايمكن تصور السياسة إلا ضمن فاعلية تجعلها محط التجربة والاختبار.
    ومن هنا فإذا كان الخطاب السياسي يحتاج إلى مرجعية السياسة فإنه يعمل عبر ممارسة اجتماعية للفعل السياسي، ومن خلال مجال عمومي يتحرك فيه داخل النظم الديمقراطية.
    والواقع أننا أمام هيئتين إن صح التعبير ألا وهما الهيئة السياسية التي تأخذ على عاتقها القيام بالفعل السياسي، والهيئة المواطنية التي تضطلع باختيار ممثليها إلي السلطة السياسية، إلا أن هناك فرقاً بينهما، لماذا ؟ لأن عمل الهيئة السياسية يتمحور على اتخاذ القرار بينما يرتكز عمل الهيئة المواطنية على التفويض.
    وإذا كانت فاعلية الهيئة الأولى قائمة على «ما هو ممكن» فإن فاعلية الهيئة الثانية قائمة على «ما هو مرغوب».
    والمهم في هذا أنه لايمكن فصل الخطاب السياسي عن كل من الهيئتين، وبما يجعله لايعني المبادئ والمعايير للحياة السياسية ،وإنما أيضا «مكونات الظاهرة السياسية» برمتها حسب تعبير المفكر الفرنسي «كلود لوفور».
    وإذا كان لابد من التأكيد على أننا كائنات فردية، فإننا كائنات جماعية بنفس الوقت، أي أنه لايمكن تخيل فرد دون محيط اجتماعي، بنفس الوقت الذي لايمكن فيه تصور ذات إنسانية لا تتميز عن غيرها بشكل أو بآخر.
    والخلاصة أنه عندما يفتح خطاباً فنحن أمام اكراهات معيارية ومصطلحات لغوية نستخدمها في علاقتنا مع الاخرين في الوقت الذي نمارس فيه ذاتنا الإنسانية، الأمر الذي يفسر في النهاية تناول السياسة برمتها (مبادئ ومعايير وفعلاً أو ممارسة سياسية) عبر الخطاب السياسي بالذات.
    من ذلك فإن الاتصال الإنساني هو نوع من مسرح واسع تتحقق عليه علاقات البشر، أدواراً معروفة أو متوقعة في بعضها، وأدواراً غير مرئية ولا منتظرة في بعضها الاخر.
    وفي المجال السياسي، فإن هذه العلاقات هي علاقات تأثير ونفوذ سلطة حسب مواقع وأدوار الفاعلين السياسيين، وذلك ضمن ما يسميه الكاتب بـ«عقد الاتصال السياسي» لماذا ؟ لأن كل خطاب هو نقطة تقاطع بين حقل الفعل السياسي، (مكان التبادلات الرمزية، الحقل المنظم حسب علاقات النفوذ والقوة فيه كما يقول العالم الاجتماعي «بورديو» وبين حقل المنطوق السياسي (مكان الكلام المستخدم مرجعيات وتصورات بين الفاعلين السياسيين).
    ويحيلنا الكاتب إلى مسألة أساسية، ألا وهي العلاقة التي يقيمها السياسيون مع «المتصور الاجتماعي» أي جملة الرؤى والأحكام والمعايير القائمة في الذهنية الاجتماعية حول الواقع والاخر والعالم.
    فهذه المنظومة هي التي تقوم بتأويل الواقع وإدخاله عالم المعنى الذي تحتاجه كل جماعة بشرية،
    وهذا لايعني أن المتصور الاجتماعي صائب أم خاطئ ولكن يعني ذلك أنه يؤخذ من قبيل الحقيقة.
    وهذا المتصور الاجتماعي من شأنه أن يدخل مجال النظريات والعقائد والايديولوجيات، إنه ما يعتقده الناس على أنه حقيقي ويدركون من خلاله الأحداث والأفعال الإنسانية، بل انه يشكل نوعا من هوية لهم.
