محمود محمد طه في رؤى الأحلام .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 08:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله الشقليني(عبدالله الشقليني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2007, 11:25 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخوان الجمهوريون
    عودة المسيح

    الطبعة الأولى الخميس 25 ديسمبر 1980
    17 صفر الخير 1401

    الإهــداء:
    إلى الإنسانية !!
    لقد أظلنا عهد الرسالة الخاتمة !!
    الرسالة الثانية من الإسلام ..
    في مستوى الرسالة الثانية الإسلام ليس دينا بالمعنى المألوف في الأديان !!
    وإنما هو دين الفطرة – فطرة الله التي فطر الناس عليها –
    الناس – كل الناس – من حيث أنهم ناس !!
    وفطرة الله في الناس إنما هي العقل الصافي، والقلب السليم !!
    الإسلام في هذا المستوى هو نقطة التقاء جميع الأديان !!
    هو دين التوحيد – توحيد الفرد البشري في داخل كيانه !!
    وتوحيد المجتمع البشري بمختلف أقطاره وألوانه !!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( ونفخ في الصور فصعق من في السموات، ومن في الأرض، إلا من شاء الله، ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون  وأشرقت الأرض بنور ربها، ووضع الكتاب، وجيء بالنبيين، والشهداء، وقضي بينهم بالحق، وهو لا يظلمون.))
    صدق الله العظيم..
    المقدمة:
    هذا الكتاب مبشر بقرب مجيء المسيح الأخير.. وذلك في مناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.. وبشارتنا بهذا المجيء ليست تهويما وراء الأخيلة، أو تعزيا بالأماني، مما يؤدي إليه العجز عن مواجهة مشاكل الواقع.. كما هي ليست نظرية فلسفية، أو مجرد نبوءة دينية.. وإنما مجيء المسيح ضرورة يمليها الواقع البشري المعاصر، وتؤدي إليها التطورات التاريخية تأدية طبيعية.. ثم تجيء النصوص الدينية، في سائر الكتب السماوية، لتؤكد هذه الضرورة الحياتية الماثلة.. ثم إن بشارتنا بمجيء المسيح ليست قفزا في الفراغ، وإنما هي تقوم على منهاج عملي يجعل ذلك المجيء ممكنا، ومحتوما..
    فالبشرية اليوم إنما تواجه تحديا مباشرا لبقائها لم تشهده من قبل.. تحديا يواجهها كفصيلة من الخلائق عليها أن تتواءم مع بيئتها الجديدة وإلا كان مصيرها الانقراض، كما جرت بذلك سنة الله في الأولين.. أما بيئتها هذه الجديدة فهي تتمثل في الوحدة المكانية التي تمت للبشر بتطور وسائل الاتصال، والمواصلات، مما يقتضي أن يقيم البشر علائقهم على الإسماح، والمحبة، اللذين يليقان بالجيران.. كما تتمثل هذه البيئة الجديدة فيما برهن عليه العلم المادي، بعد فلق الذرة، من أن المادة طاقة مجهولة الكنه، وأن البيئة الطبيعية بيئة غير مادية، وإن كانت مادية المظهر- هي في حقيقتها بيئة ( روحية)، أو قل ( فكرية).. مما يقتضي أن تقام حياة البشر على وحدة ( فكرية) تتواءم مع هذه البيئة ( الفكرية)..
    ولقد قطعت البشرية شوطا بعيدا نحو الوحدة، وذلك من حيث لا تشعر.. وحاجتها اليوم إنما هي إلى الفكر المسدد، المستقيم، ليوجه هذا التطور المسدد نحو الوحدة، فيسرع بخطاه.. فإن الصراع الدولي قد تمخض أخيرا عن انقسام هذا العالم إلى معسكرين: المعسكر الشيوعي، والمعسكر الرأسمالي، مما لم يتفق للبشرية من قبل بهذه الصورة الشاملة.. وهذه الثنائية إنما هي أقرب المنازل إلى الوحدة.. كما أن البشرية قد توصلت، عبر الصراعات الطويلة من أجل الحقوق الأساسية للإنسان، إلى مؤسسة دولية واحدة تتجه إلى جمع كافة الأمم كأعضاء فيها، ليلتزموا بميثاق واحد، وليحتكموا إلى قانون دولي واحد، وليخدموا المصالح الدولية المشتركة في السلام والرفاهية.. وهي منظمة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الدائرة في فلكها، كمحكمة العدل الدولية، وهيئة اليونسكو وأخواتها.. وهذه المنظمة الدولية، وعلى قصورها المتمثل في عدم مقدرتها على تنفيذ قراراتها، والمتمثل، أيضا، في خضوعها، بصورة أو بأخرى، لدى اتخاذ القرارات الكبيرة للقوى الكبرى التي تشكل مجلس الأمن، إنما هي خطوة جليلة تعبر عن حاجة البشرية الماثلة إلى الحكومة العالمية التي توحد إدارة الكوكب، وتقيم علائق أممه على القانون الدستوري الذي يلقى التنفيذ والاحترام من سائر الأمم..
