من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 07:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد سليمان احمد(welyab)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2007, 00:34 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
83- الفصل السادس - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    83 - الفصل السادس - وللإنقاذ والمصريّين جنودٌ مجنّدة من النّوبيّين

    فلتنظروا، يا سادتي، إلى الصّحفي الأريب (أو قل: الغريب) كيف يتّهم النّاس بالغباء، هكذا مجّاناً؛ ولتنظروا إليه كيف يُصدر هذه الأحكام القطعيّة والمطلقة فيُرسلها حَبْقةً تلو حبقة. والرّجلُ قبل كلّ هذا كأنّه يتكلّم قاضياً فيما يجهل؛ فهو ربّما لا يعلم أنّ بلادنا أنتجت التّمر والخضر، والكروم والزّيتون، وذلك قبل أكثر من ألف عام، حسبما ذكره ابن سليم الأسواني الذي زار البلاد عام 950م. وفيما يخصّ الرّتاين والفوانيس، إسمحوا لي، يا سادتي، أن أذكر للأستاذ الصّحفي الطّاهر ساتّي أن الأسواني وصف مدينة سوبا (التي تبعد 20 كلم فقط من الخرطوم) بأنّّها كانت تشتمل على مئات الأماكن للعبادة، وأنّ الشّوارع كانت مظلّلة بالأشجار على جانبيها، وأنّها كانت مرصوفة بالحجر، وأنّها كانت تُضاء ليلاً بالمصابيح، وأنّ المدينة كانت جيّدة التّخطيط وبها أحياء مقسّمة، منها واحد للمسلمين وبه مسجد ...إلخ. وأقول للأستاذ الطّاهر ساتّي (النّوبي ابن جزيرة بِنّا الخضراء ـ تصوّر!] بأنّ هذا هو في الواقع مبتدأ الماضي العريق الذي يصدر عنه السّودانيّون عامّة، والنّوبيّون خاصّة. فأين أنت من هذا؟ وما هي الخلفيّات التّاريخيّة التي صَدَرتَ عنها في خوائك الماضوي هذا؟ ولكن كيف لنا أن نعجب من مثل هذا القول النُّكْر، والأستاذ الطّاهر ساتّي لا يني يفتري على التّاريخ، ماضياً، وحاضراً ومستقبلاً، مستغرقاً في اللجاجة وكتابة "الكلفتة"، إذا يقول:
    ولكن الذين يرفضون خزّان كجبار لم يقدّم أحدهم مطلباً ولا اقتراحاً ولا سبباً مقنعاً للرّفض، وكلّ من يفتح فمه رافضاً يفتح عليه عقله [كذا] بتبرير فطير لا يتجاوز مداه وفحواه الخوف على غرق (التّراث النّوبي، الثّقافة النّوبيّة) .. هل من العقل أن يكون الحرص على (أضرحة ومقابر أجدادنا القدماء) أقوى وأعظم من الحرص على (حاضر ومستقبل الأجيال) ...؟ [التّنقيط والتّقويس جاء في الأصل].
                  

08-08-2007, 00:36 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
84- الفصل السادس - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    84- الفصل السادس - وللإنقاذ والمصريّين جنودٌ مجنّدة من النّوبيّين

    أنظروا، يا سادتي، إلى هذه الزّراية بتاريخ الأمم والشّعوب! ثمّ بكلّ هذا الكمّ من التّسطيح والرّكاكة اللغويّة والفكريّة. وفي الحقيقة، لا يعرف المرء كيف يبدأ ردّه لمثل هذا القول الفجّ. فلو أنّ النّوبيّين رفضوا إقامة خزّان كجبار لأنّ ما حاق بأهل حلفا، ويحيق الآن بالمناصير، سيحيق بهم أيضاً، لكان ذلك سبباً وجيهاً لرفضهم إقامة الخزّان. فأيّ حاضر وأيّ مستقبل للأجيال يتحدّث عنه الأستاذ الصّحفي الطّاهر ساتّي؟ فمسألة إفراغ المنطقة من السّكّان تشي بغياب أيّ بعد تنموي في حالّة حلفا، والمناصير، وفي كجبار، وبقيّة العقد الفريد من الخزّانات التي يزمع نظام الإنقاذ إقامتها. أوليس هذا كافياً لرفض إقامة هذه الخزّانات، حتّى لو سبقتها موافقة مبدئيّة أوّلاً؟ ولماذا لا يُجيب الأستاذ الطّاهر ساتّي عن السّؤال حول الحكمة من إفراغ المنطقة من السّكّان؟ لماذا تًصرّ الحكومة، وبحدّ البندقيّة، على إخلاء المناصير من قراهم بدلاً من السّماح لهم ببناء عوض منازلهم المغمورة على ضفاف البحيرة؟ وهل يستطيع الأستاذ الصّحفي الطّاهر ساتّي أن يُطلعنا على مشروع واحد سيقام بمنطقة المناصير؟ إذا كان هناك مشروع كهذا، لماذا إخلاء المناصير من المنطقة؟ فما هي القوّة البشريّة التي ستقوم بإنفاذ هذا المشروع المزعوم؟ وإذا لم يكن هناك مشروع يمكنه أن يُطلعنا عليه، فما هي الجدوى من إقامة هذه الخزّانات. أليس من حقّنا أن نعرف لمن تُقرع أجراس هذه الخزّانات في بلادنا؟ وكم زادت دهشتي من تقحّم الرّجل، عندما طالعتنا جريدة الصّحافة الغرّاء (أي نفس الجريدة التي يكتب فيها الأستاذ الطّاهر ساتّي) في عدد 4976 بتاريخ السّبت 19 أبريل 2007م الموافق 2 ربيع الثّاني 1425هـ، بعد يومٍ واحد من كلامه الذي نناقشه هنا، بخبر مفاده أنّ المناصير بصدد إغلاق أبواب الحوار مع الحكومة، مركزيّة وولائيّة، بعد تعنّت الأخيرة في إنفاذ ما وعدت به من السّماح لهم بالسّكنى على ضفاف بحيرة الخزّان. فبعد هذا الخبر، يتوقّع الإنسان من أيّ كاتب يحترم مهنته أن يُراجع نفسه فيما خطّت يداه بالأمس؛ ولكن هيهات أن يحدث مثل هذا ممّن ينسى ما كتب بالأمس، ومن الذين يعيشون بمبدأ "كلام الليل يمحوه النّهار".
                  

08-08-2007, 00:38 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
85- الفصل السادس - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    85- الفصل السادس - وللإنقاذ والمصريّين جنودٌ مجنّدة من النّوبيّين

    ولكن أغلب هذا ما كان ليعنينا في القول النُّكْر الذي سَلَحَ به على رؤوسنا من على أظهر المنابر الأستاذ الطّاهر ساتّي؛ إذ هو قولٌ يبوء به وحده. ما عنانا، يا سادتي، في بعض ما سَلَحَ به، تكذّب الرّجل على النّوبيّين، وكذبةُ المنبر بلقاء. فطيلة سنيّ التّسعينات، وتحديداً منذ أن صدر القرار الجمهوري القاضي ببناء خزّان كجبار، لم ينِ النّوبيّيون من تقديم بدائلهم التّنمويّة التي فصّلنا في أمرها بخصوص التّنمية المتوسّعة بالحوض النّوبي. ولنا أن نتساءل، تُرى أين كان الرّجل في مبتدر عام 2000م، عندما نشرنا على صفحات الجرايد مقالنا الذي اتّخذناه أصلاً لبحثنا الحالي، فسردنا فيه جميع ما قلناه بخصوص تنمية الحوض النّوبي؟ ولكم أن تزداد دهشتكم إذا علمتم بأنّ تلك المقالات التي توالت في ستّ حلقات، نشرتها ذات جريدة الصّحافة الغرّاء التي يطالع الأستاذ الطّاهر ساتّي قرّاءه من خلال صفحاتها. فأين كان الرّجل حينها يا تُرى؟ إذ يبدو أنّ الأستاذ الطّاهر ساتّي (بطريقة قلب النّوبيّين لمكوّنات الجملة العربيّة تمشّياً مع نظام اللغة النّوبيّة في تقديم المضاف إليه على المضاف) "ما جايب دنيا الخبر". فأين كان الرّجل يا تُرى؟ تعالوا لنرى!
    كان الطّاهر ساتّي في الدّفاع الشّعبي، وذلك منذ أوائل أيّام نظام الإنقاذ إلى بعد ذلك بسنوات؛ أي أنّه كان يُجاهد في سبيل الله ضدّ الكفرة (أهلنا بالجنوب ممثّلين في الجيش الشّعبي)، ممنّياً النّفس بميتةٍ في سبيل الله. ومثل هذا، عادةً ما يقال عنه عند أهلنا السّودانيّين البسطاء: "مسكين دُقُل"، إذ لا همّ له في جاه الدّنيا ونعيمها الزّايل. ومع ذلك، لم تنقص الرّجل مخايل التّميّز التي اجترحها من بنات أفكاره الجوامح. إذ ظلّ المجاهد الطّاهر ساتّي طيلة أو أغلب سني طلبه للشّهادة، يجوب شوارع الخرطوم، وليس غابات الجنوب، مدى النّهار وآناء الليل، وهو بزيّ قوّات الدّفاع الشّعبي، متمنطقاً بحزامها، ومعتمراً قلنسوتها. ومع كلّ تلك المسكنة والطّيبة بالنّسبة لرجل "ما جايب دنيا الخبر"، لم تنقص المجاهد الطّاهر ساتّي النّياشين التي زيّنت صدره من الجانبين؛ ولا نعرف إن كانت إدارة الدّفاع الشّعبي قد منّت عليه ولو بعدد واحد "دبّورة". أمّا النّياشين فقد زيّنته بها نفسُه الأمّارة بالسّوء، أي أنّها أيضاً كانت من بنات أفكاره. فقد رأى المجاهد الحالم، فيما يرى النّائم، أن يستفيد من الجيبين اللذين بالجاكيت على جانبي صدره، فسوّلت له نفسه بتزيينهما حسبما احتمل كلّ جيب بعدد من أقلام الحبر الجاف ما أنزل الله بها من سلطان. إذ اشتملت مجموعة كلّ جيب بعدد من الأقلام ذات الألوان المتباينة، عملاً بالقاعدة التي تقول: من كلّ نبعٍ قطرة. وهكذا أصبحت رصّة الأقلام، حسبما برز من جزئها الأعلى، أشبه بنياشين العسكريّين، فسُرّ بها المجاهد الحالم أيّما سرور. ومن ثمّ طفق يمشي في الأسواق، يأكل الطّعام، ويُجاذب النّاس أطراف الحديث، وهو في غاية الانتشاء. فإذا ما قال له امرؤٌ قولاً رأى فيه أهمّيّة ما، ثبّت عليه نظرةً حادّة كأنّما تدرّب عليها من خلال التّحليق في المرآة كثيراً، ثمّ انتزع أحد أقلامه من أحد الجيبين بدراماتيكيّة ملحوظة، وشرع في تسجيل النّقاط في استغراق تام. ولكنّه بين فَيْنةِ وأخرى كان يُعيد القلم الأخضر، ليُخرج الأحمر، وبعدها بقليل، الأصفر، فالوردي، الأزرق، حسب حالاته المزاجيّة الجهاديّة.
                  