    بمعنى اخر فإن الخطاب، أي خطاب كان مرتبطا بعالم المتصور الاجتماعي المختلط والمتداخل والذي يستعم بعضه بعضاً.
    وإذا كان المتصور الاجتماعي ليس عقلانياً فإن الخطاب يعمل على إكسائه بالطابع العقلاني مثل خطاب «الصفاء الوفي» أو «التفوق الثقافي» أو «التقدم التكنولوجي» أو «السوق الحرة»....الخ.
    هذا ما ينقلنا إلى الخطاب السياسي بحد ذاته، لماذا ؟ لأن المتصور الاجتماعي جزء لايتجزأ منه.
    فمهما كانت الطرق التي تعالج بها هذا الخطاب، فإنها تعيدنا دائماً إلى قيم في الحياة الاجتماعية ،قيم إيجابية بطبيعة الحال، لأنها تتعلق بالرفاه للفرد، والازدهار الاجتماعي، والمساواة، والعدالة... والمسألة هنا لاتتعلق بمصداقية هذه القيم وإنما بقوة الحقيقة التي تكتسيها والتي يجعلها تعلو فوق كل شيء.
    ولكن هل قوة الحقيقة موجودة في جوهر الحقيقة بالذات أم أنها موجودة في الأثر الذي تتركه في الجمهور؟ في الحالة الأولى تبدو الحقيقة وكأنها بدهية مستقلة، وفي الحالة الثانية فإن قوة حقيقية تعني الاعتقاد بها وكفى.
    في كافة الأحوال فإن بعض الحقائق تظل موضوع النقاش والسجال في المجال السياسي، بينما إذا أخذ بالحقيقة كأمر على الجمهور، فإن هذا الأمر نفسه مرتبط بالقصور الذي تحمله كل جماعة إنسانية عن نفسها وواقعها والعالم.
    وباعتبار أن المتصور الاجتماعي متعدد فإن الخطاب السياسي ليس واحداً بالضرورة، لأن بعضه يقيم نفسه على «متصور التقاليد» التي يعتقد بصحتها أو متصور «الماضي الذهبي» أو متصور «الأصول الخاصة» أو «متصور الحداثة» أو متصور «المجتمع الإعلامي» وذلك كحالة مثالية مرغوبة.
    وهذا التعدد في التصورات الاجتماعية يمكن ان يطرح حتى بالنسبة لمجال واحد فيها.
    فمثلاً الخطاب السياسي حول الديمقراطية ليس واحداً. هل الأمر يتعلق بديمقراطية تمثيلية وكيف ؟ أم أنه يتعلق بديمقراطية مباشرة وبأية شروط ؟ أم أنها ديمقراطية لامركزية (أقاليمية) أو طائفية (بالنسبة لبعض بلدان الجنوب)؟.
    هل الخطاب الديمقراطي في حالة أوروبا يعني إقامة فيدرالية دول - أمم أنه اتحاد أمم سيادية تحتفظ بخصوصياتها القومية، أم أنه يعني تحقيق تضامنات لاتحقق وحدة ولا اتحاداً والكاتب يلح على ان الخطاب السياسي كممارسة اجتماعية قد تغير بفعل التطورات التي جرت في المجتمع.
    تفكك الجماهير الواسعة إلى مجموعات اجتماعية واعية لمصالحها وتدافع عنها، ارتفاع مستوى المعيشة، انتشار التعليم، ازدهار المعرفة، تضارب العلاقة بين النخب والشعب، وجود سلطات وسلطات مقابلة، بروز مجتمع مدني جديد، انحسار دور الدولة الراعية، تضعضه الايديولوجيات الكبرى.. لقد قاد هذا كله إلى متصورات جديدة للحياة الاجتماعية.