    إن مشكلة العالم اليوم هي مشكلة السلام.. وهي هي المشكلة الناجمة من عجز الفلسفات، والأنظمة العالمية في حل المعادلة الصعبة، وهي التوفيق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة، بحيث يصبح الفرد هو الغاية من كل سعي جماعي، وبحيث تصبح الجماعة أبلغ وسيلة لإنجاب ذلك الفرد الحر. ومشكلة السلام العالمي هي، في الحقيقة، مشكلة السلام الداخلي في نفس كل فرد بشري.. هذه المشكلة التي تتمثل في ظاهرة القلق التي استشرت فغزت كل المجتمعات، حتى صح أن يسمى هذا العصر عصر القلق.. وهذا القلق إنما هو تعبير عن يأس الفرد المعاصر من الفلسفات، والأنظمة، في حل مشاكله المعيشية، وفي التجاوب مع تطلعاته إلى الحرية، وفي الإجابة المقنعة على لغز مصيره المجهول في هذا الوجود، وهو يتطلع إلى التواؤم مع بيئته الاجتماعية، والطبيعية، والحضارية الجديدة.. كما أن هذا القلق، من جهة أخرى، إنما هو بمثابة أوجاع المخاض التي يعقبها الميلاد الجديد للحياة البشرية، وهي تنعم بالسلام والرفاهية، بعد ركام هائل من العذابات عبر القرون..
    فالحاجة اليوم إلى السلام تكاد تبلغ الحاجة إلى الماء والهواء.. لا سيما وقد انقسم العالم إلى معسكرين لا يملكان سبيلا لفض الصراع بينهما إلا سبيل الحرب، فبلغا في سباق التسلح بينهما مبلغا أهدرت معه الإمكانيات الاقتصادية العالمية، مما شكل أزمة اقتصادية عالمية لم تشهدها البشرية من قبل، وأهدرت معه، أيضا، سيادة وحرية الدول الصغيرة التي صارت مسرحا للصراع على مناطق النفوذ بين المعسكرين، فصارت كل دولة صغيرة منها إنما هي بالضرورة، أرادت أو لم ترد، دائرة في فلك أحد المعسكرين لحماية نفسها من خطر المعسكر الآخر.. وحتى صار الحد من الأسلحة الاستراتيجية، ناهيك عن نزع السلاح أمرا مستحيلا.. وصارت الحرب العالمية الثالثة خطرا ماثلا.. وهي إنما ستعني نهاية الحضارة البشرية، وانقراض النوع البشري نفسه!!
    ومن الجانب الآخر، صار الدين، من حيث هو دين، يواجه نفس التحدي المصيري الحاسم!! فصار عليه إما أن يستوعب هذه المتغيرات الجديدة المذهلة، فيجد الحلول للمشاكل الفردية والجماعية التي تختلف، من جميع الوجوه، عن المشاكل التي توفر الدين في الماضي على حلها، وإما أن يخلي السبيل لتنفلت القافلة البشرية إلى العلمانية وإلى الإلحاد!! التحدي الذي يواجه الدين هو بهذا الحسم.. وبذلك صار العالم مهيئا ومحتاجا ومستجيبا لكل عوامل التغيير.. وهو تغيير لا بد أن يكون جديدا لم يسبق له مثيل حتى يكافئ هذا الواقع الجديد الذي لم يسبق له مثيل أيضا..
    العالم يحتاج إلى رجل هو من صفاء الفكر، وسداده، وشموله، بحيث يوحد هذه الأمم، فكريا، في مذهبية واحدة، هي تتويج لكل الديانات، ولكل الفلسفات التي قطعت بالبشرية كل الشوط الماضي الطويل.. رجل يوحد هذه البشرية في حكومة عالمية واحدة تتألف من حكومات قومية تقوم كل منها على دستور إنساني يتوفر على حل التعارض البادي بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة اللتين أشرنا إليهما آنفا.. وبذلك، وبذلك وحده، يحل النظام، ويحل السلام في الأرض..
    البشرية تحتاج إلى رجل يقدم من نفسه، نموذجا للكمالات الإنسانية التي يشير، إلى حتميتها وإمكانيتها، رأس سهم التطور البشري منذ الأزل.. وهي الكمالات المتمثلة في كمال الحرية الداخلية من الخوف والجهل، وهما مصدر كل نقائص الحياة البشرية.. البشرية محتاجة إلى رجل استطاع أن يتواءم مع البيئة البشرية، والطبيعية، والحضارية الجديدة، فيتحدث بلغة العصر، وهي السلام، ويملك المفتاح لحل معضلات المشاكل العالمية المستعصية، بالمنهاج العلمي..
    البشرية تحتاج إلى رجل يقيم المدنية الجديدة التي تؤلف بين القيم الروحية ومظاهر الوجود المادي، بحيث تضع القيمة المادية في مكانها الطبيعي كوسيلة، فحسب، ولكنها لا غنى عنها، للقيمة الأخلاقية.. كما قال محمد: (( الدنيا مطية الآخرة)).. وكما قال المسيح: (( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان))..
