أسامة معاوية الطيب ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خضر حسين خليل(خضر حسين خليل)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2005, 05:34 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسامة معاوية الطيب ... (Re: بدري الياس)

    دي الكتابة الطلبتها عن كريمة يابدري شفتنا سريعين كيف

    Quote: سرير الروح
    كانت الغرفة الشتوية تضمنا كلنا .. الأسرة كلها والكانون لامع الجمر ونافذ الدفء وحلة المديدة وقناديل عيش الريف والراديو ونشرة 8 والربوع وربما لسان العرب لو تأخر العشاء قليلاً .. والأحلام .. كل أحلامنا كانت معنا في هذه الغرفة .. كان العالم حينها غرفة صغيرة .. أصغر من عالم اليوم (القرية) .. (الجرسلين) كان سيد الموقف والأرجل تبكي تشققات البرد الناشف .. الشتاء يختزل كل البيوت إلى غرفةٍ واحدة .. ويختزل الشوارع إلى صفير هواءه البارد .. ويختزل الزول كلو إلى مكابدة ألم الدماء تنزف من رجليه .. ويختزل الخوف في لحظة الوضوء أو (الشطيف) صباحاً للذهاب للمدرسة أو حتى المسح بالصابون على اليدين المغبشات والماء يكاد ينزل على اليدين كالحجارة .. يختزل الحلم كله إلى ليالي الصيف المقمرة فقط .. كان الشتاء يكسو القرية بصمتٍ قلق ورائحةٍ نفاذة تقاطع الطرقات بتميزها .. عم (أحمد بخيت) المؤذن كان أكثر الناس نشاطاً في الشتاء لأنها فرصته الوحيدة التي يسمع فيها آذانه والصمت جاثمٌ على القرية وربما ليزيد عنت المحتمين بالغرف بمجرد التفكير في الوضوء والماء يمدُّ لسان ثلجه على الأرجل الباكية .. وهذا وحده ما يفسّر تكراره للآذان أحياناً .. غالباً كان يؤذن للصلاة مرتين .. كان البعض يقاوم دنياه كلها ويمسح على جروحه ويصلي ويحتمي البعض الآخر وراء ( لا ضرر ولا ضرار ) ( الله ذاتو قال ما ترموا نفسكم للتهلكة ) الشتاء من شرع فقه الضرورة وبرع الناس في التفاسير واستسلموا لدفء الكوانين وبوخ المديدة .. ما كنا نعرف أيامها (الماضوية) والآن ندمنها وتقتلنا.
    وكريمة هذه المدينة التي تقاطع عندها القطر والباخرة فكانت .. أصغر كثيراً من قريةٍ كبيرة ولكنها كانت تسد رمق أحلامنا قناعتئذٍ .. كان فيها (تاني دور) .. والفطور بالفول وربما الجبنة البيضاء .. وكانت بقالة ( الصفا ) تعرف كيف تخلط الليمون وتسميه (البارد) ..كان فيها بنطلون بنطولين حايمات .. بها صيدليتان .. الشمالية والسكة حديد .. إذن فهنالك دواء غير السلفي الذي أرهق أمراضهم كلها .. والمستشفى الذي يعمل فيه الصينيون .. العيون الصغيرة هذه وحدها كان تفسر للكثيرين معاني مدينة .. اعتقد أنها المدينة الوحيدة في العالم .. لا .. دعوني أجزم إنها فعلاً المدينة الوحيدة في العالم التي كان بها تاكسي واحد ( فقط فولقا واحدة .. لا لون لها تزدان بدائرة على بابها الأمامي مكتوبٌ عليها تاكسي كريمة) لم أحظى بمعرفة أحد راكبيه طوال سنين حرصي على ذلك .. كانت كريمة نهاية العالم .. يا إلهي كان هذا العالم غايةً في الكبر .. تنتظر سنين عديدة حتى تتوقع زيارة كريمة .. إذن غدا سترى كل ما حكوه عنها .. ( والله فيها جنس بنات .. ثم تعقبها حركة صوت