08-08-2007, 00:41 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
86- الفصل السادس - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    86- الفصل السابع - وللإنقاذ والمصريّين جنودٌ مجنّدة من النّوبيّين

    وهكذا لبث الأستاذ الطّاهر ساتّي، المجاهد الحالم، زمناً؛ ثمّ في غفلةٍ من الزّمان حملته نياشينُ الأقلام الملوّنة إلى منابر الصّحف. وليس هذا بغريب على زمان الإنقاذ؛ فإذا كان هناك أغنياء الغفلة، فلماذا لا يكون هناك كتّاب الغفلة؟ وعلى فداحة الضّرر الذي يُلحقه، وألحقه بالفعل، أثرياء الغفلة على معاش البلاد والعباد، يرى البعض أنّ أثر كتّاب الغفلة أوقعُ أثراً وأشدّ خطراً من حيث قدرتهم في تعويق نموّ الأمم فكريّاً. فمع بدايات عهد الإنقاذ، أحجم أصحاب الأقلام المحبّة للحريّة والدّيموقراطيّة، عن المشاركة بالكتابة في الصّحف والمجلاّت، إلاّ من رأى غير ذلك ممّن رأوا أنّ المنابر لا ينبغي أن تُقاطع مهما كانت هويّة الجهة التي تُتيحُها. وكان من أثر ذلك الإحجام أن قام بملء الفراغ من يُعرفون بمسمّى "كتّاب الغفلة"؛ ويرى الكثير من المراقبين أنّ الأستاذ الطّاهر ساتّي، لا يشغل فقط مقعداً وثيراً في الصّفوف الأماميّة لكتاّب الغفلة، بل هو شيخهم (أو قُل: "فكي" كبير) وله في ذلك سِبحة وأوراد وزاوية. فهنيئاً له ما كسِبه بنياشين الأقلام الملوّنة، دون كسب اليراع، وفي هذا نظر، فتأمّل.
    وكأنّما أراد الأستاذ الصّحفي الطّاهر ساتّي ألاّ ينتهي من مقاله إلاّ بعد أن يُفرغ كلَّ ما في واعيته من إزراء بأهله، إذ ختم حديثه بقوله عن أهله النّوبيّين: "مرمي الله ما بترفع"، فتصوّروا! إذن فالنّوبيّون قومٌ مغضوبٌ عليهم من ربّ العالمين! فماذا يمكن أن يفعل النّاس إزاء قومٍ مغضوبٍ عليهم؟ أُنظروا كيف يُمسخ الإنسانُ، فإذا به يكرهُ ذاتَه. فكيف نعجب بعد هذا إذا رأينا أناساً، سودانيّين مثلنا، لكنّهم يُحبّون مصر (وربّما باقي العرب العاربة) بأكثر ممّا يحبّون السّودان والسّودانيّين، لا لفضلٍ لمصر عليهم، بل كُرهاً منهم لذواتهم؟


    ونواصل في الفصل السابع - صحافة الغفوة وكتّاب الصّحوة

    (عدل بواسطة welyab on 08-08-2007, 00:46 AM)

                  

08-10-2007, 04:14 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(87) الفصل السابع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    87- الفصل السابع - وللإنقاذ والمصريّين جنودٌ مجنّدة من النّوبيّين

    صحافة الغفوة وكتّاب الصّحوة1/2

    وفي الحقّ، فإنّ أمر صحافتنا كلُّه عجب في عجب. إذ قلّما يحدث في تاريخ الأمم أن تجتاح هذه المهنة ذات الشّأن أسراب كتّاب الغفلة، كما لو كانوا أسراب الجراد الصّحراوي، وفي مدّة زمنيّة قصيرة. وقد يرى الرعض أنّ ذلك يعود إلى ضعف بنيوي في جسم الصّحافة السّودانيّة، وليس أقلّ من ذلك بدالّة عجزها عن إدارة اللغة التي تكتب بها، دع عنك إدارة المهنة في تلافيفها وتعرّجاتها الملتبسة بالسّلطة من تنفيذيّة وتشريعيّة ونيابيّة. وقد يرى الكثير من المراقبين أنْ ليس أخطر من كتّاب الغفلة. قد يرى البعض أنّ الخطورة تكمن في أنّ كتّاب الغفلة لا يرون أنفسهم على هذا النّحو، ولهم كلّ الحقّ، فالجمل لا يرى اعوجاج رقبة الآخرين، أو كما قال. وربّما يقول البعض، يا سادتي، إنّ الخطورة تكمن في أنّ كتاب الغفلة يتناسلون ويتكاثرون بطريقة "إنت أبسم لي، وأنا أبسم ليك" التي حكى عنها المرحوم الكاشف، حتّى كادوا أن يصبحوا الأغلبيّة. كلّ هذا بالفعل يشكّل خطراً على مسار الفكر، يا سادتي. وربّما أخطرها عندما يضَاف إلى ذلك أن تكون هناك مؤسّسات تريد أن تفرض كتّاب الغفلة على الشّعب السّوداني باعتبارهم الطّبقة المثقّفة والمفكّرة. لكن، يا سادتي، هناك من لا يرى في كتّاب الغفلة خطراً يُذكر، بحسبان أنّهم لا يعيشون إلاّ في ظلام الدّيكتاتوريّات، ولا يخشون أكثر من نور الحرّيّة والدّيموقراطيّة. ثمّ هناك من يرى نفس الشّيء، لكن من زاوية أخرى؛ فكتّاب الغفلة محكومٌ عليهم بأن يركبوا موجة الدّفاع عن الدّيموقراطيّة متى ما بدا لهم أنّ كفّتها راجحة، لا أنّها الحصان الرّابح، فتأمّل. وهل أدلّ على ذلك ممّا كتبه الأستاذ صلاح شعيب في مقاله (نحو محاولة للاعتذار التّاريخي: ردّاً على قرشي عوض وخالد فضل والطّاهر ساتي ـ جريدة الصّحافة، عدد 4960، الخميس 5 أبريل 2007م الموافق 17 ربيع الأوّل 1428هـ، الصّفحة السّابعة):
    بالنّسبة للكاتب الصّحافي الطّاهر ساتي فقد أبان عن مرجعيّة نقديّة لذاته وخرج عن إهاب الماضي ليؤسّس مجالاً للإسهام الوطني الحرّ، كاشفاً بؤر الفساد الحكومي وناطقاً بالرّأي الذي يُؤذي دعاة الانفصال فيحاولون النّيل منه، ولكنّ الفتى اختار طريق الصّدام الصّعب مع ذلك الماضي الذي لا يبصق عليه وإنّما يُراجعه بالصّدق المفرح وتراه هنا يستعيد ذكرى أيّام الميل أربعين ... .
    ولتلاحظوا، سادتي، أنّ لعنة الدّفاع الشّعبي ستطارد صاحبنا حتّى في اللحظة التي يحتفل فيها بعض النّاس بانثنائه عن الطّريق الأعوج، واستقباله لمحجّة الشّعب الأبيّ، انحيازاً منه للدّيموقراطيّة الغرّاء. وفي الحقيقة، مع وافر احترامنا لصلاح شعيب، لا نرى مُحتفلاً فيما احتفل به؛ فما قام به هؤلاء الإخوة من كتّاب صحافتنا العرجاء كان ممّا قام عليه آخرون منذ بدء حياتهم السّياسيّة والفكريّة. فما بالك يا صديقي، يا صاحب موسى والفتاتين، تترك كلّ هذا لتُشيد بمن انضمّ لركب الحقّ بعد أن كادت تكتنفه سماديرُ الأفق البعيد؟
                  

08-10-2007, 04:20 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(88) الفصل السابع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    88- الفصل السابع - وللإنقاذ والمصريّين جنودٌ مجنّدة من النّوبيّين

