حوار مع أصغر مرشح/ة فى الإنتخابات العامه السودانيه .. رؤى الخضر عمر مرشحة الحزب الشيوعى

Quote: مثل هذه التّنظيمات قد تعيش في حالة عجيبة، تكون فيها قد استهلكت طاقتها الفكريّة، بينما لا تزال بها بقيّة من طاقة تنظيميّة. وأوضح مثال لهذا أيضاً الحزب الشّيوعي السّوداني؛ فقد نُقل عن القيادي البارز وعضو اللجنة المركزيّة سليمان حامد قوله في مقابلة صحفيّة: "الحديث عن الاشتراكيّة الآن وهم ناهيك عن الشّيوعيّة" (جريدة الصّحافة 4/6/2008م). فإذا كان هذا كهذا، علينا أن نتساءل عن الأهداف ذات الأساس الفكري التي يعمل الحزب على بلوغها.ولكن لا ينبغي أن نلوم الرّجل في حال صدقه؛ فالحقيقة أنّه ربّما يكون الحزب بالفعل قد استهلك طاقته الفكريّة، بينما لا يزال يحتفظ بطاقته التّنظيميّة بدرجة أو بأخرى. وهذا لا يعني أنّه من غير المؤمّل أو المنظور أن يقوم الحزب بتجديد نفسه فكريّاً، كأن يتبنّى فكراً جديداً. هذا ممكن، إلاّ أنّ الواقع يشير بوضوح إلى أن مسألة ابتناء فكر جديد سوف تقع بالضّرورة على عاتق قيادة الحزب (نسبةً لصرامة رأسية تداول السّلطة داخل التّنظيم). في هذه الحالة تبرز حقيقة أخرى ليست أقلّ خطراً من حقيقة استهلاك التّنظيم لطاقته الفكريّة، ألا وهي أنّ العضويّة القديمة التي تنتمي إلى الفكر البائد تكون قد سيقت كما لو الأنعام إلى فكر لم يدر في خلدها في أيّ يومٍ من الأيّام. ويعكس لنا هذا ما نعنيه بأنّ مثل هذه الأحزاب ربّما تقوم بتغريب الإنسان عن هويّته وعن ذاته. من أسفٍ أن يلاحظ المرء تنظيمات ذات أساس ديموقراطي وذات طبيعة أفقيّة صحّيّة، تحاول جهدها أن تتبنّى الأداء الرّأسي الصّارم الذي تراه في حال التّنظيمات العقديّة، ظنّاً منها أنّ ذلك هو أفضل أوجه الأداء التّنظيمي والالتزام. فهذه التّنظيمات لن تعجز فقط في تبنّي تلك الأساليب اللولبيّة في تشكيل سلوك أعضائها، بل تفوّت على نفسها فرصة أن تطوّر لها أشكال أدائيّة تحافظ على جوهر ومبدأ الاختيار. وبهذا سوف تجد نفسها في خاتمة المطاف تنشد الدّيموقراطيّة عبر وسائل ديكتاتوريّة. وبهذا تذهب جهودُها أباديد في اتّجاه الرّياح.

(عدل بواسطة Abdel Aati on 03-29-2010, 01:54 PM)