    البشرية محتاجة لرجل يبرهن بكمال فكره، وكمال شعوره، على جدوى ممارسة المنهاج الديني، في العبادة، والمعاملة، وعلى مقدرة الدين التي لا تنفد على استيعاب تطور الحياة مهما تشعب، فيقدم الدين في المستوى العلمي الذي ينفخ الروح في هيكل الحضارة المادية، ويوحد بين الأديان، فيجمع البشرية على دين واحد– وعلى فكرة واحدة.. فينفتح، بذلك، دورة جديدة للحياة البشرية لم تشهدها البشرية من قبل..
    البشرية محتاجة إلى رجل يطبق قوانين العدالة الاجتماعية الشاملة، في الرسالة الثانية من الإسلام، والتي تعين كل فرد على تحقيق فرديته، ويبرز منهاج ( الفردية) عند النبي محمد، بحيث يرتفق به كل فرد ليبلغ به فرديته الخاصة.. البشرية تحتاج إلى الإنسان الكامل.. المسيح.. المخلِّص، في هذا المستوى العلمي الرفيع..
    وأول الدلائل على هذه الحاجة الماثلة إلى المسيح ( المخلِّص) هو مشكلة الشرق الأوسط التي تهدد مشكلة السلام العالمي كله.. فمشكلة الشرق الأوسط، في حقيقتها، إنما هي صراع عقيدي بين أهل الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، على الأرض التي نشأت عليها هذه الديانات.. أليست مدينة القدس اليوم هي محور هذا الصراع العقيدي؟؟ وهو، في الحقيقة، صراع بين أبناء عمومة واحدة جدّها الأكبر إبراهيم عليه السلام.. وهذا الصراع إنما يعبر عن بلوغ التعصب العقيدي مبلغا صار لا بد للبشرية أن تتجاوزه لمستوى أكبر منه في الدين، حفاظا على بقائها وسلامها.. فالتعصب العقيدي، إلى جانب أنه لا يحل مشكلة، إنما هو مهدد للسلام العالمي بصورة محتومة..
    إن مشكلة الشرق الأوسط لا يحلها إلا المسيح، وهو يجيء بالسلام، فيوحد الأديان الثلاثة بعد أن يرى أهل هذه الأديان الحقيقة الواحدة!! فعلى أهل هذه الأديان أن يتفطنوا لدورهم الأساسي في قيادة البشرية بدين السلام، وعليهم أن يمهدوا أرضهم التي يقتتلون اليوم عليها لتكون عرش المملكة السماوية وهي تنزل اليوم إلى الأرض.. طوبى لمن عمل لها، وحلم بها، ولم يهدأ له بال حتى يراها ماثلة.. طوبى له وحسن مآب!!
    توحيد الأديان الثلاثة
    يقوم توحيد الأديان الثلاثة، عندنا، على الفهم الدقيق لطبيعة كل دين منها.. فلقد بعث موسى إلى مجتمع قريب عهد بقانون الغابة، ولذلك دعته التوراة إلى مجرد العدل ( النفس بالنفس، والعين بالعين)، وكادت أن تقتصر عليه، وهو أقرب إلى طبيعة النفس البشرية البدائية.. فجاءت تشاريع التوراة في طرف البداية، مما يقابل الغلو في المادية.. ثم جاء المسيح بتشريع يشد الناس إلى طرف النهاية، كرد فعل مقابل لما كانت عليه الحياة من الغلو في المادية، فقام الإنجيل على الغلو في الروحانية، بصورة أقرب إلى الوصايا الخلقية الرفيعة، المعلقة فوق ذلك الواقع البدائي.. ولذلك قال المسيح لتلاميذه: ( سمعتم أنه قيل عين بعين، وسن بسن، وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا).. ثم جاء الإسلام، على عهد محمد، وسطا بين طرفي الغلو في المادية، والغلو في الروحانية ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا، لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا).. وكذلك جاء الإسلام جامعا للخصائص التي يلتقي عندها أهل التوراة، وأهل الإنجيل.. فجمع القرآن، في سياق واحد، بين خصائص اليهودية، وخصائص النصرانية، وذلك حين يقول: ( وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا، وأصلح، فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين).. فقوله ( جزاء سيئة سيئة مثلها) يقابل قول التوراة الذي حكاه المسيح حين قال ( عين بعين وسن بسن) وقوله ( فمن عفا، وأصلح، فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين) إنما يقابل عبارة الإنجيل في التسامح: ( وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا) كما تقابل، وبصورة أتم، عبارته الأخرى: ( أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردنوكم). فالإسلام، بذلك، إنما يتدرج بالنفس البشرية، فيضع لها قاعدة العدل، التي تقابل بدائيتها، ثم يربيها بمنهاجه في العبادة، والمعاملة، حتى تصير قادرة على العمل في قمة العفو، مما هو أقرب إلى الطبيعة البشرية الأصلية.. فالإسلام بذلك إنما يتجافى عن مستوى البدائية التي وجدت عليه اليهودية الناس، ثم، هو، في نفس الوقت، يضع المنهاج الذي يجعل وصايا المسيح الأخلاقية ممكنة التطبيق.. وعلى ذلك يتم توحيد الثالوث الإسلامي: اليهودية، والمسيحية، والإسلام..