    صحافة الغفوة وكتّاب الصّحوة - 2/2


    وفي الحقّ فإنّ أمر صحافتنا أعجب من كلّ هذا. فالصّحافة عادةً ما يُعرّفها أصحاب المهنة بأنّها مهنة المتاعب والبحث عن المتاعب. وليس أتعب للصّحافة الحرّة من زمنٍ الإنقاذ؛ فأقلّ ما يتوقّعه المرء للصّحافة، والعاملين عليها ـ خاصّة رجال الصّفّ الأوّل منهم، في زمنٍ كهذا أن تضيق عليهم سبل الحياة، فإذا هم في عسفٍ وضنك. ولكن نظرة سريعة لحال أغلب هؤلاء تكشف عن رفهٍ للعيش ربّما لم يواتِ أحداً من قبل. ولا نقول هذا اتّهاماً منّا للقوم الطّيّبين بموالاة مستترة لنظامٍ عجز عن أن يحافظ على مريديه المؤدلجين (أو قُل: المُدلجين) دع عنك غيرهم، بل نقصد غير ذلك. ففي ظلّ نظامٍ اشتطّ في القمع حتّى لم يعد يعرف لغةً غيره، عادةً ما ينتهي الأمر بقادة الصّحف إلى إجراء الموازنات وأوساط الحلول، وذلك من قبيل أن يستخلصوا "الشّربات" من "الفسيخ". ولكن مثل هذه المناورات غالباً ما تنتهي بهم إلى أن يكتبوا كما لو كانوا يريدون أن يقتلوا التّنّين بطريقة الوخز بالإبر، بدلاً من توجيه السّهام إلى المقاتل التي ربّما كانوا أعلم النّاس بها. والوخز بالإبر، مهما كان مؤلماً، لن يفشل في قتل التّنّين فحسب، بل سيكون من شأنه أن يُنشّط الخلايا فيزداد التّنّين صحّة وعافية. وليس أسرع من الأنظمة الدّيكتاتوريّة في الانتباه لمثل هذه الكتابة المخصيّة (أو قل: العقيمة)، التي أرادت أن تستأنس الدّيكتاتوريّة اتّقاءً لشرّها، وذلك ظنّاً منها أنّها تعمل في سبيل تدجينها ديموقراطيّاً، وهيهات ـ فإذا بالدّيكتاتوريّة وقد استأنستها، أو كادت ـ أو كأن قدِ.
    ومأتى الانحراف عن المسار الصّحيح يكمن في حبّ السّلطة. فالصّحافة يُقال عنها إنّها السّلطة الرّابعة (بعد التّشريعيّة، والقضائيّة، ثمّ التّنفيذيّة). وهي قد تكون فعلاً سلطة، إلاّ أنّها تختلف طعماً وشكلاًً ورائحةً ونكهةً عن السّلطة المقسومة لأيّ من الثّلاث مجتمعين أو منفردين. فلكلّ سلطة منها طعمها الذي يختلف في كلّ شيءٍ عن طعم الأخرى. ولكن أخطر ما في الأنظمة الدّيكتاتوريّة أنّها تخلط بين أمزجة وأطعمة وأشربة السّلطات الثّلاث، حتّى ليعجز المرء عن التّفريق بين هذي وهذي. ولو جاز القول بأنّه ليس أيسر للأنظمة الدّيكتاتوريّة من أن تفعل ذلك بما يليها من سلطات تنفيذيّة وتشريعيّة وقضائيّة، جاز القول أيضاً بأنّه ليس أطمع من الأنظمة الدّيكتاتوريّة في أن تخلط حابل السّلطة الرّابعة (الصّحافة) بنابل السّلطات الثلاث أعلاه، وذلك في خلطة واحدة بلون وطعم ونكهة واحدة لا محلّ لها من الإعراب بخلاف كونها ديكتاتوريّة مرفوعة بالضّمّة الظاهرة في آخرها.
    ولكن إذا كان ذلك ما تسعى إليه الدّيكتاتوريّات، فما بالُ الصّحافة تقع في الشّرك كما لو كانت غافية؟ والسّبب كما قلنا هو حبّ السّلطة، وذلك عندما يتذوّق الصّحفي، بوصفه شخصيّة خالية من أيّ صفات سلطويّة رسميّة، بطعم السّلطة النّيّء، فضلاً عن مخايل هيبة مصطنعة قد يُبديها رجال الدّولة للصّحفي الذّاهل، دع عنك تكلّف الصّداقة الزّائفة. وهذه هي اللحظة التي يسقط فيها الصّحفي، فيستبدل صولجان القلم بعنفوان الدّولة الغاشمة.
                  

08-11-2007, 00:24 AM

hanouf56
<ahanouf56
تاريخ التسجيل: 06-02-2002
مجموع المشاركات: 1776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (88) الفصل السابع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    المجد والخلود لشهداء كجبار

    فوق

    محمد ادريس
                  

08-11-2007, 01:44 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (88) الفصل السابع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: hanouf56)

    وقبل ان نواصل لنا ان نذكر المتابعين بان الباحث د. محمد جلال هاشم ما زال في معتقله .....
    فلنتضامن من اجل المطالبة باطلاق سراح كل المعتقلين

    ففي صمتنا الغير مبرر . فجيعة ووجيعة اعمق من ظلم السلطات .
    لنرفع الصوت عاليا لتدرك السلطات ان في الوطن شرفاء ..
    لنرفع الصوت عاليا لتدرك السلطات ان في الوطن احرار ..
    لنرفع الصوت عاليا لتدرك السلطات ان فينا وبيننا من تعلم الدرس ..
    لنرفع الصوت عاليا لتدرك السلطات ان فينا وبيننا من يرفض الظلم ..
                  

08-14-2007, 00:15 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(89) الفصل السابع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (89) الفصل السابع
    عوض داؤود، وما أدراك ما عوض داؤود

    ثمّ انبرى من النّوبيّين رجالٌ من الصّفّ الأوّل من سدنة النّظام القائم، لا دفاعاً عن أهلهم وأرضهم، بل تشويهاً لصورة النّضال النّبيل الذي يقوده النّوبيّون ضدّ بيع أراضيهم للمصريّين بغية توطين ملايين الفلاّحين بها. فقد طالعتنا جريدة الوطن اليوميّة في إصدارتها بتاريخ 1/5/2007م الموافق 13 ربيع الثّاني 1428هـ بمقابلة ضافية للأستاذ عوض داؤود (أحد رموز النّظام بالمنطقة النّوبيّة)، لم يكتف فيها بالدّفاع عن فكرة قيام الخزّان، بل ذهب أبعد من ذلك إلى تشويه صورة نضال النّوبيّين. ثمّ كأن لم يكفه هذا، زاد عليه بشحنة من بذاءات السّياسة وسفهها، من قبيل وقوف الصّهيونيّة العالميّة وراء تحرّك النّوبيّين إلخ من شمّاعات جاهزة ممّا عُهد من الإسلاميّين، وذلك في مسعىً خاسر لتشويه صورة بعض رموز العمل النّوبي ممّن أفنى زهرة شبابه في خدمة العمل النّوبي العام، ولا يزال.
    وحسناً فعل الرّجل! فقد جاءت أقواله غير الحصيفة واتّهاماته الجُزافيّة بردّ فعلٍ عكسي. فرغم أنّ النّوبيّين لم يكونوا يتوقّعون منه أفضل ممّا قال به، إلاّ أنّ احتفاظ الرّجل إلى الآن بمخايل البطر والعنجهيّة التي لازمته في سنيّ الإنقاذ الأولى، أثارت حفيظة العديد من القطاعات النّوبيّة، التي كان يمكن أن تأخذ أقواله تلك على أنّها من قبيل المتوقّع ـ لولا رنّة الاستخفاف والعنجهيّة التي ليس لها، الآن بالذّات، ما يبرّرها من نظام يرى الكثير من المراقبين أنّه منهار، وذلك ببيّنة تراجعاته المستمرّة حيال الضّغط الدّولي، بالأخصّ في هذه الأيّام التي تشهد منه تراجعاً وتقهقراً في مسألة دارفور بحزمها الثّقيلة والخفيفة والقوّات الدّوليّة.
    وكم تساءل النّوبيّون عمّا إذا كان هذا كلّ ما في جعبة هذا النّظام الذي واتاه المولى بصحافة غير موالية، نعم، لكنّها مع ذلك أطوع له من بنانه؟ في الحقيقة توالى سيل التّحقيقات بصحفنا السّنيّة، التي واصل أغلبها في تقديم المعلومات المغلوطة في طبق من المشهيّات الكتابيّة، التي لم تخلُ من ركاكة سامّة زادت على نقاعة سمّ المعلومات ممّا عدّه الكثير من النّوبيّين على أنّه باب في العمالة.
                  