    ولعل خطاب «ليونيل جوسبان» رئيس وزراء فرنسا الاشتراكي عام 1002 يرمز إلى نوعية الخطاب السياسي الجديد، فالأمر لايتعلق بالنسبة له بوجود فرنسا قوية أو حداثية لماذا ؟ لأنه لايمكن ان تكون هناك من فرنسا قوية وحداثية إلا إذا تم العمل ضد الظلم الاجتماعيه.. وإلا بالتضامن بين المواطنين ،وإلا بجمهورية أكثر ديمقراطية، لاتقبل التقسيم وتؤكد على وجودها داخل أوروبا موحدة (السيادة ما فوق القومية) تخدم هوية كل شعب داخلها (هوية قومية). باختيار أنه خطاب يريد الجمع بين التاريخ والجغرافيا ومتطلبات العصر القائم.
    بهذا يكثر القول حول ان السياسية لم تعد كما كانت في الماضي، إنه لايوجد من قضايا كبرى للدفاع عنها، ولا مشاريع حقيقية لتغيير المجتمع، ولا من نقاش سياسي شامل ومعمق، ولا يوتوبيا جديدة تحرك أوسع الجماهير.
    وإذا كانت التطورات الجديدة تفسر هذا الواقع، فلابد من الالتفات إلى مفعول وسائل الإعلام الحديثة وانعكاسه على الخطاب السياسي نفسه.
    فكل مجتمع يحتاج إلى وسيط اجتماعي أي منظومة من القيم التي تعطي الشعور بوحدة اجتماعية وبكينونة مشتركة.
    ولكي تلعب هذه المنظومة دور الاسمنت اللاحم فلابد أن تكون متقاسمة بين جميع الأفراد ومن أجل ذلك فإنها تحتاج إلى دعامة أو هيئة اجتماعية تسهر عليها متمتعة بذلك بنوع من الهيبة والنفوذ.
    ففي القرون الوسطى كانت الكنيسة هي التي تؤمن انتشار «الأخلاق الدينية»، وفي القرن الثامن عشر قامت المنشأة الإنتاجية ببث «أخلاقية العمل» وفي القرن العشرين قامت وسائل الإعلام بتعميم «أخلاقية الاتصال».
    لقد أصبحت هذه الوسائل «الآلة» الجديدة لحركة المجتمع، إعلاماً وتحليلا وشرحا واتصالات ومسرحة للحياة الاجتماعية واجتذابا للجمهور.
    علاوة على ذلك فلقد أصبحت في وضعية طرح المسائل التي تريد وحلها وبالشكل الدرامي الذي تنتهجه وعبر أنماط الإخراج التي تقدمها للوقائع والأحداث.
    إنها تبني رؤية للعالم بحيث أصبح من الصعب التفريق بين ما هو واقعي وما هو خيالي، والتمييز بين العقلاني والانفعالي، والفصل بين الحقيقة وبين ما يتراءى حقيقة، والعزل بين المجال العام والمجال الخاص في الحياة الاجتماعية، والتباين بين الزمن الإعلامي وبين الزمن السياسي.
                  

العنوان الكاتب Date
دراسات حرة: الخطاب المأزوم ومجال الممارسة الاجتماعية التي يتحرك فيها adil amin01-04-06, 05:21 AM
  Re: دراسات حرة: الخطاب المأزوم ومجال الممارسة الاجتماعية التي يتحرك فيها adil amin01-05-06, 11:13 AM
    Re: دراسات حرة: الخطاب المأزوم ومجال الممارسة الاجتماعية التي يتحرك فيها adil amin01-07-06, 09:25 AM
      Re: دراسات حرة: الخطاب المأزوم ومجال الممارسة الاجتماعية التي يتحرك فيها adil amin01-07-06, 09:46 AM
  Re: دراسات حرة: الخطاب المأزوم ومجال الممارسة الاجتماعية التي يتحرك فيها adil amin01-14-06, 03:51 AM
  Re: دراسات حرة: الخطاب المأزوم ومجال الممارسة الاجتماعية التي يتحرك فيها adil amin04-02-06, 06:47 AM
  Re: دراسات حرة: الخطاب المأزوم ومجال الممارسة الاجتماعية التي يتحرك فيها adil amin05-04-06, 05:57 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de