    ولذلك فقد جاء الإسلام برسالتين: رسالة أولى في طرف البداية، هي مما يلي اليهودية، ورسالة ثانية في طرف النهاية، هي مما يلي المسيحية.. والرسالتان مضمنتان في القرآن، وقد جاء بهما، معا، محمد، خاتم الأنبياء.. وتقوم الرسالة الأولى على الشريعة الإسلامية التي تنزلت إلى واقع الناس البدائي في القرن السابع الميلادي، ولذلك قامت على الوصاية- وصاية المسلم على غير المسلم، ووصاية الحاكم على الرعية، ووصاية الرجل على المرأة- ومتعلقها القرآن المدني الذي جاءت أحكامه ناسخة لأحكام القرآن المكي، في حين تقوم الرسالة الثانية على السنة النبوية، وهي مستوى عمل النبي في خاصة نفسه، ولذلك قامت على الحرية، ومتعلقها القرآن المكي المنسوخ بشريعة الأمة، المحكم في حق النبي.. ولذلك فقد جاءت الرسالة الأولى مفصلة، في القرآن، وظلت الرسالة الثانية مجملة، فيه، لم يقع عليها التفصيل إلا في معنى ما عاشها النبي.. وسيجيء المسيح الأخير ليفصلها، ويطبقها، على مجتمع القرن العشرين الذي أعدته المسيحية واليهودية والإسلام، في رسالته الأولى، إلى هذا المستوى الرفيع.. وظاهرة الرسالتين، بين القرآن المكي والقرآن المدني، إنما تلاحظ بجلاء في نصوص القرآن.. مثل ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين لله، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) من القرآن المدني الذي يمثل مستوى الرسالة الأولى، ومثل ( وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر) من القرآن المكي الذي يمثل مستوى الرسالة الثانية..
    ومجيء المسيح الأخير إنما هو مرتبط ببعث آيات القرآن التي كانت منسوخة في القرن السابع لتكون هي صاحبة الوقت اليوم، وبنسخ آياته التي كانت محكمة، وكانت صاحبة الوقت في القرن السابع، وعليها قامت الشريعة.. فإذا انبعثت هذه الآيات المنسوخة فقد ارتفعنا بالإسلام من المستوى العقيدي إلى المستوى العلمي، وفي هذا المستوى لا يتفاضل الناس بالعقيدة، أو الجنس ( من ذكر وأنثى)، وإنما هم يتفاضلون بالعقل، والخلق.. فلا يسأل الإنسان عن عقيدته، أو جنسه، وإنما يسأل عن صفاء الفكر، وإحسان العمل.. وفي شريعة الرسالة الثانية هذه- وهي الشريعة الدستورية المستمدة من الدستور الإسلامي- لا يقع تمييز ضد مواطن بسبب دينه، أو بسبب جنسه.. وهذا الدستور لا يسمى، في الحقيقة، إسلاميا، لأنه لا يسعى لإقامة حكومة دينية، وإنما يسعى لإقامة حكومة إنسانية يلتقي عندها، ويستظل بظلها كل البشر على قدم المساواة في الحقوق والواجبات.. ومصدر هذا الدستور القرآن لأنه موظف لجلاء الفطرة البشرية، من حيث هي بشرية.. جلائها من رواسب الجهل والخوف، حتى تبرز فطرة العقل الصافي، والقلب السليم.. الإسلام في هذا المستوى هو دين الفطرة، كما جاء في القرآن: ( فطرة الله التي فطر الناس عليها.. لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم).. وهو الدين الذي تلتقي عنده كل الأديان، فإن البشرية- من لدن آدم حتى مبعث محمد- لم تعرف الدين إلا في مستواه العقيدي.. وفي هذا المستوى ( كل حزب بما لديهم فرحون).. والرسالة الثانية من الإسلام التي يجيء المسيح الأخير لتطبيقها، والتي نبشر نحن بها اليوم، لنجعل مجيئه ممكنا، إنما هي القمة التي تتوج مرحلة العقيدة من كل الأديان، كما تتوج كل التراث البشري، وهي تقدم الدين في مستواه العلمي لأول مرة في التاريخ.. وهو ما عنينا بتوحيد الأديان..
    البشارة بمجيء المسيح في التوراة
    لقد بشرت الأديان الثلاثة بمجيء المسيح، وبصورة تكاد تكون واحدة.. فأهل هذه الديانات إنما هم ينتظرونه، ويترقبون ظهوره.. وهذا ( التوحد) بينهم، في الانتظار والترقب، إنما هو، في حد ذاته، دلالة على أصل الوحدة في هذا الثالوث الإسلامي، كما هو إشارة بتحقيق الوحدة بينهم في المستقبل الموعود..
