دع ... للحياة ... معنى ... (2) ...

Quote: سادتى وأهلي الأحباء .. لم يعد في العمر بقايا صمت ، ولم يعد فى بلادي بقايا عمر نقضيه مُصفقين لكتاباتنا المُلغمة بالمُشاحنات والضد والمع. ولم تعد الأسطر المحفورة على صفحات الانترنت تقينا من عجزنا وجهلنا بما يصنعه الزمن، ونحن نبحث عن بناء لحياتنا ولكنه في واقع الأمر مجرد جدار لا يقي من الصقيع ولا أمطار الخريف . السودان ملئ بالتاريخ المكتوب والمسموع وإختلاف السيرة البشرية فيه ، نعيش جُل حياتنا فى مقهى كبير نتسامر ، ونلاعن بعضنا ، ونقترح بلا عمل أو سداد فى الفكرة ، جميعنا نعاني من اللا نظام الذي لا فكاك منه ان كان تربوي او تعليمي أومنهجي او في سياسة الأمة . فقرنا هو فقر مادة ، فقر إدارة ، وفقر معلومة ، قدرنا ان نُُخلق وسط عالم ملئي بالمشاكل الغير طبيعية ، نموت جوعاً ومرضاً ومؤخراً نموت جهلاً .. يا شعبي فيكم من هى أمى ، وصديقتي ، وأخي ، وصديقي ، وأحبائي وكل من يهمنى أمره ولكني عاجزة ان أتصدى وحدي لما هو يوجِعكم ولما هو يُوقِعُنا فى خطر الموت . منذ ان إبتدأ رمضان وأنا أزور عدد من بيوت العزاء إن كان لأقرباء أو معارف أو مشاهير ، وحينما أستفسر عن سبب الوفاة يصقعني الخبر إنه السرطان ( هي فى اللسان ، واخر فى الدم ، وصغيرة فى الثدي .. الخ). من اين جاء هذا الأخير والى أين يذهب ومن سيتقصد. ما يحززني أننا أهل فقر وضعف فى الدم ، وملاريا ، وكثير من الوبائيات بفعل وضعنا كدولة من العالم الثالث ولكن الان يهاجمنا هذا السرطان ويقضي على ثمار العمر والقضاء على الجيل الواعد وأبائنا. الأهالي في بلادي ليسوا بالحرص او الوعي لاستدراك خطورة القادم من هذا السرطان. وليسوا بالمهمومين بالمشاكل الصحية والبيئية – الا من رحم ربي- ودولتنا الفقيرة لن تكترث بالمواطن، ولا تدبُر أمر صحته . إذن لابد من حل شعبي ، إنساني ، رحيم يُنقِذ ما تبقى من أجساد الملايين الموعودة بالمرض . الا وهو زيادة الوعي الصحي ومستوى الثقافة الصحية ، ونشر الوقاية من الأمراض الفتاكه . لسنا بأصحاب مال ولا ثروة ولكن فى الروح والبال هم يشغل حيز للقادم اذا اطال الله فى الاجال ، يشغلنا الجهل، ومحنة الجميع حينما يخيم عليهم بؤس الموت والألم واللهث وراء المستشفيات ، وإرهاقهم بتكاليف العلاج . كثيرون مثلي لن يستطيعون توفير المادة ولكنهم بالكاد سينقذون أخر رمق لابتسامة شاحبه ، سينشرون حس الوعي الصحى والمعرفي بالأمراض القاتلة منها السرطان بكل انواعه ، الملاريا ، الوبائيات .. فكما إستطاع الشاب زين العابدين الصادق ان يُحي أمل مستشفى سرطان الأطفال فى شريحة الشباب ليتكاتفوا ويتعاضدوا من أجل فكرة إنسانية خيرية . إذن واجبنا نحن الذين أضعنا فى العلم سنوات طوال ان نُساهم فى إحقاق حق هذه البلاد ونشر المعرفة فى الميادين والمحطات والشوارع والمدارس والاعلام والمناهج لنناصر هذا الفتى بالمجهود والدراسة والتطوع لنشر المعرفة الطبية . ليفقه الإبن والأخ والخال والشعب بأكمله ان الصحة تاج على رؤوس الإصحاء لا يدركها الا المرضى ، وان درهم وقاية خير من قنطار علاج. نحن مجموعة من الشباب المتطوعين بوقتنا الذي يتبقى لكي نُساهم بالفكر والعمل والإنجاز لنقصُد ونطرُق أبواب الأمل والود فنُحيي فى أهالينا رحمتهم وعنفوان إنسانيتهم لينشروا معنا معنى الحياة .. لسنا وحدنا هنالك الالاف تريد ان تجعل .. للحياة .. معنى وأن تُسِهم فى الحلول والمعالجة ولكن ليس هنالك باب واضح المعالم نكاد نُجزم أنه أسهم فى الإرتقاء بالوعي الصحي . ما الحل ؟ ومن بعده العمل ؟ هل نُكوِن جمعية للتوعية الصحية ؟ هل هنالك من هُم أصحاب مخطط مدروس ليساعد فى نشر الثقافة الصحية ؟ هل التأثير بناء- كما نرجو- ليقلل من العلاج ويُكثر من الوقاية ؟ هل من فيكم مِثلنا يسعى لتنوير الغير بخطورة حياتهم ودمارها ؟ هل ستسعون مثلنا للَم شمل المرضى بألام السرطان ليآزروا بعضهم البعض فى محنتهم المرضية ؟ هل من جمعيات تتعاون معنا لمدنا بالتدريب المعرفي الكامل ؟ جميعها اسئلة لمشاركتنا هذا الوجع .. نحتاج لقوة مجتمعه تبني صرح سودانى شاب ناضج مُعافى . كل من لديه الافكار والحس الإنساني او التخصص فى هذا المجال ، يفيدنا بعلمه إما بالمعلومات أو شبكة إتصالات جيدة بأهل العلم فى مجال الوبائيات والسرطانات ونحن سنتطاول من أجل تحقيق النجاح والتنفيذ بعلاقاتنا وإنتاجنا المعرفي ، نحتاجكم لمشاركتنا هذا الهاجس ، فقد يكون لديك من الزوايا ما لم نراه ، أو لديك من الحلول ما لم يتاح لنا ، شِد من أزرنا لنقف على أرجلنا ونحن نخلق مجتمع مُنتج وصحي . بالله عليك .. إن كُنت إنسان <<<<<< دع .. للحياة .. معنى .