بالفم المضموم مع هزة الرأس) غداً ستفطر بالفول والعيش .. كثيراً ما يفطر بالفول في قريته ولكن (الفطير) كان يفسد اللذة عنده كثيراً ( ياخي كريمة دي فيها عيش إن كسرت رقبتك ما تزيد الوحدة ) غداً سأكسرها وأزيد الواحدة .. يا ليت لي بنطلون آخر غير بنطلون المدرسة التعيس هذا – كان خيطّه ترزي الجلاليب مضطراً لمقابلة ظروف المدرسة ولكنه لا يندرج إلا تحت قائمة ذوات الأرجل فقط - لا يشبه البناطلين مطلقاً .. لم يسمع عموده عن الاستقامة طوال حياته وبعد ذلك تفضحه خيوطه البيضاء على لونه البني .. ليت لي واحد فقط غيره ( نقابل بيهو بنات كريمة ديل ) يجلس لمذاكرة قائمة المشتريات وهو غائب الذهن حالمٌ بعالم كريمة لا نهائي الدهشة .. أول شي نمشي مطعم (عوض يحيى) نضرب الأفوال بعدين نشوف الفي الكتاب .. حين يصل مطالع العصر للقرية وينزل من الباص يبدأ ينزل أكياسه وهو يطالع المستقبلين بنصف عين .. وزهوٍ ونصف .. و انتصارين كاملين .. وأهم حاجة كيس الفواكه ( فول الحاجات غالباً ما يدخل هناك في عائلة الفواكه ) والترمس والموز وبعض رغيف حتى لا يترك مجالاً للمغالطة .. بعضهم سيقول له (والله تلقاك اشتريت الحاجات دي من نيمة حزيمة وجيت راجع ) ونيمة (حِزيمة) هذه سوقٌ آخر يختزل الكون في شجرة .. لكن حزيمة ليس بها مثل عيش كريمة .. ليته يستطيع أن يحضر لهم بارداً حار من بقالة الصفا .. لكنهم سيصدقونه لا محالة لأن بعض أثار الدهشة ما زال يعلق ببنطلونه التافه .. وسيتكلم عنها جيداً ( عارف لكن السوق التحت فيهو فول أحسن من السوق الفوق .. بعدين انت الاستديو التحت دا صح الصورة الفيهو دي صورة (صديق أحمد)؟ .. والله نادي (النسر) اسمح من نادي (الهلال) مليون مرة .. وعارف (مليون صنف) دا الطيارة ان درتها تلقاها فيهو) كانت كريمة بعيدة جداً عن خواطرهم حتى لتضطره لمثل هذا الحديث ليصدقونه .. ليتهم كانوا يعلمون أن العالم كله لا يمرّ بكريمتهم هذه .. يبدأ وينتهي وهي غارقة في فولها المسيخ وشجرة القطر العتيقة .. هذه المدينة الاستثنائية التي حققت سبقاً كونياً لم ولن يحدث حين خرج القطار عن قضبانه ذات قلقٍ ما وسار في طرقاتها الترابية إلى أن استقر بين أكياس الدقيق في طاحونتها العتيقة .. كريمة من كسر التشبيه ( كالقطار لا يخرج عن قضبانه) .. كسرت أمثال وتشبيهاتٍ كثيرة .. قبل أن تكسر نهايات الكلمات في لهجة الشايقية.
    الآن يطالع السماء يرقد على يديه في (قاهرة المعز) ينتظر نتيجة إعادة التوطين .. يفرح بها .. ويفرح له الآخرون فرحاً عميقاً .. هل تحسستم الذاكرة هذه حين أومأت لنا السنين بغربةٍ مفرحة؟ حين تخذل الصبية أحلامهم فيبيتون على الطوى يأكلون الأماني ؟ هل تحسستم صوت أمهاتنا يطالعننا بعيون قلوبهن ونحن فقط نجهّز للداخلية والآن ينزفن أمومتهن كلها ويودعننا لحضن شقروات العالم الأول؟ هل تحسستم إدعاء تماسك الآباء حين نخذلهم برغبةٍ في السفر ويخذلهم الواقع في إقناعنا بجميل الانتظار؟ هل تحسستم ثقل هذه الأسئلة ؟ تتحسسنا هي ولكنا نغالط الروح بمكابدة الرهق ونحن ندعي الانتباه ونبرر ( امشوا في مناكبها ) نحمل على مناكبنا نكبة العالم وقهر الآمال.