    أما في التوراة فقد جاء في أشعياء الإصحاح الحادي عشر: ( ويخرج قضيب من جذع يسي، وينبت غصن من أصوله، ويحل عليه روح الرب.. روح الحكمة والفهم.. روح المشورة والقوة.. روح المعرفة ومخافة الرب.. ولذته تكون في مخافة الرب، فلا يقضي بحسب نظر عينيه، ولا يحكم بحسب سمع أذنيه، بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويميت المنافق بنفخة شفتيه، ويكون البر منطقة متنيه، والأمانة منطقة حقويه)
    ( فيسكن الذئب مع الخروف، ويربض النمر مع الجدي، والعجل والشبل والمسمن معا، وصبي صغير يسوقها، والبقرة والدبة ترعيان.. تربض أولادهما معا، والأسد كالبقر يأكل تبنا، ويلعب الصغير مع سرب الصل، ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان لا يسوؤه.. ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر، ويكون في ذاك اليوم أن أصل يسي القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجدا) انتهى.
    هذه البشارة في التوراة بمجيء المسيح الأخير الذي ينتظره اليهود إنما تستوجب الإيمان بالمسيح الأول، وبمحمد، حتى يكتمل الثالوث، من هذه الأديان الثلاثة، فيجيء توحيد الثالوث على يدي المسيح، في أخريات الأيام، فتتحقق الخلافة البشرية على الأرض، كما تحققت يوم خلق الله آدم قبل أن يهبط إلى الأرض.. هذه الخلافة هي ملكوت السماء وهو يتحقق على الأرض.. وهذا الخليفة هو ( الملك) الموعود، وهو، في الحقيقة، آدم الثاني.. ورد في القرآن: ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون!!)
    البشارة بمجيء المسيح في الإنجيل
    والإنجيل يفيض بالبشارات بمجيء المسيح الأخير.. حتى لا يكاد المسيح الأول يبشر بأمر غير هذا المجيء العظيم.. وصلاة المسيحيين الأساسية كما علمها إياهم المسيح، إنما هي دعاء من أجل هذا المجيء.. وفيها: ( أبانا الذي في السموات: ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض) انتهى.. فإن مجيء ملكوت الرب إنما هو تمام الخلافة البشرية على الأرض، كما أن تطابق المشيئة الإلهية في السماء مع المشيئة الإلهية في الأرض إنما يعني دخول البشر في الأرض كافة في دين واحد يمثل المشيئة الإلهية الواحدة، كما يدخل أهل السماء في هذه المشيئة أو الدين..
    وفي الإشارة إلى وراثة البشر في الأرض لملكوت السماء- وهي التخلق بالصفات الإلهية- جاء قول الإنجيل ( متى الإصحاح الخامس والعشرون) هكذا: ( ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة والقديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء، فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم) انتهى.. وعن مجيء المسيح المنتظر بعيد حالة الحيرة والاضطراب التي تسود العالم، والتي إنما نجد علاماتها في عالم اليوم، يقول الإنجيل: ( لوقا الإصحاح الحادي والعشرون): ( وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم.. وعلى الأرض كرب أمم بحيرة.. البحر والأمواج تضج، والناس تخشى من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة لأن قوات السموات تتزعزع. وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحابة بقوة ومجد كبير..) انتهى.. بيد أن المسيح الأخير هو الإنسان.. وكماله هو في ( إنسانيته) التي تتسامى إلى الأخلاق الإلهية، فتعيشها، وتجسدها، وذلك هو نزول ملكوت السماء إلى الأرض.. وهذا التجسيد هو المشار إليه بمجيء المسيح ( في سحابة) أي في جسد من أصل الماء.. و ( القوة) التي يجيء بها إنما هي قوة الفكر المسدد، المستقيم.. القوة الفكرية والخلقية..
    البشارة بمجيء المسيح في القرآن
    وعن مجيء المسيح الأخير، مجسدا للأخلاق الإلهية، في قمة ما أوصى به النبي محمد: ( تخلقوا بأخلاق الله إن ربي على سراط مستقيم)، يقول القرآن: ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة، وقضي الأمر، وإلى الله ترجع الأمور).. لاحظ التطابق بين تعبير ( السحابة) في الإنجيل وتعبير ( الغمام) في القرآن..
    وعن مجيء المسيح الأخير جاءت البشارات النبوية تترى، وهي عميقة الدلالات على مجيئه بالرسالة الثانية من الإسلام- وبشريعتها هي- لا بشريعة الرسالة الأولى.. فعن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها) رواه البخاري ومسلم والترمزي وابن ماجة وابن أبي شعبة وابن مردويه وغيرهم.. وفي رواية أخرى: ( ثم تقع الأمنة على الأرض حتى يرتع الأسد مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، وتلعب الصبيان مع الحيات) وفي رواية أخرى كذلك: ( يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا) انتهى.. لاحظ روح السلام التي تعم الأرض بمجيء المسيح الأخير في كلا بشارتي المسيح الأول، ومحمد، به، والتي ستنتهي بها جميع صور العداوات على الأرض.. وملء الأرض عدلا إنما هو، في القاعدة، بتحقيق العدالة الاجتماعية الشاملة ( الاشتراكية والديمقراطية والمساواة الاجتماعية التي ينمحي بها التمييز بسبب العقيدة أو الجنس).. وفي عبارة ( ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) إشارة إلى ما ستفضي إليه الاشتراكية، بزيادة الإنتاج وعدالة التوزيع، من شيوع خيرات الأرض حتى لا تضيق بأحد.. كما أن عبارة ( ويضع الجزية) إنما تعني وضع الجزية عن الناس، أي رفعها عنهم، وفي ذلك إشارة إلى نسخ آيات السيف، وسائر آيات الوصاية في القرآن المدني، التي هي ظل لآية السيف، ومنها آية الجزية، وذلك ببعث، وإحكام آيات الاسماح في القرآن المكي.. وكل أولئك إشارات واضحة إلى أن مجيء المسيح إنما هو بالرسالة الثانية من الإسلام يطبقها على سائر الناس كشريعة عامة بعد أن كانت شريعة فردية خاصة بالنبي الكريم.. وهي المعنى المقصود بإحياء السنة في أخريات الأيام.. فإن السنة هي شريعته الفردية كنبي، بينما كانت الشريعة هي الشريعة العامة التي طبقها على الناس كرسول..