08-14-2007, 00:17 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(90) الفصل السابع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (90) الفصل السابع
    الوالي وما أدراك ما الوالي

    ثمّ أطلّ علينا والي الولاية الشّماليّة المهندس ميرغني صالح (وهو نوبي أيضاً)، وذلك عبر صحافتنا العرجاء التي أتاحت له صفحة كاملة (كما فعلت مع عوض داؤود) لا ليوضّح الحقائق، بل ليلوي عنقها، حسبما رآه أغلب النّوبيّين [جريدة السّوداني، عدد 536، الخميس 10 مايو 2007م الموافق 22 ربيع الثّاني 1428هـ، الصّفحة الخامسة]. وقد بدأ بقوله إنّ ما جرى في المنطقة كان خطوة من خطوات الدّراسة التي تجريها إدارة السّدود، معترفاً بأنّهم ارتكبوا خطاً بعدم تنويرهم للسّكّان بما يدور. ويبدو جليّاً ضعف الحجّة في تجاهل السّكّان، ممّا ظلّ يعاني منه المناصير المتاثّرين بسدّ مِرْوِي بالشّلاّ الرّابع؛ إذ كيف جاز لهم أن يرتكبوا هذا الخطأ هنا وهناك، ثمّ في مشروع سدّ دال التي استقدموا لها لفيفاً من العلماء دون أن يُكلّفوا أنفسهم تنوير السّكّان بما يجري. وجانباً عن كلّ هذا، لنا أن نتساءل عمّا هي هذه الدّراسة (الجيوتقنيّة ـ على حدّ زعمه) التي تستلزم استجلاب مثل هذه الآليّات الثّقيلة؟
    ثمّ انتقل إلى الزّعم بأنّ مواطني المنطقة ليسوا معارضين لفكرة قيام السّدّ، فقد هتفوا في يناير 2007م قائلين: "سدّ كجبار مطلب شعبي"، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله. ولا نعلم وجهاً لقوله هذا، ممّا عدّه النّوبيّون من قبيل أكاذيب المنبر البلقاء ممّا عُرف به نظام الإنقاذ. ثمّ ذهب إلى نفي أن تكون الشّرطة هي التي أطلقت الرّصاص. وبالنّظر إلى مصادره نكتشف أنّها هي نفس الشّرطة المتّهمة بإطلاق النّار على مسيرة سلميّة بقرية نائية لم يسمع أغلب السّودانيّين باسمها. إذن فالخصمُ هو الحكم! ولكن ما يهمّنا في كلّ ما قال به، زعمه بأنّهم أصدروا أوامرهم بإيقاف الدّراسات، وذلك انصياعاً لأوامر السّيّد رئيس الجمهوريّة القاضية بعدم تنفيذ أيّ سدّ أو خزّان يرفضه المتأثّرون وأهل المنطقة المعنيّة. ولكنّه يُفاجئ لقارئ بعد ذلك مباشرةً، وذلك عندما يردّ على سؤال الصّحفي المُحاور المتعلذق بالخطوة التّالية في حال اثبتت الدّراسات جدوى إقامة السّدّ مع رفض أهالي المنطقة له. فبحسب منطوق توجيهات رئيس الجمهوريّة، كان ينبغي له أن يُقدّم الإجابة القاطعة التّالية: رغم ذلك لن يُقام السّدّ إذا رفضه أهالي المنطقة. تُرى ماذا كان ردُّه؟ تعالوا نقرأ سويّاً:
    هذا حديث سابق لأوانه، ولكن إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك فلن يكون هناك تهجير قسري، كما إنّه لا بدّ من ضمان استحقاقات الأهالي ويتمّ ذلك بتوخّي الصّدق والشّفافيّة، ونحن نؤكّد في كلتا الحالتين بأنّ حقوق أهالي منطقة كجبار لن تضيع.
    إذن، يا سادتي، هل يعني ذلك أنّه إذا أثبتت الدّّراسات جدوى قيام المشروع، فإنّه سيقوم بالرّغم ـ ليس بالرّغم من رفض الأهالي له فحسب ـ بل بالرّغم من توجيهات السّيّد رئيس الجمهوريّة القاضي بالتزام جانب موقف أهالي المنطقة؟ أنظروا بالله، يا سادتي، إلى هذه المخاتلة التي تُغلّفها كلمات الشّفافيّة وتوخّي الصّدق. فكلمات الرّجل تُنبي عن عنجهيّة وصلت حدّ الاستخفاف بالعقول؛ لا عقول أهل المنطقة فحسب، بل بعقول القرّاء جميعاً. فهذا القول منشور على صفحات الجرايد.
                  

08-14-2007, 00:21 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(91) الفصل الثامن - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (91) الفصل الثامن
    الفصل الثّامن
    أشجار الأسئلة الكبرى

    من أين تأتي الكهرباء؟

    والسّؤال الذي يمكن أن يقفز للذّهن (بالضّبط كأسماك البحر ـ لكن دون نشوة هنا) هو: لماذا يفعل أيّ نظام حكم بأيّ بلد على وجه الأرض (دع عنك النّظام الحاكم بالخرطوم أو بمصر) كلّ هذا؟ ومع ذلك، دعونا نلفت الأنظار إلى سؤال آخر ربّما بدا كسؤال فرعي ريثما تتّضح تداعياته: من أين ستقوم الحكومة السّودانيّة بتوفير شبكة الكهرباء؟ من السّدّ العالي؟ طبعاً لا! لأنّه يقع خارج مجال سيطرتها وسيادتها ـ إن أبقى المصريون لنا سيادة بهذا الإخراج السّيّء لهذه النّدوة التي من الصّعب أن نعرف ما قيل فيها بحقّ وما لم يُقال فيها. أم تُراها ستمدّهم بالكهرباء من سدّ مِرْوِي (وليس مَرَوِي كما جرى العرف فتبنّته الجهات الرّسميّة كجزء من ثقافة "الكلفتة")؟ لم تفعل ذلك إذا كان هناك خزّان يتوسّط المسافة ما بين خزّان مِرْوِي وبين أرقين، ألا وهو خزّان كجبار المزمع إنشاؤه؟ أم تُراهم سقومون بمدّ المصريّين بالكهرباء من خزّان دال الذي يتوسّط المسافة ما بين خزّان كجبار وبين قرية أرقين؟
    هذه ليست كلّ الأسئلة، فأسئلتُنا، يا سادتي، لا تعرف نهاية!
                  

08-14-2007, 00:22 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(92) الفصل الثامن - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (92) الفصل الثامن
    دعك من الخزّانات، لماذا إفراغ المنطقة من السّكّان؟

    تُرى ماذا يستفيد السّودانيّون عامّةً والنّوبيّون خاصّةً من خزّان كجبار (بالشّلاّل الثّالث) أو خزّان دال (بالشّلاّل الثّاني)، أو خزّان الشّريك بالشّلاّل الخامس إذا كان مصيرهم هو نفس مصير أهلنا بوادي حلفا منتصف ستّينات القرن العشرين، ونفس مصير أهلنا المناصير الآن، ألا وهو التّشريد من الدّيار والإفراغ التّام للمنطقة المغمورة من السّكّان؟ فإذا كان إفراغ المنطقة المغمورة بمياه السّدّ العالي من السّكّان هو الأرضيّة التي على أساسها قام مشروع الاستيطان المصري بأراضي النّوبيّين بمصر والسّودان معاً [في ذلك أنظر محمّد جلال أحمد هاشم، 2006b بالإنكليزيّة]، وإذا كان ذلك ما سيحيق بالنّوبيّين في حالتي خزّان دال وخزّان كجبار (أي المنطقة المتبقّية شمالي إقليم دنقلا النّوبي وهي إقليم السّكّوت وإقليم المحس)، فلمن إذن تُقرع أجراس هذه المشاريع الضّخمة (خزّانات مِرْوِي وكجبار ودال ثمّ الشّريك)؟ للسّودانيّين أم للمصريّين؟ فإذا كان النّظام المصري الآن يعيد توطين قبائل الدّلتا وصحراء سيناء العربيّة في المناطق التي أخلى منها السّكان النّوبيّين قبل أربعين عاماً [أنظر المرجع السّابق]، فما الذي يضمن لنا أنّ هذه الخطّة غير الإنسانيّة لا يُخطّط لها أن تتمدّد لتشمل الأراضي التي سيُحمل النّوبيّون السّودانيّون على إخلائها بالقوّة كما يُحمل الآن أهلنا المناصير لا لذنبٍ جنوه غير أنّهم ارتضوا بالتّهميش، فلم يرضَ بهم التّهميش؟ وهل يعني هذا أنّ ضياع أراضي النّوبيّين المصريّين قد أصبحت في حكم المنتهي والأمر الواقع؟ هل يمكن أن يسكت النّاس على مثل هذا الظّلم البواح؟
                  