    يطالع السماء برحيق وروده التي جفت على شباك حبيبته وهي تخطو نحو بيتها الجديد من دونه وهو يستلف قميصاً مناسباً فقط ليبدو متماسكاً ويبشّر به في عرسها .. وروده التي خلقها من دمه ومشاوير شبابه الطفل وتعلقه بالحياة الرافهة ورحيقها الذي سال من عينيه دمعةً دمعة وهو يكتب لها الرسائل والقصائد تحت ضوء القمر .. يا لحبيبته .. تنسرب الآن من ضلعه الأيسر وتدخل قفصاً آخر .. شهد ضلعه الأيسر هذا شعراً كتبته ليالي النجيلة والحلم وتساقطت بينه النجوم تشعله ببريقٍ لا نهائي البياض .. شهد رسماً يصل حتى الطفل الخامس .. ويغيّب دمع الفرح بينهما لون كوب العصير على المائدة ويداهما تتحسسان العمر على مهل .. هل الحبيبة كذبة الحياة التي تجيدها؟ هل نحن كذبة الحبيبة التي تراهن عليها؟ هل الدموع التي غسلت المناديل ذات حبٍ قديم كانت مجرد ماء لا لون له ولا طعم ولا رائحة .. ونحن فقط من نغالي في الحلم؟ يرقد .. تحته أغنياتٌ قديمة ما عادت تشجيه وقد تفرق غيم الوعد .. فوقه أوتارٌ ما عادت تعزف بينه وبينها لهفة اللقاء .. إذن فالسفر تـأشيرة الخروج الوحيدة من الدم .. تأشيرة الدخول لحزنٍ أبدي .. والرفاق بلون الهزائم يتوزعون بعرض الخريطة .. تعزيه تكنولوجيا الاتصالات ويشجيه الدمع .. كانت يديه ترجفان وهو على كافتيريا الجامعة يقاسمها ساندوتشات الشاورمة ويتمنى قضم إصبعها كل حين .. يقرأ لها القصائد ( إيدك الوكتين تماسي يضحك الزمن البريدك وتبتهج كل الأماسي .. تنسى دنيانا المآسي .. ويوم تفترني القصايد حرفي يرتاح في نشيدك .. انت والشوق أغنياتي .. وبين هواكي الجاني منك وبين عويناتك حياتي .. ولما تسرحي فيكي بسرح وفي تسرح أمنياتي .. شيلي دربك من عيوني وشتتيني غنا المدينة .. لا بيشيل غنواتي مقطع لا قصايدي الطال أنينا .. ولا الزمن صدق حكايتي ولا مشاويرو الضنينة .. واصلي بيك مجبور أغني وياما فوقك كم بهاتي .. ياك حياتي وياك حياتي .. رعشة ايدك يوم تسالم رشة المطر الصحاري .. وراحة ايدك ضي دريبي وهمسة النيل للقماري .. وراجي منك نيل بسيمتك لو يبل حلق انتظاري .. وياما فوق دربك متيم وانت بالبي ماكي داري .. انت بقة شوق بيشلع في مشاويري الجديدة .. يوم حروف الدنيا تكتب مدت ايدا ومدت ايدا .. لما شوق اللقيا يكتب مدت ايدا ومدت ايدا .. لما نيلنا يقيف قبالك يحضن النخل العوالي .. ومن دموع اشواقو اشرب حن يبل رمل احتمالي .. وموجة موجة يرش خيالي .. ويبدا يكتب مدت ايدا ومدت ايدا .. فرحة الغبش الحيارى تبقي انت .. ضحكة للناس الفقارى تبقي انت .. رعشة العرسان في دارة تبقي انت .. حس نغيم واسوق فتارى تبقي انت .. غيمة في جواي شرارة تبقّي انت .. ويوم تبقّك نار هوانا بنجري نندفاك قصيدة .. وفيها نكتب مدت ايدا ومدت ايدا) .. مضى زمنٌ طويل وهو يعيش الحلم .. يحبٌ .. يغني .. يعدّ النجوم التي كانت (تتغاتت) عليه يوم سهده وتتزايد .. ومراتٍ عديدة كان تجيئه نهاراً .. يحضر زفاف حبيبته لقادمٍ مملوء الجيوب والأوداج .. يمتلئ بالدمع والدم والحسرة والشعر وعزاءات الصحاب .. وتقوده هذه جميعاً للخروج من الدم .. يرقد الآن تحت سقف القاهرة الصاخب ينتظر موافقة السفارات .. إلى متى سننتظر الموافقة ؟ إن وافقت الحبيبة سيرفض أهلها .. وإن وافق أهلها سيرفض جيبه .. وإن وافق جيبه سترفض الحكومة (ليس عضوا في المؤتمر الوطني ولا حتى الشعبي) يمتلئ رفضاً ويسافر ليراهن على موافقة الغرباء .. يفرح حد الدمع إن وافقوا (مشكورين) على إعادة (تطيينه) ونفرح له حد البكاء .. يالغرابة العالم ..وإبراهيم البِكري يغني ..