    ولذلك فإن المسيح الأخير إنما هو المسيح المحمدي في معنى أنه يجيء بالرسالة الثانية من الإسلام التي عاشها محمد، وظلت مدخرة، في القرآن، وفي سيرته، لتعيشها بشرية القرن العشرين.. وفي ذلك يقول القرآن عن محمد: ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد).. وعن ذلك جاءت عبارة ابن عباس ( عجبت لمن ينتظر عودة المسيح، ولا ينتظر عودة محمد).. فمحمد عائد في معنى ما ستحيي البشرية من سنته- وهي الرسالة الثانية من الإسلام التي هي نقطة التقاء الأديان جميعا.. المسيح القادم هو الحقيقة المحمدية تتجسد على الأرض، فتضع البناء الفوقي على صرح الدين الذي بنى منه كل نبي ورسول من اللّبنات بقدر حكم وقته..
    خاتمــة
    نحب في هذه الخاتمة أن نتوجه إلى المسلمين بما نعني بالإسلام في مستواه العلمي، حتى يتفطنوا إلى حقيقة دينهم، فيقبلوا عليه بفهم جديد، في هذا العصر الذي اتسم بالانجازات العلمية المادية الهائلة، حتى صار يعرف بعصر العلم.. فلا بد للدين، في عصر العلم المادي، أن يكشف عن مكنونه من العلم الروحي.. فتتم المزاوجة بين العلم المادي، والعلم الروحي، بعد جفوة مفتعلة طويلة سببها جهل الناس بحقيقة الدين، وحقيقة العلم المادي..
    الإسلام في مستواه العلمي هو ما عبر عنه النبي الكريم حين قال ( الإسلام دين الفطرة) أخذا من الآية الكريمة ( فأقم وجهك للدين حنيفا، فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون).. ثم قال في تفسير الفطرة ( كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه) وهو يعني هنا كل مولود بشري، فالناس كلهم، كفصيلة، يختلفون عن فصائل الحيوانات الأخرى، ولكنهم يتفقون فيما بينهم في الفطرة، وهي العقل، والمقدرة على التفكير.. ( وكل مولود يولد على الفطرة) أي يولد بقلب سليم وعقل صاف.. ولا عبرة بالفطرة في هذه الصورة لأنها لا تقوم على التجربة.. فإذا عايش الطفل المجتمع، بدءاً بأسرته تبدأ تجربته، فيأخذ دين أبويه.. حتى إذا درج في مدارج التطور أخذ يزداد خبرة، في المجتمع الكبير، وأخذ يدخل في صراع الحياة اليومي من أجل تأمين نفسه، بدافع الخوف والطمع، فأخذت تلك الفطرة تنطمس، وتنمحي، بما يرين ( يغطي) عليها من معايب السلوك مما عبر عنه القرآن بقوله: ( كلا!! بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).. وبقدر ما يفقد القلب من سلامته، بقدر ما يفقد العقل من صفائه، فينشل عن التفكير السليم، ويلتوي مع الهوى.. ومن ههنا مشكلة السلام الداخلي في نفس الفرد البشري والتي تنشأ منها وتتسع مشكلة السلام العالمي بأسره.. ووظيفة الإسلام، في مستواه العلمي، بما هو دين الفطرة، أن يرد الناس، كل الناس، إلى سلامة القلب، وصفاء العقل، ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).. والذي حقق السلام مع نفسه، بذلك، إنما هو قد حقق السلام مع البيئة التي يعيش فيها- كل البيئة، في شتى صورها.. وهو ما نعني بتواؤم الفرد البشري مع البيئة..
    الإسلام في هذا المستوى إنما هو علم نفس.. وظيفته تحرير النفس من رواسب الخوف والجهل التي طمست فطرتها.. وهو بهذا إنما يطب للظاهرة العالمية من القلق، والحيرة، والاضطراب، والعقد النفسية، مما صار يعرف ( بمرض المدنية)، والذي تفشى في سائر المجتمعات، مما تدل عليه الإحصاءات في عيادات الأمراض النفسية والعصبية في كل العالم.. الإسلام، بهذا المستوى العلمي، كعلم نفس، إنما يرد البشرية إلى طلبتها الأساسية، وهي تستكنه مجاهيل الفضاء، والبحار، والأرض، بوسائل العلم الحديث والتكنولوجيا، وهي لا تشعر أنها إنما تبحث، في الحقيقة عن النفس البشرية.. وبالعلم بالنفس يتم الموعود القرآني ( سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق.. أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟؟).. الإسلام بهذا المعنى إنما يخاطب الفطرة البشرية، من حيث هي بشرية، بغض النظر عن فوارق واختلافات العقيدة، والجنس، والعنصر، واللون، واللسان، والموطن.. وهو بهذا المستوى يمكن أن يجمع كل أهل الديانات، وأهل الفلسفات، حيث لا تجد البشرية حلا لمشاكلها الفردية والجماعية إلا فيه..
