إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله الشقليني(عبدالله الشقليني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-01-2007, 11:58 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي .



    إبراهيم الكامل ( آل عكود )
    وهج يُبرق علينا في ليل المنافي

    التقيته واستطعمت مائدة السماء .
    سمعت رنيناً يهبط من فوقها ، و ( أجليت النَظر ياصاحي ) ، واكتحَلَت برؤيته العيون . كُنت من قبل قد تَطلّعت لقبسٍ من سِفر إبراهيم الكامل :
    { المدارات والمعابر } . ومن يشتَمّ البعض يُفتتَن ، ويطمع أن ينبسط الرزق .فمن السماء هبطت عليَّ مائدة ، وقد بَخلت على من سألوا الأنبياء عليها من قبل . سُبحان من يُجري الأرزاق على هواه . استطعمت ولم أزل أستقطع لنفسي ما شاء الوقت ، وأقرأ من سِفرٍ في منزلة رحيق عمرٍ ، يعجز القلم أن يستجلي كنوزه . مرحى .. مرحى ، يقول إبراهيم إنه سِفره الأول ! .
    استكتب أبو الفرج الأصفهاني نفسه خمسين عاماً ، حتى كتب الأغاني . هذا السِفر أجده يذكرني بمنـزلته . يصغر سفر إبراهيم حجماً عن أي من مجلدات الأغاني ، لكنها كثيفة المحتوى . لم يجمع الأشعار والأخبار كما فعل الأصفهاني ، بل جلس عند كل نص من نصوصه جلسة عابد ٍ زينت له الدنيا من حوله أية من نعم المولى ، يجلي غموضها ويدخل ملكوت كاتبها ويلبس روحه حتى ينقلها للغة الأخرى .
    لقد تخير إبراهيم مادته للترجمة من النفيس المنظوم ، و من المموسق ، والمقدس ، ونقل لنا من شِعره الفصيح والعامي وافترش لنا أرائكاً نتكئ عليها لننهل .إنها لمفخرة لي ، أن يطوف من حولي مُذنبٌ فواح بعِطر الثقافة البهي . لن نقدر على شكر من جعل السماء بأنوارها المتلألئة في قبضة أيدينا ، ويسر لآل عكود أن تكون منحة المولى بيدهم .نِعم الأرواح وهي تأتلِف .