08-14-2007, 00:23 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(93) الفصل الثامن - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (93) الفصل الثامن
    إن لم تكن للإطماء، فأيّ نوعٍ من الخزّانات هذه؟
    ثمّ هل هذه فعلاً شلاّلات لتوليد الطّاقة والرّيّ، أم هي شلاّلات إطماء، الغرض الحقيقي من إقامتها هو كبح جماح الطّمي، وذلك بترسيب أكبر قدر منه فلا يترسّب في بحيرة السّدّ العالي؟ فمن المعروف عن السّدود المقامة بالنّيل أنّ نسبة تراكم وترسيب الطّمي كبيرة لدرجة تتهدّد معها سعة البحيرة. فكلّ أربعين عاماً تنقص سعة البحيرة بمقدار لا يقلّ عن 30% بأيّ حالٍ من الأحوال. والآن بعد مضي هذه الأربعين عاماً، نقصت سعة بحيرة السّدّ العالي بما مقداره 30% على أقلّ تقدير. وهكذا، إن هي إلاّ أربعين عاماً قادمة، فإذا بسعة البحيرة تنقص بمقادر النّصف عمّا كانت عليه عند بدء التّخزين ... وهكذا دواليك. وإلاّ قولوا لنا، بالله، كيف تجوز إقامة سدود الواحد منها يمسك بزمام السّدّ الذي يليه، من الشّلاّل الخامس وحتّى الشّلال الأوّل؟ فخزّان الشّريك يُزمع إقامته على الشّلاّل الخامس، أيّ نفس الشّلاّل الذي تقف عند حافته بحيرة خزّان مِرْوِي بالشّلاّل الرّابع. ثمّ خزّان كجبار وتمتدّ بحيرته لأكثر من 30 كلم ويُقام بقرية كجبار التي تبعد من دلقو بحوالي 10 كلم (هناك خلافات كبيرة حول حجم الخزّان ممّا ينظر إليه النّوبيّون على أنّه من باب المناورة). وهذه هي حدود بحيرة خزّان دال المزمع إقامته على الأطراف الجنوبيّة من الشّلاّل الثّاني الذي غرق معظمه في بحيرة النّوبة. ولاحظوا معي أنّ شلاّل دال نفسه، يقع تحت خطّ الكنتور 182 الذي كان من المفترض أن تقف عنده مياه بحيرة السّدّ العالي. أي أنّ خزّان دال سيقوم في الواقع، هذا إن قام فعلاً، داخل حدود بحيرة النّوبة التي بيعت لمصر. فهل هذا يُعقل؟
    ثمّ هل يا تُرى ستُقام هذه الخزّانات من أجل إتمام إفراغ المنطقة ممّن تبقّى من سكّانها، وذلك تمهيداً لاستقدام فلاّحي مصر المحروسة؟ فلمن تُقام هذه الخزّانات إذا كان أهلُ المنطقة سيُهجّرون بعيداً عن ضفافها؟ فقرية دال، التي سُمّي عليها ذلك الشّلاّل، نفسها كان من المفترض أن يتمّ تهجيرها، إلاّ أنّ توقّف المصريّين عن رفع نسبة التّخزين بالبحيرة إلى كنتور 182 جعلها لا تغرق. فإذا كان الخزّان المزمع إقامته على شلاّلها، سيُلحقها بكان وأخواتها من اللائي غرقن قبل أربعين عاماً، ثمّ سيُلحق بهم جميعاً منطقة السّكّوت (بشياخاتها الثّماني والعشرين، عدا القرى الصّغيرة) والجزء الجنوبي من المحس (بالشّرق: واوا، أبو صارا، كويِّن متّو، سادن فنتي، دلقو؛ بالغرب: صلب، عقولة، كويّا، تينَري، توندي، قرقود، هَندِكّا، سيسي، قامي، فالتّرعة فسُدلا إلخ حتّى كُـكّا)؛ وإذا كان خزّان كجبار سيُغرق المنطقة من كجبار بالغرب وسَبَُو بالشّرق صعوداً حتّى جزاير أرقو إلى مروارتي وبِنّا (أي صعوداً إلى الحدّ الشّمالي لجزيرة مقاصر التي تقع قُبالة مدينة دنقلا العُرضي)، فما الذي تبقّى من منطقة النّوبيّين؟ وإذا كان جميع هؤلاء سيُهجّرون إلى مناطق ليست ذات زرعٍ ولا ضرع، كما فعلوا مع المناصير، وإذا صدق ما نُسب إلى كلّ هؤلاء المسئولين، ثمّ ما قاله جميع هؤلاء الصّحفيّين الأحرار، الذين استعرضنا تباكيهم على حال مصر، وتكاثر سكّانها، وعلى إحجامها غير المشكور عن اقتحام حدود شمال السّودان بغية الاستيطان، فما الذي يمكن أن يقف عنده هذا النّظام العجيب الذي يبيع بلاده بالجملة وبالقطّاعي في مزاد السّياسة وأسواقها البائرة؟ أمن أجل أن يحكم؟
                  

08-14-2007, 00:25 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(94) الفصل الثامن - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (94) الفصل الثامن
    وهل يحيق المكرُ السّيّء إلاّ بأهله؟

    والسّؤال الذي قد يبدو لبعض النّاس أنّه الأهمّ هو: أيّ نظام حكم هذا الذي تقوده حساباته المغلوطة إلى الاعتقاد بأنّه يمكن أن ينجو بفِعلةٍ نكراء كهذي؟ إلاّ أنّ السّؤال الأهمّ ربّما كان: ما هي الفائدة التي يجنيها أيّ نظام حكمٍ من زراعة الظّلم بشكلّ منظّم ومؤسّس على هذا النّحو؟ ألم يكتفِ نظام الخرطوم من الحروب الأهليّة في الشّرق والغرب وجبال النّوبة والأنقسنا، ثمّ من قبل كلّ ذلك في الجنوب، حتّى يتحرّى إشعالها في الشّمال كما لو كان يتحرّى رؤية الشّهر؟ فإذا سلّمنا بالرّأي القائل بأنّ الله تعالى قد منح نظام الخرطوم كلّ شيء، إلاّ أنّه حرمه البصيرة والهداية والرّشاد، فما بالُ النّظام الحاكم في مصر يؤلّب قبائل السّودان ضدّه، وهي ذات القبائل المنقسمة حدوديّاً، الأمر الذي يعطيها هذا الوضع قوّة فوق قوّة النّضال ونُبله لرفع الظّلم عن كاهلها؟ لقد وجّهت مذكّرة مجموعة العمل النّوبي الاتّهام المباشر إلى مصر بأنّها تعمل على ضمّ شمال السّودان ممثّلاً في مثلّث أقطاره تمتدّ من عوينات إلى دنقلا إلى حلايب، وذلك في حال انفصال الجنوب وتمكّن الأمريكان من تفكيك السّودان. فهب أنّها فعلت ذلك، وبموافقة محور الشّر، أمريكا. فكيف تضمن مصر أنّ أمريكا لن تعود بعد ذلك بسنوات تحت دعاوي مناصرة حقوق النّوبيّين والبجا، لتفكيك مصر نفسها؟ وهل تضمن مصر في تلك الحالة ما إذا كانت ستتمكّن من المحافظة على سيادتها على السّدّ العالي؟ وهل تضمن مصر أنّ خطّة تفكيكها إلى دولتين، سوف تقتصر على المناطق المنتزعة من السّودان، أم أنّها ستشمل أيضاً المناطق النّوبيّة كلّها بما في ذلك أسوان، أم أنّ مشروع التّفكيك سوف يمتدّ أعمق من ذلك ليشطر مصر إلى شطرين، جنوبيها أكبر وأغنى من شماليها؟ وهل هناك مستقبل لمصر إذا فقدت سيطرتها على نصفها الجنوبي، بما في ذلك السّدّ العالي؟
                  

08-14-2007, 00:28 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(95) الفصل الثامن - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (95) الفصل الثامن
    هل هناك مؤامرة؟

    هل تُرانا نشاهد بأمّ أعيننا السّودان وقد تكالبت عليه دول الاستكبار كما تتكالب الكلابُ على القَصَعة وأهلها نيام، فإذا بحاميها، حراميها؟ فإذا كان جنوب السّودان قد أصبح في حكم المنفصل، وما هي إلاّ مسألة وقت؛ وها هي جبال النّوبة قد رفع النّظام عنها يده الثّقيلة، تاركاً أمرها للمنظّمات؛ ثمّ ها هي دارفور وقد أحكم عليها الأمريكان الخناق بفضل أفعال هذا النّظام؛ ثمّ ها هو إقليم شرق السّودان المطلّ على البحر الأحمر الذي تتحدّث عنه آخر الخطط الأمريكيّة المتسرّبة من البنتاغون باعتباره منطقة التّجارة الحرّة القادمة، التي سيجري على أرضها تطبيع العلاقات مع إسرائيل عوضاً عن منطقة الخليج التي ستشهد فترة طويلة من الحروب وعدم الاستقرار المتعمّد؛ ثمّ ها هو شمال السّودان وقد تمّ بيعه مقابل أن يغضّ المصريّون الطّرف عن تفكيك السّودان، ثمّ لتوفير الحماية السّياسيّة لنظام الخرطوم المنكمش، وهي لعمري كحماية الذّئب للغنم الرّاعية ... يا سادتي، إذا كان هذا ما يحدث فعلاً، فهل هي خطّة عبد الرّحيم حمدي عن مثلّث سنّار ـ دنقلا ـ الأبيّض الذي لا ينبغي للنّظام الحاكم أن يخرج عنه، وذلك باعتبار أنّ ما عدا ذلك "مناطق طايرة"؟
    وماذا عن دخول القوّات العسكريّة المصريّة إلى أراضي السّودان تحت سمع وبصر، بل ومباركة العالم [راجع "كلمة الأيّام" جريدة الأيّام، الإثنين 30 أبريل 2007م الموافق 12 ربيع الثّاني 1428هـ. الصّفحة الأولى بعنوان "الوجود العسكري المصري بدارفور"]؟ فهل هذا التّدخّل (الذي شُكرت عليه مصر وحُمدت من قبل كتبة تلك الكلمة، التي وصفها أكثر من مراقب محلّي بأنّها كلمة رعناء، عديمة الحصافة)، هل هو من أجل دارفور، أم من أجل حمتية ملايين الفلاّحين المصريّين الذين من الفترض أن يتمّ توطينهم بالحوض النّوبي المتاخم لإقليم دارفور؟ وهل لهذا السّبب يا تُرى جاءت الغشارة إلى أنّ هذه القوّات ستعسكر فس شمال دارفور؟
    ثمّ يا سادتي، في حال صحّ كلّ هذا، ماذا يمكن أن يقول المرء عن نظام الإنقاذ؟ فهل يمكن وصفه بخلاف أنّه إمّا أخرق أو متواطئ، أم كليهما؟ فشعبنا الطّيّب قد انتهبته الشّكوك والظّنون جرّاء تدفّق الشّائعات من حيث يدري ولا يدري. والشّائعة، مع عدم تصديق المرء لها، لا تخرج عن كونها معلومة غير مؤكّدة، إلاّ أنّها يمكن أن تتأكّد في أيّ لحظة، إن سلباً أو إيجاباً. فهل استعداء أمريكا لهذا النّظام من قبيل استعدائها لنظام صدّام، الذي أعطاه المولى عزّ وجلّ كلّ شيء إلاّ البصيرة ـ بالضّبط كالإنقاذ؟ فهل فعلاً تتحرّش أمريكا بهذا النّظام، وهي تعرف أنّها ظالمةٌ له، فإذا أثر ذلك المزيد من التّعنّت والتّحدّي، وهو ما ترغب فيه أمريكا؟ أم يا تُرى أنّ الأمر كلّه فبركة وتدبير قام به رجالات الاستخبارات في البلدين، لتصوير الأمر كما لو كان قطيعة وتحدّي، بينما في الواقع تسير الأمور المتعلّقة بتفتيت البسّودان حسب الخطّة الموضوعة؟ فمن رفض أيّ قوّات غير سودانيّة بدارفور، حتّى لو كانت أفريقيّة، إلى القبول بقوّات أفريقيّة (10.000 جندي فقط)؛ ثمّ من رفض أيّ قوّات "أمميّة" (كأنّ القوّات الأفريقيّة غير أمميّة)، إلى القبول بعدد 3000 جندي أممي (فقط)، ثمّ من رفضٍ للحزم الثّقيلة مقابل الموافقة على الحزم الخفيفة، إلى الموافقة على كليهما بخفيفها وثقيلها، و ... و ... و"السّاقية لسّع مدوّرة". أم هل يا تُرى يتعلّق الموضوع بنجاح التّنسيق بين الأجهزة الأمنيّة والاستخبارات المركزيّة الأمريكيّة، دون تحقيق أيّ نجاحات تُذكر مع الرّئاسة، وذلك لطبيعة الرّئيس التي لا يمكن التّنبّؤ بها، فضلاً عن حدّة الانفعال وسرعة اشتعال الغضب العارم؟ في هذه الحالة، هل تُرانا مقبلين على مرحلة دولة زين العابدين بن علي القائمة على إحكام السّيطرة الأمنيّة عوضاً عن باقي مؤسّسات الدّولة؟ إن كان هذا كهذا، هل تُرانا سنشهد مرحلة جديدة من حوادث الطّائرات، حيث تتحامى فيها الهبوط على مطاراتها الميسّرة، فلا تهبط إلاّ على قُنن الجبال وثبج المياه الجارية؟
    هذه الأسئلة، والتي إن شئنا لاستمررنا فيها إلى ما لا نهاية، نتوجّه بها إلى ذوي العلم، ليفتونا، وفوق كلّ ذي علمٍ عليم. والسّؤال نصف الفتوى ـ أو كما قال.