    الدين في هذا المستوى هو محتوى الرسالة الثانية من الإسلام.. وهي مراد الدين الحقيقي في حين أن الرسالة الأولى لم تكن إلا مرحلة نحوه.. لقد جاء محمد، في العهد المكي، ( بنبوة أحمدية)، و ( رسالة أحمدية)، فدعا إلى الإسلام في مستواه العلمي، فلم يستجب له، وذلك لقصور المجتمع يومئذ، فأمر بالهجرة، وجاء عهد المدينة، ونسخت ( الرسالة الأحمدية)، وأحكمت ( الرسالة المحمدية)، فأصبح محمد ذا ( نبوة أحمدية) و ( رسالة محمدية)، فدعا إلى الإسلام، في مستواه العقيدي، فاستجيب له..
    وسيجيء المسيح الأخير ( بالنبوة الأحمدية)، وهي سنة أحمد خاتم النبيين، و ( بالرسالة الأحمدية)، فيدعو إلى الإسلام، في مستواه العلمي، كما دعا إليه النبي في أول أمره في العهد المكي، وسيستجاب له، هذه المرة، وذلك لنضج المجتمع، وطاقته، الفكرية، والمادية، الهائلة.. هذا الفرق بين ( الأحمدية) و ( المحمدية) هو ما يشير إليه قول المسيح الأول فيما يحكيه القرآن: ( وإذ قال عيسى بن مريم: يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم، مصدقا لما بين يدي من التوراة، ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد.. فلما جاءهم بالبينات قالوا: هذا سحر مبين).. فالنبوة هنا، في الحقيقة، إنما هي بمجيء ( الرسالة الأحمدية) التي سيطبقها المسيح المحمدي على الناس بعد أن طبق عليهم محمد ( الرسالة المحمدية).. ذلك بأن ( الرسالة المحمدية) تنزُّل من ( الرسالة الأحمدية) اقتضاه حكم الوقت الماضي، ونحن لا نرى إلا أن البشرية قد استعدت اليوم ( للرسالة الأحمدية) وهي التي بها يجيء المسيح رسولا!!
    لقد ختمت النبوة بمحمد، ولم تختم الرسالة، بمعنى أنه قد جاء بالرسالة الأولى ( الرسالة المحمدية) وبالرسالة الثانية ( الرسالة الأحمدية)، كليهما، موحى إليه بهما في القرآن، فعاش، في نفسه، الرسالة الثانية ( كنبوة أحمدية)، ولم يطبق على مجتمعه إلا الرسالة الأولى ( الرسالة المحمدية)، وذلك بعد ظهور قصور ذلك المجتمع عن شأو ( الرسالة الأحمدية) مما أوجب الهجرة من مكة إلى المدينة بعد ثلاثة عشر عاما من الدعوة ( بالرسالة الأحمدية)- الرسالة الثانية من الإسلام.. وسيجيء المسيح المحمدي ليطبق الرسالة الثانية ( الرسالة الأحمدية) على المجتمع المعاصر.. ولذلك فإن الرسالة لم تختم.. ختمت النبوة، ولم تختم الرسالة.. وأدل الدلائل على عدم ختم الرسالة هو بشارة النبي الكريم نفسه بمجيء المسيح ليطبق شريعة الرسالة الثانية، وينظم الحياة البشرية وفقها، فيختم هو الرسالة!!
    إننا لا نقدم الدين اليوم إلا في هذا المستوى العلمي الذي يخاطب العقل، ويسعى لإقناعه بالحقائق المستمدة من الواقع البشري، ومن التطلعات البشرية، ومن مجرى التطور في الحياة البشرية.. فنحن لا نتوكأ على النصوص، ولا نستثير العقائد، ولا نطالب بمجرد الإيمان، ولكننا إنما نرى ضرورة، وحتمية، مجيء المسيح، من ضرورة، وحتمية، الحل الذي تتطلع إليه البشرية المعاصرة لجميع مشاكلها، الفردية، والجماعية.. والإنسان الكامل ( المسيح) إنما ظل هو متعلق أحلام الفلاسفة، والأدباء، والفنانين، منذ أقدم العصور، كما هو متعلق نبوءات الأنبياء، والقديسين، والصوفية في سائر الأديان.. ففكرة ( الرجل الخارق) التي هي، اليوم، مادة فنية مشوقة للإنسان المعاصر إنما تدل، أعمق الدلالة، على ما ينطوي عليه هذا الإنسان من الأشواق إلى مجيء الإنسان المستطيع، الكامل الاستطاعة، الذي تملي مجيئه الضرورة الحياتية الماثلة.. وليست الجماعات التي أخذت تبشر ( بالمسيح) في أوربا، وأمريكا، وآسيا، تحت شتى المسميات، إلا، كذلك دلالة على تلك الأشواق المستمدة من ضرورة وحتمية مجيئه..