    قلت له : ـ
    ـ فارع الطول أنت ، وتبدو مُشرِقاً . بسمتك ترسم لُطف ملامحك النبيلة . تبدو كأخٍ صدوق يكبُرني . فقدته زماناً ثم التقيته.
    رد ببسمة وعلى وجهه بما يشبه العِتاب و أرى ارتباكاً لا يناسب ثقل تجربته و عُمره . جلسنا ولم يترك لنا الوهج الذي بيننا مجالاً لنعرف قشور بعضنا . بدأنا بالمِزاح ، وتقلَّبت في نعيم أن تلمس جمال مزهرية مورقة في عُمر العطاء السخي ، فتُفرد لك من روائحها ، وتمُد إليك فرح الدنيا نَضِراً .
    قلت : ـ
    ـ إذن ( المدارات والمعابر ) هو سِفرك الأول .
    قال : ـ
    ـ نعم هو الأول و هنالِك ديوانا شِعر ينتظران النشر . كَوني هو الذي تكاثف ، عسيرة هي الكِتابة في موطننا . تعذبت وأنا أصحح المُسوَّدة ، المرة تلو الأخرى . ضاقت بي الدنيا قبل أن يخرج السِفر إلى النور .لم يزل عندي مواضع مُراجعة .
    قلت : ـ
    ـ ربما نحن في السودان حديثي عهد بالنشر . سبقتنا مِصر ولبنان و دمشق ..
    قاطعني : ـ
    ـ الأزمة في تصحيح اللغة ؟
    لحظة صمت وقفت بيننا ، وانعطف بنا الحديث لشأنٍ آخر . قلت : ـ
    ـ حَدِثني أنت عن الكتابة وخواطرها ، و هواتف الذهن التي تُطاردك ، وتطاردني مثلُك .
    قال : ـ
    ـ كأنك تقصد خمر الكتابة ، وسُكر اللغة ،فعندما أصعد عتبات الخيال الحالِم ، تهبط عليَّ الخواطر هبوط النسور على القوارِض .
    قلت له : ـ
    إنها خاطرة غريبة الأطوار تعتريني مثلك هذه الأيام .لا وصف لملامحها الشيطانية ، تتملّك الروح والجسد . لا وقت تتخيره للهبوط عليك ، حتى نَـزف السماء له مواسم ، لكن تلك الخاطرة تهبط كقَدرٍ استعذبت سكِينه مواضِع الرخَاوة . تهبط عقلك هبوط ملاكٍ في هِزة كونيةٍ ترتجُ لها الأفلاك ويتمدد الكون في الفراغ السحيق . هذا عسير عليّ . أصحو فجأة عند حلمٍ يذبحني وأنا أتخبط من انفلات الروح وقت مُفارقة الجسد . أركل بقدميَّ كأنني أتشبث بالحياة . عسير أن تهوى قاتلكَ و تُكسر سُنن الأحياء ، في حُب البقاء و كره الفناء .
    أتأتيك مثل خواطري ؟
    قال إبراهيم : ـ
    ـ نعم ، أنت الصادق . كأنك قد وصفت ما بي . أحسست أن الخاطِرة أمر كوني حين يهبط يستوطن ذهني بلا مقدمات . يحُثني لمسك القلم ، وعندما أفعل تسترسل اللغة في نـزف متقلِب الألوان و الملامِح . لوحة مُتحركة ملؤها الأحمر والأبيض والأصفر والأسود والتركواز ، وعجائب تتخلق بين استراحات الرمادي حين يستعصي الصفاء والود بينها .
    أردفت قائلاً :ـ
    ـ أراك سيدي وأنت في عُمر تجاوز الخمسين ، كنخل فارِع ٍحين تُداعِبه الريح يضحك . فجذوره قد استشرت خيوطها تُمسِك بعروق الذهب في صخر الأرض .أعرف من يقول اترك في جيب سُترتك مُفكرةً صغيرة على الحِمل ، ناعمة رشيقة على رفقتك حتى وأنت نائم . فعند هبوط صرخة الخواطر ، انـزع نفسك عن النوم وامسِك القلم واتبِع الأوامِر .
    قال إبراهيم : ـ
    أذكر في زمان قديم كُنت أعرف سيدة أجنبية تعشق مثل هذه الخواطر ، وتجلس في حضرتها جلوس الطفولة أمام الجَد وهو يقُص من أحسن قصصه التي تُلهِب الخيال . كانت تسترجي القلم أن ينقل الشِعر ، كل الوارد من الذهب اللامِع برياحه الشيطانية ، حتى عبثت تلك الخواطر بذهنها . أسرجت بُراق الأحلام وطافت الآفاق ثم استعصى عليها العودة لعالمنا . كانت مأساة مُجلجلة .كتبت تلك السيدة أسفاراً تُـذهل العقول . ترمي الأحجار في البِرك النائمة ، وتلون أقصان الخيال بألوان الدنيا الساحِرة . إياك يا عبد الله أن تستجيب لتلك الخواطر فتتملكك وتُبعدك عن القريب والحبيب . استجِب قدر المُستطاع ، ولا تُسلس لها قيادك كل الوقت . يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني : ـ
    ( الخاطرة تُغري بالانفلات ) .
    فهي تضرِم نارها حزاماً حولك و يستعصِي علينا أن نُعيدك لدنيانا . أنت تعرف الشاعِر إدريس محمد جمّاع ، فعندما تآلف مع تلك الخواطِر سرقت دَنياه ، وسرقته عنا . قبل غيبته الكُبرى نفث غُبار الشِعر ندياً حنيناً دافقاً ، واستغرق محبة لا شواطئ لها . أمطرنا جمَّاع ترياقاً يقينا شاطحات الخيال ، وغاب هو شهيد سِحرها .
    قلت لإبراهيم : ـ
    ـ قلت لي أنك تستنهِض روح النص قبل ترجمته ، تسبح قليلاً مع الشاعر ثم تتقمص روحه ، وترقب كيف استجمع الخيال ساعة الخلق . الفكرة ، النص ، ثم الحُلول قبل أن تبدأ الترجمة . إنه عِشق غريب على السَمع ، عصيٌّ على الفهم ، فأنا لست شاعراً . أنت تُقربني من الصفاء ودنياه السَاكِنة المُتأمِلة . أتعشق النص أولاً أم تُصادق الحُلم ؟ . انشدني من ترجمتك الحُرة لقبس من ديوان ( العودة إلى سنار ) للشاعر الراحل الدكتور محمد عبد الحي ، لعله يكون المِثال .
    صمت إبراهيم بُرهة ثم أفصح :
    ـ لربما تعجب إن قلت لك أننا كُنا رفاق فصل مدرسي واحد وبيننا صداقة عُمر ! . أقرأ عليك الآن نصاً لشاعرنا محمد عبد الحي ثم أقرأ ترجمتي الحُرة : ـ
    من ديوان : ( العودة إلى سنار )
    تأليف الدكتور / محمد عبد الحي :