    ونواصل الفصل التّاسع - النّوبيّون والمواجهة - ما قد كان، وما سيكون
                  

08-15-2007, 02:11 PM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(96) الفصل الثامن - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (96) الفصل التّاسع
    النّوبيّون والمواجهة
    ما قد كان، وما سيكون

    ما هي الحكاية في أصلها؟

    هذا السّؤال ضروري وأساسي، ذلك لأنّه يتناول بالتّحليل أمراً قد يظنّ الجميع أنّهم ملمّون به، أو أنّه من قبيل ما يُعرف من القضيّة بالضّرورة. وتكمن أهمّيّة هذا السّؤال في ضرورة أن يكون للنّوبيّين خطاب واضح بشأن المسألة. ثمّ أن يتمّ تعميم هذا الخطاب على أفراد الشّعب النّوبي جميعاً، على وجه الخصوص، ثمّ جميع قطاعات الشّعب السّوداني، بصورة عامّة. بالاستناد على ما استعرضناه أعلاه، يمكن القول بأنّ هذا الخطاب، والذي هو عمدة النّضال في تجلّيّاته الفكريّة والنّظريّة، وبدونه سيكون من السّهل لأيّ مسئول حكومي أن يفنّد دعاوى المعارضين لإقامة الخزّان بطريقة قد تُثير الرّثاء، يعتمد على رؤية ناهجة بخصوص رفض الخزّان، من حيث جدواه الاقتصاديّة والتّنمويّة، من جهة، وبخصوص الدّوافع الخفيّة التي من شأنها أن تكون قد دفعت النّظام إلى اتّباع خطٍّ مشبوه كهذا، وغير وطني بالمرّة؛ أو، على أقلّ تقدير، وبإعمال حسن النّيّة المفرط، الوقوع في الغفلة بما يسمح لها أن تقع في أحابيل خطّة خطيرة من شأنها أن تودي بالبلاد إلى التّهلكة.
    فمثلاً إذا قال شخصٌ ما بأنّ الموضوع يتعلّق بخزّان كجبار، قد يُجيبه أحد النّوبيّين المعنيّين بالأمر بأنّه أخطأ في الإجابة خطأً جسيماً؛ وإذا قال شخص آخر بأنّ الموضوع يتعلّق بدرء آثار خزّان كجبار، فرّبما كان في نظر الرّافضين والمقاومين لإقامة الخزّان، بأنّه من الغافلين أو المتواطئين. ولكن ماذا إذا قال شخصٌ ثالث بأنّ الموضوع يتعلّق باستهداف النّوبيّين جميعاً؟ هذه الإجابة أيضاً ربّما يعدّها القوم المناضلون على أنّها خاطئة، هذا وإن كانت أقرب الإجابات الخاطئة إلى الصّواب. إذن، فما هو أصل الحكاية يا تُرى؟
                  

08-15-2007, 02:19 PM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(97) الفصل التاسع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (97) الفصل التاسع
    البعد القومي للمشكلة

    بناءً على ما تقدّم من حيثيّات، يمكن لأصل الحكاية في أرجح حالاتها أن تكون متعلّقة بالمخطّط الأمريكي لتفكيك السّودان. ولكن ماذا يعني هذا؟ إنّه يعني أن ينظر النّوبيّون ومن خلفهم الشّعب السّوداني لموضوع خزّان كجبار (بالشّلال الثّالث)، وبعده موضوع خزّان دال (بالشّلال الثّاني)، وخزّان الشّريك (بالشّلاّل الخامس)، ثمّ قبلها جميعاً موضوع خزّان مِرْوِي (بالشّلاّل الرّابع) من منظور وطني، وليس مجرّد قضايا تتعرّض لها بعض أقاليم السّودان. وتتمثّل الرّؤية الوطنيّة في مقاومة المخطّط الأمريكي الرّامي لتفكيك السّودان عبر المراحل التّالية: فصل الجنوب بموجب اتّفاقيّة نيفاشا؛ فصل جبال النّوبة والأنقسنا كجزء من تبعات فصل الجنوب؛ فصل دارفور بموجب التّدخّل الدّولي؛ فصل شرق السّودان وتحويله لمنطقة تجارة حرّة بديلة للخليج الذي سيشهد مرحلة طويلة من عدم الاستقرار، وليكون أرضيّة لتطبيع العلاقات العربيّة مع إسرائيل. أمّا شمال السّودان، فسيتمّ تتبيعه لمصر، وذلك بإفراغه أوّلاً من سكّانه النّوبيّين على وجه الخصوص وذلك بتكرار سيناريو حلفا القديمة، ثمّ بتوطين ملايين الفلاّحين المصريّين فيه، وذلك تحت غطاء الحرّيّات الأربع، وما إقامة السّدود والخزّنات إلاّ أداة لتحقيق ذلك.
    هنا من المنطقي أن يُفسّر موقف النّظام الحالي من هذا المخطّط، وضلوعه المباشر فيه، على أنّه متواطيء؛ ويأتي تواطؤه هذا، في نظر حملة هذا الرّأي، منسجماً مع استعداده الفطري للتّخلّي عن مناطق الهامش التي يعجز عن السّيطرة عليها. أمّا بخصوص تمثيليّة المواجهة مع الغرب، ومع أمريكا بالتّحديد، ومسألة العقوبات الأمريكيّة، فلا تعدو كونها موجّهة لإضعاف الرّئاسة، تمكيناً للأجهزة الأمنيّة، وذلك بغية إقامة دولة أمنيّة موالية للغرب عموماً ولأمريكا وإسرائيل خصوصاً. ومن الفترض لهذه الدّولة أن تنحصر في مثلّث يقع ما بين دنقلا ـ سنّار ـ الأبيّض (مثلّث عبد الرّحيم حمدي). هذه هي الدّولة المشيخيّة التي سيتمخّض عنها مشروع التّوجّه الحضاري للإنقاذ، وستكون على غرار الدّويلات المشيخيّة بالخليج، والتي تستمدّ الحماية من أمريكا وإسرائيل، إذ تقف عاجزة عن حماية نفسها بالرّغم من الثّراء الفاحش. وهذه هي الدّولة التي ستحميها أيضاً مصر بجيشها الذي سيرابط قريباً منها ـ بالمنطقة النّوبيّة بشمال السّودان.
    وعلى هذا تبقى مقاومة ومناهضة هذا المخطّط واجباً وطنيّاً على جميع السّودانيّين، أفراداً وجماعاتٍ، أحزاباً ومؤسّسات. ولكن بما أنّ أبناء المناطق التي تجري على أرضهم فصول هذه المؤامرة كانوا الأسرع في مواجهتها، عليه يبقى من الضّروري أن يقوموا بالتّنسيق التّام فيما بينهم، لا أن يعملوا كفرادى. وليكن مثلهم في ذلك: أُكل الثّور الأبيض، يوم أُكل الثّورُ الأسود. عليه، لا ينبغي للنّوبيّين، أو المناصير، أو الرّباطاب، أن يطالبوا باقي قطاعات الشّعب السّوداني لتتضامن معهم، بل عليهم أن يطالبوا الشّعب السّوداني، ممثّلاً في مختلف قطاعاته وفئاته، بالانخراط في صفوف النّضال ومقاومة هذا المشروع الأمريكي لتفكيك السّودان، وذلك من باب الأصالة كسودانيّين. وفي هذا ينبغي النّظر إلى الموضوع باعتباره جزءاً من الاستهداف المستمرّ للدّولة السّودانيّة عامّة، ولهذا النّظام خاصّة، لمناطق الهامش جنوباً وشرقاً، وغرباً ووسطاً. بعد هذا يمكن للسّودانيّين أن يسعوا لاستقطاب الدّعم والمؤازرة من المجتمع الدّولي، وعليهم في هذا أن يركّزوا على مؤسّسات المجتمع المدني، خاصّة تلك المتعلّقة بحماية حقوق السّود، مثل حركة جميع أفريقيا Pan Africanism، وذلك تلافياً للوقوع في شرك المزايدات المساومات. فالحكومات عامّةً، وحكومات الغرب خاصّةً، لا تقدّم المساعدة مجّاناً، بل لها أجندة في الانصياع لها قد يكون ضياعُ القضيّة النّبيلة كلّها.
                  