    حبّة رملٍ
    تهدِل في قاعِ لمْعَتِهَا !
    أبَعْدَما شربتْ خطوةً
    مرجوةً
    سلفاً ؟
    وأنتْ ؟
    لا زلتَ ترفو نظرةً
    وتنتظرُ
    خارطةً ساحت في رحلةِ الفجرِ ؟


    قليلاً
    تغفو
    وتنتظرُ
    عجيبة غيمة أحلامنا .. تهطل للأعلى .. تصبّ في سماء الوهم .. السماء الممدود منذ زمان بعيد تنمو عليه حشائش رغباتنا الخشنة (فتعلفها خيول الانجليز) ونعلف الصبر نتحاجى بالماضي وتعجبنا مفردة (النوستالجيا) ندفن الجراح في حكاوي الكبار ( كانت الماهية 180 قرش بس .. نكسي منها البيت كلو .. واللحمة ما تتقطع ولا يوم .. 30 يوم السلطة والفواكه والخضارات كلها .. دا كلو في التمانين .. والجنيه يمشي البوستة) آهٍ على ليالي البوستة تلك.. والقرية تحتفي بها .. تسمي بها أكبر شوارعها (شارع البوسطة) الآن تنتمي لعائلة المواد (رديئة التوصيل) كان الناس يهتفون (دايرين بوسطة ومدرسة اوسطى) ما عادت الجوابات تلوّن عيون وكيل البوستة وهو يخطو واثقاً بين الجموع .. ما عادت الجموع تلتفت للافتة العتيقة .. الكون عندهم فقط تأشيرة الخروج .. ينتظرون أبناءهم على آذان الألياف الضوئية يسمعونهم ويُسمعونهم آلاف الحكايا ..أي مكالمةٍ تُفقدهم حد الفجيعة .. حتى ترتبط عندهم المكالمة بالمقابر .. ما بال أهله يموتون واحداً بعد الآخر وهو يحسّن في أحواله ليعود فارسهم من جديد؟ ( والله ما في جديد بس بتول ماتت الأسبوع الفات .. والله ياهو نفس الحال لكن خالك إبراهيم مات أمبارح .. والله ما عندنا أي عوجة .. إنت كان سمعت بي وفاة حسن ود توم؟) لا جديد وما في عوجة والبلد كلها ترقد بين الشواهد .. (إنشاء الله يوم العوجة ما يجي).
    يرقد الآن تحت سماء القاهرة وغداً سوف يقابل السفير .. يستدعي رهافة أمه وورع أبيه وانتظار إخوانه لراحةٍ قادمة وترغُّب أصدقائه في آمالهم (بالله بعدين شوف لينا طريقة معاك) حبيبته الجديدة التي بدأت قبل دخوله المعاينة وتتوقف استمراريتها على النتيجة .. أيضاً يستدعيها.. يا لدمع الرجال .. يبسم بين دموعه ويحضن (حمّيد) أمام أوراقه الكثيرة التي سيدخل بها على السفير .. ويردد ..