    مَرحى .. تُطلُّ الشمسُ هذا الصبحُ من أُفْقِ القَبول
    لُغة على جسد المياه
    ووهجُ مِصبَاحٍ منَ البلور في لَيلِ الجذورْ
    و بعضُ إيماءٍ ورمزٍ مُستحيلْ .
    اليومَ يا سنارُ أُقبلُ فيكِ أيامي بما فيها من العُشْبِ الطُّفُيلِيِّ
    الذي يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجارِ ... البريقْ
    اليوم أقبلُ فيك كلَّ الوحْلِ واللَّهَبِ المُقَدّسِ في دمائِكِ ،
    في دمائي
    أحنو على الرملِ اليبيسِ
    كما حَنوتُ علَى مواسِمِكِ الثرية بالتدفُّقِ والنَّماء
    وَأقولُ ، يا شمسَ القَبولِ توهَّجي في القلبِ ،
    صفِّيني ، وصفِّي من غبارٍ داكِنٍ :
    لُغتي ، غِنائي
    سنارُ ... تُسْفرُ في بلادِ الصّحوِ جُرحاً ..
    أَزرقاً ، قوساً ، حصاناً ..
    أسود الأعراف ِ ، فهْداً قافِزاً في عتْمة الدم
    ِ معْدناً في الشمس ، مئذنةً
    نُجوماً في عظامِ الصخرِ ، رُمحاً فوقَ مقْبرةٍ كتابْ
    رَجَعَتْ طيورُ البحرِ فجراً من مسافاتِ الغيابْ
    البحرُ يحلُمُ وحْدَهُ أحلامَهُ الخضراء َ في فَوْضَى العبابْ
    البحرُ ؟
    إن البحرَ فينا خضرةٌ
    حُلم ، هَيُوليٌّ
    في انتظار طلوعها الأبديَّ في لغةِ التُّرابْ .

    The Dawn of Peace
    A free translation of a selected extract from the Arabic poem
    ( The Return to Sennar ) By Dr. Mohammed Abd_ El_Hai

    My Sennar..!
    At sunset ..!
    Blinks in the homeland,
    Of sacred revival anew .
    And Winks in a bow ,
    In a wound dyed blue .
    In a horse with black manes ,
    An’ grass sparse; yet dew
    In the leap of a leopard,
    In blood opaque; but flew.
    In a metal in the sun eyes,
    With a scarlet ray as clue.
    In stars with the marrow,
    Of a spear on an epitaph,
    Where martyrs souls just flew.
    In a book shone with holy verse,
    Where wisdom pearls brew.
    In a minaret to spin lighter,
    The spirits of the true.
    In a spire to stick tighter,
    Splinters of the pew.

    عبد الله الشقليني
    5/04/‏2005‏-م
                  

العنوان الكاتب Date
إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي . عبدالله الشقليني09-01-07, 11:58 AM
  Re: إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي . الزوول09-01-07, 03:57 PM
    Re: إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي . عبدالله الشقليني09-01-07, 09:02 PM
  Re: إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي . معتصم الطاهر09-01-07, 04:18 PM
    Re: إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي . عبدالله الشقليني09-01-07, 09:08 PM
      Re: إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي . munswor almophtah09-01-07, 10:10 PM
  Re: إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي . عبدالله الشقليني09-02-07, 01:43 PM
    Re: إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي . ابو جهينة09-02-07, 01:46 PM
      Re: إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي . عبدالله الشقليني09-03-07, 01:21 PM
  Re: إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي . Abdalla Gaafar09-03-07, 02:27 PM
    Re: إبراهيم الكامل ( آل عكود ) : وهجٌ يبـرق علينا في ليـل المنافي . عبدالله الشقليني09-09-07, 03:10 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de