08-15-2007, 02:22 PM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(98) الفصل التاسع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (98) الفصل التاسع
    الرّؤية التّنمويّة البديلة

    هذه الرّؤية سيكون لها خطر كبير إذا ما امتلكها جميع النّاشطين النّوبيّين في مجال مقاومة السّدود والخزّانات؛ إذ من شأنها أن تجعل أمر مكافحة إقامة الخزّان ـ بدلاً عن أن يكون عمليّة تنمويّة جديرة بالإشادة ـ نضالاً نبيلاً جديراً بأنّ ينضمّ عامّةُ النّاس إليه رفعاً للظّلم والحيف. وتذهب هذه الرّؤية إلى أنّ هذه الخزّانات والسّدود ربّما تكون استثماريّة لكنّها غير تنمويّة بأيّ حال من الأحوال. وحتّى ريع استثماراتها ليس من المتوقّع أن يذهب لغير جيوب أغنياء الغفلة، أو الشّركات الأجنبيّة. ومدخل هذه الرّؤية في تفنيد المزاعم التّنمويّة لهذه السّدود والخزّانات يكمن في القدرة على تفنيد تكتيك إفراغ المناطق المتأثّرة بهذه الخزّانات من سكّانها؛ هذا التّكتيك الذي اتّبع نموذج غرق حلفا بأسلوب وقع الحافر على الحافر. فالذي يريد التّنمية لا يجفّف المنطقة المراد تنميتها من مصادر القوّة البشريّة، أي العمالة. عليه، إقامة السّدود والخزّنات ليس سوى أداة لإفراغ المنطقة من السّكّان، بالإضافة إلى رجحان كونها سدود إطماء تخدم الأغراض والمصالح المصريّة، حمايةً لبحيرة النّوبة من أن تقلّ سعتها الاستيعابيّة جرّاء تركم الطّمي في أعماقها. بخصوص المناصير والرّباطاب (خزّان مِرْوِي والشّريك)، فإفراغ مناطقهم من السّكّان، ببيّنة الإفادات المنسوبة للعديد من المسئولين في هذا الخصوص، يخدم ذات الأغراض، فضلاً عمّا يتردّد من تهم الفساد المالي والسّياسي التي تتعلّق ببيع هذه المناطق لشركات عربيّة (مصريّة وإماراتيّة) تحت غطاء زراعة الفواكه المحسّنة.
    أمّا بخصوص الرّؤية التّنمويّة البديلة، فتكمن في إنفاذ مشروع التّنمية الزّراعيّة المتوسّعة بالحوض النّوبي كبديل لإقامة السّدود، وكوسيلة مأمونة العواقب لتحقيق الثّروة والرّفاهيّة على مستوى المجتمع النّوبي، حسبما أوضحنا أعلاه. مع هذا يبقى الاعتراف بحقّ النّوبيّين دون غيرهم في إعمار المنطقة التي أخلوها جرّاء مؤامرة السّدّ العالي، فضلاً عن حقّهم الامتيازي في تطوير البحيرة، كان ذلك على مستوى التّنمية الزّراعيّة، أو الصّناعة السّمكيّة المتطوّرة، أو في مجال صناعة الخزفيّات المتقدّمة (السيراميك والبورسلين)، أو السّياحة النّهريّة.
    أمّا بخصوص منطقة المناصير والرّباطاب، فبما أنّ خزّان مِرْوِي قد قام بالفعل وأصبح أمراً واقعيّا، فإنّه لا مناص من الاعتراف بأنّ هناك مواجهة مكشوفة لمؤامرة إفراغ المنطقة من السّكّان. ولا تنكفيء المطالبة في السّماح لهم بالبقاء على ضفاف البحيرة، بل تذهب المطالبة إلى أن يكون الاستثمار الزّراعي بحوض بيّوضة المتاخم للبحيرة وقفاً عليهم، بحسبان ذلك أقلّ ما يمكن مجازاتهم به لتضحيتهم. هذا دون أن يُصادر امتيازهم في الاستثمار داخل البحيرة، كان ذلك على مستوى الزّراعة السّمكيّة، أو صناعة السّياحة، أو صناعة الخزفيّات المتقدّمة (السّيراميك والبورسلين). أمّا بخصوص خزّان الشّريك (على الشّلاّل الخامس) فمن الممكن، بل والمحتمل، ربط النّضال لمقاومة بنائه مع ماكينة النّضال لإيقاف خزّان كجبار (بالشّلاّل الثّالث) وخزّان دال (بالشّلاّل الثّاني).
                  

08-15-2007, 02:24 PM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(99) الفصل التاسع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (99) الفصل التاسع
    المقاومة: ما قد كان

    اتّصفت مقاومة النّوبيّين لإغراق منطقة حلفا القديمة بالعديد من السّلبيّات، على رأسها عاملان هما (الأوّل) انعدام الرّؤية الوطنيّة لمواجهة الدّولة، ثمّ (الثّاني) انعدام البعد التّنموي غير القائم على إفراغ المنطقة تماماً من السّكّان. وكما ذكرنا من قبل، كان هناك عامل خاصّ يجوز أن نُحيل إليه أغلب عوامل الفشل، ألا وهو ضلوع دولة أخرى (مصر) في الموضوع، وعبر اتّفاقيّة تمّ التّوقيع عليها بليلٍ دون استطلاع آراء المختصّين من الشّعب السّوداني، دع عنك احترام القطاعات المتضرّرة من الاتّفاقيّة. لكن كلّ هذا لا يمكن أن يكون مبرّراً لغياب البعدين القومي والتّنموي بطريقة تشي بغياب الرّؤية النّاهجة. فمثل هذا يصعب تبريره في حالة النّوبيّين، بالنّظر لما كانوا عليه حينها مقارنةً بالعديد من قطاعات الشّعب السّوداني، من حيث التّعليم والثّقافة والفكر.
    شيء سلبي آخر اتّصف به العمل لمقاومة التّهجير من حلفا، ألا وهو الانحصار العملي لحركة المقاومة في سكّان القرى التي اتّضح أنّها سوف تُهجّر. وبذلك انغلقت جبهة المقاومة على أبناء حلفا، والذين خاضوا في ذلك نضالاً نبيلاً ورائعاً، إلاّ أنّه قصّر عن بلوغ الغايات وتحقيق المراد. فبقدر ما فات على أهل الشّمالية من النّوبيّين أنّ الآثار السّلبيّة لتهجير إخوتهم المتأثّرين بقيام السّد العالي ستطولهم صعوداً إلى دنقلا، فات على أهل حلفا أنّ المسألة وإن كانت تخصّهم، إلاّ أنّها تخصّ الآخرين، ليس فقط باقي المجتمع النّوبي، بل كلّ المجتمع السّوداني أيضاً.
    وجاء تتويج السّلبيّات في انعدام العمل المنظّم، الذي يقوم في أساسه على المزاوجة بين قوّة منظّمات المجتمع المدني الموجودة فعلاً والتي تعتمد على التّمثيل Representational، ونعني بها ممثّلي القرى، في جانب، وفي الجانب الآخر على الأشكال التّنظيميّة السّياسيّة، والتي ربّما لم تكن متاحة حينها بمثل ما نشهده الآن جرّاء شدّة الاستقطاب الثّقافي والإثني. في ذلك اعتمد أهل حلفا على القوّة الشّخصيّة والفرديّة التي حازها العديد من أبنائهم، ممّن تلقّى تعليماً عالياً، فضلاً عن تسنّم العديد من المناصب السّياسيّة العليا، من وزارات إلى وكلاء وزارات ... إلخ. وربّما كان في مقدور هؤلاء أن يفعلوا شيئاً لو أنّهم امتلكوا الرّؤية النّاهجة، خاصّة ما يتعلّق باللاتنمويّة الكامنة في إفراغ المنطقة من سكّانها التّاريخيّين. ويعكس لنا هذا خطورة أن تعتمد كلّيّاً مثل هذه الكيانات التّقليديّة على طبقتها المثقّفة، بكلّ الانفصام الذي يعتري هذه الطّبقة خلال عمليّة انسلاخها عن ثقافة وبنية مجتمعها التّقليدي، وهو محذور ينبغي التّحسّب له في الحالة الرّاهنة. فقد خلق ذلك الأمر حالة من التّواكل بين صفوف العامة، وركوناً إلى حالة من التّراخي، مردّها حسنُ ظنّ العامة في قدرة الطّبقة المثقّفة لإفشال المشروع كلّه والحيلولة دون الرّحيل. وكما أشرنا من قبل، لا يعود بقاء حلفا في الخريطة إلى المثقّفين والمتعلّمين النّوبيّين، بل يعود أساساً إلى بسطاء النّوبيّين الذين ربّما لم يتلقّوا أيّ قدر من التّعليم بخلاف مرحلة الكتّاب.
    لكلّ هذا ينبغي المزاوجة بين المؤسّسات الصّفويّة التي تنتمي للطّبقة المثقّفة والمتعلّمة، وتلك التي تنتمي لعامّة النّوبيّين ممثّلين في جمعيات القرى الخيريّة، والتي تُنتخب ديموقراطيّاً. وحاليّاً لا يُعيب هذه الجمعيّات إلاّ التّحيّز النّوعي السّلبي الملحوظ، ممثّلاً في غياب المرأة من أغلب لجانها. ولا نعني هنا الاسترخاء وفصول البيات الشّتوي للعضويّة في هذه الجمعيّات حال مباشرتها لأعمالها الخيريّة الرّوتينيّة، بل نعني القوّة والفاعليّة الكامنة في هكذا مؤسّسات، إذا التأم شملها في جبهة واسعة ومتّحدة من دنقلا إلى حلفا لمناهضة مشروع تآمري يتعلّق بإفراغ المنطقة من سكّانها بغية إحلال ملايين الفلاّحين المصريّين.
    ولذا التّساؤل: تُرى هل سيتكرّر سيناريو حلفا القديمة؟
                  