    من بيت لى بيت ... يا بكرة يا ريت ... غنواتنا طُعم
    والعالم خيط .. والقابض كان ذات مرة حلم
    والرامي انسان ما انيقن شان الدنيا زمان قالتلو أبيت
    ويا عالم كون بالود مسكون .. كون حُرمة بيت .. رَتّاي وحنونْ
    ويبقى الدناميت من أجل طريق يمشيبو دقيق أو قطرة زيت
    للصابر فوق ما فكّ الريق .. يا سابق الصوت من تنزل موت يا ريت خبيت
    فوق كتف الشوق لى حال مفتوق بي إبرة وخيت
    يتسابق دمعه وحنينه .. لو يوافق السفير غداً.. إذن سينزل للبلد ليودعها أشواقه ويشدّ رحاله للعالم الأول .. لو يوافق .. ليرجع حاملاً الإبرة والخيط للحال المفتوق .. يزرع الخاطر بحقول الغد الوارفة.
    وينام .. العالم واسعٌ جداً في الحلم .. ابيضٌ وأنيق .. ماهلٌ ومتساهلٌ وممدودٌ بلا رتاجات ولا أقفاص .. يوقد أصابعه كهرباء لأهله ويملأ ثلاجتهم من فواكه طريق العمارات .. يحل لغز آلاف الأسئلة المستحيلة .. يزرع أمام منزله الجميل الحليق ( دقن الباشا) .. ويرش بالماء عيون الطريق المرصوفة .. عربته الخضراء تعرف كيف تسير دون أن تضطر لطوابير المحطات وجيوش عساكر الحركة .. حبيبته .. تلبس كل يوم أجمل فساتينها .. تحضن يديه .. تحيط عينيه بعينيها الجميلتين .. تتدفق عليه أنهاراً من الوعد والإلف والحبِّ .. تزرع له ممر خطواته أطفالاً لا يعرفون البكاء والشكوى ولا يبحثون عن الحليب .. يغني لها .. يمسك بأصابعها الوارفة
    عاديةٌ هذه البنتُ ..
    لِذا ..
    هذا النهرُ ينسى
    طعمَهُ العاديَّ في أنحاءِ بِسْمَتِها ..
    ويمضي .
    عصافيرٌ تَدخلُ عُلبةَ الألوانِ
    تَبصُمُ صوتَها الزاهي على حين شَدْوٍ
    من أناملِها ..
    وتمضي .
    ..تُقصِّبُ صوتَ الزهرِ في حلقِ الفراشِ
    مُبلِّلاً بالضوءِ أجنحةً مضوَّعةً ..
    ويمضي .
    نجمةُ الآتينَ
    في أحلامِنا ..
    تمضي .
    دورةُ الأيامِ من شفقٍ ------- إلي شفقٍ ، قِشرٌ
    لِرائحةِ المساءِ بِقُربِها،
    تمضي .
    حينَ هذي البنتُ تقصُدُني بأُغنيةٍ
    أىُّّ برقٍ لِصْقَ صوتي
    سوف يهطلُ ؟
    أين أمضي ؟(*)
    يصحو .. ويمضي نحو السفارة .. يستلف القميص والبنطال والحذاء .. يراهن فقط على العود ويعتقد في تجديد اللحاء .. في رأسه هواجس عدة وفي يديه ورق الدنيا والعالمين وكأن العالم كله ينتظر كتابته .. يتمتم في سره بقلب أمه وجلَد أبيه المخفي خلف نظارته الكبيرة .. يتمنى لو تشاركه حبيبته الهواجس ولكنها تنتظر النتيجة .. أيُّ موتٍ هذا .. شتّان بين الحلم والصحو يا صديقي .. لأن أمطار غيمتك تهطل للأعلى دائماً.