    إن على المسلمين لأن يتفطنوا إلى هذه الحقائق الجليلة التي ينطوي عليها دينهم، والتي أخذت اليوم تظهر، بظهور الحاجة إليها، والطاقة بها، فيتهيئوا لتوقع التغيير، الغريب، الموعود، بذهن مفتوح، وصدر متسع، ونفس سمحة.. إنهم يملكون مفتاح الكنز بأيديهم، فحري بهم أن يكتشفوه، هم، فينشروه، هم، على العالمين، وإلا فإن الوعيد بالإبعاد لهم بالمرصاد: ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم)!!



    هذا الكتاب
     إن مشكلة العالم اليوم هي مشكلة السلام!!
     توحيد الأديان الثلاثة.
     البشارة بمجيء المسيح في التوراة.
     البشارة بمجيء المسيح في الإنجيل.
     البشارة بمجيء المسيح في القرآن.
                  

العنوان الكاتب Date
محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-20-07, 09:52 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . أبو الحسين01-20-07, 10:19 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif01-20-07, 12:32 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-20-07, 03:16 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-20-07, 03:19 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . محمد عكاشة05-28-07, 08:57 AM
      Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني05-29-07, 03:45 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Omer Abdalla01-20-07, 04:28 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig01-20-07, 05:44 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-20-07, 06:14 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-20-07, 06:19 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Khalid Kodi01-20-07, 07:31 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Moneim Elhoweris01-20-07, 11:42 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 06:23 AM
      Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . د.محمد حسن01-23-07, 04:55 PM
        Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 05:37 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 06:36 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Mohamed Adam01-21-07, 07:06 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . معتز القريش01-21-07, 07:25 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 08:37 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 08:41 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . نادر01-21-07, 09:52 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 10:18 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 12:05 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 12:12 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . مريم بنت الحسين01-21-07, 01:01 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-21-07, 04:44 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif01-21-07, 05:44 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . othman mohmmadien01-21-07, 06:35 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-22-07, 04:05 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-22-07, 04:21 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-22-07, 08:41 AM
      Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-22-07, 08:59 AM
        Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالغني كرم الله بشير01-22-07, 11:38 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-22-07, 10:54 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig01-22-07, 11:09 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-22-07, 11:01 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Abu Eltayeb01-22-07, 11:40 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 04:25 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-23-07, 05:36 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . أبوبكر حسن خليفة حسن01-23-07, 08:04 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 11:56 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . محمد عكاشة04-18-07, 10:12 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 12:17 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 04:25 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-23-07, 04:50 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-24-07, 04:20 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Omer Abdalla01-24-07, 05:41 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-24-07, 05:13 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-25-07, 04:36 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-25-07, 05:29 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-25-07, 12:10 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif01-26-07, 01:22 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-27-07, 08:14 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-27-07, 07:37 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-27-07, 08:08 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-27-07, 03:37 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-27-07, 04:58 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig01-27-07, 07:23 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-27-07, 10:09 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-28-07, 02:33 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-28-07, 05:54 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . doma01-28-07, 07:28 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif01-28-07, 11:15 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-29-07, 10:56 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-29-07, 06:12 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-29-07, 08:47 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig01-29-07, 08:36 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-29-07, 11:22 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-29-07, 11:32 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-29-07, 11:34 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-29-07, 11:39 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-30-07, 05:42 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad01-31-07, 07:07 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني01-31-07, 06:12 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-01-07, 04:28 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-01-07, 11:00 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif02-01-07, 12:11 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-02-07, 01:58 AM
      طلبت مقاما بذل نفسك شرطه!!!! Yasir Elsharif02-02-07, 10:27 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-02-07, 07:39 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif02-02-07, 11:08 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-02-07, 11:32 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-02-07, 11:38 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-02-07, 11:41 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-03-07, 02:35 AM
      الواقع يتطور نحو الفكرة الجمهورية، ويطبق ما يحتاجه الناس.. Yasir Elsharif02-03-07, 09:47 AM
  المقاساة في المسيحية، والصبر في الإسلام.. Yasir Elsharif02-03-07, 11:59 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-03-07, 05:33 PM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-04-07, 00:05 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Yasir Elsharif02-04-07, 03:40 AM
      Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig02-04-07, 06:23 AM
        Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-06-07, 01:26 AM
          Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-07-07, 04:08 AM
            Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig02-08-07, 02:29 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-08-07, 04:39 AM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . Haydar Badawi Sadig02-08-07, 05:08 AM
      بالصوت.. حديث الأستاذ محمود عن أن الأصيل الواحد هو الحقيقة المحمدية.. Yasir Elsharif02-08-07, 07:45 AM
  Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . عبدالله الشقليني02-08-07, 06:25 PM
    Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-08-07, 11:25 PM
      Re: محمود محمد طه في رؤى الأحلام . osama elkhawad02-08-07, 11:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de