08-15-2007, 02:28 PM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(100) الفصل التاسع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (100) الفصل التاسع
    المقاومة: ما سيكون

    بالطّبع يتّفق الغالبيّة السّاحقة من النّوبيّين في أنّه لا ينبغي أن يتكرّر ذلك السّيناريو الذي يتمثّل في الرّفض والتّشدّد فيه، ثمّ الإذعان لحالة الأمر الواقع، ومن ثمّ الانكسار والخضوع. لكن السّؤال هو كيف يمكن أن نتلافى ذلك؟ أدناه سنحاول أن نستعرض الإجابات الممكنة والمحتملة لهذا السّؤال الصّعب، آملين أن نُلقي الضّوء على معميّاته إن فاتنا أن نصدع بإجابةٍ شافية له، وهذا جهدُ المقلّ. وتستند رؤيتنا فرضيّاً على وجهة نظر غالبيّة النّوبيّين للمسألة من حيث كونها مشروعاً هدّاماً يُراد به إلحاقُ الضّرر بهم. تقوم رؤيتنا على أنّ مقاومة هذا المشروع (الهدّام) المتعلّق بما يخصّ حصّة النّوبيّين من حيث الابتلاء بخزّاني كجبار ودال، وذلك ضمن المشروع (الهدّام) العام الذي يرمي إلى تفكيك السّودان، تنهض على عدّة مسارات للمواجهة والمقاومة. ويكمن النّجاح في إفشال هذا المخطّط الهدّام في كيفيّة إدارة هذه المسارات بطريقة من شأنها أن يُؤتي كلُّ مسار أُكُلَه.
                  

08-23-2007, 01:31 PM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(101) الفصل التاسع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    (101) الفصل التاسع

    مسارات المواجهة والسّكّة الطّويلة

    بدءاً دعونا نُشير إلى أنّ هذه بداية معركة طويلة. فالخزّانات لا تُقام بين عشيّةٍ وضحاها، بل تلزمها مدّة زمنيّة كافية لكلا الطّرفين (الحكومة والمعارضة) لترتيب أمورهما فيما يخصّ تحديد الإستراتيجيّات والتّكتيكات. عليه، ليس أضرّ في مثل هذه الحالات من التّصرّف من منطلق ردود الأفعال، خاصّةً من جانب جبهة الرّفض والمعارضة لبناء الخزّان. وهذا بكلّ أسف رأيناه في الأيّام السّابقة؛ إذ ما إن أحضرت الجهات المسئولة الدّفعة الأولى من آليّات البناء إلى الموقع المحدّد لبناء الخزّان، حتّى امتلأ الشّارع النّوبي بالعديد من أشكال ردود الفعل المتطايرة، خاصّةً من أولئك الذين يعيشون في المنطقة نفسها، الأمر الذي جعلهم يعيشون في حالة أقرب إلى حالات خطوط النّار، خاصّةً عندما فتحت الشّرطة النّار على إحدى التّظاهرات السّلميّة، فسقط بعض المصابين دون وفيّات. ثمّ ما إن تُعلن بعض الجهات المسئولة عن زيارة يقوم به الوالي أو المحافظ لموقع الخزّان، حتّى يهبّ النّوبيّون بالخرطوم وخلافها، تحضيراً لمواجهة الحدث.
    ومن البدهي القول بأنّه لا النّوبيّون ولا غيرهم لديهم الإمكانات أو الزّمن لملاحقة الدّولة، ومجابهة كلّ فعلٍ لها بردّ فعلٍ موازٍ. لكن ما هو أخطر من هذا عندما يعتقد المقاومون أنّ الدّولة تترصّد بهم الدّوائر للإيقاع بهم، مثلما هو الحال هنا، ثمّ مع ذلك يرضون لأنفسهم بدور ردّ الفعل دون اجتراح الأفعال. ففي هذه الحالة، بالإضافة لامتلاك الدّولة للإمكانات والوقت ولجيش عرمرم من الموظّفين، فإنّها تملك فوق كلّ ذلك، مع امتلاك زمام المبادرة، فرصة التّحضير لنوع المعركة، ثمّ ميدان المعركة، ثمّ زمان المعركة. وغنيٌّ عن القول إنّ من يملك كلّ هذا سيكسب المعركة لا محالة. عليه، ربّما انكشف الحال عن أنّ كلّ التّمرينات النّضاليّة التي انكبّ عليها النّوبيّون في الأيّام الفائتة لم تكن غير شركٍ أعدّته الدّولة بهدوء، داخل مكاتب مكيّفة الهواء، ومسئولوها يحتسون الشّاي والقهوة بالمعجّنات والمكسّرات، وهم يتلمّظون. وإلاّ يا سادتي، دعونا نتساءل: متى كانت دولة الإنقاذ السّنيّة تأبه لأهل القرى النّائية، أماتوا بصعقة الشّمس الحارقة، أم ماتوا بصواعق تنزل عليهم من طائراتٍ بلون أبيض عليها علمُ الأمم المتّحدة؟
    لكلّ هذا لا بدّ من رؤية إستراتيجيّة ترسم بإحكام الخطوات التّكتيكيّة التي ستفرزها المواقف كلٌّ على حدة أو مجتمعة. وبما أنّ الخطوات التّكتيكيّة كثيرة، ومتغيّرة بحسب الظّرف والزّمان والمكان، وبما أنّ الخطوط العامة لأيّ رؤية إستراتيجيّة تتميّز بقدرٍ عالٍ من الثّبات النّسبي، سنركّز أدناه على استعراض بعض الجوانب التي يمكن أن تتُخذ كمؤشّرات لابتناء رؤية إستراتيجيّة. وتتلخّص رؤيتنا الإستراتيجيّة على تحديد أربعة مسارات لمواجهة المشروع الرّامي لتفريغ المنطقة النّوبيّة من سكّانها، بغية توطين ملايين الفلاّحين المصريّين بها، وذلك ضمن الخطّة الأمريكيّة الرّامية لتفكيك السّودان.
                  

08-26-2007, 09:47 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بعد اطلاق سراح د. محمد جلال احمد هاشم .. (Re: welyab)

    بعد خروجه من المعتقل طلب مني الدكتور محمد جلال ان اتريث في مواصلة انزال الرسالة
    وها انذا وبعدان واصلت الى فقرتها الواحدة بعد المائة ..كان من المفترض ان انتقل الى الباب العاشر .
    وحسب افادته بان هنالك اضافات جديدة وحقائق اضافية استقاها من افراد وشخصيات لها وزنها ومراجع .. امتثلت لطرحه لانتظر تلك الاضافات الجديدة..

    نعم انه محمد جلال هاشم الذي لا يقهره المعتقل حيث وعدني بان يرسل تلك الاضافات بعد صياغتها وتنقيحها ..

    لذا سوف نتوقف قليلا حتى يتم الاضافة والتنقيح .. وبعدها نعاود ...
                  

08-11-2007, 01:44 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (88) الفصل السابع - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: hanouf56)

    وقبل ان نواصل لنا ان نذكر المتابعين بان الباحث د. محمد جلال هاشم ما زال في معتقله .....
    فلنتضامن من اجل المطالبة باطلاق سراح كل المعتقلين

    ففي صمتنا الغير مبرر . فجيعة ووجيعة اعمق من ظلم السلطات .
    لنرفع الصوت عاليا لتدرك السلطات ان في الوطن شرفاء ..
    لنرفع الصوت عاليا لتدرك السلطات ان في الوطن احرار ..
    لنرفع الصوت عاليا لتدرك السلطات ان فينا وبيننا من تعلم الدرس ..
    لنرفع الصوت عاليا لتدرك السلطات ان فينا وبيننا من يرفض الظلم ..
                  

08-26-2007, 10:01 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
- من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)


    من اجل السودان .. لا من اجل قرية قضي د. محمد جلال هاشم تلك الايام في المعتقل
    وخرج اكثر صلابة واكثر تمسكا بالقضية النوبية .. وقضايا الهامش ..
    عندما حادثته على الهاتف انتابني شعور باننا نحن المكبلون بالقيود ..
    حيث افادني بان هنالك اضافات ومراجع وتوثيق ..
    التحية والتجلة لهذا البطل الصنديد .. الذي بعث لكل المتابعين وقراء واعضاء منبر "سودانيزاون لاين" التحية والتقدير ..
                  

09-10-2007, 10:05 AM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: - من اجل السودان .. لا من اجل قرية - د. محمد جلال هاشم (Re: welyab)

    رغم افادة الدكتور محمد جلال هاشم بان هنالك بعض الاضافات اود ان احيل المتابعين الذين يودون اقتناء الملف كاملا الى هذا الربط حيث الرسالة بدون الاضافات الجديدة التي وعدنا بها الدكتور محمد جلال
    http://www.msnusers.com/nubianforum/msgattachments/2[/B]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de