    أسامة معاوية الطيب
    12/10/2003


    أدناه اللنك

    سرير الروح - لأصدقائي بالقاهرة والعالم
                  

العنوان الكاتب Date
أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل05-26-05, 07:27 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس05-28-05, 10:29 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... عبد الله إبراهيم الطاهر05-29-05, 01:48 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس05-29-05, 10:00 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس05-29-05, 10:07 AM
        Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس05-29-05, 10:10 AM
          Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل05-29-05, 03:43 PM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل05-29-05, 03:45 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم05-30-05, 06:11 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم05-30-05, 06:18 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل05-30-05, 07:28 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... المعتمد05-31-05, 00:13 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل05-31-05, 06:39 PM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... محمد عبدالرحمن06-01-05, 02:19 PM
        Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-01-05, 04:38 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-02-05, 00:47 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-02-05, 03:21 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-02-05, 03:46 AM
        Re: أسامة معاوية الطيب ... أيزابيلا06-02-05, 04:28 AM
          Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-02-05, 05:43 AM
        Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-02-05, 05:45 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-02-05, 05:38 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... عبد الله إبراهيم الطاهر06-02-05, 08:44 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-05-05, 09:23 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-05-05, 05:41 PM
        Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-06-05, 09:16 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-06-05, 02:32 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-06-05, 06:47 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-06-05, 07:43 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-06-05, 10:28 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-06-05, 05:34 PM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-06-05, 05:33 PM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-07-05, 09:48 AM
        Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-07-05, 06:51 PM
          Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-09-05, 04:25 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-08-05, 04:41 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-09-05, 04:31 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... عبد الله إبراهيم الطاهر06-09-05, 06:29 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... أسامة معاوية الطيب06-10-05, 06:48 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... nassar elhaj06-10-05, 07:02 AM
        Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-14-05, 02:11 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-10-05, 06:35 PM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-13-05, 04:06 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-13-05, 04:11 AM
        Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-13-05, 11:17 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-11-05, 03:58 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... عبد الله إبراهيم الطاهر06-11-05, 05:50 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-11-05, 03:48 PM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-14-05, 01:21 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... عبد الله إبراهيم الطاهر06-11-05, 06:16 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-11-05, 03:54 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-12-05, 06:06 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... عبد الله إبراهيم الطاهر06-12-05, 08:54 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-12-05, 06:20 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-14-05, 00:19 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-14-05, 04:52 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... عبد الله إبراهيم الطاهر06-15-05, 00:08 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-16-05, 01:56 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-17-05, 11:53 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... عبد الله إبراهيم الطاهر06-18-05, 03:19 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-21-05, 06:00 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... عبد الله إبراهيم الطاهر06-21-05, 06:35 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... yasiko06-21-05, 12:51 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-22-05, 02:12 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-22-05, 03:24 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-22-05, 03:40 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-22-05, 05:16 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل06-23-05, 12:40 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... عبد الله إبراهيم الطاهر06-24-05, 00:32 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... عبدالقادر محمد عبدالقادر06-26-05, 01:27 PM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس06-28-05, 04:17 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم06-29-05, 01:25 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل07-01-05, 02:11 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم07-02-05, 05:56 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... أيزابيلا09-22-05, 03:08 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل09-22-05, 05:48 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل09-23-05, 04:18 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل09-23-05, 05:03 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل09-24-05, 08:20 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... أيزابيلا09-25-05, 02:50 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل09-25-05, 08:43 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل09-25-05, 12:34 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل09-26-05, 12:45 PM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس11-10-05, 02:49 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل11-10-05, 04:28 PM
        Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس11-13-05, 09:49 AM
          Re: أسامة معاوية الطيب ... احمد العربي11-15-05, 02:31 AM
            Re: أسامة معاوية الطيب ... احمد العربي11-15-05, 02:42 AM
              Re: أسامة معاوية الطيب ... احمد العربي11-15-05, 03:47 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل11-15-05, 05:34 PM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... احمد العربي11-16-05, 01:19 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم11-17-05, 02:49 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل11-17-05, 07:24 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... ابن النخيل11-18-05, 05:31 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم11-19-05, 07:14 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... عبد الله إبراهيم الطاهر11-21-05, 09:32 AM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... Ibrahim Algrefwi11-21-05, 10:44 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... بدري الياس12-07-05, 09:43 AM
      Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل12-07-05, 04:02 PM
  Re: أسامة معاوية الطيب ... شرووم12-08-05, 03:17 AM
    Re: أسامة معاوية الطيب ... خضر حسين خليل12-08-05, 03:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de